ـ صحيفة السفير
نبيل هيثم:
حديث التسليح والتدريب يتجدد .. ومجموعات أصولية تتقاطر إلى لبنان!
هل تذهب &laqascii117o;14 آذار" إلى انتخابات قد تخسر فيها كل شيء؟
(...) المثير هو ظهور حالات قلق حقيقي على مصير الانتخابات في مساحات سياسية مختلفة. والكلام حول هذا القلق، لم يعد محصوراً في منطقة الهمس، بل بدأ بمغادرتها في اتجاه العلانية والمجاهرة. وخصوصا مع عودة الحديث مجددا عن تسليح ودورات تدريب في بعض دول الاعتدال العربي، بالتوازي مع وصول مجموعات أصولية الى بعض المناطق اللبنانية والمخيمات، وتتقاطر من طاجيكستان الى اليمن الى دول خليجية وآسيوية؟
القلق مبرر لهذه الناحية، ومن هنا يأتي الحذر السائد والزائد لدى أوساط سياسية وغير سياسية، مما تخبئه الأسابيع الثلاثة الفاصلة عن موعد انتخابات 7 حزيران، والخوف الحقيقي هو من &laqascii117o;تسللات" تخريبية تستغل الاحتقان الداخلي الموجود أصلا بين خطوط التماس المذهبية. الرئيس نبيه بري حذر في هذا السياق من مخطط إسرائيلي لاعتداءات واغتيالات لتخريب الوضع اللبناني والوضع الانتخابي. ويلاقيه قيادي بارز في &laqascii117o;14 آذار" بقوله &laqascii117o;قلبي &laqascii117o;ناقزني" من أن يحصل شيء يوتر الأجواء قبل الانتخابات".
بينما في موازاة ذلك، تبدو حركة &laqascii117o;القيادي الأول" في &laqascii117o;14 آذار" منصبة في اتجاه رفع المتاريس المذهبية على طريق الانتخابات، ووضع مواصفات محددة للمرشحين المقبولين في لوائحه، أهمها أن يتمتع المرشح المقبول &laqascii117o;بالقدرة على السبّ والشتم في معركة كسر العظم التي نخوضها مع المعارضة وضد &laqascii117o;حزب الله" تحديداً"، على حد ما قال حرفياً لزواره في الساعات الأخيرة. لكن الأخطر في ما قاله حرفيا أيضا: &laqascii117o;لست في حاجة الى أصوات تلك &laqascii117o;الفئة المذهبية"، فسأعوّض هذه الأصوات بـ&laqascii117o;تعبئة جماعتنا"، والتحريض إسلامياً ومسيحياً، ولا أعتقد أن في استطاعتهم أن يواجهونا". وهرب القيادي المذكور من الجواب عندما سأله زواره : هل تقدر عواقب ما أنت مقدم عليه؟
واذا كانت قناعة المعارضة في الفوز بأكثرية نيابية تزيد عن نصف أعضاء المجلس النيابي مرتكزة على نتائج استطلاعات أجرتها وتطابق النتائج ذاتها التي انتهت اليها استطلاعات &laqascii117o;14 آذار"، فإن السؤال الذي يفرض نفسه هنا هو التالي: علام تستند &laqascii117o;14 آذار" في قناعتها بأنها ستربح وتحافظ على أكثريتها الحالية وعلى موقعها ممسكة بالسلطة والحكم؟
ومع انتقال النائب وليد جنبلاط الى ضفة الانفتاح والتهدئة الداخلية، ارتكزت &laqascii117o;14 آذار" على ثنائية &laqascii117o;الحريري ـ جعجع"، والسؤال الذي يحضر هنا: بعد سلسلة الضربات التي تلقتها الحركة السيادية، والتشتت الذي حصل مع تشكيل اللوائح، هل هذه الثنائية كافية وحدها لقيادة &laqascii117o;14 آذار" نحو معركة انتخابية تصرّ على وصفها بالمصيرية؟
إذا ما دققنا ملياً في الأحجام، نصل الى حقيقة أن هذه الثنائية النظرية، هي &laqascii117o;أحادية حريرية" بالفعل، بالنظر الى الحجم الحقيقي لسمير جعجع، وما لا يمثله وقواته من ثقل على لوائح &laqascii117o;14 آذار" وليس ثقلاً للوائح. واذا ما دققنا في المواقف نجد أنّ &laqascii117o;قناعة الربح" منبعثة من هنا. لكن ملاحظة ذات دلالة ينبغي تسجيلها هنا، وهي أن &laqascii117o;قناعة الربح" السابقة الذكر، تسير بالتوازي، عن قصد أو عن غير قصد، مع سياق عام للتدخل الدولي في الانتخابات المقبلة، دافعه الخشية الحقيقية من إمكانية فوز المعارضة و&laqascii117o;حزب الله" في الانتخابات.
وتجلى هذا التدخل في محطات عديدة، بدءًا بالحملة المصرية على &laqascii117o;حزب الله"، ومن ثم زيارة وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون وإعلان تمسكها بروحية ثورة أرز 14 آذار، وبعد زيارة &laqascii117o;شد العصب" التي قام بها مساعدها ديفيد هيل، الى التقرير الأخير للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وكلامه ضد &laqascii117o;حزب الله"، الى تقرير تيري رود لارسن الذي مدّ &laqascii117o;خطر" حزب الله الى مصر، الى الكلام في السياق ذاته للمندوبة الأميركية في مجلس الأمن سوزان رايس، الى الزيارة الأخيرة لوزيرة الخارجية الأميركية السابقة مادلين أولبرايت التي وصلت الى بيروت في زيارة انتخابية قبل أيام، تجاوزتها في لقاءاتها الرسمية، وركزت فقط على سلاح &laqascii117o;حزب الله" وخطره على الانتخابات. ومن هنا جاء حديث الرئيس بري الأحد الماضي عن نوعين من الموفدين الذين يحضرون الى لبنان، نوع يريد أن يراقب الانتخابات جدياً، ونوع آخر لديه رغبات دفينة غايته الأساسية استهداف المقاومة. ويتجلى هذا التدخل أيضا في إعادة فتح حنفيات المال، التي يجري الحديث في أوساط سياسية مختلفة، عن وصولها بكميات هائلة، وفي إطلاق حملة تهويلية تنذر بنتائج اقتصادية كارثية وحصار مالي حال فوز المعارضة و&laqascii117o;حزب الله"!
يحضر سؤال هنا: هل يمكن أن يتطوّر التدخل الدولي الى خطوات ميدانية مباشرة، وماذا لو اكتفى المتدخلون الدوليون باعتماد سياسة عرض العضلات من بعيد، وتبعاً لذلك، هل تذهب &laqascii117o;14 آذار" الى انتخابات بلا غطاء يمكن أن تخسر فيها كل شيء، ويسقط العرش الذي بنته منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري؟
يقول مطلعون إن احتمال أن تذهب &laqascii117o;14 آذار" الى الانتخابات وتخسر فيها، هو احتمال قوي، لكنها لا تراهن فقط على محاولة تحقيق الربح والحفاظ على أكثريتها النيابية، بل ان رهانها الأساسي هو على &laqascii117o;الرافعة الدولية" التي ستبقيها على قيد الحياة السياسية، حتى ولو خسرت الانتخابات.
ـ صحيفة النهار
إميل خوري:
نتائج الانتخابات تقرر مصير لبنان هوية وكياناً ونظاماً لسنوات
توحد المسيحيين أوقف 'المدّ الناصري' وانقسامهم سهّل المدّ الإيراني
بات واضحا للجميع ان 'حزب الله' لن يتخلى عن سلاحه إلا اذا انتقلت اليه او الى حلفائه السلطة، اذا فازوا في الانتخابات النيابية المقبلة بالاكثرية، أو اذا تحقق السلام الشامل في المنطقة وتم التوصل الى تفاهم على موضوع الملف النووي الايراني. إن تصريحات مسؤولين في الحزب وفي أكثر من مناسبة تؤكد ذلك، وترى ان التخلي عن السلاح هو خارج أي بحث. اما الحوار الذي بدأ ولم ينته حول 'الاستراتيجية الدفاعية' فليس سوى مضيعة للوقت ومناسبة للقاءات ترطب الأجواء.
