صحف ومجلات » مقالات وتحليلات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت 23/5/2009
ـ صحيفة النهار أحمد جابر: الشيعية السياسية تكرّر المارونية السياسية مع اختلاف الزمان الأهلي والسياسي، ومع انتقال الموقع الديموغرافي، تكرر الشيعية السياسية، مسلك المارونية السياسية، شريكتها في 'البلد'، في التصلب وفي الانغلاق، اللذين أديا، في الماضي، إلى اشتعال الحرب الأهلية، واللذين يهدد، ركوب مركبهما، باستعادة صور من هذه الحرب، بصورة ساخنة، بعد أن طال أمد الاشتباكات الأهلية... 'الباردة'. 'الوضعية اللبنانية'... وتاريخها الصعب، والمعقد. تحتاج الشيعية، كما كل 'الأهليات'، إلى تفكيك من داخلها، وهذا ما يجب أن ينصرف إليه، رجال الدين والدنيا، لإعادة تأسيس 'الحالة الشيعية'، على قواعد الموضوعية، والتطلع المشروع، بعيداً من خطب البلاغة اللفظية، وطموحات 'الانتفاخ' غير المشروع...
ـ صحيفة النهار رنده حيدر: 'نكسة الموساد' وقد أثبتت حرب تموز على لبنان عام 2006 حاجة المخابرات الإسرائيلية الى معلومات دقيقة وفي الزمن الحقيقي ومن النوعية العالية لمواجهة خصم استراتيجي مثل 'حزب الله' يستخدم استراتيجية سرية و يتحرك وسط المدنيين ويملك قدرة كبيرة على ضرب الجبهة الخلفية الإسرائيلية. من هنا يمكن اعتبار الكشف عن شبكات التجسس لمصلحة اسرائيل التي قامت بها الأجهزة اللبنانية في الأشهر الماضية فشلاً كبيراً في عمل المؤسسات المخابراتية الإسرائيلية وعلى رأسها 'الموساد' لا بد أن تكون له انعكاساته العميقة على عمل هذه المؤسسات وعلى التقنيات التي استخدمتها حتى الآن...
ـ صحيفة السفير حلمي موسى: نجاد قصد بث الذعر وأفلح" &laqascii117o;قنبلة" إيران قد &laqascii117o;ترحّل" ثلث الإسرائيليينأوباما يأمر بـ&laqascii117o;تحديث" الخطط المحتملة للحرب في واحدة من أبرز ثمار التجييش الشعبي ضد الخطر النووي الإيراني، أظهر استطلاع للرأي أن الأغلبية الساحقة من الإسرائيليين يخشون القنبلة النووية الإيرانية، وأن حوالى ثلثهم سيفكرون بترك إسرائيل في حال تأكد فعلا أن الإيرانيين يمتلكونها...... ويؤيد 41 في المئة من الإسرائيليين هجوماً إسرائيلياً على إيران من دون انتظار نتائج المفاوضات معها. وفقط 8 في المئة من الجمهور الإسرائيلي لا يستشعر خطراً من القنبلة الإيرانية. كما نشرت في إذاعة الجيش، تشير إلى أن نسبة من يفكرون بترك إسرائيل تبلغ حوالى الثلث...
ـ صحيفة الحياة الياس حرفوش: رسائل زيارة بايدن ......ان زيارة بايدن تحصل قبل اسبوعين من انتخابات بالغة الاهمية ينظر إليها على انها ستحدد الخيارات المقبلة للبلد، وفي ظل انقسام داخلي حاد بين موقفين باتت سياساتهما تعكس صراعات المنطقة وأزماتها. لهذا لم يكن مستغرباً أن ينظر &laqascii117o;حزب الله" بشك الى اهتمام اميركا بلبنان وان ينتقد الزيارة على انها &laqascii117o;تدخل صريح وتفصيلي في الشؤون الداخلية اللبنانية". ..... ومثلما لا يرتاح &laqascii117o;حزب الله" الى سياسة اميركا الاقليمية، يصح القول ان قلقه من الرسائل الداخلية التي وجهها بايدن مبرر ايضاً، خصوصاً بعد اللقاء الذي عقده مع فريق 14 آذار ......
ـ صحيفة الشرق الأوسط طارق الحميد: حزب الله.. الخوف والاستجداء! هناك هوس ملحوظ لدى حزب الله من كلمة &laqascii117o;طائفية" يتجلى في خطابات بن نصر الله، وقيادات الحزب، وآخر مثال على ذلك الحوار الذي أجرته صحيفتنا مع قيادي الحزب نواف الموسوي، وهو حديث تنطبق عليه مقولة &laqascii117o;صدق فيه كثير من الكذب". فتحذير موسوي اللبنانيين من شرور الطائفية والمذهبية والتبعية للخارج، أمر منطقي. الغريب أن الحزب وزعيمه هم من يخونون، ويؤججون الصراع المذهبي. فها هو الموسوي يقول عن خصومه إنهم &laqascii117o;نظام الاستئثار والتفرد والارتهان للخارج وتشجيع العمالة عبر إثارة مناخات التحريض الطائفي والمذهبي". وهذا تناغم مفضوح مع خطاب المرشد الإيراني خلال زيارة لإقليم كردستان إيران، ويأتي في سياق خطابات بن نصر الله الأخيرة، التي باتت تركز على أن العمالة للخارج هي العلاقة مع كل من السعودية ومصر.
ـ صحيفة النهار خليل فليحان: رسائل واضحة من بايدن على وقع احتجاجات 'حزب الله' حمل نائب الرئيس الاميركي جوزف بايدن في زيارته القصيرة للبنان التي لم تستغرق سوى سبع ساعات رسائل عدة اولها ان بلاده لن تفاوض اي دولة عربية او غربية على حساب مصالح لبنان ..... الرسالة النتخابية اطلقها من قصر بعبدا حيث ربط إبقاء برنامج مساعدات بلاده بالحكومة الجديدة وسياستها. وأحدث هذا الموقف تمايزا وكشف أن واشنطن ستتأثر بنتائج الانتخابات النيابية في السابع من حزيران المقبل لان الأكثرية الفائزة ستشكل الحكومة الجديدة والخط السياسي الذي تسلكه قوى 8 آذار غير ملائم للخط الاميركي..... ولاحظت ان 'حزب الله' لم ينتظر سفر بايدن للاحتجاج بشدة على زيارته وكيل الاتهامات لبلاده بل انتقدها قبيل وصوله الى قصر بعبدا.
ـ صحيفة النهار علي حماده: الطريق إلى 7 حزيران (19) . كما في 14 آذار 2005 شعب ثورة الأرز سيقود في 2009 .....لماذا التذكير بهذه المحطات(أي: حرب تموز –اغتيال الرئيس الحريري – 7 ايار – الانسحاب السوري من لبنان –الخ.......) بكل بساطة للقول ان شعب 14 آذار، شعب ثورة الارز، شعب الاستقلال الثاني هو الذي كان يقف في كل المحطات المفصلية في الموقع الصحيح. وهو الذي كان يشكّل النبض الحقيقي الذي صنع التاريخ في السنوات الاخيرة.لقد تحدى الشعب أعتى آلة قتل في الشرق. وتحدى سلاح 'حزب الله' بالصدور العارية. وغداً في السابع من حزيران 2009 ينبغي ان يقول شعب الاستقلال كلمته، ان يؤكد اكثريته، ان يمنع سقوط لبنان تحت سيطرة 'حزب الله'، ان يمنع عبور مشروع نسف الكيان والنظام والصيغة والاستقلال والدولة.
ـ صحيفة النهار
راجح خوري:
واذا كان من المفهوم ان ينتقد 'حزب الله' زيارة بايدن، فمن المفهوم في المقابل ان تكون رغبة اميركا هي ان يفوز تحالف 14 آذار في الانتخابات، رغم الحرص على القول إن واشنطن لا تتدخل، والشعب اللبناني وحده هو الذي يقرر. أما عندما يقول 'إن سيادة لبنان لا يمكن المتاجرة بها'، فإن علينا جميعا في هذا البلد، سواء كنا في 14 او 8 آذار، ان نتذكر اننا نحن الذين علينا ان نقرر عدم المتاجرة بسيادتنا، وخصوصاً بعدما سبق ان سمعنا من الاميركيين والايرانيين والسوريين ما يجعل من لبنان ساحة لصراع الاستراتيجيات على المستوى الاقليمي والدولي.
ـ صحيفة السفير غاصب المختار: أيام التحرير.. انها ايام التحرير. ...... واذا كانت فكرة الاحتفال بالذكرى المجيدة، غير قابلة للنسيان والتضييع، الا ان سوء ادارة الصراع مع العدو الاسرائيلي سياسيا واعلاميا، واحيانا رسميا خلال السنوات الاخيرة، كادت أن تضيّع وهج التحرير. وإغراق البلاد بالصراعات المذهبية والطائفية والخلافات على السلطة وحولها، والان حدة المعركة الانتخابية وتطاير الشعارات والعناوين والخطابات الانتخابية، تحاول ضرب الموضوع الاساسي والجوهري، وهو موضوع الصراع مع العدو. ولولا خطاب بعض اطراف المعارضة وبشكل خاص خطاب &laqascii117o;حزب الله" الموجه سياسيا واعلاميا واخلاقيا وتعبويا، نحو فكرة إبقاء جذوة هذا الصراع حية، لكانت ايام التحرير هذا العام نسيا منسيا، ولكانت الذكرى مرت ببضع بيانات تذكيرية............
ـ صحيفة السفير جورج علم: المعارضة تخشى من مربعات سياسيّة أميركيّة في الحكومة وتحديداً في الدفاع والداخلية شعار &laqascii117o;لا صفقة على حساب لبنان" يصطدم بسؤال: وماذا عن &laqascii117o;حق العودة؟" .... من أجل لبنان &laqascii117o;سيّد حر" ينظر الاميركي بتمعن منذ الان الى حقيبتي الدفاع والداخليّة في الحكومة المقبلة، على ان يذكيّ في الوقت المناسب عددا من الاسماء التي يرتاح لها للإمساك بهما، أيّا تكن نتائج الانتخابات.......ويأتي الحديث عن &laqascii117o;اليوم المجيد للمقاومة، يوم السابع من أيار"، والنبرة العاليّة التي خاطب بها الامين العام لـ&laqascii117o;حزب الله" السيّد حسن نصر الله الرأي العام بعد طول دعواته الى الهدوء والاتزان والتعقل، ليأخذ حيّزا من الاهتمام الدبلوماسي الغربي، وعلى خلفيّة ما تقاطع من معلومات عن أن سلاح المقاومة قد يكون في مرحلة من مراحل الحوار الاميركي ـ الاقليمي، جزءا من الصفقة التي لن تكون على حساب لبنان، وربما أسهم ذلك ـ الى جانب أسباب واعتبارات أخرى ـ الى رفع النبرة ومعها وتيرة الخطاب ومضمونه...........
ـ صحيفة الأخبار حسن عليق: مسؤول أمني: اقتربنا من كشف تفاصيل اغتيال عوالي كشف مسؤول كبير في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، التي تتولى التحقيق مع الموقوف ن. ن. (من بلدة الغندورية)، أن الأخير اعترف بأنه كان قد راقب الشهيد غالب عوالي (الذي اغتيل في الضاحية عام 2004) طوال أشهر قبل استشهاده، وبالتحديد منذ كان منزل عوالي في منطقة الأوزاعي، أي قبل انتقاله إلى السكن في منطقة معوّض حيث اغتيل. وبعدما كان اعتراف ن. ن.، بحسب المسؤول ذاته، قد اقتصر على توليه تصوير الشهيد عوالي ومنزله وسيارته (تصوير فيديو) قبل أسبوع من الاغتيال، عاد واعترف بتوليه مراقبة عوالي لحساب الاستخبارات الإسرائيلية حتى الليلة التي سبقت تنفيذ الجريمة. أضاف الموقوف أنه شاهد في الليلة ذاتها شقيق زوجته الأولى، ويدعى م. س. (من بلدة علمان القصير الجنوبية)، قرب منزل عوالي في شارع معوض. فاتصل ن. ن. بمشغّله الإسرائيلي لـ&laqascii117o;يعاتبه" بالقول إن قريبه م. س. محكوم سابقاً بالتعامل مع إسرائيل، وبالتالي، فإن وجوده في هذا المكان قد يؤدي إلى انكشاف ما يجري في المكان. فرد الإسرائيلي على ن. ن. بنفي أن يكون هو من أرسل م. س. أضاف المسؤول ذاته نقلاً عن إفادة الموقوف ن. ن. أن قريبه تلقى اتصالاً هاتفياً بعد دقائق ثم غادر المكان. وقال المرجع الأمني لـ&laqascii117o;الأخبار" إن المحققين باتوا مقتنعين بأن التحقيق مع الموقوف ن. ن. سيؤدي إلى كشف تفاصيل جريمة اغتيال عوالي، مع وجود اقتناع لديهم بأن الموقوف المذكور شارك في الجريمة مباشرة. وبناءً على إفادة ن. ن.، أوقف فرع المعلومات أمس قريبه م. س.، وبوشر التحقيق معه.
ـ صحيفة الأخبار نقولا ناصيف: بايدن في بعبدا بين المواقف الشفويّة والمكتوبة والإشارات المتناقضة أرسلت زيارة بايدن ثلاث إشارات متناقضة تعكس مظهراً إضافياً للتروي الأميركي، وبدا يقارب الانتخابات عن بعد. لم يجدها في الخطورة التي يصوّرها بعض الأفرقاء اللبنانيين. وتكمن الإشارات الثلاث في: ـ استمرار تعاطف واشنطن مع قوى 14 آذار بجعل اللقاء بأركانها بنداً دائماً في جدول أعمال أي مسؤول أو ديبلوماسي أميركي، واقترانه في المقابل باستمرار مقاطعة أركان المعارضة. يبرز ذلك عدم حماسة واشنطن للاقتداء بالموقف الفرنسي الذي يتفادى، في الظاهر على الأقل، التمييز بين 8 و14 آذار ويتعامل بواقعية معهما. يرى بايدن نتائج الانتخابات خيار اللبنانيين، من غير تلميحه إلى قدرات غير متكافئة بين المتنافسين. ـ ربط بايدن موقف إدارته من الحكومة الجديدة بصيغتها وتركيبتها، وحضّه في الوقت نفسه على ترك هذه الحكومة لخيار الشعب اللبناني في انتخابات تعكس إرادة الناخبين، من غير اتخاذ موقف مسبق من المعارضة، ولا توجيه انتقاد مباشر إليها. الأمر الذي جعله أقرب إلى تبنّي وجهة نظر سليمان الذي يأمل ـــــ بعد جلاء الانتخابات ـــــ في حكومة ميثاقية يتمثّل فيها الأفرقاء الرئيسيون. وهو فحوى قول بايدن للرئيس إنه متيقن من استمراره في تحقيق هذا الهدف. ـ تجاهل بايدن، وهو يتحدّث عن القرارات الدولية، الطرف اللبناني الوحيد المعني بها وخصوصاً بالقرارين 1559 و1701، والأقوى في المواجهة الانتخابية. وخلافاً لفيلتمان، أكثر المسؤولين الأميركيين التصاقاً بالملف اللبناني، لم يأتِ بايدن على ذكر حزب الله ولا سلاحه، ولا أثار قدراته كإحدى العقبات التي يراها فيلتمان في طريق بسط الدولة اللبنانية سيادتها.
ـ صحيفة السفير علي الموسوي: رفض مراقبة موكب الحريري ووضع عبوة في اعتصام المعارضة سيو يعترف أمام &laqascii117o;العدلي" بتفاصيل تفجير إحدى قافلتي عين علق بتكليف من &laqascii117o;فتح الإسلام" روى المتهم الرئيسي في قضية تفجير حافلتي نقل الركّاب في عين علق في 13 شباط من العام 2007، السوري مصطفى إبراهيم سيو، بالتفصيل كيفية تنفيذه لهذه العملية ووضعه إحدى العبوتين في الحافلتين، بإيعاز من المسؤولين في تنظيم &laqascii117o;فتح الإسلام" المدعوين عمر الحجي الملقب بـ&laqascii117o;أبي عمر" ومجد الدين عبود الملقب بـ&laqascii117o;أبي يزن"، وذلك بهدف توجيه رسالة سياسية، من دون أن يقدم معلومات إضافية مفضلاً الاحتفاظ بها لنفسه. وهو الأمر نفسه الذي كرّره عندما اعترف، وبملء إرادته، بأنّ المسؤولين المذكورين طلبا منه وضع عبوة ناسفة في اعتصام المعارضة في ساحة رياض الصلح لكنّه رفض. ويتضح من جلسة الاعتراف الصريحة والواضحة أنّ غاية &laqascii117o;فتح الإسلام" لم تكن ضرب الأمن في لبنان وحسب، بل اللعب على إثارة الفتنة بين اللبنانيين.
ـ صحيفة المستقبل وسام سعادة: التعرّض لصاحب الاستقلال الأول يكشف نقمة 'الحزب' على مجمل اللحظات المؤسّسة للتجربة الوطنية اللبنانية. لا مواطنين في 'دولة التعبئة المستدامة'.. إنّما مقاومون وعملاء يحرص 'حزب الله' على تأكيد أنه يمتلك، على طريقته، مفهوماً للدولة، وأنّه بمفهومه هذا هو الأقدر على تقرير حاضر لبنان ومستقبله. فماذا عن مفهوم 'حزب الله' للدولة؟ إنّه يُطالب اللبنانيين بالانتقال من نموذج الدولة الضعيفة الحاضنة أو المحتضنة لما يعرف بإسم 'المقاومة' إلى نموذج دولة التعبئة العامّة المستدامة تحت قيادة ما يعرف بإسم 'المقاومة'. مفهوم 'حزب الله' للدولة هو في الحالتين نقيض للاستقرار الداخليّ والخارجيّ. فإذا كانت القاعدة الدستوريّة تعطي الأولويّة لسلامة الدولة وتجعل سلامة الدولة من سلامة مواطنيها وسلامة أراضيها فإن القاعدة اللادستوريّة بامتياز لدولة التعبئة العامة المستدامة كما يريدها 'حزب الله' هو أن تكون سلامة المقاومة وقيادتها قبل سلامة الدولة نفسها وقبل سلامة مواطنيها وأراضيها. وإذا كانت الدولة الدستوريّة تقرّ بحقوق وواجبات 'بين جميع المواطنين من دون تمايز أو تفضيل' (كما جاء في الفقرة جيم من مقدمة دستورنا) فإن دولة التعبئة العامّة المستدامة تلغي مفهوم المواطنة رأساً، وتُحِلّ مكانه القسمة بين 'المقاومين' من ناحية، و'غير المقاومين' من ناحية أخرى، بل هي تقترح إعادة تنظيم شموليّة للمجتمع اللبنانيّ على قاعدة تراتبية صارمة: 'المقاومون الأطهار' في الدرجة الأولى، ثم 'أعوان المقاومين' و'عيون المقاومين' بالدرجة الثانية، ثم 'الحلفاء الظرفيين' للمقاومين، ثم 'الشكّاكين بالمقاومة'، ثم 'المشكوك في أمرهم من قبل المقاومة'، ثم 'من يتربّص للمقامة شرّاً'، ثم 'العملاء المباشرين'. هذا، ولا تحصر دائرة التخوين في المنزلة الأخيرة، إنّما يبدأ التخوين من المراتب التالية مباشرة لمنزلة 'المقاومين الأطهار'، وتكون ذروة التخوين ذاك الذي يوجّه لمعشّر المشكّكين بالمقاومة، ولا يعود بعد ذلك من حصّة تخوينية تتميّز بها الفئة الأخيرة أي 'العملاء المباشرين'، خصوصاً إن كانت الفئة المشكّكة بالمقاومة تسند عملية القبض على هؤلاء وسوقهم إلى العدالة اللبنانية وليس إلى أي عدالة أخرى. و'حزب الله' لا يكتفي بطرح نظريّ لمشروع دولة التعبئة العامة المستدامة التي لا تقيم للاستقرار الأهليّ أو الاقتصاديّ أو السياسيّ وزناً، ولا لسلامة الدولة ومواطنيها وأراضيها قيمة. إنّه ينشئ، بقوة الأمر الواقع، هذه الدولة عشيّة الانتخابات، وبوجه الدولة، ومن خلال فرض أجواء الاستنفار الأمنيّ العام المنافي لسلامة العمليّة الانتخابيّة، والتعريض بكافة مرتكزات الدولة الحاليّة. لكنّ الأكثر خطورة من كلّ ذلك، ذاك الرشق المنقطع النظير لتاريخ الدولة اللبنانية بمجملها. فـ'حزب الله' غير متصالح مع أيّ لحظة من اللحظات التكوينية للدولة اللبنانية، فلا لحظة 1920 وقيام الكيان الوطنيّ ترضيه، ولا لحظة 1926 وقيام الجمهورية والنظام الدستوريّ تقنعه، ولا لحظة 1943 والميثاق الاستقلاليّ المسيحيّ الإسلاميّ تشعره بأنّه معنيّ بها، ولا لحظة 1949 وتوقيع اتفاق الهدنة كأفق لتحديد علاقة لبنان بصراعات المنطقة يمكن أن يتقبّلها، ولا لحظة اتفاق الطائف لعام 1949 وإعادة تأسيس الدولة اللبنانية على أساس المناصفة الدائمة الإسلامية المسيحية يمكنه أن يتبنّاها. لأجل ذلك، لم يكن عجيباً أن يبادر زعيم 'حزب الله'، وبعد مشاركة بعض خطبائه في الحملة على رئيس الدولة الحاليّ العماد ميشال سليمان، الى التعرّض لمقامات الاستقلال اللبنانيّ الأوّل، وللرئيس الشيخ بشارة الخوري، ومن خلال توظيف رسالة وجهّت إلى صاحب الاستقلال الأوّل بعد مجزرة حولا عام 1949، وفي إغفال واضح للدور الرائد الذي لعبه الرئيس الخوريّ والجيش اللبنانيّ حينها في حرب فلسطين، وتبسّله في موقعة المالكية وغيرها من أنحاء الجليل. ثمّة من يحاول أن يبتدع 'خطيئة أصلية' للدولة اللبنانية منذ استقلالها الأوّل، بل منذ قيامها، وذلك ليقول في مكان آخر إنّ هذه الدولة هي بحدّ ذاتها 'خطيئة أصلية'، وإنّ منعة الـ10452 كلم مربع هي خطيئة أصليّة. وكل هذا يزيد من أهمية المعركة 'الثقافية' مع هذا النموذج الذي يريده 'حزب الله' للدولة، أي نموذج 'التعبئة العامّة المستدامة'، نموذج التقسيم الشموليّ للمجتمع على قاعدة اصطفاء المقاومين وبيئتهم الأهليّة الإثنية فوق الجميع، وجعل الجميع أعواناً وعيوناً وعسساً للمقاومين، أو أعواناً وعيوناً وعسساً بوجه المقاومين. فـ'دولة التعبئة الدائمة المستدامة' لا تريد مجتمعاً واحداً، يحتكم إلى مفهوم واحد للمواطنية، ولا هي تتقبّل التنوّع أيضاً في إطار الشخصيّة اللبنانيّة المميّزة والهجينة والمستقلّة. ما تبتغيه هكذا 'دولة' هو أن يحصى المقاومون بمئات الآلاف وكذلك العملاء يبلغون مئات الآلاف. وهذه أصلاً المشكلة الأخلاقية التي تواجه اللبنانيين اليوم: ذلك أنّ اكتشاف هذا العدد الهائل من شبكات التجسّس لصالح إسرائيل من ضمن البيئة الأهلية المفترض أنّ المقاومة محصّنة فيها، إنّما يعني أنّ مفاهيم من نوع 'ثقافة المقاومة' و'المجتمع المقاوم' لا بدّ من مراجعتها.
ـ صحيفة الأخبار فاطمة داوود: عادل إمام يكره حزب الله و&laqascii117o;يحب"... اسرائيل جاءت المقابلة التي أجراها عادل إمام في برنامج &laqascii117o;واحد من الناس" على قناة &laqascii117o;دريم 2" المصرية أول من أمس، خارج كل التوقّعات. إذ أطلّ &laqascii117o;الزعيم" عبر الشاشة ليهزأ بالنصر &laqascii117o;الذي ارتكز على مبدأ الصمود بينما الأطفال يقطّعون ويقتلون والناس يهجّرون"، متهمّاً كل قادة المقاومة بأنّهم رجال &laqascii117o;السويتات" الفاخرة، يمارسون الاستجمام والنقاهة في أحواض &laqascii117o;الجاكوزي". وأعلن أنّ المصريين هم وحدهم مَن قاتلوا جيشاً بجيش وانتصروا واستردّوا الأرض كاملة. وطبعاً لم ينس اتّهام كل الأطراف الفلسطينية بتقاضي أموال هائلة من السعودية والتهاء جماعات المقاومة بإطلاق صواريخ صُنعت في ورش بدائية لا تتمتّع بأي فعالية. بينما اعتبر إسرائيل قوةّ كبرى تعرف ماذا تريد وكيف تحقّق أهدافها. خيبة أمل الإعلامي عمرو الليثي بدت واضحة حين كرّر على مسامع ضيفه &laqascii117o;هل أنت ناطق باسم النظام؟" و&laqascii117o;أنت مش واحد من الناس؟"، فأجابه إمام ببرود &laqascii117o;أكره كلمة النظام. في مصر حكومة وليس نظاماً، كما يرددّون دائماً". لكنّ إمام أثبت فعلاً أنّه &laqascii117o;رجل النظام" بامتياز حين دافع عن الاتفاقيات الموقّعة بين مصر وإسرائيل وغيرها من الدول، غامزاً من قناة التطبيع المقبول خلافاً لوجهة نظر المصريين في مناهضة التطبيع بين البلدين على مستوى القاعدة الشعبية. وصف المعارضة بأنّها &laqascii117o;هبلة ومسكوها طبلة"، موضحاً أنّ الرئيس المصري يتعرض لإهانات عديدة لكنّه يسامح. ومن مصر إلى لبنان، شنّ إمام هجوماً حاداً على &laqascii117o;حزب الله" وأمينه العام حسن نصر الله. وذلك بعدما سئل عن موقفه من إلقاء القبض على ما سميّ بـ&laqascii117o;خلية حزب الله"، فانتفض قائلاً إنه ليس مسموحاً أن تفتح الحدود المصرية لتهريب السلاح إلى الفلسطينيين، &laqascii117o;ولا يمكن لأحد أن يتخطّى الخطوط الحمر لاختراق أمن مصر سواء من أي حزب أو جهة كانت". ثم تحدّث بسخرية عن التركيبة السياسية اللبنانية التي تبقي على تشرذم البلد وتفكّكه، فهناك الشيعة جنوب لبنان، و&laqascii117o;جماعة مارون وقلّة من السنّة في بيروت".
ـ صحيفة البلد جورج ساسين: تعتمد الاوساط الرسمية الفرنسية لغة مزدوجة حيال الزيارات التي يقوم بها مسؤولون اميركيون الى بيروت قبل ايام على الاستحقاق الانتخابي في السابع من حزيران. فهي من جهة لا ترى رابطاً بن زيارة نائب الرئيس الاميركي جو بايدن والانتخابات التشريعية، ومن جهة اخرى تتحدث بصراحة وبطريقة غير رسمية عن عدم ترحيبها بتوقيت هذه الزيارات لانها تعكس رغبة في التدخل في مسار الانتخابات اللبنانية. وحين يطرح سؤال عن تعليق باريس على بيان 'حزب الله' المنتقد لزيارة بايدن التي وصفها بالتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية يجيب الناطق المساعد لوزارة الخارجية فريدريك ديزانيو: 'ليس لدينا تعليق خاص على زيارة نائب رئيس الولايات المتحدة التي تندرج في اطار العلاقة بين دولة واخرى. ونحن لا نقيم روابط بين هذه الزيارة والانتخابات في السابع من حزيران'. وتمنى ان يتواصل 'مناخ الحوار والتفاهم الذي ساد في لبنان منذ اتفاق الدوحة لكي تجرى الانتخابات وسط الاستقرار واحترام مقاييس الديمقراطية وتعزيز وحدة لبنان واستقلاله وسيادته ووحدة اراضيه التي نتمسك بها أسوة بكل الاسرة الدولية'. ورغم هذه المبادئ الا ان الموقف المعلن لباريس الذي' لا يقيم رابطاً 'بين الزيارات والانتخابات' تتناقض مع ما يقوله كبار المسؤولين الفرنسيين في مجالسهم الخاصة. واذ يعبر هؤلاﺀ عن 'نقزتهم' من الزيارات الاميركية المتكررة الى بيروت عشية الانتخابات 'لانها تعطي الانطباع بالتلاعب بموازين القوى لمصلحة هذا الفريق ام ذاك، واذ كان بايدن زار الرؤساﺀ الثلاثة الا انه اجتمع بقيادات 14 آذار، فيما حصرت وزيــرة الخارجية هيلاري كلينتون لقاﺀها برئيس الجمهورية ميشال سليمان وزعيم تيار' المستقبل 'النائب سعد الحريري وأدلــت بتصريح مقتضب أيدت فيه المعتدلين في لبنان'، على ما قالته مصادر فرنسية رسمية. وتضيف المصادر: 'نحن ننصح وزير خارجيتنا على سبيل المثال بعدم الذهاب الى لبنان او اي دولة اخرى قبل الانتخابات لئلا نتهم بالتدخل بالشؤون الداخلية. في كل الاحوال، نحن نعرف لبنان جيداً ونعرف اهمية التوازن المطلوب. والفرق واضح للعيان بيننا وبين الاميركيين'.
ـ صحيفة البلد علي الأمين: هدايا 8 آذار يلخص نائب الرئيس الاميركي جو بايدن في زيارته الى لبنان جملة مؤشرات خارجية يمكن وصفها انها هدايا انتخابية الى قوى 8 آذار. وقبل زيارة بايدن، وفي موازاة المواقف الدولية الآنفة، اطلقت 'حكومة الحرب' في اسرائيل مؤشرا ثالثا برز عبر رسالتي دفع لقوى 8 آذار في معركتها الانتخابية والسياسية، تتجاوزان في اهميتهما ما قام به بايدن، الاولى تمثلت في إعلان مصدر في الحكومة الإسرائيلية، قبل اسبوعين، أن 'رئيس الوزراﺀ بنيامين نتنياهو يؤيد انسحاب قوات الاحتلال الاسرائيلي من الجزﺀ الشمالي من قرية الغجر، من أجل تقوية رئيس الحكومة فؤاد السنيورة والمعتدلين في لبنان قبيل الانتخابات النيابية' وهي رسالة شديدة الوضوح لجهة استهدافاتها، اذ لا يمكن لاي مراقب كان ادراج هذا الموقف في اطار دعم الرئيس السنيورة وقوى 14 آذار، انها رسالة تحمل في طياتها سعيا ذكيا من اجل هزيمة الفريق الذي تسميه. الرسالة الثانية والمكملة للاولى حول المناورة الإسرائيلية المرتقبة في أواخر ايار والتي ستمتد الى الرابع من حزيران، التي وصفت بانها الاكبر في تاريخ الكيان الإسرائيلي، تأتي في توقيت لا يقل ذكاﺀ عن سابقتها، لانها تدفع اللبنانيين الى التسليم بكل ما يقوم به حزب الله على صعيد ما يراه مناسبا لمواجهة عدوان اسرائيلي محتمل، ودفعهم للتسليم بما هم عليه من واقع سياسي وأمني يرفضون الكثير من وجوهه لأنها تتنافى مع مسار بناﺀ الدولة القادرة والعادلة. وما يواكب هاتين الرسالتين الاسرائيليتين ما يروج له كتاب اسرائيليون من أن فوز حزب الله سوف يساهم بانخراطه في الشأن الداخلي اللبناني بشكل اكبر وسوف يدفعه اكثر الى الامساك بالحكومة، وهي خطوة تستكمل سيطرته على زمام السلطة في الشكل والمضمون وتجعل اسرائيل في منأى عن التمييز او استثناﺀ مؤسسات الدولة والمناطق اللبنانية في اي حرب محتملة بين اسرائيل وحزب الله.