صحف ومجلات » مقالات وتحليلات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس 30/4/2009

ـ صحيفة الشرق الأوسط
ثائر عباس ويوسف دياب:
حزب الله يتصدر المحتفلين بخروج الضباط
عاش اللبنانيون أمس يوما من المشاعر المتناقضة إزاء ملف شغلهم طوال السنوات الماضية بين فرح و&laqascii117o;خائب الأمل" بإطلاق الضباط الأربعة الذين كانوا في صدارة الاتهام في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وفيما عبر خائبو الأمل عن خيبتهم بالصمت والترقب، عبر الفرحون بالرصاص والمفرقعات وتوزيع الحلوى في الشوارع، علما أن الاحتفال بدأ قبل صدور القرار الدولي.
وكان حزب الله من أبرز المرحبين بالقرار، وتصرف على قاعدة أنه &laqascii117o;أم الصبي" في التعامل مع الرئيس السابق لجهاز الأمن العام اللواء جميل السيد، فكان أعضاء كتلة الحزب من أول زواره، كما كان النائب حسن فضل الله من أول الذين وصلوا إلى منزل السيد عند صدور القرار. وكان حزب الله صاحب أول بيان ترحيب بالقرار، وكانت قيادات الحزب ترافق السيد لحظة وصوله إلى منزله، وكانت كلمة رئيس المجلس السياسي للحزب السيد إبراهيم أمين السيد قد سبقت كلمة اللواء السيد الذي خص الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله بتحية شكر. كما كان عضو كتلة حزب الله حسين الحاج حسن في صدارة مستقبلي اللواء علي الحاج، فيما كان النائب أمين شري إلى يمين المدير العام السابق لمديرية المخابرات في الجيش اللبناني ريمون عازار.
ـ صحيفة السفير
نبيل هيثم:
لو استجابت 14 آذار لنصيحة إطلاقهم لكانت الخسارة أقل
توقيف الضباط بنى سلطة الموالاة.. فماذا سيبقى منها؟
أي بناء يتم تركيزه على أسس رخوة او فارغة, من الطبيعي ان يتداعى ويستوي بالأرض. وطبيعي جدا ان تنسحب هذه الوضعية على حالة الضباط الاربعة, ولا سيما ان البناء الذي شيّد على حريـّتهم, قام على حبل طويل من شهود الزور والتلفيقات, نصبه القاضي الالماني ديتليف ميليس, ومهد له بيتر فيتزجيرالد, الذي فاخر بالصداقات التي بناها خلال فترة انتدابه للتحقيق الاولي في اغتيال الرئيس رفيق الحريري, كما انه يحرص على الا ينسى في بعض جلساته الاشادة بـ&laqascii117o;كرم" و&laqascii117o;فضائل", ذاك &laqascii117o;البيت", الذي تزعـّم حركة &laqascii117o;14 آذار" وثورة أرزها. والسؤال الذي يفرض نفسه حيال تحرير الضباط, يحيط هذا الحدث, باستفهامات حول حجم التداعيات القضائية التي ستتولد عن قرار القاضي فرانسين الذي كسر قرار القضاء اللبناني بتوقيف الضباط, وحول ما اذا كان هذا القرار سيحرك مراجعة قضائية نقدية لفترة الاعتقال والمبادرة الى خطوات تصحيحية؟ فإن الشق الثاني من السؤال يركـّز على التداعيات السياسية لهذا الحدث, ولبنان الى اين بعد... استعادة الضباط الأربعة حريّتهم؟
ـ صحيفة السفير
واصف عواضة:
الشـهيد المظلوم وحيداً في لاهاي!
 ما خلص اليه القرار القضائي الدولي يؤكد ما ذهب اليه اللواء جميل السيد، من أن السجين الوحيد الباقي في هذه القضية هو رفيق الحريري، وأن المحكمة الدولية وبعد أربع سنوات من التحقيق والبحث والتدقيق واطنان الورق وعشرات الملايين من الدولارات، تمكنت من الامساك بالقتيل، ولا يزال القاتل فارا من وجه العدالة. ليس في ملفات هذه القضية اليوم الا مظلومين، بدءا برفيق الحريري والضباط الاربعة والاخوين عبد العال وانتهاء بمن شوهت سمعتهم خلال السنوات الاربع الماضية تحت ذريعة &laqascii117o;الاتهام السياسي". وليس امام المحكمة الدولية حتى الآن الا مظلوم واحد هو رفيق الحريري. والخوف كل الخوف في ضوء ذلك، وبعد كل هذا الجهد والتعب، ان تقيد القضية ضد مجهول. والله أعلم!
ـ صحيفة السفير
علي الموسوي:
جميل السيّد ربح الرهان من عازوري بتحديد توقيت الإفراج في 29 نيسان
قرار فرانسين نهائي بالبراءة ومن أعلى مرجع دولي
ماذا يعني تأكيد بيلمار بانتفاء الدليل ضدّ الضبّاط، من الناحية القانونية؟.
إنّ الأهمية تكمن في أنّ بيلمار الخصم، هو الذي طلب إطلاق سراح الضبّاط، واكتفى القاضي فرانسين بموافقته، وهذا الأمر مختلف عن الحالة التي يكون فيها بيلمار هو من طلب التوقيف وفرانسين طلب الإفراج خلافاً لرأي بيلمار، ففي الحالة الثانية يمكن التشكيك بالبراءة، أمّا في حالتنا الراهنة فإنّه قرار بالبراءة المطلقة.
ويرى محامي الدفاع أكرم عازوري أنّ قرار بيلمار كان طبيعياً جدّاً ومنتظراً ومنذ وقت بعيد، وليس بتاريخ الأربعاء في 29 نيسان من العام 2009، ويجدّد تأكيده إعلان انتصاره وبالضربة القاضية المدوّية في حزيران من العام 2007، عندما اضطرّت جهة الادعاء إلى تنحية المحقّق العدلي القاضي إلياس عيد وكفّ يده بقرار صدر عن محكمة التمييز الجزائية برئاسة القاضي رالف رياشي الذي هو نائب رئيس المحكمة الخاصة بلبنان، وذلك يوم الخميس الواقع فيه 6 أيلول من العام 2007، نظراً لنيّته بالإفراج عن الضبّاط، وقد صرّح عازوري آنذاك، بأنّ الضبّاط هم قانونياً، خارج السجن، إنّما إطلاق سراحهم الفعلي هو تقصير من قبل السلطة، وجارت الأمم المتحدة عازوري في ما ذهب إليه عندما أدانت الاعتقال التعسفي في شهر تشرين الثاني من العام 2007، وهذا يعني عملياً، أنّ النظام السياسي اللبناني هو الذي فشل. ويعد عازوري بأنّه سيكرّس جهده &laqascii117o;لئلا تتكرّر مثل هذه المظالم عن طريق إقناع السلطة السياسية" بالموافقة على الاقتراحات الستّة التي قدّمها ونشرتها &laqascii117o;السفير" وتتلخّص بضرورة رفع اليد السياسية عن القضاء.
ـ صحيفة السفير
مايسة عواد:
أبرز الخيارات الإعلامية في تغطية إطلاق سراح الضباط: حماسة &laqascii117o;المنار" وتأهّب &laqascii117o;الجديد" مقابل برودة &laqascii117o;المستقبل" وتأخّر &laqascii117o;أل بي سي"
عند الثالثة من بعد ظهر أمس، انتقلت كل الشاشات اللبنانية، وبلا استثناء، إلى لاهاي حيث قرأ القاضي دانيال فرانسين قراره في مقر المحكمة الدولية. لحظة الإعلان عن الإفراج الفوري عن الضباط مع ضرورة تأمين سلامتهم، برز صوت التصفيق والتهليل بالقرار من منازل عائلات الضباط على شاشات &laqascii117o;الجديد" و&laqascii117o;المنار" بينما اختارت شاشات &laqascii117o;أخبار المستقبل" و&laqascii117o;أل بي سي" و&laqascii117o;أم تي في" أن تركّز على فرانسين وحده &laqascii117o;دون منازع". شكّل الفارق في الصورة هذه، نموذجاً معبّراً استمر طوال النهار لاختلاف التغطية. اقتصرت حالة &laqascii117o;التأهّب" عملياً على قناتي &laqascii117o;الجديد" و&laqascii117o;المنار" اللتين وزعتا شبكة المراسلين بين مدخل سجن روميه ومنازل الضباط، بينما بدا واضحاً التزام &laqascii117o;أخبار المستقبل" بتغطية بالحد الأدنى لها دلالاتها السياسية، في حين تأخرّت &laqascii117o;أل بي سي" في مواكبة الحدث وانتظرت لحظة خروج الضباط لتنقل صورها عن &laqascii117o;المنار"، بينما حرصت قناة &laqascii117o;أن بي أن" على حضور ضمن الامكانيات المتاحة و&laqascii117o;أم تي في" على تغطية ضمن سياسة مرسومة بعناية.
