صحف ومجلات » مقالات وتحليلات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاثنين 18/5/2009

ـ صحيفة اللواء
صلاح السلام:
حتى لا ننسى&bascii117ll;&bascii117ll;&bascii117ll; تاريخ بيروت المجيد!
لم يكن من المتوقع أن يلجأ السيد حسن نصر الله إلى هذا القدر من التصعيد والتوتير في خطابه الأخير، ناكئاً جروح يوم 7 أيّار الأسود، ضارباً عرض الحائط كل الجهود والمحاولات الجارية على أكثر من صعيد لتأمين إجراء الانتخابات في أجواء سياسية وأمنية مريحة، تشجّع الناخبين على <الاقتراع بكثافة>!&bascii117ll;
 من قال ان يوم القتال بين الأخوة، بين الجار وجاره، هو من <الأيام المجيدة> حسب الأعراف الوطنية، ووفق المقاييس التاريخية؟&bascii117ll;متى كانت أيام الفتن والحروب الأهلية تُحسب من <الأيام المجيدة> في تاريخ الأمم والأوطان؟&bascii117ll;وهل أصبح الاحتكام إلى السلاح، واعتماد منطق القوة لفرض المواقف السياسية وقلب المعادلات الوطنية، موضع تفاخر وتطاول على أبناء الوطن الواحد والمصير الواحد؟&bascii117ll;
لا نريد أن نُجاري من يضع كلام السيد حسن نصر?الله التصعيدي، وما تضمنه من عنف كلامي يتجاوز الحدود المقبولة في هذه الفترة الحرجة، في إطار الصراعات الإقليمية - الدولية، وانعكاساتها المتوقعة سلبياً على الدور الإيراني في المنطقة&bascii117ll; ويستشهد أصحاب هذا الرأي بالهجوم غير المبرر الذي شنّه الإمام الخامنئي على السلفية والوهابية، فضلاً عن الحضور اللافت للسفير الإيراني في لبنان لمهرجان تمّ ترتيبه على عجل لإضفاء الطابع الشعبي على خطاب أمين عام حزب الله&bascii117ll;
ولسنا في وارد السجال مع مضمون الخطاب الناري، ولكن نكتفي بالقول إن الكلام بتمجيد يوم 7 أيّار لأنه أنتج الرئيس التوافقي، وأتاح تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، وساعد على إعادة التهدئة والاستقرار النسبي إلى البلد، ان هذا الكلام ليس دقيقاً، حسب التعبير الشهير للرئيس الشهيد رفيق الحريري، لأن الوقائع والأحداث تؤكد بأن الأكثرية طرحت العماد ميشال سليمان رئيساً توافقياً في كانون الأوّل من عام 2007، بعد أقل من شهر على خلوّ سدّة رئاسة الجمهورية، وقبل خمسة أشهر من اليوم المشؤوم&bascii117ll; أما تشكيل حكومة الوحدة الوطنية فكان اقتراحاً مطروحاً من قبل الأكثرية أيضاً، ولكن طبعاً بدون الثلث المعطل، ولكن سياسة المعاندة، وصخب الاعتصامات، وسخونة الاحتكاكات في الشارع، عطّلت كل فرص الحوار الداخلي للخروج من الأزمة قبل انزلاقها إلى مأزق يوم السابع من أيار&bascii117ll;
   
ـ صحيفة الأخبار
عفيف دياب :
بدأ الحمصي البحث عن الإسرائيليين المفقودين في السلطان يعقوب عام 1982
■ أكثر من سفره خلال العامين الماضيين إلى قطر والأردن ومصر والسودان
■ اعتقل في هولندا أثناء استعداده لخطف يهود من الاتحاد السوفياتي
لم تستفق بلدة سعدنايل (البقاع الأوسط) بعد من هول الصدمة التي قد تكون الأكبر في تاريخها السياسي والاجتماعي. فقائدها الأول طوال ربع قرن، زياد الحمصي (61 عاماً)، أفجعها بعمله الأمني مع الاستخبارات الإسرائيلية. كيف لا وهو المقاوم والمناضل منذ مراهقته على جبهات الصراع مع إسرائيل، عسكرياً وسياسياً وفكرياً وثقافياً واجتماعياً وإعلامياً... وحتى بيئياً.
 تيار المستقبل رفع الغطاء السياسي عن نائب رئيس بلدية سعدنايل وناشر مجلة &laqascii117o;الإرادة" زياد الحمصي، قبل أن تدخل على الخط جهات مجهولة أجرت اتصالات ببعض الأهالي منتصف ليل السبت ـــــ الأحد، مدّعية أن زياد خرج من وزارة الدفاع، وهو في طريقه إلى سعدنايل في سيارة المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، ما أدى إلى موجة من الفرح عمت سعدنايل، مصحوبة برصاص غزير، سرعان ما امتد إطلاقه إلى بلدات المرج وقب الياس وتعلبايا ومجدل عنجر. ومع هذه البهجة، اضطر تيار &laqascii117o;المستقبل" إلى التدخل مجدداً والإيعاز إلى بعض رجال الدين بالمناداة عبر مكبرات صوت المساجد أن الخبر مجرد شائعة غير صحيحة.
ورغم نفي تيار المستقبل أي علاقة تنظيمية للحمصي به، فإن أهالي المنطقة يعرفونه كأحد أبرز وجوه التيار في البقاع الأوسط منذ عام 2005، عندما تولى مسؤولية الإعلام والإعلان في ماكينته الانتخابية في العام المذكور، ومن ثم تكليفه بالمهمة نفسها منذ أسابيع عدّة، وتوليه مهمات أخرى، أبرزها التعبئة الجماهيرية. وأتى إصرار التيار على رفع الغطاء عن الحمصي ليؤكد أن توقيفه حوّله إلى عبء سياسي وأمني لا يمكن أحداً تحمله أو حمايته، وتحديداً تيار المستقبل الذي أجرى عدد من مسؤوليه (بدءاً من رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وعدد من المقربين من النائب سعد الحريري) اتصالات بضباط من الجيش لاستطلاع أسباب توقيف الحمصي. وعندما أكدت مديرية استخبارات الجيش، قبيل ظهر السبت الفائت، أن الموقوف اعترف بتعامله مع الاستخبارات الإسرائيلية، أصدر تيار المستقبل بياناً تبرأ فيه من الحمصي.
