- صحيفة الأخبار
إبراهيم الأمين:
أهداف الحملة على حزب اللّه: المرحلة الأولى للإتّهام السياسي
فالج لا تعالج. هذه هي حالة قوى 14 آذار ولا سيما الكتبة منهم الذين يواجهون أزمة نفسية هذه الايام، لأنه ممنوع أن يطلعوا على الناس بتحليلات وبأخبار عن اتهام &laqascii117o;دير شبيغل" وإسرائيل لحزب الله باغتيال الرئيس رفيق الحريري. منعت القيادة السياسية المحلية لفريق 14 آذار كل الناطقين باسمه من سياسيين واعلاميين من التعليق على تقرير مجلة &laqascii117o;دير شبيغل" حول ضلوع &laqascii117o;حزب الله" في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وذلك لأسباب لا تتصل بمنع وقوع الفتنة كما يخيّل للبعض، بل لأن تجربة السنوات الاربع المنصرمة جعلتهم يصرفون كل رصيدهم، فتاهوا الآن يبحثون عن كتبة آخرين وعن وسائل إعلامية أخرى. لكن المشكلة أن قادة العدو والمعلقين هناك لم يلتفوا الى ما يقومون به، فسارعوا الى إطلاق المواقف المختلفة. وإذا كان وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان مصنّفاً بأنه من الذين لا ينبغي أن يؤخذ كلامهم على محمل الجد، فإن كلام إيهود باراك عن &laqascii117o;قرار المحكمة" فيه ما فيه، وهو ما جعل الاتهام إسرائيلياً قبل أن يلجأ الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الى إعلان ذلك في خطابه أول من أمس. لن يتأخر الوقت حتى يتم الكشف عن كل ما يتصل بتقرير &laqascii117o;دير شبيغل" بما في ذلك الفريق المحلي والاقليمي والدولي الذي شارك في الأمر. لكن الإشارات الواردة من المحكمة الدولية تعيد الى الاذهان ما قاله السيد نصر الله نفسه في معرض حديثه عن إطلاق الضباط الاربعة، وهو الذي قال عبارة يجب العودة إليها وهي &laqascii117o;إننا أمام نسخة ثالثة من دانيال بلمار لا نعرفها". وهذه الإشارات تتقاطع مع معلومات وصلت الى بيروت خلال الساعات الـ24 الماضية في معرض تفسير ما يحصل، وفيها أن رئيس فريق المحققين في مكتب بلمار نيك (نجيب) كالداس يدقّق في مضمون ملفّ يتضمّن أسماءً وعناوين ووقائع منقولة وجداول ربط بين شبكات الاتصال. وهو كان قد تسلّمه من الرئيس السابق للجنة التحقيق سيرج براميرتس. وبحسب المصدر فإن التقرير الذي وصل الى لجنة التحقيق استكمل بجهد قام به محققون في فرع المعلومات التابع لقوى الامن الداخلي، وكان المدعي العام لدى محكمة التمييز القاضي سعيد ميرزا على اطلاع على مضمونه قبل إرساله الى براميرتس ومن بعده الى بلمار، غير أن ميرزا لم يشرف على التحقيقات في هذا الإطار كما لم يشرف عليها المحقق العدلي القاضي صقر صقر. ويبدو أن العمل الإضافي انطلق من اعتبار أن براميرتس وجد في مضمون ما وصله ما يحتاج الى متابعة وشرح لكيفية جمع المعلومات التي يتضمّنها بالطريقة القانونية التي تسمح بإحالته الى المحكمة. وقد زار كالداس لبنان واجتمع بالقاضي ميرزا في آذار الماضي، وأجرى سلسلة اجتماعات بعيداً عن الإعلام مع ضباط فرع المعلومات وشرح أن هذه القضية بالغة الحساسية ونقل بوضوح توجّه بلمار الذي يرتكز فقط على الأدلّة لا على الأحكام المسبقة.
■ دخول إسرائيل على الخط
وبعد إرسال نسخ من التقارير الى رئيس الاستخبارات السعودية الأمير مقرن بن عبد العزيز ومدير الاستخبارات المصرية اللواء عمر سليمان بالاضافة الى أجهزة أمنية غربية وإلى دول عربية أخرى، بدأت المداخلات من جهات أمنية ـــــ يرجّح أن تكون إسرائيلية أو أميركية ـــــ لناحية تضمين التقارير معلومات مكثفة وأسماءً وعناوين محددة وتسجيلات ومستندات وخريطة اتصالات. وكل ذلك بقصد تحقيق أمرين:
أولاً: إغراق لجنة التحقيق بمعلومات وأدلة مفبركة واستنتاجات بطريقة مهنية واحترافية تلزم المحققين في مكتب المدعي العام الدولي بضرورة فحصها بما يحتاج إلى طلب إجراء مقابلات مع أشخاص وشهود ذوي صلة، أي التوجه الى لبنان لطلب الاستماع الى شهود من قيادات أمنية أو عسكرية في المقاومة أو شخصيات بارزة في حزب الله، وهذا هو أصلاً هدف التقارير، ولا يهمّ القيمين على الجهات المعدة للملف تأكيد الاتهام والإدانة في المحكمة فذلك سيستغرق وقتاً طويلاً قبل أن يحسم، وحجم مضمون الملف يضمن ذلك. فالمطلوب أن يكون حزب الله في دائرة الشبهة لأطول وقت ممكن.
ثانياً: الإسراع في تسجيل الملف كأوراق داخل ملفات التحقيق الموجودة في المحكمة الدولية، ما يجعل الحديث عنها في الاوساط الامنية والسياسية أو تسريبها إعلامياً أمراً له أساسه المادي، بما يمنع على المدعي العام للمحكمة أن ينفي وجود الملف من أساسه، وإذا لم يرفض الفرضية فهو لن يكون قادراً على التعليق المباشر نفياً أو تأكيداً أو خلافه، ما يؤدي الى أن يقول كلاماً كالذي قاله في بيانه.
ثالثاً: الإسراع في تظهير الأمر إعلامياً وسياسياً بما يحقق جملة أهداف، منها ما يخص فريق 14 آذار الامني والسياسي الذي يريد انهاء مفعول خطوة اطلاق الضباط الاربعة، ومنع الجمهور من التعايش مع فكرة ان لا مسؤولية مباشرة على حلفاء سوريا من الامنيين اللبنانيين في الجريمة. ومنها ما يخص المحور الاقليمي الخصم لسوريا والذي يريد ابقاء الامور في دائرة تصيب دمشق بعدما تعذر الوصول اليها مباشرة. ومنها ما يخص الولايات المتحدة واسرائيل لناحية وضع حزب الله في دائرة الاتهام السياسي والقانوني وادخاله في لعبة اعلامية تستكمل ما بدأته الماكينة الاسرائيلية بالتعاون مع عرب واجانب في سياق حملة &laqascii117o;شيطنة حزب الله".
