ـ صحيفة السفير:
لم يحمل بيان مجلس القضاء الأعلى، أية بصمات استثنائية، بل جاء عاديا جدا، وكما كان متوقعا له، على الطريقة اللبنانية التقليدية، بحيث &laqascii117o;لا يموت الذئب ولا يفنى الغنم"، وبالتالي، يمكن للضباط الأربعة، أو لمن يشاء منهم أن يحمل لواء قضيته حتى يصل إلى ما يمكن أن يصل إليه بالادعاء على من تسببوا بحجز حريتهم طيلة أربع سنوات. واختار بيان مجلس القضاء الاكثار من العموميات الايجابية, التي تتضمن نوعا من الترضية العاطفية والمعنوية للضباط بتوجيه التحية اليهم وإبداء ارتياحه لاطلاق سراحهم، دون أن يحدد المسؤوليات عما لحق بهم على مدى ثلاث سنوات وثمانية أشهر. ومن المتوقع أن يختار كل فريق سياسي ما يناسبه من البيان، وهو أمر سيظهر جليا صباح اليوم، في الاعلام المكتوب، بحيث يكون البيان قد أدى وظيفته الأساسية بمحاولة استيعاب كل ما سبق ورافق عملية اطلاق سراح الضباط الأربعة.
غير أن اللافت للانتباه، انه في موازاة ما كان يصدر عن مجلس القضاء الأعلى، كان فريق محامي اللواء جميل السيد يتبلغ اشعارا خطيا من قاضية الأمور المستعجلة في العاصمة الفرنسية، بوجوب المثول أمامها في الرابع من حزيران المقبل، من أجل تثبيت اجراءات الدعوى المرفوعة ضد القاضي دتليف ميليس والدعوى الثانية المرفوعة ضد جوني عبده، وهو وافق على طلب القاضية مبدئيا، وقال لـ&laqascii117o;السفير" انه كان الأجدر بالقضاء اللبناني أن يقوم بأحد أمرين، اما أن يبادر الى مقاضاته بسبب الاتهامات التي ساقها ضد قاضيين لبنانيين، أحدهما يتحمل مسؤوليات اساسية في العدلية، واما أن يتحمل مسؤولياته، فيتخذ الموقف المناسب أو يبادر الى استدعاء من أطلقوا الاتهامات للاستماع الى موقفهم من أجل تأكيد استقلالية وشفافية القضاء اللبناني.
وكان مجلس القضاء قد التأم في اجتماع استثنائي, عصر أمس، دام حوالي الثلاث ساعات، برئاسة القاضي غالب غانم وفي غياب مدعي عام التمييز القاضي سعيد ميرزا الموجود في براغ لدواع خاصة وصحية, واصدر بيانا اعرب فيه عن ارتياحه لاطلاق الضباط الاربعة, وتمنى ان تتابع العدالة الدولية مسارها السوي، وصولا الى الحلقة الأخيرة من حلقات إحقاق الحق. واكد المجلس أنه يمثل سلطة مستقلة من سلطات الدولة الثلاث، ويؤكد عزمه على الدفاع بلا كلل عن هذا الاستقلال. وشدد على تحصين القضاء في وجه كل هوى خاص, واعلن انه لن يقبل بأن يشكل القضاء مطية يتم التوسل بها لتحقيق أي غرض خارج عن مهامه الأصلية. ودعا أهل السياسة الى ترك القضاء يدير شؤونه بنفسه حرا من أي قيد او ضغط، كما دعا القضاة الى تعطيل كل تدخل في شؤونهم من أي جهة أتى، والى التصرف على أساس ان القضاء سلطة قضائية لا قضاء سلطة.
واذ لفت البيان الى ان ثمة اختلافا بين القواعد القانونية المطبقة في لبنان وتلك المحددة في الأصول الإجرائية العائدة الى المحكمة الخاصة بلبنان, اكد استعداده تحمل المسؤولية في مواجهة أي خلل في الممارسات القضائية، ولاعمال قواعد المحاسبة التي يمكن أن تطال أي قاض مخل بمناسبة النظر في أي قضية من القضايا، ولمتابعة الامور المطروحة حتى نهايتها بوجه أي قاض معني، وذلك في إطار احكام الدستور ومبادئ حقوق الانسان والقوانين المرعية والمؤسسات القضائية القائمة. واكد على الاعلام ان تكون النظرة الى القضاء بعيدة عن أي تصور يعتبر القضاء منغمسا في السياسة وشعابها، لأنه بالفعل تصور في غير محله. كما اكد ان لا لون للقضاء إلا اللون القضائي الذي يأبى كل اصطفاف او سجال يعزز موقعا على موقع آخر.
مهزلة جزين.. ومعجزة زحلة
على المحور الانتخابي, ينتظر ان تحمل الساعات الثماني والاربعون المقبلة مزيدا من الوضوح في الصورة الانتخابية, في ضوء ما سيعلنه كل من رئيس كتلة تيار المستقبل النائب سعد الحريري ورئيس كتلة الاصلاح والتغيير النائب ميشال عون غدا الخميس من لوائح انتخابية.
وفي غضون ذلك، تواصلت أمس، المساعي لفكفكة عقدة ترشيحات &laqascii117o;الجماعة الاسلامية" التي اطلقت ماكينتها الانتخابية في صيدا, وعقد في هذا الاطار لقاء مسائي بين النائب الحريري ووفد من &laqascii117o;الجماعة", وقال نائب امين عام الجماعة ابراهيم المصري لـ&laqascii117o;السفير" ان الاجواء ايجابية, والامور بدأت تأخذ طريقها الى الانفراج, ولاسيما ان التفاهم يتقدم الى الامام وتحرك في الاتجاه الايجابي، أي في اتجاه العودة الى صيغة التحالف في عدد من الدوائر بدءًا من بيروت, وفي اتجاه ازالة التفصيلات الاخرى, والتي ستتم في اجتماعات ولقاءات لاحقة.
وفيما برز امس, اعلان &laqascii117o;لائحة القرار الجبيلي المستقل" القريبة من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وتضم النائبين السابقين ناظم الخوري واميل نوفل ومصطفى الحسيني, يتوقع مع نهاية الاسبوع الجاري ان تكر سبحة اعلان اللوائح, فيما استمرت &laqascii117o;مهزلة جزين" على ذات الوقع المعقد, ونشطت في الساعات الاخيرة حركة &laqascii117o;حزب الله" عبر معاون الامين العام الحاج حسين خليل لتقريب المسافات الانتخابية ما بين الرابية وعين التينة ومحاولة اعادة وضع المسألة على سكة الحلحلة, بعدما حادت عنها مساء امس الاول, جراء اسباب وصفت من قبل مصادر في التيار الوطني الحر, بأنها تتعلق باستفزازات على الأرض لكن مصادر النائب سمير عازار نفت علمها بحصولها. واكتفت مصادر قريبة من الرئيس نبيه بري بالقول &laqascii117o;ان هذا الموضوع ما زال قيد البحث والمساعي, ونحن ننتظر ما ستؤول اليه الاتصالات, والتي صار من الواجب ان تتمخض عنها نتائج في القريب العاجل".
وفي المقابل اكدت مصادر عونية ان الأهم في كل ما يجري ان نصل الى نتيجة في النهاية, ولكن المطلوب في موازاة الاتصالات الجارية, هو توفير أجواء هادئة بعيدا عن المؤثرات والاستفزازات من هنا أو هناك.
واكدت مصادر مشاركة في الاتصالات الجارية ان البحث في الحلحلة يتركز على ايجاد آلية تطبيقية لصيغة الـ2/ 1 المطروحة اساسا كحل رضائي ولكن ضمن اطارين منفصلين يضم من جهة مرشحي التيار زياد اسود وعصام صوايا, ويضم في المقابل النائب سمير عازار منفردا. وهو امر دونه اعتراضات على ما قد يشكله هذا الفصل من مسارب قد تسهل ان ينفذ منها آخرون على حساب الطرفين. الا ان اوساطا جزينية في التيار, ابدت تحفظها على هذه الفكرة من اساسها, معتبرة انها فكرة صعبة التطبيق, ولاسيما انها لا تنسجم مع الواقع الجزيني الذي يعيش اجواء مشحونة لدى الطرفين.
وعلى خط آخر, دخلت التحضيرات في قضاء زحلة مراحلها النهائية مع قرب اعلان الموالاة والمعارضة عن لائحتيهما, حيث تقرر ان تعلن &laqascii117o;14 آذار" يوم غد الخميس لائحة &laqascii117o;زحلة بالقلب" برئاسة النائب نقولا فتوش, والتي تضم كلا من طوني ابو خاطر, الوزير ايلي ماروني, النائب عاصم عراجي, جوزف انيس صعب معلوف, عقاب صقر وناريغ ابراهيميان. بينما ينتظر ان يعلن الوزير ايلي سكاف لائحة المعارضة قبل نهاية الاسبوع.
ومع اتضاح صورة اللائحتين في زحلة, ينتظر ان تتكثف الاتصالات لتوليد لائحة ثالثة, فيما ينتظر سائر المرشحين اعلان اللوائح رسميا لحسم مواقفهم نهائيا وتحديد خطواتهم ولاسيما الوزير السابق محسن دلول, الذي قال ان الترشيح نهائي ولا رجوع عنه وفي الاصل لا وجود لأية اتصالات لا مع تيار المستقبل ولا مع غيره.
ـ صحيفة النهار:
في تعليق على ما انتهى اليه الاجتماع قال رئيس مجلس القضاء الاعلى الرئيس الاول غالب غانم لـ'النهار' مساء امس 'ان جو الاجتماع كان ممتازاً ومن ارقى درجات المسؤولية. وكنا على توافق تام'.
وقالت اوساط قصر العدل: 'يحملوننا اوزاراً فيها سياسة ونحن قضاء'.واجرت مصادر واسعة الاطلاع قراءة للبيان الذي صدر عن مجلس القضاء الاعلى، ملاحظة ان ابرز ما فيه هو 'خلوه من محاسبة بالاسم للقاضيين سعيد ميرزا وصقر صقر اللذين صوبت المعارضة الانتقاد في اتجاههما'. وأضافت ان البيان تبنى 'المحاسبة من ضمن المؤسسة القضائية ووفقاً للقانون والاصول. وهذا يقتضي وجود جهاز للمحاسبة، اي هيئة التفتيش القضائي التي لا تزال التعيينات فيها عالقة عند الخلاف بين المرجعيات السياسية'.ولفتت الى ان مجلس القضاء يضم في عضويته 'مارونيين وشيعيين وسنياً وروم كاثوليك. لكن العضو السني وهو المدعي العام التمييزي سعيد ميرزا كان غائباً. وبالتالي فإن صدور البيان بإجماع الحضور له دلالاته بموافقة العضوين الشيعيين'.
ونوّهت بغياب القاضي ميرزا عن الاجتماع وقالت: 'حتى لو لم يكن مسافراً لكان من الواجب عدم حضوره الاجتماع حتى لا يُقال ان حضوره اجبر المجلس على اتخاذ موقف ملائم له. لذا فإن قوة البيان تكمن ايضاً في غياب القاضي ميرزا'.واضافت ان البيان 'يشدد على استقلالية القضاء، ورفع يد السياسة عنه وابعاد النعرات السياسية عن جسمه. واذا كانت هناك من شكاوى فلدى القضاء المناعة الكافية لان يحاسب'.واعتبرت ان ما افضى اليه الاجتماع هو 'ولادة جديدة للقضاء'.
الأمن
على الصعيد الامني علمت 'النهار' ان السلطات السورية، بعدما وعدت السلطات اللبنانية بتسليمها موقوفين متهمين بالمشاركة في ارتكاب جريمة قتل العسكريين الاربعة في البقاع الشهر الماضي، عادت عن وعدها بسبب 'تدخلات حزبية'. وفي التفاصيل انه بعد اعلان وسائل الاعلام عن قبض أجهزة الامن السورية على كل من حسن عباس جعفر ومحمد علي جعفر ومحمد فياض اسماعيل ليل السبت – الاحد في بلدة العزاز بين حلب والحدود مع تركيا، أبلغت المخابرات السورية مخابرات الجيش انها ستسلم الموقوفين الثلاثة الى لبنان. لكن ضغوطا مورست من آل جعفر في لبنان أدت الى 'تدخلات حزبية' في اتجاه دمشق للإحجام عن تسليم الموقوفين. وقد استجابت السلطات السورية لهذه التدخلات وهي التي سهلت فرار المطلوبين من لبنان الى سوريا، فالحدود مع تركيا.
كذلك لم يتسلم لبنان الموقوف حسين جعفر الذي سبق لتركيا ان أعادته الى سوريا بعد حادث عبور الحدود السورية – التركية بأوراق ثبوتية سورية مزورة باسم 'محمد سلمان'. وقد أشارت 'النهار' الى ذلك الاحد الماضي. ولدى سؤال المراجع الامنية عن سبب التلكؤ السوري في تسليم لبنان الموقوفين، امتنعت عن الادلاء بأي تفاصيل عن الموضوع.
وفي جزين، رجحت مصادر مطلعة في المعارضة لـ'النهار' ان يتم الاعلان عن اسمي مرشحي 'التيار الوطني الحر' في الدائرة عن أحد المقعدين الماروني وعن المقعد الكاثوليكي خلال ساعات، وذلك في غياب التقدم في المفاوضات بين قطبي المعارضة النائب العماد ميشال عون والرئيس نبيه بري حول هذه الدائرة ودائرة بعبدا، على ان يتم لاحقا اعلان اللائحة مكتملة بعد ان تنجلي صورة الاتفاقات بشكل نهائي.
وتشير المعلومات المتداولة بين المواطنين في المنطقة الى احتمال تسمية زياد أسود عن المقعد الماروني وعصام صوايا عن المقعد الكاثوليكي.
وعلم 'ان المعاون السياسي للأمين العام لـ'حزب الله' حسين خليل أجرى أمس سلسلة اتصالات على خط عين التينة – الرابية وجرى التطرق خلالها الى دائرتي جزين وبعبدا.
واختصرت أوساط في المعارضة حصيلة هذه الاتصالات بـ'ان لا جديد حتى الآن. وتسير قوى المعارضة في النهاية في لوائح موحدة في جميع الدوائر'.
الحريري
وجرى التوصل ليل امس الى تثبيت اعضاء لائحة بيروت الثالثة بعد مشاورات اجراها رئيس 'كتلة المستقبل' النائب سعد الحريري مع 'الجماعة الاسلامية'، مما أدى الى حسم عضوية ممثل الجماعة الدكتور عماد الحوت في اللائحة.وعلى هذا الاساس أصبحت اللائحة على النحو الآتي: النائب سعد الحريري، الوزير تمام سلام، النائبان محمد قباني وعمار حوري والدكتور الحوت (عن السنة)، الوزير غازي العريضي (عن الدروز)، النائب عاطف مجدلاني (عن الروم الارثوذكس)، النائب نبيل دو فريج (عن الاقليات)، النائب غازي يوسف (عن الشيعة)، النائب باسم الشاب (عن الانجيليين).وستعلن اللائحة في مهرجان شعبي دعا اليه الحريري في ملعب النجمة غدا. وأفادت مصادر تيار 'المستقبل' ان 'زمان المهرجان يشير الى تطابق المناسبة مع الذكرى الاولى لاعتداء قوى 8 آذار على بيروت، فيما المكان يرمز الى حيث سقط النائب وليد عيدو شهيدا'.
من جهة اخرى، ابدى الحريري ثقته بفوز الاكثرية في الانتخابات خلال حديث اجرته معه قناة 'اليوم – اوربت'. سئل رأيه في تخوّف مراكز ابحاث اميركية من فوز 'حزب الله' في الانتخابات، فأجاب: 'اذا ارادوا ان يخافوا فليفعلوا ذلك. الا اننا نحن سنكسب الانتخابات. ولكن ليس إكراماً للأميركيين بل من اجل الانماء المتوازن في لبنان والديموقراطية والعروبة الحديثة فيه، وليس من اجل عروبة الممانعة'.
وماذا اذا فاز 'حزب الله' في الانتخابات؟ اجاب: 'لن يفوز'.
واكد ضرورة 'الجلوس الى الطاولة لتطبيق اتفاق الطائف الذي انقذ لبنان'.
المجلس الدستوري
وفي وقت بدأت تتسع دائرة الاهتمام الدولي بالانتخابات وصدور دعوات كتلك التي جاءت من بعثة الاتحاد الاوروبي لمراقبة الانتخابات من اجل انجاز تعيينات المجلس الدستوري العالقة في مجلس الوزارء، علمت 'النهار' ان 'طبخة التعيينات على النار ولا شيء يحول دون انجازها قبل الانتخابات في 7 حزيران المقبل.
ـ صحيفة المستقبل:
تمادت حملة التشهير بالقضاء وبالقضاة من 'أيتام النظام الأمني'.
إلى ذلك، ترأس وزير الداخلية والبلديات زياد بارود اجتماعاً لـ'مجلس الأمن المركزي' خصص للبحث في الخطة الأمنية المرتبطة بالانتخابات، وترتكز على تأمين الحماية الأمنية لمراكز وأقلام الاقتراع منذ ما قبل العملية الانتخابية، ويبلغ عدد العسكريين والأمنيين المشاركين فيها حوالي 30 ألف ضابط وعنصر. كما نوّه بارود بالتنسيق التام بين الجيش وقوى الأمن وبقية الأجهزة، والذي أدّى إلى اكتشاف شبكات التجسّس، إضافة إلى تنفيذ المداهمات وتوقيف المطلوبين في معظم المناطق اللبنانية.
وكانت 'الجماعة الإسلامية' أطلقت أمس ماكينتها الانتخابية في صيدا، حيث ذكّر رئيس مكتبها السياسي علي الشيخ عمّار بقضية الموقوفين الإسلاميين، وطالب بإخلاء سبيلهم، واعتبر 'أنهم أحق بالرعاية والاحتضان من الضبّاط الأربعة'.
ـ صحيفة الأخبار:
أبدى مجلس القضاء الأعلى ارتياحه لإطلاق الضباط الأربعة، قبل أن يتحدث عن وجود اختلاف في المعايير المتبعة في لبنان وتلك التي تتبعها المحكمة الدولية. وأكّد أحد أعضاء مجلس القضاء الأعلى لـ&laqascii117o;الأخبار" أن المجلس سيتابع النظر في القضية المثارة منذ إطلاق الضباط الأربعة، وهو سيتخذ خطوات تتعلق بمحاسبة كل من يثبت إخلاله بواجباته. &laqascii117o;فكما أننا، في كوننا مجتمعاً لبنانياً، رفضنا اغتيال الرئيس رفيق الحريري، فإننا اليوم، في مجلس أعلى للقضاء، نرفض الظلم اللاحق بأي أحد، فكيف إذا كان مرتكب الظلم أحد من يفترض بهم رفع الظلم عن المواطنين". ونفى القاضي الرفيع أن يكون ما سيتخذه مجلس القضاء الأعلى مرتبطاً بصدور مرسوم تعيين رئيس هيئة التفتيش القضائية وأعضائها، مؤكداً أن المجلس سيتابع اجتماعاته لدراسة ما ينبغي فعله لمعالجة القضايا المثارة، &laqascii117o;وبياننا واضح: نحن مع المحاسبة إلى النهاية". وبرر القاضي طول مدة الاجتماع بأن القضاة الستة الذين كانوا حاضرين أمس أبدوا رأيهم تفصيلياً في كل ما جرى إيراده في البيان، علماً بأن نقاشاً طويلاً سبق كتابة كل فقرة من فقرات البيان المذكور.
أحد وكلاء الدفاع عن اللواء جميل السيد رأى أن بيان مجلس القضاء الأعلى &laqascii117o;متوازن، فهو اعترف بأن هناك خللاً وتدخلات سياسية. المجلس معني بالتدخلات السياسية. أما الخلل والحديث عن المحاسبة فهو ما يعنينا. وهذا الكلام بحاجة إلى خطوات عملية. ونحن بانتظار هذه الخطوات".
ولفتت بعض المصادر في المعارضة إلى أنها ستتريّث في الحكم على البيان الصادر عن مجلس القضاء الأعلى، وستدرس الخيارات الموجودة أمامها بهدوء وتروّ. وأكّدت المصادر أن المعارضة ستعمل بكلّ إمكان لتنحية مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكريّة صقر صقر عن مهامه في أسرع وقت ممكن.
بدوره، أكّد الرئيس إميل لحود &laqascii117o;أنه لا يزال على ثقته بالقضاء اللبناني"، مذكراً &laqascii117o;بأنه المسؤول الأوحد الذي أبدى ملاحظات على المحكمة ذات الطابع الدولي، ولا سيما لجهة الالتفاف على صلاحيات رئاسة الجمهورية في الذود عن السيادة الوطنية التي يؤلف القضاء اللبناني جزءاً لا يتجزأ منها. إلا أنه في الوقت نفسه، ومن باب هذا الحرص، يهيب بمجلس القضاء الأعلى أن يتخذ ما يراه مناسباً من إجراءات لتحصين القضاء ضد السياسة تدخلاً أو استجداءً، ذلك أن أخطر ما يمكن أن يصيب القضاء هو اهتزاز ثقة المواطنين به".
وقد كتب مراسل &laqascii117o;الأخبار" في الشمال، عبد الكافي الصمد، أن وسطاء كثراً بين الجماعة الإسلامية وتيار المستقبل، يتسابقون مع الزمن لإنتاج صيغة الحد الأدنى من التوافق الانتخابي بينهما، قبل أن يقفل الحريري الباب نهائياً أمام مرشحي الجماعة على دخولهم لوائحه.وإذ نفت المصادر وجود وساطات سعودية أو مصرية لتقريب وجهات النظر بين الطرفين، أشارت إلى أنه &laqascii117o;قدمت إلينا عروض بمساعدات مالية للمؤسسات التربويّة والصحيّة المتعثرة العائدة للجماعة، وتلقينا هذه العروض مقابل الموافقة على السير بالانتخابات وفق رغبة الحريري، إضافة إلى وعود بتوزيرنا في الحكومة المقبلة بعد الانتخابات، وبرئاسة بلدية صيدا، وبوظائف ومراكز داخل دار الفتوى ومراكز الإفتاء في المناطق". إلا أن هذه العروض قابلتها الجماعة بالرفض.
ومع أن المصادر أكدت أنه &laqascii117o;لن نخسر شيئاً إذا لم نتحالف مع المستقبل، لأنه في الأساس لا نواب لدينا حالياً في المجلس النيابي لنحافظ عليهم، عدا عن أن لنا حظوظاً بالنجاح وخرق اللوائح في أكثر من دائرة، ومن &laqascii117o;كيسنا لا على حساب غيرنا"، أوضحت أن &laqascii117o;الساعات الأخيرة المقبلة قبل موعد إعلان الحريري أعضاء لائحته ستحدد أي الاتجاهين سيغلب في النهاية: الأول زيادة الضغوط علينا للرضوخ لعرضه، والثاني أن يجد الحريري نفسه مضطراً لقبول عرضنا الأخير عليه، وإلا فإن الطلاق الانتخابي بيننا سيكون أبغض الحلال".
في موازاة ذلك، أوضحت أوساط في الجماعة الإسلامية لـ&laqascii117o;الأخبار" أن الموقف من التحالف الانتخابي مع تيار المستقبل &laqascii117o;يتنازعه داخل الجماعة فريقان: الأول يمثله مسؤولو الجماعة في بيروت، الذين لا يجدون حرجاً في تقبّل فكرة إعطائنا مقعداً واحداً، ويعطون لذلك تبريرات كالحفاظ على وحدة الطائفة السنية، وأن عصفوراً مضموناً في اليد أفضل من عشرة على الشجرة!".
أما الفريق الثاني داخل الجماعة، الذي يعارض تحالفها مع المستقبل وفق هذه الصيغة، فينطلق في موقفه من أن الجماعة &laqascii117o;تستحق حصة نيابية أكبر من المعروضة عليها، لأنه سبق لها أن ترشحت منفردة وحققت أرقاماً وخروقاً مهمّة، كذلك فإن مفاوضاتها الانتخابية مع القوى في السابق كانت تتم من موقع قوة لا من موقع استلحاقي، كما يحصل اليوم مع المستقبل".
وإذ أشارت الأوساط إلى &laqascii117o;وجود نقمة تتزايد كل يوم داخل أوساط الجماعة وقواعدها الشابة"، إلا أن الأمور لم تقف عند هذا الحد، بل اتخذت مساراً غير مسبوق داخل صفوف الجماعة من شأنه أن يهدّد تماسكها. ولفتت الأوساط إلى أن &laqascii117o;اعتراضاً واسعاً يسود صفوف الجماعة في طرابلس والشمال، لأن هذه المناطق التي تمثل الثقل الأساسي للجماعة ستُغيَّب إذا تمّ التوافق مع المستقبل وفق الصيغة المقترحة، إضافة إلى ما لمسوه من أن قبول الحوت في دائرة بيروت الثالثة يعود لكونه عضواً في المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى، ويحظى بدعم المفتي محمد قباني، ما يزيد مخاوفنا من أن تقدم قواعدنا على ردّة فعل بدأت تصل إلينا أصداؤها، من أنهم سينتخبون مرشح الجماعة في طرابلس رامي درغام إضافة إلى لائحة المعارضة".
ـ صحيفة الديار:
اليوم يعلن النائب العماد عون لائحته في كسروان واللائحة هي ذاتها التي خاضت الانتخابات في العام 2005، اما في الجهة المقابلة فما زالت الخلافات على تأليف اللائحة على صعيد العائلات والأحزاب، في هذا المجال رفض النائب سعد الحريري التدخل كلياً في تشكيل اللائحة المناوئة وفي ساحة كسروان ـ الفتوح، وأبلغ الأطراف الذين راجعوه أنه لن يتدخل في هذا المجال.
وفي السياق ذاته تقول أوساط ان النائب الحريري يرى أن الساحة المسيحية وساحة كسروان ـ الفتوح معنية بها القوى المتواجدة على ساحتها إضافة إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وإلى البطريرك صفير، وبالتالي فهو لن يتدخل في الموضوع.
وفي جبيل هناك منافسة قوية بين الموالاة والمعارضة لكنها أخذت طابع المستقلين ضد المعارضة، واذا كان هناك ضعف في تأليف اللوائح في كسروان وجبيل، فإن الثغرة آتية من سمير جعجع الذي لم تكن مواقفه مفهومة، حيث رشّح ريشار قيوميجيان في دائرة بيروت الأولى ثم سحبه وينطبق الأمر ذاته على كسروان وجبيل مع اعلانه انه لن يكون له مرشح في كسروان وجبيل مقابل مرشحين له في البترون والمتن والشوف.
لذلك فإن العقدة الأساسية حيال عدم تشكيل لائحة كسروان وجبيل هو موقف جعجع حيث لا يُفهم اذا كان يريد ارسال اشارة الى الرئيس سليمان إما إعطاء النجاح للعماد عون للانتصار في كسروان وجبيل، وإما تصرف سياسي ينطلق من تفكير حزبي ضيق خارج اطار المستقلين وخارج اطار فريق 14 آ ذار.
اما في جزين فالعقدة على حالها وسيسعى المعنيون خصوصاً حزب الله إلى معالجة جذرية للأزمة الناشبة بين الرئيس نبيه بري والعماد عون لأنه خلاف ذلك واذا استمر النزاع فإن المعارضة باتت مهددة ولن تستطيع تأمين الأكثرية الموعودة، خصوصاً ان غضب بري وحركة أمل على العونيين في جزين سينسحب على اقضية أخرى خصوصاً في جبيل وبعبدا وزحلة.
الى ذلك، تدرس أوساط في لائحة التيار في بعبدا بعناية الإحصاءات التي ترد من مكاتب مؤيدة للعونيين تؤكد فوز نائبين مارونيين في بعبدا من لائحة الوسطيين، اضافة الى اتفاق سري على دعم مشترك بين دروز جنبلاط وارسلان لإيصال ايمن شقير.
ـ صحيفة اللواء:
بالنسبة لموضوع الغجر، ينتظر أن يتوجه مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون حفظ السلام آلان لو روا الى اسرائيل غداً للبحث مع المسؤولين في الحكومة الاسرائيلية بالموضوع وبالخروق الاسرائيلية للأجواء اللبنانية، وهو كان جال أمس على الرؤساء الثلاثة والوزراء زياد بارود والياس المر وفوزي صلوخ برفقة قائد <اليونيفيل> في الجنوب الجنرال كلاوديو غراتسيانو وأطلعهم على أهداف زيارته الى لبنان وتفقد قوات <اليونيفيل> والتحقق من تطبيق القرار 1701 والخروق التي ما زالت تمارسها إسرائيل لهذا القرار، ومن ضمنها استمرار احتلال الجزء اللبناني من الغجر. وأثنى الموفد الدولي على التعاون القائم بين الجيش اللبناني و <اليونيفل>، معتبراً بأن الوضع في الجنوب تحسن بشكل ملحوظ، وأمل بأن يبقى مستقراً إلى حين اجراء الانتخابات النيابية وبعدها. وقال في معرض رده على سؤال عن مدى جدية إسرائيل في الانسحاب من الغجر... آمل ذلك، بالطبع سوف اتناول الموضوع مع الاسرائيليين خلال زيارتي إلى إسرائيل لكني متفائل بأن تحركات إسرائيلية قريبة ستتم باتجاه الانسحاب من الغجر.وعلى صعيد الحوار بين تيار المستقبل والجماعة الإسلامية، كشفت الاتصالات المتسارعة عن الاقتراب من الاتفاق الذي بات من شبه المؤكد.