ـ صحيفة الأخبار :
يفترض أن يبدأ اليوم الأسبوع الأخير من تبلور الصورة الانتخابيّة، على الأقل بالنسبة إلى الأكثريّة النيابيّة، فيعود النائب سعد الحريري من باريس حاسماً موقفه بشأن الشمال عموماً، وطرابلس وعكار خصوصاً، بعد جولات البحث الانتخابي مع رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي ونائب رئيس الحكومة الأسبق عصام فارس، فيما تتجه القوات اللبنانية والكتائب إلى الإعلان، كلّ على حدة، عن مرشحيهما للانتخابات، في وقت يعد فيه حزب الطاشناق بأن يظهّر موقفه النهائي قبل نهاية الأسبوع الحالي. كلّ ذلك يفرض التعجيل في ظهور اللوائح، وخصوصاً أن منزل الأقلية النيابية على صعيد الترشيحات يبدو أكثر ترتيباً من الأكثريّة، رغم ما يكتنفه من غموض، وخصوصاً في الشمال كما في باقي الأقضية من عاليه والبقاع الغربي. وبعدما تأكّد خبر اجتماع الحريري وفارس &laqascii117o;للتعارف والتشاور" بشأن الاستحقاق الانتخابي، بدأ يظهر تململ من الأكثرية والأقلية من &laqascii117o;توافق يضرّ بمصلحة الفريقين"، بحسب قول أحد المقرّبين من فارس، الذي شرح أن المدخل إلى التوافق يكون بإعطاء فارس مقعداً أرثوذكسياً في عكار، ما يعني حرمان القوات اللبنانية من هذا المقعد الذي تتطلّع إليه، وبالتالي تبنّي الأكثرية ترشيح جورج عدوان في الشوف، ما يقطع الطريق على بعض الطامحين إلى أحد المقاعد المارونية الثلاثة في الشوف، مثل النائب الياس عطا الله والنائب السابق غطاس خوري. وفي النتيجة، لن يقتصر التغيير بالنسبة إلى 14 آذار على عكار، بل سيشمل ذلك أكثر من منطقة. أما الأقلية النيابية، فيعتقد بعض أطرافها، العونيون خصوصاً، أن الاتفاق مع فارس سيقطع الطريق أمامها لخوض معركة نيابية في عكار، يعتقد بعض المعارضة أنّه يملك حظوظاً كبيرة في تحقيق نتائج متقدمة فيها. أما مصادر فارس، فتكتّمت على مجريات اللقاء، مع العلم أن المتحدث باسم المؤسسة في لبنان سجيع عطيّة أبلغ كل من راجعه أن الأمور جيدة وتدعو إلى التفاؤل.
انتخابياً أيضاً، ذكر مصدر قريب من النائب سعد الحريري لـ&laqascii117o;الأخبار" أن زعيم الأكثريّة يزداد اقتناعاً بأن لا مصلحة لقوى 14 آذار بالتحوّل إلى تحالف 3 أحزاب وإنهاء دور الشخصيات المستقلة مثل سمير فرنجية وبطرس حرب ونائلة معوض وغيرهم. وقد بدأ البحث جدياً في الصيغة التي تعزز التمثيل الحزبي لقوى 14 آذار دون أن تلغي دور المستقلين.
وفيما تحدثت مصادر في المعارضة عن ازدياد التوتر بين القوات اللبنانية والكتائب مع اقتراب موعد إعلان الطرفين عن مرشحيهما قبل نهاية الشهر الحالي نتيجة إصرار الكتائب على ترشيح سامر سعادة في البترون وإطلاق الأخير ماكينته، بادر رئيس حزب الكتائب أمين الجميّل إلى إعلان ترشيح الإعلامي سجعان القزي عن أحد المقاعد المارونية الخمسة في كسروان، رغم تحفّظ النائبين السابقين، المحوريين ضمن قوى 14 آذار، منصور البون وكميل زيادة، علماً بأن الجميّل أكد في كلمته بالمناسبة على وحدة الصف مع القوات اللبنانية &laqascii117o;لأننا سنكون يداً واحدة في كل القضايا المحلية".من جهة المعارضة، علمت &laqascii117o;الأخبار" أن زيارة الأمين العام للحزب الشيوعي خالد حدادة إلى الجنرال ميشال عون في الرابية، يوم الجمعة الماضي، ركّزت على الملف الانتخابي، حيث طُرحت تسوية تقضي بترشّح الأمين العام الأسبق للحزب فاروق دحروج في البقاع الأوسط (زحلة) بدل البقاع الغربي، بحسب أحد المسؤولين العونيين الذي أكد أيضاً أنّ ترشّح نائب الأمين العام السابق للحزب سعد الله مزرعاني في الجنوب على لائحة المعارضة بات بحكم المحسوم أيضاً. فيما تقول مصادر &laqascii117o;الشيوعي" إن الحزب سيحسم نهاية الشهر الحالي قرار خوض المعركة وحده في 15 دائرة أو التحالف مع الأقلية النيابية. إلى ذلك، أشارت مصادر في المعارضة إلى تلمّسها يوماً بعد يوم ضرورة تفعيل التنسيق بين العماد ميشال عون والوزير السابق سليمان فرنجيّة، وخصوصاً في زغرتا، البترون، الكورة، وعكار. وفي هذا السياق، رأى منسّق الشؤون السياسية في تيار &laqascii117o;المردة" يوسف سعادة أن إعلان اللوائح في الشمال سيكون قريباً، وضمن لوائح موحدة مع كل أقطاب المعارضة، مؤكداً متانة العلاقة بين التيار الوطني الحر والمردة، وداعياً إلى عدم المراهنة على أي خلاف بين الفريقين، ذلك أنّ &laqascii117o;كل الأمور تحل". ووسط زحمة المرشّحين، برز أمس موقف البطريرك الماروني نصر الله صفير من خفض سن الاقتراع إلى 18 عاماً. فقد دعا البطريرك إلى &laqascii117o;ضرورة التبصّر في مفاعيل هذا الأمر بعد سنوات قبل الإقدام عليه اليوم". وشرح مقرّبون من الصرح لـ&laqascii117o;الأخبار" أنّ كلام البطريرك ينطوي على قلق من تبدّلات دراماتيكية على المستوى الديموغرافي قد تكون لها انعكاسات سلبية على المعادلة التي تحكم لبنان على المدى الطويل، لأن التوازن قد اختل بين المسلمين والمسيحيّين في العقدين الأخيرين، ولا سيّما في ضوء تفاقم الهجرة، وإحجام المهاجرين المسيحيين عن تسجيل أولادهم بسبب الحالة السياسية التي كانت قائمة. ومن هنا جاء تشديد البطريرك صفير على حق إعادة الجنسية إلى المنحدرين من أصل لبناني، من أجل حماية التجربة اللبنانية الفريدة.
على الصعيد الوزاري، سيحسم اليوم قرار عقد جلسة وزارية يوم الأربعاء بعد الجلسة المقررة نهاراً للهيئة العامة لمجلس النواب، فيما أشار أحد الوزراء إلى أنّ إضفاء الطابع الطارئ على الجلسة غير ضروري، ويمكن إبقاؤها حتى موعدها المعتاد يوم الخميس مساء. وعن إمكان الانتهاء من مشروع الموازنة في الجلسة المقبلة، رأت مصادر في المعارضة أن التسوية التي يحكى عنها هي نفسها التي سبق ان تم التوصل إليها خلال العشاء الذي حصل في قصر بعبدا منذ أكثر من أسبوعين، وتقضي بحصول مجلس الجنوب على 60 مليار ليرة. وبعدما لاحت في الأفق بوادر حلّ بالنسبة إلى ملف مجلس الجنوب، رجّح مصدر في المعارضة التشدّد بشأن رفض الرئيس فؤاد السنيوة إنشاء سدود وفق الخطة التي يقدمها وزير الطاقة آلان طابوريان لإصلاح قطاع الطاقة، لأنّ رفض السنيورة غير مبرر، وفقاً للمصدر نفسه، إلا في سياق منع الوزير المحسوب على المعارضة من تحقيق مشروعه الإصلاحي. ووسط هدوء الجبهات السياسية نتيجة للتلاقي العربي ـــــ العربي، قالت مصادر دبلوماسيّة إن هجوم رئيس الهيئة التنفيذيّة في القوّات اللبنانيّة سمير جعجع على النظام السوري من الكويت مثّل خرقاً للتقاليد الخليجيّة التي تقضي بألّا يهاجم ضيف على أراضيها دولة عربية (أو حتى غير عربية). وقد سارعت دولة قطر إلى إبلاغ جعجع رسمياً، خلال وجوده في الكويت، أن استخدام أراضيها لشنّ هجوم كلامي على أيّة دولة أو مسؤول عربي هو أمر مرفوض، فقبل جعجع شروط الزيارة. أمّا إمارة أبو ظبي، فألغت الزيارة تجنّباً لأيّ إحراج.
وقد برز أمس كلام حزب الله الإيجابي بشأن مواقف رئيس الجمهورية التي أطلقها من فرنسا. فرأى وزير العمل محمد فنيش أن المواقف &laqascii117o;التي صدرت عنه في باريس من خلال شرحه لحقيقة دور المقاومة وتصويبه لمسألة مناقشتنا في الحوار الوطني على الاستراتيجية الدفاعية لا على مسألة نزع السلاح جديرة بالثناء، وكذلك حال مقاربته للاستحقاق الانتخابي ومطالبته بأن يكون هذا الاستحقاق بداية مرحلة إطلاق العملية الإصلاحية تنفيذاً لما ورد في اتفاق الطائف".وأشار فنيش إلى أن &laqascii117o;المصالحات العربية ـــــ العربية لن تعطّل التنافس ولن تكون بديلاً من إرادة اللبنانيين"، معرباً عن ارتياح حزب الله لما يسمعه من تطور في المواقف، لأن البعض الذي كان يرفض بانفعال منطق الشراكة بدأ يرطّب الموقف لجهة القبول بمنطق الشراكة. بدوره، رأى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد أن &laqascii117o;لعبة الأكثرية والأقلية بالخيارات الوطنية تنفع في كل البلدان، لكن ليس في لبنان. فهي داخل هذا البلد تنفع تحت سقف الخيار الوطني المجمع والمتوافق عليه بين اللبنانيين". وكان لعدد من نواب حركة أمل مواقف تصبّ في الخانة التوافقية نفسها، فيما أعرب مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني عن أمله أن يستمر الاستقرار والوفاق في لبنان حتى يحقق اللبنانيون آمالهم. وشكر قباني، في كلمة من مطار بيروت قبيل مغادرته في زيارة رسمية إلى قطر، أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة على ما قدمه للبنان ولا يزال يقدّمه حتى الآن من دعم مستمر.