ويرى مسؤولون سابقون وحاليون انه لن تقوم دولة قوية قادرة على بسط سلطتها وسيادتها على كل أراضيها مع وجود سلاح خارج شرعيتها، وهذا ما حصل عندما كانت الدويلات هي التي تحكم الدولة. وجرت محاولة لنقل هذه الدويلات الى الدولة عندما انتخب الشيخ بشير الجميل رئيسا للجمهورية واغتيل قبل ان يكمل هذه المحاولة، وعندما دخلت القوات السورية الى لبنان وأوقفت الاقتتال فيه وبعد خروج المسلحين الفلسطينيين من لبنان الى تونس، لم تقم الدولة اللبنانية القوية في ذاتها بل قامت الدولة القوية بالوصاية السورية.
وقد عجزت الدولة اللبنانية، نظرا الى ضعفها، عن حمل الميليشيات على التخلي عن سلاحها، واشترطت أن يتم أولا تسليم سلاح الفصائل الفلسطينية ليصبح السلاح في يد الدولة وحدها وتكون مسؤولة عن حفظ الامن في كل البلاد. لكن السلاح الفلسطيني كان يحظى بغطاء 'الحركة الوطنية'، وتحديدا بغطاء شريحة كبيرة من المسلمين، بدعوى ان هذا السلاح هو سلاح مقاومة في وجه اسرائيل ودفاعا عن القضية الفلسطينية، وهو يختلف بوظيفته وأهدافه عن سلاح الميليشيات اللبنانية. وقد حالت التغطية المسيحية لسلاح 'القوات اللبنانية' والتغطية الاسلامية لسلاح ما كان يعرف بـ'القوات المشتركة' وسلاح الفصائل الفلسطينية، دون تخلي أي منها عن سلاحها، الامر الذي فرض دخول القوات السورية الى لبنان لوضع حد لمشكلة السلاح خارج الشرعية، وقد دفع اللبنانيون ثمن ذلك وصاية سورية دامت ثلاثين عاما... خسروا خلالها السيادة الكاملة والاستقلال التام والقرار الوطني الحر.
وما أن انتهت مرحلة حكم الميليشيات بعد حرب داخلية استمرت 15 عاما سقط فيها مئات آلاف القتلى والجرحى وانهارت مؤسسات الدولة، وعمّ الخراب والدمار المرافق العامة والخاصة، حتى عاد السلاح خارج الشرعية الى الظهور داخل المخيمات الفلسطينية وخارجها، وفي أيدي بعض الاحزاب ولا سيما 'حزب الله' الذي نجح في اعطاء سلاحه وظيفة وطنية هي تحرير الاراضي اللبنانية من الاحتلال الاسرائيلي والرد على أي عدوان يقع على لبنان، وأصبح لهذا السلاح قدسية تحافظ عليه ولا تجعله موضع جدل بعدما نجح الحزب في ارغام اسرائيل على الانسحاب من الجنوب تحت وطأة عملياته النوعية، لكن وظيفة هذا السلاح أصبحت مطروحة على بساط البحث عندما تحول نحو الداخل في 7 ايار وهو ما كان ممنوعا لا بل محرما لئلا يثير فتنة.
وظل سلاح 'حزب الله' معضلة يستعصي حلها، لا لأنه يحظى بغطاء اقليمي بل لأنه يتظلل بغطاء داخلي ايضا. وهذا الغطاء هو الذي يوفره له العماد ميشال عون لان نظرته الى هذا السلاح تختلف عن نظرة زعماء مسيحيين آخرين، ولا يشعر عون بالخطر الذي يشعر به هؤلاء لجهة قيام الدولة القوية القادرة، ولا يصدق ما يقوله هؤلاء الزعماء عن أهداف هذا الحزب ومشاريعه التي تهدد سيادة لبنان واستقلاله وهويته وكيانه، وأن ولاءه الاول هو لولاية الفقيه وكل القرارات الكبرى، بما فيها قرار الحرب والسلم، تصدر عن ولاية الفقيه في ايران وان أفق الحزب يمتد نحو العالم العربي لقلب الانظمة فيها وانهاء وجود الدولة الاسرائيلية في المنطقة.
ومن الطبيعي ان يؤدي انقسام المسيحيين حول تقويم هذه الاخطار الى تهديد مستقبلهم ومصير لبنان هوية وكيانا، كما يهدد وجود الدولة القوية القادرة التي لا سلاح غير سلاحها ولا سلطة غير سلطتها ولا قانون غير قانونها، لان مثل هذه الدولة هي التي تحمي الجميع، ولا تتولى كل طائفة حماية نفسها بقوتها الذاتية لتصبح دولة ضمن الدولة.
ويقول عميد حزب الكتلة الوطنية كارلوس اده في هذا الصدد ان على الناخب اللبناني عموما والمسيحي خصوصا ان يدرك ان هناك علاقة مباشرة بين نجاح العماد عون في الانتخابات ودعمه 'حزب الله' او اعطاء تغطية له ومشروع تحويل لبنان 'جمهورية اسلامية' بحسب كتاب نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم. فاذا فاز العماد عون وحليفه 'حزب الله' في الانتخابات النيابية المقبلة بالاكثرية النيابية، فان هذه الاكثرية ستطالب بتعديل دستور الطائف على نحو قد يثير خلافات داخلية حادة، وأن تتمثل تمثيلا كاملا في مؤسسات الدولة ولا سيما المؤسسات الامنية والعسكرية والمخابرات، وعندها يتمكن 'حزب الله' وحلفاؤه من الامساك بزمام الدولة، واجراء استفتاء على المطالبة بالجمهورية الاسلامية، والقرار يكون قرار هذا الحزب المسلح لأنه الأقوى، ولن يكون للعماد ميشال عون تأثير على هذا القرار، فتتخلى أكثرية مناصريه عنه ولكن بعد فوات الأوان...
وهكذا، قد يهدّد الانقسام المسيحي المسيحيين في دورهم، وحتى في مصيرهم ومصير لبنان، في حين ان توحدهم هو الذي يدفع عنهم وعن لبنان شتى الاخطار، فلولا 'الحلف الثلاثي' الذي ضم الزعماء المسيحيين البارزين: كميل شمعون وريمون اده وبيار الجميل، لما أمكن الوقوف في وجه 'المد الناصري' بعدما أجمعوا على انه يشكل خطرا على استقلال لبنان وسيادته وكيانه، ويذيبه في محيطه، فخاضوا الانتخابات عام 1968 بلوائح موحدة كسحوا بها كل مقاعد الجبل.
أما الوضع اليوم فمختلف عنه في الماضي، لأن النظرة ليست واحدة الى امتداد 'الثورة الايرانية' الى لبنان والمنطقة كي يتوحد الموقف المسيحي منه، كما توحد حيال 'المد الناصري' فكان 'الحلف الثلاثي'. فانقسام المسيحيين حيال المد الايراني حال دون قيام مثل هذا الحلف، توصلاً الى تشكيل لوائح موحدة يضمن فوزها تكوين اكثرية نيابية تؤمن بلبنان أولا وأخيرا وتحول دون جعله مساحة مفتوحة لصراعات المحاور يدفع ثمنها من سيادته وحريته واستقلاله، لا بل من استقراره وازدهاره.
ـ صحيفة النهار
علي حماده:
في الطريق إلى '7' حزيران [14]مصباح الأحدب - باسم السبع
1 - في حين تخرج وجوه كريهة لعتاة النظام الامني المشترك من السجن، ويقوم 'حزب الله' بتكريمهم ضارباً بعرض الحائط مشاعر ملايين اللبنانيين، يحز في نفوس الاستقلاليين ألا يكون لمناضل مثل مصباح الاحدب مكان في لائحة يقودها اهل الاستقلال في مرحلة يطرح فيها مصير لبنان على الطاولة. اننا لا نشك لحظة في ان الناخب الطرابلسي سيستخدم حريته في تشكيل اللائحة المثلى التي تمثل حقيقة هذا الخزان الوطني الاستقلالي الذي كان طليعة ثورة الارز، وسيكون مصباح عوني الاحدب في اعلى اللائحة.
2 - وضع النائب باسم السبع المرشح عن المقعد الشيعي في قضاء بعبدا الاصبع على جرح المناطق التي تقع تحت سيطرة 'حزب الله'. ومع انه تحاشى ذكر الحزب مباشرة، واكتفى بالاشارة الى 'قوى الامر الواقع'، فإنه طرح اشكالية امن الانتخابات وضمان حرية المرشح في حملته الانتخابية، وحرية الناخب في التصويت بعيدا من الضغوط الامنية المباشرة. والسبع ليس الوحيد الذي عانى ويعاني الوضع الشاذ، فالاعتداءات على انصار المرشح احمد الاسعد، والضغوط المنوعة التي تمارس على مختلف المرشحين المستقلين في المناطق الشيعية تعكس نمط قوة فاشستية في العمل السياسي. فالحزب القوي الذي يعتبر نفسه نداً لاسرائيل والانظمة العربية ويضيق صدره بالرأي الآخر في صفوف الطائفة الشيعية يعطي هنا مثالا حيا على ما سيواجهه اللبنانيون في البيئات الاخرى اذا ما تحكم يوما في السلطة في لبنان. هذا الحزب الذي يمثل القوة الشعبية الشيعية الاولى بلا منازع يخاف باسم السبع، واحمد الاسعد، وابرهيم شمس الدين (لو ترشح) ولا يطيق ان يرى حسين الحسيني في المجلس، ويؤله وجوها كريهة مقيتة من النظام المخابراتي المشترك السابق، هذا الحزب يبشر اللبنانيين بما ستؤول اليه اوضاعهم ان هم لم يصطفوا معا لمنعه من العبور انقاذا للجمهورية وللكيان وفي النهاية انقاذا للانسان اللبناني وحرياته الاساسية. قصارى القول ان مسؤولية انقاذ الاستقلال بقدر ما تقع على عاتق الجمهور الاستقلالي الاكثري في البلد، والمدعو الى تحمل مسؤولياته التاريخية في السابع من حزيران، هي مسؤولية تاريخية تقع تحديدا على عاتق الاستقلاليين الشيعة وما اكثرهم، كي يكسروا حاجز الخوف، ويسعوا إلى أن ينزعوا عنهم الاغلال التي كبّلهم بها ذلك السجان الاسود.
ـ صحيفة النهار
خليل فليحان:
لافروف يصل في 25 من الجاري حاملاً دعوة إلى مؤتمر موسكو للسلام
يزور وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بيروت في الخامس والعشرين من الشهر الجاري آتيا من دمشق بعد مشاركته في مؤتمر وزراء خارجية دول منظمة المؤتمر الاسلامي الذي سيعقد في 23 من الجاري لمدة يومين. وافادت معلومات ديبلوماسية ان لافروف سيوجه الى لبنان دعوة رسمية لحضور 'مؤتمر موسكو للسلام' الذي يعتبر بمثابة تفاهمات 'انابوليس 2' واستكمال لما جرى فيه من محادثات والاتفاق بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي على حل الازمة بواسطة دولتين تعيشان جنبا الى جنب بسلام، الاولى فلسطينية والثانية اسرائيلية، على ان تكون القدس الشرقية عاصمة للأولى.
ـ صحيفة الأخبار
نقولا ناصيف:
برّي ـ عون المختلفان المتحالفان: من رئاسة 2005 إلى جزين
بين رئيس المجلس نبيه برّي والرئيس ميشال عون أكثر من خلاف على انتخابات جزين. لم يطبع علاقتهما ودّ ظاهر، ولا أكثَرا من لقاءاتهما التي غالباً ما اقتصرت على موفدين نقلوا رسائل متبادلة. لكلّ منهما مآخذ على الآخر تجعله على طرف نقيض منه. يُحذَّر الإفراط في إبراز التحالف. لولا حزب الله الذي يشدّ الطرفين إليه، لأمكن القول إن علاقتهما مرشحة للانفجار في أي وقت: يحتاج الحزب إلى برّي من أجل وحدة الطائفة والموقف السياسي، ويحتاج إلى عون من أجل استمرار غطاء مسيحي استثنائي لموقعه في المعادلة الداخلية وتحالفاته الإقليمية وسلاحه. وهكذا يظلّ حزب الله قادراً على استيعاب تناقضات الطرفين المختلفين، والمحافظة على تحالفهما من خلاله، ولأنهما في حاجة إليه أيضاً في نظام التوازن السياسي الداخلي.
أولى إشارات عدم الودّ تلقّاها برّي إثر انتخابات 2005، عندما لم يكتف الجنرال بعدم الاقتراع له رئيساً للمجلس، بل حضّ ثلاثة من حلفائه في كتلته النيابية الكبيرة، هم النائبان ميشال المرّ وإلياس سكاف وحزب الطاشناق، على التصويت ضد انتخاب برّي. فحرم الأخير 21 صوتاً أضعفت كتلة ناخبيه في مرحلة كانت مشوبة بالغموض والشكوك والحذر، وأيضاً بالانقلابات السياسية المتتالية. واجه برّي أولاً رفض السفيرين الأميركي جيفري فيلتمان والفرنسي برنار إيمييه انتخابه عندما حرّضا الغالبية الجديدة التي مثلتها قوى 14 آذار على انتخاب سواه. ثم واجه جهداً مشابهاً سعى بدوره، استكمالاً لفوز هذا الفريق بالغالبية النيابية، إلى انتخاب شيعي آخر من صفوف هذه الغالبية، ثم ـــــ وفق ما يورده مطّلعون ـــــ ذهب النائب سعد الحريري إلى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يقترح عليه تأييد شيعي غير برّي لرئاسة البرلمان. فاتحه باسم النائب محمد رعد. قال نصر الله للحريري إنه حزبي، فردّ بأن يستقيل من حزب الله ويترشّح لرئاسة المجلس. رفض نصر الله مجدّداً وأقفل باب الحوار على مرشّح وحيد تجمع عليه الطائفة هو برّي. ورغم فوز برّي برئاسة برلمان 2005، للمرة الرابعة، فإن اقتراع كتلة مسيحية كبيرة ضده ترك أثراً في تثبيت الإجماع على انتخابه.
لم تكن تلك الإشارة الوحيدة، ولا الخلاف على انتخابات جزين سيكون الإشارة الأخيرة. وقد يكونان الحليفين الوحيدين اللذين لم تجمع بينهما علاقات شخصية. وما خلا لقاءات على هامش جلسات المجلس وإلى طاولات الحوار، ولقاءات لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة في أربع سنوات، يتفق برّي وعون على أنّ كلاً منهما من مدرسة مناقضة للأخرى. أحدهما سياسي والآخر عسكري. الأول شارك في صنع نظام ما بعد اتفاق الطائف، والآخر ناوأه. قلّلت دوافع الاحتكاك بينهما حرب تموز 2006 التي انضم فيها عون إلى حزب الله مدافعاً عن المقاومة وسلاحها، فأطلق نصر الله مذ ذاك الالتزام المكلف للحزب، وهو أن للجنرال &laqascii117o;ديناً علينا مدى الحياة".
ـ صحيفة الأخبار
فداء عيتاني:
خمس دوائر يسقط خرقها مشروع الــموالاة
المعارضة، من ناحيتها، تخوض المعركة بمنطق مختلف تماماً. فلا يمكن اليوم حزب الله أن يمنّ على نجاح واكيم أو بشارة مرهج، لا في الفضل بالترشّح ولا في عقد التحالفات أو في تمويل كبير لأطراف المعارضة في بيروت الثالثة. ويمكن نجاح واكيم أن يتحدث عن استقلالية جدية في قراره، كما في الأسماء الواردة ضمن اللائحة التي تضمه إلى جانب إبراهيم الحلبي. فحزب الله لا يبدي أي حماسة لأداء دور في بيروت الثالثة. ويمكن، في المقابل، بشارة مرهج أن يغضب من المعارضة أو يأخذ عليها تخلّيها عنه تخلّياً شبه نهائي في هذه الدائرة. فمن سيواجه سعد الحريري هم أطراف محلّيون بكل معنى الكلمة، من السنّة أو غيرهم، وهم إذا حصلوا على دعم فلن يكون على الأرجح إلا دعماً معنوياً، وهو الدعم الذي يؤذي مرشّحي المعارضة في هذه الدائرة أكثر مما يفيدهم. وبضعة أموال لا تصل إلى نصف ما قرره القانون في مجال الإنفاق الانتخابي، وتعهدات بمشاركة الأصوات الشيعية وغيرها، مما يمكن المعارضة من تجييرها إلى جانب المرشحين المعارضين. أما غير ذلك، فعلى كل مرشح في بيروت الثالثة الاعتماد على نفسه وعلى عمله وجهده.
المنطق الكامن خلف هذا الفتور في حماسة حزب الله وباقي أطراف المعارضة هو أوّلاً عدم خوض معركة، أو تحويلها إلى نزاع مذهبي يفيد الخصم الضعيف سياسياً. ثانياً، توفير القوى والجهد للأماكن التي يمكن فيها المعارضة تحقيق خروق وإنجازات سياسية، بدلاً من تشتيت الجهد في كل الاتجاهات، مع الاستنزاف المالي الذي يحاول فريق المستقبل جر المعارضة إليه.
وتحسب المعارضة بدقة وضع المرشح أسامة سعد، وإلى اللحظة فإنها ترى أن سعد قادر على تحقيق اختراق على حساب السنيورة، الذي يحتاج إلى حشد أكبر عدد ممكن من الأصوات المقيمة والمغتربة والمهاجرة، ولا سيما أن الجماعة الإسلامية هناك فقدت جزءاً كبيراً من قدرتها التجييرية، بسبب هبوط معنويات أنصارها بعد الاتفاق مع تيار المستقبل على حساب رئيس مكتبها السياسي المرشح (سابقاً) في صيدا علي الشيخ عمار.
والمنطقة الثانية التي سيكون فيها خرق واضح لمصلحة المعارضة بوجه &laqascii117o;وحدة الصوت السنّي" هي البقاع الغربي، حيث لا تنفع كثيراً الادّعاءات المستقبلية، والدعايات ضد التعاون مع سوريا. ففيما تفتح سوريا ذراعيها لأهالي هذه المنطقة الذين يمثّلون عمقاً استراتيجياً لها، والذين يعلمون جيداً أن العزلة عن الجوار وعن سوريا أضرّت بهم، لم يعد من المجدي التحدث عن العداء لدمشق. وفيما ترتفع أصوات شعبية تطالب بتقويم أداء نواب المستقبل في هذه المنطقة، يزداد الكلام عن &laqascii117o;تعاون ما" سيجري بين المرشّحَين فاروق دحروج وعبد الرحيم مراد.