بدت &laqascii117o;المنار" مستعدة لمتابعة تفاصيل الحدث، وأعلن شريط أخبارها منذ قرابة الثانية والنصف بعد الظهر تقريباً عن &laqascii117o;بدء إجراءات إخلاء الضباط الأربعة"، وهو الخبر الذي أعادت نقله عنها الفضائية السورية، وعندما بدأ فرانسين بتلاوة القرار قسمت شاشتها إلى أربع، فنقلت صوراً مباشرة من منزلي اللواء السيد والعميد عازار وحرصت على ملاحقة كيفية تلقي أفراد العائلات الخبر، أما شاشة &laqascii117o;الجديد" فالتقطت بدورها الانفعالات الأولى من منزل اللواء جميل السيد (حيث الزميل باسل العريضي) لتعود وتركز على ما يحدث عند مدخل روميه (حيث الزميلة كريستين حبيب). التضارب في تفسير وتوظيف القرار سياسياً برز أكثر مع تقدم ساعات النهار. تشدد &laqascii117o;أخبار المستقبل" على انه دليل على عدم تسييس المحكمة وانه يشكل نقطة انطلاقتها الفعلية، بينما يقول ضيوف &laqascii117o;المنار" ان فيه &laqascii117o;بداية لمرحلة جديدة" و&laqascii117o;انه دليل إدانة للقضاء اللبناني المسيّس" مع دعوات متكررة للقضاة المعنيين بالاستقالة الفورية.
في هذا الوقت، كانت كاميرا &laqascii117o;المنار" تكمل نقل فرحة عائلات الضباط والزوار المهنئين مع الزملاء منار صباغ ومحمد قازان (منازل الضباط) ومنى طحيني (من أمام سجن رومية)، وتُبرز حديث الوزير السابق ميشال سماحة الذي طالب باستقالة &laqascii117o;القضاة الأربعة اللبنانيين الذين أمروا باحتجاز الضباط من دون مسوّغ قانوني"، وهو ما عاد ليبرزه أيضاً ضيف الاستوديو النائب السابق ناصر قنديل الذي شن أكثر من هجوم قاس بعد دعوته أيضاً إلى استقالة فورية للقضاة، رافضاً مقولة ان خروج الضباط لا يعني براءتهم التي جاءت على لسان وزير العدل &laqascii117o;إذا كان وجودهم (أي الضباط) خارج السجن ليس دليلاً على براءتهم فإن وجود (مروان) حمادة و(فارس) خشان و(جوني) عبدو خارج السجن ليس دليلاً على براءتهم ايضا".
ـ صحيفة السفير
زينب ياغي:
في منزل جميل السيد: &laqascii117o;أبواب السجون ليست لنا"
 عند الثانية من بعد ظهر أمس، بدأ توافد الصحافيين والاعلاميين والمصورين إلى منزل اللواء الركن جميل السيد في الجناح. وكان من اوائل الزائرين من السياسيين مسؤول الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا والنائب حسن فضل الله، حبكت طرفة مع أحد الصحافيين عندما رأى صفا، فقال : لقد جاء ليرافق الأسرى بعد تحريرهم. وصرح فضل الله فنعى مصداقية القضاء للبناني، ثم جاء الوزير السابق ميشال سماحة وأعلن أنه سيكشف في الايام المقبلة الذين ضللوا التحقيق.
 ـ صحيفة الأخبار
أحمد محسن:
سجن رومية يحبس أنفاسه: الضباط يغادرونه أخــيراً
وعلمت &laqascii117o;الأخبار" أن رئيس مكتب الدفاع فرنسوا رو، ومنسق الدفاع يوري ماس، لم يرغبا في أن تطول مدة احتجاز الضباط أكثر من 24 ساعة، وخصوصاً أن قرار القاضي فرانسين أمر بإطلاق سراحهم فوراً.
تضاعفت حالة التأهب داخل باحة السجن، وحضر المزيد من أفراد القوة الخاصة &laqascii117o;الفهود"، القوة التي اقتصر عملها هناك على قمع حركات التمرد، أو نقل السجناء روتينياً، ما أظهر حضور هذا العدد الكبير منها لافتاً أمس، فيما كان أقارب الضباط قد أعلنوا فيه أن وزارة الداخلية ستتولى نقل الضباط. ووسط ضوضاء الانتظار، أعلن مصدر مقرّب من الضباط، أن قرار إخلاء السبيل في طريقه إلى إدارة السجن، آتياً من مكتب المدعي العام التمييزي القاضي ميرزا، ما خفف من حدة الترقب.
أما عن تفاصيل الحادثة، فقد علمت &laqascii117o;الأخبار" من مسؤول أمني رفيع أن المدعي العام التمييزي، القاضي سعيد ميرزا، أرسل أمراً شفهياً إلى قوى الأمن الداخلي بإطلاق سراح الضباط، ما لم يقنع رئيس مكتب التوقيف في المحكمة الدولية، وأحد مساعدي دانيال بلمار، الموجودين في السجن، فطلبا إذناً خطياً من لاهاي. وأكد المسؤول الأمني حدوث مفاوضات مع الشخصين المذكورين، أدت إلى قبولهما تبلغ الطلب عبر الفاكس، الذي وصل إلى سجن رومية من لاهاي، بعد اتصال أجراه المدعي العام التمييزي، سعيد ميرزا، بقاضي الإجراءات التمهيدية، دانيال فرانسين. وكان وزير الداخلية والبلديات، المحامي زياد بارود، قد أعلن في مؤتمر صحافي عقده بعد تبلغ قرار فرانسين أن &laqascii117o;الإجراء فوري" وأنه أعطى التعليمات، &laqascii117o;إلا أننا ندقق في الموضوع الأمني بدون أن يستغرق وقتاً، وهناك جهوزية كاملة عند قوى الأمن الداخلي"، من دون التطرق إلى الخلاف البسيط، غير المعلن، مع ممثلي المحكمة الدولية في سجن رومية. في موازاة ذلك، سرت شائعات أمام باحة السجن، مفادها أن الرئيس السابق إميل لحود سيرسل موكباً لاستقبال العميد حمدان، وقد قابلتها شائعة أخرى تحدثت عن رغبة جهاز أمن السفارات بنقل اللواء الحاج، لكون ابنه صلاح ملازماً أول في الجهاز المذكور. وفي نهاية المطاف رست الأمور على أن يتولى &laqascii117o;الفهود" نقل الضباط، وفق ما أكده مصدر أمني.
في تلك الأثناء، فور تلقيها الخبر، كانت سمر الحاج تتابع احتفالها مع الإعلاميين، فمازحتهم بالقول إنها تحب اللون البرتقالي كثيراً، وفي سياق متصل، علمت &laqascii117o;الأخبار" أن الحاج تلقت اتصالاً للتهنئة بخروج اللواء علي الحاج من العماد ميشال عون. استمر الانتظار حتى حصل اختراق آخر في أجواء رومية. في الرابعة تقريباً، وصلت سيارة أخرى، تقودها ايلان حمدان. تجمهر الصحافيون حولها من جديد. لم تستطع ملامح الفرح القوية التي احتلت تعابير وجهها أن تمنع يديها من الارتجاف، أثناء قراءتها رسالة من العميد مصطفى حمدان، مكتوبة بخط اليد، وباللون الأخضر. كررت مضمونها مرتين، وجاء فيها &laqascii117o;اعتذار عن تقبل التهاني، بسبب وفاة السيدة ليلى قليلات (والدة العميد حمدان)، وشكر حار إلى الذين أسهموا في دعم قضية الضباط". لم تجب عن الأسئلة كلها، بدت على عجلة من أمرها لاستقبال زوجها. بعدها بقليل، وصل الملازم الأول صلاح علي الحاج، يرافقه وفد من جهاز أمن السفارات. شق طريقه إلى والدته بين الحشود، عانقها، وأجهشا في البكاء معاً. دخل الملازم الأول إلى باحة السجن ليرافق والده. مرت ساعتان إضافيتان، ومن دون سابق إنذار، خرجت مواكب الضباط على دفعتين إلى الحرية، قرابة السادسة مساءً. سينامون في منازلهم اليوم، أما سجن رومية، فيفترض أن يستعيد حالته الطبيعية. لقد كان يوم أمس يوماً لم تشهده رومية في تاريخها.
ـ صحيفة الأخبار
إبراهيم الأمين:
هل تذكرون؟
هل تذكرون، قبل أكثر من أربع سنوات، شبّاناً شُغلوا طوال الليل، على طريقة العمل السري، وهم يحملون من إحدى المطابع لافتات عليها صور الضباط الأربعة التي سرعان ما انتشرت في اليوم التالي بين المتظاهرين المحتشدين في ساحات بيروت. رفعوها عالياً، بينما كان قياديون من القوى المنظّمة يراقبون ردود الفعل، قبل أن يهمسوا في آذان البعض: قريباً سوف يكونون خلف القضبان.
هل تذكرون الكلام الذي قاله نمور 14 آذار عن &laqascii117o;العفوية" التي نسبها هؤلاء إلى الناس لأنهم اتهموا الضباط، ثم جاء القرار بتوقيفهم. قد يقال لنا أيضاً إنها العفوية نفسها التي حملت غيرهارد ليمان، الرجل القوي في فرقة ديتليف ميليس، على عرض المقايضة على الضباط، قبل أن يقرر رئيسه توقيفهم.
هل تذكرون تلك الروايات التي وصلت إلى إعلاميين مصنّفين، وإلى سياسيين من الذين يقرأون ما يكتب لهم ولا يزالون، وتضمّنت كلّ ما ورد في اتهامات ميليس التي صادق القضاء اللبناني عليها ونفذها، خطوات كان من بينها توقيف الضباط الأربعة. تلك الروايات التي جعلت هؤلاء الضباط مجموعة من العملاء المرتزقة، الذين تجمعوا في عصابة فخططوا ودبّروا وراقبوا ونفذوا دون أن يستعينوا بسائق أو مرافق أو حتى هاتف.
ـ صحيفة النهار
إميل خوري :
الدول المعنية بوضع لبنان سوف تراقب تصرف قوى 8 آذار كأقلية وهل ستتكرر سياسة التعطيل التي اعتمدتها خلال السنوات الثلاث الأخيرة؟ واذ فازت قوى 8 آذار بالأكثرية، ورفضت قوى 14 آذار اذا اصبحت اقلية المشاركة معها في الحكومة، وهي مشاركة حق يراد بها باطل، فكيف ستتصرف اكثرية 8 آذار، بل كيف سيكون موقفها اذا ما اشترطت قوى 14 آذار لقبول المشاركة، الاتفاق مسبقاً على برنامج الحكومة حرصاً على الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي في البلاد، حتى اذا ما تشكلت تكون حكومة وحدة وطنية على اساس هذا البرنامج فيتم عندئذ تنفيذ ما يتم تنفيذه على مدى سنوات سواء ما يتعلق بالشؤون الداخلية ولا سيما مشاريع النهوض بالوضع الاقتصادي والمالي، او ما يتعلق بالشؤون الخارجية ولاسيما تنفيذ القرارات الدولية ومنها على الأخص القرار 1701 كي تقوم الدولة القوية القادرة على بسط سلطتها على كامل اراضيها، فلا يكون سلاح غير سلاحها ولا سلطة غير سلطتها ولا قانون غير قانونها.اما اذا تصرف 'حزب الله' في حال فوزه مع حلفائه بالأكثرية النيابية كما تصرف وتتصرف 'حركة حماس' في فلسطين، فان لبنان سيواجه عندئذ أخطر وضع سياسي وامني واقتصادي قد يفوق خطورة الوضع الذي تعيشه 'غزة' حتى الآن.
ـ صحيفة النهار
علي حماده:
في الطريق الى الانتخابات [9] الإستقلاليون والإفراج عن الضبّاط الأربعة
 يثبت قرار قاضي الاجراءات التمهيدية في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان اطلاق الضباط الاربعة ان المحكمة ليست مسيّسة كما كان يدّعي بعضهم في لبنان او في سوريا. كما يثبت ان اعمال المحاكمة المقبلة ستتصف بمعايير قضائية لا تأخذ في الاعتبار إلا ما تمتلك من وقائع. ففي قضية الضباط الاربعة الذين اضطلعوا بدور محوري في المرحلة التي مهدت لاغتيال الرئيس رفيق الحريري يتضح اصرار المحكمة على الاّ يأتي عملها مشابها لعمل المحققين الذين امتلكوا اقتناعاً بدور الضباط الاربعة، لكن الاثباتات المقدمة حتى اليوم لا تكفي لتبرير احتجازهم. هذا في الجانب القضائي. ولكن في الجانب السياسي وهو الاهم هنا، كانت للضباط الاربعة ادوار كبيرة في الحرب المضادة التي اشعلت في وجه الاستقلاليين. وفي النتيجة ثمة قرار اقليمي اتخذ لتصفية الرئيس رفيق الحريري، واغتيال بقية القادة الاستقلاليين. هؤلاء الاربعة خدموا الوصاية في احلك ايامها. وهؤلاء الاربعة حاولوا منع اللبنانيين من تنشق الحرية، ومن الفوز بالاستقلال. وإذا كانت من صفة تلتصق برفيق الحريري فهي انه شهيد الحرية والسيادة والاستقلال. اما الضباط الذين سيتبارون من اليوم في شتى فنون 'البروباغاندا' السياسية فقد كانوا ادوات استخدمتها الوصاية الاحتلالية السورية لكمّ الافواه، ومحاولة قتل الروح الاستقلالية التي عادت وانتصرت بتضحيات قادتها الكبار. لا يتوهمن احد ان احتفالات حلفاء سوريا في لبنان بخروج الضباط الاربعة مستضعف من عزيمة الاستقلاليين في مواصلة الطريق الذي اختطه ملايين اللبنانيين في 'ثورة الارز'.
ان 'الفجور' الاعلامي الذي سنشهده ينبغي ان يحفّز الاستقلاليين في كل مكان على الانتصار للمشروع الاستقلالي حتى مع وجود تحفظات كثيرة عن اداء قادة 14 آذار، لأن المطروح هنا ليس تداولا عاديا للسلطة، بل انتخابات مصيرية سيتقرر فيها مستقبل اجيالنا القادمة. ان خروج الضباط الاربعة بالنسبة الى الاستقلاليين شأن قضائي لا يغيّر من رأيهم فيهم ولا من اقتناعاتهم بالنسبة اليهم والى ادوارهم السابقة. اما عمل المحكمة فمستمر لأن الاهم ليس في لبنان وانما يبقى في المقلب الآخر من الحدود!
في المحصلة النهائية لن يكون لبنان الذي عرفناه ودافعنا عنه بالدماء والدموع بصيغته، ونظامه، وتعدديته، وحرياته ما لم يقف الاستقلاليون صفا واحدا في الاستحقاق الانتخابي. اما الحملات الدعائية المتصلة بموضوع الضباط الاربعة فلن تعدو كونها ادوات اخرى سيستخدمها 'حزب الله' وحلفاء سوريا في محاولة لاعادة عقارب الساعة الى الوراء، عبثاً !
ـ صحيفة النهار
راجح خوري :
ولكي تكتمل الصورة البديعة قدّم النائب محمد رعد ورقة عن المناورة الاضخم في تاريخ الكيان الصهيوني المعادي، بما يقتضي كما يبدو، تقديم التنسيق بين الجيش والمقاومة على تحديد مفهوم الاستراتيجية الدفاعية وما اذا كانت المقاومة ستقف تحت مظلة الدولة او ان الدولة ستظل واقفة تحت مظلة المقاومة!في مواجهة خطط العدو الاسرائيلي واعتداءاته المحتملة، من الضروري التنسيق بين كل القوى، ولكن هذا لا يلغي بالتأكيد ضرورة الوصول ولو بعد عمر طويل الى تحديد مفهوم الاستراتيجيا الدفاعية في ظل الدولة القوية والقادرة.الجلسة السابعة، وربما الاخيرة، ستعقد قبل ستة ايام من الانتخابات، وقد قيل ان الفرسان الـ 14 اتفقوا عليها بهدف اضفاء جو من الهدوء والاسترخاء، والاكثار من الضحك والحبور، بحيث تجري الانتخابات في جو من الهدوء والامن والطمأنينة وعلى طريقة 'شم النسيم'!صدق او لا تصدق. جلسة فرفشة اخيرة للمتحاورين، قبل ان ينزلوا الى ميدان الانتخابات بكل ما لديهم من 'نار'. على امل حرق الخصوم والغائهم. واذا كان الله سبحانه وتعالى قد ارتاح في اليوم السابع، فليس من الواضح اذا كان هذا الشعب اللبناني الصابر سيرتاح في اليوم السبعين او في العام 7000.
ـ صحيفة النهار
إبراهيم بيرم:
من أخرج 'حزب الله' من العاصمة نيابياً ؟
السؤال المحوري عن الأبعاد المضمرة لرحيل 'حزب الله' عن معقده 'النيابي المحسوم في قلب العاصمة في حاجة الى اجابة. في المعلومات المستقاة من اكثر من مصدر مطلع على تفاصيل الموضوع ان بري الذي لم ينس إبان مؤتمر الدوحة، وعد الامين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصرالله الصريح له، بضمان بقاء كتلته النيابية في عددها الحالي اذا ما سار بسلاسة في ركاب الرحلة الرامية الى اقرار قانون انتخاب عام 1960، ركز على امرين اساسيين من البداية، الأول التحضر لكل انواع 'المناورات' التي تحصنه وتمنع الآخرين في حلفه، من الطمع بمقاعد نيابية معينة، كان بري صريحا في مطالبته بكتلة نيابية تماثل عددها الحالي، وان تحافظ هذه الكتلة على التنوع الطائفي والمتكامل فيها.وليس خافيا في الكواليس السياسية الكلام القائل ان لبري دورا خفيا في تشجيع النائب ميشال المر على فتح باب المواجهة المبكرة مع رئيس 'تكتل التغيير والاصلاح' النائب ميشال عون لتعزيز شروطه وحصته، على رغم ان بري عاتب 'ابو الياس' لاحقا على مبالغته وافراطه في الابتعاد عن عون.وبناء عليه ثمة من يعتقد بأن بري كان يحضر نفسه سلفا للمواجهة الآتية ولا ريب عبر ربط الامور بعضها ببعض.
اما الامر الثاني، فهو الحصول على المقعد الشيعي الثاني في بيروت متشجعا بطبيعة الحال بحاجة 'حزب الله' اليه والى التحالف معه وبرغبة الحزب الاكيدة في اظهار المعارضة مظهر الموحدة بلوائح نيابية في كل الدوائر كي يؤمن لها الاكثرية النيابية المرتجاة، كتتويج مرحلة طويلة من الصراع على اختلاف الوانه مع الفريق الآخر.ولان 'عقدة' بري المزمنة هي في عجزه عن التمثيل النيابي في بيروت وفي بعبدا (الضاحية الجنوبية) عمد في المدة الاخيرة الى الاعداد في شكل جيد 'لشرك' نيابي، فهو رشح منتميا الى الحركة في دائرة بعبدا، مستغلا الفراغ الحاصل تلقائيا فيها، بفعل انفراط عقد التحالف المزمن مع تيار الحريري، والذي كان يفرض وجود نائب له في هذه الدائرة (باسم السبع)، لكن القريبين منه كانوا يدركون سلفا ان عينه هي على المقعد الشيعي الثاني في العاصمة، والذي اقصي عنه بفعل ظروف قاهرة، وهو من رشح له منذ عام 1992، اشخاصا عديدين ولكن لم يقدر لهم بلوغ الندوة البرلمانية.
وحيال ذلك وقعت على عاتق الحزب مهمة حل المشكلة 'وفك الاشتباك الممتد من دائرة جزين في الجنوب الى دوائر في بعبدا في الجبل وبيروت وصولا الى البقاع الشمالي (بعلبك – الهرمل).
ولما تبين بالدليل القاطع ونتيجة لدراسات ميدانية لدوائر الحزب المعنية، ان اصرار الرئيس بري على ترشيح مرشحه عن احد المقعدين الشيعيين في دائرة بعبدا، يحمل في طياته خطر رسوب هذا المرشح ونجاح مرشح من لائحة 14 آذار المنافسة لاعتبارين اثنين الاول ان عائلات الضاحية الجنوبية الشيعية لن تكون متحمسة اطلاقا للاقتراع لمرشح من الحركة والثاني ان الناخبين المسيحيين المحسوبين على 'التيار الوطني الحر' قد يبادرون الى تشطيب اسم مرشح 'امل'، اذا ما بقيت الاجواء متشنجة بين بري والعماد عون او تمت معالجة اشكال جزين على زغل او وفق تسوية اللحظة الاخيرة يشعر الجمهور العوني بانها ليست وفق توجهاته ورغباته.وعلى اساس هذه النتيجة الموضوعية فاتح الحزب الرئيس بري بمسألة اخذ مرشح آخر في لائحة المعارضة في دائرة بعلبك – الهرمل وعند ذلك ظهر في فلتات لسان بري ما اضمره من رغبة في الحصول على مقعد بيروت الشيعي في الدائرة الثانية.
ويقول بعض من هم في جو الحزب ان وقع الامر لم يكن برداً وسلاما على نفوس قادة الحزب الذين كان لزاما عليهم حيال هذا الامر معالجة ثلاثة امور دفعة واحدة:
- الاول: تبرير التخلي عن هذا المقعد امام محازبي 'حزب الله' وجمهوره العريض وامام الشيعة في بيروت عموما، وهم الناخبون الاكبر بعد السنة ويطمحون الى تمثيل يكون من نسيجهم السياسي، او من النخبة المثقفة وذات السمعة الحسنة، والتي يمكن ان تكون لها مكانتها في التشريع او في مجالات وميادين اخرى.الثاني: مواجهة هذه 'الضربة' السياسية الموجهة اليه من 'بيت ابيه' باعتبار انه كان يفكر بحل بين حليفيه الاكبرين، فاذا به امام مشكلة بينه هو وبين احد حلفائه.
الثالث: احتمال ألا يحل تخليه عن مقعده المضمون في بيروت المشكلة التي تعصف رياحها بصف المعارضة وتنذر بابقائها مستمرة الى اجل غير مسمى ما لم يبادر هو الى التصدي لها.
وعندما بادر الحزب الى ابلاغ الرئيس بري بموافقته المبدئية على تلبية امره، طالبا منه ترشيح احدهم احتياطا، كان عليه ان يواجه مشكلة اخرى هي اسم المرشح الذي طلب اليه بري تقديم اوراق ترشيحه على جناح السرعة، وقبل قفل باب الترشيحات في وزارة الداخلية بساعات قليلة، فهو اسم يحمل ذكريات بالغة السوء بالنسبة الى قاعدة الحزب وتعيده الى الاعوام السوداء، اضافة الى انه لا ينتمي اطلاقا الى النخبة الشيعية المتعلمة التي تطمح الى تمثيل نوعي أفضل يكرس حضورا شيعيا معقولا في المجلس النيابي، يتماهى مع الطاقات العلمية التي تختزنها هذه الطائفة، عوض ان يظل التمثيل الشيعي النيابي محصورا في مجموعة لا تملك إلا تفسير أقاويل القادة'.
ومع ذلك 'تجرّع' الحزب هذه الكأس المرة الجديدة وفق تعبير أحد قادته، وقبل على مضض ان يشرع في فك اشتباك الضاحية الجنوبية وبيروت وبعلبك – الهرمل بين الحلفاء أولا.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد