ـ صحيفة السفير:
ظلّل الأمن المشهد السياسي الداخلي، ولو أن مقدماته جاءت هذه المرة فلسطينية، من خلال جريمة اغتيال نائب ممثل منظمة التحرير الفلسطينية والقيادي في &laqascii117o;فتح" الشهيد كمال مدحت، أمس الأول، وهو أمر جدد المخاوف من وجود مخطط يهدف الى فتح ملف المخيمات الفلسطينية، خاصة وأن هناك أرضية داخلية سياسية وأمنية واجتماعية يمكن أن تشكل قوة دفع لمن يريد &laqascii117o;الاستثمار" بـ&laqascii117o;الفتنة الفلسطينية الفلسطينية"... التي لن تكون تداعياتها اللاحقة بعيدة عن الساحة اللبنانية ولا سيما الاستحقاق الانتخابي المقبل.
وعلى هذا الأساس، جاء الاهتمام السياسي والأمني اللبناني، ومن قبل عدد من السفارات العربية والأجنبية، في بيروت، بمثابة تعبير عن مخاوف من شيء ما يتم تحضيره للساحة اللبنانية والمخيمات الفلسطينية، حتى أن مسؤولا أمنيا لبنانيا بارزا حذر &laqascii117o;من أن يكون هناك من يريد لعين الحلوة أن يكون باردا جديدا لتسخين الساحة وبالتالي تعطيل الانتخابات".
وأعطى كبار المسؤولين في الدولة تعليمات لمتابعة التحقيق في الجريمة من أجل محاولة كشف المجرمين وكذلك السعي لتفادي بعض الثغرات الأمنية التي تسلل من خلالها المنفذون، فيما قررت الفصائل الفلسطينية في لبنان تشكيل لجنة تحقيق عليا برئاسة سلطان أبو العينين، على أن تضم في صفوفها عددا من المسؤولين من تنظيمات متعددة على الساحة اللبنانية، فيما بدأ يجري تداول اسماء بعض المشبوهين ومعظمهم ممن يختبئون في مخيم عين الحلوة.
وقال مصدر أمني لبناني لـ&laqascii117o;السفير" ان تحليلا أوليا أظهر أن العبوة التي استخدمت &laqascii117o;من تصنيع فلسطيني محلي (على الأرجح في عين الحلوة) وذلك بالمقارنة مع تفجيرات أخرى داخل المخيم وخارجه تبين أن مصدرها المخيم نفسه". وأضاف المصدر أن من نفذ الجريمة يدرك جيدا أن هناك ثغرة أمنية مزمنة، هي مسافة مئتي متر تقريبا تفصل بين حاجزي الجيش اللبناني والمية ومية، حيث لا يتحمل عادة مسؤولية الأمن، كلا الطرفين، وهو الأمر الذي استوجب تواصلا بين مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب وبعض مسؤولي الأمن في عين الحلوة والمية ومية من أجل ردم هذه الثغرة (تردد أن أبو العينين زار أمس ثكنة الجيش في صيدا والتقى مدير مخابرات الجيش في الجنوب العقيد علي شحرور).
وتابع المصدر الأمني اللبناني أن الاستنتاج الثاني أن تنفيذ العملية شبيه الى حد كبير بجريمة اغتيال ايلي حبيقة، سواء من حيث وزن العبوة وطريقة التفجير لاسلكيا ومن مكان مشرف، وأيضا من خلال اختيار مفترق طرق يستوجب إبطاء الموكب خاصة وأن نزلة ستليه مباشرة.
وأكد المصدر اللبناني أن الاستنتاج الأولي وليس المعلومات هو أن كمال مدحت ذهب ضحية تجدد الصراع الداخلي ضمن حركة &laqascii117o;فتح"، أو دخول جهات داخلية أو خارجية على الخط، خاصة وأن ترتيبات جديدة كان مقدرا لها أن تبدأ داخل &laqascii117o;فتح"، أساسها، فصل التنظيم عن العسكر، بحيث يكون الأول بيد أبو العينين، أما الثاني (الأمن) فيكون من صلاحية كمال مدحت أولا، وأن مسؤولا فلسطينيا كان قد أرسل الى لبنان قبل شهور قليلة من قبل الرئيس الفلسطيني &laqascii117o;أبو مازن" زار في الأسبوع الماضي العاصمة الأردنية، وتبلغ قرارات القيادة الفلسطينية حول الفصل ورصد اعتمادات لاعادة تنظيم وضع &laqascii117o;فتح" في لبنان.
وقال مسؤول أمني فلسطيني بارز في عين الحلوة لـ&laqascii117o;السفير" ان كمال مدحت &laqascii117o;ذهب فعلا ضحية الصراع الفلسطيني الفلسطيني، وكل الخشية أن يكون ذلك مقدمة لانطلاق مسلسل التصفيات والاغتيالات"، وأضاف أن بعض القوى الاسلامية في المخيم تتداول سيناريوهات حول جهات فلسطينية كانت تنوي اقتلاعها، وكذلك معلومات عن دفع أموال وإدخال أسلحة وتوقيف أشخاص أقروا بأنهم كانوا مكلفين بإحداث فتنة بين شخصيات معينة داخل &laqascii117o;فتح" بينها كمال مدحت وبعض التنظيمات الإسلامية وخاصة &laqascii117o;عصبة الأنصار". وأكد المسؤول الفلسطيني أن هذه المعلومات &laqascii117o;صارت في معظمها الآن، ملكا للأجهزة العسكرية والأمنية اللبنانية".
الى ذلك، استمر الحراك الانتخابي على أكثر من ساحة، وكان لافتا للانتباه، إعلان نائب رئيس الحكومة السابق عصام فارس قراره بعدم خوض الانتخابات ووقوفه على الحياد، فيما أكد الوزير السابق عبد الرحيم مراد أنه سيعلن لائحة المعارضة في البقاع الغربي وراشيا قريبا.
وعلمت &laqascii117o;السفير" أن وفدا من قيادة الحزب الشيوعي اللبناني زار في الساعات الأخيرة العاصمة السورية والتقى هناك عددا من المسؤولين حيث تلقى الحزب ما يشبه التأكيدات حول ترشيح عضو المكتب السياسي للحزب سعد الله مزرعاني عن أحد المقاعد الشيعية الأربعة في صور شرط سحب باقي مرشحيه في جميع الأقضية وخاصة في البقاع الغربي والكورة والبترون.
في هذه الأثناء، ظل البحث عن مخرج للموازنة مستمرا، وقدر أحد وزراء المعارضة أن الحل ربما يكون مطروحا على جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء في الأسبوع المقبل فيما قد تشهد جلسة يوم غد، في القصر الجمهوري، تعيين نواب حاكم مصرف لبنان الجدد.
وعلمت &laqascii117o;السفير" أن الأسماء المرجح اعتمادها هي: محمد بعاصيري عن السنة وهو رئيس هيئة مكافحة تبييض الأموال، رائد شرف الدين عن الشيعة وهو مدير في &laqascii117o;فرنسبنك" ونجل حسين شرف الدين والسيدة رباب الصدر، سعد العنداري عن الدروز وهو مدير في &laqascii117o;بنك بيروت والبلاد العربية"، أما عن الأرمن، فقد تم اقتراح هاروت صاموئيليان وهو نائب سابق لحاكم مصرف لبنان أو سوزي بطاليان وهي أستاذة جامعية.
وعلم أيضا أنه يجري تداول عدد من الاقتراحات فيما يخص أسماء المحافظين الثلاثة ومدير عام الداخلية، المنوي تعيينهم، قبل الانتخابات، فيما تعذر التوافق على مخرج لتعيينات الحكومة لحصتها من أعضاء المجلس الدستوري.
بدوره، قال رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري الذي يزور بريطانيا حاليا إن جدول أعمال الحياة السياسية اللبنانية يجب أن يتبدل بعد 7 حزيران. يجب أن نبحث عن قواسم مشتركة تمكن الدولة في لبنان من مواجهة كل التحديات، سياسية واقتصادية، وأمنية واجتماعية.