ـ صحيفة السفير
واصف عواضة:
هيلاري في بيروت الشكل والمضمون!
.. لم يكن أحد يحلم طبعا بأن تلتقي كلينتون السيد حسن نصر الله أو وفدا من حزب الله أو حتى نائبا من نوابه، إلا أنه لم يكن أحد يتوقع أن تتجنب وزيرة الخارجية الأميركية لقاء رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة التي حرصت الادارة الاميركية السابقة على تظهير دوره وإظهاره كرجل أميركا القوي في لبنان. حتى أن الذين روجوا لاجتماع موسع في قريطم أو السفارة الأميركية بين هيلاري وأركان قوى الرابع عشر من آذار، خابت آمالهم وهم يرقبون رئيسة الدبلوماسية الأميركية تغادر ضريح الرئيس الحريري الى مطار بيروت مباشرة. وهي حرصت حتى على تجاوز الأصول الدبلوماسية في تغييب وزير الخارجية اللبنانية، عن استقبالها ووداعها، باعتباره محسوبا على فريق لبناني دون آخر. لا يعني كل ما تقدم أن الادارة الاميركية الجديدة لا تعير لبنان اهتماما في المرحلة المقبلة في ظل همومها الأكبر في المنطقة. ولا يعني أنها قررت اعتماد سياسة متوازنة في لبنان. ولا يعني أنها تحبذ فوز المعارضة وحزب الله في الانتخابات المقبلة. ربما يعني أن الولايات المتحدة قررت العودة الى سياستها البراغماتية القاضية بالتعاطي مع الوقائع كما هي، وأنها ستتعامل مع أي حكومة لبنانية تنتجها الانتخابات المقبلة، وهو ما أوحت به سفيرتها في بيروت قبل أيام. وهذا يفرض على اللبنانيين أن يغلّبوا الرهانات المنطقية المستوحاة من فشل الرهانات السابقة التي بنى أصحابها قصورا من الرمال. وان غدا لناظره قريب!.
ـ صحيفة السفير
جورج علم:
كلينتون تقرع باب «حزب الله» من دفتي الانتخابات والأزمة المفتوحة مع مصر.. موسى يرسم خارطة طريق للمعالجة ويعوّل على حكمة سليمان
تعاملت سوريا بحذر مع الأزمة المفتوحة ما بين مصر و«حزب الله»، ونأت بنفسها عن أي استدراج رغم كلّ المحاولات التي رمت الى الزجّ بها كطرف له دوره وتأثيره على مجريات الأمور بين الفصائل الفلسطينيّة من جهة، والمقاومة في الجنوب من جهة أخرى. وتوقعت مصر، ان تندفع دمشق ولو بشكل غير مباشر، نحو الانزلاق، عندما تجاوزت الحملة الإعلاميّة «الحزب» لتطاول إيران، وكانت العين المصريّة شاخصة باتجاه سوريا التي تستقبل على أرضها بعض قادة «حماس» وفصائل المقاومة، وكونها تشكّل الممر الإلزامي او الجسر الذي يعبر فوقه الدعم الإيراني للمقاومة في لبنان، إلاّ أن العاصمة السوريّة أدارت ظهرها للعاصفة، وحافظت على هدوئها وسكينتها... وحاول عمرو موسى أن ينأى بنفسه عن الالتزام بأي مهمة محددة تاركا المسألة في عهدة رئيس الجمهوريّة العماد ميشال سليمان «القادر على مخاطبة حزب الله بقدر ما هو قادر على مخاطبة مصر»، إلاّ ان تحركه( في بيروت) ينبع أولا من التزام معنوي أخلاقي في محاولة للقيام بمسعى، وينبع ثانيا من الفشل الذريع الذي منيت به كل المحاولات الرامية الى تكبير الأزمة، والتمدد بها على الساحة الشرق اوسطية لتشمل لبنان المصالح، والعلاقات الثنائية مع مصر، وسوريا وإيران، وإسرائيل، ودولا أخرى. وهذا الفشل مكّن موسى من أن يدخل من الباب العادي ـ الطبيعي للقيام بما يمكن القيام به إذا ما توافرت النيات الصادقة عند الطرفين المعنييّن لإيجاد مخرج.. وتدخل الوزيرة كلينتون على الوضع الداخلي من بوابتين: الانتخابات النيابيّة حيث لا تريد ان تحقق المعارضة بقيادة «حزب الله» انتصارا باهرا، وتحتل غالبية المقاعد في المجلس النيابي الجديد. والثانية بوّابة الأزمة المتفاقمة بين مصر و«حزب الله»، حيث سجّلت مسبقا، نقطة اعتراض على اي معالجة لا تردع «حزب الله»، وتنتزع منه ضمانات موثوقة تؤكد عدم الرغبة في تحوّله الى «أخطبوط» رأسه في لبنان، فيما تنشط أطرافه في الخارج وفي العديد من الدول، وفي الملفات الساخنة والمتفاقمة في المنطقة، وهو القائل بان نشاطه المقاوم لا يتعدّى لبنان، والجنوب. وأمام هذا التهافت العربي ـ الإقليمي ـ الدولي على مراقبة الانتخابات، يترك الأمين العام عمرو موسى بيروت بانطباع مفاده أن «حزب الله» وحده في الميزان، وإن حل العقدة مع مصر ربما هو مؤجل الى ما بعد معرفة نتائجها، فيما يضع اللبنانيون ايديهم على قلوبهم: هل ستتم بهدوء وتؤدي الى قيام دولة القانون والمؤسسات، أم يريدونها وسيلة للعودة بلبنان ساحة متاحة لتصفية الحسابات وتسديد الفواتير الكثيرة؟!.
ـ صحيفة النهار
إميل خوري:
لأن عهد الرئيس سليمان ينبغي أن ينطلق بعد الانتخابات..الحكومة المنشودة هي حكومة الاتفاق مسبقا على برنامج وطني واحد
اما المواضيع الاساسية والقضايا المهمة التي ينبغي التوافق عليها قبل تأليف حكومة ما بعد الانتخابات، فمنها:
أولا: تحديد مصير سلاح "حزب الله" وكل سلاح خارج الشرعية في اطار استراتيجية معينة وهل ينبغي ربط مصير هذا السلاح بتحرير ما بقي من الاراضي اللبنانية من الاحتلال الاسرائيلي ام ربط مصيره بتحقيق السلام مع اسرائيل؟.
ثانيا: تحديد مصير سلاح الفصائل الفلسطينية خارج المخيمات وداخلها، وهل ينبغي ربطه بمصير سلاح "حزب الله" وكل سلاح آخر خارج الشرعية، ام ينبغي ان يكون له وضع خاص بحيث تتم ازالة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وضبطه في داخلها لأن مهمة الدفاع عن أمن لبنان ليست من مهمة هذا السلاح بل من مهمة القوات المسلحة للدولة اللبنانية مدعومة من الشعب اللبناني.
ثالثا: ازالة كل المربعات الامنية المحظور على قوات السلطة الدخول اليها الا باذن وعلم مسبق من المسؤولين في هذه المربعات كي يصير في امكان السلطة اللبنانية مراقبة الامن وحفظه في كل المناطق اللبنانية، ولا تظل أي منطقة في لبنان ملاذا لأي مجرم وأي هارب من وجه العدالة، للتمكن من ملاحقة نشاط العناصر المشبوهة في البلاد والتي قد تقوم بأعمال عنف وتخريب واغتيال...
خامسا: ان يصير تفاهم على موضوع مزارع شبعا بالنسبة الى ترسيم حدودها قبل انسحاب اسرائيل منها او بعد انسحابها وذلك توصلا الى استعادة لبنان ملكية هذه المزارع وبسط سيادته الكاملة عليها...
ـ صحيفة النهار
نبيل بومنصف:
المعركة الأصلية في ذكراها!
ما تناقلته وسائل الاعلام عن كلام للنائب محمد رعد في شأن وصفه "سلطة" 14 آذار بأنها جزء من "مشروع عدواني" سقط رمزاه الاميركي والاسرائيلي وبات تاليا سقوط هذه السلطة وشيكا في الانتخابات، لا يشكل جديدا مفاجئا فعليا في اطار "الاقتناعات" سوى استعادة خطاب لـ"حزب الله" كان سائدا قبل اتفاق الدوحة وتوقف بعده وها هو يستنهض مفرداته القتالية والتخوينية على وقع "الحوربة" الانتخابية. ولأن النائب رعد ليس مسؤولا عاديا في "حزب الله" بل هو رئيس كتلته النيابية وممثل الامين العام للحزب في جلسات حوار بعبدا، فضلا عن كونه أحد أبرز "صقور" التعبير السياسي لدى الحزب، فان مواقفه المتدرجة صعودا في الآونة الاخيرة تعكس اضطلاعه بدور مركزي في اطلاق الرسائل والاشارات المبكرة حيال المرحلة الانتخابية وما يليها ويعقبها اعتبارا من فجر 8 حزيران. وفي هذا الاطار لا بد من تسليط الضوء على الجوانب الايجابية "لمكاشفات" شفافة وصريحة كهذه لانها تزيل الغمامة عن غموض كثيف يحوط بمرحلة ما بعد الانتخابات. فمن الواضح تماما ان "حزب الله" يلتقي من حيث أراد وقصد او لم يرد ويقصد مع قوى 14 آذار في اعتبار الانتخابات اكثر من مصيرية. هي مواجهة كبرى بين مشروعين، بدليل التركيز الطارئ في خطاب الحزب، عبر النائب رعد وسواه، على أهمية القبض على ناصية غالبية جديدة في مجلس النواب تسقط مفاعيل كل السنوات الاربع السابقة. هذا التعبير الواضح لا يترك أدنى شك في أن حصول قوى 8 آذار على غالبية ولو بمقعد واحد يعني انها مقبلة على نقل لبنان الى عصر آخر مختلف اختلافا جذريا عما سبق. وفي المعايير الدستورية والديموقراطية الطبيعية، فان التغيير هو أمر ملازم وبديهي لكل انتخابات، لكن مع قوى 8 آذار الامر يتعلق بالشكوك العميقة حيال التزامها دستور الطائف وركائز النظام الليبرالي، وعدم الجنوح الى سياسات انقلابية صرفة تشي مواقف الكثير من رموزها بالتخطيط لها منذ ما قبل تسوية الدوحة. الامر الايجابي الآخر يتصل باتفاق الدوحة نفسه. اذ يمكن اعتبار كلام النائب رعد قبل ايام عن ضرورة "تغيير الموجة" السائدة منذ أربع سنوات اقرارا ضمنيا بأن اتفاق الدوحة كان اتفاقا مرحليا تنتهي مفاعيله في يوم 7 حزيران. هذا الاتجاه يناقض واقعيا ما دأب الحزب على تكراره، من نية الى تثبيت تسوية الدوحة. والحزب يوحي الآن انه تجاوز هذا السقف ويطمح الى مزيد، بمعنى اقامة سلطة 8 آذار الصرفة في حال فوزها بالغالبية. ويعتبر هذا التطور بالغ الاهمية في الاضاءة على حقيقة النيات السياسية لدى رافعة قوى 8 آذار الاساسية وعمودها الفقري. العامل الايجابي الثالث يتمثل في الصدمة الكبرى التي تثيرها مكاشفة كهذه لدى الخصوم الذين يغرق معظمهم في زواريب العائلات والاجباب والحسابات الانتخابية الضيقة الى حد السهو والتغافل عن الطابع السياسي الجسيم للمعركة. ففي خطاب "حزب الله" الكثير من "شد العصب" لقواعده. لكن مفعول الصدمة في كشف الاتجاهات التي تثير المخاوف من ايحاءات انقلابية سيشكل "شد عصب" مقابلا لدى قوى 14 آذار وقواعدها. مثل هذا "الاستفزاز" السياسي من الطراز الرفيع يعيد المعركة الى "مذاقها" المحترم واللائق بالصفة المصيرية. ولتكن مقارعة على مستوى مصيري حقيقي ما دامت هذه المكاشفة تأتي في "العيد" الرابع للاستقلال الثاني الفعلي، ذكرى الانسحاب السوري من لبنان. ولعلها مفارقة ذات دلالات تتجاوز الاطار الرمزي، ان تتزامن هذه الذكرى السيادية الكبرى مع اعادة الاعتبار بالكامل الى المعركة السياسية الاصلية والمواجهة الحقيقية الدائرة منذ عام 2005 بانتخابات وبلا انتخابات وعند كل مفصل وتطور، كبيرا كان أم هامشيا.
ـ صحيفة الأخبار
حسن عليق:
المواجهة الأمنيّة: سقوط المزيد من شبكات التجسّس
اتسعت أول من أمس دائرة المواجهة بين الاجهزة الأمنية اللبنانية والمقاومة من جهة، والاستخبارات الإسرائيلية من جهة ثانية، بعدما أعلن كشف شبكتين إضافيتين غير تلك التي ادُعي فيها على العميد المتقاعد أديب العلم وزوجته وعنصر في الأمن العام بالتعامل مع إسرائيل. وقد نفذت دوريات من فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي عمليات دهم السبت الماضي في ثلاث نقاط جنوبية تخللها توقيف لبنانيين وفلسطيني وضبط كمية من الادوات الالكترونية التي يجري استخدامها في التواصل بين هؤلاء ومشغليهم في إسرائيل، ليرتفع عدد الموقوفين بالشبهة ذاتها إلى تسعة خلال الأسبوعين الماضيين. وذكرت مصادر متابعة أنه منذ اكتشاف شبكة العلم قبل بعض الوقت، كانت الشبهات تحوم حول كل من روبير ك. وهو مواطن من مدينة زحلة يقطن قرب دبين القريبة من مرجعيون، وعلي م. في بلدة زبدين في النبطية ومحمد ع. في منطقة الفيللات القريبة من عين الحلوة في صيدا.وبعدما تبيّن أن روبير ومحمد متصلان بعضهما ببعض وأن الاول جنّد الثاني، فإن علي م. كان يعمل وحده. وقد اعترف روبير ومحمد سريعاً بالتعامل مع إسرائيل وتحدثا عن برامج تقنية خاصة عملا عليها تهدف الى توفير معطيات لإسرائيل في أكثر من منطقة جنوبية، وقد ضُبطت بعض الادوات التي كانت تستخدم في هذه الاعمال. أما علي م. فقد أنكر بدايةً وجود أي علاقة بينه وبين قوات الاحتلال، وهو راهن على اتصالات تجرى من قيادي بارز في حركة أمل لإطلاقه، نظراً لكونه شقيق أحد مساعدي هذا القيادي. وبعدما أبلغت قوى الأمن القيادي بحقيقة الأمر، تبيّن لمحمد أنه من دون غطاء، فعاد واعترف في وقت متأخر من ليل أول من أمس بأنه على تواصل مع قوات الاحتلال، وأنه جنّد بعد حرب تموز عام 2006، وكان يعمل على مراقبة مجموعة من العناوين والمواقع والاشخاص القريبين من المقاومة في مناطق تقع شمالي نهر الليطاني. وذكر مسؤول أمني رفيع أن الموقوفين الثلاثة اعترفوا بتعاملهم مع أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، وأن بعضهم جنِّد منتصف التسعينيات. وذكر محمد وروبير أنهما دخلا إلى فلسطين المحتلة أكثر من خمس مرات، تم بعضها براً عبر الحدود اللبنانية ـــ الفلسطينية، قبل عام 2000 وبعده، وأشارا إلى أنهما خضعا لدورات تدريبية على أيدي مشغليهما الإسرائيليين. وتحدّث محمد ع. عن تلقّيه رسالة من مشغليه بعد توقيف العميد المتقاعد أديب العلم (قبل أسبوعين) طلبوا منه فيها أن يجمّد كل نشاطاته، علماً بأنه تخلص من أحد الأرقام الهاتفية التي كان يستخدمها للتواصل مع الإسرائيليين في الفترة الأخيرة. وقال مسؤول أمني لـ«الأخبار» إن التحقيق أظهر أن الموقوف علي م. كان يركّز عمله على جمع معلومات عن المقاومة ومراكزها وقادتها وأفرادها في منطقة النبطية، مشيراً في الوقت عينه إلى أن شخصيّتي الموقوفين الآخرين وتحركاتهما تشير إلى إمكان أن يكونا قد نفذا مهمات إجرائية، غير أن ذلك لم يثبت بعد خلال مجريات التحقيق التي تسير ببطء. وتوقع معنيون بالملف أن يمتد استجواب الموقوفين الثلاثة إلى أسابيع، نظراً إلى التدريب الذي كانوا قد تلقّوه لمواجهة التحقيق.وتجدر الإشارة إلى أن علي م. يملك ملحمة في بلدته زبدين، وهو من سكان مدينة النبطية، ويعمل إضافة إلى ذلك مرشداً دينياً خلال موسم الحج، وكان قد تقرّب جداً خلال السنوات الماضية من أحد رجال الدين البارزين في المدينة المذكورة. أما محمد ع.، فيعمل في مقلع للحجارة، وهو من سكان مدينة صيدا، وتربطه قرابة عائلية باثنين من أبرز الجهاديين في مخيّم عين الحلوة. بدوره، يعمل روبير ك. سائقاً لجرافة في منطقة مرجعيون. وأكّد مسؤول أمني أن توقيف الثلاثة لا يرتبط بالتحقيق مع المجموعتين اللتين أوقفتا قبل أسبوعين (العميد المتقاعد أديب العلم وزوجته وابن شقيقه و3 آخرين). وتجدر الإشارة إلى أن مجموعة العميد المتقاعد أحيلت على القضاء العسكري، إلا أن قاضي التحقيق العسكري الأول الرئيس رشيد مزهر أصدر استنابة لفرع المعلومات بهدف استكمال التحقيق معهم، علماً بأن استجوابهم يسير ببطء شديد أيضاً، ولم يتمكن المحققون بعد من إنهاء التحقيق الأولي قبل مواجهة الموقوفين ببعض المضبوطات والمستندات التي عثر عليها في منازلهم.
ـ صحيفة الأخبار
غسان سعود:
جنبلاط الأكثر شعبيّة
أرشيف النائب وليد جنبلاط، المرئي والمسموع، شبه كامل على يوتيوب. فكثرة التناقضات تجعل كل عبارة لرئيس اللقاء الديموقراطي مشروع فيديو عاجلاً أو آجلاً، رغم أن الجمهور المتابع ليس كبيراً مقارنة بجمهور فيديوات بري وجعجع وعون. أما البارز فهو فيديو بعنوان «قد نضطر إلى إحراق الأبيض والأخضر واليابس»، يتخطّى عدد مشاهديه أحد عشر ألفاً. وفي التعليقات على تهديدات جنبلاط، يقول أحدهم إن أبو تيمور يقود شعبه كالخواريف، فيما يشير أحدهم باعتزاز إلى أن «المعارضة حرقت أبيض جنبلاط وأخضره وسكّرت جميع معسكراته الاستخبارية المغطاة بغطاء الجمعيات الاجتماعيّة». وثمّة من يسأل: لماذا خبّأتم سلاحكم تحت التراب حين اجتاح الإسرائيلي الجبل؟ أنتم الاشتراكيون تتكلمون في الهواء فقط. الشريط الثاني بحسب نتائج البحث على يوتيوب يعرض تقريراً سبق لقناة المنار أن عرضته، وفيه «تحليلات» لأطباء نفسيين يقولون إن «جنبلاط يبدو كأنه خاضع لتفاعلات كيميائية، تصرّفه هستيري غير مسؤول، من يرَ وجهه وطريقة كلامه يرَ صراعاً داخلياً، ولعبة ضمير، خوفاً من شيء، خوفاً من الماضي، ما يثير غضب بعض المعلّقين الذين يشتمون المنار ومحلّليها النفسيين. وثمّة من يهزأ بمعدّي التقرير، مؤكداً أن «وليد بيك كبير كوالده لا يخاف إلا ممن خلقه». وهناك من يقول إن الطبيب لا يجرؤ على قول غير ذلك خوفاً من حزب الله. (...) من جهة أخرى، وبحثاً عن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، يطلّ بداية الإعلامي عمرو أديب في ردّ شاهده نحو 56 ألف شخص على اتهامات نصر الله لمصر خلال عدوان غزّة. ويتخذ النقاش في خانة التعليقات طابعاً جدّياً وحادّاً. واللافت أن مواقف نصر الله السياسية شبه غائبة عن يوتيوب، فيما يبرز دعاء بصوت نصر الله شاهده 57 ألف شخص، يقول فيه: يا رب أنت القادر على كل شيء، أنا عبدك الذي أعترف لك بالعبودية، أنا عجز محض، أنا ضعف محض، أنا جهل محض، أنا فقر محض. أنت يا رب، أنت الغني، أنت العالم، أنت القادر، أنت المحيط بكل شيء، أنت الكريم، أنت الرحيم. أما الأكثر مشاهدة فهو شعر عبد الرحمن يوسف، يروي فيه كيف التقى نصر الله في الجنوب قبل أن يختتم قصيدته مكرراً بغضب عاطفي: احذر بربك من صواريخ العرب.
ـ صحيفة الأخبار
إبراهيم الأمين:
معارضون يخاطبون عون وبري: أوقفا مهزلة جزين!
.. وإذ ينجح التفاهم مع حزب الله في إخفاء عوارض الضمور الذي أصاب زعامة رئيس المجلس على الصعيد الشعبي، فإن طريقة مناكفة عون تكشف هذه العوارض، وإن كانت غير كافية للحديث عن مرحلة جديدة من الإدارة السياسية مع رئيس المجلس. تالياً، يمكن القول، وحسب المثل الشعبي، إن ما يقوم به العماد عون مع رئيس المجلس من خلال مفاوضات جزين هو كمن «قرّص عجينات» الرجل الذي حاذر كثيرون الاقتراب منه طوال السنوات الماضية... ولو أن حزب الله يتجه صوب معركة تغيير داخلي، ما يستوجب منه مواجهة ما مع رئيس المجلس، لكان عون يقول اليوم كلاماً مختلفاً، أو لكان هو وبري قد أظهرا ما في دواخلهما من مواقف حقيقية متبادلة حيال الشعور المتبادل بقلة الود والاكتفاء بالحب عن بعد. لكن واقع المعركة السياسية عموماً يمنع على عون السير إلى ما لا نهاية في هذه المعركة، حتى لو عمل البعض على إقحام عناصر شخصية في ملاحظات الجنرال على مرشحي رئيس المجلس في جزين...
ـ صحيفة الأخبار
محمد نزال:
«حرب عصابات» في برج البراجنة
لم يتوقّع أحد في برج البراجنة، أمس، أن يتطور العراك الذي وقع بين شاب من آل حسّون وعدد من الشبان من آل المقداد، إلى تضارب بالآلات الحادة، وتتبعه عمليات كر وفر بين الطرفين. حدث ذلك على خلفية أفضلية المرور، حيث كان الأول يقود درّاجة نارية، سُحبت منه بعد موجة من التضارب، وتمكّن بعدها من الفرار إلى حي عين السكة حيث يقطن. تجمّع حوله الأقارب والأصحاب. بدا الأمر كأنه استعداد لمعركة: حُمّل هو مسدساً حربياً، وامتشق بعضهم أسلحة رشاشة مختلفة. توجهّوا جميعاً على طريقة «العصابات» إلى الحي الذي وقع فيه العراك، من أجل «الثأر ورد الاعتبار» على حد وصف أحد المشاركين. وصلوا، فدخل أحدهم وهو يحمل مسدساً إلى المحل الذي يعمل فيه شاب من آل المقداد. ووفقاً لرواية أهل المنطقة، فإن الشاب المذكور تعرض للضرب على وجهه بالمسدس، فصادف في لحظتها مرور شخص من «حزب الله»، تدخّل فوراً لتطويق الحادثة، بحسب ما أكد غسان، أحد الشهود العيان. بيد أن الحصيلة لم تكن صفراً، في هذه المرحلة من المواجهات. أصيب أحد الشبان بطلق ناري في قدمه، وآخر بطعنة سكين في أسفل ظهره. تفرّق المحتشدون، وعاد كل إلى حيّه، ولكن ما هي إلا دقائق حتى تجمهر عدد من شبان آل المقداد، أفاد شهود عيان أن بعضهم كان مسلحاً. «جاء دورنا الآن»، صاح أحد الشبّان خلال توجّهه مع مجموعة من رفاقه إلى حي عين السكة حيث يقطن آل حسّون. سبقتهم الأخبار إلى هناك، وسُمع إطلاق نار كثيف في المنطقة قبيل وصول آل المقداد. «كانت الحالة أشبه بحرب» بحسب وصف علي، الذي أقفل محلّه وذهب بعيداً «تحاشياً لأي إصابة بالخطأ». وعقّب حسن (الشاهد الآخر على الحادثة) بالقول «هذه المشاكل تحصل في كل دول العالم»، متسائلاً عن سبب غياب القوى الأمنية. فحتى تلك الأثناء، لم تكن القوى الأمنية قد وصلت بعد، وتواردت معلومات بين الناس هناك، مفادها أن عناصر من «حزب الله» قطعوا منافذ الطرق المؤدية إلى منزل آل حسّون، في محاولة لتخفيف حدة التوتر الذي سيطر على الجو العام في محيط عين السكة، حتى وصلت قوة من الجيش اللبناني، وعملت على تطويق المنطقة. لكن حضور القوى الأمنية لم يثبت الأمن في نفوس أهلها الغاضبين، إذ عبّر أحد المواطنين عن خشيته من ردات فعل محتملة، قد يقوم بها أحد الطرفين. وفي الإطار ذاته، أكد مسؤول حزبي في المنطقة، أن وحدات الجيش قادرة على ضبط الأمن، والسيطرة على الوضع، مشيراً إلى أنها دهمت فجر أمس عدداً من الأحياء داخل عين السكة، بحثاً عن مطلوبين. وعلمت «الأخبار» من مصادر مطّلعة في المنطقة، أن النائب علي عمّار زار منزل آل المقداد لتهدئة الخواطر، واستطاع إقناعهم بالتهدئة، بحسب ما أكد أهالي المنطقة. تجدر الإشارة إلى أن وحدات من الجيش قامت فجر أمس، بعملية دهم لحي عين السكة (برج البراجنة) بحثاً عن بعض المطلوبين. وأكد مسؤول أمني لـ«الأخبار» أن الحادثة مضخّمة بين الناس، كما لفت إلى أن البعض حاول استغلالها سياسياً، وقد انتشرت شائعات انتشاراً منسّقاً تدّعي وقوع قتلى، «بيد أن الخسائر اقتصرت على جرح البعض، ومن ثم عاد الأمن إلى طبيعته في المنطقة».