صحف ومجلات » مقالات وتحليلات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 10/4/2009

ـ صحيفة النهار
اميل خوري: 
لأن من حق الناخب معرفة الحقيقة كي يحدد خياراتهبماذا يردّ عون على المر وعلى أسئلة مناصرين سابقين ؟ اذا كانت الانتخابات النيابية فرصة للناخب كي يحاسب كل اربع سنوات النائب المرشح على اعماله ومواقفه السياسية وخدماته العامة والخاصة، لذلك،  يدرس المكتب الاعلامي لحزب 'التيار الوطني الحر' الرد او عدم الرد في شأن المواقف السلبية لـ'تكتل التغيير والاصلاح' التي عددها النائب ميشال المر لمناسبة اعلان ترشحه عن المقعد الارثوذكسي في المتن الشمالي كما وجه مناصرون وناشطون سابقون مع العماد عون اسئلة عدة اليه منها: 'لماذا اعتبر الحكومة العسكرية عام 1988 شرعية وميثاقية ودستورية رغم استقالة نصف اعضائها، اي الوزراء المسلمين كافة، بينما اعتبر حكومة السنيورة الاولى بعد 'ثورة الارز' غير ميثاقية وغير دستورية لأن الوزراء الشيعة استقالوا منها؟ لماذا قام بحرب 'الالغاء' ضد 'القوات اللبنانية' تحت شعار 'توحيد البندقية' فجلبت تلك الحرب الويل والخراب الى المجتمع المسيحي، وها هو اليوم يدافع عن سلاح 'حزب الله' غير الشرعي وعن دويلة هذا الحزب (كان قد اشترط عدم الانضمام الى لقاء البريستول، ولم يصدر عنه بيان يدعو الى نزع هذا السلاح!)؟ لماذا يعتبر العلاقة مع 'حزب الله' تحكمها 'ورقة التفاهم' وهي في الواقع تحالف استراتيجي لمنع قيام الدولة الشرعية والقوية؟ وأين هي نقاط التقاطع بين حزب يؤمن بشرعية اقامة الدولة الاسلامية وبين 'شعب لبنان العظيم' الطامح لبناء الدولة المدنية التعددية الحضارية الديموقراطية؟ لماذا تحول مؤيدو عون الى حارقي دواليب ومحتلين للاسواق التجارية ولاقفال طريق المطار واحتلال بيروت والجبل بسلاح 'المقاومة'؟ لماذا التهجم على الجيش في كل مناسبة وخصوصاً بعد استشهاد الضابط الطيار سامر حنا، ناهيك عن حوادث مار مخايل ونهر البارد و7 أيار، وهل يؤيد العونيون نشر ثقافة الموت والدمار عبر نشر السلاح غير الشرعي في كل لبنان؟ وهل اصبح الهدر والفساد كقميص عثمان تفوق اهميته وجود 40 الف صاروخ بيد حملة السلاح غير الشرعي والمحصورة امرة اطلاقها من الاراضي اللبنانية بساسة النظام الايراني؟ألم يعلن الجنرال عون انه 'بإمكان العالم ان يسحقني ولا يأخذ توقيعي، فيعود اليوم الى ما يسميه هو وانصاره 'الواقعية السياسية' ليشد على يد الرئيس بشار الاسد ونظامه ومقدماً اعتذاراً لسوريا الاسد بالاصالة عن نفسه ونيابة عن الشعب اللبناني؟ ألم يصرخ يوم 13 تشرين الاول 1990 عالياً داعياً للقتال بكل الوسائل المتوافرة، متشبثاً بموقفه ولو ادت به الاقدار الى الاستشهاد، وانه  سيكون آخر من يغادر؟ أولم يكن الاجدر به الاخذ بما ورد من معلومات عسكرية ومدنية تبين له آنذاك حتمية نفاذ القرارات الدولية والاقليمية بازاحته بالقوة العسكرية؟وفي انتظار الاجوبة عن هذه الاسئلة وغيرها، اذا كان من اجوبة، والرد على المواقف السلبية لتكتل 'التغيير والاصلاح' والتي عددها النائب ميشال المر، اذا كان من رد، فانه بات واضحاً لجميع اللبنانيين وخصوصاً المسيحيين ان المسؤولية التاريخية تقع عليهم في محاسبة من يجب محاسبته في انتخابات 7 حزيران 2009 ولا تجرفهم العاطفة وشعارات  انتخابات 2005 فيقترعون للمرشحين السياديين بالفعل لا بالقول وللداعين الى اقامة الدولة اللبنانية القوية القادرة على بسط سلطتها على كل اراضيها ولا دولة الى جانبها ولا سلاح غير سلاحها ولا سلطة غير سلطتها ولا قانون غير قانونها، اما اذا اقترعوا لغير هؤلاء المرشحين، فانهم يقترعون ضد هذا الخط السياسي ومع بقاء السلاح خارج الشرعية وانتشار الجزر الامنية الى اجل غير معروف، وضد وطن لا دولة فيه، ليصبح مع الوقت وطناً بلا شعب او شعب بلا وطن يعاني  عزلة اقليمية ودولية، وربما  حصاراً يزيد عدد من هم تحت خط الفقر او يزحف الجوع اليهم، فيندمون عندما لا يعود ينفع الندم...
- صحيفة النهار
سركيس نعوم:
هل تحاور أميركا 'حماس' ثم 'حزب الله'؟! : اكد مسؤولون كبار في الادارة الاميركية الجديدة في مقدمهم وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ان موقف الولايات المتحدة من حركة 'حماس' الفلسطينية لن يتغيّر ما لم تنبذ العنف ضد اسرائيل وتعترف بحقها في الوجود وتلتزم الاتفاقات التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية معها مباشرة ....فهل يستمر الاميركيون في ظل ادارتهم الجديدة على موقفهم السلبي من 'حماس'؟
المتابعون الاميركيون من واشنطن لحركة هذه الادارة يؤكدون ما سبق ان اشارت اليه هذه الزاوية اكثر من مرة وهو وجود مجموعة شخصيات اميركية بعضها يهودي قريبة من أوباما تؤمن بضرورة انخراط اميركي جدي لتسوية الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي بل العربي – الاسرائيلي وان يشمل حوارا اميركيا مع 'حماس' او تشجيعاً لاطراف آخرين على الحوار معها على الاقل في البداية. ويؤكدون ايضاً ان الرئيس اوباما منفتح على  رعاية بحث جدي عن السلام في الشرق الاوسط....طبعاً لم يصل موقف اميركا اوباما الى حد قبول 'حماس' محاوراً. وهو قد لا يصل الى الحد المشار اليه قبل نجاح مصر وربما السعودية في ترتيب العلاقة داخل البيت الفلسطيني ....هل يمكن توقع حوار بين اميركا اوباما و'حزب الله' في حال انطلاق حوار بينها وبين 'حماس'؟
اميركا هذه رفضت علناً او بالاحرى انتقدت علناً قرار بريطانيا حليفها الاوروبي الاول اجراء حوار مع الجناح السياسي في الحزب المذكور. لكن ذلك لم يثن البريطانيين عن قرارهم علماً ان سلبية اميركا حياله لن تمنعهم من اطلاع حلفائهم في واشنطن على مجرياته وتقويم جدواه معهم وتالياً مواصلته او وقفه.
طبعاً يختلف موضوع حوار اميركا مع 'حماس' عن موضوع حوارها مع 'حزب الله' رغم اشتراك الاثنين في شبكة تحالفات اقليمية معادية لاسرائيل وأميركا وفي مواقف بل في اعمال مشتركة ضدهما وضد حلفائهما من عرب واجانب. فموضوع 'حزب الله' ربما يرتبط بمدى تقدم الحوار بين واشنطن ودمشق وبدء الحوار بينها وبين طهران الاسلامية وذلك نظراً الى علاقته العضوية مع ايران والتحالفية مع سوريا. في حين ان موضوع 'حماس' رغم تحالفاتها السورية – الايرانية يبقى مرتبطاً الى دمشق وطهران بمصر والسعودية وغالبية الدول العربية المصنفة معتدلة والتي تضغط لتسوية بين 'حماس' و'فتح' والحوار بين 'حماس' وواشنطن وتالياً لتسوية بين الفلسطينيين واسرائيل. ورغم ذلك فان المتابعين الاميركيين من واشنطن انفسهم يقولون ان الامل في 'تحدث' واشنطن مع 'حزب الله' ليس مقطوعاً وانه سيحصل في يوم ما لكنهم لا يستطيعون التكهن بموعده.
