صحف ومجلات » مقالات وتحليلات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاثنين 23/3/2009

ـ صحيفة النهار
خليل فليحان :
رأت أوساط حكومية ونيابية وحزبية لبنانية في مقاربة الولايات المتحدة الاميركية لايران والاخراج الذي اعتمده رئيسها الديموقراطي باراك أوباما الذي انتظر عيد النوروز ليوجه رسالة تهنئة مصورة وزعها البيت الابيض بالفارسية، الى قادة ايران وشعبها، على انها قد تفتح عهدا جديدا من الهدوء في المنطقة ينعكس إيجاباً على الوضع السياسي الداخلي، ودفعا للحوار الوطني المتعثر حول الاستراتيجية الدفاعية، توصلا الى التفاهم بين فريقي 14 و8 آذار.
وتوقفت عند رد المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية في ايران السيد علي خامنئي على عرض اوباما، من مدينة مشهد المقدسة، في خطاب له يوم العيد اعرب فيه عن 'الاستعداد لتغيير الموقف من اميركا اذا غيرت هي موقفها حيال ايران بالافعال وليس بالاقوال'. وخاطب اوباما صراحة: 'ان التغيير على مستوى الكلمات ليس كافيا، بل يجب أن يكون حقيقيا، وشرح تحفظه عن عرض الرئيس الديموقراطي بالاشارة الى ما ورد في رسالته ان 'الولايات المتحدة الاميركية تريد ان تأخذ جمهورية ايران الاسلامية مكانها المناسب في المجتمع الدولي. انتم تملكون هذا الحق لكنه يأتي بمسؤوليات حقيقية ولا يمكن شغل هذه المكانة بالارهاب وبالاسلحة بل بالتحركات السلمية'.
ورأت ان خامنئي لم يتأثر كثيرا بالطريقة التي اتبعها اوباما في رسالته لان 'شعبنا لا يقبل ان يقدم اليه اقتراح بالتفاوض، وفي الوقت نفسه يجري التلويح بالتهديد بالضغط. لا يمكنكم الحديث معنا على هذا النحو'. ودعاه الى التغيير ولم ير جديداً في تلك الرسالة التي شارك في وضعها اميركيون من اصل ايراني في الفريق الذي عمل مع اوباما في حملته الانتخابية.
وسألت هل رفض خامنئي لبعض ما ورد في تسجيل أوباما، سينسف المبادرات الاميركية التي أعدها البيت الابيض لفتح الحوار مع القيادة الايرانية عبر القناة الديبلوماسية، ام سيكون حافزاً للاسراع في ذلك وفق الطريقة التي استؤنف بها الحوار مع سوريا عبر موفدين من وزارة الخارجية، بعدما تبين ان العبارة الفارسية التي ختم بها الرئيس الاميركي رسالته المسجلة وهي 'عيد شما مبارك' اي عيدكم مبارك. ليست كافية. فالمسألة ليست مسألة عاطفة، والاكتفاء بقطع الوعد بانشاء علاقات 'بناءة' بين البلدين ومع المجتمع الدولي مصحوبة بـ'تهديدات' وضغوط ومضايقات منذ 30 عاما لا يكفي وحده.
وأفادت مصادر ديبلوماسية ان طهران تطالب واشنطن برفع المظالم الكثيرة التي فرضتها عليها، وهي عديدة، وأبرزها:
- الحظر الاميركي التجاري والمالي المفروض عليها منذ 30 نيسان 1995.
- تبني الكونغرس قرارا بفرض عقوبات على الشركات التي تريد الاستثمار في قطاع النفط والغاز في ايران في 19 حزيران 1996.
- صنف  الرئيس السابق بوش ايران وعراق صدام حسين وكوريا الشمالية 'محوراً للشر' يدعم الارهاب في 29 كانون الثاني 2002.
- لمّح بوش بالتدخل العسكري لمنع ايران من امتلاك اسلحة نووية في 17 كانون الثاني 2005.
- يتهم بوش ايران بتسليح متطرفين في العراق ويمدّد العقوبات عليها في 13 آذار 2006.