وفي سياق مكافحة التجسس الإسرائيلي، أوقف فرع المعلومات ظهر أول من أمس في بلدة الغندورية الجنوبية المواطن ناصر نادر (1965)، قبل توقيف زوجته الثانية، نوال معلوف (40 عاماً من منطقة مرجعيون). وضبط فرع المعلومات من المنزل الثاني للموقوف في جل الديب جهاز كمبيوتر وشرائح حفظ ذاكرة مشفّرة. وقد اعترف الموقوف بالعمل لحساب الاستخبارات الإسرائيلية منذ عام 2002، إذ جرى تجنيده هو وزوجته الثانية، التي تجندت بدورها عبر شقيقتها الفارّة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ تحرير الجنوب عام 2000. وأشار الموقوف إلى أن مشغّليه طلبوا منه تكثيف عمله كثيراً منذ عام 2006، وبخاصة لناحية تحديد أهداف تتعلق بمراكز المقاومة في الضاحية، حيث تمكن من تحديد عشرات المباني في الضاحية الجنوبية، خلال العامين الماضيين. وقد أرسل إحداثيات الأهداف إلى مشغليه الإسرائيليين. وكان نادر يتواصل مع الإسرائيليين عبر شبكة الانترنت، بأسلوب مشفر وشديد التعقيد، علماً بأنه كان قد خضع لعدد كبير من الدورات على أيدي مشغليه داخل الأراضي المحتلة. وقد انتقل إلى إسرائيل حوالى 4 مرات، واحدة منها من خلال الحدود البرية اللبنانية ـــــ الفلسطينية قبل عام 2006. أما في المرات الباقية، فكان يسافر إلى أوروبا، ومنها ينتقل إلى فلسطين المحتلة بجواز سفر إسرائيلي..
وفي الغندورية، أحدث توقيف ناصر نادر صدمة لدى أهالي البلدة الذين يولون ثقة كبيرة لعائلة الموقوف، وخاصة أن أخاه غير الشقيق هو رئيس المجلس البلدي في القرية محمد نادر، الذي رأى أن &laqascii117o;على العدالة أن تأخذ مجراها، وإذا ثبتت إدانة أخي فنحن سنتبرّأ منه ونستنكر ما قام به، ونطالب بأشد العقوبات بحقه وبحق كل متعامل مع العدوّ". ووجه نادر شكراً &laqascii117o;للسلطات الأمنية على ما تقوم به لحماية الوطن".
بدوره، يقول مختار البلدة محمد علي إنه لا أحد من أبناء البلدة &laqascii117o;شكّ يوماً في أن ناصر قد يكون من المتعاملين مع العدوّ الإسرائيلي، لذلك فوجئ الأهالي بهذا النبأ، ما أحدث امتعاضاً وسخطاً كبيراً. فالغندورية بلدة مقاومة وقدّمت أكثر من 15 شهيداً، وشهدت أعنف المواجهات في حرب تموز الأخيرة، ودمّرت أغلب منازلها، لذلك إذا ثبت تورّط الموقوف بالعمالة، فإننا سنطالب بأشد العقوبات بحقه، إضافة إلى أن الأهالي سيمنعونه من دخول البلدة ثانية".الموقوف متزوّج من سيدتين، إحداهما (الموقوفة معه) تقيم في جلّ الديب، أما الثانية، فتقيم في البلدة. ويملك الموقوف محلاً لبيع الهواتف الخلوية في منطقة صربا ـــــ جونية.
ـ صحيفة الأخبار
إبراهيم الأمين :
عملاء من حيث يحتسب الناس أو لا يحتسبون!
تقترب إسرائيل من مرحلة حرجة في مواجهة القوى المقاومة لاحتلالها في فلسطين ولبنان. وقد يكون أكثر الدروس قوة هو المتصل بإعداد الجبهات الداخلية لخصومها، أمنياً وسياسياً، كي تكون ملائمة لأي عدوان تريده. وقد اشتهرت إسرائيل بأنها نجحت، خلال عقود تلت قيامها، بتحقيق نجاحات على هذا الصعيد. لكنّ الصورة بدت مختلفة بعض الشيء منذ ربع قرن. وربما يمكن التدقيق في مسائل تخص ساحة لبنان التي باتت تفرض على العدو سياقاً من العمل لا يشبه أي مكان آخر. وإذا كانت إسرائيل تقوم بما يتناسب ومصلحتها، فهي بدأت منذ بضع سنوات برفع منسوب الحذر داخل مدنها ومجتمعها، وذلك بناءً على تقديرات ومعطيات تشير إلى إمكان اختراق الأعداء ساحتها الداخلية، وهي في مواجهة هذا الخطر، لا تقف على خاطر أحد، ولا تحتاج إلى خطب أو بيانات أو اتصالات أو تبريرات لأي خطوة تقوم بها، سواء كانت مصيبة أو من دون نتائج عملية، لكنها تتصرف على أساس أنها أمام معركة لا مزاح فيها. وهو الأمر الذي لم يقم عندنا بعد، برغم أن نتائج التجسس الإسرائيلي في لبنان كانت ولا تزال كارثية، وأودت بحياة الآلاف من المدنيين الأبرياء إلى جانب المقاومين.
وإذا كان نشاط أجهزة مكافحة التجسس الإسرائيلي في لبنان قد شهد حركة لافتة خلال الأسابيع الماضية، فإن الأمر لا يستوي على القدر نفسه الذي يقوم، لا في إسرائيل فقط، بل في أي دولة تقول بإجماع أهلها عن هذه الجهة أو تلك إنها العدو. ولذلك، فإنه لا بد من بضع أسئلة، عسى أن يعمل البعض على وضع الإجابات عنها، لأن ما هو مقبل على صعيد مكافحة التجسس الإسرائيلي قد يثير خيبات وصدمات تتجاوز ما هو متوقع، وخصوصاً أن الحرب لا تزال في بدايتها، وما انكشف حتى الآن بسبب &laqascii117o;خطأ إسرائيلي" أو &laqascii117o;نجاح في اختراق آلية عمله"، على حد تعبير مسؤول أمني، لا يمثّل إلا القسم البسيط من ملف تحوم الشبهات بشأنه حول كثيرين من حيث يحتسب الناس أو من حيث لا يحتسبون.
ـ صحيفة الأخبار
فداء عيتاني :
أكثر من انزعاج وأقلّ من غضب هو ما أصاب حلفاء الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في المعارضة في الشارع السني. وهم يدركون أن نصر الله في خطابه الأخير حين همّ بطرح النقطة المتعلّقة بالسابع من أيار، واعتباره يوماً مجيداً من أيام المقاومة، قد توجّه إلى النائب المنسحب من الترشّح عن بيروت، أمين شري، بالقول: &laqascii117o;أنت غير مهتم كونك قد انسحبت". ما يعني أن الرجل كان مدركاً سلبيات خطابه تجاه المرشحين في الدوائر التي يقترع فيها السنّة بشكل رئيسي.
بعد ساعات من خطاب نصر الله، كان السؤال بين عدد من سياسيّي المعارضة هو عن مستوى الرد. فالرد على الخطاب، في ما يتعلق بهذه النقطة، كان مفروغاً منه. أما مستوى الرد، فهو ما خضع للنقاش. فمن جهة، كان ثمة من يقول إن مبدأ 7 أيار، أي حسم النزاع السياسي بعملية عسكرية أمر مكروه، أضف إليه أنّ الضرر الذي سبّبه الحديث عن &laqascii117o;نحن قمنا بالسابع من أيار كي لا تنسى"، يستوجب الرفض. ما يعني أن رد الرئيس السابق عمر كرامي على نصر الله يُفترض أن يكون بسقف مرتفع. والوجهة الثانية كانت تتحدث عن توافق مبدئي على جملة من الأمور، أولها المقاومة بصفتها خياراً مبدئياً، وثانيها أن المنطق الداخلي لكلام نصر الله مقبول، وإن كان الشكل مرفوضاً، أي إن رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، والنائبين وليد جنبلاط وسعد الحريري، هم من أوصل البلاد إلى يوم السابع من أيار عبر قرارات الحكومة، التي هدّد جنبلاط بالانسحاب منها إذا لم تقرّ نقطتا وفيق شقير وشبكة الاتصالات. وعبر تجاهل الاعتصام في الوسط التجاري، الذي اضطلعت به كل أطراف المعارضة تحت عنوان الشراكة. وموقف هؤلاء أن الرد يجب أن يكون محدوداً، وهو ما مثّله كلام عمر كرامي حين قال عن السابع من أيار: &laqascii117o;تنذكر وما تنعاد". إلا أن اوساطاً في المعارضة، بخاصة في الشارع السني، تتحدث عن الخدمة الكبيرة التي أعطاها نصر الله في خطابه، إلى تيار المستقبل، إذ لم يكن في الإمكان تخيّل ما هو أفضل من شدّ العصب المذهبي على قاعدة كلام حديث ودسم كالذي قدّمه نصر الله. وتالياً، ضرورة علاج ما وقع فوراً. ويذهب سلفيّون، من الذين أقاموا تفاهماً مع حزب الله، إلى اعتبار أن ما حصل يستوجب توضيحاً من نصر الله نفسه، وربما أكثر.
يجيب سياسيون من المعارضة إن كلام سعد الحريري في 7 أيار أيضاً يستفز فئات واسعة من السياسيين السنّة، بخاصة أنه تحدث عن عدم النسيان، وهو يعني السابع من أيار. إلّا أن عدم النسيان يجب أن يشمل الرئيس رشيد كرامي على سبيل المثال، الذي اغتاله حليف سعد الحريري رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع. ويجب أن لا يغفل النسيان العديد من المحطات، كمثل ربط لبنان بإسرائيل في السابع عشر من أيار، وعرّاب هذا الربط حليف الحريري الرئيس الأسبق أمين الجميل. &laqascii117o;أم أن هناك أناساً بسمن وأناساً بزيت"، على حد تعبير أحد السياسيين.
ويرفض قادة في حزب الله تفسير خلفيات كلام نصر الله، إلّا أن من التقوا بعض القادة في الحزب أشاروا إلى أن كلام نصر الله موجّه تحديداً وحصراً إلى الحريري، وهو حرص على الكلام بطريقة إيجابية عن أبناء العاصمة بيروت، كما عن الشبان الذين أتوا إلى العاصمة من الشمال، وأن نصر الله قد نفد صبره من الكلام الذي يسمعه، ومن محاولة تجريده حتى من صفة المقاوم. فالخطاب الذي ساد بعد مؤتمر الدوحة لا يلتزم بما جرى الاتفاق عليه هناك. إذ بدأ الحديث بعد الدوحة عن الاعتذار من العاصمة قبل لقاء نصر الله والحريري. ثم كان اللقاء واتفق خلاله على ما اتفق عليه من تهدئة. لكن، لم تلبث الأمور أن عادت إلى ما كانت عليه من خطاب حاد ومذهبي وتحريضي. بعدها جرى التفاهم على إزالة الصور. لكن، مع الانتخابات النيابية عادت الصور لتحتل المباني، وكذلك اللوحات الإعلانية. وعاد معها التوتر إلى الأحياء والشوارع. وعقب ذلك إطلاق الاتهامات مجدداً من تيار المستقبل، الذي ختم موجة التحريض بخطاب الحريري في ملعب النجمة. وهو ما جعل الكيل يفيض، بخاصة أن الدعاية السابقة للمهرجان، والخطاب نفسه، لم يحملا إلّا التعبئة على قاعدة &laqascii117o;غزو بيروت" وشعار &laqascii117o;ما مننسى والسما زرقا". فكان خطاب نصر الله الذي يقول فيه لسعد الحريري: &laqascii117o;يا حبيبي نحنا عملناها منشان ما تنسى".
ولكنه أيضاً، يريد ألا ينسى من يقفون خلف الحريري، وخاصة من الدول العربية، أن نتائج تدخلهم أدت إلى السابع من أيار، وأن العودة إلى محاولات تجميع السنّة بيدهم تعني العودة إلى الخامس من أيار
ـ صحيفة الأخبار
يحيى دبوق :
لم تكن خلاصات تقرير لجنة فينوغراد سوى تأكيد لما كان الجيش الإسرائيلي قد توصل إليه، إذ إن أكثر من أربعين لجنة تحقيق عسكرية جرى تشكيلها سريعاً بعد الحرب، حاولت تحديد نقاط الخلل والقصور، وطرحت توصياتها المختلفة، ومن ضمنها توصيات بضرورة تفعيل أجهزة الجمع الاستخباري على مختلف أنواعه، ولا يبعد أن تكون &laqascii117o;الورشة" التي باشرتها الاستخبارات الإسرائيلية شبيهة، إن لم تكن تزيد، بما قامت به وحدات الجيش الإسرائيلي الأخرى، تماشياً مع المفهوم الإسرائيلي القديم: الجيش الإسرائيلي إما يقاتل أو يستعد للقتال. بذلك، يبدو أن حافزية الاستخبارات الإسرائيلية مرتفعة جداً، وتحديداً لدى الوحدة 504 المشغّلة للعملاء، كي تندفع لتزيد من فاعلية الجمع الاستخباري لديها وحجمه، أقلّه باتجاه عدم المرور في اختبار شبيه باختبار عام 2006، ما قد يفسر تجنيد هذا العدد الكبير من العملاء. لكن ماذا عن تساقط شبكات هذه الوحدة تباعاً، مع وعد بتساقط أخرى، بحسب ما يصدر عن الأجهزة الأمنية اللبنانية؟ وماذا عن بعض تداعياتها إسرائيلياً؟ يبدو أن إسرائيل، بدأت تتلمس المعاني العملية لسقوط فرضية سيادة استخباراتها في الساحة اللبنانية، وأنها ليست اللاعب الوحيد والمهيمن فيها، استخبارياً. إحدى أهم التداعيات السلبية لتساقط شبكات العملاء في لبنان، الانكفاء الإسرائيلي القسري عن هذه الساحة، إلى حين، والانتقال من موقع المبادر إلى موقع المدافع عن النفس وعن العملاء، فيما ستتركز الجهود الإسرائيلية، بحثاً وتدقيقاً، على وسائل تأمل من خلالها أن لا يتواصل هذا المسلسل، مع الإدراك أن لبنان لم يعد ساحة سهلة لتغلغل استخباراتها فيه
ـ صحيفة الأخبار
ثائر غندور :
يُكرّر أحد السياسيين قصة رفع مدير الاستخبارات السعوديّة، مقرن بن عبد العزيز، إبهامه للوفد السوري خلال إلقاء ملك السعوديّة كلمته في قمّة الكويت في كانون الأول 2008 ودعوته إلى المصالحة. ويشير إلى ذلك للقول إن وجود مقرن بن عبد العزيز في اللقاء، الذي جمع النائب وليد جنبلاط والملك السعودي، له دلالاته على صعيد علاقة هذين الطرفين مع سوريا. ويقول سياسيّون قريبون من سوريا، إن التطوّر الإيجابي في العلاقة بين النائب وليد جنبلاط وسوريا لم يتأثّر بالتطوّرات التي حصلت بعد خروج الضبّاط الأربعة من السجن، مشيرين إلى أن الكلام الذي صدر عن جنبلاط في ذلك الوقت هدف إلى رفع معنويّات جمهور النائب سعد الحريري.وفي العودة إلى العلاقة بين جنبلاط وسوريا، يبدو أن التوافق، بين جنبلاط والوزير السابق وئام وهّاب، الذي عمل على إنضاجه رئيس الشرطة القضائيّة أنور يحيى، يوم أُطلق النار على منزل شقيقة وهّاب. بعد تلك الحادثة، تبيّن أن الظروف الموضوعيّة لإنضاج وساطة ما بين جنبلاط والسوريين أصبحت متوافرة. وعلى هذا الأساس، تكفّل رئيس مجلس النواب نبيه برّي بنقل الرسائل، وخصوصاً أن علاقة الأخير مع سوريا تخطّت مرحلة البرودة التي عاشتها في الفترة التي تلت اغتيال الرئيس رفيق الحريري. ويقول هؤلاء إن جميع أطراف المعارضة يُفضّلون أن يبقى ملف العلاقة الجنبلاطيّة ـــــ السوريّة في يد الرئيس نبيه برّي لأسباب عدّة. وأهم هذه الأسباب هو العلاقة المتينة بين بري وجنبلاط، وهي علاقة لها جذورها التاريخيّة، &laqascii117o;وبري يفهم جنبلاط وهواجسه وطريقة تفكيره جيداً، والعكس صحيح".
من هنا، يرى هؤلاء، أن جنبلاط لا &laqascii117o;يبيع برّي سمكاً في البحر" لأنه يعرف أن هناك ما يخسره إذا &laqascii117o;لعب على بري، انطلاقاً من حجم برّي ودوره في اللعبة السياسيّة. ومن المهم أن يُدرك كلٌ منّا حجمه"، يقول أحد هؤلاء السياسيين. يضيف أن الطرفين الدرزيّين القريبين من سوريا، أي الوزير طلال أرسلان والوزير السابق وئام وهّاب، لا يستطيعان أن يجعلا جنبلاط يشعر بأنه خسر شيئاً فيما لو ساءت العلاقة معهما.
السبب الثاني، الذي يدعو أطراف المعارضة إلى اعتبار أن برّي أساس نسج العلاقة الجديدة، هو موقعه في النظام اللبناني، أي قدرته على إعطاء جنبلاط مطالبه، وهو ليس بحاجة لأن يتوسّط بهدف ذلك. ويُشير هؤلاء المطّلعون إلى أن الردّ السوري كان أن المصالحة تتم أولاً وأساساً مع حزب الله، ويجب أن تنتقل من الحالة الكلاميّة إلى الترجمة الفعليّة على الأرض، وعبر الحدّ من دور بعض المحيطين بجنبلاط.
ـ صحيفة الأخبار
أحمد محسن :
بدأت سخونة الانتخابات النيابية تلقي أوزارها على الوضع الأمني. كان متوقعاً من الناحية العملية أن تتزايد هذه السخونة، كلما اقترب موعد الانتخابات يوماً واحداً. ارتفعت حدة الأحداث الانتخابية، أمس، وفي اليومين السابقين بشكل ملحوظ، إذ تعرض موكب عضو كتلة التغيير والإصلاح، النائب إبراهيم كنعان، أول من أمس، لإطلاق النار، وصفه المقربون منه بأنه محاولة اغتيال. أكدت تقارير أمنية، أن الحادثة وقعت في العاشرة والنصف من مساء أول من أمس، في منطقة المنصورية، وعلى مقربة من أحد المكاتب الانتخابية للائحة الإنقاذ المتني (لائحة التحالف بين قوى 14 آذار والنائب ميشال المر)، حين اعترضت سيارة رباعية الدفع، من نوع شيروكي بيضاء اللون، وأطلقت النار منها باتجاه موكب النائب كنعان. لم يصب أحد بأذى، فيما أوقفت فصيلة برمانا اثنين من المشتبه فيهما، وهما د.ع. (21 عاماً) ود.ك. (19 عاماً). وتتابعت الاعتداءات على التيار الوطني الحر، فبعد منتصف ليل أمس بقليل، أقدم شخص مجهول على إحراق صورة رئيس التيار، النائب ميشال عون، المثبتة على أحد الطرق العامة في بلدة الشيخ علي (عكار). وفي سياق متصل، في الشمال اللبناني، أوردت التقارير الأمنية خبر احتراق سيارة رباعية الدفع، من نوع شيروكي، عائدة للمواطن علي ع. (42 عاماً)، كانت مركونة في بلدة القرنة (عكار)، علماً بأن الشخص المذكور هو رئيس الدفاع المدني في بلدة الصدقة المجاورة، من دون أن توضح التقارير علاقة صاحب السيارة بالانتخابات النيابية، كما سُمع إطلاق عدة عيارات نارية في خراج بلدة القرنة. بقاعاً، سببت الانتخابات إشكالاً آخر، لكن المستهدف لم يكن نائباً في البرلمان هذه المرة، ولم تطور الحادثة إلى إطلاق نار. فقد ادعى المواطن خضر و. (27 عاماً) أمام مخفر جب جنين، أنه فيما كان ماراً سيراً على قدميه على طريق بلدة كامد اللوز، حاملاً علم عليه &laqascii117o;شعار العيش المشترك"، والخاص بالمرشح على لائحة المعارضة محمد القرعوني، تعرض له نمر غ. وسعيد ب. وعادل خ. ومحمد أ. (جميعهم من بلدة كامد اللوز كما جاء في التقارير الأمنية التي أكدت انتماءهم إلى فريق 14 آذار سياسياًَ)، فضربوه وكسروا العلم الذي كان بين يديه. أما في الشوف، الذي شهدت إحدى بلداته (مزبود) خلال الأسبوع المنصرم اعتداءات بالجملة على قوى المعارضة، فقد أكدت التحقيقات الأمنية أنه تبعاً لإفادات شهود عيان على حادثة حرق مكتب التيار في البلدة، فإن مسلحين اقتحموا المكتب، وهددوا الموجودين فيه، كما ضربوا أحد مسؤولي التيار بأعقاب البنادق على رأسه، مطلقين 3 عيارات نارية لتخويفه، قبل أن يرموا البنزين في المكتب ويحرقوه. وأول من أمس، عادت الأحداث الانتخابية لتزعزع أمن الشوف مجدداً، فقد ادعى المواطن أمين خ. (48 عاماً)، وهو مسؤول في أحد التنظيمات القريبة من المعارضة اللبنانية، أنه وجد رسالة على سيارته المركونة في بلدة حصروت، وقد دوّن عليها &laqascii117o;أولادك بحاجة إليك، المستقبل عنا"، كما جاء في تقارير الأمنية، التي رأت في الأمر تهديداً للمدعي. الجنوب كان له حصته من الخضات الأمنية أيضاً، وفي تكرار لمشهد سابق حدث في بلدة الطيبة الجنوبية، تعرض موكب المرشح عن تيار الانتماء اللبناني، أحمد الأسعد، للرشق بالحجارة أثناء مروره في بلدة الخيام (مرجعيون)، من أشخاص مجهولين. وأخذت الحركة الانتخابية شكلاً سلمياً في بعض المناطق، لكنه لا شيء يضمن ولادة الإشكالات بسببه. إحدى هذه الحركات السلمية، كانت في مدنية قرطبا (جونيه)، حيث عثر على عدد كبير من المنشورات، تتضمن صورتين: الأولى للعلم اللبناني باللون الأصفر، والثانية العلم اللبناني وتحته شعار &laqascii117o;الاستقلال الثاني"، وفي آخر كل صورة منها شعار &laqascii117o;القوات اللبنانية"، وذلك كما جاء في تقارير أمنية
ـ صحيفة السفير
نبيل هيثم :
قيادي معارض لا يُخرج الراعي الخليجي لهذا الفريق من موقع الدافع الخلفي للتصعيد, سواء بالدخول المباشر الذي تجلى مؤخرا في لقاءات مع بعض قيادات 14 آذار في دولة الاعتدال الكبرى, او في زيارات خاطفة لبعض موفديها الى بيروت. وتردد كلام كثير في هذا المجال عن حقائب المال الى هذا وذاك. وفي هذا الدخول كما يقول القيادي المذكور, ويوافقه احد اركان 14 آذار, ان لبنان لا يزال على خط التوتر بين دمشق والرياض, وهو في الاصل لم يخرج عن كونه بندا خلافيا في جدول اعمال الحوار السوري السعودي.
وفي موازاة هذا التصعيد, يبرز خطاب السيد نصر الله بمضمونه القاسي, والسؤال الذي يحضر فورا: لماذا سارع الامين العام لحزب الله الى الرد بهذه القسوة.؟
يقول قيادي بارز في المعارضة, ان ما درج عليه حزب الله والسيد نصر الله على مدى الفترة السابقة تقريبا, هو تلقي الرسائل السلبية ومحاولة استيعابها على قاعدة منح الآخرين فرصة تعديل مسارهم في الاتجاه الذي يخدم بقاءهم, او بالاحرى جلبهم الى بيت الطاعة التوافقي, ومن هنا كان الاصرار على الشراكة ومد اليد في مقابل الكلام التوتيري ورفض صيغ الحكم التوافقي. إلا ان الامر بلغ حدا لم يعد في الامكان تجاوزه, مع بروز ممارسات تحريضية بالغة الخطورة تذكي الفتنة المذهبية, وترفع قميص 7 ايار . ومن هنا جاء خطاب السيد نصر الله, ليرفع السقف السياسي ويؤكد التمسك بما انجزه 7 ايار سياسيا وعلى كل المستويات مع تقديمه كيوم مجيد للمقاومة ولبنان, ومحاولة تنقية الذهن العام مما قد يعلق فيه من تشوهات للوقائع والاحداث.
ويقرأ القيادي المذكور في كلام نصر الله توجيه سلسلة رسائل مدوية الى الفريق الآخر, والى حلفاء هذا الفريق, يؤكد فيها ان الانتخابات النيابية لا يجب ان تخاض تحت هذا السقف من الاشتباك السياسي, واذا اردتم الاستمرار في الاستفادة من التفاهمات التي ضبطت الايقاع الداخلي, فنحن مستمرون بذلك, واذا لا, فنحن مستعدون ان نسحب البساط ونرفع سقفنا السياسي الى الحد الاقصى . واذا كانت &laqascii117o;14 آذار" ـ ومن هم خلفها ـ تريد ان تسوقنا الى كمين سياسي او غير سياسي على ابواب الانتخابات, فنحن منتبهون لهذا الكمين, ومن جهتنا لن نسقط لا في الكمين ولا في الفخ.. وأما غيرنا فهو الذي يقف على شوار.
ـ صحيفة السفير
جورج علم:
عندما نشبت الأزمة بين مصر و&laqascii117o;حزب الله"، اعتبرها بعض المتابعين أنها محك اختبار لجديّة المصالحة السوريّة ـ السعوديّة، وفعل تأكيد على ان مصر لها أيضا دورها وحضورها على الساحة، وكان يفترض القيام بعمل ما، ولكن عندما تفاقمت الأزمة، فضح تفاقمها العجز العربي، وتراءى للجميع كم ان الساحة مستباحة، وكم أن حالة انعدام الوزن متفشيّة بحيث طاولت الجميع وحملت العديد منهم على مراجعة حساباته في ضوء لعبة المصالح. وإذا كانت إيران هي المستهدفة من مصر تارة ومن إسرائيل تارة أخرى فلماذا لا يكون لبنان خط دفاعها الأول عن مصالحها ومصالح &laqascii117o;حزب الله" وخياراته؟.
ـ صحيفة النهار
إميل خوري:
أخطر ما في الكلام التهديدي للأمين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصرالله هو في قوله إن 5 أيار هو الذي سبب 7 ايار، وهذا معناه ان اي قرار تتخذه الحكومة الحالية او اي حكومة لاحقة لا يكون مقبولا من 'حزب الله' وحلفائه سيكون مرفوضا وسيواجه بـ7 ايار آخر لمنع تنفيذه... خصوصا بعدما اعتبر السيد نصرالله ان يوم 7 ايار 'هو يوم مجيد من ايام المقاومة' لانه فرض عقد لقاء الدوحة وفرض في هذا اللقاء انتخاب رئيس للجمهورية من غير قوى 14 آذار وفرض حكومة وحدة وطنية بشروط قوى 8 آذار وكذلك فرض قانون الـ60 علّه يكون في مصلحة العماد ميشال عون انتخابيا، وان الحزب وحلفاءه سيفرضون قرارات اي حكومة عتيدة والا تكرر 7 ايار بعد وصفه بـ'اليوم المجيد' وليس باليوم المشؤوم الذي يذكر ولا يعاد.
وتتساءل اوساط رسمية وسياسية وشعبية هل لهذه النبرة العالية للسيد نصرالله وتذكيره بـ5 ايار الذي سبب 7 ايار علاقة بالتعيينات التي طرحت على التصويت في مجلس الوزراء ولم تنل اكثرية الثلثين كما نص الدستور. وأعقبت ذلك حملة على الرئيس ميشال سليمان من بعض نواب 'حزب الله' لانه لجأ الى التصويت، مع ان هذا هو حقه الدستوري، بعدما تعذر التوافق على اجراء هذه التعيينات، فوصف عضو 'كتلة الوفاء للمقاومة' النائب حسن فضل الله ذلك بـ'الخديعة.
وفي رأي بعض المراقبين ان حملة 'حزب الله' والعماد ميشال عون الباكرة على الرئيس سليمان تخفي امورا كثيرة وتشير الى ان وراء الاكمة ما وراءها، وان سوريا التي تمارس الازدواجية قد لا تكون بعيدة عن كل ذلك من اجل التوصل ال تطويع الرئيس سليمان واخضاعه لارادتها عندما يضطر للجوء اليها كي تساعده على الخروج من ازمة الحكم التي قد يفتعلها حلفاؤه في وجهه. فسوريا، كما يقول من اختبرها، لا تحب سياسة الامساك بالعصا من وسطها في علاقته معها، وهو ما يفعله الرئيس سليمان، بل تحب من يمسك العصا معها ليضرب بها من تريد ضربه، وهي ترفض نصف الولاء بل تريد الولاء الكامل. والتعيينات التي تسبق الانتخابات هي اول اختبار للنيات حيالها وحيال حلفائها في لبنان وهي تعيينات ينبغي ان تحظى بموافقة هؤلاء لانه قد يكون لها تأثير على مجرى الانتخابات ونتائجها.
ـ صحيفة النهار
سركيس نعوم: 
بشار الاسد الرئيس السوري كان مرتاحاً في قمة الدوحة. فالاجتماع (المصالحة) استمر ثلاث ساعات. ولم يكن اجتماعاً ثنائياً طبعاً مع الملك السعودي عبد الله. لم يحصل شيء في العمق في هذا الاجتماع. لكنه رغم ذلك كان مسروراً. سوريا مرتاحة. ورئيسها بشار مرتاح. قد يكون الحوار الذي بدأته معها اميركا أحد اسباب الارتياح. لكن ما يقلقها هو نتنياهو'. علّقت: قد يقلقها أمر آخر هو ايران التي قد تدفع بـ'حزب الله' اللبناني الذي هو جزء منها ايديولوجياً وربما عضوياً الى العمل ضدها في لبنان في حال اختلفت معها على أمور جدية وجوهرية. رد على ذلك: 'سأعطيك السيناريو الآتي: لا تعارض ايران اتفاقاً او تسوية سلمية بين سوريا واسرائيل تستعيد بموجبه الاولى الجولان المحتل. ولا تعارض سوريا بقاء 'حزب الله' في لبنان وحركة 'حماس' لـ'الحرتقة' باسرائيل عند الحاجة الأمر الذي يحرج الجميع. الا طبعاً اذا نجح الحوار بين واشنطن وطهران. على كلٍ استعادة الجولان ليست سهلة. يحتاج الاسرائيليون الى وقت كي 'يهضموا' عودته الى سوريا'. ماذا عن الاردن؟
ـ صحيفة النهار
نبيل بومنصف:
'توافقية'... بالهراوة الغليظة ! دون اي اجتهاد او تفسير او توغل الى افتراضات تتجاوز الخطاب وردود الفعل عليه، تكفي الوقائع المباشرة والمبسطة في ذاتها لتظهير كل المعالم الحقيقية لواقع لبنان قبل ثلاثة اسابيع من موعد الانتخابات.الخطاب اثبت المثبَّت اصلا والذي لا يحتاج الى مزيد، وهو ان السيد نصرالله حين يتمكن من اطلاق عاصفة صوتية مدوية كهذه لا يبقي اي مجال امام الداخل والخارج الا لاعتباره 'الحاكم المطلق' للمعارضة كما 'الحاكم المطلق' المفترض لسلطة المعارضة إن هي فازت في الانتخابات. هذه الخلاصة لا تصنعها الدعاية المعادية او المخاصمة لـ'حزب الله' وحلفائه، والتي ستفيد من دون شك الى اقصى درجات الافادة من العاصفة الاخيرة للتخويف من حكم 'دولة حزب الله'، فهذا العامل هو من باب تحصيل الحاصل بعاصفة او من دونها. لكن مضمون الخطاب الاخير ونبرته وفرتا المادة الفضلى والاثبات الملموس لكل من كان يشوبه شك بعد في ان 'تلاوين' المعارضة قادرة على كسر الطابع الاحادي لتركيبتها، لأن 'حزب الله' وسيده هما صلب المعارضة ومحركها ورأس حربتها ومشروعها وحتى اسلوبها ونمطها بلا منازع.
بذلك بدت نبرة السيد نصرالله في حديثه عن 'التوافقية' اشبه بوضع الهراوة الغليظة على الطاولة في معرض 'عزيمة' الفريق الآخر الى وليمة المشاركة والتوافق. وعند هذا الاطار الشكلي والضمني وحده لم يبق هناك من مجال للتساؤل لحظة عن سر العاصفة المتفجرة والمتسعة عقب هذا الخطاب، حتى في معزل عن كل حسابات انتخابية مباشرة، فالمسألة باتت محصورة في مكان واحد لا يجدي معه اي تمويه او تجميل او مشاطرة، وهو التساؤل عن حقيقة  العوامل الدخلية والخارجية في تفجير هذه العاصفة، وما اذا كان تفجيرها اطلق النفير والاشارة الحمراء لتحسين شروط المواجهة مع مخاطرة ضخمة في اقحام مشهد اقليمي في المعترك الانتخابي.