طبعاً قد يثير هذا الكلام اعتراضات اميركية عدة وربما يعتبره البعض 'تمنيات'. لكن على الاميركيين ان يتذكروا 'مسلسل' رفض الإعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية وتالياً الحوار معها وتحديداً نهايته الايجابية حين اصبح عرفات 'شريكاً' للرئيس بيل كلينتون وان يضعوا في حسبانهم احتمال  تكراره سواء مع 'حماس' او مع'حزب الله' في يوم من الايام.
ـ صحيفة النهار
رندى حيدر:
لبنان والشرق الأوسط في الصحافة الإسرائيلية  السلام مع سوريا لن يوقف المشروع إيراني
ولا تدفّق السلاح إلى 'حزب الله' : نشر معهد القدس للشؤون العامة دراسة كتبها اللواء في الاحتياط غيورا أيلاند المستشار السابق للأمن القومي بعنوان'الحدود الممكن الدفاع عنها في مرتفعات الجولان'، أثبت فيها عدم قدرة اسرائيل الدفاع عن أمنها من دون هضبة الجولان، والانسحاب الذي كان مقترحاً عام 2000 لم يعد صالحاً نظراً الى تغير الظروف الاستراتيجية والعسكرية. وفي دراسته، فنّد الكاتب الحجج الداعمة لمعاهدة السلام الإسرائيلية – السورية، فكتب: 'هناك من يقول إن اتفاق السلام بين سوريا واسرائيل سيؤدي الى تصدّع العلاقات بين ايران وسوريا. حتى لو سلمنا بأن العلاقات الايرانية السورية ستتضرر نتيجة اتفاق السلام مع اسرائيل (الأمر الذي ما زال غير مضمونا ما دام السوريون يشددون رسمياً على ان هذا لن يحدث اذا كانت ايران تعارض مثل هذا الاتفاق) فإن ذلك لن يؤثر على المشكلة الأساسية المتعلقة بسعي ايران الى الحصول على السلاح النووي. فسوريا في حاجة الى ايران لكن ايران ليست في حاجة اليها. ان الخطر الاستراتيجي الأكبر على اسرائيل هو حصول ايران على السلاح النووي، واستمرار هذا الخطر لن يتأثر بالتوصل الى اتفاق للسلام بين اسرائيل وسوريااتفاق السلام بين سوريا واسرائيل سيضعف حزب الله: خلال المحادثات السورية –الإسرائيلية خلال 1999 - 2000 كان السوريون يحكمون لبنان عملياً وفي صورة شبه رسمية. يومها لم يكن في وسع دمشق التملص من مسؤوليتها عما يحدث في لبنان، وكانت مضطرة الى القبول بان اتفاق السلام بين اسرائيل وسوريا يعني اتفاقاً شاملاً للسلام مع لبنان، مما كان سيجبر السوريين على تعهد تجريد حزب الله من سلاحه. اليوم تغير الوضع. فتحت الضغط الدولي انسحب السوريون من لبنان عام 2005 ولم يعودوا مسؤولين عن هذه الدولة. من هنا في استطاعة سوريا التهرب من مسؤولية ما يحدث في لبنان. وبما ان من مصلحتها تعزيز قوة حزب الله حتى بعد اتفاق السلام مع اسرائيل، من الواضح ان حزب الله سيظل يشكل تهديداً من لبنان على اسرائيل. وعلينا ألا ننسى أن العلاقة الوطيدة بين حزب الله وسوريا مهمة جداً في دفاع دمشق عن مصالحها في لبنان التي لها أهمية كبيرة بالنسبة الى نظامها.ايران هي المصدر الأساسي للمساعدة الاقتصادية والسياسية والعسكرية التي يحصل عليها حزب الله. تستطيع ايران تزويد الحزب السلاح عبر سوريا، لكن هناك طرقاً أخرى. وبما ان  المصلحة السورية في دعم حزب الله ستستمر حتى بعد توقيع اتفاق سلام، فمن المتوقع ان يستمر تدفق السلاح من أراضيها الى الحزب سراً. ومن المفيد أن نتذكر الصعوبات التي واجهتها مصر في منع تهريب السلاح الى قطاع غزة، على رغم ان الحدود بين مصر وغزة هي حدود منبسطة لا تتجاوز 12 كيلومتراً، في الوقت الذي تمتد الحدود اللبنانية السورية على مسافة مئات الكيلومترات معظمها في منطقة جبلية (...)'.
- صحيفة النهار
روزانا ابو منصف:
لا تغيير ملموساً في المشهد الإقليمي قبل ستة أشهر'الجمود الإيجابي' ينعكس انتخابات هادئة في لبنان لا تتوقع مصادر ديبلوماسية في بيروت تغييرا كبيرا في المشهد الاقليمي سلبيا او ايجابيا قبل ستة اشهر من الآن بحيث يكون الخريف المقبل مرحلة بداية تظهير امر ما في اي اتجاه، على ما تعتقد بناء على معطيات من مصادر عدة.. وتكشف هذه المصادر وجود عوامل ومؤشرات تدفع بقوة في هذا الاتجاه، اقله بالنسبة الى المنطقة، وهي تتمثل في انتظار الغرب نتائج الانتخابات الايرانية في حزيران المقبل... كما ان الغرب ينتظر طريقة انطلاق حكومة بنيامين نتنياهو في اسرائيل ..وهناك مؤشر اخر يتابعه بعض الدول المهتمة في المنطقة وتمثل في الكشف عن ان سوريا لم تطلب حتى اليوم من تركيا العودة الى التوسط بين دمشق وتل ابيب في المفاوضات غير المباشرة التي كانت تتم برعاية تركية، في دلالة على انتظار دمشق الرعاية الاميركية...هذا الجمود الايجابي، اذا صح التعبير، ينعكس على لبنان ويتيح الاطمئنان الى اجراء انتخابات هادئة الى حد بعيد لا ترقى الى مستوى الانتخابات في بلد أوروبي ... اذ ان الاجواء الايجابية المعممة على المستوى الاقليمي في ضوء جملة امور ابرزها الانفتاح او الاستعداد للانفتاح الذي اظهره حتى الآن الرئيس الاميركي باراك اوباما والمقاربة الديبلوماسية التي قال انه سيعتمدها مع الجميع، ومن شأن استكمالها ان تتجه الامور الى تثبيت الهدوء والاستقرار في لبنان، مع تعميق اكبر لموقع رئاسة الجمهورية ودورها في المرحلة المقبلة، فضلاً عن بروز اتجاهات الى حل الملفات الشائكة بالتوافق بعيدا من التحدي والعراقيل التي شهدتها الاعوام الثلاثة الماضية بما في ذلك الملف الاكثر تعقيدا الا وهو ملف السلاح الذي يملكه 'حزب الله'.
ـ صحيفة السفير
ساطع نور الدين:
الاتهام الرسمي المصري لحزب الله باقامة شبكة كانت تحضر لعمليات داخل الاراضي المصرية، مبالغة امنية كبرى ومغامرة سياسية اكبر، تقلل من حجم مصر ولا تزيد من وزن الحزب ولا من اي من حلفائه العرب والايرانيين، وتكشف عن درجة توتر مصرية مفرطة ازاء هؤلاء الذين شنوا حملة سياسية واعلامية شعواء على القاهرة خلال الحرب الاسرائيلية الاخيرة على قطاع غزة. الاتهام ليس بسيطا ابدا، وهو يصعد بشكل مفاجئ وخطير جدا تلك المواجهة المستمرة منذ حرب غزة بين القاهرة وحزب الله، والتي استخدمت فيها مختلف انواع الاسلحة السياسية المحرمة، لا سيما عندما دعا الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله الجيش المصري الى التحرك... والتي انتهت كما يبدو الآن الى ملاحقة امنية وقطيعة سياسية، بعدما كانت اللقاءات والاتصالات الرفيعة المستوى بين الجانبين تجري علنا وفي العاصمة المصرية بالذات. الاغلب انه رد مصري متأخر على دعوة نصر الله، يحاول ان يضع حدا لأي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية المصرية، لكنه يسلم ضمنا بانه كان لهذه الدعوة صدى في مصر، بعكس ما شاع يومها عن ان الامين العام للحزب ساهم مع قادة حركة حماس في اثارة العصبية الوطنية المصرية وفي اخراج النظام المصري من الموقف الحرج الذي وضعته فيه اسرائيل بحربها على غزة.. ولا تزال. وهو خطأ اضافي ترتكبه القيادة المصرية بعد سلسلة الاخطاء الفادحة التي ارتكبتها ابان الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة، لا سيما في التعامل مع قضية رفح ومبررات اقفاله او فتحه، والتي سمحت لخصومها باتهامها بالتواطؤ مع الاسرائيليين، برغم معرفة الجميع في القاهرة وخارجها ان اسرائيل كانت ولا تزال مصدر التهديد الفعلي لامن مصر واستقرارها، اكثر بكثير من قيادة حركة حماس التي ذهبت الى تلك الحرب، واكثر بكثير من الحركات الاسلامية المصرية... التي لم تنتصر لشقيقتها الفلسطينية كما كان متوقعا! لكن هذا الرد يدخل بلا شك في حسابات اكبر من النزاع مع حزب الله، تستحضر تلك الافكار الخيالية التي راجت في حينه في بعض الاوساط الرسمية المصرية، عن مؤامرة كبرى حيكت من قبل ايران وحماس والحزب وسوريا وقطر وغيرها... من اجل اسقاط النظام في مصر خلال الحرب الاسرائيلية على غزة، او على الاقل من اجل توريط مصر في حرب ليست راغبة او جاهزة لها مع اسرائيل. الاثر اللبناني لمثل هذا الاتهام كبير، وهو يعادل ادراج الحزب وجمهوره على لائحة ارهاب عربية، لم تكن معلنة حتى الان، تحظر التعاطي مع تلك المؤسسة التي تستعد للانخراط اكثر من اي وقت مضى في اللعبة السياسية الداخلية، وللفوز بمقاعد نيابية ووزارية لا يمكن لاحد ان يتجاهلها... مهما بلغ الصراع بين القاهرة وبين كل من دمشـق وطهران والدوحة، ومهمـــا بدا ان هذا الصراع يخالف اجواء المصالحات العــربية والدولية، ويــسيء الى مكانة مصــر التي تفوق مكانة خصومها مجتمعين.
- صحيفة السفير
جورج علم:
هناك من يحاول الإمساك ببعض الضوابط لتحصين الساحة وتحييدها، والعمل على إفشال المخططات الرامية الى تحويلها خط تماس او جبهة مؤاتية للنزال المصري ـ الإيراني، واستطرادا السنيّ ـ الشيعي على عتبة الانتخابات النيابيّة. ولا يريد لبنان الرسمي التدخل في شؤون القضاء المصري، ولا النيل من هيبته ومكانته، ولا حتى التشكيك بصدقية الاتهامات التي وجهتها السلطات المصرية رسمياً الى &laqascii117o;حزب الله"، وتحديداً أمينه العام السيّد حسن نصر الله، بالتحضير للقيام &laqascii117o;بعمليات عدائية داخل الاراضي المصرية، وتهريب السلاح، ونشر الفكر الشيعي في البلاد..."، فالحجة القانونية لا تدحضها إلاّ أخرى مماثلة، وبالتالي لا بدّ من الانتباه والاهتمام جيدا الى حجة المتهّم ـ المستهدف سواء أكان &laqascii117o;حزب الله"، او إيران، او مناخ المصالحات العربيّة حيث كانت مصر غائبة عن بعض وقائعه في قمة الدوحة؟. إلاّ ان ما يشغل المسؤولين سؤال مشروع: لماذا في هذا التوقيت؟، ولماذا تريد مصر الضامنة للاستقرار في لبنان تأليب الرياح المعاكسة للهدوء النسبي الذي تنعم به ساحته؟. كانت المعلومات الرسميّة المتوافرة حتى بعيد ظهر أمس مقننة، وشاء البعض ان يقول بأن شيئا وُضِعَ على نار المعالجة التي تتسم بسريّة مطبقة، لأن المسألة ليست مستجدة، والملف مفتوح ما بين القاهرة و&laqascii117o;الحزب" منذ حرب تموز عام 2006، عندما بادرت السلطات الرسميّة المصريّة الى اتهام &laqascii117o;الحزب" وتحميله مسؤوليّة افتعال الحرب مع إسرائيل. وبعدما حطّت الحرب أوزارها، وهدأت النفوس، جرت محاولات جديّة مرّة عبر القنوات الدبلوماسيّة، ومرّات أخرى عن طريق مسؤولين وفعاليات قاموا بوساطات وصفت في حينه بأنها &laqascii117o;ترقيعيّة" لا أكثر، إذ سرعان ما باءت جميعها بالفشل بعدما تبين أن وراء ما يجري يتجاوز لبنان الى إيران، وأن &laqascii117o;الحزب" في بعض المفاصل والمحطات هو مجرّد واجهة فقط او البديل عن الأصيل....
- صحيفة المستقبل
نصير الأسعد:
في وقت تضرب 'العاصفة الإنتخابية' لبنان من أقصاه الى أقصاه، لا مبالغة في القول إن لبنان واللبنانيين تلقّوا أول من أمس خبراً بحجم 'إعصار' أتاهم من مصر حيث اتهم القضاء المصري 'حزب الله' بالتخطيط لـ'أعمال عدائية' على أراضي جمهورية مصر العربية. وإذ يحمّل القضاء المصري الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله مسؤولية شخصية مباشرة، فإنه يربط الإتهام بموقف نصرالله خلال الحرب لإسرائيلية على قطاع غزة عندما دعا الى 'حركة' معينة داخل مصر إعتبرت ـ على نطاق واسع ـ تحريضاً على قلب نظام الحكم.أين 'المقاومة' في إستهداف مصر؟بهذا المعنى، فان الإتهام 'الجنائي' لـ'حزب الله' ذو أصل سياسي'، ويفيد أن 'حزب الله' ـ بموجب لائحة الإتهام ـ إنتقل وخلال فترة زمنية قصيرة من الموقف 'السياسي' الى التنفيذ 'العملي'.إذا كانت الإتهامات صحيحة، علماً أن أي 'شيء' لا يدفع الى الإعتقاد أنها 'مفبركة'، فثمة ردود فعل من 'النوع البديهي' تبرز ومعظمها في صيغة أسئلة. هل هي 'مقاومة' بالفعل تلك التي تنتقل من محاربة العدو الإسرائيلي الى العمل على إسقاط نظام عربي؟ أي هل هي 'مقاومة' بالفعل تلك التي تجعل من دحر العدوان الإسرائيلي وإسقاط هذا النظام العربي أو ذاك هدفَين 'متساويين'؟ ثم إذا كانت المقاومة مقاومةً بالفعل فما حاجتها الى 'جناح خارجي' أمني ـ إستخباري يمتلك 'محطات' في دول عربية؟ وهل بات إختراق 'خطوط العدو' يعني التواجد امنياً في دول عربية وهزّ استقرارها؟ وما الذي يجعل مقاومة تدّعي أنها لبنانية تتصرف بوصفها جهازاً أمنياً إقليمياً؟.. ما الذي يدفع مقاومةً، إذا كانت مقاومة بالفعل، الى إستعداء بلد عربي بـ'طوله وعرضه' ما لم تكن تؤدي وظائف لا علاقة لشعبها بها؟'الإشتغال' بمصر.. و'التحدي الإيراني'على أن الإتهامات المصرية لـ'حزب الله' إذا كانت صحيحة، ولا شيء يدفع الى الاعتقاد أنها 'مفبركة'، تطرح نقاطاً تتجاوز 'النوع البديهي'.يأتي الكشف عن 'النشاط' الخارجي لـ'حزب الله' في مصر، في مرحلة تتسم بما سمّي 'المصالحات العربية'.صحيحٌ أن تلك المصالحات تمت تحت عنوان الإتفاق على الإختلاف، أي ليس على قاعدة رؤية موحدة، لكنها حصلت على أساس أن تكون العلاقات العربية ـ العربية علاقات حوار من ناحية ومبنية على تغليب أولوية الصراع مع العدو من ناحية ثانية. وأكثر من ذلك، وبعيداً مما جرى إعلانُه إعلامياًَ، فانّ 'المصالحة' السعودية السورية أي إستئناف الاتصالات بين البلدين ـ جرت بعد أن حددت المملكة خطرين هما 'الخطر الإسرائيلي' و'التحدي الإيراني'، وبعد أن أبرز النظام في سوريا رغبته في أن يكون في موقع وسيط بين 'النظام العربي' وإيران.في هذا السياق، يُصبح إنتقال 'حزب الله' من الموقف 'السياسي' ضد نظام الحكم في مصر الى 'التنفيذ العملي' لخطة زعزعة مصر ونظام الحكم فيها، بمثابة رسالةٍ ضد 'المصالحات العربية' أولاً وتذكيراً بـ'التحدي الإيراني' بما هو تدخل في الشؤون العربية ثانياً وإعلاناً عن استمرار إيران ـ بواسطة الجناح الخارجي لـ'حزب الله' ـ في التعرّض لـ'الأمن الوطني' المصري ولمجمل 'الأمن القومي العربي' ثالثاً.. ما يستدعي من النظام السوري موقفاً واضحاً حيال استهداف جمهورية مصر العربية....لا شك أن الخطورة هي في 'تحميل' لبنان ما لا علاقة له به بل ما يرفضه أصلاً من مساس بالأخوّة اللبنانية ـ المصرية وبـ'نظام المصلحة العربية' وبالتضامن العربي. بيدّ أن معرفة أن 'حزب الله' إنما 'يشتغل' بمصر، تقود الى إستنتاج ـ منطقيّ في هذه الحالة ـ هو أن سعي 'حزب الله' الى الإمساك بالسلطة في لبنان، هو بهدف 'الاحتماء' بشرعية الدولة اللبنانية و'التغطية' على 'تنظيمه الخارجي' وترسيخ لبنان موقعاً إيرانياً متقدّماً. أي أن ما قاله نائب الأمين العام لـ'حزب الله' الشيخ نعيم قاسم قبل بضعة أيام حول أن 'العالم كله سيأتي إلينا إذا فازت المعارضة في الانتخابات'، يصبح قولاً منافياً للحقيقة. ففي حالة الاتهامات الموجّهة الى 'حزب الله' تصبح الدولة اللبنانية في خطر، سواء كانت الدولة في ظلّ حكومة لـ8 آذار أو في ظل حكومة يحظى فيها 8 آذار بثلث التعطيل.. وحتى بالمطلق. يصبح لبنان 'منبوذاً' و'مقاطَعاً' و'معاقَباً'.لبنان الدولة والمصلحة الوطنية من أبسط الأمور القول إن صدور الإتهامات المصرية لـ'حزب الله' يذخّر المعركة السياسية ـ الإنتخابية لـ14 آذار بعنوان سياسي كبير إذ يمكّنها من الدعوة الى عدم تمكين 'فريق حزب الله' من الحصول على غالبية نيابية كي لا يُضرب لبنان ودولته بـ'زلزال'. غير أن الأهم ـ وهو بطبيعة الحال أبعد من المعطى الانتخابي ـ يتعلق بمصلحة لبنان الوطنية. وفي هذه المصلحة الوطنية أن على 'حزب الله' أن يقف عند حدّ معيّن وأن 'يتبدّل'. لا يمكن للبناني ـ خاصة إذا كان عاقلاً ـ أن يقبل بتعرّض فريق من لبنان لمصر ولأمنها وإستقرارها خلافاً للاحترام المفترض لـ'الشرعيات الوطنية' في كل بلد، وهي التي دعمت إستقرار لبنان وإستقلاله. وذلك ليس لأن مصر أكبر دولة عربية فقط ولا وفاءً لها ولتضحياتها مع لبنان ومن أجل كل العرب، لكن لأن 'تفجير' الإستقرار العربي والإقليمي لعبةٌ خطيرة بالنار.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد