ـ صحيفة السفير:
فيما تقفل وزارة الداخلية رسميا عند الثانية عشرة ليلا، باب الانسحاب الرسمي، فان المعطيات تدل على وجود &laqascii117o;شهية" كبيرة على صعيد المرشحين، انعكست في مضي ما يزيد عن ستمائة مرشح في المعركة، أي بمعدل خمسة مرشحين عن المقعد الواحد، وهو رقم قياسي استنادا الى كل الانتخابات التي شهدها لبنان منذ الاستقلال حتى الآن، وتتنافى في الوقت نفسه، مع ظاهرة الاصطفافات الكبرى، التي تضعف أية خيارات من خارجها.
وفي وقت سجل المجلس النيابي، امس، تعطيلا خامسا للنصاب حال دون ملامسة بعض البنود المعيشية كتخفيض سعر صفيحة البنزين، توازى ذلك مع استمرار ارتجاج العلاقات والحسابات بين أطراف 14 آذار، وانعكس ذلك دخولا قواتيا وكتائبيا على خط الرد على النائب وليد جنبلاط، الذي تلقى، في المقابل، جرعة دعم من الرئيس نبيه بري، علما أن جنبلاط قرّر الرد على الحملة التي يتعرض لها في مؤتمر صحافي يعقده العاشرة والنصف قبل ظهر اليوم في دارته في كليمنصو في بيروت.
وينهي رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، اليوم، زيارة رسمية تاريخية الى تركيا، هي الأولى لرئيس لبناني منذ الاستقلال (عدا زيارة الرئيس التركي الراحل جلال بيار الى لبنان قبل 45 عاما)، التقى خلالها الرئيس التركي عبدالله غول ورئيس الوزراء رجب طيب اردوغان، وتخللها توقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية بين البلدين، وحضور جانب من جلسة للبرلمان التركي.
ومن المتوقع أن يصل الى بيروت، اليوم، موفد من الخارجية الأميركية، فيما ترددت معلومات مفادها أن الجلسة المقررة لمجلس الوزراء في الأسبوع المقبل قد تكون حاسمة في ما خص التعيينات الانتخابية، وثمة احتمال كبير في أن يطرح رئيس الجمهورية اقتراح وزير الداخلية في شأن التعيينات، واضعا الجميع أمام مسؤولياتهم، فإما أن يقروها واما أن يتحملوا مسؤولية تعطيلها، خاصة أنه كان قد حصل على تفويض من مؤتمر الحوار الوطني الذي سيستأنف في السادس والعشرين من الجاري.
وفيما ظلت المعارضة أسيرة الأفق المسدود في &laqascii117o;معادلة جزين ـ بعبدا"، نتيجة تشبث كل من رئيس المجلس نبيه بري ورئيس تكتل التغيير والاصلاح ميشال عون، بخياراتهما الانتخابية، كان رئيس &laqascii117o;تيار المستقبل" النائب سعد الحريري على موعد جديد، مع صدمة جديدة، أمس، تمثلت في احتجاج ميداني قامت به عشائر العرب في وادي خالد احتجاجا على استبعاد مرشحها عن لائحة &laqascii117o;المستقبل" في عكار لمصلحة إعادة &laqascii117o;المراعبة" إليها من خلال ضم أحد مرشحيهم.
ورغم محاولات استيعاب حالة الاعتراض التي ترجمتها عشائر العرب باحتجاج وصل الى حد قطع طريق عكار قبل الظهر بالإطارات المشتعلة وإطلاق النار الاعتراضي في الهواء أمام مكتب مرشحهم محمد سليمان في طرابلس، فإن الحريري أدرك سريعاً أنها غير كافية نظرا للتأثير الذي سيتركه وقوف عشائر العرب في عكار، وربما في غير منطقة لبنانية أخرى، إلى جانب لوائح خصومه، ما دفعه إلى مخاطبتهم مرتين يوم أمس، الأولى ببيان صادر عن مكتبه الإعلامي والثانية خلال إعلان &laqascii117o;لائحة المستقبل" في عكار.
ومع أن الحريري حاول عبر التعديل الذي أجراه إعادة التوازن الذي كانت تفتقده لائحته في عكار بغياب أي مرشح من آل المرعبي، إلا أن هذا التعديل تسبب في المقابل بخلل في التوازن المناطقي للائحة التي غاب عنها تمثيل منطقة وادي خالد ومحيطها بكل ما تحويه من شرائح اجتماعية فضلاً عن غياب تمثيل عشائر العرب.
وبديهي أن الحريري كان أمام واحد من خيارين أحلاهما مرّ، لكن ذلك لن يمنع الانعكاسات السلبية لأحد هذين الخيارين، وفي حساباته أن إمكان لملمة تداعيات تغييب العشائر ومنطقة وادي خالد أسهل بكثير من إمكانية استيعاب حالة الاعتراض التي كانت تتفاقم في أوساط &laqascii117o;المراعبة" في عكار.
ومن أمام مكتب تيار المستقبل في بلدة خريبة الجندي المجاورة لبلدة حلبا، أعلن الحريري عصرا، اللائحة التي ضمّت كلاً من: (عن السنّة) خالد ضاهر، خالد زهرمان ومعين المرعبي. (عن الأرثوذكس) رياض رحال ونضال طعمه. (عن الموارنة) هادي حبيش، و(عن العلويين) خضر حبيب.
واستعاد الحريري في كلمته &laqascii117o;خطاب العام 2005 الانتخابي" بشنه هجوماً عنيفاً ضد لائحة المعارضة، وقال &laqascii117o;قتلوا رفيق الحريري قبل ان يصل الى صندوق الاقتراع، واليوم يحاولون قتل مسيرة رفيق الحريري عبر صندوق الاقتراع". واتهم أعضاء &laqascii117o;لائحة الإنماء" بأنهم لم يقفوا مع الجيش اللبناني، وأنهم كانوا يوزعون الحلوى بينما يد الإجرام تغتال الواحد تلو الآخر من أبطال ثورة الأرز.
ومن المقرر أن يعلن الحريري، اليوم، لائحة المستقبل في الضنية ـ المنية، على أن يعلن حليفه الرئيس نجيب ميقاتي، مساء، اسماء اللائحة الائتلافية في طرابلس.
&laqascii117o;الجماعة": الحريري فوّض السنيورة
وعلى خط الحريري ـ &laqascii117o;الجماعة الاسلامية"، أدى تعثر التفاوض الى رفع &laqascii117o;الجماعة" نبرة خطابها حيث قررت الاستمرار في المعركة الانتخابية، وأعلنت فتح باب الخيارات الاخرى بما يراعي قواعدها وثوابتها السياسية، في حين اكدت اوساط &laqascii117o;الجماعة" ليل امس، ان الحريري، فوّض رئيس الحكومة فؤاد السنيورة استكمال الحوار معها، وتقرر لهذه الغاية عقد اجتماع في السراي صباح اليوم. وعلمت &laqascii117o;السفير" أن رئيس المكتب السياسي لـ&laqascii117o;الجماعة" علي الشيخ عمار، أبلغ ماكينته الانتخابية في صيدا ليل أمس مضيه في قرار الترشيح وأن الخيارات في صيدا ستكون مفتوحة، داعيا الى اعادة تفعيل عمل ماكينته الانتخابية على قاعدة أن المعركة أصبحت واقعة لا محالة. وقال نائب الامين العام للجماعة الاسلامية الشيخ ابراهيم المصري لـ&laqascii117o;السفير" ان الامور وصلت الى هذا الحد، نتيجة اصرار النائب الحريري على عدم منح الجماعة ما تستحق بالتحالف الانتخابي، &laqascii117o;فنحن كنا قد قدمنا مرشحين في ست دوائر، وتوصلنا في الحوار الى حصر ترشيحنا في ثلاث دوائر ومن ثم في دائرتين وهو تنازل الحد الأدنى، الذي لا يمكن التنازل عنه، لكن في آخر لقاء (امس الاول)، بدا أن التحالف صار متعذرا".
واوضح &laqascii117o;اننا اخذنا كل الامور في الحسبان، وبالتالي كل الاحتمالات واردة، ومنها ان نخوض الانتخابات بما يتلاءم ووضع كل دائرة، منفردين او غير منفردين".
وعما اذا كان هذا التوجه سيؤثر على مرشح الجماعة في الدائرة الثالثة في بيروت عماد الحوت، لم ينف المصري ذلك، وقال: كل الاحتمالات واردة، ونحن ادرجنا هذا الامر في حساباتنا عندما اصدرنا البيان.
بري لـ&laqascii117o;السفير": أكن كل مودة للجنرال
وبينما ينتظر أن يعلن العماد ميشال عون، اليوم لائحتي المعارضة في المتن وجبيل، عكست اوساط الرئيس بري اجواء تفيد باستمرار الاتصالات للحلحلة على صعيد تشكيل لائحة المعارضة في جزين، وقال بري لـ&laqascii117o;السفير" ان المسألة رهن الاتصالات، &laqascii117o;ونحن ننتظر ان نصل الى حلول".
وردا على سؤال حول علاقته بالعماد عون وما اذا كان الخلاف حول دائرة جزين قد قطع العلاقة بينهما، قال بري: اولا ما اود ان اقوله هنا، هو انني اكن كل مودة واحترام للعماد ميشال عون، واعتقد انه يبادلني هذا الامر. اما في ما خص الانتخابات النيابية في جزين او غيرها، فخلافا لكل ما يقال او يجري ترويجه، فإن ما يصفونه خلافا في جزين لا يعدو كونه خلافا في وجهات النظر لا اكثر. فالمسألة قيد المعالجة، وهناك كثيرون يحاولون ان يكبروا الخلاف ويحاولون جرّه الى اماكن اخرى، وهذا ليس صحيحا، علما ان أي حل في أي دائرة يسحب نفسه على الدوائر الاخرى، وهذا امر طبيعي، وبالتالي فان حل جزين سيؤثر على الدوائر الاخرى التي لا خلاف عليها اصلا".
وفيما لفت بالامس، خروج رموز &laqascii117o;14 اذار" للرد على النائب وليد جنبلاط، ولاسيما المركز الكاثوليكي للاعلام وحزب الكتائب و&laqascii117o;القوات اللبنانية" وبعض المرشحين الجدد على لائحة عاليه، برز موقف للرئيس نبيه بري، اكد فيه على ثبات العلاقة مع جنبلاط، مشيدا بمواقفه الانفتاحية التي من شأنها ان تساعد كثيرا في ترسيخ اجواء الاستقرار. وقال بري لـ&laqascii117o;السفير" ان جنبلاط &laqascii117o;يشكل حلقة الربط في الوطن، ولا يضيّع البوصلة مهما حصل ومهما قال ومهما صدر عنه من كلام". واكد بري ان علاقته مع جنبلاط &laqascii117o;مستمرة، ولم تنقطع، حتى في ذروة الخلاف السياسي استمرت هذه العلاقة لأنني لا انظر الى المسألة من زاوية ضيقة، او من زاوية شخصية، بل انا انظر اليها من منظار المصلحة الوطنية العامة".
وفي سياق آخر، شاعت اجواء ايجابية على خط العلاقة بين الرئيس بري والوزير طلال ارسلان، وعلم ان اتصالات مكثفة جرت في الآونة الاخيرة بين فريق الرئيس بري والوزير ارسلان، تخللها لقاء بين الاخير والمعاون السياسي للرئيس بري النائب علي حسن خليل. وردا على سؤال، اكد بري أن لقاء قريبا سيعقد بينه وبين ارسلان.