الطفيلي: نتيجة الانتخابات مستقبل مظلم
من ناحيته، حسم قائد ثورة الجياع، والأمين العام الأسبق لحزب الله من منزله في بعلبك، خياره بالنسبة إلى الانتخابات النيابية المقبلة، بعدم المشاركة أو حتى تقديم الدعم والمساندة الانتخابية، لأي طرف سواء أكان من المعارضة أم من الموالاة، وخاصةً أن كلتيهما، بحسب رأيه لا تملك &laqascii117o;رؤية علاجية لمشكلات البلد وسيفرز الناس بحسب طوائفهم، لأن القانون الذي ستُجرى بموجبه الانتخابات يمثّل &laqascii117o;مشروع فتنة" وسيزيد الانقسام والاصطفاف الطائفي.
يؤكد الطفيلي عدم مشاركته، رغم أنّ &laqascii117o;لدينا قاعدة شعبية، لكن لا وجود لمرشحين لنا في اللوائح ولا مستقلين". ويعزو السبب إلى &laqascii117o;أن لبنان يعيش اصطفافاً شعبياً مجنوناً ومستنفراً بأحقاده، وهناك أموال تنفق بمئات ملايين الدولارات، فضلاً عن وسائل إعلامية لكل الأطراف مستخدمة استخداماً غير محترم"، وفي جوّ كهذا وعدم توافر القدرة المالية والإعلامية لا مجال لنا لدخول الانتخابات، &laqascii117o;رحم الله امرأً عرف حدّه فوقف عنده".
وعن عدم دعمه أو مساندته لأي طرف يقول إنه لا يريد الخوض في معترك كهذا &laqascii117o;لأنني ضد مشاريع الفتنة، علماً بأنني لم أشارك قط في الانتخابات، لأن لا أحد قدّم طرحاً خارج دائرة الفتنة، وإن قدم أحدهم رؤية منقذة وأقنعنا بمشروعه ويمكن من خلالها استصراخ همم الناس، فعندها فقط أدعمه". ويلفت الطفيلي إلى أن الاستنفار الطائفي دفع الناس للذهاب إلى الانتخابات بعقليّة المحارب والمقاتل، لا بذهنيّة انتخاب مشروع بناء وطن، وأن &laqascii117o;المطلوب مني كمواطن أن أتظاهر وأدعم طائفتي وأنتخب لأن الطائفة الأخرى تمثّل خطراً على طائفتي. لذلك تأكيدي على أن المشروع للفتنة وباتجاه المزيد من الخراب للبلد والجميع في ذلك شركاء".
ويرى الطفيلي أن قانون الانتخاب جزء من عملية تدمير البلد ومن &laqascii117o;صوّت له صوّت لمشروع الفتنة"، لأنه قائم على نظام الأغلبية. ويرى أنه في حال اعتماد قانون النسبية لمنع الاصطفاف الطائفي فإنه &laqascii117o;يلغي دور الزعامات في البلد والكل عندها سيصبح له دور، أما قانون الستين فهو الذي سيفرز نواب السنة لطرف واحد والشيعة كذلك والدرزي وغيره". ويبدى استغرابه من تمسك بعض الأطراف المسيحية ذات الشأن والوزن بقانون الأغلبية رغم أنه ضد ما يعتبره مصالحهم (انتخاب نوابهم بأصوات مسيحية) لأن هذا القانون &laqascii117o;الذي قاتلوا من أجله هو ضد ما يطرحونه، وبالتالي فهم يكذبون على ناسهم".
وعن تفاصيل معركة بعلبك ـــ الهرمل، فإن &laqascii117o;الانتخابات بمناوراتها السياسية والانتخابية لم تنشط بعد في بعلبك الهرمل، ولكن الكل متربص بالآخر". بهذه العبارة اختصر قائد ثورة الجياع الوضع الانتخابي في المنطقة، ولفت إلى أنه حتى الساعة &laqascii117o;لم ترشح أي أسماء إلا المتداولة بين الناس، بغض النظر عمن يعتبر ترشيحه من المسلمات كالفريق التقليدي الذي يصطف مع جماعة 14 آذار. أما جماعة 8 آذار فعادة ما ينتظرون القرار من القيادات العليا وفي كثير من الأحيان نفاجأ بالأسماء المطروحة التي لا نعرف عنها شيئاً". واعترف الطفيلي بأن الانتخابات في بعلبك ـــــ الهرمل محسومة النتائج بفارق كبير جداً لمصلحة حزب الله وأكبر من فارق عام 2005، وهو قادر على ذلك".
ويشير الطفيلي إلى أن الجميع يستخدم المال الانتخابي &laqascii117o;بشكل قبيح جداً يسيء إلى كرامات الناس، وفي بعلبك الهرمل يعتبر المال الانتخابي موجوداً من أيام الزعامات القديمة وتطور من &laqascii117o;ثمن فنجان قهوة" إلى راتب شهري وسيارات وحتى 70 ليتراً من المازوت".
ويذكر في هذا الإطار، أنه حين كان في حزب الله كانوا يخططون في ما لو قُيِّضت لهم المشاركة في البلد إعادة النظر في كل الأمور، وأن سعيهم الأساسي لبناء البلد على أسس العدالة والقيم القانونيّة الصحيحة. ورأى أنه لو تم ذلك &laqascii117o;لكسبنا ليس الشيعة فقط، بل اللبنانيين كافة". وشدد الطفيلي على أن &laqascii117o;إخواننا في حزب الله"، بدلاً من دخول ملف وزير زائد أو وزير ناقص وثلث معطل أو ضامن ـــ علماً بأن هذا ليس السبب الوحيد في ما وصلنا إليه، بل كل الأطراف تعاونت في ذلك ـــ كان عليهم (أي قيادة حزب الله) طلب بناء الدولة على قاعدة الالتزام بالقوانين، وخاصة بعد الخروج السوري من لبنان، وكل شخص ملوث الكف وعليه شبهات لا يُقبَل به جزءاً من إدارة البلد، وسواء أكان رئيساً للجمهورية أم الحكومة أم حتى موظفين، وإن كانوا مسيحيين أو دروزاً أو سنّة المهم أنهم غير ملوثين &laqascii117o;وكنا بذلك جمعنا السنّة قبل الشيعة والدروز قبل الشيعة...".
الملف القضائي لصبحي الطفيلي
&laqascii117o;منذ عام 1997 وأنا معتدىً عليّ" بهذه الكلمات يختصر الشيخ صبحي الطفيلي حاله لناحية ملفه القضائي، فيؤكد أن &laqascii117o;ملفه سياسي بامتياز، فقد دعونا حينها إلى الإنقاذ والبناء والإصلاح، وعندما تجاوبنا معهم، وجدوا أن فئات شعبية كبيرة تتجاوب معنا في البقاع والشمال والجنوب. خافوا على مواقعهم فاستخدموا السلاح ومن ثم القانون". أضاف: &laqascii117o;لقد حولتمونا إلى المحاكمة. تفضلوا ليتم تعيين قضاة &laqascii117o;مش صبيان"، ولينظروا إلى ملفي وأنا جاهز وحاضر إذا كان هناك أي أمر ممكن أن أكون قد ارتكبته وفيه خطأ يجب أن أعاقب وبكل رحابة صدر. أما إذا كنت بريئاً، فليُعلن ذلك ولن أتوسل أو أرشي أحداً ولو بقي أمري على هذه الحال".
من جهتها، ترفض الجماعة الإسلاميّة المشاركة في انتخابات بعلبك ـــ الهرمل ترشّحاً، في الوقت الذي لم تحسم فيه خيارها بعد بالمشاركة اقتراعاً. وهي رفضت تبني ترشيح المقرّب منها رئيس بلديّة عرسال، باسل الحجيري، الذي استقال بهدف خوض الانتخابات. ويجري الحجيري اتصالات مع جميع الأطراف لتبنّيه كمرشّح مستقل. ويقول إنه مستمر في ترشّحه لأنه لم يتبلّغ رسمياً سبب عدم خوضهم المعركة، فيما تقول أوساط متابعة إن الجماعة لا تريد &laqascii117o;سوء التباس" مع حزب الله.