- اميركا كانت وراء قرار مجلس الامن 1747 الذي صدر في 24 آذار 2007 بتشديد العقوبات التي فرضت على ايران أواخر عام 2006.
- الولايات المتحدة فرضت عقوبات جديدة على مصارف وعسكريين ايرانيين.
المطلوب من اوباما تغيير موقفه من ايران الذي اتخذه بعد انتخابه في السابع من تشرين الثاني الماضي، عندما طالب ايران بـ'الكف عن دعم منظمات ارهابية وان انتاج طهران اسلحة نووية 'غير مقبول'.
وفي 28 كانون الثاني، طالب الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الرئيس اوباما بالاعتذار عن 'الجرائم' التي ارتكبتها الولايات المتحدة ضد بلاده. واكد في العاشر من شباط الماضي ان ايران مستعدة للحوار مع اميركا في اطار المساواة و'الاحترام المتبادل'. والعبارة الاخيرة وردت في رسالة اوباما في عيد النوروز.
اما الولايات المتحدة، فتريد من ايران ان تتخلى عن برنامجها النووي والبرهان انها لا ترمي الى تحويله برنامجاً عسكرياً، وان توقف تمويل 'حزب الله' وحركة 'حماس' وتسليحهما، وان تساعد على توفير الأمن في العراق وافغانستان
- صحيفة الديار
فؤاد أبو زيد:
كيف يُحمى لبنان من التحوّلات الإقليمية   
كيف يُحمى لبنان من التحوّلات الاقليمية بعد عودته من حفل تنصيب الرئيس الاميركي الجديد باراك أوباما، كشف مسؤول كبير في وسيلة ‏اعلامية فضائية امام اصدقاء له، وكنت من ضمنهم، ان سياسة الرئيس أوباما تجاه ايران ‏وسوريا وفيتنام الشمالية، وغيرها من الدول التي تنازع الولايات المتحدة على عدد من ‏القضايا، ستكون مشابهة للسياسة التي انتهجها الرئيس جورج بوش، اي سياسة العصا والجزرة، ‏مع فارق اساسي ان سياسة بوش كانت تعتمد على جزرة صغيرة وعصا صغيرة، في حين ان فريق عمل ‏اوباما يركّز سياسة الولايات المتحدة المقبلة، على جزرة كبيرة، وفي حال فشل مفعول هذه ‏الجزرة ستلجأ الادارة الى اعتماد العصا الكبيرة والغليظة.. خامنئي والحكومة الايرانية، رحّبا بتحفظ، لأن الجزرة الكبيرة المتمثلة بفتح صفحة جديدة ‏ونسيان الماضي، متصلّة بالعصا الكبيرة ان استمرت ايران بدعم &laqascii117o;حماس" و&laqascii117o;حزب الله" اللذين ‏تعتبرهما واشنطن من المنظمات الارهابية، او تابعت برنامجها النووي الذي تعتبره اسرائيل ‏تهديداً مباشراً لوجودها، والولايات المتحدة الاميركية الملتزمة أمن اسرائيل ووجودها لن ‏تسمح بأي تهديد لهما، كائنا من كانت الجهة المهددة، ولذلك فإن من اعتبر ان سياسة الرئيس ‏أوباما هي سياسة &laqascii117o;حكيمة وشجاعة" ينطلق ربما من اقتناع ان ايران وسوريا والدول الاخرى، ‏ستطوّع السياسة الاميركية لمصالحها، خصوصاً ان الولايات المتحدة الاميركية تواجه ازمة ‎مالية واقتصادية كبيرة تنعكس ايضاً على حليفاتها في اوروبا، بحيث تحول دون امكانية ‎لجوئها الى حافة الهاوية عسكرياً وسياسياً واقتصادياً، في حين ان خبراء في السياسة الاميركية ‎لا يستبعدون ان تلجأ الولايات المتحدة الى اقتصاد الحرب - وهي سياسة كانت تلجأ اليها مع ‏كل بداية ركود، اضافة الى الضغوطات الاسرائيلية التي لا يمكن لاي ادارة اميركية ان تتحرر ‏منها، ولذلك فان عدم قبول هذه الدول بالجزرة الكبيرة التي تنوي واشنطن تقديمها في مجالات ‏الانفتاح والاستثمار، ورفع العقوبات، والاعتراف بمصالحها، لن ينقذها من العصا الكبيرة، ‏ولذلك يعتبر المحللون السياسيون والاستراتيجيون ان حلفاء ايران وسوريا في الدول العربية، ‏وخصوصاً في لبنان وفلسطين، هم الاكثر قلقاً من ان تذهب الامور الى توافق مع واشنطن، قد ‏يكون في النتيجة على حسابهم...
- صحيفة النهار
اميل خوري:
هل يجمع شهر حزيران ما فرّقه شهر آذار؟ نجاح الحوارات يجعل أي أكثرية للرئيس سليمان
.. واذا كان ثمة من يطرح سؤالاً حول ما يمكن ان يجمع بين وزراء حكومة الوحدة الوطنية، واية مبادئ وقواسم مشتركة تعزز الانسجام والتضامن فيما بينهم، فالجواب على ذلك هو في ان انعكاس المصالحات العربية والتقارب الاميركي مع سوريا وايران اذا ما تحققا هو الذي يجمع وزراء حكومة الوحدة الوطنية حول قواسم مشتركة فلا يعود ثمة خلاف بين اللبنانيين حول لبنان المستقبل ولا حول اي لبنان نريد ولا حول الخط السياسي الذي ينبغي انتهاجه، اذ ان هذا الخط يصبح واحداً تقريباً في عناوينه الكبرى، والرؤية المشتركة. فخلاف اللبنانيين وانقسامهم كان دائماً انعكاساً لخلافات عربية وتجاذبات دولية على ساحتهم. واذا كان تنفيذ القرار 1701 ولا سيما لجهة ضبط الحدود بين لبنان وسوريا ومنع تهريب الاسلحة، وترسيم الحدود بدءاً بمزارع شبعا وازالة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وضبطه في داخلها، هو الذي يثير الخلاف بين اللبنانيين وبينهم وبين سوريا واسرائيل ولا سيما الخلاف حول سلاح 'حزب الله'، فإن المصالحات العربية والتقارب الاميركي السوري الايراني كفيلان بتسوية الخلافات حول كل هذه المواضيع....
- صحيفة النهار
سركيس نعوم:
مقولة 'وقف العدّ' أسيء تفسيرها واستعمالها
لم يلجأ رئيس مجلس النواب نبيه بري الى الديموقراطية اثناء محاولته معالجة تحفّظات جهات مسيحية معينة عن اقتراح قانون تعديل دستوري يعطي للذين اتموا السنة الثامنة عشرة من عمرهم  حق الانتخاب. بل لجأ الى تذكيرها بأن قانون الانتخاب الجديد اعطى المغتربين اللبنانيين سواء كان اغترابهم قديماً أو حديثاً حق المشاركة في الانتخابات في اماكن انتشارهم.
وما دفع الرئيس بري الى ذلك معرفته بوجود توجس مسيحي من خفض سن الاقتراع لأن من شأنه زيادة الخلل العددي بين المسيحيين والمسلمين في لبنان، الأمر الذي لا بد ان يضعف اكثر الدور السياسي المسيحي في البلاد الناجم عن تقلص عددهم لاسباب عدة. وكأن الرئيس بري حاول بموقفه اعلاه اجراء نوع من مقايضة يبين للمسيحيين ان 'ما يخسرونه' عدداً بخفض سن الاقتراع يمكن ان يعوضوه بمشاركة المغتربين في الانتخابات النيابية. لا بل انهم بهذا الحق يمكن ان يستعيدوا بعض تفوق عددي قابل للانعكاس سياسياً لأن اعداد المغتربين بين المسيحيين تفوق أعداد المغتربين المسلمين على ما يقال. علماً انه يعرف، كما يعرف المسيحيون، ان اعادة اشراك المغتربين اللبنانيين والمتحدرين منهم في الحياة السياسية اللبنانية على نحو فاعل لم يعد بالسهولة التي يتصورها هو وغيره من اقطاب السياسة في لبنان. فمعظم هؤلاء فقدوا جنسيتهم اللبنانية من زمان. وليس من السهل تأمين استعادتهم اياها لاسباب كثيرة ومتنوعة، بعضها تقني وبعضها الآخر سياسي وبعضها الأخير طائفي ومذهبي. ولن يغير هذا الواقع مشروع القانون الذي سيدرسه مجلس النواب قريباً والذي ينص على آلية استعادة لبنانيي الاغتراب جنسيتهم...

ـ صحيفة الأخبار
صباح أيوب :
بعد المسودة الأولى والمسودة المعدّلة، &laqascii117o;أقرَّ" أخيراً &laqascii117o;إعلان المبادئ" ممهوراً بتوقيع وزير الإعلام اللبناني طارق متري. الإعلان الذي خرج الجمعة الماضي من مكتب الوزير، بعد ثلاثة اجتماعات مع ممثلي وسائل الإعلام اللبنانية، يهدف إلى &laqascii117o;تعزيز أخلاقيات المهنة الإعلامية" حسب طارق متري. لكنّ &laqascii117o;أخلاقيات المهنة" تلك، بدت في الوثيقة المشار إليها مجرّدة، كأنّها غير مرتبطة بالزمان والمكان، وغير خاضعة لاعتبارات أساسيّة: المال والسلطة، الانقسامات الفئويّة والمحسوبيات، ناهيك بمصالح الدول الخارجيّة. في ظلّ تسارع الأحداث والتحديات التقنيّة والمهنيّة والماديّة المختلفة المطروحة على المهنة، ها هو وزير الإعلام اللبناني يزيد الضغوط على الإعلام المحلي من خلال مجموعة مبادئ &laqascii117o;للتأثير المعنوي" عليه!
تلك العبارات الضبابية والمطّاطة وغيرها من التفاصيل الواردة في الإعلان، كوّنت مضمون مذكّرة اعتراضية تقدّمت بها قناة &laqascii117o;الجديد"، معبّرةّ عن رفضها ما جاء في &laqascii117o;إعلان المبادئ". وقد تضمّنت أسئلة تتعلّق بتوضيح بعض العبارات الواردة في الإعلان. كما سجّلت المحطة اللبنانيّة موقفاً صريحاً، رافضةً أي اجراء أو مبادرة من شأنهما الحدّ من حرية العمل الإعلامي في لبنان وترويضه. &laqascii117o;اعتراضنا الأوّل هو على المبدأ. لماذا يقرّر وزير الإعلام أن يضع إعلاناً لتقييد المؤسسات الإعلامية في الأصل؟"، تتساءل مديرة الأخبار في تلفزيون &laqascii117o;الجديد" مريم البسام. وتضيف في حديث مع &laqascii117o;الأخبار": &laqascii117o;من الأجدى أن يهتم الوزير متري بتطوير القوانين اللبنانية الحالية، أو بتعديلها بما يتناسب مع تطوّر المهنة وتغيّرها السريع".
أما عن المسوّدة المعدّلة والإعلان النهائي، فتقول البسام إنّه &laqascii117o;يحتاج إلى معجم توضيحي لمعظم ما جاء فيه!". كما تستغرب تكرار الوزير فكرة أنّ المشروع وُضع &laqascii117o;بناءً على رغبة الإعلاميين أنفسهم"، مع اننا لم نسمع أي منبر اعلامي يعبّر عن هذه الرغبة يوماً.
ولا ترى البسام في هذا الإعلان المشبوه والمرفوض، سوى &laqascii117o;مبرّر لتسكيت الإعلام"... وقالت إنّها تخشى أنّ تتحوّل هذه الوثيقة &laqascii117o;غير الملزمة" إلى ما يشبه &laqascii117o;وثيقة وزراء الإعلام العرب" التي تهدّد العمل الإعلامي العربي كل يوم.لماذا إذاً لا يجتمع أهل الإعلام ليرفضوا هذا الحصار لحريتهم؟ &laqascii117o;هذا ما سعينا إليه جاهدين خلال الشهرين الماضيين... لكن كل المؤسّسات الإعلامية غيّرت رأيها... في اللحظة الأخيرة
ـ صحيفة الأخبار
البداوي عبد الكافي الصمد :
لم يكتب لقافلة المساعدات الإيرانية المقدمة إلى أهالي مخيم نهر البارد أن تصل إلى خاتمتها السعيدة، فاستخدام حواجز الجيش للكلاب البوليسية في تفتيشها، أثار غضب الفلسطينيين لكون الكلاب في الثقافة الإسلامية نجسة، فرفضوا استقبال المساعدات، ما أثار ضجة واسعة واكبتها سلسلة اتصالات مكثفة، قبل أن يجري التوصل إلى حل وسط يقضي بإدخال قافلة المساعدات إلى المخيم على دفعات، وتوزيعها تحت أعين استخبارات الجيش داخل المخيم.... مصدر فلسطيني مسؤول قال لـ&laqascii117o;الأخبار" إنه &laqascii117o;أبلغنا الجيش اللبناني أنه سيسمح بدخول القافلة بعد إجراءات تفتيش مخففة، لكن استخدام الكلاب في ذلك بدا إهانة للفلسطينيين، وإساءة في المقابل إلى الجهة المانحة، ما جعلنا نرفض تسلّمها، ما استدعى إجراء اتصالات بين مسؤولي الفصائل وحزب الله، إضافةً إلى مسؤولين في الجيش الذين اقترحوا توزيع المساعدات خارج المخيم أمام منزل مختار بلدة المحمرة أحمد سلمى المتاخم للمخيم لناحية أوتوستراد المنية ـ العبدة، لكننا رفضنا الاقتراح".
وأضاف المصدر إن &laqascii117o;اتصالات مسؤولين في حزب الله والجيش أثمرت قبولنا بتسلّم المساعدات إذا دخلت بطريقة لائقة إلى المخيم، واقترحنا أن يجري توزيعها قرب جامع القدس داخل المخيم وتحت أعين استخبارات الجيش، للتأكد من عدم وجود أي ممنوعات"، موضحاً أن الاتصالات بين مسؤول استخبارات الجيش في الشمال العقيد عامر الحسن ومسؤول توزيع المساعدات في حزب الله حسن المقداد مع الفصائل &laqascii117o;أثمرت بعد اتصالات ليلية مكثفة، عن حل وسط يقضي بإدخال قافلة المساعدات على دفعات، وبعد تفتيش روتيني لها". إلا أن المصدر أبدى أسفه من &laqascii117o;طريقة تعامل الجيش مع قافلة المساعدات الإيرانية، فيما تفتش قوافل الأونروا عن طريق المعدات الإلكترونية"، معتبراً أن &laqascii117o;ما حدث خطأ نأمل أن لا يتكرر".
ـ صحيفة الأخبار
يحيى دبوق :
راوحت السياسة التي تبنّتها إسرائيل، لمواجهة حزب الله وإضعاف قدرته على تهديدها، بمساندة من الإدارة الأميركية السابقة وقوى &laqascii117o;الاعتدال" العربي، بين التشجيع على الاندماج في النظام السياسي اللبناني وتحمّل مسؤوليات أساسية فيه، تدفعه إلى التخلّي عن قدراته العسكرية، وبين ممارسة القوّة ومحاولات الاجتثاث عسكرياً. مُنيتْ استراتيجيا إسرائيل ومحور &laqascii117o;الاعتدال" في مواجهة حزب الله، إلى الآن، بفشل ملحوظ، وخاصّة في آخر المحاولات العسكريّة الإسرائيليّة عام 2006، التي كان يفترض بها أن تجتثّ الحزب والتهديد الذي يمثّله على الدولة العبرية، أو أقلّه، أن تهيّئ الظروف الموضوعية لاجتثاثه.
وفي أعقاب الحرب، عملت إسرائيل على إيجاد ائتلاف دولي لمحاصرة حزب الله، واجتهدت في اتجاه توسيع صلاحيات القوّات الدوليّة العاملة في لبنان لتنتشر على طول الحدود اللبنانية ــ السورية، الأمر الذي يمكّنها من إغلاق شريان حيوي لإمداداته، إلّا أنّ النقص في المقوّمات الموضوعية لهذه الجهود، أدّى إلى فشلها.
بسبب الحرب، وفشل &laqascii117o;محاولات الصدّ" الإسرائيلية، تعاظمت قدرة المقاومة عسكرياً، إلى درجة لم تعد عمليات التشويش على &laqascii117o;توريد" السلاح ذات فائدة ترجى إسرائيلياً، ما نقل الاهتمام الإسرائيلي إلى العمل على &laqascii117o;صدّ" ما تقول الدولة العبرية إنها محاولات لنقل &laqascii117o;سلاح كاسر للتوازن"، حدّدته بأنّه &laqascii117o;صواريخ متطوّرة مضادة للطائرات"، من شأنها أن تفقد الجيش الإسرائيلي تفوّقه الكامل، في هذا المجال، في أيّة مواجهة مقبلة.
راكم حزب الله، إضافةً إلى تعاظمه العسكري واستعداده لمواجهة اعتداءات مقدّرة من ناحية إسرائيل، تعاظماً سياسياً في الساحة الداخلية اللبنانية، من دون تنازلات منه، وتمكّن مع حلفائه من &laqascii117o;انتزاع" القدرة على اعتراض أي قرار رئيسي يصدر عن الحكومة اللبنانية، من خلال الثلث المعطل لقراراتها، الأمر الذي أفقد إسرائيل إمكان المراهنة على قوى &laqascii117o;الاعتدال" اللبنانية وقدرتها على تسهيل أي مقاربة سياسية خارجية لضرب الحزب وإضعافه، أو أقلّه التشويش على جهوزيته حيال إسرائيل، من خلال إصدارها قرارات تشغله عنها.
يزيد من مأزومية إسرائيل في الساحة الداخلية اللبنانية، توجّه الإدارة الأميركية الجديدة &laqascii117o;التسووي" حيال إيران وسوريا، الأمر الذي يفقد إسرائيل آفاق إمكان تنفيذ حل عسكري، في الآجال المنظورة، أو تحقيق نتائج من خلال تفعيل رافعات الضغط المختلفة تجاه البلدين وقطع العلاقة بينهما وبين حزب الله، تمهيداً لإضعافه أو تحويله إلى لاعب سياسي داخلي، من دون وزن إقليمي فاعل في معادلاتها.
من ناحية نظرية، يمكن إسرائيل أن تعيد تفعيل المقاربة العسكرية حيال حزب الله ومواجهته بطريقة شبيهة بمواجهة عام 2006، على أمل أن تتجاوز ما تبيّن من ضعف عسكري لدى مؤسستها العسكرية في تلك الحرب، وهو ما يبدو أنها تعمل عليه منذ إعلان وقف الأعمال القتالية بينها وبين حزب الله. غير أن مقاربة شبيهة تحوطها مخاطر غير قليلة على الدولة العبرية، مع تعاظم القدرة العسكرية لدى الحزب، إضافةً إلى أن الظروف الموضوعية، سواء في الساحة الداخلية اللبنانية نفسها، أو في الساحة الإقليمية والدولية، غير مؤاتية.
يبقى لإسرائيل، في المرحلة الحالية، نتيجة لفقدان خيارات عملية وقادرة فعلياً على أن تراهن عليها لتحقيق نتائج في مواجهة حزب الله، أن تنتظر ما ستؤول إليه الانتخابات النيابية اللبنانية، المزمع إجراؤها في حزيران المقبل، وما ستفرزه من وقائع جديدة على صعيد توزيع القوى والإمساك بالقرار اللبناني، مع الأمل بألّا تؤدّي هذه الانتخابات إلى فوز المعارضة اللبنانية بأغلبية المقاعد في المجلس النيابي المقبل.
السؤال الذي يفرض نفسه هنا: هل تكتفي إسرائيل، في ضوء الحديث عن إمكان فوز المعارضة في الانتخابات المقبلة، بالإعراب عن قلقها دون حراك وانتظار النتائج، أم تعمد إلى رافعات التأثير الموجودة لديها، بما يشمل &laqascii117o;الأعمال العدائية الأمنية"، للتشويش على مزاج الناخبين وحرف توجّهاتهم الانتخابية، وخصوصاً أن الفارق المتوقّع بين النصر والهزيمة، لكلا الفريقين اللبنانيين، من المعارضة والموالاة، بسيط جداً؟

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد