صحف ومجلات » مقالات وتحليلات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاربعاء 6/5/2009

ـ صحيفة السفير
غاصب المختار:
ثمـرة الغجـر أينعـت برعاية إيطالية وإنضاج أميركي
 ذكرت معلومات شبه رسمية، أنه مع اتخاذ القرار (الإسرائيليي) بالانسحاب وقتها، قررت ايطاليا وهي التي تتولى قيادة قوات اليونيفيل الدولية، استحضار قوة من الدرك الايطالي (كارابينييري) للانتشار في الجزء الذي سيُحرّر من الغجر، لتتولى عناصر الدرك التعاطي مع شؤون المدنيين، وهم سوريو الهوية الحقيقية إسرائيليو الجنسية حالياً، تمددوا بعد الاحتلال الى الجانب اللبناني من البلدة الذي يشكل جزءا من خراج بلدة العباسية. ذلك أن القوات العسكرية لدول اليونيفيل ترفض إشراك جيشها في أمور مدنية في ظل وضع معقد سياسيا وأمنيا واجتماعيا.
وحسب المعلومات، استحضرت قوة &laqascii117o;الكارابينييري" من روما الى لبنان وانتظرت منذ مطلع العام الجاري تنفيذ الانسحاب الإسرائيلي لتنتشر داخل الجزء المحرر من الغجر، على أن تتولى قوة اسبانية محيط البلدة، فيما طلبت الدولة اللبنانية خلال المفاوضات مع الجانب الدولي، أن يكون للجيش اللبناني نقطة مراقبة بقيادة ضابط داخل الشطر اللبناني من البلدة، تتولى مراقبة أي خرق إسرائيلي لمواجهته أو للإبلاغ عنه الى الأمم المتحدة عبر اليونيفيل. كما رفض الجانب اللبناني في المفاوضات أي علاقة مباشرة مع الاحتلال الاسرائيلي، حتى انه رفض إعطاء إسرائيل نسخة عن أي اتفاق أو وثيقة يجري التوقيع عليها بين الجانبين اللبناني والدولي، ورفض تسلم أي وثيقة مماثلة موقعة من الجانبين الدولي والإسرائيلي. وتفيد المعلومات بأنه نتيجة التأخير في تنفيذ الانسحاب الى الآن، بدأت الحكومة الايطالية تضغط على كل الأطراف لا سيما على اسرائيل، مطالبة بتنفيذ ما اتفق عليه، وإلا فإنها ستعيد قوة الدرك الى ايطاليا، ما يعني فرط الاتفاق عمليا لتعذر تنفيذه، والحاجة الى إيجاد دولة اخرى مشاركة في اليونيفيل، تستطيع إيفاد قوة عسكرية بوليسية للتعاطي مع المدنيين، وهو الأمر المتعذر، لذلك تم استعجال تنفيذ خطوة الانسحاب وقبلت به اسرائيل نتيجة الضغط الايطالي.
وعلى خط موازٍ، حصل ضغط على اسرائيل من الادارة الاميركية الجديدة للانسحاب من الغجر، ليس كمجرد &laqascii117o;هدية للرئيس فؤاد السنيورة تفيده في معركته الانتخابية"، كما روجت إسرائيل إعلاميا وسياسيا لتزيد من تعقيد الأمور الداخلية اللبنانية وتوجد بؤرة فتنة جديدة بين اللبنانيين، بل كان ضغطا أميركيا لأهداف سياسية أبعد، تقصد إحراج لبنان الرسمي والمقاوم ووضعه أمام وضعية سياسية مفادها &laqascii117o;ان اسرائيل أكملت تنفيذ القرار 1701، وعلى لبنان تنفيذ الجزء المتعلق به منه"، وهذا يعني موضوع سلاح المقاومة مباشرة، في عودة الى جوهر الموضوع وهو نزع سلاح المقاومة بالسياسة بعد فشل الحرب في تموز 2006.
وحسب المعلومات والتوقعات السياسية، فإن تنفيذ إسرائيل للانسحاب من الغجر، قد يبدأ بعد انتهاء زيارة رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو الى أميركا المقررة الأسبوع المقبل، حيث يفترض أن يجري البحث في كل التفاصيل المتعلقة بالسياسة الاميركية ـ الاسرائيلية المشتركة حيال لبنان والمنطقة العربية. وفي كل الاحوال، نضجت ثمرة الانسحاب من الغجر وحان قطافها، ويبقى التوقيت، أما معالجة وضع &laqascii117o;المدنيين الاسرائيليين"، الذين احتجوا على قرار الانسحاب بسبب تضررهم من تقسيم البلدة الى شطرين، فتبقى بنظر لبنان شأن إسرائيل، التي باحتلالها للبلدة وهي سورية ـ لبنانية، وفرض الهوية الإسرائيلية على العدد الأكبر من سكانها، خلقت مشكلة ديموغرافية ـ سياسية ـ اجتماعية لا تنتهي إلا بالانسحاب من كل البلدة وإعادة الجزء السوري منها الى سوريا ايضا. كما يفترض أن تفعل مع لبنان.