ـ صحيفة النهار
روزانا بومنصف:
ما بدا لغالبية المراقبين اطمئنانا الى توجه سلمي وسلس في الاتجاه نحو الانتخابات النيابية في 7 حزيران منذ بضعة اسابيع بعد فترة قلق من وضع امني يمكن ان يعطّلها، نقضه على نحو مفاجئ كلام الامين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصر الله الذي اثار مخاوف من اثارة حساسيات مذهبية مجددا تنعكس على الارض. وكانت الساعات التي تلت الخطاب وردود الفعل عليه محط تتبع وانتظار لرصد الانعكاسات المترتبة على هذا التصعيد مع عودة المخاوف من امكان تعكير الوضع الامني عشية الانتخابات ومحاولة التأثير في اتجاهاته ونتائجه.
وتلاحظ مصادر مراقبة انه على رغم توقعها اشتداد الجدل الانتخابي واستحضاره مختلف المواضيع لخوض المعارك الانتخابية، فان كلا من الامين العام لـ'حزب الله' وزعيم 'التيار الوطني الحر' العماد ميشال عون رفعا وتيرة التصعيد السياسي خطابا ومضموناً، أكثر بكثير مما يعتمده حلفاؤهما، وفي مقدمهم الرئيس نبيه بري. فالاثنان يتناغمان في ايصال رسالة واحدة على ما يظهر من خلال الايحاء أن الوضع الداخلي سيبقى مضطربا ومعرضا للاهتزاز حتى يستتب لهما القرار في البلاد. وهذا التخويف لا بد من ان يؤدي غرضه الى حد بعيد نظراً الى توق اللبنانيين الى مستقبلهم ومستقبل اولادهم والانتهاء من الاضطرابات، وتاليا اتاحة الفرصة امامهما لنيل الاكثرية النيابية والحكومية، علّ ذلك يضع حداً للاستقرار الهش السائد راهنا.
والواقع ان عودة الامين العام للحزب الى الماضي من اجل النيل من خصومه، لا بل خصوم حليفه ايضا العماد عون، يعزى الى عدم امتلاكه ما ينال من خصومه راهناً، اذ لا قضية له فعلا في المرحلة الراهنة. فـ7 ايار كما يقول هي نتيجة ما اتهم به الاكثرية بأنها سعت الى ضرب الحزب يومها عبر شبكة اتصالاته. وهذا المنطق، اكان صحيحا ام لا، لا تتوافر له عناصر داعمة راهنة من اجل تبرير الحض على الانتخاب ونيل قوى 8 آذار الاكثرية النيابية المقبلة. فغياب القضية الخارجية، أي التحرير من الاحتلال ومساعدة الفلسطينيين، يدفعه الى الانتقال الى الداخل بقوة. اذ ان المقاومة كمقاومة للاحتلال لم تعد تجد مبرراتها العملية للاستمرار في ظل وجود القرار 1701 وفي ظل نتائج حرب تموز 2006، التي وان ادت الى انتصار 'حزب الله' على اسرائيل فان النتائج الكارثية على لبنان ليست نزهة بحيث يمكن القيام بالحرب وجرّ الناس اليها كل ساعة فضلا عن ان مزارع شبعا المحتلة ترفض سوريا كما اسرائيل بالتكافل والتضامن الاقرار بها للبنان.
وهناك عامل رابع يتصل بان الفلسطينيين انفسهم، اي حركة 'حماس' اعتمدت التهدئة مع اسرائيل ولاحقت حتى مطلقي الصواريخ عليها. والسيد نصر الله الذي يهاجم مع مرشحيه من الحزب الاكثرية على اساس ما يسميه هؤلاء او يتهمون به قوى 14 آذار بأنهم ملحقون بالمشروع الصهيوني لا يملك أي ممسك يدعم ما يذهبون اليه. اذ ان الاكثرية، بأركانها، من النائب سعد الحريري الى النائب وليد جنبلاط وكل الآخرين لا يسعون الى النيل من سلاح الحزب، بل يصرّون على مناقشة مصير هذا السلاح على طاولة الحوار. وسبق ان بشّروا بهذا المبدأ في الولايات المتحدة الاميركية وسواها من الدول. ولا الاكثرية الحالية ايضا ذاهبة او ذهبت الى بيع الحزب في مفاوضات غير مباشرة مع اسرائيل حضت لبنان عليها اكثر من دولة صديقة، حتى ان الرئيس السوري بشار الاسد قالها في إحدى المرات، كما لوح للولايات المتحدة بقدرته على المجيء بالحزب كما بحركة 'حماس' الى المفاوضات مع اسرائيل، في حين ان لبنان رفض كل هذه العروض. وفي أي حال، فان احتمال تسلم ' حزب الله' الاكثرية سيريح سوريا غير المرتاحة الى الاقتراحات الاميركية بتسيير المسارات الثلاثة السورية والفلسطينية واللبنانية معاً، لان لبنان ليس ورقة في يدها كما في ايام المفاوضات في التسعينات وما بعدها، في حين ان فوز المعارضة سيمكنها من جعل لبنان ورقة مجدداً في يدها وسوريا هي التي ستتوسط لاقناع الحزب. لكن حتى في الخطاب التخويني، ثمة تناقض في الدعوة الى حكومة وفاق وطني واستمرار اتهام من يكمل هذا الوفاق الوطني بالالتحاق بالمشروع الصهيوني، ما لم تكن الدعوة الى حكومة وفاق في ظل مثل هذه الاتهامات هي الدافع الآخر لرفض الآخرين لها واتهامهم بالعرقلة.
ـ صحيفة النهار
خليل فليحان:
استبعدت المصادر ان يتمكن أوباما من 'تطويع نتنياهو أو على الاقل إقناعه بتغيير موقفه ايجابا لجهة قبول ما اتفق عليه في 'خريطة الطريق' التي توصلت اليها 'اللجنة الرباعية الدولية' التي تضم الى الولايات المتحدة روسيا والاتحاد الاوروبي والامين العام للأمم المتحدة في اقامة دولة فلسطينية مستقلة، ووقف الاستيطان ومعاودة المفاوضات مع سوريا، وعبر أي صيغة، وما اذا كانت هذه المفاوضات ستستمر في أنقرة باضافة مراقبين للانضمام الى المتحاورين أم الابقاء على الرعاية التركية او على الاقل مكان التفاوض على حاله؟ورأت ان استمرار نتنياهو في رفض ما يطرحه أوباما يعني انه يقف ضد الاضلاع الاربعة التي تتألف منها تلك اللجنة، مما يرتب على ذلك مراجعة الاتحاد الاوروبي له حول ما يجب اتخاذه من خطوات في اتجاه اسرائيل، وكذلك روسيا التي تضع كل ثقلها لاستضافة 'مؤتمر موسكو للسلام' الذي اتفق على عقده في ختام تفاهمات أنابوليس.وأشارت الى ان رفض نتنياهو او محاولته المماطلة ازاء تصور أوباما الذي سيتحول استراتيجية جديدة للحل في المنطقة وسيعلن عنها خلال زيارته للقاهرة في الرابع من حزيران المقبل، يبقيان المنطقة معرضة لتوترات لإمكان نشوب حروب لطالما حذر منها اكثر من زعيم عربي وغربي
ـ صحيفة السفير
جعفر العطّار:
تتزاحم التحليلات والتكهنات حول المناورة الإسرائيلية المرتقبة في أواخر ايار, والتي ستمتد الى الرابع من حزيران. وتتباين التوقعات حول مدى تأثر لبنان بالمناورات الإسرائيلية التي وصفت بانها الاكبر في تاريخ الكيان الإسرائيلي، وخطرها المحتمل على لبنان، المنهمك بترتيبات اللحظات الاخيرة لانتخاباته النيابية، انطلاقاً من عدة نقاط يعتبرها &laqascii117o;الفريق الأول" (الذي يتخوف من تحرش إسرائيلي بلبنان), فيما يستند &laqascii117o;الفريق الثاني" الى مجمل معطيات تفيد بأن الحرب &laqascii117o;لم يحن وقتها, وأن الاسرائيلي لا يستطيع الضغط على الزناد قبل موافقة الأميركي". لكن, من قال بأن الادارة الأميركية غير موافقة؟. يرد الفريق الأول, والمتمثل بمصادر متابعة للتطورات الاسرائيلية, مستشهداً بمعلومات &laqascii117o;لم تظهر الى العلن حتى الآن", تتضمن تحذيرات محددة الى رعايا اميركيين، عززها البيان الرسمي الصادر قبل ايام عن وزارة الخارجية الأميركية, والذي يشير الى &laqascii117o;احتمال تصاعد وتيرة العنف فجأة" في ظل الاجواء الانتخابية وينصح الاميركيين بتجنب السفر الى لبنان.
في فترة ما بعد انتهاء حرب تموز 2006, وبالتحديد بعد حرب غزة الأخيرة, يقول الفريق الاول، إن الادارة الأميركية ادركت مدى الخطورة التي باتت تشكلها المقاومة, الفلسطينية واللبنانية على حد سواء, على أمن اسرائيل ودورها, بعد المواجهتين المتعثرتين معهما. وفي حين راحت إسرائيل تعالج الثغرات في &laqascii117o;الجيوب" العسكرية, طورت اهدافها الممنهجة نحو هدف... &laqascii117o;ضرب ايران". والفكرة ليست جديدة, لكنها صارت اكثر إلحاحاً، خصوصاً ـ وفقاً للمصادر ـ عقب ارسال الموساد الاسرائيلي وفداً سرياً الى واشنطن ناقش خطته الهجومية لضرب المنشآت النووية الايرانية, وهو ما تردد ان الادارة الاميركية رفضته، في الوقت الراهن. لم يكتف الاسرائيلي بالخطة رقم 1, فعمد الى تطوير الفكرة: استعادة هيبة الجيش الاسرائيلي بتوجيه ضربة الى ايران, وإعادة الأمور الى طبيـــعتها, وبالتالي, تستعيدون (الأميركيون) دوركم الأساسي والقوي في المفاوضـــات مع الايرانيين, بدلاً من التنازلات التي تقـدمونها لهم".
ـ صحيفة السفير
جو معكرون واشنطن :
كل تفاصيل الاجتماع بين الرئيس الاميركي باراك اوباما ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، أعدت مسبقا، من جدول الاعمال، حتى البيانات المشتركة. مساحة الارتجال الوحيدة في البيت الابيض اليوم الاثنين، تقتصر على اللقاء المنفرد لاختبار الكيمياء بينهما، بعيدا عن الأضواء والشهود.
وصل رئيس الحكومة الاسرائيلية الى واشنطن امس، وأمضى ليلته في &laqascii117o;بلير هاوس" قرب البيت الابيض، تمهيدا ليوم حافل يلتقي فيه اوباما لساعات في اجتماعات موسعة مع المستشارين ولقاء منفرد وغداء عمل، ويعقد بعدها لقاءات مع وزير الدفاع روبرت غيتس ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ومستشار الأمن القومي الجنرال جيمس جونز ورئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي وقيادات في الكونغرس وقيادات اميركية يهودية، لا سيما اجتماع الأمس مع اللوبي الاسرائيلي &laqascii117o;ايباك" حضره السفير الاسرائيلي لدى واشنطن مايكل اورين.
بالطبع، ستكون هناك مجاملة مفرطة بين الطرفين، لكن التساؤلات تدور حول من سيحضر من فريق عمل اوباما الاجتماع، ومن سيبلغ اعتراض الرئيس الاميركي على مواقف نتنياهو، لا سيما ان كلينتون لن تشارك في اجتماعات الصباح في المكتب البيضاوي لارتباطها في خطاب حفل تخرج في نيويورك، بل ستستضيف عشاء عمل لنتنياهو في مبنى وزارة الخارجية. تصور اوباما عن نتنياهو انه مماطل، ومشاكس، وتصور نتنياهو عن اوباما انه ساذج، وضعيف في مسائل الأمن القومي. اوباما يراهن على ازدواجية نتنياهو بين الأقوال المتشددة والقرارات البراغماتية التي تؤدي الى بقائه في السلطة، ونتنياهو يراهن على ان اوباما سيتخلى عن سذاجته في مرحلة ما ويقتنع بأن تغيير سلوك ايران لن يحصل بالحوار. ليس باستطاعة نتنياهو تحمل الانعكاسات الداخلية لأي تدهور في العلاقات بين واشنطن وتل ابيب، وكل مقاربة اوباما في الشرق الاوسط ابتداء من خطابه في مصر في حزيران المقبل، مرتبطة بمدى تعاون رئيس الحكومة الاسرائيلية، والا فالمبعوث الاميركي جورج ميتشل سيسافر من عاصمة الى اخرى من دون اي أوراق لإطلاق مهمته.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد