- صحيفة السفير
من الصحافة الإسرائيلية- امير كوليك:
الدروس المستخلصة من حرب غزة والمعركة المقبلة مع حزب الله
...سعت حماس لبناء قوتها العسكرية على أساس نموذج حزب الله في لبنان. وتكمن في صلب هذا النموذج فرضية أساس مركزية ترى أن المجتمع الإسرائيلي ضعيف وغير مؤهل لتحمل حرب طويلة وكثيرة الإصابات. وعلى أساس هذه الفرضية تطورت نظرية القتال الرامية ليس إلى إلحاق الهزيمة العسكرية بإسرائيل وإنما ممارسة الضغط على جبهتها الداخلية. ويفترض تحقيق هذا الهدف عبر إطلاق الصواريخ نحو المراكز السكانية وتكبيد القوات البرية للجيش الإسرائيلي أكبر قدر ممكن من الخسائر. وبحسب هذا المنطق فإن عنصر الوقت في الحرب يعمل في غير مصلحة إسرائيل. وكلما استمرت المعركة زمناً أطول وكلما تواصل إطلاق الصواريخ وتزايدت أعداد القتلى من الجنود, ازداد الضغط الشعبي على حكومة إسرائيل لإيقاف الحرب. وتم تجسيد هذه المبادئ عبر تشكيل منظومتي قتال. الأولى منظومة مدفعية ـ صاروخية تهدف لإطلاق أكبر عدد ممكن من الصواريخ بشكل متواصل وعلى امتداد الحرب. وبغية منع تدمير هذه المنظومة على يد سلاح الجو الإسرائيلي نشر حزب الله عدداً كبيراً من منصات الإطلاق في مساحة جغرافية واسعة. وبهذه الطريقة فإن احتمالات اكتشاف الراجمات قبل الإطلاق ضئيلة بسبب توزع جهود جمع المعلومات الإسرائيلية, فضلاً عن العدد الكبير لفوهات الإطلاق, مما يجعل من تدمير بعضها أمراً غير كاف لتقليص الإطلاقات أو كمية النيران على إسرائيل بشكل كبير. وهكذا, على سبيل المثال, أفلح سلاح الجو في صيف العام 2006 في اكتشاف وتدمير 33 راجمة، وكان قد دمّر خمسين راجمة أخرى في الضربة الأولية. وبالمقابل فإن كمية الصواريخ التي أطلقت نحو الأراضي الإسرائيلية لم تتضاءل تقريباً, ووصلت, في المتوسط, إلى مئتي صاروخ تقريباً. أما منظومة القتال الثانية والتي أقامها حزب الله فهي منظومة دفاع بري, ترتكز إلى مواقع مضادة لطائرات, أنفاق وحقول عبوات معدة سلفاً. وهدف كل ذلك مزدوج: عرقلة القوات البرية, &laqascii117o;لكسب الوقت" وللاستمرار في إطلاق الصواريخ, وفي الوقت نفسه, لتكبيد الجيش أكبر عدد ممكن من الخسائر في صفوف جنوده. وكما تبين الأمر في حرب لبنان الثانية فإن تنظيم ميدان المعركة, وفق هذه المبادئ, أضعف فعلاً وبقدر كبير مزايا الجيش الإسرائيلي وخلق ضغطاً كبيراً على الجبهة الداخلية الإسرائيلية. وقاد النجاح العملياتي لحزب الله حماس إلى محاولة تجسيد نمط قتال مشابه في قطاع غزة أيضاً. وكما سلف فإن المقوم الأهم والأشد مركزية في &laqascii117o;نموذج حزب الله" هو منظومة الصواريخ. وكرست حماس قسماً كبيراً من جهودها لتطوير هذه المنظومة وتحسينها وتوسيعها....والفارق الأبرز هو في المعطيات الميدانية. فمساحة قطاع غزة هي 365 كيلومتراً مربعاً, فيما مساحة لبنان تزيد عن عشرة آلاف كيلو متر. أما منطقة القتال الأساسي ـ الجنوب اللبناني ـ فتبلغ مساحتها حوالى 600 كيلو متر. وإذا أضفنا لذلك أيضا منطقة بيروت ومناطق في البقاع اللبناني, والتي يفترض أن يجري فيها أيضاً, بشكل أو بآخر, قتال سنحصل على منطقة قتال تزيد على ألفي كيلو متر مربع. ولهذه المسألة أهمية كبرى في ما يتعلق أساساً بقدرة الجيش الإسرائيلي على تركيز موارد استخبارية وعملياتية، وبالتالي إظهار أفضلياته التكنولوجية.عدا التضاريس يبدو الاختلاف في الخبرة العملياتية للتنظيمين, حماس وحزب الله. فالقوة المقاتلة لحزب الله مخضرمة وذات خبرة عملية غنية. وحتى حرب لبنان أفلح حزب الله في اجتياز ثلاث جولات قتال مع الجيش الإسرائيلي (1993, 1996, 2002). وكانت المساحات الفاصلة زمنياً بين هذه الجولات طويلة ووفرت لحزب الله الوقت لاستخلاص العبر واختبارها في جولة القتال التالية. وشكلت هذه العبر معالم مركزية في عملية بناء قوة منتظمة للتنظيم بمساعدة وثيقة من إيران. وبكلمات أخرى, في العام 2009 تقف خلف حزب الله 16 عاماً من بناء قوة منتظمة تستند على الدروس المستخلصة من الميدان. وبالمقابل فإن بناء القوة في حماس لم يتخذ مساراً عسكرياً منتظماً إلا منذ حزيران 2007, بعد السيطرة على السلطة في القطاع. وبناء عليه فإن الذراع العسكري للتنظيم دخل المعركة &laqascii117o;صغيراً" و&laqascii117o;غير مكتمل النضج" من الناحية العملياتية. صحيح أن هذه الذراع تمتلك سنوات كثيرة من النشاط الإرهابي ضد الجيش الإسرائيلي في القطاع, غير أن تلك لا تشبه بداهة التحديات التي واجهها أثناء عملية &laqascii117o;الرصاص المسكوب". ومن هذه الناحية واضح أنه بالمقارنة مع حزب الله كانت المنظومة العسكرية لحزب الله في مهدها وقت العملية في غزة. وفي هذا السياق تصعب المبالغة في فوارق القدرة بين حماس وحزب الله. وهذه القاعدة تصحّ من جميع الجوانب, وبالأخص على المنظومة الصاروخية, كمية الصواريخ, الراجمات والقوة البشرية المدربة. وفيما يتعلق بعنصر الوقت في الحرب المقبلة ضد حزب الله, فإن الفرضية في أن تتوفر لإسرائيل &laqascii117o;ساعة رمل" سياسية مشابهة لتلك التي توفرت لها في غزة, قد تظهر كفرضية خاطئة...كما أن سياسة مهاجمة الأهداف قد تختلف بسبب الفارق بين الشرعية الدولية المعطاة لسلطة حماس وتلك المعطاة للحكومة اللبنانية. تضاف إلى ذلك الظروف الدولية الجديدة التي نشأت بعد تولي باراك أوباما الحكم. ففي ظروف دولية كهذه يمكن أن تصطدم إسرائيل بمصاعب في مهاجمة بنى تحتية مدنية وسلطوية في لبنان. وبالقدر نفسه فإن عملية برية موجهة للسيطرة على أرض لتقليص كمية الإطلاقات، كما فعل الجيش الإسرائيلي في غزة، قد لا تغدو ناجعة في لبنان بسبب مناطق الإطلاق البعيدة, بسبب منظومات الدفاع الكثيفة لحزب الله وبسبب إمكانية أن الفترة الزمنية الممنوحة لإسرائيل ستكون أقصر بكثير. إن الدرس الأساسي, وربما الأهم, هو الفهم أن بالوسع النجاح في الحرب ضد &laqascii117o;نموذج حزب الله". وبعد حرب لبنان الثانية شاع في إسرائيل, وعلى ما يبدو في الجيش, شعور بأنه لا سبيل ناجع لمحاربة التهديد الذي يجمع بين القتال البري والإطلاق الناري المكثف على الجبهة الداخلية الإسرائيلية. ورغم الظروف المختلفة فإن العملية في غزة أثبتت أنه حتى إذا لم يعثر الجيش الإسرائيلي حتى الآن على الوصفة الكاملة لمواجهة &laqascii117o;نموذج حزب الله", فإنه يمتلك &laqascii117o;طرف خيط" لحل المسألة. فالحرب ضد هذا النموذج, كما بينت العملية في غزة على نطاق محدود تحتاج إلى إدارة على مستويات عدة, كل واحد منها معد لتحقيق هدف مختلف...وبسبب اتساع ميدان المعركة في لبنان وتوزع العدو يجب تركيز الفعل العسكري الإسرائيلي في المناطق الأشد تأثيراً على الخصم. ورغم أن حزب الله يعرض أحياناً كمنظمة متسلسلة فيها لكل إطار قتالي حرية عمل كاملة, إلا أن حرب لبنان الثانية برهنت على عكس ذلك. فالبحث الذي أجراه باحثون أميركيون وحللوا فيه قتال حزب الله في صيف 2006 يستنتج أن حزب الله قاتل كمنظمة عسكرية منتظمة أكثر مما حارب كمنظمة عصابية متسلسلة. فالتمسك بالأرض, والانتشار في مواقع معدة سلفاً, وإدارة معارك اشتباك من مسافات قصيرة, وتركيز القوات, واستغلال ظروف الأرض للتمويه, وإدارة هجمات موضعية وسواها تثبت جميعها أن قتال حزب الله كان أقرب إلى قتال جيش تقليدي منه إلى قتال منظمة إرهابية أو عصابية. وتهمنا في هذا المجال على وجه الخصوص ثلاث نقاط مركزية تظهر في البحث: الأولى أن حزب الله أدير في الحرب عبر منظومة قيادة وسيطرة تراتبية ومرتبة كانت تتخذ القرارات في وقتها. والثانية أن حزب الله نظم ميدان القتال وفق منطق محدد يهدف إلى عرقلة القوات الإسرائيلية عن الوصول إلى المناطق المركزية لإطلاق الصواريخ في الجنوب. والثالثة هو الانضباط الناري الذي تصرف وفقه حزب الله والذي بواسطته نجح في توقيت إطلاق صليات واسعة النطاق على أراضي إسرائيل وكذلك في تقديم الإسناد الناري لقواته...إن أحد الأهداف المركزية للجيش الإسرائيلي في المعركة المقبلة ضد حزب الله ينبغي أن يكون خلق ردع والمساس بقدرة حزب الله على ترميم قواته بعد الحرب. وهذا الهدف يمكن تحقيقه عبر المساس بمؤسسات الحكم ومنشآت البنى التحتية المدنية، كما جرى في عملية &laqascii117o;الرصاص المسكوب"، ولكن بشكل أنجع وبثمن دولي أقل, عن طريق ضرب البنى التحتية المدنية والاقتصادية لحزب الله ذاته. وعملياً فإن هذه البنية هي ذخر استراتيجي للمنظمة, تضررت فعلاً في حرب لبنان الثانية, ولكن هذا الضرر كان مجرد نتيجة هامشية لمهاجمة بنيته العسكرية. وفي هذا السياق فإن المراكز الشيعية الكبرى في الجنوب, في البقاع وفي بيروت يجب أن تكون الهدف المركزي. والمقصود من ذلك ليس إدارة حرب إبادة ضد الطائفة الشيعية وإنما تحقيق ضربة قاسية للأجهزة التي يمارس حزب الله عبرها صلته بالطائفة والتي بواسطتها يجند الموارد لمصلحته. وعلاوة على ذلك المساس ببنيته الاقتصادية المستقلة في لبنان..وكما سلف, فإن إسرائيل ملزمة بأن تنتبه إلى احتمال أن يكون عنصر الوقت في المعركة المقبلة مختلف تماماً, وأن يكون الوقت المتاح للجيش أقصر بكثير مما كان تحت تصرفه في حرب لبنان الثانية, أو أثناء عملية &laqascii117o;الرصاص المسكوب". وبناء عليه فإن المعركة يجب أن يكون قد خطط لها سلفاً أولاً، وقبل كل شيء من أجل تحقيق الحد الأقصى من الأهداف في الحد الأدنى من الوقت, وليس الافتراض سلفاً أنها ستدور طوال أسابيع. وأحد سبل تقليص زمن القتال هو أن تقوم إسرائيل قبل بدء المعارك بتنفيذ جزء من النشاطات الدبلوماسية الرامية إلى إيجاد منظومة خروج. وفي الغالب فإن نشاطات من هذا النوع تبدأ بعد بضعة أيام من نشوب الحرب. فوقف عمليات الجيش الإسرائيلي يرتبط بقدر كبير بنتائج المساعي الدبلوماسية, بدلاً من الاعتبارات العملياتية. وفي لبنان فإن مبادئ التسوية واضحة ويمكن الاتفاق عليها مع الجهات ذات الصلة قبل المعركة. ولا يهمّ ما ستكون عليه نتائج القتال, فآلية الإنهاء ينبغي أن تشمل حلاً لإغلاق أشد نجاعة للحدود بين سوريا ولبنان, لمنع تهريب الوسائل القتالية من إيران, وإلى إبعاد تواجد حزب الله في الجنوب وما شابه. وهذه المبادئ وسواها, إلى جانب تفاهمات عمومية بين الشركاء المستقبليين في آلية التسوية, يمكن بلورتها حتى قبل بدء المعركة, وبذلك تحول النشاط الدبلوماسي المتوقع إلى نشاط أكثر نجاعة وأكثر وضوحاً. وبهذه الطريقة يمكن بقدر كبير تقليص الرابط بين تحقيق آلية تسوية وبين استمرار القتال. يبدو أنه في الأساس من ناحية عسكرية ـ عملياتية وتكتيكية ـ كانت العملية في غزة ناجحة. وفي الوقت نفسه فإن كل محاولة لاستنتاج خلاصات بعيدة المدى من عملية &laqascii117o;الرصاص المسكوب" ضد حماس بشأن المعركة المقبلة مع حزب الله قد تظهر كخطأ مرير. فالفوارق بين ساحتي القتال وبين التنظيمين نفسيهما كبيرة وجوهرية لدرجة أن من الجلي أن ما يصحّ هنا يمكن أن يتبين أنه خطأ هناك. ولذلك فإن التجسيد الأعمى لمبادئ &laqascii117o;الرصاص المسكوب" والتعطر بنجاحاتها يمكن أن ينطوي على نتائج خطيرة سواء على بناء القوة أو تفعيلها في الحرب المقبلة في مواجهة حزب الله. ورغم ذلك, إذا كان هناك شيء يمكن ويجب تعلمه من العملية في غزة بشأن لبنان, فهو أن بالوسع التعامل بنجاح مع نوع التهديد الذي يمثله &laqascii117o;نموذج حزب الله" وأنه يجدر بنا في هذا السياق التطلع نحو التخطيط لمعركة تقود إلى نصر حاد وواضح. وفي الوقت نفسه, يجب أن نفعل ذلك بحكمة وعبر احترام الخصم وفهم حدود قوة إسرائيل. (نشرة الجيش والاستراتيجيا- مركز دراسات الأمن القومي - نيسان 2009 )
- صحيفة السفير
حلمي موسى:
بين حرب لبنان الثانية وعملية &laqascii117o;الرصاص المسكوب" إسرائيل قلقة من &laqascii117o;نموذج حزب الله"
رغم أن إسرائيل تعتبر إيران التهديد الاستراتيجي الأول الذي يواجهها في السنوات المقبلة وتحاول تحشيد الأسرة الدولية ضده إلا أنها لا تخفي قلقها من التهديد الذي تمثله المقاومة في كل من لبنان وفلسطين. وربما لهذا السبب رأى مركز دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب أن يخصص العدد الأول من نشرته الجديدة, &laqascii117o;الجيش والاستراتيجيا" للبحث في ماهية التهديد الذي يشكله حزب الله وحماس على الدولة العبرية. وبدا أن العدد الأول يركز من خلال عناوينه على ما يسمّيه &laqascii117o;نموذج حزب الله" في القتال وهو نموذج يعتمد على منظومتي دفاع بري لعرقلة القوات الإسرائيلية وتكبيدها خسائر وإطلاق صاروخي لشل الجبهة الداخلية الإسرائيلية ولنقل الحرب إليها. ويناقش هذا العدد في مجموعة من المقالات واقع الوضعين الفلسطيني واللبناني والفوارق بينهما وإثر معركتهما على الجيش الإسرائيلي، وبالتالي على قدرة هذا الجيش في مواجهة الجيوش العربية. ولا ريب في أن &laqascii117o;نموذج حزب الله" الذي أفلح في طرد الاحتلال من الجنوب اللبناني في العام 2000 بات نموذجاً يُحتذى به على الصعيد الفلسطيني، خصوصاً من جانب حركة حماس في قطاع غزة. ويجمع هذا النموذج, كما سلف, بين مبادئ عمل حربي معهودة في الجيش النظامي وأخرى من عمل المجموعات العصابية. ولكن &laqascii117o;نموذج حزب الله" في جوهره كان نتاجاً لواقع لبناني خاص يجعل من الصعب تبنيه بشكل تام من جانب أي مجموعات أخرى. فالربط فيه بين المحلي والوطني جعل من المقاومة ليس فقط مجرد فعل عسكري يحتاج إلى إسناد، وإنما &laqascii117o;حالة مجتمعية" متكافلة. وقد وفر &laqascii117o;نموذج حزب الله" لمحيطه فرصة اعتداد وتفاخر جعلت منه موضع لقاء لا اختلاف، وهو ما لم يتوفر لمجموعات مقاومة أخرى. وأسهم في ذلك إلى حد كبير الإقرار القائم في لبنان بالتعددية الدينية والمذهبية والسياسية وهو ما لا يتوفر, على الأقل بالدرجة نفسها, في فلسطين مثلاً. والواقع أن التجربة النضالية الطويلة في لبنان، والتي توّجت بـ&laqascii117o;نموذج حزب الله" عبرت عن واقع عجز القوى الرسمية عن فرض نظرتها إلى الصراع الإقليمي مع إسرائيل. ومن الجائز أن هذا ما قاد في حينه إلى الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب اللبناني من طرف واحد ودون أية اشتراطات. وهو ما قاد لاحقاً إلى تسجيل الجيش الإسرائيلي لواحدة من أبرز كبواته العسكرية في تاريخه، وهي ما حاول القفز عنها بإقدامه على شن حربه التدميرية ضد قطاع غزة. ورغم إيمان الإسرائيليين بأن &laqascii117o;المكاسب العسكرية" في غزة لم تحقق لهم أغراضهم السياسية, حيث إن الخطر لم يزل قائماً على مستوطنات الجنوب, فإنهم لا يتورعون عن التنقل في التبرير بين &laqascii117o;مبادئ الرصاص المسكوب" و&laqascii117o;نظرية الضاحية". فيهددون لبنان بما جرى لغزة في &laqascii117o;الرصاص المسكوب" بالقدر نفسه، الذي هددوا فيه غزة بـ&laqascii117o;نظرية الضاحية" التي تقوم على أساس أنه مقابل كل صاروخ يسقط في إحدى البلدات الإسرائيلية يتم تدمير عشرة مبانٍ في الضاحية الجنوبية لبيروت... إن الجيش الإسرائيلي الذي يعتبر نفسه الأقوى في دائرة ألف وخمسمئة كيلو متر يجد نفسه غارزاً في كثبان غزة ومحيط مخيماتها مثلما يجد نفسه عاجزاً عن اجتياز الحدود مع لبنان. فهذه القوة التي نجحت في ردع النظام الرسمي العربي تقف عاجزة عن ردع روح المقاومة التي تتعزز يومياً بفضل الإيمان بأن إسرائيل باطل...
- صحيفة السفير
طلال سلمان:
لن يسمح لبنان باغتيال عيده: التحرير!
لن تنجح محاولات اغتيال العيد! سيحتفل اللبنانيون جميعاً، اليوم بهذا العيد المضرج بدماء الشهداء الأبرار الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن وحرية المواطن، منذ ان اقيمت اسرائيل بقوة السلاح والتواطؤ الدولي والغفلة العربية 1948، وحتى اكتمال النصر على الاحتلال في الخامس والعشرين من أيار 2000. سيحتفل اللبنانيون جميعاً بعيد التحرير، من فوق الخلافات السياسية التي احتدمت هذه الأيام لأسباب انتخابية، تكاد تفتقد المعنى خارج دلالات العيد... اللهم إلا أولئك الذين كانوا قد خرجوا على وطنهم ومنه ليلتحقوا، ومن موقع العملاء والمرتزقة، بالعدو الإسرائيلي، فقاتلوا معه الفجر الأغر الذي استولدته التضحيات الغوالي بالروح، رجالاً ونساءً وأطفالاً، في &laqascii117o;كل لبنان" ومن أجل &laqascii117o;كل لبنان... سنحتفل مع كل الذين تصدوا للاحتلال بما ملكت أيمانهم، بالزيت المغلي والحجارة، بداية، ثم برفض التعامل، ثم بالسلاح القليل والإرادة العظيمة، فقاتلوا حتى الاستشهاد في كل مكان، وكان بينهم الشيوعي والقومي والبعثي والاشتراكي وأبناء حركة &laqascii117o;أمل"، قبل ان يقتحم ميدان الجهاد مقاتلو &laqascii117o;حزب الله" معززين ـ مع الإيمان ـ بسلاح اعظم فعالية، وبتدريب أعلى مستوى، وبقيادة عالية الأهلية وثابتة اليقين حتى الاستشهاد من اجل هدف التحرير الذي اسبغ عليه الدم مزيداً من القداسة.... وثمة مشاركة دولية اخرى بمنشأ لبناني، هي هذه الرواية القديمة التي جددتها مجلة &laqascii117o;دير شبيغل" الالمانية، حول اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، مستخدمة بعض التفاصيل المستهلكة والتي سبق ترويجها في بعض وسائل الاعلام &laqascii117o;العربية" والمحلية، من أجل توجيه الاتهام الى... &laqascii117o;حزب الله"! المشاركة الجديدة مباشرة في أهدافها اكثر من كل ما سبق من روايات، وموقتة في إطلاقها بما يخدم الفتنة في لحظة احتدام سياسي ـ طوائفي خطير. لقد سقط اتهام سوريا بهذه الجريمة التي هزت ضمائر اللبنانيين، والتي أصابت بتداعياتها &laqascii117o;حزب الله" وقضية التحرير، أولاً وقبل أي طرف آخر، فكان لا بد من استحضار متهم آخر يخدم توجيه الاتهام إليه، كذباً، العواطف والخواطر والعصبيات والحساسيات، بما يتجاوز الحصول على الأكثرية في المجلس النيابي الجديد، الى إدخال الوطن جميعاً في فتنة لا تبقي ولا تذر...
- صحيفة السفير
نبيل هيثم:
الأميركيون يصوبون على &laqascii117o;حزب الله"... و الهدف عون .. بايدن يستنهض المترددين.. فكيف يلبّون من يضمر التوطين؟
...الأكيد، أن الأميركيين وحلفاءهم لا يريدون لـ&laqascii117o;حزب الله" أن يفوز في الانتخابات، والتلويح بفزاعة فوزه ليس هو المقصود فيها فقط، بقدر ما هو مقصود أيضا الجنرال ميشال عون، وبحسب شخصية مطلة على الموقف الأميركي، فإن الأميركيين يدركون تماما أنه حتى ولو ربح &laqascii117o;حزب الله"، فإن صيغة الحكم في لبنان لا تقوم إلا على قاعدة حكومة وحدة وطنية أيا كان الرابح، وهم يعرفون جيدا أن &laqascii117o;حزب الله" أذكى من أن يكرر خطأ حماس في غزة، وفي الاصل لا يستطيع ذلك، لأن تركيبة المعارضة هي من ألوان سياسية ومذهبية مختلفة، ما يعني أن كل هذا التهويل يتوخى الظفر بعدد من المقاعد المسيحية التي يمكن ان تقرر مصير الأكثرية والأقلية. والأهم هنا إبعاد هذه المقاعد عن متناول عون. حتى ان ممثلي الجمعيات الأميركية التي زارت لبنان مؤخرا تحت عنوان مراقبة الانتخابات، جاءت تحت يافطة الفزاعة ايضا، فمادلين اولبرايت دخلت من باب المراقبة للتخويف من سلاح &laqascii117o;حزب الله" وتهديده للعملية الديموقراطية، بينما عبر ممثل جمعية أميركية أخرى امام شخصية مسيحية مستقلة، عن استياء بالغ &laqascii117o;كيف تصوتون انتم المسيحيين لميشال عون، فالتصويت له يعني التصويت لـ&laqascii117o;حزب الله".
- صحيفة السفير
واصف عواضة:
في يوم التحرير: كيف يكون لبنان قويا؟
كان ذلك قبل تسع سنوات. الخامس والعشرون من ايار عام 2000، هو يوم ليس كمثله يوم. يوم كان كيوم فتح مكة. قالت المقاومة: الكل آمِن، حتى العملاء فمصيرهم القضاء. لم تفعل ما فعلته كل مقاومات الدنيا، فانتصرت على السيف والدم والانتقام، ولم تُرق نقطة دم واحدة.. لقد شدد نائب الرئيس الاميركي جو بايدن خلال زيارته الاخيرة على ضرورة ان يكون لبنان قويا ليجلس &laqascii117o;الى الطاولة" وليس &laqascii117o;على الطاولة". وينبغي الاعتراف ان ما قاله بايدن هو كلام حق حتى لو اراد به الباطل. فلبنان الضعيف سيكون بالتأكيد &laqascii117o;على الطاولة" لقمة سائغة في افواه اللئام، أما لبنان القوي فسوف يكون الى الطاولة ندا عنيدا ينتزع حقه عزيزا كريما... يكون لبنان قويا بمقاومة اثبتت خلال ربع قرن من الزمن انها بأهلها ودم شهدائها قادرة على تحرير لبنان وحمايته وقطع اليد الاسرائيلية التي تمتد اليه. فماذا فعلت وتفعل الولايات المتحدة غير محاربة هذه المقاومة ووصمها بالارهاب؟...
- صحيفة السفير
جورج علم:
الشرق الأوسط في مرحلة مخاض وولادة &laqascii117o;أنابوليس ـ 2" مؤجلة ... لافروف في بيروت على خطى بايدن لمعاينة ما تركه &laqascii117o;إعصاره" من تداعيات
...وفي مطلق الأحوال، يؤكد بعض المطلعين على مسار زيارة لافروف الى كلّ من دمشق وبيروت بأن النتائج المرتقبة ستكون متواضعة، كون الزيارة تتم قبل وضوح الخيارات الاميركيّة تجاه المنطقة خصوصا وان السناتور جورج ميتشيل كان لا يزال في مرحلة استكشاف الأرض، وجمع الأفكار، وتدوين الملاحظات. وجاءت الحكومة الإسرائيليّة المتطرفة لتنسف كلّ شيء: لا لمسار أنابوليس، ولا لحل الدولتين، ولا للأرض مقابل السلام، ومن دون ان تتفوّه بنعم واحدة لمعرفة ماذا تريد فعلا؟. وتتزامن الزيارة مع عودة نتنياهو من واشنطن وسط تباينات حول سلّم الأولويات: إيران أولا، أم الشرق الاوسط والصراع العربي ـ الإسرائيلي. والحرب على إيران، أم الحوار وتوفير مستلزمات نجاحه؟. كما تتزامن قبيل وصول الرئيس باراك أوباما الى مصر في الرابع من حزيران المقبل لتوجيه رسالة الى العالمين العربي والإسلامي ربما ضمّنها رؤيته لتحقيق السلام في الشرق الاوسط...
- صحيفة النهار
غسان تويني:
نحو رؤية استراتيجية لبنانية تشكل جسراً بين آسيا والغرب
... في نظرنا، لبنان هو الدولة العربية المؤهلة عضوياً بل كيانياً لأن تكون منطلق هذه الرؤية الاستراتيجية التي تنادي أوروبا لبنان لتعهدها توثيقاً لانتسابه الاوروبي. ووحده لبنان اذا فعل يمكنه ان يدعو في المقابل الى التجاوب مع القمة 'الآسيوية' التي تدعو اليها ايران وترعاها موسكو باليد اليسرى وتحويلها من قمة حرب الى قمة تكامل السلام باستيعاب 'حزبية الله' وتحويلها من الحرب على مؤمنين بالله اياه انما بغير تحزب، مما يمكّن القمة الآسيوية هذه من محاولة احتضان الموقف الباكستاني الداعي حتى بالعنف الى منع استمرار وانتشار الارهاب الاسلامي و'الطالبانية' كما لا احد ... غير الجبهة الباكستانية وامتداداتها الاستراتيجية المعلنة