ـ صحيفة السفير
مارلين خليفة:
9490 صوتاً شيعياً في جبيل تثير هواجس سعيد وقوى 14 آذار
يلتقي عضو تكتّل &laqascii117o;التغيير والإصلاح" النائب عباس الهاشم ومنسّق الأمانة العامّة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد على مقولة إن &laqascii117o;الشيعة هم جزء اساسي ومكوّن تاريخي للنسيج الاجتماعي والسياسي الجبيلي" لكنّ الرّجلين يختلفان في توصيف الحالة السياسية الشيعية الجبيلية. فبينما يعتبرها الهاشم &laqascii117o;طبيعية ومتجانسة" مع محيطها المسيحي المؤيد بأكثريته للتيار الوطني الحرّ، تثير لدى سعيد هواجس وتساؤلات معتبرا بأن الطائفة الشيعية الجبيلية &laqascii117o;انسلخت عن مرجعياتها السياسية المحلية التاريخية لتقع في أحضان &laqascii117o;حزب الله".
من جهته يردّ مسؤول &laqascii117o;حزب الله" في جبيل الشيخ حسين شمص على سعيد قائلا:&laqascii117o; يظنّ الدكتور فارس سعيد بأنه لا بدّ أن يكون شخصيا مرجعية لشيعة جبيل حتى يرضى عنهم ويصبحوا بنظره متمردين إذا اختاروا طريقا آخر يعبّر عن رأيهم الحر. الحرية والديموقراطية تعنيان الاحتكام الى رأي الناس كما يريدون هم لا كما يريد الدكتور سعيد".
أما النائب عباس الهاشم فيقول: &laqascii117o;يبقى الشيعة اليوم ضمن الخط السياسي لبيئة جبيل وبغية تمتين عرى التفاهم بين القوى السياسية من الطبيعي أن يقفوا الى جانب العماد ميشال عون وهذا ما ينمّي ثقافة التفاهم بحيث تكون تعددية في إطار الوحدة".
على هذا المنوال يدور الجدل حول الموقف السياسي للكتلة الشيعية في جبيل التي يصل عدد ناخبيها لسنة 2009 بحسب أرقام مكتب &laqascii117o;الإحصاء والتوثيق" الى زهاء 14600 ناخب ومقترعيها الى زهاء 9490 مقترعا أكثريتهم الساحقة تلتزم اللوائح التي يطلبها &laqascii117o;حزب الله" الداعم للتيار الوطني الحر.
هذه الكتلة بدأت تثير مخاوف قوى 14 آذار من جهة والقوى المستقلة من جهة أخرى، فكان الاقدام على تشجيع ترشيح شخصيات شيعية جبيلية في محاولة لتشتيت قاعدتها الشعبية فوصلت طفرة الترشيحات الى 13 مرشحا شيعيا بمن فيها النائب عباس الهاشم.
خروق شيعية خارجية
افتتح &laqascii117o;حزب الله" أخيرا 5 مكاتب انتخابية في قضاء جبيل منها في كفرسالا في عمشيت وجدت صدى طبيعيا لدى الشيعة الجبيليين إلا أن أوساط هؤلاء تستغرب أن &laqascii117o;تهبط" قوى غريبة عن النسيج الجبيلي على منطقتهم محاولة اجتذاب مؤيدين لها"، ويذكرون أحمد كامل الأسعد الذي يدعم ترشح الدكتور رباح ابي حيدر وتسري الهمسات في الأحياء الشيعية عن بطاقات صحية صالحة لمدة عام يوزعها الاسعد على مناصرين له، فضلا عن سيارات جديدة وهواتف خليوية &laqascii117o;وأموال مجهولة المصدر" كما يقول مصدر شيعي جبيلي.
وتتوقف الأوساط الشيعية باستغراب أيضا عند افتتاح رامي علّيق ابن الجنوب لمكتب انتخابي جميع أعضائه من أبناء الجنوب. عن هذا الأمر يقول النائب عباس الهاشم إن: &laqascii117o;الطموح مشروع ولكن فليطمئن الجميع بأن كثرة المرشحين لا تضعف الصوت الشيعي ولا قلتهم تزيد عدد الأصوات لأن التصويت المقبل هو سياسي وليس طائفيا وسيكون الصوت الشيعي عام 2009 تكرارا لصوتهم عام 2005". هذه التفاصيل تشير الى أن العيون موجّهة الى هذه الكتلة المتنامية والملتزمة بأكثريتها الساحقة خطّ &laqascii117o;حزب الله"، فما قصّة الشيعة الجبيليون وما هو مزاجهم السياسي التاريخي؟
يتوقف النائب السابق فارس سعيد عند الفترة التي أعقبت عام 2005 &laqascii117o;حين انعكست التجاذبات الكبيرة ووثيقة التفاهم مع التيار الوطني الحر على منطقة جبيل، ففي 23 كانون الثاني عام 2007 عمد مناصرو العماد ميشال عون الى إقفال الطرقات بإطارات السيارات وكان ثمة حضور لـ&laqascii117o;حزب الله" الى جانبهم".
يجيب مسؤول &laqascii117o;حزب الله" في جبيل الشيخ حسين شمص على هذه الاستعادة بقوله: &laqascii117o;ما حصل في 23 كانون الثاني كان نتيجة استئثار فريق 14 آذار بالحكم فمشى الشيعة كما إخوانهم المسيحيون في خط المعارضة وكانوا جنبا الى جنب في رفع الصوت ضد القهر الداخلي المدعوم من الخارج فكان الاعتراض جزءا من حرية التعبير من دون أذية أحد في ما كان الفريق الآخر يتعرض بالرصاص لمناصري التيار الوطني الحرّ ويوقع إصابات بالغة". ويعود النائب السابق فارس سعيد من جهته الى حوادث 7 أيار عام 2008 راويا بأن &laqascii117o;الجرد الجنوبي انفتح على البقاع وحصل تبادل أمني وعسكري بين القرى الشيعية الجردية والبقاع". يجيب الشيخ شمص بقــــوله: &laqascii117o;هذا الاتهام غير صحيح ويبدو بأن الدكتور سعيد يعيش فوبيا &laqascii117o;حزب الله" ويتخيّل أشياء لم تحدث ونحن لا نحتاج الى أمور مماثلة لأنــــنا تاريخيا وحاضرا جزء من النسيج الجبيلي مع &laqascii117o;حزب الله" أو من دونه". ويشير سعيد الى أن ثمة مكاتب انتخابية لـ&laqascii117o;حزب الله" &laqascii117o;يتخوف أبناء المنطقة من تحولها يوم الانتخاب الى مكاتب أمنية". يقول الشيخ شمص في هذا الشأن: &laqascii117o;نطمئن الدكتور سعيد الى أن هذه المكاتب انتخابية وهي حق لنا وعندما تنتهي الانتخابات ستقفل فورا".
يشغل الشيخ حسين شمص رئاسة المؤسسة الإسلامية لأبناء جبيل وكسروان هو عاد الى تاريخ شيعة جبيل والمؤسسة التي تأسست عام 1986 &laqascii117o;نتيجة للواقع السيء والحرمان المزمن من قبل الدولة لأهلنا في جرود جبيل وساحلها". ترعى المؤسسة المذكورة زهاء 150 يتــيما و600 عائلة فقيرة بين جبيل وكسروان وتسهّل انتقال الطلاب الى مدارسهم &laqascii117o;ولا يقتصر عملها على أبناء الشيعة بل يطال بعض المسيحيين على قدر إمكاناتها". منذ انتهاء الحرب كثف &laqascii117o;حزب الله" عمله الاجتماعي والإنساني والخدماتي للناس، وعن &laqascii117o;سلخه" الكتلة الشيعية عن مرجعياتها المحلية يجيب الشيخ شمص: &laqascii117o; لم يأت &laqascii117o;حزب الله" الى جبيل ليفرض أفكاره وآراءه على الناس فهو مكوّن من الأفراد اللبنانيين الوطنيين الذين أحبوه وأحبهم وهو نابع من الناس أنفسهم". يذكر بأن العائلات الشيعية الأقدم في جبيل هي آل حمادة وفروعها 22 عائلة موزعين على قرابة 27 بلدة وقرية بين شيعية خالصة ومختلطة، ويتوزع الشيعة في جبيل في أحياء المدينة مثل حي مار جريس وحي مار يوسف وحارة جهجاه وحي الخضر وفي قرطبون ومستيتا وبلاط وفي عمشيت في حي كرسالا وحي العقدة وحي العربة.
ـ صحيفة الأخبار
غسان سعود:
7 دوائر يمثّلها 33 نائباً تشغل 3,257,230 ناخباً
■ السنّة أكثر الناخبين، ثم الشيعة، فالموارنة، فالأرثوذكس، ثم الدروز
■ تفوز المعارضة بـ 48 مقعداً والأكثرية بـ 40 في 19 دائرة
■ 3 مقاعد لـ 3 دوائر، يبلغ عدد ناخبيها 58,483 و96,618 و119,972
مع اكتمال ملامح اللوائح في الدوائر كلها، تحلو لعبة التقديرات التي بات لها متقنون وفنانون يعرفون كيف يبقون الأعصاب مشدودة بقنابلهم الإحصائيّة مرة، وسكوتهم مرة، ومرات في المبالغة في تقديرات يفترض أن تُسجل لهم، وتحفظ إلى ما بعد الانتخابات، حتى يحاسبوا عليها
قبل الدخول في التقديرات قبل شهر من الانتخابات، ومع اكتمال لوائح الشطب، ثمّة أرقام تستحق التوقف عندها. فبحسب أعداد الناخبين وفق الطوائف، يأتي السنّة في المرتبة الأولى (887471 ناخباً) ثم الشيعة (873418 ناخباً) في المرتبة الثانية، والموارنة (697552) في المرتبة الثالثة، والأرثوذكس (242640) في المرتبة الرابعة، والدروز (186491) في المرتبة الخامسة، ثم الكاثوليك (162519) في المرتبة السادسة.
ورغم أن الفرق في عدد الناخبين بين الشيعة والسنّة من جهة، والموارنة من جهة أخرى يتجاوز مئة وسبعين ألفاً، حصة كل من الشيعة والسنة في المجلس 27 مقعداً نيابياً، فيما حصة الموارنة 34 نائباً. أما المفارقة الثانية على صعيد توزيع المقاعد فتتمثل بإعطاء مقعدين نيابيين للعلويين (26917 ناخباً) ومقعد واحد للأقليات (43445 ناخباً)، مع العلم بأن المقارنة بين أعداد الناخبين وفق سجلات النفوس عامي 2009 و2005 بحسب التوزع الطائفي، تظهر عند فغالي أن نسبة الزيادة العامة هي 8,1%. ونسبة الزيادة الأكبر كانت عند العلويين (13,6%)، وتلاهم السنة (11,6%)، فالشيعة (11,4%) ثم الدروز (10,2%)؛ مقابل 4,5% فقط عند الموارنة، 3,8% عند الكاثوليك، 2,6% عند الأرثوذكس، 1,5% عند الأرمن الكاثوليك، و0,6% عند الأرمن الأرثوذكس؛ وثمة طائفتان في طور الانقراض، إذ يتراجع عدد الأقليات 7,6% والإنجيليين 1,1% في لوائح 2009، مقارنة بـ2005. وتجدر الإشارة إلى عدد الناخبين عام 2009، بحسب آخر تحديث صادر عن وزارة الداخلية للوائح الشطب يبلغ 3,257,230، وكان العدد عام 2005، 3,013,621 ناخباً، وقد بلغت الزيادة 243,609 ناخبين فقط.
ـ صحيفة الأخبار
إبراهيم الأمين:
التجسّس الإسرائيلي: عنقود كبير تهرّ منه حبّات
المواجهة الأمنية القائمة الآن في لبنان بين أجهزة التجسس الإسرائيلية وأجهزة المكافحة اللبنانية، لا تقدم جديداً على أصل المواجهة التي أطلقتها إسرائيل منذ ما قبل قيامها كياناً فوق أرض فلسطين. وإن كانت أشكال التجسس وجمع المعلومات والتخريب قد اختلفت من جيل إلى جيل، فإن القاعدة هي نفسها ومفادها: ما دام لدينا أعداء فنحن بحاجة إلى هذا العمل. وبهذا المعنى، فإن تحرش إسرائيل بمحيطها من باب أمني، لا يمثل أي جديد في سياستها إزاء خصومها، بل إن هناك محفزات إضافية تجعل إسرائيل ترفع من مستوى اهتمامها الأمني بمحيطها القريب، بعد الذي واجهته في لبنان خلال ربع قرن، وبسبب ما هو مستجدّ في فلسطين، وبسبب عدم حصول أي تبدّل في موقع سوريا وموقفها من الصراع العربي ـــــ الإسرائيلي. وأكثر من ذلك، فإن حديث قائد الجبهة الشمالية في جيش الاحتلال غادي آيزنكوت في فترة سابقة عن تصوّره للحرب المقبلة مع لبنان وإعلانه &laqascii117o;عقيدة الضاحية"، كان مرفقاً بكلام واضح للغاية عن الجهد الأمني في لبنان. وهو قال إنه بعد فشل عدوان 2006، ضاعفت إسرائيل عشرات أو مئات المرات نشاطها الأمني في لبنان.
ومع أن تحولات كثيرة طرأت على المزاج اللبناني عموماً وعلى مزاج أبناء الجنوب خصوصاً، خلال الفترة الأخيرة، جعلت المناخ غير مؤات لتعامل سهل مع العدو، فإنه يمكن ملاحظة الآتي:
ـــــ إن عدد الشبكات التي أوقفت ليس بقليل، لكنه ليس إلا رأس جبل الجليد، إذ تشتبه الأجهزة الأمنية على أنواعها في المئات من الأشخاص الذين يمكن أن يكونوا متورطين، عدا عن أن هناك تقديرات بوجود عدد كبير من الشبكات أو الأفراد الذين يتمتعون بسواتر كافية تعوق انكشافهم. وهذه السواتر متنوعة، بينها ما هو شخصي ووظيفي، لكن الأكثر خطورة هو الطابع الاجتماعي العام، ونقص الروادع العامة، وهو النقص الذي سبّبته الطريقة التي عومل بها جيش العملاء بعد التحرير عام 2000، علماً بأنه لا أحد يندم الآن على طريقة إدارة الملف في لحظته تلك.
ـــــ تعكس المعطيات إصراراً إسرائيلياً على تقديم نماذج متقدمة ومتنوعة من العملاء، بينهم رجال أعمال وموظفون سابقون، أو ربما حاليون في الدولة وفي مؤسساتها المدنية أو الأمنية، وشخصيات ذات حضور أهلي محلي، سواء كان من الناحية الاجتماعية أو حتى السياسية، ويمكن العثور على عنصر مشترك قوي بين جميع من أوقفوا أخيراً، أن غالبيتهم ليسوا من الذين يعانون ضائقة مالية استثنائية تفرض عليهم خياراً من هذا النوع، بينما يجب البحث في الأسباب الإضافية التي تورّطهم في عمل يعرفون أنه قد يودي بهم إلى الموت، وليس بالضرورة إلى السجن.
ـــــ إن إسرائيل تغامر أو تصرف من رصيدها التقني في هذه المعركة، وهي تظهر استعداداً للاستثمار في الأشخاص مباشرة وفي حقل التجسس التقني، ما يدل على رغبتها في الحصول، خلال وقت قياسي، على قدر من المعلومات، وهي لذلك تبتدع أشكالاً مختلفة في التجنيد والتواصل، ما يشير إلى أنها تعمل على جبهات عدة، وأن هناك عدداً وافراً من العملاء أو من الذين يصلحون لهذا الدور.
ـــــ إن إسرائيل لم تعد تحصر عملها في من هم في موقع المضطرّ إلى التعامل معها لأسباب اقتصادية أو سياسية، بل هي تركّز على كيفية تجنيد من تعتقد أنه بعيد عن الشبهة أولاً، ومن تعتقد أنه يتمتع بحصانة ما، اجتماعية أو سياسية أو رسمية (وظيفية)، من دون أن تسقط من حساباتها الآخرين الذين تجنّدهم مقابل خدمات معينة. ولا تأسف كثيراً على وقوعهم، بل ربما تعتبر أن نشرها مئات الشبكات الهامشية من شأنه شغل الأجهزة المعادية لها، وأن تصرف جهود هؤلاء حيث لا يجب.
ـ صحيفة الأخبار
أحمد محسن:
أقارب شهداء أيّار لا يدّعون ولا ينسون
عام على أحداث أيار 2008، الأحداث التي غيّرت صورة بيروت لبرهة. انتهت الفوضى سريعاً حينها، لكن لم يستطع أحد أن يمحو الموت من الأحداث المتسارعة. تغادر طلقات الرصاص الفارغة أرصفة الشوارع، والمباني تستعيد لونها الأبيض بعد طليها من جديد، لكن ذاكرة أقارب الشهداء، تبقى طريدة الوقت. عائلات الشهداء في بيروت لا تزال تلملم وجعها، وليس من المنطقي أن تشعر بأنها معنية في الانتخابات الآتية، بالقدر نفسه، الذي تبحث فيه عن مكان ترمي فيه أيار 2008 من ذاكرتها. عبد الناصر شماعة، والد محمد، الشاب العشريني الذي قضى يوم 8 أيار 2008 برصاص &laqascii117o;مجهول" قرب مسجد عبد الناصر في منطقة كورنيش المزرعة، يرفض التقاط صور له. صار يخاف الكاميرا أيضاً، وصارت الأشياء المصوّبة إلى وجهه كلها أسلحة. كانت زوجة محمد حاملاً عندما قتل زوجها، وبعدما وضعت حملها صار للجدين ما يخفف بعضاً من حرقة الفراق. ولد عبد ناصر صغير، لأبٍ سقط بالقرب من مسجد عبد الناصر، وأصبح الحلقة المفرغة في الحكاية. سقط من الوجود نهائياً بالرصاص. أما عبد الناصر الجد، فمُقلّ في كلامه: &laqascii117o;ماذا سينفعني بعدما خسرت شاباً بيسْوَا الدنيا"؟ العائلة لم تتقدّم بادّعاء ضد قتلة ابنها. ترفض الثأر، لكن صلواتها إلى الله ممزوجة بألم الماضي. يبدي الرجل تسامحاً لافتاً: &laqascii117o;فحتى الدعاء بغير الخير على من قتلوا ابني لم أتلفّظ به، وإن شاء الله يكون ابني قد استشهد فداءً للبنان". يضيف الوالد مباشرة: &laqascii117o;كلنا أهل، وكلنا خسرنا".
رجل آخر، يستسلم للصور التي تراود رأسه، وفيها زوجته وابنه. حسن طبارة لا يقوى على الحديث عن عام كامل، قضاه من دون زوجته آمال بيضون وابنه هيثم اللذين استشهدا بقذيفة أر بي جي أطلقت نحوهما عندما كانا يغادران منزل العائلة في رأس النبع في اليوم الأول من معارك بيروت. قيل وقتها إن القذيفة الصاروخية أخطأت طريقها. الأطفال لا يعرفون شكل القذائف عادةً، وربما يظنونها ألعاباً كبيرة الحجم، لكن هيثم لم يتسنّ له اللهو، إذ فقد طفولته باكراً. أما أبوه، الذي كان صلباً بعد مصابه العام الماضي، فقد زار الطبيب أمس. لم تعد دقات قلبه منتظمة، وانسدّ اثنان من شرايينه، فلا تتدفق فيهما إلا المشاهد التي بقيت له من ماضٍ لن يعود. لم يتقدّم بدوره بأيّ ادّعاء، فذلك &laqascii117o;لن يفيد".
حالات الشهداء الثلاثة ليست منفصلة عن أكثر من 100 ضحية ممن سقطوا ابتداءً من 8 أيار 2008، في بيروت والجبل وصيدا وطرابلس وعكار، وعلى امتداد هذا الوطن المشرذم بالنار والاختلاف. معظم القتلة لا يزالون مجهولين حتى اليوم. كان بعضهم ملثماً، وبعضهم اختفى. لم تكلف القوى الأمنية نفسها عناء فتح تحقيق جدي في تلك الجرائم، أو إن &laqascii117o;تبويس اللحى" الذي مارسه من هم &laqascii117o;فوق"، أودى بحقوق من هم &laqascii117o;تحت". وحدهم شهداء أرض جلول كان لهم &laqascii117o;قاتل" معروف. أوقف المشتبه فيه. يوم 10 أيار 2008، كانت منطقة الطريق الجديدة تشيّع أحد الشهداء حين فتح رجل النار على موكب المشيعين، فأوقع شهيدين هما: علي المصري وموسى الكفوري. أحيل المشتبه فيه على القضاء، وصدر بحقه قرار اتهامي، وأحيل على المحكمة. في موسم البرودة القضائية هذا، لا يسع أقارب الشهداء إلا الأمل بالعدالة؛ وعلى ذمة محمد الماغوط، الناس &laqascii117o;محكومون بالأمل".
ـ صحيفة النهار
سمير منصور:
تسارع أوساط جنبلاط الى التأكيد انه ماضٍ في خطاب التهدئة وتكريس المناخات الايجابية اللازمة وصولاً الى اجراء الانتخابات النيابية في أجواء هادئة وطبيعية، وان التطورات الأخيرة وما رافقها من مواقف تصعيدية 'لن تجعلنا نحيد عن هذا التوجه'. وتلفت الى أن 'لا شيء في الأساس اسمه إعادة تموضع، بل هناك اعادة تقويم للخطاب السياسي مع عدم التخلي عن الثوابت والمواقف المعروفة والعناوين الوطنية التي لا يفترض ان تكون موضع خلاف'.وتأسف الأوساط الجنبلاطية لأن 'خطاب التهدئة لا يقابل من الفريق الآخر بالايجابية نفسها. فقد لاحظنا منذ مدة استحضاراً متجدداً لخطاب التخوين بعدما اعتبرنا ان هذه الصفحة طويت. ولدينا تساؤلات حول مدى حاجة بعض الاطراف الى هذه الحدة في الخطاب ولا سيما ان الوضع الانتخابي لا يستدعي هذا النوع من التعبئة'. وترى ان 'هذه القوى مدعوة الى اعادة النظر في مواقفها الاخيرة ولا سيما تلك التي أعقبت إطلاق الضباط، واعادة بناء إجماع جديد حول المحكمة الدولية. ومن المفيد تذكيرها بأن المحكمة أقرت بالاجماع على طاولة الحوار وكانت البند الأول'، وتضيف: 'لعل هذه القوى تحتاج الى اجراء قراءة دقيقة ومتأنية لانعكاسات هذا الموقف السلبي من المحكمة على الشارع لانه يصب حتماً في اعادة انتاج مناخ التوتر والانقسام، فهل من المفيد ذلك؟ وهذه القوى التي قد تكون محرجة في مكان ما في ملفات خارجية، بدل ان تنتهج سياسة البحث عن الاحتضان الداخلي تمارس النقيض من خلال انقضاضها على الواقع الداخلي على رغم ان كل التجارب السابقة أثبتت أن لا شيء يحمي هذه الاطراف سوى الوحدة الوطنية'.
ـ صحيفة النهار
نبيل بومنصف:
في منازلة نصرالله وجعجع
تشكل كل دورة انتخابية على وجه العموم علامة تبرير تلقائية للخطاب التعبوي والدعائي و'الاستنفاري' بما يقيم هامشاً واسعاً بين الحملات الانتخابية والنتائج التي يحملها يوم الانتخابات حيث لا يبقى على أرض الواقع سوى ميزان القوى الحقيقي وحده من دون اي اضافات وهمية. هذه القاعدة تقلل الى حدود كبيرة 'الخطورة الصورية' المضخمة للاحتدامات الكلامية التي يعاينها اللبنانيون قبل شهر تماماً من موعد 7 حزيران والتي تزج عبرها شتى أنواع الوسائل والأساليب والمناورات السياسية والاعلامية والنفسية في المواجهة الدعائية.
ومع ذلك يمكن اعتبار الخطاب المتلفز الأخير للأمين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصرالله والمؤتمر الصحافي الذي عقبه لرئيس الهيئة التنفيذية لـ'القوات اللبنانية' سمير جعجع واحدتين من ابرز المحطات المنبرية اللتين تعكسان العمق الجدي للصراع السياسي المتحكم بالبلاد على مشارف نهاية مرحلة انتقالية وبدء مرحلة أخرى شديدة الغموض لا يمكن الآن بعد وصفها بأنها مرحلة انتقالية اضافية او مرحلة تأسيسية جديدة. وتسليط الضوء على صاحبي هاتين المحطتين يجب ألا يتسم بمحاباة او عداء لكليهما اذا اريد لنقاش جدي بارد ان يتخذ مواقف كل منهما نموذجاً لفحص 'الخلفية العقائدية' للصراع بين معسكري 14 آذار و8 آذار. ذلك ان السيد نصرالله والدكتور جعجع اتبعا في المحطتين نهجاً منطقياً تسلسلياً كاد على ذروة التناقض والتصادم في مواقف كل منهما ان يكون متطابقاً تماماً  في 'البناء الفكري' للموقف السياسي المواجه للآخر. ويخطئ الظن من يعتقد ان هذه المواجهة المنبرية تحكمت بها خلفية طائفية كلاسيكية. فالسيد نصرالله لم ير  حرجاً في الاستناد الى تعليق للدكتور جعجع نفسه على اطلاق الضباط الاربعة ليضيفه الى مجوعة مترامية من الحجج التي بنى عليها هيكلاً ناجزاً للطعن في المحكمة الدولية اصلاً وفروعاً، ومبدأ وتفاصيل؛ والدكتور جعجع لم يتأخر بدوره عن تلقف الهدية ليفند ردوده على خطاب السيد نصرالله بالاستناد الى كل وقائع 'القمع القضائي' في العصر السوري في لبنان. اما المسألة الاتهامية بين تحميل 'حزب الله' قوى 14 آذار مسؤولية التداعيات القضائية لاطلاق الضباط والبناء عليها للطعن في المحكمة، ورد جعجع بالذهاب الى تحميل الحزب مسؤولية 'تفجير البلاد'، فتبدو بمثابة 'القيمة المضافة' لكليهما سياسياً وانتخابياً على السواء في لحظة تجميع كل ما تيسر من اوراق المقارعة والمواجهة على مشارف العدّ التنازلي ليوم المنازلة الكبرى. ولعل المفارقة اللافتة الأخرى في هذا السياق هي ان المناسبتين ابرزتا ايضاً البُعد الخطير الذي يعكسه تزامن اطلاق الضباط الاربعة وهذه المرحلة المتوهجة من الزمن اللبناني الداخلي. فمواقف السيد نصرالله من المحكمة واتهامات الدكتور جعجع للحزب بدت في مجملها اقرب من المشي بملاصقة الخطوط الحمر تماماً، اذ ان كلاهما لم يخفيا اي تفصيل ينم عن جدية 'نظامية' صارمة لدى كل من فريقي النزاع في اعتبار الانتخابات المقبلة واقعة فصل حاسمة بين المشروعين المتصادمين للدولة والسياسة، وكلاهما اكدا المؤكد وثبتا القاعدة التي لا تحتاج الى اثبات وهي ان 'الدولة' في لبنان هي صنيعة ميزان القوى المتقلب لا أكثر ولا أقل.
ـ صحيفة النهار
جورج ناصيف :
يتكرر الاعتداء على المرشح احمد الاسعد وانصاره من جانب قوى الهيمنة في الطائفة الشيعية، مما يكذّب ادعاءاتها حول قبول 'التعددية' والاحتكام الى صناديق الاقتراع. هذه قوة شيعية، يحق لها ان تعبّر عن نفسها، مهما يكن الرأي في تاريخها او مذهبها السياسي. حق لها ان تعقد اللقاءات والمهرجانات، مثلما هو حق مقدس للحزب الشيوعي واصدقائه.اما محاصرو هذه التيارات الحاضرة في الوسط الشيعي، فهم يدينون انفسهم اولا، ويطعنون ادبيا بنيابتهم وتمثيلهم السياسي. فمن ينتصر بحد السيف والقمع، خاسر وإن احتل كل مقاعد المجلس النيابي.
ـ صحيفة النهار
سمير عطاالله:
مع سقوط 17 أيار تحول الدور السوري في الصراع المتشابك دوراً احادياً، لا شريك فيه. ولكن من خلال انتصارات المقاومة في الجنوب واقامتها مجتمعاً شبه تنظيمي على هامش العمل العسكري، برز للمرة الأولى دور ايراني معلن وشديد الاندفاع. واهتز الميزان مرة اخرى. وخرجت القوات العسكرية السورية اثر القرار 1559، فيما انزلق الاختلال بالبلد الى أسوأ وأعمق أنواع الصراعات في تاريخه، تمثلها موجة من الاغتيالات الكبرى التي ظلت جميعها – باستثناء ما وجّه الى 'فتح الاسلام' – من دون قرار ظني.
ـ صحيفة النهار
خليل فليحان:
الوزراء العرب يستمعون في القاهرة إلى تقرير عن زيارة ملك الأردن لأوباما
تعذر على وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ التوجه الى مصر غدا الخميس للمشاركة في الاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب لاضطراره الى التحادث مع وزراء خارجية فنلندا واستونيا وغينيا بيساو اليوم الاربعاء في قصر بسترس، كما انه سيلتقي أحد نواب الرئيس الايراني الذي يزور بيروت ويقابل المسؤولين غدا الخميس، إضافة الى حضوره جلسة مجلس الوزراء الاسبوعية. وأناب سفير لبنان لدى مصر، المندوب لدى الجامعة خالد زيادة لتمثيله في المؤتمر الوزاري الذي سيعقد في مقر جامعة الدول العربية بعدما تعذر عليه السفر.
ـ صحيفة اللواء
معروف الداعوق:
بعد اجتياح العاصمة في السابع من أيار وهجوم نصر الله غير المبرر على المحكمة الدولية. <حزب الله> يُمعن في تحويل وجهة سلاحه للداخل والتدخل الاقليمي بدلاً من مقاومة إسرائيل
<يبدو أن التباهي بقوة السلاح أصبحت توجه ممارسات <حزب الله> وأن المقاومة لم تعد أولوية له> في الكلمة التي ألقاها الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله منذ أيام، لوحظ أنها تمحورت على قضيتين رئيسيتين، الأولى خلية <حزب الله> التي ألقي القبض عليها داخل الأراضي المصرية بتهمة استهداف الأمن القومي المصري، والثانية قضية إطلاق سراح الضباط الأربعة المشتبه بضلوعهم في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وموقف <حزب الله> من المحكمة الدولية الخاصة بهذه الجريمة الإرهابية، وهما قضيتان لا علاقة لهما بالمهمة الأساس التي قام عليها الحزب وتسلح من أجلها وهي <المقاومة> ضد الاحتلال الإسرائيلي للأراضي اللبنانية&bascii117ll; فهذه مفارقة لافتة في الخطاب السياسي للأمين العام للحزب، الذي خصص مساحة واسعة لقضية خلية الحزب التي اعتقلتها السلطات المصرية منذ أشهر ولم تفلح كل الجهود والوساطات العربية في تسوية هذه القضية التي أعطت صورة مشوهة عن نشاطات الحزب وتحركاته خارج نطاق المهمة التي حددها لنفسه في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي للأراضي اللبنانية، وتحوله إلى <أداة> ايرانية مسلحة تستهدف أمن واستقرار الدول العربية، في اطار المخطط الاستراتيجي الإيراني الذي بدأه النظام الإيراني منذ قيام الثورة الايرانية للهيمنة على الدول العربية في المنطقة ككل وفي اطار تدريجي&bascii117ll;
ولعل اندفاع الأمين العام لحزب الله، وتبنيه لعملية إطلاق سراح الضباط الأربعة المشتبه بهم في ارتكاب هذه الجريمة النكراء بهذه الحماسة المنقطعة النظير، واستغلال هذه القضية المهمة بالنسبة للبنان واللبنانيين على حد سواء، والانطلاق منها للتشكيك بنتائج تحقيق لجنة التحقيق الدولية، بهذه الطريقة المثيرة لمشاعر الناس، وإثارة الغبار السياسي حول صدقية وجدوى عمل المحكمة الدولية، والتفنن في اختراع الحجج اللامنطقية والذرائع المصطنعة للهجوم والتهجم عليها، إنما يعطي مؤشرات ودلائل إضافية على تبديل اولويات الحزب، من حركة <مقاومة> للعدو الاسرائيلي، إلى حزب مسلح، يوجه مفاعيل سلاحه باتجاه القضايا الداخلية، للقبض على مفاصل السلطة ومصادرة قرار الدولة اللبنانية، بعدما اصبحت مهمة استعمال هذا السلاح في مواجهة العدو الإسرائيلي <معدومة> بفعل التبدلات المحلية والإقليمية والدولية&bascii117ll;
ـ صحيفة المستقبل
رياض الأسعد لـ'المستقبل':
أعطني هدوءاً وسترى واقعاً مغايراً 100% في الـ 2013
(...) في حديثه لـ'المستقبل'، يستنكر رياض الأسعد بشدة 'ما حصل مع رئيس الانتماء اللبناني في بلدة الطيبة، على الرغم أنه عانى ولا يزال هذه الممارسات'، لأنه 'من الأشخاص الذين لم يؤمنوا ولن يؤمنوا يوماً بمنطق العنف'، ويقول: 'أنا ابن الزهراني، الرئيس نبيه بري ومن يترشح معه ليسوا من الزهراني، والصدفة أن هذا القضاء حكم عليه أن لا يتمثل بأبنائه على المستوى الشيعي'.
يبدي الأسعد احترامه الشديد لأهل الجنوب وثقته الكبيرة بهم وبقدراتهم، ويعتبر أن ما حصل في السنوات الأخيرة من أحداث عنفية جعله يبتعد عن الساحة السياسية لأنه 'لا يجد لنفسه مكاناً في الصراعات المسلحة'، يؤمن بالتغيير 'المبني على اللاطائفية وعلى نظام متطور يحترم إرادة الشباب ويؤسس لهم المستقبل الواعد'، ويرفض كل 'أشكال التعطيل'، ما يفرقه عن 'حزب الله' النظرة إلى الوطن، وإلى المقاومة وسبيل استعمال هذا السلاح.
في الذكرى الأولى لأحداث 7 أيار، ينظر الأسعد إلى ما حصل بكثير من 'الاشمئزاز'، لأن ما حصل 'فظ بكل ما للكلمة من معنى'، فهو وكما يقول 'ابن الاستقلال'، لا يمكنه في يوم من الأيام أن يقول سني شيعي أو ما إلى هنالك من شعارات طائفية، ويسجل للنائب وليد جنبلاط 'موقفه أثناء الاعتداء على الجبل، لأنه عاش الحرب ولا يريد أن يورث الأرض المحروقة إلى أولاده وأولادنا'.في حال كان الوضع 'هادئاً' من اليوم إلى العام 2013، يقولها الأسعد وبثقة، أنه صبيحة اليوم الذي سيلي تلك الانتخابات 'سترى واقعاً مغايراً 100% عما هو قائم اليوم'. ويضيف' الواقع الذي حصل في 7 أيار كان بالنسبة لي فظيعاً وهذا جوهر الخلاف بيني وبين 'حزب الله'، حزنت كثيراً لأن لا أحد يستطيع أن يقنعني أن عدداً من الشبان المسلحين يهددون المقاومة، فهي حاكمة لبنان، وبالسلاح لا تستطيع أن تحل هذا الموضوع كله، وصلت المعادلة الى الخروج من وسط بيروت، انتخاب رئيس، تفعيل مجلس النواب والحكومة، وصلت المقاومة الى خيارين، الخيار الأول 'منكبرها لنزغرها'، والخيار الثاني 'عليّ وعلى أعدائي'. أنا رأيت الخيار الثاني ليس في الملا وراس النبع، بل في الجبل، خفت على الكثير من الأشخاص وخفت على الكثير من الأدوار وبالتالي شعرت بالقلق على مستقبل الكيان، ولكن الحمد لله، كان هناك عقال كثر، ضبطوا الاندفاع نحو الأسوأ، ولكن الذي حصل كان إعلان نوايا فظاً وغير مقبول بالنسبة لي لأن المنطق الذي أصبح هو منطق سني ـ شيعي، المنطق في الجبل أصبح درزي شيعي، وهذا منطق غير مقبول.
طلب مني صديقي النائب وليد جنبلاط أن أزور مشايخ الجبل لأن هناك جواً متشجناً تجاه الشيعة، لأنني شخصية قريبة وغير عنفية، وزيارتي هذه ستهدي النفوس الثائرة.
أما في بيروت، أنا نصفي سني وعشت بيروت وجوها والجو السني فيها، وأنا لا أسمح لنفسي بأن أقول سني ـ شيعي وتحديداً أنا، أنا إبن الاستقلال إنما أنا أعرف النبض وعشته، كان هناك جو غير مقبول، المعالجة فيه لا تكون 'بدوحة1'، أو 'دوحة2'، المعالجة تكون بالرجوع الى الطائف للوصول الى 'طائف2'.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد