ـ صحيفة السفير:
نجحت روابط المعلمين في مرحلة التعليم الأساسي، في اختيار التوقيت السياسي المناسب لإعلان الإضراب العام الذي التزمت به أكثر من ألف مدرسة، تضم 23 ألف معلم ومعلمة، ما جعل أكثر من 350 ألفاً من التلامذة خارج مقاعد الدراسة، فيما لبى آلاف المعلمين دعوة هيئاتهم النقابية إلى تظاهرة حاشدة في وسط العاصمة للمطالبة بإقرار مشروع قانون ردم الهوة في سلسلة الرواتب الموحّدة بموجب القانون 661 والذي بموجبه يُصار إلى منحهم سبع درجات بدلاً من أربع درجات.
وفيما كان النواب ومشاريع النواب، يغيبون بالكامل عن تحرك الجسم التربوي الذي جاء على صورة لبنان وليس على صورة الطوائف والمذاهب والتقسيمات الانتخابية، فإن الحكومة، وربما لأسباب انتخابية، بدت متجاوبة مع مطالب المعلمين، وهو الأمر الذي عبّر عنه رئيس الحكومة فؤاد السنيورة خلال استقباله وفداً من روابط المعلمين في المحافظات الخمس، ونقلت رئيسة رابطة معلمي بيروت عائدة الخطيب عن السنيورة، وعده بدرس المطالب &laqascii117o;بجدية وإيجابية"، وأكدت لـ&laqascii117o;السفير" أن المعلمين إيجابيون ومحاورون طالما الحوار مفتوح، &laqascii117o;وعندما نصل إلى نوع من المماطلة أو التأخير سنضطر لاتخاذ خطوات تصعيدية".
وإذا كانت العبرة، تكمن في ترجمة التجاوب مع مطالب المعلمين، في مجلس الوزراء ثم في مجلس النواب، فإن المعطى الانتخابي، ربما يشكل أيضا، علامة فارقة، في تعامل الكتل النيابية مع قضية خفض سن الاقتراع إلى 18 سنة، حيث قررت خمس كتل نيابية أساسية المشاركة، ما يعني أن النصاب القانوني (الثلثان)، بات متوافراً لإقرار تعديل دستوري، يوفر لشريحة شبابية كبيرة المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة في العام 2013.
وقال عضو كتلة الوفاء النائب حسن فضل الله لـ&laqascii117o;السفير" إنه تشاور شخصياً من عدد من أعضاء الكتل النيابية (المستقبل واللقاء الديموقراطي وتكتل التغيير والإصلاح وكتلة التحرير والتنمية)، وأنه صار بالإمكان القول إن قرار حضور الجلسة وتوفير النصاب والتصويت لمصلحة خفض سن الاقتراع صار محسوماً، أضاف &laqascii117o;إذا صدقت النوايا فإن المجلس سيقر غداً هذا التعديل الدستوري التاريخي. وهذه خطوة أولى وهامة، ولكن الأهم أن تستكمل ويصار إلى تثبيتها دستورياً"، معتبراً أن الإقرار سيشكل إنجازاً لكل الشباب اللبناني، مهما كانت انتماءاته السياسية أو الطائفية أو المناطقية، وهذه الخطوة تشكل نافذة إصلاحية يمكن تطويرها مستقبلاً نحو المزيد من الإصلاحات في القانون الانتخابي.
وعلى الخط نفسه، تسلّم رئيس مجلس النواب نبيه بري، أمس، من النائب الدكتور بهيج طبارة، كتاباً يقترح فيه أن يطلب النواب الذين وقعوا اقتراح تخفيض سن الاقتراع إلى 18 سنة من ممثليهم في الحكومة، أخذ المبادرة في تقديم مشروع تعديل المادة 21 من الدستور، حتى يتسنى لمجلس النواب الحالي التصويت عليه وإقراره، لكي يتمكن من هم في الثامنة عشرة من العمر المشاركة في الاقتراع في الانتخابات المقبلة (2013).
وفيما نقل زوار الرئيس بري عنه ترحيبه بموضوع خفض سن الاقتراع، لوحظ أن &laqascii117o;القوات اللبنانية" تعمدت التحفظ على الأمر، من مقر الرئاسة الثانية، مؤكدة أنها لم تحسم خياراتها، وأنها تقيس الأمر من زاوية &laqascii117o;أن تكون اللعبة متوازنة وكاملة"!
انتخابيات
قالت مصادر متابعة للمعركة المتنية لـ&laqascii117o;السفير" إن حزب &laqascii117o;الطاشناق" ما يزال على التزامه السياسي الانتخابي مع العماد ميشال عون، ولكنه سيعطي أصواته لآل المر بمعزل عن نتيجة المفاوضات مع تيار المستقبل، حيث يسعى الحزب إلى تحسين شروطه التفاوضية، خاصة أن العرض الأول الذي قدم إليه كان عبارة عن &laqascii117o;لزوم ما لا يلزم"(أربعة مرشحين)! وقالت المصادر إن قيادة الطاشناق عقدت اجتماعاً مركزياً واتخذت في ضوئه، بالتشاور مع القيادة العالمية للحزب، توجهاً حول صيغة الترشيحات في الدوائر التي تضم مقاعد أرمنية (بيروت وزحلة والمتن) وسيبلغ للمعنيين في التوقيت المناسب.
وفيما يدفع النائب نسيب لحود باتجاه إقفال اللائحة الموالية في المتن الشمالي، بضم مرشح أرمني إليها هو جان أوغاسبيان، يصر الرئيس أمين الجميل والنائب ميشال المر على ترك المقعد الأرمني شاغراً لمصلحة مرشح &laqascii117o;الطاشناق" النائب هاغوب بقرادونيان، كذلك يريد لحود أن يكون شريكاً في اختيار المرشحين، بعدما باتت اللائحة على مشارف الإقفال، في ضوء احتمال ضم بيار أشقر إليها مرشحاً من جانب آل المر، فيما لم تتراجع &laqascii117o;القوات" عن ترشيحها لأدي أبي اللمع.
ويتردد أن المعارضة لن تعدل في أسماء مرشحيها في المتن الشمالي باستثناء اسم واحد لمصلحة انضمام مرشح الحزب القومي غسان الأشقر، وذلك بعد مفاوضات شاقة بين القوميين وعون، أسفرت تفاهماً شاملاً في كل الدوائر المشتركة بين الجانبين.
وتعقد قيادة الحزب القومي اجتماعاً حاسماً اليوم، للبتّ بالترشيحات في عدد من الأقضية، ومن المرجح أن يختار الحزب د.سليم سعادة لخوض المعركة في الكورة عن المقعد الأرثوذكسي، غسان الأشقر عن أحد المقاعد المارونية الأربعة في المتن، مروان فارس عن المقعد الكاثوليكي في بعلبك ـ الهرمل ( بالتفاهم مع حزب الله)، أسعد حردان عن المقعد الأرثوذكسي في مرجعيون ـ حاصبيا ومحمود الحسن عن أحد المقاعد السنية الثلاثة في عكار.
المنية والضنية وعكار
ومن الشمال، كتب الزميل خضر طالب تقريراً انتخابياً عن التحضيرات للمعركة الانتخابية في الضنية والمنية وعكار تضمّن الآتي:
تتجه كل المعطيات المتسربة من قريطم نحو تكريس مقعدي الضنية لمصلحة النائبين أحمد فتفت وقاسم عبد العزيز، في ظل ميل شبه أكيد نحو استبعاد انضمام مرشح الجماعة الإسلامية النائب السابق أسعد هرموش لأسباب عدة أبرزها ما يتعلق بنتائج المشاورات الجارية بين النائب سعد الحريري والجماعة الإسلامية والتي تجاوزت عقدة الترشيح في الضنية لمصلحة انضمام عضو المجلس الشرعي في بيروت عماد الحوت إلى لائحة المستقبل، مع احتمال زيادة حصة &laqascii117o;الجماعة" بضمّ مرشح الجماعة في البقاع الغربي، في حين أن &laqascii117o;الجماعة" تفاوض على المقعد الثاني في صيدا لمصلحة رئيس المكتب السياسي الدكتور علي عمار.
أما بالنسبة للمقعد الثالث عن المنية، والذي يشغله حالياً النائب هاشم علم الدين، فيبدو أنه سيكون من نصيب منسق تيار المستقبل في المنية الدكتور عامر علم الدين.
وقد شكّل إعلان النائب السابق جهاد الصمد قبل أسابيع أنه مرشح مستقل من خارج الاصطفافات السياسية صدمة لقواعد المعارضة، وبدا أنه قد أحرج من كان يُفترض أنهم حلفاؤه، ودفعهم للتفكير في تشكيل لائحة ثانية بعد أن كانوا يعتبرون الصمد بمثابة رافعة لهذه اللائحة، بسبب نجاحه خلال السنوات الأربع الماضية في المحافظة على قواعده الشعبية، وفي التمدد إلى بعض قواعد المستقبل، علماً أن النائبين السابقين عن المنية محمود طبو وصالح الخير لم يحددا خياراتهما حتى الآن.
أما في دائرة عكار التي تضم سبعة نواب (3 سنة وأرثوذكسيان وماروني وعلوي)، فإنها لم تستفق بعد من تداعيات الهزة التي أحدثها النائب سعد الحريري، بتعبيره أمام أعضاء الماكينة الانتخابية في عكار أثناء اجتماعها في قريطم، قبل يومين، عن الرغبة في التغيير، ليتبين أن الثابت الوحيد على لائحة المستقبل في عكار هو النائب هادي حبيش عن المقعد الماروني، وأن هناك نسبة أقل لمصلحة النائب رياض رحال عن أحد المقعدين الأرثوذكسيين، ربطاً بما ستؤول إليه الاتصالات مع القوات اللبنانية التي ترشح وهبه قاطيشا أو مع حركة اليسار الديموقراطي الذي يرشح نقيب المعلمين نعمه محفوض، بعد استبعاد النائب عبد الله حنا، وربطاً باحتمال حصول الائتلاف مع نائب رئيس الحكومة السابق عصام فارس.
كما تراجعت حظوظ النائب مصطفى هاشم عن أحد المقاعد السنية في عكار تبعاً أيضاً لمسار مشروع الائتلاف مع الرئيس نجيب ميقاتي الذي يريد تسمية مرشح من المراعبة (آل المرعبي)، أو لاحتمال ترسيخ تحالف المستقبل مع أمين عام اللقاء الإسلامي النائب السابق خالد ضاهر، الذي زار قريطم أمس، علماً أن هاشم وضاهر هما من بلدة ببنين، حيث لا يمكن استبعادها ولا أخذ مرشحين منها.
كما حسم المقعد العلوي في عكار لمصلحة السفير السابق خضر حبيب، بدلاً من النائب الحالي مصطفى علي حسين الذي كان انقلب على تيار المستقبل وصار مرشحاً ضمن لائحة المعارضة.
ويبدو أن مشاريع التوافق تنتظر قرار نائب رئيس الحكومة السابق عصام فارس في عكار، وهذا ما سوف يتقرر نهاية الشهر الجاري، بعد مشاورات مكثفة يفترض أن تجري في باريس نهاية هذا الأسبوع بين كل من الرئيس ميقاتي والرئيس فارس والنائب الحريري من أجل بحث التفاصيل المتعلقة بمشروع الائتلاف في عكار.
وتشير المعلومات إلى أن لائحة المعارضة في عكار ترتكز بشكل رئيسي على قوى أساسية: الرافعة السنية الأساسية المتمثّلة بالنائب السابق وجيه البعريني، وبكتلة أصوات منطقة وادي خالد المؤيدة لتوجه قوى المعارضة، التيار الحر، الحزب القومي، الوزن الذي يمثله النائب السابق مخايل الضاهر، وكذلك النائب السابق كريم الراسي، في انتظار أن يبت كل من النائبين السابقين طلال المرعبي ومحمد يحيى موقفهما، على أساس أن الأول ينتظر قرار فارس والثاني ينتظر قرار الضاهر، فضلاً عن موقف الحزب الشيوعي الذي لم يحسم خياراته حتى الآن وهو الذي كان خاض معركة 2005 في لائحة ثالثة غير مكتملة (تفاصيل ص 4).
في هذه الأثناء، تميز اليوم الثاني من &laqascii117o;زيارة الدولة" التي يقوم بها رئيس الجمهورية ميشال سليمان إلى العاصمة الفرنسية، بزيارة مجلس الشيوخ الفرنسي، حيث أمل أن نصل يوماً ما &laqascii117o;إلى تشكيل مجلس الشيوخ". وزار سليمان أيضا ضريح الجندي المجهول عند قوس النصر، حيث وضع إكليلاً من الزهور، كما زار دار بلدية باريس، حيث جرى البحث في أوجه التعاون بين بلديتي بيروت وباريس، كما التقى السيدة نازك رفيق الحريري والرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك.