صحف ومجلات » مقالات وتحليلات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاثنين 11/5/2009

ـ صحيفة البلد
جورج ساسين:
إنذار لارسن لـ "حزب الله" ضربة سيف في الماﺀ؟
حاولت موسكو الامساك بالعصا مــن وسطها فــي مجلس الأمــن اثناﺀ مناقشة تقرير ممثل الامم المتحدة لتنفيذ الــقــرار 1559 تيري رود لارســن، ذلك انها في البداية لــم تستسغ فكرة عقد جلسة علنية لعدم اعطاﺀ الموضوع اهمية تتجاوز طبيعة الامــر في مرحلة رمادية. الا ان اصــرار لارســن وتلميحه الــى حــيــازتــه معلومات "فائقة الاهمية" مصدرها مصر واسرائيل في ما يتعلق بـ "خلية حزب الله" ومحاولتها دعم فصائل المقاومة في غزة بالسلاح أدى الى "نصف تــســويــة" بينه وبــيــن الــرئــاســة الروسية لمجلس الامن. ولـــهـــذا قـــرأ لارســــن إيــجــازه العلني امـــام اعــضــاﺀ المجلس حيث ركــز على دور "حــزب الله" الاقليمي و "تهديده للانتخابات التشريعية".
ثــم عقد المجلس اجتماعاً مغلقاً شــرح فيه ان السلطات المصرية ابلغته بوجود تحويلات مالية لاعضاﺀ في الشبكة مصدرها "حــزب الــلــه" ولديهم جـــوازات سفر رسمية كانوا يراقبون قناة السويس والسائحين في منطقة شــرم الــشــيــخ. كما نقل لارســن وجهة نظر السلطات الاسرائيلية التي تتهم سورية والــســودان بالتعاون مع "حزب الله" في قضية دعــم المنظمات الفلسطينية فــي غــزة بالسلاح. وافيد ان كــلاّ من مندوبي الــولايــات المتحدة وبريطانيا واليابان في شكل خاص ابدوا "قلقهم العميق" فيما كانت لهجة المندوب الفرنسي اخف من نظرائه. وطالبوا جميعاً في مداخلاتهم بتطبيق القرار 1559 ونــزع اسلحة الميليشيات، ولم يكن الموقف الروسي متمايزاً بشكل كبير عن هذه المداخلات.
امــا المندوب الليبي فأكد على ضرورة انهاﺀ الاحتلال الاسرائيلي للاراضي اللبنانية قبل المطالبة بتسليم السلاح.
إلا ان الرئاسة الروسية للدورة الحالية لمجلس الأمن اوضحت منذ البداية انها لا ترى ملائماً إصدار بيان رئاسي او تصريح في اعقاب المشاورات المغلقة ووافقها في ذلك غالبية، الأعضاﺀ إذ لا يجوز "صب الزيت على النار" كما كانت الحال في السنوات الماضية.
وهل المداخلة التي قام بها لارســــن بــمــثــابــة "ضــربــة سيف" بالماﺀ؟ . وقال مصدر واسع الاطلاع على ما يجري في أروقة نيويورك: "في الواقع ما قاله ممثل الأمين الــعــام لــلأمــم المتحدة يضيف عنصراً" جديداً "على ما تعودنا على سماعه من لارسن في تقاريره السابقة، إذ يشير بالبيان الى أن" حزب الله "ليس تنظيماً لبنانياً محلياً بل له امتدادات ونشاطات خارجية، الأمر الذي يراكم كمية القلق الدولي منه".أما مآل كل ذلك فهو مرتبط بــالــظــروف الاقليمية والــدولــيــة وليس بما يريده لارسن أو غيره.ولــيــس فــي الافـــق الــمــنــظــور أي مؤشرات عملية تنفيذية في هذا الاتجاه أو ذاك. ويمكن القول، ان خطورة الموضوع تكمن في ان حزب الله يهدد الامن والسلم والدوليين".
وعليه فإن الانظار اليوم تتجه نحو مراقبة الانتخابات التشريعية والــتــدخــلات فيها ريثما تظهر نتائجها في السابع من حزيران في الوقت الــذي ينتظر الجميع "خطة الــســلام" التي سيعلنها قريباً الرئيس الاميركي بــاراك أوبــامــا. امــا لارســن فسيتريث 6 أشهر لتقديم تقريره الجديد علها تنقشع الرؤية اكثر فأكثر.
ـ الديار فؤاد أبو زيد: الجمهورية التي نريد نقيض جمهورية عون وحلفائه
(...) بالنسبة الى ‏سلاح المقاومة، فقد اكدوا اكثر من مرة انه لن يستخدم في الداخل، ولم يلتزموا بما تعهدوا ‏به، وهذه سابقة قد يلجأون اليها ساعة يحلو لهم ذلك، وقد برهن تكتل الثامن من اذار، بما ‏فيه التيار الوطني الحر، انهم اعداء للنظام الديموقراطي، وما حدث من اعتصامات دامية ‏وقطع طرقات، ومحاصرة مرافق عامة حيوية والاعتداء على مواطنين وقوى السلطة، اما بالخطف ‏او القتل او بالتهديد، او بمنع مرشحين ومواطنين من ممارسة حرياتهم حتى في مساقط رؤوسهم، ‏ليست نماذج مشرّفة لهذا الفريق، تؤهله لاستلام السلطة في يوم من الايام، وبعد هذا كله، هل ‏من المستغرب الا يصدّق الناس هؤلاء الذين هللوا وتظاهروا و«هيصوا»، لخروج الضباط الاربعة ‏من السجن، وهم كانوا وراء البشاعات التي عاشها اللبنانيون في عهدي الياس الهراوي واميل ‏لحود، اذا قالوا انهم يدعمون الرئيس ميشال سليمان ولا يخططون لتقصير ولايته.

ـ صحيفة الديار
حسن سلامة:
زعيم المختارة يُبقي كل الأبواب مفتوحة امام تموضعه السياسي، يتهيأ للانتقال إلى خط سليمان وفتح ابواب دمشق يمر عبر حزب الله
مصادر سياسية متابعة تعتقد أن مصير تحالف قوى 14 آذار يتوقف بشكل ‏اساسي على الاتجاه الذي سيسلكه النائب وليد جنبلاط في المرحلة المقبلة.
لذلك فالسؤال الذي يجري تداوله في كثير من الازقة السياسية الضيقة داخل فريقي ‏المعارضة والموالاة، الى اين سيذهب جنبلاط بعد الانتخابات وهل انه سيطلق فريق الموالاة ‏نهائياً؟ وفي اعتقاد مصادر سياسية متابعة ان جنبلاط يتعاطى مع المتغيرات الداخلية والخارجية بنوع ‏من «البراغماتية» خصوصاً ان اجواء المتغيرات الدولية وتحديداً الاميركية منها لم تتبلور ‏بالكامل حتى الآن، لذلك تلاحظ المصادر ان ‏جنبلاط يحرص في هذه الفترة على ابقاء الحد الادنى من الوحدة داخل فريق الاكثرية وفي الوقت ‏ذاته يغير في بعض خطابه السياسي افساحاً في المجال امام امكانية اعادة التموضع في مرحلة ما ‏بعد الانتخابات.اما في الخط الوسطي وربما الانتقال الى الموقع الآخر اذا فرضت المتغيرات ‏العودة الى المربع الاول. والاحتمال الثالث: ان يعيد النظر بكل سياساته السابقة، لكن هذا الأمر ووفق المصادر، ‏مرهون بفتح ابواب دمشق امامه، وان كانت اعادة النظر والتموضع يرتبطان بمدى المتغيرات ‏المقبلة لمصلحة قوى الممانعة الا ان المصادر توضح ان جنبلاط بات على معرفة تامة ان المصالحة ‏مع سوريا تمر من خلال حزب الله واللقاء الذي قد يجمعه مع الامين العام للحزب السيد حسن ‏نصرالله وأي توجه آخر لن يوصل الى هذا الطريق، رغم ان جنبلاط حاول في الفترة الاخيرة ادخال ‏تركيا على خط الوساطة مع دمشق.
‏ لكن المصادر تؤكد ان ما بعد الثامن من حزيران سيكون مختلفاً عما قبله، فكيف اذا فازت ‏المعارضة بالغالبية النيابية وقرر جنبلاط المشاركة في حكومة يكون رئيسها واكثرية ‏اعضائها محسوبين على قوى المعارضة الحالية، بغض النظر عن الاتجاه الذي ستسلكه باقي قوى 14 ‏آ ذار من الحكومة المقبلة والملفات الكبرى.

ـ صحيفة الديار
طوني عيسى:
حلفاء «الجنرال» لم يعطوه «من كيسهم» واستكثروا عليه «استرداد جزين»‏
ثمة من يقول: الأقوياء الشيعة والسنة والدروز يدركون ان الانقسام المسيحي غير قابل ‏للمعالجة، وهم لذلك وافقوا على قانون 1960.‏ فاذا كان قادة المسيحيين لا يدركون ذلك فتلك مصيبة، واذا كانوا يدركونه ويصرّون على ‏البقاء في هذه اللعبة المؤدية الى الهاوية فالمصيبة أكبر.

ـ صحيفة السفير
خضر طالب:
مشروع «اتفاق فيلتمان ـ المعلّم» يجدد «اتفاق مورفي ـ الأسد»
تكريس الطائف و«دوزنة» الانتخابات وانتظار النتائج معاً
تحتمل التأكيدات الأميركية المتواصلة بنفي وجود «صفقة أميركية ـ سورية على حساب لبنان»، أكثر من تفسير قابل للنقاش، وفق المعطيات المحيطة بالمحادثات الجارية بشكل رسمي بين كل من دمشق وواشنطن، أو تلك التي تجري عبر «متطوعين» بصفة استطلاعية «شبه رسمية» من قبل الإدارة الأميركية الجديدة.
ومن بين تلك الاحتمالات، يصبح التفسير الأقرب إلى الواقعية هو ذلك الذي يشير إلى أن سوريا والولايات المتحدة وضعتا أسساً محددة للتفاهم على طبيعة العلاقة والتقاطع بينهما والتفهّم المتبادل للمصالح الحيوية لكل منهما، مع الأخذ بعين الاعتبار عنصر الزمن الضاغط على الولايات المتحدة قبل أقل من شهرين فقط من موعد الاستفتاء في العراق على المعاهدة الأمنية مع الولايات المتحدة، والذي تريد إدارة الرئيس باراك أوباما تهيئة الظروف المناسبة لضمان تأييدها في الاستفتاء، وهنا تحديداً يكمن سبب هذا الانفتاح المتسارع لإدارته على سوريا وطرق أبواب طهران المتتالي للإمساك بطرف خيط معهما قبيل موعد هذا الاستحقاق.
وبرغم أن هذه الاتصالات لم تبلغ مرحلة التوقيع، ولو بالأحرف الأولى، على اتفاق شامل، إلا أنها حققت تقدماً كبيراً في اتجاه تكريس الاعتراف المتبادل لدور كل منهما، والسعي لوضع آلية تحترم حيوية مصالحهما.
لكن الأكيد أيضاً، أنها لم تنجز الصيغة النهائية لذلك الاتفاق، خصوصاً أن المباحثات التي أجراها فيلتمان وشابيرو في دمشق لم تتوج بلقاء مع الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد، وهي العادة التي درجت في طبيعة العلاقة بين الدولتين عند إنجاز تفاهماتهما.
من هنا، فإن رحلة البحث عما أنجز في لقاء دمشق الثاني لا تزال في خطواتها الأولى، وإن كان التأكيد الأميركي الذي حمله نائب المبعوث الأميركي فيلتمان السفير ديفيد هيل إلى بعض «القلقين» في لبنان، حاول بثّ الطمأنينة بأنه «لا توجد صفقة على حساب لبنان»، وفي هذا الكلام ما يوحي أولاً بوجود صفقة ما، ويؤكد ثانياً أن مسار الاتصالات بين واشنطن ودمشق قطع مسافة مهمة في ما خص الملف اللبناني والتقاطع الأميركي السوري فيه.
ومن خلال بعض المعطيات التي برزت خلال اليومين الماضيين، أي في أعقاب لقاء دمشق، فإن ثمة ما يوحي بأن نقطة البحث الجوهرية في الملف اللبناني بين المسؤولين السوريين والأميركيين، تركزت على إنجاز الانتخابات النيابية المقبلة في ظروف طبيعية، لكن ذلك لم يؤجل البحث في مجمل طبيعة التعاطي مع الشأن اللبناني.
وهنا بالتحديد، يكمن سرّ ذلك النقاش الذي سُحب بسرعة من التداول اللبناني حول «صيغة ما بعد الانتخابات»، وما إذا كانت تلك الصيغة «تمسّ» اتفاق الطائف، بمعنى فتح النقاش على إجراء تعديل فيه، أم «تلامسه» بمعنى العودة إلى الالتزام به كسقف للتركيبة اللبنانية...
ويبدو من خلال بعض المعطيات المحمولة من عواصم أوروبية، أن سوريا والولايات المتحدة تتجهان لإعادة ضخ الحياة في «اتفاق مورفي ـ الأسد» الشهير في العام 1988، خصوصاً في الشق اللبناني منه، والذي كان الحافز آنذاك لإنجاز اتفاق الطائف.
وبحسب تلك المعطيات، فإن هذا الاتجاه بات من المسلّمات في «مشروع الصفقة» التي تعيد إحياء اتفاق الطائف كإطار للتسوية اللبنانية بعد الانتخابات النيابية المقبلة، ولذلك يمكن فهم التطمينات الأميركية على أنها تصب في هذا الإطار تحديداً، على اعتبار أن الطائف يشكل حلقة الوصل التي تجمع كل الأطراف تحت سقفه.
ووفقاً لذلك، فإن مشروع «اتفاق فيلتمان ـ المعلّم» هو عملياً عودة للتفاهم السابق بين سوريا والولايات المتحدة على طريقة إدارة الشأن اللبناني، وبما لا يتعارض مع المصالح السورية ولا يتناقض مع الرؤية الأميركية.
وهنا أيضاً يبرز الحراك السياسي ـ الانتخابي الداخلي كأنه يحاول التكيف مع هذا التفاهم من خلال ما أنتجه السجال السياسي في اليومين الماضيين حول مشروع صيغة جديدة تناقض قاعدة صيغة الطائف القائمة على المناصفة، وكذلك على توازن الصلاحيات، وحسم الجدل فيه رئيس مجلس النواب نبيه بري يوم أمس بتأكيد رفض أي صيغة جديدة والتزام اتفاق الطائف بشكل جازم، ليقطع بذلك الطريق على «أفكار» جرى تداولها، إن لجهة طرح صيغة المثالثة في الحكم، أو لجهة طرح تعديل صلاحيات رئاسة الجمهورية.
أما في الانتخابات النيابية، فإن حيثيات التفاهم السوري ـ الأميركي، في حال تأكد حصوله، قد تستدعي ربما إنتاج انتخابات نيابية تشبه صيغة أول انتخابات بعد الطائف في العام 1992، مع ما يعني ذلك من «دوزنة» سقفها ومضمونها... وربما أيضاً الحد الأقصى من نتائجها.

ـ صحيفة الأخبار
إبراهيم الأمين:
الموالاة تخوض صراع البقاء والمعارضة تخوض صراع النفوذ
يبدو الوضع الانتخابي لفريق المعارضة في تحسن جدّي، وهو يزداد قوة يوماً بعد يوم. وثمة إشارات ميدانية إلى تقدم جيد في صيدا والبقاع الغربي وبيروت الأولى والمتن الشمالي وزحلة والبترون والكورة، ما لن تؤثر فيه معركة جزين التي يبدو أن لها حكايتها السياسية، لكن التي لن يتحدث عنها أحد علانية قبل الثامن من حزيران. وإذا كانت «السهرة» عند السيد حسن نصر الله قد «شدشدت» التفاهم على إدارة معركة جزين، فإن الخطوات اللاحقة تصبّ حتى الآن في هذا الاتجاه، حيث تصرّف الرئيس نبيه بري بمسؤولية إزاء عدم إعلانه لائحة جزين في مؤتمره الصحافي أمس في المصيلح، وذلك احتراماً منه لأمرين:
الأول، أنه لا يمكن إعطاء زخم شعبي وسياسي لمعركة النائب سمير عازار ورفيقيه في حال إعلان اللائحة من المصيلح، بل يجب أن يتم الأمر من جزين نفسها، وتظهير القيادة المسيحية لهذه المعركة، حتى لو قرر الرئيس بري نقل قسم كبير من ماكينته الانتخابية في قضاءي الزهراني والنبطية إلى جزين.
الثاني: احترامه للتفاهم مع حزب الله، الذي لا يعتبر نفسه ضمن المعركة، وهو ليس موافقاً على ما قام به الطرفان. لكن الأكيد أنه لن يأخذ جانب طرف منهما ضد الآخر، ما يعني أنه إذا أعلن بري لائحة جزين دون توضيح من جانب الحزب، لبدا أن عون يواجه الحزب والحركة معاً في جزين. وهو أمر غير صحيح. بل إن الحزب وقواعده أقرب إلى اعتماد لائحة تضم عازار إلى جانب المرشحين عن التيار الوطني زياد أسود وعصام صوايا.
في السياق نفسه، يشدد ناشطون في الجنوب ومنطقتي النبطية وجزين على أن بري يواصل توجيه أنصاره لعدم التصرف وكأن هناك معركة ضد أعداء أو حتى خصوم بالمعنى السياسي. بل على العكس، فإن الأجهزة الأمنية المعنية في الجيش وقوى الأمن الداخلي تأخذ بعين الاعتبار منع أي طرف ثالث من استغلال المعركة الانتخابية بقصد إثارة البلبلة. وأبلغت رسائل بهذا المعنى إلى قوى ومرشحين في الدائرة نفسها. ثم شدد بري على أن أنصاره سيصوّتون لمصلحة لوائح المعارضة في بيروت وبعبدا وزحلة وجبيل. بينما أصدر التيار الوطني تعميماً على أنصاره ومحازبيه في أقضية بنت جبيل ومرجعيون والزهراني وصور للتصويت لمصلحة لوائح المعارضة، مع التشديد على عدم تشطيب أي مرشح من حركة أمل.ومع أن قيادات في المعارضة تحاول عدم التطرق تفصيلاً إلى عناوين البحث في اللقاء بين نصر الله وبري وعون والمعاونين السياسيين، إلا أن الأكيد هو أن مستوى التفاهم على ضرورة الفوز بالانتخابات مرتفع جداً لدى الأطراف الثلاثة، وأن بقاء الرئيس بري في رئاسة المجلس النيابي محسوم من جانب الجميع، حتى لو أعرب البعض عن عدم رضاه عن أدائه في هذا الملف أو ذاك. إلا أن طبيعة الموقف الذي سوف يتخذه فريق 14 آذار من مسألة المشاركة هو الذي سيحدد وجهة المعارضة، موحّدة كانت أو محكومة بسقف توافقي يرعاه حزب الله إلى حين!

ـ صحيفة الأخبار
حسن عليق:
ضبّاط لبنانيّون يتلقّون مصروف جيبهم من سفارة
انطلقت إلى الأردن، أول من أمس، بعثة من ضباط الجيش والأمن الداخلي والأمن العام، للخضوع لدورة في مجال حماية المنشآت على أيدي مدربين أميركيين. الأمر ليس غريباً. فالأجهزة الأمنية اللبنانية تتلقى دعماً من الدول المنتشرة في مشارق الأرض ومغاربها (من أوستراليا إلى الولايات المتحدة، مروراً بمعظم الدول الأوروبية). ويتنوع الدعم بين المعدات العسكرية والتجهيزات التقنية والدورات التدريبية. ولجأ بعض هذه الدول، كالولايات المتحدة مثلاً، إلى إرسال مدربين منها إلى لبنان وإعداد برنامج متكامل لتأهيل جميع مجنّدي قوى الأمن الداخلي. حتى وقوف رجل الأمن اللبناني بهندامه الرسمي عند تقاطع طرق، وأن ينفخ في الصافرة لتوقيف خط سير والسماح لآخر بالمرور، كان بحاجة إلى مدربين فرنسيين. ويمكن تلخيص واقع تمويل أحد الأجهزة الأمنية بما يأتي: الاتحاد الأوروبي وأميركا يتبرعان بتأهيل معهد الأمن الداخلي. أميركا تدرب. الإمارات العربية المتحدة تبني المخافر وتشترك مع فرنسا والسعودية بدفع ثمن السيارات والدراجات النارية. يصف أحد كبار المسؤولين الأمنيين الواقع المالي للقوى الأمنية اللبنانية بأنه «تسوّل بتسوّل». وإضافة إلى ما ذكر، وفي استمرار لتراث استعماري قديم، ترسل القوى الأمنية والعسكرية ضباطها للتدرب في الخارج. وتختار المؤسسة المعنية الضباط الذين يتقاضون من مؤسساتهم بدلاً مالياً للسفر يراوح (حسب الرتبة والمهمة) بين 180 ألف ليرة ونحو مليون ليرة يومياً. وتتولى المؤسسات إعداد ترتيبات سفرهم بنفسها، بغياب أي تواصل بين السفارات والضباط. لكن لهذه القاعدة استثناءً هو الحصول على تأشيرة السفر الأولى إلى فرنسا أو الولايات المتحدة، حيث يضطر طالب التأشيرة لإيداع بصمات أصابعه في السفارة. أمران آخران تمتاز بهما السفارة الأميركية. فقبل سفر الضباط اللبنانيين إلى بلاد العم سام، يقصدون السفارة الأميركية بناءً على طلبها، حيث يلتقيهم أحد موظفيها ليعطيهم صورة عامة عن التدريب الذي سيتلقّونه وعن مكان إقاماتهم وتنقلاتهم. ويضاف إلى ذلك ما جرى مع الضباط الذين انتقلوا أخيراً إلى الأردن (في دورتين حتى اليوم)، إذ أوعزت مؤسساتهم لهم بالتوجه إلى السفارة الأميركية في عوكر قبل يومين من سفرهم. وهناك، شرح لهم موظفون تفاصيل الدورة التي سيخضعون لها، ثم وعدوهم بأنهم سيتسلّمون في الأردن مبلغاً من المال... كناية عن مصروف جيب كل منهم! لكن تعاملاً من نوع آخر حصل قبل سفر ضباط لبنانيين للتدرب في الولايات المتحدة، إذ سلّمتهم السفارة الأميركية مصروف جيبهم قبل مغادرتهم الأراضي اللبنانية.

ـ صحيفة الأخبار
غسان سعود:
اللبنانيّون ينحازون إلى الدولة والحياد
..على هامش الأسئلة الانتخابية، يطلب الباحث كمال فغالي في الدراسات الإحصائية التي أعدّها في الفترة الممتدة بين كانون الثاني ونيسان 2009 من المُستطلعين أن يقيِّموا الأداء السياسي لبعض المسؤولين، عبر وضع علامة تراوح بين صفر، تعبيراً عن الأداء الأسوأ، و10 تعبيراً عن الأداء الأفضل. نتائج الأجوبة في 18 دائرة انتخابية، تبدو لافتة على أكثر من صعيد:
• يتضح أن الرئيس ميشال سليمان يحظى بالمرتبة الأولى في الدوائر كلها من دون استثناء، وتراوح نسبة العلامة التي يضعها له الناخبون، على أدائه السياسي، بين 9,1 في الكورة، 9 في البقاع الغربي وزحلة، 8,9 في صور، 8,7 في عكار وبعبدا، 8,6 في البترون وبشري، 8,5 في جبيل وجزين، 8,4 في كسروان والمتن، 8,3 في بعلبك وبيروت الأولى، 8,1 في بيروت الثالثة، 7,8 في بيروت الثانية، 7,7 في المنية ـــــ الضنية و7,5 في طرابلس. وهو أمر يفترض أن يشهد تراجعاً كبيراً إذا قرر سليمان المضيّ باستراتجيته الانتخابية التي ستحوّله طرفاً، بالنسبة إلى مؤيدين حاليين كثر لأدائه الحيادي. في ظل افتراض بعض المتابعين أن الإجماع الكبير على حسن إدارة سليمان للقضايا السياسية يمكن إذا أحسن استغلاله أن يفيد الرئاسة الأولى أكثر بكثير من كتلة نيابية ربما لن تكتب نتائج الانتخابات لها الولادة، علماً بأن سعادة الناخبين بأداء سليمان، كما تظهر دراسة فغالي، أكبر في الكورة والبقاع الغربي وزحلة وصور وعكار وبعبدا، مما هي عليه في جبيل وكسروان والمتن. ورغم ذلك يتبنى الرئيس ضمناً في جبيل وكسروان والمتن ويتجاهل الكورة والبقاع الغربي وزحلة وغيرها.
• في العيّنة التي تضمّ ميشال سليمان وميشال عون وحسن نصر الله وسليمان فرنجية وسعد الحريري ونصر الله صفير وزياد بارود وسمير جعجع وجبران باسيل، يحظى الوزير الأقرب إلى الرئيس، زياد بارود، بالمرتبة الثانية بعد سليمان من حيث رضى الناخبين على أدائه السياسي، وتراوح العلامة التي ينالها بين 8,1 في زحلة و6,7 في المنية ـــــ الضنية وعكار.
• لا ينال زعيم الأكثرية النيابية النائب سعد الحريري في غالبية الدوائر نصف العلامة التي ينالها رئيس الجمهورية. ففي الكورة، يبلغ معدل علامته، بحسب التقييم، 4,7 على 10. وفي البقاع الغربي 6.4. وفي زحلة 5.2. وهكذا دواليك: 1.7 في صور، 6.9 في عكار، 3,3 في بعبدا، 4,4 في البترون، 6 في بشري، 3.2 في جبيل، 2.3 في جزين، 3.3 في كسروان، 3.4 في المتن، 4.5 في بعلبك، 5 في بيروت الأولى، 6.6 في بيروت الثالثة، 5.4 في بيروت الثانية، 7.9 في المنية ـــــ الضنية، 6.8 في طرابلس.
• ينال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله 5.3 في الكورة، 5.2 في البقاع الغربي وزحلة، 9.1 في صور، 4.1 في عكار، 6.5 في بعبدا، 4.3 في البترون، 5.2 في جبيل، 7.4 في جزين، 5.6 في كسروان، 5.5 في المتن، 6.4 في بعلبك، 4.8 في بيروت الأولى، 5.5 في بيروت الثالثة، 6.4 في بيروت الثانية، 3 في المنية ـــــ الضنية، و3.9 في طرابلس. تظهر المقارنة بين نصر الله والحريري، تقدم الأول على الثاني في تسع دوائر (الكورة، صور، بعبدا، جبيل، جزين، كسروان، المتن، بعلبك وبيروت الثانية)، ويتقدم الحريري على نصر الله في سبع دوائر (البقاع الغربي، عكار، البترون، بيروت الأولى، بيروت الثالثة، المنية ـــــ الضنية، وطرابلس) وتعادلهما في زحلة. واللافت هنا أن نصر الله يتقدم على الحريري في غالبية الدوائر ذات الأكثرية المسيحية.
• ينال رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون، بحسب فغالي، 5.2 في الكورة، 3.9 في البقاع الغربي، 4.7 في زحلة، 8.2 في صور، 3.4 في عكار، 6.2 في بعبدا، 4.6 في البترون، 2 في بشري والمنية ـــــ الضنية، 6.1 في جبيل، 7.6 في جزين، 5.9 في كسروان، 5.8 في المتن، 5.3 في بعلبك، 4.2 في بيروت الأولى، 3.1 في بيروت الثالثة، 5.4 في بيروت الثانية و2.9 في طرابلس.
• ينال رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع العلامات الآتية: 4.3 في الكورة، 4.5 في البقاع الغربي، 4.8 في زحلة، 1.8 في صور، 4.4 في عكار، 3.2 في بعبدا، 5 في البترون، 8 في بشري، 3.7 في جبيل، 2.5 في جزين، 3.8 في كسروان، 3.7 في المتن وبعلبك ـــــ الهرمل وبيروت الثالثة، 5.3 في بيروت الأولى، 3.5 في بيروت الثانية، 4.6 في المنية ـــــ الضنية و3.6 في طرابلس.
يبدو لافتاً، في سياق المقارنة بين عون وجعجع، أن الأخير يتقدم على الجنرال في 3 دوائر تشهد معارك قاسية: زحلة (ينال جعجع 4.8 مقابل 4.7 لعون)، البترون (ينال جعجع 5 مقابل 4.6 لعون)، والأشرفية (ينال جعجع 5.3 مقابل 4.2 لعون). فيما يتقدم عون على جعجع، وفق علامات الناخبين، في جبيل (ينال عون 6.1/10 مقابل 3.7/10 لجعجع)، جزين (ينال 7.6 مقابل 2.5 لجعجع)، كسروان (ينال 5.9 مقابل 3.8 لجعجع)، المتن (عون 5.9 وجعجع 3.7). والمفارقة تكمن في نيل جعجع في بيروت الثالثة 3.7 رغم نفوذ النائب سعد الحريري في هذه الدائرة، فيما ينال عون في الدائرة نفسها 3.1.
• في سياق المقارنة ضمن أهل البيت المعارض، يتبيّن أن رضى الناس، في 12 من الدوائر الثماني عشرة المستطلعة، على أداء الوزير السابق سليمان فرنجية أكبر من رضاهم على العماد عون. فيما يتقدم فرنجية على جعجع في معظم أقضية الشمال: في الكورة ينال فرنجية 5.8 مقابل 4.3 لجعجع، في البترون علامة فرنجية 5.1 وعلامة جعجع 5، وفي طرابلس علامة فرنجية 4.1، فيما علامة جعجع 3.6.
• ضمن الأرقام المفاجئة، يبرز تفوّق وزير الاتصالات جبران باسيل على العماد عون، في ثلاث عشرة دائرة، باستثناء صور، بعبدا، جبيل، جزين وكسروان.
• يحل البطريرك الماروني نصر الله صفير ثالثاً في معظم الدوائر المسيحية بعد رئيس الجمهورية ووزير الداخلية، فينال 5.7 في الكورة، 6.3 في زحلة، 4.6 في بعبدا (مقابل 6.2 لعون)، 6.7 في البترون، 8.3 في بشري (يتقدم على جعجع الذي ينال 8/10)، 4 في جبيل (مقابل نيل عون 6.1)، 4 في جزين (مقابل 7.6 لعون)، 6.8 في كسروان، 6.5 في المتن و6.4 في بيروت الأولى. ولا يكتفي صفير بالتقدم على الزعماء المسيحيين في عقر دارهم، بل يتقدم على الحريري في الدوائر ذات الغالبية السنيّة؛ إذ يزاحم الحريري في البقاع الغربي لينال هو 6.5 على أدائه السياسي مقابل نيل الحريري 6.4.
في النتيجة، ومع قراءة استطلاع آخر يوزع العلامات بحسب توزع الناخبين الطائفي في الدوائر السابقة، يتبيّن أن غالبية المستطلعين وخصوصاً السنّة والمسيحيين والدروز يؤيدون الخطاب السياسي الأقرب إلى الحياديِّ منه إلى الموقف المنحاز. ويقدم زياد بارود وجبران باسيل نموذجين بارزين عن تقبّل بعض الرأي العام «للوزير الفاعل» وتأييده له حتى لو كان مختلفاً معه في السياسة. فيما يظهر الجدول الثاني أن حسن نصر الله يلقى عند الطائفة السنيّة تأييداً على مواقفه السياسية أكثر مما يلقى الحريري إعجاباً عند الطائفة الشيعية: وسط المستطلعين السنة، ينال نصر الله في عكار 2.7، في بعلبك 3.7، في بيروت الثانية 4.7، في بيروت الثالثة 4.5. أما الحريري فينال وسط المستطلعين الشيعة 0.8 في بعبدا، 1.7 في بعلبك، 2.6 في بيروت الثانية و0,6 في الكورة. وفي تقييم الطوائف، يتبين أن المواقف السياسية لنصر الله تلقى، وسط المسيحيين في بعض الدوائر، قبولاً أكبر من مواقف عون نفسه، فوسط مسيحيي عكار يبلغ معدل نصر الله 7.2/10 مقابل 7 لعون، ووسط مسيحيي زحلة ينال نصر الله 5.3 مقابل نيل عون 5.1، وفي بعلبك ينال نصر الله 5.7 مقابل نيل عون 4.6، مع العلم بأن أقل معدل علامات يناله العماد ميشال سليمان وسط المسيحيين هو في جزين (8.6)، فيما ينال عون في الدائرة نفسها 7.3.
 
ـ صحيفة النهار
إميل خوري :
 يسمع اللبنانيون من أكثر من مسؤول في "حزب الله" وفي أكثر في مناسبة ان دول العالم سوف تتعاون مع حكومة تنبثق من أكثرية تفوز بها قوى 8 آذار والمتحالفون معها لكنهم لا يقولون ما اذا كان هذا التعاون سيكون مشروطا او غير مشروط كي لا يتكرر مع هذه الاكثرية ما حصل مع أكثرية حركة "حماس" وحكومتها في غزة، فكان شرط التعاون معها وفك الحصار وتقديم المساعدات الاعتراف باسرائيل والتخلي عن أعمال العنف وعن المقاومة واعتماد التفاوض سبيلا الى تحقيق الامن والسلام. وقد تشترط دول الغرب ولا سيما الولايات المتحدة الاميركية للتعاون مع حكومة منبثقة من أكثرية تفوز بها قوى 8 آذار تنفيذ ما لم تتمكن اكثرية قوى 14 آذار من تنفيذه خلال السنوات الثلاث الاخيرة، لانها واجهت سياسة التعطيل والعرقلة التي اعتمدتها قوى 8 آذار وتحديدا "حزب الله".لذلك فان المطلوب من قوى 8 آذار والمتحالفين معها في حال فوزهم بأكثرية المقاعد النيابية، كي تتعاون معهم دول العالم،  التزام تنفيذ القرارات الدولية ولا سيما القرار 1701 بحيث تستطيع الدولة اللبنانية بسط سلطتها وسيادتها على كل أراضيها ولا يبقى سلاح غير سلاحها، ولا قانون غير قانونها، وأن يتم تنفيذ القرارات التي اتخذت بالاجماع في الحوار الوطني ومنها ازالة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وضبطه في داخلها وترسيم حدود مزارع شبعا تمهيدا لتحريرها من الاحتلال الاسرائيلي وليس ربط ترسيم هذه الحدود بزوال هذا الاحتلال.والسؤال الذي يثير قلق اللبنانيين هو: هل لدى "حزب الله" وحلفائه أي استعداد للتخلي عن سلاحه واعتماد المفاوضات مع اسرائيل سبيلا الى تحقيق السلام وليس المقاومة؟ وهل يستطيع تعزيز ذلك بارادة ذاتية وبمعزل عن رأي سوريا وايران؟

ـ صحيفة النهار
خليل فليحان:
أخفق سفراء عرب واجانب في الحصول على معلومات تفصيلية عن اكتشاف شبكات التجسس لمصلحة اسرائيل كانت تسعى الى اعطاء معلومات محددة عن اهداف لمواقع عسكرية لـ"حزب الله" ولأماكن سكن قادة الحزب. والسبب يعود الى فرض الاجهزة الامنية ستاراً كثيفاً من الكتمان بعدما توصلت الى تفكيك ثماني شبكات حتى الان، وهناك مؤشرات  أولية الى القبض على متورطين آخرين وفقا لتوقعات مسؤول أمني رفيع.وأبدت مصادر ديبلوماسية اهتماماً لافتاً بتتبع ما ينشر عن تلك الشبكات. ويقول احد السفراء، انها المرة الاولى تزرع فيها دولة عدوة هذا العدد من الشبكات لرصد هدف مقاوم لها في دولة مجاورة. ويضيف ان اكتشاف الشبكات لا يعني انها لم تكن تفيد وتنشط منذ سنوات وخلال الاعتداءات التي كانت تشنها اسرائيل على لبنان وآخرها حرب تموز 2006. ورأى أن الصمت الاسرائيلي حيال تأكيد او نفي وجود مثل تلك الشبكات هو "طبيعي ولا يمكن ان يعترف بها جهاز الموساد، وان المسؤولين عنه سيسارعون الى إبطال تركيباتها  وكل ما يرتبط بها  وبتغيير آليات الاتصال بشبكات أخرى يمكن ان تكون قائمة للحفاظ على نشاطها والمهمات التجسسية المكلفة بها".وأشار الى ان الجهازين الامنيين اللبنانيين اظهرا مهارة لا يمكن تقليل أهميتها، وانهما يساويان نظيريهما في عدد من الدول الغربية وانه يأمل في تعزيزهما بجميع الوسائل من تقنية وتكنولوجية واتصالات وموازنات أيا تكن كلفتها لان ما انجزاه حتى اليوم ادى الى حماية الامن القومي للبلاد وعدم وقوع اغتيالات منفردة  لمسؤولين سياسيين وعسكريين من الحزب، أو تحضير لعدوان جديد غير مستبعد في ظل  التوجه المتطرف للحكومة الاسرائيلية الجديدة والمواقف السلبية لرئيسها بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية افيغدور ليبرمان المعرقلة لمعاودة عملية السلام مع لبنان وسوريا وفلسطين، والرافضة لتصور الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي يلتقي في مجمله مع الموقف العربي الجماعي بتبني "مبادرة السلام العربية " التي أقرّت في قمة بيروت العربية في العام 2002 وعلى حل الدولتين الفلسطينية والاسرائيلية.
ولفت الى ان واقعا جديدا هو في طور التكون حيال مواجهة محتملة بين الرئيس الاميركي الجديد ورئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد، وان موعد لقائهما في 18 من الشهر الجاري، اي بعد اسبوع، هو مفصلي وسيتحدد في اعقابه الافق المتوقع لمسار السلام في الشرق الاوسط، وما اذا  كان اوباما سيضغط عمليا على نتنياهو لحمله على تغيير موقفه الذي يعرقل تلك العملية ويبقي مناخات التوتر أو على الاقل عدم الاستقرار تظلل اجواء المنطقة، فتنسف استراتيجية الرئيس الاميركي المرتكزة على إحلال الحوار محل العنف واستبدال الحرب بين الدولتين المتنازعتين بالديبلوماسية. وسألت مصادر وزارية لماذا اكتفى الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون باعتبار ما تلقاه من معلومات عن شبكات تجسس لمصلحة اسرائيل في لبنان خرقاً لسيادته، اذا صحت تلك الادعاءات وفقا لما ورد في الفقرة 20 من التقرير التاسع الذي رفعه الى مجلس الامن عن مدى تنفيذ  الحزب واسرائيل والفلسطينيين الذي لهم معسكرات موزعة بين الشاطئ والبقاع، ولماذا لم يبادر الى تكليف مبعوثه الخاص المكلف مراقبة تطبيق هذا القرار تيري رود – لارسن بالتوجه في شكل عاجل الى بيروت للاستفسار مباشرة من رئيس الجمهورية ميشال سليمان عن وباء الشبكات الآخذ في التفشي في اماكن قادة المقاومة او مواقع عسكرية تابعة لها، وخصوصاً أن الغرض منها الانقضاض على الموجودين فيها إما للاغتيال واما لشنّ عمليات كوماندوس محدودة على غرار ما كانت قد نفّذته في عمق البقاع وليس في اماكن جنوبية تعتبر قريبة لحدودها فحسب؟ وبرّرت تساؤلها بالمقارنة بما قام به الامين العام عندما تبلغ من مصر عن نشاط خلية "حزب الله" في مصر فأوفد في شكل عاجل رود- لارسن للاستفسار مباشرة من الرئيس حسني مبارك، وسألت لماذا هذا التمييز في تقدير الاخطار فهل فاته ان السلطات الامنية اللبنانية المكلفة مكافحة التجسس الاسرائيلية ضبطت العملاء في منطقة عمليات قوة "اليونيفيل" او محاذية لمواقع عسكرية تابعة لها في النبطية، في السلطانية، في الغازية في بنت جبيل، في الصرفند كمثال وليس حصرا مع الاشارة الى شبكة في الضاحية ينفذها عنصر في قوات امنية رسمية مع زوجته والملفت ان اكثر من عميل قبل بتجنيد زوجته. ونسيب له لإضفاء "العائلية" على تجسسهم ولإبعاد الشبهات؟

ـ صحيفة النهار
سركيس نعوم :
التقيت في واشنطن أحد المتعاطين مباشرة مع الحوار الاميركي – السوري غير الرسمي رغم وجود "رسمي" في الجانب السوري عبر رياض الداودي. (...) ماذا عن سوريا التي زرتها أكثر من مرة أخيراً او التقيت بعضاً من أهلها؟ سألت. أجاب: "الرئيس بشار الأسد "منرفز". يريد ان تحكي اميركا مع سوريا ويريد ان تعطيها. يريد سفيراً اميركياً في دمشق. يريد رفع سوريا عن لائحة الارهاب. يريد دوراً "مفتاحاً" لبلاده ونظامه في المنطقة. يعتبر ان سوريا مفتاح المنطقة أو انها عادت كذلك بعد السنوات القليلة السابقة. انزعاجه وسائر المسؤولين الكبار في نظامه، فضلاً عن خوفهم وتوترهم وانفعالهم، ناجم عن الاستهداف الذي مارسه الرئيس السابق جورج بوش لسوريا ونظامها الذي اعتبروه عدواً فواجهوه وواجههم ووقف معهم الشعب السوري و"حزب الله" اللبناني وايران و"حماس" الفلسطينية وعرب آخرون. الآن اوباما، الرئيس الجديد ليس عدواً. فهو يعرض السلام عليهم. لكنهم لا يعرفون ماذا سيعطيهم وبأي طريقة. كما لا يعرفون الطريقة التي يجب ان يتصرفوا بموجبها معه. على كل حال في ما يختص بلبنان فإن السوريين يريدونه. لكنهم لا يقولون ذلك مباشرة. في الاجتماعات الاميركية – السورية غير الرسمية التي بلغ عددها خمسة منذ سنة أو أكثر أو أقل بقليل يتحدثون كثيراً عن "سايكس – بيكو" وعن سوريا الطبيعية. وهم يعرفون انهم لا يستطيعون القيام بأي دور جغرافي – سياسي خارج بلادهم الا في لبنان وانطلاقاً منه. الا انهم لا يقولون انهم يريدون لبنان لأنهم يعرفون ان اميركا ليست مع "سورنة" لبنان. ولن تكون معها. وهذا كان الموقف ايام كلينتون ايضاً  وقد اوضحته وزيرة الخارجية في حينه مادلين اولبرايت لدمشق. على كل حال السفير السوري في واشنطن عماد مصطفى والسوريون الآخرون الذين التقيناهم غضبوا لأن مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى بالوكالة جيفري فيلتمان والمسؤول الرفيع عن الشرق الأوسط في مجلس الامن القومي الاميركي دان شابيرو زارا لبنان قبل سوريا وعادا اليه بعد زيارتهما لها. لقد فهموا معنى ذلك. ولم يكونوا مرتاحين. وليد المعلم وزير الخارجية السوري استقبل فيلتمان بقوله: "أهلاً بمستر ليبانون". وقد حذره فيلتمان من التدخل في الانتخابات النيابية اللبنانية. في رأيي لن يكون هناك سفير سوري في بيروت الا بعد هذه الانتخابات. ولذلك معناه. في رأيي يبقى لبنان بالنسبة الى سوريا الاخ الاصغر الذي لم يكبر رغم انه كبر. ولذلك تحاول التأثير عليه او ادارته. طبعاً لا بد من علاقات استراتيجية بين البلدين لكن ليس على حساب سيادة أي منهما واستقلاله. منذ سنوات أربع على الأقل لم تحتفل سوريا بذكرى استقلالها في واشنطن. هذه السنة ستفعل وبعد مدة قصيرة.

ـ صحيفة النهار
روزانا بومنصف :
تجعل الديبلوماسية الاميركية لبنان محطة لا يمكن الاستغناء عنها في المنطقة (...) والسؤال هو ما اذا كانت الولايات المتحدة ستستمر في التعامل مع لبنان كدولة مستقلة في هذه الحال ام انها تعود الى عهدها السابق في حال استنسخ لبنان السياسة الخارجية السورية، وعاد الى العيش في ظلها مع العناوين نفسها حول الممانعة والصمود والتحرير بالمقاومة وما شابه، من سياسات تستخدم لتبرير ابقاء لبنان ساحة لتعزيز الاوراق السورية. واذ تقول الولايات المتحدة انها ستبقى تتعامل مع المؤسسات اللبنانية من رئاسة الجمهورية الى الجيش وسائر المؤسسات، فان هذه المؤسسات يمكن ان تتأثر الى حد كبير باتجاهات معينة يقول بها من اليوم اركان قوى 8 اذار باستثناء الرئيس نبيه بري، فيما الولايات المتحدة لا تتحمس كثيرا للاتصالات مع هؤلاء الاركان ان كان" حزب الله" الذي لا اتصالات للولايات المتحدة به اصلا او "التيار العوني" بعد التحول الجذري الكبير الذي احدثه العماد ميشال عون في اتجاهاته السياسية والوطنية في الاعوام القليلة الماضية.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد