ـ صحيفة الأخبار :
مجلس الوزراء ينقسم حول القضاء.. والمقاومة تكشف عميلاً في النبطيّة
بين التداعيات التي لا يُتوقع أن تنحسر قريباً لحدث إطلاق الضباط الأربعة وملف الانتخابات النيابيّة المقبلة، يبدو أن الاستحقاقات الداهمة على البلاد متنوعة، في وقت حصل فيه تطور إضافي على صعيد مكافحة التجسس الإسرائيلي. استمرت القوى الأمنية الرسمية وجهاز أمن المقاومة بملاحقة شبكات التجسس العاملة لحساب العدو الإسرائيلي، وعلمت &laqascii117o;الأخبار" أن المواطن م. عواضة (55 عاماً) أوقف في مدينة النبطية قبل يومين، للاشتباه في تعامله مع أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية. وذكر مسؤول أمني رفيع المستوى أن الموقوف هو تاجر سيارات يتنقل بصورة دائمة بين لبنان وبلجيكا وإحدى الدول الأفريقية، مشيراً إلى أن القوة التي دهمت منزله صادرت منه أجهزة تقنية، فضلاً عن العثور على جهاز مراقبة موضوع داخل مرآة سيارته.
وفيما تكتم مسؤولون أمنيون على نتائج التحقيق الذي لا يزال في بدايته، استمرت التحقيقات مع المجموعات التي كان فرع المعلومات في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي قد كشفها خلال الأسابيع الثلاثة الماضية. وذكر مسؤول أمني رفيع المستوى، لـ&laqascii117o;الأخبار"، أن &laqascii117o;التحقيق مع الموقوف علي منتش أظهر أنه من أبرز من تعاملوا مع إسرائيل خلال السنوات الماضية من ناحية غزارة المعلومات التي نقلها لمشغليه". وكشف المسؤول عن أن &laqascii117o;منتش اعترف بقيامه بمسح أمني في منطقة النبطية لجميع المواقع والمباني التي كان يظن أن المقاومة تستخدمها، أو تلك التي يسكن فيها قادة المقاومة وأفرادها، وبأنه نقل نتائج المسح إلى الإسرائيليين على مراحل، قبل حرب تموز 2006 وبعدها".
وكان أول التداعيات الرسمية لقرار المحكمة الدولية إطلاق سراح الضباط الأربعة، ما شهده مجلس الوزراء أمس من جدال حول واقع القضاء اللبناني في ضوء قرار المحكمة الدولية. وبدا أن الرئيس فؤاد السنيورة حريص على تكرار معزوفة أن المُخلى سبيلهم ليسوا أبرياء قبل صدور القرار النهائي في القضية، وقرأ بعض ما ورد في مطالعة المدعي العام خلافاً لكل تفسير منطقي، ما استدعى توضيحات من وزراء المعارضة الذين ردوا عليه بأن القاضي الدولي دانيال فرانسين قال بوضوح إن الضباط ليسوا متهمين وليسوا مشتبهاً فيهم.
وحاول وزير العدل إبراهيم نجار تفسير موقفه من القرار، فقال إنه غير مختص بالقانون الجزائي، لذلك فهو يعرف أن من يُخلى سبيله ليس بريئاً، كذلك إن من هو قيد التوقيف ليس متهماً أو مداناً، فخلق بلبلة واستهزاءً من الحاضرين، بمن في ذلك الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي سهيل بوجي. ولما طلب وزراء المعارضة مساءلة القضاء في الأمر، وما سبب الذي حصل، تدخل الرئيس السنيورة قائلاً إنه لا يمكن مجلس الوزراء التدخل في عمل السلطة القضائية. فرد عليه وزير الطاقة ألان طابوريان بأن الموضوع ليس صحيحاً، وأنه حصل تدخل من رئيس الحكومة مع مجلس شورى الدولة أكثر من مرة.لكن وزير العدل الذي تدخل بقصد مساعدة رئيس الحكومة &laqascii117o;كسرها بدل ما يجبرها"، كما يقول المثل، إذ أشار إلى أنه أوعز إلى مجلس القضاء للاجتماع قريباً للنظر في الأمر، فتعرض مجدداً لهجوم من الوزراء المعارضين الذين سألوه: &laqascii117o;كيف لا تتدخلون في عمل القضاء وتقول إنك أوعزت إلى مجلس القضاء للاجتماع؟".
وعندما قال رئيس الحكومة إنه يريد إصدار بيان يشكر فيه السلطات القضائية المحلية، قال له وزراء المعارضة إنهم سيخرجون ويصرّحون بأنه لم يحصل اتفاق على ذلك. وقال الوزير جبران باسيل: &laqascii117o;أنا من الذين شاركوا في كل تظاهرات الكشف عن الحقيقة بعد اغتيال الرئيس الحريري، وبعد أربع سنوات أريد معرفة من شوّه وضلّل التحقيق وخلق شهود الزور وأوصل الأمر إلى هذه المرحلة. أنتم تقولون إن قرار المحكمة يدلّ على عدم التسييس، فهل تعرفون أنكم بذلك إنما تقولون إن القضاء اللبناني هو المسيّس؟ نحن نصر على المساءلة لمعرفة من ضلل التحقيق وسبّب احتجاز الضباط كل هذه المدة، ومن ثم يقول القضاء الدولي إنهم غير مشتبه فيهم وغير متهمين".
وخلال جلسة مجلس الوزراء، طرح بعض الوزراء ضرورة أن يصدر بيان عن مجلس الوزراء &laqascii117o;توجيهي" يتحدث عن حقيقة ما حصل، ويدفع مجلس القضاء الأعلى لاتخاذ موقف مما جرى. وأخذ هذا الموضوع حيّزاً كبيراً من النقاش، انتهى إلى صدور موقف عن الحكومة تُعلن فيه احترامها لقرارات المحكمة الدوليّة، وذلك تحت شعار عدم جواز التدخل في عمل القضاء. وكان الوزير غازي العريضي أبرز المدافعين عن هذا الرأي.
وفي موضوع آخر، عرض على مجلس الوزراء مشروع تعديل الاستملاك الخاص بمخيم نهر البارد، وتبين أن الرئيس السنيورة يريد إدخال تعديلات تقضي باستثناء بعض العقارات من الاستملاك. وتقع هذه العقارات على الواجهة البحرية والنهرية وعند تقاطع طرق، ما يشير صراحة إلى أن هناك من يريد الاستفادة منها. وطلب الوزراء تجميد الأمر ريثما تُفهَم الأسباب، وخصوصاً أن القرار كان يهدف إلى توسيع المخيم لا إلى تضييقه أو قصه. لكن السنيورة بدا محتداً وعصبياً واتصل برئيس مجلس الإنماء والإعمار وطلب إليه التوضيح وحاول أن يكون ذلك على مسمع جميع الوزراء بقصد إمرار التعديل، لكن الوزراء رفضوا، رغم أنه حذّر من اللجوء إلى التصويت. وأُجّل الموضوع إلى جلسة لاحقة.
في هذا الوقت، استمر العمل على إنضاج اللوائح ورصّ الصفوف. وعلم أن العماد ميشال عون اقترب جداً من إعلان مرشحيه الخمسة في دائرة كسروان، حيث يفترض أن يقتصر التغيير على أحد النواب فقط. في المقابل، تتجه الأكثرية إلى تأليف لائحتين، واحدة تضم 4 مرشحين حزبيين، والثانية تضم 4 غير حزبيين عرف منهم منصور البون وفريد الخازن، مع العلم بأن قوى الأكثرية مجتمعة (أحزاباً وشخصيات) لا تستطيع الفوز على لائحة عون كما تظهر غالبية الاستطلاعات. لكن أحد النواب السابقين شرح لـ&laqascii117o;الأخبار" أن اللائحتين ستسهلان كسر نسبة التمثيل المسيحي للعماد عون والاستفادة من ذلك لاحقاً، على اعتبار أن الخرق في كل الحالات صعب جداً.
وفي دائرة جبيل، ما زال شد الحبال قائماً بين منسّق الأمانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد من جهة، ومستشار رئيس الجمهوريّة السابق ناظم الخوري من جهة أخرى. وعلم أن قائد القوات اللبنانية سمير جعجع تعهد معالجة هذه المسألة، مستغرباً كيف يطلب إبعاد منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار ولا تحصل رد فعل جديّة، لا بل إن بعض المعنيين يفرحون بالخبر. وعُلم أن &laqascii117o;القوات" ومعها النائب سعيد كثفا الحملة على حزب الله بعدما تبلغ الأخير موقفاً للرئيس سليمان يتمنى عليه الانسحاب من المعركة لمصلحة المستقلين. وهو الكلام الذي قاله المرشحون لسعيد بحجّة أن وجوده على اللائحة سيحرمها كل الأصوات الشيعية وأصوات محلية على الساحل، تُعَدّ مناصرة لتيار المعارضة، لكنها مستعدة للتصويت للائحة لا يكون فيها سعيد.
من جهته، التقى أمس نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، لائحة المعارضة في جبيل التي تضم النائبين عباس هاشم ووليد خوري والمرشّح سيمون أبي رميا الذي أكد &laqascii117o;أنّ البحث تناول ممارسة العملية التي نعيشها ضمن ثقافة التفاهم التي أسسناها في التيار الوطني الحر مع حزب الله ابتداءً من شباط 2006". ولفت إلى حالة الطمأنينة التي يعيشها اللبنانيون نتيجة هذه الثقافة، مشيراً إلى حالة الاحترام المتبادل التي &laqascii117o;نعيشها في جبيل".
وفي ملف جزين، بدا أن الأجواء أكثر ارتياحاً من الأيام السابقة لتنظيم الخلاف القائم بين العماد عون والرئيس نبيه بري. وعلم أن الوسيط الأساسي، حزب الله، يعمل على آخر اقتراح قدّمه عون، ويقضي بأن يطلق لائحة من مرشحين فقط، فيما يعلن برّي ترشيح النائب سمير عازار، على أن يلتزم حزب الله بالتصويت للمرشحين الثلاثة، من دون أن تقوم معركة حقيقية مترافقة مع تعبئة من حركة أمل والنائب عازار من جهة، والتيار الوطني الحر من جهة ثانية، ما يسهّل التوصل إلى حل لمشكلة المقعد الشيعي الثاني في بعبدا الذي بات محصوراً بين حزب الله والتيار الوطني الحر.
وفي السياق، عقدت أمس قوى 14 آذار في دائرة البترون اجتماعاً في منزل النائب بطرس حرب بحضور النائب أنطوان زهرا والمهندس سامر جورج سعادة وممثلي الأحزاب وقوى 14 آذار. وقوّم المجتمعون التطورات الانتخابية في القضاء والمهرجان الانتخابي الحاشد الذي أقامته قوى الأكثرية لإعلان لائحتها، ليتقدموا بمجموعة ملاحظات على &laqascii117o;الأداء الانتخابي لمرشحي 8 آذار في القضاء والمخالفات التي يرتكبونها.
وفي الشأن الصيداوي، أكد رئيس التنظيم الشعبي الناصري، النائب أسامة سعد، أنه &laqascii117o;مطمئن إلى نتائج الانتخابات المقبلة، لأنني مطمئن إلى صحة الموقف الذي اتخذناه بالتشاور مع الدكتور عبد الرحمن البزري والتحالف الوطني والإسلامي العريض في المدينة"، مشيراً إلى أن هذا الموقف يستند بالأساس إلى تحقيق التوازن في صيدا. وأشار سعد إلى أنه قلق على هذه المدينة، فهي &laqascii117o;لا تحتمل مشاريع من الخارج تفرض عليها"، و&laqascii117o;لا نحتمل أن يترجم الصراع السعودي ـــــ السوري في المدينة، ولا نحتمل أي صراع عربي ـــــ عربي أيضاً. ما قلناه أن لا تتلون صيدا بلون المعارضة أو بلون الموالاة، ويجب أن تكون صيدا مطمئنة ومتصالحة مع نفسها ومع محيطها، فمن دخل صيدا فهو آمن، وأي صيداوي يذهب إلى أي منطقة فهو آمن، هذا هو المطلوب في هذه المرحلة تحديداً". وسُجّل لقاء بينه وبين رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلاميّة، علي الشيخ عمّار، خلال حفل استقبال أقيم في بلديّة صيدا لمناسبة عيد العمال.
وكان الشيخ عمّار قد صرح بأن &laqascii117o;الجماعة تفضّل خوض الانتخابات وفق مشروعها السياسي وبرنامجها الانتخابي الخاص من دون اللجوء إلى أي تحالف مع هذا الطرف أو ذاك".وفي دائرة زحلة، دعا مرشّح الحزب الشيوعي عن المقعد السني، جهاد المعلّم، الناخبين إلى &laqascii117o;وقوف يوم الانتخاب وقفة ضمير، والتفكير في كيفية صنع التغيير الحقيقي من خلال حجب الثقة عمن خرّب البلد في السياسية والاقتصاد والطائفية والمذهبية
ـ صحيفة النهار :
مع أن اطلاق الضباط الاربعة وما رافقه من تصعيد سياسي تولته بعض قوى 8 آذار في وجه قوى الغالبية والقضاء ظلل المشهد السياسي غداة هذا التطور، اتجهت التطورات نحو مسلك مختلف ينتظر أن تعود معه الاوضاع بسرعة الى سكة الاستعدادات الانتخابية. وإذ حضر هذا التطور في مواقف جديدة أطلقها رئيس الجمهورية ميشال سليمان خلال زيارته لبريطانيا وكذلك في الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء مساء أمس في السرايا، فان أبرز تداعياته تمثل في حركة استثنائية لرئيس 'اللقاء الديموقراطي' النائب وليد جنبلاط امس بين قريطم وعين التينة معلنا عبرها مواقف متشددة ردا على التوظيف السياسي لاطلاق الضباط، متمسكا 'بالادانة السياسية وبالمعركة السياسية اكثر من أي وقت مضى'. واذ أعلن قبوله مع النائب سعد الحريري بحكم المحكمة الخاصة بلبنان كرر 'أنهم (السوريون) دخلوا على دماء كمال جنبلاط وخرجوا على دماء رفيق الحريري'. وأعلن ان 'أهم شيء نستطيع أن نفعله من أجل احقاق العدل لمسيرة رفيق الحريري هو ان نسير صفا واحدا في الانتخابات وسننجح في هذه الانتخابات'. وهاجم جنبلاط بشدة 'المشهد البشع لرموز نظام الوصاية السورية الذين خرجوا فجأة من صمتهم وذكّرونا بأيام الاستعباد'. وقال: 'ماذا يريدون؟ عدنان عضوم وزيرا للعدل أو أحد الضباط وزيرا للداخلية؟ لن نسمح بهذا، ولن يمروا'. واستغرب الهجوم المركز على القضاء و'على أشرف القضاة وكذلك على فرع المعلومات'، متسائلا: 'ماذا يعني هذا؟ مقدمة لاغتيالات جديدة بحجة ان لا أمن في البلاد؟'. أما في عين التينة فكرر جنبلاط ان 'الخلاف سياسي وبالحوار يذلل هذا الخلاف'. وشدد على 'الفصل بين خلافنا مع النظام السوري وسوريا'، وقال: 'علينا ان نعتمد قواعد الاصول في التعامل، وهي اتفاق الطائف'.وفي اطار المشاورات بين اقطاب 14 آذار، كشف امس ان لقاء انعقد ليل الاربعاء في معراب بين النائب الحريري ورئيس الهيئة التنفيذية لحزب 'القوات اللبنانية' سمير جعجع تناول خصوصا التحضيرات الانتخابية، وتطرق الى 'أسباب توقيت طرح ورقة 'حزب الله' في جلسة الحوار الاخيرة وخلفياتها'.
وتوقع جعجع في مؤتمر صحافي عقده أمس ان يكون لاطلاق الضباط 'تأثير ايجابي على ثورة الارز ومرشحيها في كل المناطق لسبب بسيط هو ان اللبنانيين حين عادوا وشاهدوا هذه الوجوه استذكروا كل المرحلة الماضية'. ودعا 'الذين يحتفلون الآن' الى 'مراجعة حساباتهم لان موقفهم من المحكمة لم يكن صحيحا'.
في المقابل، من المقرر ان تكون للأمين العام ل'حزب الله' السيد حسن نصرالله كلمة في الثامنة والنصف مساء اليوم عبر شاشة قناة 'المنار' و'اذاعة النور' يتناول فيها مواضيع عدة أبرزها الازمة مع مصر واطلاق الضباط الاربعة والمناورات الاسرائيلية المقبلة.
أما في التداعيات القضائية لاطلاق الضباط، فبرزت أمس دعوة رئيس مجلس القضاء الاعلى غالب غانم اعضاء المجلس الى اجتماع يعقد بعد ظهر الثلثاء 'للبحث في شؤون قضائية وآخر التطورات'.
وتردد صدى الحملة على القضاء بقوة في مناقشات مجلس الوزراء مساء أمس والتي انتهت بتأكيد المجلس اهمية انطلاق عمل المحكمة الخاصة بلبنان واحترام قراراتها، وأخذ علما باجتماع مجلس القضاء الاعلى بناء على طلب وزير العدل ابرهيم نجار. وعلمت 'النهار' ان نقاشا طويلا جرى في الجلسة واستمر زهاء ثلاث ساعات انقسم خلاله المجلس فريقا معارضا طالب بمساءلة القضاء في قضية الضباط، ومواليا رفض اي مسّ بالسلطة القضائية. وطلب وزير العدل ترك الموضوع للقضاء نفسه والحفاظ على فصل السلطات واستقلالية القضاء. وقد حظي طلبه بموافقة اجماعية من المجلس. وقالت مصادر وزارية ان كل التصعيد الكلامي الذي صدر أول من أمس انحسر على طاولة مجلس الوزراء من خلال الموافقة الاجماعية على ما طرحه نجار.
واسترعى الانتباه في هذا السياق تأكيد الوزير محمد فنيش التزامه الموقف الصادر عن مجلس الوزراء وقال: 'صحيح اننا طالبنا بالمساءلة ولكن في حدود احترام الصلاحيات وفصل السلطات واستقلالية القضاء'.
في غضون ذلك، رحب الرئيس سليمان الذي تابع لقاءاته امس مع المسؤولين البريطانيين الكبار باطلاق المحكمة الخاصة بلبنان الضباط الاربعة وقال: 'أشعر بالارتياح والاعتزاز كلما ثبت لي عدم اخلال العسكريين بالقسم العسكري'. وتمنى ان 'يشكل القرار خطوة في تصويب مسلك التحقيق والوصول الى حقيقة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وباقي الاغتيالات'.
ونقلت 'وكالة الصحافة الفرنسية' عن وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند قوله بعد لقائه سليمان، ان بلاده ستزيد مساهمتها المالية بقيمة 250 الف جنيه (270 الف اورو) في المحكمة الخاصة بلبنان لتبلغ مليون جنيه. وقال في بيان: 'بذلك نؤكد دعمنا الحازم لعمل المحكمة الخاصة بلبنان وهدفها وقف عدم محاسبة مرتكبي الاغتيالات السياسية'. واضاف: 'نحن مصممون على احقاق العدل في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري وعمليات اخرى كثيرة مرتبطة بها'. وبدوره صرح رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون الذي التقى سليمان في مقر رئاسة الوزراء في 10 داونينغ ستريت بانه اعرب للرئيس اللبناني عن 'الدعم الحازم والمتواصل لمحكمة (اغتيال) الحريري'، معتبرا ان الامر 'قضية عدالة من اجل الشعب اللبناني وعائلة الحريري'. وافاد براون ا نه تطرق مع سليمان الى 'الانتخابات المقبلة في لبنان والاستقرار الذي حققته ادارته في بيئة سياسية متشعبة'.
وسط هذه الاجواء، تلقت 'النهار' امس معلومات من مصادر اعلامية تركية مفادها ان السلطات التركية قبضت على المدعو حسين جعفر المتهم مع آخرين بقتل افراد من الجيش اللبناني في الاعتداء الذي حصل قبل نحو اسبوعين في البقاع، وذلك بناء على معلومات وردت على السلطات التركية من فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي تضمنت صورا ومعطيات عن وجود الفارين في الجانب التركي من الحدود مع سوريا. وتجري السلطات الامنية التركية التحقيقات اللازمة مع الموقوف تمهيدا لتسليمه الى لبنان، فيما يستمر البحث عن ثلاثة فارين آخرين داخل تركيا. وقالت المصادر ان الفارين الاربعة كانوا في سوريا التي وصلوا اليها من البقاع بواسطة تسهيلات حزبية. وبعدما حدد فرع المعلومات مكانهم في الداخل السوري ابلغ ذلك الى مخابرات الجيش التي تولت الاتصال بالسلطات السورية والمطالبة بالقبض عليهم. لكن هؤلاء غادروا سوريا برا الى تركيا ودخلوها باوراق ثبوتية مزورة. وعلم ان السلطات السورية حاولت استرداد الموقوف حسين جعفر من تركيا، لكن السلطات التركية امتنعت عن تسليمه اليها في انتظار ان تسلمه الى لبنان
ـ صحيفة السفير :
لليوم الثاني على التوالي، خطف الضباط الأربعة جميل السيد وعلي الحاج وريمون عازار ومصطفى حمدان، الأضواء السياسية والإعلامية، وظلوا محافظين على خطاب وطني جامع، جعل اللبنانيين يتعرفون للمرة الأولى على عقلهم السياسي الذي بدا بعيدا كل البعد عن خطاب الثأر والانتقام الذي كان وما يزال يزنّر عقل معظم الطبقة السياسية في لبنان. بالأمس، أيضا، ظل الضباط الأربعة، محور الاستقطاب السياسي، بين معارضة منتشية بتحريرهم، وخاصة عمودها الفقري 'حزب الله' وبين موالاة، بدت مصابة، كما جمهورها بإحباط ناتج عن انهيار الصورة ـ الأسطورة، التي تم حفرها في الذاكرة الجماعية منذ اللحظة الأولى لوقوع المأساة الوطنية في الرابع عشر من شباط 2005.
وبينما كان ينتظر من النائب وليد جنبلاط، أن يغادر 'مهمة' إعادة شد عصب قيادات وجمهور الرابع عشر من آذار، حتى يراكم أكثر فأكثر، على صعيد الخطاب الوطني الجامع، عاد بالأمس، ليمارس مهنة قديمة ـ جديدة، فاختار، عند الصباح، 'الأشباح' ومنها شبح 'النظام الأمني اللبناني السوري'، هدفا يصوّب عليه، لإعادة شد عصب قريطم التي لم يكن خطابها الأخير موفقا بمضمونه وتوقيته، ولكنه وجد نفسه، عصرا يعيد التموضع من عين التينة، في المكان الذي صار 'يرتاح' إليه أكثر، لعله يقوده لاحقا إلى خيار الوسطية عند رئيس الجمهورية، بعد تأدية واجب الانتخابات النيابية مباشرة، وتسمية من ينبغي أن يكون رئيسا للحكومة المقبلة.
أما اليوم، فيفترض أن يكون، يوم الأمين العام ل 'حزب الله' السيد حسن نصرالله، الذي سيطل عبر الشاشة، عند الثامنة والنصف مساء، متحدثا عن المعاني والانعكاسات السياسية لتحرير الضباط الأربعة والمواقف التي صدرت وعن قضايا أخرى أبرزها قضية المقاوم اللبناني سامي شهاب المعتقل في مصر والمناورة الإسرائيلية الضخمة التي ستجري في نهاية أيار وربما الانتخابات النيابية..
وبين الأمس واليوم، وقبلهما، فاض الإعلام، مرئيا ومسموعا ومكتوبا بالقراءات المتعددة والمتناقضة، لقضية إطلاق سراح الضباط الأربعة، ومن المؤكد أن هذه القضية ستستمر بالتفاعل في الأيام المقبلة، مع فيض مستمر من القراءات السياسية حول خلفية عملية إطلاق سراح الضباط وما إذا كانت هناك علاقة بين ما حصل وبين المناخات الدولية والإقليمية المتغيرة، أو بين ما حصل وتقدم مشروع ما وتراجع آخر أو بين ما حصل واحتمال وجود 'خرائط ألغام' جديدة، على طريق المحكمة و'الحقيقة' قد تكون أفدح، مما حصل، غير أن ذلك كله لا يمنع من محاولة إجراء قراءة باردة للحدث، وهي قراءة أولى يغلب عليها طابع التساؤلات والهواجس وليس الجزم في اتجاه أو آخر.
أولا، ثبت بالملموس وعلى الرغم من مرور أربع سنوات على اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري أن قضية 'الحقيقة' هي قضية لا يختلف لبناني وآخر عليها، بل ربما صارت ثابتة من الثوابت الوطنية الكبرى، وحسنا فعل الضباط الأربعة، وخاصة اللواء جميل السيد، بما شكله ويشكله من رمزية، بمراعاتهم حساسية هذه القضية، وأن يضعوا خطابهم وأنفسهم، بعد أربعة وأربعين شهرا من المكابدة، بتصرف 'الحقيقة'. لا بل ربما يشكل الإفراج عنهم، خطوة أولى، على طريق إعادة تثبيت الإجماع اللبناني الذي انعقد في الحوار الوطني، حول معرفة حقيقة من قتل رفيق الحريري وأدخل لبنان في أتون مشروع كبير وضعه وما يزال على خط الزلازل السياسية والأمنية.
ولعل هذه النقطة ستشكل أحد محاور خطاب السيد حسن نصرالله، اليوم، بإعادة تأكيد التزامه كشف حقيقة قتلة الحريري ومن الزاوية نفسها التي حددها أمام سعد الحريري وأخوته ووالدتهم السيدة نازك الحريري عندما زارهم معزيا في قريطم بعد الجريمة مباشرة، لا بل يمكن القول إن ترحيب الحزب بالضباط 'هو الوجه الآخر لالتزامه بقضية الرئيس الحريري على أساس تحقيق العدالة وليس طمسها، إذ لا تناقض بين الأمرين بل هما يتكاملان في الاتجاه الصحيح الذي يقود إلى كشف هوية القتلة الفعليين'.
ثانيا، لا يمكن فصل ما جرى، عن توقيت ومناخ، أكبر من لبنان والمنطقة، فهل خطوة من هذا النوع كان يمكن أن تمر لو أن الإدارة الأميركية لم تتغير أو أن الحوار لم يبدأ بين دمشق وواشنطن وبين دمشق والرياض وأين تركيا الحاضرة في كل التفاصيل اللبنانية السياسية والأمنية من هكذا خطوة، وما هي صحة ما أورده المحلل البريطاني روبرت فيسك في صحيفة 'الأندبندنت' البريطانية بأن ما جرى 'هو إشارة أميركية إلى سوريا'(طرح سؤالا عن جدوى زيارة هيلاري كلينتون الأخيرة إلى بيروت ووقوفها أمام ضريح الحريري)، فيما قال محللون آخرون أن تحرير الضباط هو بمثابة تبرئة كاملة لسوريا من هذه القضية؟
ثالثا، ربما يريد البعض القول أن ما جرى هو انتصار حقيقي للمحكمة الدولية وسقوط لكل منطق تسييسها، وربما يريد فريق آخر، القول إن ما شهدناه يكاد يقارب الإعلان عن نهاية المحكمة، لأن كل فكرتها قامت في الأصل، على أساس اتهام سياسي، وليس على اتهام قضائي، وكان يراد أن يكون محصورا بمتهم واحد وبالوصول إلى حقيقة واحدة، وعندما سقط الاتهام وبُرىء المتهمون، وصار بالإمكان وضع الجريمة على سكة الحقيقة المطلقة، ربما لا يريد البعض فعلا للمحكمة أن تصل إلى المتهم الحقيقي والحقيقة المجردة التي يطمح كل لبناني للوصول إليها.
ولعل اللافت للانتباه أن 'حزب الله' تجاهل عنصر المحكمة ولم يقل كلمة شكر أو ذم في القرار الدولي، راسما بالتالي مسافة واضحة مع ما حصل، محذرا بشكل واضح من وجود 'خرائط ألغام' ما زالت مخفية 'صديقية' أو 'هسامية'، وكأنه يحذر من نظرية تحضير المسرح لـ'متهم جديد' و'حقيقة جديدة' تبعا للاستثمار السياسي، خاصة وأنه كان واضحا منذ اليوم الأول لطرح المحكمة الدولية بأنه من حيث المبدأ لا يثق بأي إطار دولي مجهول الملامح والمعالم والمضمون، ويفضل أن تكون المحكمة إما عربية أو إسلامية كما طالب بذلك آل الحريري، أنفسهم، أثناء استقبالهم، في قريطم، للسيد نصرالله في قريطم.
ولا يجوز إغفال أن توقيف الضباط تم بناء على توصية دولية قال القضاء اللبناني أنه التزم بها، فما هي الضمانة بأن لا تتكرر التوصية على يد قاض دولي تبعا للزمن السياسي؟
رابعا، لا بد من القول إن ما أصاب القضاء اللبناني، في السنوات الأخيرة، ليس نشازا عما أصاب كامل بنية الدولة بمؤسساتها كافة من رئاسة الجمهورية إلى أصغر موظف في الإدارة مرورا بالسلطتين التشريعية والتنفيذية والمؤسسات الأمنية والعسكرية والسياسية.
ولا يجب أن يبالغ اللبنانيون في تحميل القضاء أكثر مما يحتمل في زمن الانقسام السياسي والطائفي والمذهبي والانكشاف الأمني والوقوع في شرك التدويل و'الدول' ووصاية 'القناصل'، غير أن ذلك كله لا يبرر أبدا، مسؤولية القضاء والقضاة في الحفاظ على الحد الأدنى، من مصداقية سلطة تكاد تكون مع المؤسسة العسكرية خشبة الخلاص الأخيرة لكل اللبنانيين.
ومن هنا، ينتظر اللبنانيون من مجلس القضاء في جلسته الاستثنائية بتوقيتها ومضمونها، يوم الثلاثاء المقبل، أن يقول كلمة كبيرة في وجه التدخلات السياسية، قبل الانتقادات السياسية، وأن تتحول الانتقادات للسلطة القضائية، إلى مناسبة لصحوة قضائية، ولو متأخرة، تعيد الاعتبار إلى صورة القضاء والقضاة وتشفع بآلاف الموقوفين في السجون وتجعل ملايين اللبنانيين، مقيمين ومغتربين، يطمئنون إلى الحد الأدنى من دولة القانون.
خامسا، إن ما حصل يوجب على اللبنانيين، الأخذ في الاعتبار، أن المخاطر ما تزال محدقة ببلدهم، وأن الانكشاف السياسي، الناتج عن الانقسام الداخلي و'الوصاية الدولية' المستمرة بأشكال وألوان القرارات الدولية المختلفة، يجعلهم، أكثر من أي وقت مضى، عرضة للاستهداف الأمني، وبأشكال مختلفة، وخاصة على عتبة مرحلة سياسية جديدة هي الانتخابات النيابية، وما بعدها، الأمر الذي يتطلب من الأجهزة الأمنية والعسكرية ومعهما المقاومة، ومن كل أطياف المجتمع السياسي اللبناني، التنبه الشديد لما يمكن أن يحاك ضد البلد وأمنه من أفخاخ أمنية، من أجل إعادة استثارة الغرائز والعصبيات.
سادسا، هناك من يريد لإطلاق سراح الضباط الأربعة، أن يترك بصماته على مجريات الانتخابات النيابية المقبلة، وهذه مسألة لا يمكن لأحد أن يتحكم بها، لكن من الواضح من خلال تجربة السنوات الأخيرة، أن 'البلوكات' الطائفية والمذهبية، كانت تزداد تماسكا مع الأحداث الكبرى، ولم نشهد انزياحا إلا على مستوى الكتلة المسيحية المنقسمة على ذاتها أصلا، والتي شكلت في الأصل العصب الأساسي لمشهد الرابع عشر من آذار، وأصابها الإحباط أكثر من غيرها، وربما ستكون أكثر كتلة قادرة على مساءلة قادتها وزعمائها تبعا لما آلت إليه الأمور في السنوات الأربع الأخيرة.
سابعا، مثلما كان الاستثمار السياسي من قبل فريق 14 آذار لاعتقال الضباط قبل ثلاث سنوات وأربعة أشهر، بديهيا، فان الاستثمار السياسي لما حصل، من قبل المعارضة، لا يمكن إلا أن يكون مشروعا في السياسة، خاصة عندما يبادر إليه 'حزب الله' باتقان متعمد، بقصد التبني السياسي للضباط الأربعة، بما كانوا وما زالوا يمثلونه، بالنسبة إلى خيار المقاومة، خاصة وأن اتهامهم كان القصد منه التصويب على المناخ السياسي وجعل المقاومة نفسها في خانة الاتهام في مرحلة لاحقة. وهل يمكن فصل الخطاب السياسي المنفتح للضباط الأربعة عن واقعة الاحتضان السياسي لهم من جانب المقاومة؟
لقد بدا جليا، أن 'حزب الله' قد أحاط بأبسط التفاصيل التقنية المتعلقة بعملية الإفراج عن الضباط وكيفية اختيار المواكب والمرافقين والطرق التي تسلكها وتنظيم الاستقبالات وفرز عناصر الحماية اللاحقة الخ... لا بل بدا الحزب معنيا بالقول إننا أمام عملية تحرير للأسرى، وليس للمعتقلين، حتى أن مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في 'حزب الله' الحاج وفيق صفا كان بمثابة الظل للواء جميل السيد، من روميه إلى السمرلاند، تماما كما كان الظل للأسير المحرر سمير القنطار من الناقورة إلى مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية.
ثامنا، لا يجوز أن يتحول الاتهام السياسي إلى 'شعار وطني' متحرك، وهذه كلمة موجهة بصدق إلى النائب سعد الحريري أولا، والنائب وليد جنبلاط ثانيا، ومن خلالهما إلى كل جمهور رفيق الحريري، وهو جمهور، في الأصل، عابر لكل الطوائف والمناطق اللبنانية، مفادها أنه من غير الجائز الاستمرار برفع مقولة الاتهام السياسي طالما أن المحكمة قد انطلقت، وإلا كيف نفسر هذا الانتقال من شعار اتهام الضباط إلى إعادة تأكيد الاتهام السياسي لسوريا، وماذا إذا برأت المحكمة سوريا غدا، فهل سيكون عنوان المؤتمر الصحافي المقبل، أن هذه التبرئة هي ثمرة من ثمرات 'ثورة الأرز'!
تاسعا، إن ما توجه به اللواء جميل السيد إلى النائب سعد الحريري، حول ضرورة اعادة النظر بكل الفريق المحيط به، هو مطلب جدي، لطالما نادى به وليد جنبلاط وكثيرون من المنتمين الى بيئة رفيق الحريري وأصدقائه بما في ذلك في بعض العالم العربي، والسؤال هنا، هل سيبقى سعد الحريري يوزع أسماعه، في اتجاهين، الأول، اتجاه عقلاني لبناني وعربي يتجاوز حدود 'القصر'، وفيه أصوات خصوم واصوات حريصين حيث تتناثر النصائح الباردة والحكيمة ولا تثبت طويلا.
والاتجاه الثاني، هو الركون الى 'الأذن الداخلية' في قريطم حيث تتناثر الأفكار القاصرة التي لم تثبت على مدى السنوات الماضية لا براعة في التعاطي ولا نصاعة في التفكير، وربما دارت عليها دائرة الأصدقاء قبل الأخصام من أجل لجمها وتجديدها، من دون طائل، فالى متى يبقى ذهن سعد الحريري مشتتا وبالتالي يخسر من رصيده السياسي والشعبي، ما لم يخسره أحد من قبله بمثل هذه السرعة القياسية؟
عاشرا وأخيرا، على رئيس الجمهورية العائد من رحلة تاريخية إلى لندن، أن يتلقف المبادرة، فالهدنة السياسية والإعلامية، التي أعلن أطراف الحوار استمرار الالتزام بها سرعان ما تهاوت، وهناك من بدأ يبشر اللبنانيين بأن الانتخابات نفسها صارت موضع سؤال، ولعل العبرة كل العبرة، في جمع المتحاورين قبل الأول من حزيران، لإعادة تثبيت الصورة السياسية التوافقية تبعا لروحية اتفاق الدوحة وتحديدا بند انجاز الانتخابات النيابية في حزيران المقبل. يذكر أن رئيس الجمهورية قد بادر الى تهنئة الضباط الأربعة من لندن، وهو قال كلاما خلال اللقاء مع الجالية اللبنانية يحمل دلالات كبيرة، اذ أنه تمنى ان يشكل القرار بالإفراج عن الضباط ألأربعة 'خطوة في تصويب مسلك التحقيق والوصول الى حقيقة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وسائر الاغتيالات ومحاسبة المجرمين
ـ صحيفة المستقبل :
غداة قرار إطلاق الضباط الأربعة الذين أوقفوا في ملف اغتيال الرئيس رفيق الحريري، واصل 'حزب الله' بموازاة احتفاليته باستقبال من اعتبرهم 'أسرى'، حملته على الدولة والجسم القضائي، فيما دخلت دمشق على خط هذا التهليل، مؤكدة أن 'رموز 14 شباط سوف يدفعون ثمناً سياسياً كبيراً'، في مقابل تأكيد أكثري بأن القرار القضائي أسقط مقولة تسييس المحكمة والتشكيك بها حتى قبل ولادتها، وبالتالي يفترض أن تسري انعكاسات قرار قاضي الإجراءات التمهيدية لدى المحكمة الدولية الخاصة إفراجاً عن مذكرة التفاهم بين لبنان والمحكمة العالقة منذ أشهر، وسط تساؤل ما إذا كان الحزب وحلفاؤه سيقبلون القرارات اللاحقة للمحكمة.
(..)'. في المقابل، اعتبرت قناة 'المنار' التابعة لـ'حزب الله' في مقدمة نشرة الأخبار أن اللبنانيين عرفوا 'نصف الحقيقة بعد أن تحرر الضباط'، وعليهم 'البحث عن النصف الآخر'، لافتة الى أن مواقف زوار هؤلاء 'وجهوا بوصلة المواقف باتجاه إصلاح الجسم القضائي لأن أضعف الشرف يقضي أن يقدم بعض القضاة استقالاتهم'، بحسب رئيس المجلس السياسي للحزب ابراهيم أمين السيد، معلنة أن الأمين العام للحزب حسن نصر الله سيتناول هذا الموضوع مساء اليوم في إطلالة تلفزيونية.
من ناحيته، جزم وزير العمل محمد فنيش قبيل جلسة مجلس الوزراء بأن 'موقف 'حزب الله' من المحكمة الدولية لم يتغير'. وسأل 'أليس ديتليف ميليس من أعضاء المحكمة الدولية'، مشيراُ الى ضرورة 'إعادة هيكلة القضاء اللبناني(..)'.