صحف ومجلات » مقالات وتحليلات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت 21/3/2009
ـ صحيفة السفير سليمان تقي الدين: الحوار يندلع في العالم يبدو أن الأزمة المالية العالمية لم تلامس القعر بعد، وأن تداعياتها على الاقتصاد ستتبلور وتظهر بوضوح خلال هذا العام انكماشاً وركوداً ما يؤدي إلى إعادة ترتيب التوازنات بين الدول. سيكون من الصعب على الولايات المتحدة الأميركية أن تحتفظ بقيادتها الاقتصادية للعالم الرأسمالي وكذلك بدورها العسكري الممتد في القارات الخمس. إن كلفة الحرب كما جرى اختبارها في أفغانستان والعراق لا تتناسب مع المردود الاقتصادي الذي يمكن أن تجنيه السياسات الاستعمارية الجديدة. في المدى القريب ثمة حاجة إلى سياسات دفاعية أميركية للحفاظ على شبكة المصالح والنفوذ الحاليين. الأولوية الأميركية هي لوقف النزف الذي يسمح بخفض الاستنفار العسكري في مناطق عدة من العالم ولا سيما في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى. إذا صح هذا التحليل، ولا وقائع تنقضه حتى الآن، فإن العرب مطالبون بصياغة دقيقة لمصالحهم وأهدافهم وترتيب لأوراقهم.
ـ صحيفة الأخبار فداء عيتاني: لمصلحة مَن ضرب توازن صيدا؟ ومن الذي يتحمّل ذلك؟ (...) لا يمزح قياديون في حزب الله حين يتحدثون عن صيدا ودورها ودور سعد فيها، وكذلك لا يرغب الرئيس نبيه بري في الحديث عن صيدا بمعزل عن التوافق فيها، أو بالأحرى التقاسم ما بين سعد وبهية. وهناك في الكواليس من يتخوّف مما يمكن أن يحصل إذا ما قرّرت بهية، الحريصة على صورتها الرصينة، التخلي عن صورتها تحت وطأة هاجس الحصول على نائب واحد إضافي إلى مقاعد الأكثرية الحالية، هناك من يتحدث عن استحالة ضبط الشارع الصيداوي، وعن وضع مخيم عين الحلوة الذي يتم التعامل معه بميزان &laqascii117o;الجوهرجي" لدقة التوزانات فيه وخطورتها. كذلك فإن هناك من يشير إلى حارة صيدا ذات الأكثرية الشيعية، الفقيرة، التي قد ترى أنها أخرجت من المدينة سياسياً كما هي مطرودة منها جغرافياً وديموغرافياً. المقاومة لم تعلن مرة، إلا أن الكل يعلم أن صيدا، بطرقها الرئيسية الثلاث: البحرية، وطريق ساحة النجمة، والأوتوستراد الشرقي، هي ممر أساسي للجنوب ولحركة المقاومة، كذلك فإن صيدا قامت، منذ عام 1993 حين وقعت حرب &laqascii117o;تصفية الحساب" الإسرائيلية، بدور قيادة المقاومة الخلفية، حيث ضُربت مواقع علنية لحزب الله في المناطق المحاذية للمدينة، وخاصة مركز الشيخ نبيل قاووق. واليوم صيدا ومحيطها هي مقر القيادة غير المعلن للمقاومة، فمن يقبل بأن يخلّ بتوازن قد تراه قيادة المقاومة أكثر من استراتيجي؟ ومن الذي يتحمّل مسؤولية سحب صيدا من دورها التاريخي، حين كانت ممراً ومقراً لليسار في المقاومة ضد إسرائيل، ومركزاً للجماعة الإسلامية لمقاومة الاحتلال؟ وقبلها كانت عنواناً للتحركات الشعبية بقيادة معروف سعد ضد الاحتكارات. وصيدا اليوم هي طريق ما بعد بعد حيفا، على الأقل كما يراها حزب الله، وكما يدركها كل من في المعارضة، والكتل الثانوية فيها ستتحرك يوم الانتخاب لتؤدي الدور الأساسي الذي يشير إليه بري، في ترجيح كفة ضد أخرى، وستكون أصوات قليلة ربما للشيعة (4600 ناخب) والموارنة والكاثوليك (1200 ناخب و1700 على التوالي) أقرب حتماً إلى سعد من آل الحريري.فضلاً عن هذه القوى الصغيرة ستنضم فرق لم تؤدِّ دورها في الانتخابات الماضية للمعركة هذه المرة، وليس أقلها جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية (الأحباش).
ـ صحيفة الأخبار إبراهيم الأمين: جنبلاط &laqascii117o;يجمّد" موقفه الجديد إلى ما بعد الانتخابات قبل أيام قليلة، التقى النائب وليد جنبلاط صحافياً أجنبياً وناقشه في أمور عامة تخصّ لبنان والمنطقة، وأبلغه مجموعة من المواقف التي تندرج في سياق ما يُتّفق على اعتباره اليوم تحوّلاً في اتجاهات زعيم الغالبية الدرزية على صعيد الموقف من المسائل العالقة لبنانياً وفي المنطقة، وهو قال كلاماً عن حزب الله وسوريا بدا غريباً ومفاجئاً للصحافي المذكور، قبل أن يقول له جنبلاط صراحة: أرجو عدم نشر هذا الكلام في صحيفتك (يومية أوروبية مشهورة جداً) ولنؤجّل النقاش والمواقف هذه إلى ما بعد الانتخابات النيابية. وفي مطالعة له مع كوادر من القريبين إليه، قال جنبلاط إنه يجب المحافظة على صورة الموقف الموحّد مع بقية قوى 14 آذار حتى الانتخابات، وبعدها يجب الاستعداد لمواقف جديدة، ربما جعلتنا في تباين مع قوى كثيرة موجودة في 14 آذار. وعاد جنبلاط ليتحدث عن كيفية التعامل مع الملفات الاقتصادية والاجتماعية، متحدثاً بصورة نقدية عن سياسة الرئيس فؤاد السنيورة، وقائلاً بصراحة إن لدى حزبه مجموعة من المواقف ستكون حاضرة أمام الجميع في مرحلة لاحقة. وإذ يبدو جنبلاط متحمّساً لصفقة الحد الأدنى مع المعارضة، فهو يريد إنجاز الأمر من بابين: الأول يخصّ الطائفة الدرزية نفسها، حيث يعتقد أن الدنيا لن تنهار إن هو فقد مقعداً درزياً في قضاء عاليه وأعطاه مباشرة أو مواربة للوزير طلال أرسلان، لأن في ذلك ما يساعده على ترتيب الوضع الداخلي في الطائفة، وعلى تحييد أرسلان في مواجهة أقطاب أخرى من المعارضة الدرزية في الجبل (السوريين القوميين ووئام وهاب) وفي البقاع (فيصل الداوود)، إلى جانب كونه يترك انطباعاً إيجابياً وسط أنصاره الذين يعتقدون أنّ من غير المستحب الدخول في مواجهة مع أرسلان الآن. أما الباب الثاني، فهو من زاوية الدعوة إلى خرق الجدار القائم بين فريقي الموالاة والمعارضة، من خلال تثبيت تفاهم الدائرة الثانية في بيروت، ومن خلال إنتاج تفاهم آخر في البقاع الغربي يحفظ للرئيس بري مقعده الحالي الذي يشغله النائب ناصر نصر الله، وعدم الدخول في مواجهة حول المقعد الدرزي في حاصبيا الذي يشغله النائب أنور الخليل الذي لا يرى فيه جنبلاط خصماً. ولا يخفي جنبلاط استعداده لمقايضة في دائرة بعبدا إذا كان الطرف الآخر مستعداً. ويبدو أن جنبلاط لا يريد الآن الدخول في متاهة مع حلفائه الآخرين من المسيحيين أو من المسلمين، وهو في هذه الحالة يريد المحافظة على تحالفه الوثيق مع مسيحيي 14 آذار ومع تيار المستقبل في دوائر البقاع الغربي والشوف وعاليه، حيث لا يريد في الأولى حصول اهتزاز أو خسارة، ولا يريد أن يفوز بفارق غير كبير في الثانية، ولا يريد اختراقاً من الطرف الآخر في الثالثة. وهذه الأمور تفرض على جنبلاط مقاربة جديدة لملف المرشحين، إذ إنه يفضّل أن يكون غطاس خوري معه في الشوف، لكنّه مضطر إلى اتخاذ قرار إزاء موضوع كلّ من جورج عدوان ودوري شمعون، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الكتائب في بعبدا، أو لطرح النائب الحريري إقفال لائحة البقاع الغربي بمرشح شيعي قريب من 14 آذار. لكن هل هذا يعني تغييراً في اقتناعات الرجل ونظرته إلى مستقبل الوضع السياسي في لبنان أو مستقبل علاقته مع سوريا؟السؤال يبقى رهن حجم القلق الذي ينتاب الرجل إزاء المرحلة المقبلة، وحجم ردة فعله السلبية من مواقف الدعم الأميركية لفريق 14 آذار التي لم تعد تتجاوز كلاماً عاماً يقوله سفراء من مستويات متدنية، بينما لم يتلقّ أقطاب هذا الفريق بعد أجوبة عن طلبات مواعيد مع البارزين في إدارة باراك أوباما في واشنطن.
ـ صحيفة الأخبار عفيف دياب: البقاع الغربي: الأكثريّة نحو لائحة مكتملة ومرشّحها الشيعي... يساري ارتفع النقاش الداخلي بين أركان قوى 14 آذار الأساسيين بشأن معركة انتخابات دائرة البقاع الغربي وراشيا وسبل مواجهة لائحة &laqascii117o;المرجعية البقاعية"، التي أصبحت مكتملة شكلاً ومضموناً، حيث تجرى التحضيرات لإعلان ولادتها رسمياً في مهرجان شعبي كبير يقام في المنطقة رغم جملة الملاحظات التي يبديها بعض أعضاء اللائحة على زميل لهم يحسن &laqascii117o;التغزّل" برجال دين محليين خياراتهم معروفة سلفاً ويدعمون بوضوح لائحة 14 آذار. ويقول متابعون في البقاع الغربي إن رئيس تيار &laqascii117o;المستقبل" النائب سعد الحريري ناقش &laqascii117o;نقاشاً معمّقاً" مع حليفه النائب وليد جنبلاط: &laqascii117o;أهمية العمل على تأليف لائحة مكتملة ومقفلة". ويضيفون إن الحريري أبلغ جنبلاط، في الاجتماع الليلي الذي عقد الأسبوع الماضي في قريطم &laqascii117o;وجوب إقفال اللائحة وترشيح شيعي من 14 آذار، لأن ترك المقعد شاغراً سيؤدي حكماً إلى فوز مرشح الرئيس نبيه بري النائب ناصر نصر الله، من دون مقابل يقدمه رئيس حركة أمل". ويتابعون أن حوار الحريري ـــــ جنبلاط &laqascii117o;خلص إلى توافق مبدئي على أهمية خوض 14 آذار معركة البقاع الغربي وراشيا بلائحة مكتملة، بهدف ضمان الفوز الكامل وعدم تسجيل أي خرق من لائحة مراد". ونزولاً عند رغبة النائب الحريري بوجوب إقفال لائحة 14 آذار في دائرة البقاع الغربي وراشيا، نشطت الاتصالات السياسية على أكثر من محور محلي وعلى الصعيد العام &laqascii117o;بحثاً عن مرشح شيعي يمثّل حيثية ويكون مقبولاً ولا يستفز الجمهور الشيعي في المنطقة". ويقول أحد المشاركين في هذه الاتصالات لـ&laqascii117o;الأخبار" إن مجموعة من الأسماء الشيعية &laqascii117o;طرحت على أكثر من جهة ومرجع في 14 آذار"، كاشفاً أن من الأسماء التي جرى النقاش بشأن إمكان ترشّحها في البقاع الغربي &laqascii117o;الوزير إبراهيم شمس الدين، والدكتور سعود المولى، والقيادي في حركة اليسار الديموقراطي الدكتور أمين وهبي، وهو الوحيد من البقاع الغربي (بلدة لبايا)، الذي يبدو أنه الأوفر حظّا إذا حسم قرار عدم ترشّح النائب إلياس عطا الله عن المقعد الماروني في طرابلس لدورة ثانية".
ـ صحيفة النهار خليل فليحان: حضور البشير ونجاد القمة يُحرج قطر ودولاً مشاركة يكمن التحدي الكبير المطروح امام القمة العربية السنوية في دورتها الـ21 التي ستعقد في قطر في دعوة الرئيس السوداني عمر البشير الى حضورها على رغم خطر اعتراض مقاتلات عسكرية لطائرته خلال انتقالها الى الدوحة. وحتى اذا لجأ الى ركوب طائرة لا يشتبه فيها معتمدا طريقة التمويه فسيكون نجم القمة ويرتب على صاحب الدعوة امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني احراجا دوليا، بعدما طالب رئيس تلك المحكمة حاكم قطر بتسليمه الرئيس السوداني على اساس ان قطر عضو في الامم المتحدة. ولفتت مصادر ديبلوماسية عربية في بيروت الى ان التحدي الآخر المطروح امام قمة الدوحة هو مشاركة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد وتهديد عدد من الدول بخفض تمثيلها في القمة الى ادنى درجاته، وفي مقدم هذه الدول مصر ودول خليجية اخرى على رغم انفتاح الادارة الاميركية الجديدة على طهران واستعدادها لمحاورتها، والصدى الايجابي للرسالة التي وجهها الرئيس باراك اوباما في هذا الصدد.
ـ صحيفة النهار سركيس نعوم: ايران لم تلتقط بعد... يد اوباما ! في الموضوع الايراني، يقول متابعون اميركيون لأوضاع المنطقة في واشنطن، لم ير الاميركيون والعالم خطوات حوارية ملموسة. لكن ذلك لا يعود الى فتور في نية اميركا بمقدار ما يعود الى رغبتها في جس نبض الجمهورية الاسلامية الايرانية حيال الحوار معها قبل اقتراح خطوات حوار ملموسة، وذلك تلافياً لأن تواجه بشروط غير قابلة للتذليل، هي التي اعلنت استعدادها لحوار بلا شروط مع هذه الجمهورية، او باهمال او بتأخير الردود على اي اقتراح، او بردود فعل فيها غرور مع ما في ذلك من تناقض مع الطبع الايراني عموماً المتّصف بالحكمة والتأني. علما ان الغرور يبقى جزءا من طبيعة البشر وخصوصاً اذا حققوا خلال سنوات طويلة انجازات بالغة الأهمية وانتصارات غير متوقعة جعلتهم ينسون انهم واجهوا قبل ذلك خسارات كبيرة. وكان يمكن ان تكون اكبر لولا اعتبارات عدة معروفة. وفي هذا الاطار يأتي اشتراك اميركا في مؤتمر تعقده 'منظمة شنغهاي للتعاون' بعد ايام للبحث في وضع افغانستان من 'جاراتها'. وفي الاطار نفسه يأتي اشتراك اميركا على مستوى رفيع في مؤتمر مخصص لأفغانستان دعت الامم المتحدة الى عقده في لاهاي آخر الشهر الجاري. كما يأتي، في الاطار اياه، كلام رسمي اميركي على احتمال تخفيف القيود على لقاءات بين ديبلوماسيين اميركيين وايرانيين يصادف انهم يشاركون في اجتماعات موسّعة متنوعة دولية او اقليمية. طبعاً، يلفت المتابعون الاميركيون انفسهم، الى ان ايران الاسلامية لم تلتقط بعد اليد التي مدّتها اليها اميركا باراك اوباما او على الاقل هذا هو الانطباع المتكوّن في واشنطن. وقد يكون سبب ذلك في رأيهم عدم انتهاء ايران من درس خياراتها كلها في ضوء تقويمها للأوضاع العربية والاقليمية وقدرتها الفعلية. او انتظار انتهاء الانتخابات الرئاسية الايرانية في حزيران المقبل. في هذه الاثناء، يضيف المتابعون انفسهم، تستمر الاتصالات بين الدولتين وإن من دون ان تحقق تقدماً يذكر. علماً ان الرئيس اوباما انهى مراجعته الموضوع الإيراني بدليل الكلمة المتلفزة التي وجهها امس الى الجمهورية الاسلامية الايرانية. ماذا عن الموضوع السوري في ضوء قرار ادارة اوباما الانخراط في حوار مع النظام الحاكم في سوريا؟ الانطباع الاولي او المبدئي عنه يبدو جيداً في رأي المتابعين اياهم. فالاتصالات الممهِّدة للحوار بين دمشق وواشنطن بدأت في واشنطن قبل اسابيع واستكملت في دمشق على مستوى رفيع. وهناك قرار لدى العاصمتين السورية والايرانية بالاستمرار فيها. والرئيس بشار الاسد يبدو جاداً في هذا الامر. والدول العربية المؤثرة وفي مقدمها السعودية ومصر ابدت استعدادا لمساعدته في سلوك اتجاه التفاهم مع اميركا اذا اراد ذلك وكان جديا فيه. وربما كان ذلك احد اسباب 'المصالحة' التي اطلقها العاهل السعودي عبدالله بن عبد العزيز في قمة الكويت الاخيرة. وطبعاً ليست هذه الدول جمعيات خيرية، انما لها اهداف تحاول تحقيقها من خلال تسهيل تفاهم واشنطن ودمشق اهمها مواجهة التحدي الايراني لها والخطر الايراني عليها. اما على طاولة الحوار او التمهيد له بين سوريا واميركا فليست هناك، PJN الآن على الاقل، 'جزرات' او 'عصي' لكن القيادة السورية تعرف انها قد تحصل في حال سار الحوار كما يجب على عودة سفير اميركي الى عاصمتها وخفض للعقوبات الاميركية عليها. هل من عقبات تعترض اقتراب سوريا بشار الاسد من اميركا اوباما؟ اذا كانت هناك عقبات، يجيب المتابعون الاميركيون انفسهم، فان ايران قد تكون ابرزها لأنها لا تبدو 'مسرورة' بالاتجاه الذي بدأ يسلكه الاسد سواء نحو اسرائيل او نحو واشنطن. ولأن ادارة اوباما تعرف ذلك فانها مستعدة لاعطاء سوريا الوقت الذي تحتاج اليه لاثبات جديتها في الحوار ورغبتها في التوصل الى تفاهم او تسوية مع اميركا. الا ان ما يزعج بعض هؤلاء المتابعين هو التقرير الاتهامي، او الظني، الذي يفترض ان يصدر عن المحكمة الخاصة بلبنان في اغتيال الرئيس رفيق الحريري. فاذا صدر قبل الانتخابات النيابية اللبنانية وتضمّن اسماء رفيعة في سوريا فان الرئيس الاسد Sيوقف التوجه صوب اميركا على الاقل لمدة وقد يدفعه الى العمل بكل الوسائل وفي كل الساحات بما فيها لبنان لتلافي الاخطار عليه وعلى نظامه. واذا صدر قبل الانتخابات وخلا من اسماء سورية فان التوجه نحو اميركا سيستمر، ولكن في الحالتين ستتأثر به انتخابات لبنان. اما اذا صدر التقرير الاتهامي او الظني بعد الانتخابات، وربما بعد توصل واشنطن او دمشق الى تفاهمات وإن مبدئية، وسواء تضمن اسماء او لا فان الحوار قد يستمر وإن مع بعض صعوبة وقد يفتح الابواب امام تسويات معينة. الا ان اثارة هذا الموضوع قد لا تكون واسعة، في رأي متابعين لبنانيين لمسيرة المحكمة الخاصة بلبنان، لأن ما في حوزتهم من معطيات ومعلومات يستبعد ان يصدر القرار الاتهامي، او الظني، خلال مدة قصيرة كما يتخوف المتابعون الاميركيون.
ـ صحيفة النهار علي حماده: 8 حزيران 2009 في اليوم التالي ! لو كان لبنان بلدا تسوده حياة سياسية طبيعية، تأتي من ضمنها الانتخابات الاشتراعية كمحطة لتداول السلطة بين اكثرية ومعارضة، في اطار من الضمانات السياسية الاساسية، لكان يصح القول ان الانتخابات النيابية في لبنان هي محطة عادية، ولا تستأهل ان تصنف كاستحقاق تاريخي يفصل بين مشروعين متناقضين حتى اللحظة: مشروع التحالف الاستقلالي العامل لسيادة مشروع الدولة، ومشروع 'حزب الله' العامل على نسف النظام واسس الكيان عبر توسيع نطاق الدويلة المسلحة والمرتبطة بأجندة خارجية. من هنا اهمية اللحظة السياسية، لا بل التاريخية في يوم 7 حزيران للفصل اقله في صناديق الاقتراع بين المشروعين، بملاحظة ما يريده اغلب اللبنانيين لوطنهم. صحيح ان القوى الاستقلالية لن تتمكن في حال انتصارها من فرض مشروعها بالاستناد الى نتائج الانتخابات وحدها، وانه سيتعين الاستمرار في خيار الحوار السياسي للتوصل الى حل للاشكالية الاكبر ألا وهي سلاح 'حزب الله' منعا لانفجار الشارع مجددا على النحو الذي حصل في 7 ايار 2008. ولكن الاصح ان خسارة القوى الاستقلالية للانتخابات سيكون بمثابة البداية الرسمية لسقوط الكيان في يد الدويلة. كما سيؤشر الى ولادة دولة 'حزب الله' على كل التراب اللبناني، ليجر امتلاك الحزب مفاتيح السلطة تغييرات جذرية على البنية السياسية، ثم الاجتماعية والاقتصادية وصولا الى نسف النظام برمته. هذا هو التحدي الكبير يوم السابع من حزيران الذي ينبغي ان يشكل منافسة ديموقراطية حضارية تتمخض عنه غالبية استقلالية واضحة، سيقع على عاتقها للسنوات الاربع المقبلة ان تقف حائلا دون تقدم مشروع 'حزب الله' الاكبر بخطره من مجرد التنافس على السلطة، باعتباره مشروعا إلغائيا ليس لفئة لبنانية بعينها بل لفكرة لبنان الكيان القائم على نظام ديموقراطي، تعددي، دقيق التوازن، لا يمكنه ان يؤدي دور الساحة المفتوحة لحروب الآخرين الى ما لا نهاية.
ـ صحيفة النهار هيام القصيفي: تطبيق الطائف يظهر لان 7 حزيران ينهي الدوحة على رغم الانشغال بالتحضير للانتخابات النيابية، برزت مفارقة في المدة الاخيرة تمثلت في عودة الحديث عن اتفاق الطائف، وسط تمايز في المواقف برز بوضوح خلال الجلسة الاخيرة لمجلس النواب. وبدا واضحا في ظل التطبيع العربي للعلاقات المتشنجة، ونضج القرار العربي والدولي باجراء الانتخابات النيابية في لبنان، ان ثمة اتجاها نحو التهدئة ينعكس تلقائيا على تشكيل اللوائح الانتخابية، حتى ان ثمة من يشير الى ان الائتلافات ستأخذ مداها في الاسابيع المقبلة، برعاية عربية سياسية وامنية. هذا المنحى بدأ يتكرس تدريجا ويطرح اسئلة عن المناقشة السياسية في مرحلة ما بعد الانتخابات، لان 7 حزيران سيشكل خاتمة مفاعيل اتفاق الدوحة، مما يعني عودة الحديث الى اتفاق الطائف وتطبيق كل بنوده. في المقابل تقرأ المعارضة اتفاق الطائف منذ مدة قراءة مغايرة، وتلوح في كثير من الاحيان به بتعديله على ما ظهر جليا اواخر العهد الماضي. ورافق ذلك في اكثر من مناسبة حديث اركان المعارضة عن اجراء استفتاء شعبي حول القضايا المصيرية، على غرار ما فعل اكثر من مرة الامين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصر الله وكذلك العماد عون الذي تحدث عن انتخاب رئيس الجمهورية مباشرة من الشعب، وحتى حديث اركان المعارضة الشيعية عن قانون للانتخاب قائم على دوائر كبيرة او لبنان دائرة انتخابية واحدة والتزام النسبية إعلامياً فحسب من دون الذهاب بها بعيدا نحو التطبيق. وستفتح هذه المناقشة مجددا بعد الانتخابات النيابية على قاعدة التعديلات والمس بالطائف، والمواضيع التي ستطرح على بساط البحث بعد انقشاع غبار المعركة الانتخابية، خصوصا ان الاتجاهات العربية تتحدث عن لا غالب ولا مغلوب في هذه المعركة. وسيبرز بوضوح التزام الطائف مجددا في تشكيل الحكومة، وفي البحث في اللامركزية الادارية والاهم في البحث في قانون الانتخاب خارج القيد الطائفي. لان مفاعيل اتفاق الدوحة بما في ذلك قانون القضاء ستكون في حكم المنتهية في 8 حزيران المقبل، وسيكون لبنان مجددا امام مرحلة جديدة يتأكد فيها التزام جميع اللبنانيين اتفاق الطائف وليس تعديله او التحايل عليه.
ـ صحيفة المستقبل ثريا شاهين: واشنطن لم تر تعديلاً في دمشق ولديها شروط لحوار الحزب افادت مصادر ديبلوماسية غربية بارزة، ان الادارة الاميركية تقف الى جانب المقتضيات الدستورية في تشكيل اي حكومة لبنانية جديدة بعد انجاز الانتخابات النيابية، خصوصا اذا ما افرزت هذه الانتخابات اكثرية واقلية. وبالتالي تعارض واشنطن حكم الاقلية، وليس من مانع لديها بحكومة اكثرية مطعمة بالمعارضة، لكن الا تصل نسبة مشاركتها الى الثلث المعطل. لذا، فان واشنطن لا تؤيد مفهوم حكومة الوحدة الوطنية، الذي يتساوى فيها الفائز في الانتخابات مع الاقل فوزاً، وتدعو الى تطبيق الدستور على اساس ان اتفاق الدوحة تم التفاهم حوله لتمرير المرحلة التي كانت تفصل احداث ايار عن استحقاق الانتخابات النيابية. أما في ما خص الحوار البريطاني مع 'حزب الله'، فان لندن ابلغت واشنطن حول رغبتها بفتح خط حواري مع الحزب، قبل اعلانها عن مسعاها هذا. ويعود سبب تحفظ واشنطن الى امرين اساسيين: الاول، ضرورة انتظار بدء الحوار الاميركي الايراني المباشر والمعمق، والثاني هو ان الالتزامات الاميركية تختلف عن الالتزامات الاوروبية بالنسبة الى المصالح الاسرائيلية. اذ ان امن اسرائيل يشكل لدى واشنطن اولوية مطلقة. وفي حوار مع 'حزب الله' لا بد ان يمر في اطار تنفيذ شروط اميركية. ولعل ابرزها اعتراف الحزب باسرائيل، واعترافه بكل الاتفاقات السلمية التي وقعتها الدولة العبرية مع الاطراف العرب، ثم ازالة كل تهديد تعتبره اسرائيل مصدرا لها من 'حزب الله'. في حين لدى اوروبا توجه ملفت بالنسبة الى 'حزب الله'، انطلاقا من التجربة الايرلندية، ومحاولة تحويل الحزب عبر الحوار معه واقناعه، من حزب عسكري الى حزب سياسي. الا ان واشنطن لا تفرق بين الجناح العسكري للحزب والجناح السياسي. وتعتبره حزبا ارهابيا. في حين ميز الاوروبيون بين جناحي الحزب السياسي والعسكري. ومع تغيير الادارة الاميركية السابقة، واجواء الانفتاح والحوار الذي تتمسك به الادارة الحالية، وجد الاوروبيون لا سيما بريطانيا، ان هناك مظلة كبرى دولية، بحكم ما هو متاح، يمكن لاطرف اوروبيين وعرب التحرك في سياقها واطلاق مبادرات متنوعة تصب في خانة السعي لتنفيذ المطالب الدولية من ايران وسوريا وكافة الجهات والتنظيمات المسلحة ذات ارتباط بهما لاسيما الحزب و'حماس'.
ـ صحيفة المستقبل فادي شامية: هل ترضى إيران بـ 'الشرعية العربية' بديلاً من مواصلة التسلل عبر النوافذ الخلفية؟! الدور الإيراني أظهر العديد من المشكلات ذات الخلفية المذهبية في عدد من البلاد العربية، ولا سيما في العراق، والبحرين، ولبنان، والكويت (أزمة تأبين عماد مغنية ـ أزمة دخول الشيخ محمد باقر الفالي)، والسعودية (أحداث البقيع الأخيرة على سبيل المثال) وغيرها. كما أظهر إمكانية غير مسبوقة لإيران في إشعال الحروب أو إقفال الجبهات إن أرادت، نظراً للعلاقة الوثيقة التي تربطها بـ'حزب الله' والفصائل الفلسطينية المقيمة في دمشق. من الصعب توقّع أي تجاوب إيراني مع الرغبة العربية باحترام 'النظام العربي الرسمي'، ذلك أن إيران لا تعترف بهذا النظام من الأساس، وهي تسوّق نفسها في العالمين العربي والإسلامي على أنها راعية حركات التحرر، ـ والتي تختلف 'أجنداتها' في كثير من الأحيان مع 'النظام العربي الرسمي' ـ ، كما أن رؤيتها للإسلام لا تنفصل عن دورها في نشر المذهب الشيعي الإثني عَشَري. ولدى إيران الكثير من مساحات الفراغ التي ترغب بملئها ولا سيما في العراق، الجار الأقرب، إضافة إلى أفغانستان وباكستان، والعديد من الدول العربية والإسلامية الأخرى. فضلاً عن ذلك فإن النزعة الثورية التي يتسم بها النظام، لا سيما في زمن المحافظين، لا تسمح بالموافقة على ما يحدّ من الطموح القومي، والذي يعتبر حالياً الملف النوي عنوانه الأبرز. وإزاء ذلك، فليس على العرب أن يتوقعوا 'طواعية' إيرانية مع رغباتهم، ولكن عليهم أن يرمموا بنيانهم برؤية مشتركة، تعمل المملكة العربية السعودية على صياغتها، عبر محاولة إغراء سوريا بـ'العودة إلى الحضن العربي'، وإرضاء 'الغرور' القطري قدر الإمكان، وقطع الطريق أمام المزايدات الفارغة في الملفات الكبرى، ولا سيما ملف الصراع العربي ـ الإسرائيلي، وحل الإشكالات العربية الداخلية.
ـ صحيفة المستقبل بول شاوول: صدمة السيادة بين إرث الوصايات وهواجس الجمهور الاستقلالي على امتداد حروب 'الآخرين' على لبنان عقوداً كان على معظم أطراف الصراع، (وجلهم مرتبط بالخارج)، ان ينسوا السيادة والاستقلال باسم السيادة والاستقلال. وان يستخدموا 'المقاومات' (ولبنان كان كله مقاومات متنوعة ومصونة) تحل محل السيادة والاستقلال. ولعلّ إصرار 8 آذار على مقاومة الدولة والسيادة والاستمرار في المراهنة على الحروب والخارج وتهديد الوحدة الوطنية عبر تكريس الكانتونية البارزة في بعض الضواحي، أوجد نوعاً من القلق العميق عند الجمهور السيادي: هذا القلق عُبِّر عنه في النزول الكثيف الى الشارع في التظاهرات، وكذلك عبر دعم الدولة (المهددة من 8 آذار)، وعادت الهواجس القديمة تقض مضجع الجمهور الاستقلالي، إزاء مظاهر العنف والتهديد وانتشار السلاح وضرب السلم الأهلي والترويع والتخويف وتصريحات بعض أركان الوصايتين بعزمهم على تثبيت الوضع الراهن التعطيلي بالعنف والقوة والابتزاز وبدعة الثلث المعطّل حتى ولو نالت 14 آذار الأكثرية في الانتخابات النيابية. وهذا يعني بالنسبة الى جمهور 14 آذار (السلمي بامتياز) أن هذا الثلث المعطل لا يعطل فقط مفاعيل الانتخابات ولا الديموقراطية وإنما يبقي نفوذ الوصايتين السورية والإيرانية داخل الحكومة، كما كان داخل مجلس النواب عندما أقفله رئيسه بروح برلمانية عالية. كما أن ما يُهَجّس جمهور 14 آذار أيضاً هو استبقاء قرار الحرب والسلم في قبضات الخارج (عبر حلفاء الداخل)، وهذا من شأنه أن يُبقي البلد على شفير دائم من الخطر، باعتبار أن على الشعب اللبناني أن يتحمل وحده تبعات حروب يعلنها سواه، ليصبح في النهاية كله (أي الشعب) موضع شبهة وتخوين وغزو واعتداء وترعيب وازدراء واحتقار (فالذي يتجاوز شعبه في اتخاذ القرارات الكبرى إنما يحتقره بل وينفيه وكأنه نفايات متراكمة أمامه). بل ويذهب الأمر ببعض جمهور 14 آذار الى القول: أنه إذا لم تغير نتائج الانتخابات وجهة الحكم الى مزيد من السيادة والاستقلال والديموقراطية فماذا ينفع إجراؤها. وهذا التدارك يعود الى سيل التصريحات التي يدلي بها والممارسات التي يقوم بها بعض 'عتاولة' 8 آذار...