■ إسرائيل: نحن شركاء في التحقيق
وبعدما فضحت اسرائيل دورها في المخطط من خلال طريقة تعاملها مع تقرير &laqascii117o;دير شبيغل" فإن الحملة استمرت، وذكرت صحيفة &laqascii117o;هآرتس" امس &laqascii117o;أن الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية كانت قد توصلت عام 2001، إلى أن حزب الله سيقدم على اغتيال الرئيس رفيق الحريري"، مضيفة أنها كانت ايضاً شريكاً للتحقيق الدولي، واتهام سوريا بالوقوف وراء عملية الاغتيال. وبحسب الصحيفة الاسرائيلية، فإن &laqascii117o;اسرائيل تتعقب باهتمام سلسلة التطورات في لبنان، ومنها الانتخابات النيابية التي ستجري بعد أسبوعين، لكن التقدير في هيئة الاستخبارات الاسرائيلية، يشير إلى انه ليس لدى حزب الله في المرحلة الحالية أي رغبة في تصعيد الوضع ضد الجيش الإسرائيلي، لكن يؤخذ في الحسبان احتمالات الانزلاق إلى توترات أكثر خطورة على الحدود الشمالية". وقال مراسل الصحيفة للشؤون العسكرية إن &laqascii117o;الاستخبارات الإسرائيلية كانت مشاركة في التقديرات السابقة للأمم المتحدة، في ما يتعلق بمسؤولية سوريا عن مقتل الحريري، لكن في الوقت نفسه سُمعت أيضاً آراء أخرى في الاستخبارات، إذ إن الملف الذي قدم لرئيس جهاز &laqascii117o;أمان ـــــ الاستخبارات العسكرية" في نهاية عام 2001 ، قبل أكثر من ثلاث سنوات من الاغتيال، توقع أن الحريري قد يقتل على يد حزب الله، وبعد وقت قليل على عملية الاغتيال، كانت هناك آراء ضئيلة في &laqascii117o;أمان" وجهت إصبع الاتهام الى المنظمة الشيعية". وعن البعد المتصل بالانتخابات النيابية في لبنان قال المراسل ان اتهام الأمم المتحدة لحزب الله رسمياً قد يقلص من فرص نجاح الحزب في الانتخابات، بل يمكن أن يخسرها ايضاً، وفي هذه الحالة فإن الأصوات الشيعية ستتحرك باتجاه الحركة المنافسة للحزب، أي حركة امل، وكذلك الأصوات لدى المسيحيين والسنة والدروز، المترددة بين معسكر حزب الله والائتلاف المعارض لسوريا برئاسة سعد الحريري، ومن المحتمل أن ترجح المعسكر الثاني".
- صحيفة النهار
سمير منصور:
كيف السبيل إلى مفهوم واحد للدولة 'القادرة والعادلة'؟..خطاب سياسي عاقل أحبط تداعيات تقرير 'دير شبيغل'
... وهكذا تمكن جنبلاط والحريري اللذان كانا على موعد في عطلة نهاية الاسبوع مع نهار انتخابي طويل امتد من المختارة الى اقليم الخروب، ومن خلال خطاب هادئ ومسؤول، من اسقاط الاهداف المرتجاة من التقرير المذكور وهي في المحصلة اشعال حرب داخلية في لبنان و'استدارة' سلاح المقاومة الذي يزعج الجيش الاسرائيلي، من الجنوب الى الشمال... اي في اتجاه الداخل. وليس على طريقة اتهام 'العدو الغاشم' بكل شاردة وواردة، بل ان المسؤولين الاسرائيليين انفسهم ساهموا وبشكل فعّال جداً في فضح التقرير واطاحة اهدافه، وذلك بمسارعة كثيرين منهم، وفي طليعتهم وزير الخارجية افيغدور ليبرمان فور تسريب التقرير وقبل صدور المجلة، الى دعوة المجتمع الدولي الى 'اصدار امر اعتقال دولي للامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ومحاكمته، والا ينبغي اعتقاله بالقوة'! كذلك فإن الصحافة الاسرائيلية الصادرة صباح الاحد الماضي، وتماماً على طريقة صحف الانظمة الشمولية، جاءت كلها تحت عنوان واحد في صفحاتها الاولى: 'حزب الله قتل الحريري' في ما يؤكد، وبما لا يرقى اليه الشك، ان تلك العناوين كانت مجهزة في انتظار ضخ 'التسريبة' ووصول التقرير الى المنطقة، اي في انتظار الساعة الصفر! وأغرب العناوين جاء في صحيفة معاريف: 'تقرير سري للامم المتحدة: حزب الله اغتال الحريري'. وبدا واضحاً ان هذا العنوان المطلوب في نهاية الامر من التسريبة المذكورة. فهل هي المصادفة ان يأتي هذا التقرير عشية الذكرى التاسعة لتحرير الجنوب من الاحتلال الاسرائيلي وعشية الانتخابات النيابية مع كل ما يرافقها من خطاب سياسي عادة ما يكون عالي النبرة وتصعيدياً وتعبوياً؟وهل هي المصادفة ان يتزامن التقرير مع انكشاف بعض الشبكات المرتبطة بالمخابرات الاسرائيلية؟لعل اكثر ما ساهم في فضح التورّط الاسرائيلي في ذلك التقرير ما جاء على لسان المعلّق العسكري للقناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي ألون بن دافيد الذي قال: 'اذا كان جهاز استخبارات اجنبي قد افلح في غرس هذه المعلومة في 'دير شبيغل' فإنني اعتقد ان اختيار التوقيت يعتبر عملاً لامعاً لجهة الضرر الذي يلحقه بحزب الله'. واذا كان كثيرون ومنهم رئيس مجلس النواب نبيه بري، قد تبنوا وصف جنبلاط للتقرير واخطاره، وكذلك رئيس الحكومة فؤاد السنيورة برفضه 'اعطاء وزن لاي شائعات' وتأكيد الثقة بالمحكمة الدولية، فإن الامين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصرالله باعطائه حيزاً كبيراً للتقرير وابعاده في خطابه في ذكرى التحرير وتبنيه 'تشخيص' وليد جنبلاط له وتكراره العبارة نفسها التي اوردها جنبلاط، ساهم بدوره في استيعاب التداعيات التي كانت مرجوة من التقرير ملاقياً جنبلاط، وفي مكان ما سعد الحريري، إذ تمكنوا جميعاً من احباط الاهداف التي كان من اجلها التقرير. ولم يكن 'آخر سلاح في جعبة المشروع الاميركي – الصهيوني ايجاد صراع عربي – فارسي ايراني، وسني – شيعي' وفق ما جاء في خطاب السيد نصر الله، بل ان السلاح الطائفي والمذهبي الخبيث اعتمد تاريخياً ومنذ نشوء الكيان الاسرائيلي، وثمة شواهد كثيرة على هذا الواقع، وقد عانى لبنان من جرائها الأمرّين، ووقع في أفخاخها على مر السنين كثيرون، وذلك من خلال حروب متعددة الاسم والشكل والوجه. وربما اراد 'السيد' القول ان هذا المشروع المتجدد لجأ الى الخرطوشة الاخيرة. وليس سراً ان الامين العام لـ'حزب الله' والمقاومة يشكلان هدفه المركزي في هذه المرحلة. ولا يختلف اثنان على ان احباط مثل هذه المشاريع لن يكون متيسراً بدون اجماع وطني حول المقاومة، وقد ساهم السيد نصر الله، من خلال خطابه الهادئ والعاقل مساء الاثنين في استحضار هذا الاجماع من خلال كلام مباشر الى الجميع تقريباً، وأعطى حيزاً واسعاً فيه لبيروت واهلها، على خلفية ازالة التداعيات الكارثية لحوادث السابع من ايار 2008، وشرحه المسهب لوجهة نظره في خلفية تلك المرحلة وخطورتها. وبدا واضحاً من الكلام الودي الذي توجّه به الى وليد جنبلاط، ان اللقاء المنتظر بينهما بعد طول غياب، لم يعد بعيداً. ولولا اقتراب موعد الانتخابات، لحصل بعد 24 ساعة من الخطاب المذكور، والرجلان يفهمان بعضهما ويقدران ظروف التوقيت غير المناسب قبل اسبوعين من الانتخابات النيابية، وقد بات محسوماً بعدها مباشرة، واياً تكن نتائجها. ويُفترض ان لقاء نصر الله – جنبلاط، لا بد من ان يُستتبع بآخر يضم السيد نصر الله وسعد الحريري. واذا كان هذا اللقاء في حاجة الى تحضير اكثر من اي وقت، فإن اللقاء الاول (نصر الله – جنبلاط) بدا في بعض مراحل الصراع السياسي، اكثر صعوبة وتعقيداً، وفي النهاية، بلغ او كاد خواتيمه السعيدة. والقضية في كل الحالات، ليست شخصية، بل تتعلق بعناوين وملفّات كبيرة تمتد من المحكمة الدولية الى 'الاستراتيجية الدفاعية'، وسيكون التفاهم ممكناً حول كل العناوين، اذا تخلى الجميع عن التزام سياسات المحاور والاحلاف الاقليمية والدولية وقرروا فعلاً العبور الى منطق الدولة التي وحدها تحمي الجميع، وتصون وحدة الوطن، شرط التوصل الى فهم مشترك للدولة 'القادرة والعادلة' التي يطالب بها الجميع ولكن كل على طريقته!.
- صحيفة السفير
غاصب المختار:
الثـــأر!
اغرب ما يكون هو ان &laqascii117o;تنتفض" اسرائيل لدم رفيق الحريري. وتطالب بالثأر له انتقاما من القتلة، بعدما صدر القرار الاتهامي عن مجلة &laqascii117o;دير شبيغل"، وصدر حكم اعتقال السيد حسن نصر الله عن ايهود باراك وافيغدور ليبرمان وسواهما من مسؤولين اسرائيليين. بغض النظر عن كل الكلام الذي صدر حول صدقية التسريبات في المجلة الالمانية، وعن الاهداف السياسية المرسومة للحملة الجديدة على المقاومة وقائدها بشكل خاص، والمرسومة ايضا للبنان كله، وقد وصّفها نصر الله بدقة في خطاب عيد التحرير. يبقى هدف اضافي محتمل ايضا ولو كان تفصيليا، هو التعمية على دعوى اللواء جميل السيد القضائية في فرنسا، ضد المحقق الدولي السابق في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد ديتليف ميليس، بتهمة التحريض وتضليل التحقيق واختراع شهود الزور... واذا صحت المعلومات عن ارتباطات ميليس الاستخباراتية مع معاونه في التحقيق وقتها غيرهارد ليمان، لاسيما مع المخابرات الاميركية والالمانية وبالطبع الاسرائيلية، ومحاولات المجلة الالمانية ذاتها اكثر من مرة قبل سنوات قليلة تبييض صفحة ميليس و ليمان بعد تنحيتهما عن القضية، لاتضح ان اللعبة ذاتها ما زالت مستمرة لحرف مسارات التحقيق عن سيرها الطبيعي والحقيقي لكشف مرتكبي الجريمة، والاصرار على &laqascii117o;تلبيسها" لجهات اخرى، يتضح الان انها المقاومة في لبنان، بعد فشل اتهام سوريا والضباط الاربعة والرئيس اميل لحود حسبما يرى الكثيرون. ومع ذلك، امكن في اقل من 24 ساعة استيعاب هذه اللعبة الخطيرة الجديدة، واحباطها في مهدها، ولعل ابرز من احبطها هما النائب وليد جنبلاط ومن ثم النائب سعد الحريري، والاخير هو المعني الاول والاهم بتسفيه كل التلفيقات واحباط كل المحاولات لتضليل التحقيق، ليس لأنها تطال والده الشهيد فحسب، بل لأنها تكاد تورط البلد واهله في حروب جديدة، وتكاد تدفع الطائفة السنية الى خارج الصراع الحقيقي مع العدو الحقيقي، وهنا خطورة تسريبة مجلة &laqascii117o;دير شبيغل". كان السيد حسن حريصا في خطاب عيد التحرير بالامس، على الاضاءة على هذه النقطة من ضمن نقاط اخرى حول استهدافات الحرب الاعلامية والسياسية الجديدة على المقاومة. وحريصا على تقديم نوع من التوضيح المفصل لعبارته &laqascii117o;ان 7 ايار كان يوما مجيدا في تاريخ المقاومة". إذ يصر السيد حسن على ان 7 ايار وأد الفتنة خلال ثلاثة ايام وكان مقدر لها ان تمتد طويلا. وكان حريصا على تأكيد موقع الطائفة السنية في لبنان في قلب معادلة الصراع مع العدو الاسرائيلي، بعد المحاولات الكثيرة خلال السنوات الاربع الماضية لأخذها الى امكنة اخرى وصراعات اخرى. وطبعا والاهم خلق هوّة سحيقة ـ ان لم يكن اقتتالا بغيضا ـ بين هذه الطائفة العروبية والرائدة في الصراع مع اسرائيل، وبين المقاومة الاسلامية اللبنانية. هذه الصورة توضح &laqascii117o;اهتمام" اسرائيل المفاجئ بقضية الشهيد الحريري ، وفيها استكمال للحرب على المقاومة ولمشروع الفتنة السنية ـ الشيعية. وهذا الاهتمام حصرا هو ما يجب ان يدفع الى الريبة، في كل ما يُسرّب، او ما يمكن ان يُسرّب لاحقا، من ضمن هذه الحروب الصغيرة المتتالية على لبنان ومقاومته. وهو ما يجب ان يدفع الطائفة السنية الى طرح الكثير من الاسئلة حول ما جرى خلال السنوات الاربع المقبلة، وكيف أُريد لها ان تكون وقودا لحروب اسرائيل في لبنان، ولإعادة تحديد موقعها الطبيعي والصحيح في معادلة الصراع الكبير الدائر في المنطقة، لا الصراعات الصغيرة العبثية التي يحاول البعض اقتيادها اليها.
- صحيفة الأخبار
حسن علّيق:
توقيف عقيد في الجيش وعنصرَيْ أمن عام وجمارك وموظّفين في اليونيفيل
توسّعت عمليات توقيف المشتبه في تعاملهم مع الاستخبارات الإسرائيلية في لبنان، لتشمل توقيف عناصر عاملة في المؤسسات الأمنية والعسكرية ونصف العسكرية، بينهم عقيد في الجيش اللبناني هو القائد الحالي لمدرسة القوات الخاصة في الجيش، ورقيب في المديرية العامة للأمن العام وآخر في مديرية الجمارك وموظفان لبنانيان يعملان مع قوات اليونيفيل العاملة في الجنوب. يوم الجمعة الفائت، استدعت مديرية استخبارات الجيش العقيد (م. د) من بلدة دعبل العكارية للتحقيق، بعدما خضع للمراقبة لمدة طويلة، واتخذت حلقة القرار في قيادة الجيش قرارها الصعب: توقيف العقيد وفتح تحقيق معه بشبهة التعامل مع الاستخبارات الإسرائيلية. وتأتي صعوبة القرار من كون الخطوة غير مسبوقة داخل المؤسسة العسكرية من جهة، وبسبب التميز الذي يتمتع به العقيد بين أقرانه من جهة أخرى. فهو، منذ تخرّجه من المدرسة الحربية عام 1986، أثبت جدارة في جميع المواقع التي تسلمها بحسب زملاء له، علماً بأنه تنقل في معظم الأفواج والفروع التي تصنّفها قيادة الجيش قواتٍ خاصة. وكان عام 2006 من أبرز ضباط فوج المغاوير، قبل تعيينه رئيساً للفرع الرابع في الفوج المجوقل. وعندما كان في الموقع الأخير، شارك في القتال في معارك نهر البارد (أيار 2007)، فأصيب في بدايتها برصاصة قناص في كتفه اليسرى، لكن ما خفف من خطورة الإصابة هو السترة الواقية التي كان يرتديها. وقد عاد العقيد (كان برتبة مقدم حينذاك) مباشرة بعد معالجته إلى أرض المعركة، لينال بعد ذلك قدماً استثنائياً للترقية مدته 9 أشهر. وبعد ترقيته إلى رتبة عقيد، عيّن قائداً في مدرسة القوات الخاصة في الجيش، وهي التي يتدرب فيها أفراد فوج المغاوير وفوج مغاوير البحر والفوج المجوقل وفرع مكافحة الإرهاب والتجسّس وفرع القوة الضاربة. وكان آخر ظهور علني للعقيد الموقوف يوم 19 أيار الجاري عندما مثل قائدَ الجيش العماد جان قهوجي في تخريج دورة للمغاوير. وفيما أكّد مسؤول أمني رفيع أن التحقيق مع العقيد المذكور لا يزال في بدايته، وأن أي أمر لم يثبت بعد بحقه، سرت أقاويل تتحدث عن توقيف عدد من الضباط الذين كانوا على علاقة بالعقيد الموقوف، تبيّن في ما بعد أنها ليست سوى مجرد شائعات. إلا أن ما أكده مسؤولون أمنيون هو أن بعض العسكريين خضعوا لتحقيقات تهدف إلى تحديد طبيعة علاقاتهم بالعقيد الموقوف، فضلاً عن المعلومات التي كان يطلب من بعضهم جمعها بصفته رئيسهم. وأشار مسؤول أمني إلى أن العقيد المذكور كان قد خضع للتحقيق عام 1997 بعدما شارك في دورة عسكرية في الولايات المتحدة الأميركية، إذ ظهرت له صورة في ذلك الحين تجمعه بضباط إسرائيليين. إلا أن العقوبة التي نالها بعد التحقيق المذكور لم تتجاوز إطار التدابير الإدارية، بعدما برر لقاءه بالضباط الإسرائيليين بأنه تم من دون قصد في الأكاديمية التي كان يتدرب فيها. وفي سياق مكافحة التجسس، أوقف فرع استخبارات الجنوب الموظف اللبناني مع قوات الطوارئ الدولية ريمون ع. (من بلدة يارون وسكان بلدة رميش)، بسبب ورود معلومات عن تحركات مشبوهة له، وباشرت التحقيق معه، بحسب مسؤول أمني.
■ موقوفو الأمن العام إلى سبعة
لبناني آخر يعمل مع قوات اليونيفيل، هو مارون ق. (من بلدة الجية ويسكن في بلدة رميش)، أوقفته المديرية العامة للأمن العام، وهو شقيق حنا ق. الذي كان قد فرّ يوم 18 أيار الجاري إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة. وذكر مسؤول أمني رفيع أن المديرية تشتبه في وجود اتصالات بين الموقوف وشقيقه الفارّ، وقد بدأ التحقيق معه لاستيضاح طبيعة هذه الاتصالات. وبالقبض عليه، ارتفع عدد الموقوفين المشتبه في تعاملهم مع الاستخبارات الإسرائيلية الموجودين في عهدة المديرية العامة للأمن العام إلى 7 منذ يوم الأحد الفائت، بينهم أحد أفرادها وآخر من مديرية الجمارك. وذكر مسؤول أمني رفيع أن المديرية، بعد توقيفها المشتبه فيه محمد م. في بلدة كفركلا الجنوبية واعترافه بأنه عاود العمل مع الاستخبارات الإسرائيلية منذ ما بعد عدوان تموز 2006، أوقفت عدداً من الأشخاص الذين اعترف الموقوف ذاته بأنه اقترح على الإسرائيليين تجنيدهم، وبينهم زوجته وابنه (رتيب في المديرية العامة للأمن العام) وأحد أبناء بلدته وسيدة من بلدة الخيام الجنوبية (تعمل موظفة في أحد المستشفيات في الجنوب). وأكّد المسؤول أن المذكورين اعترفوا خلال التحقيق معهم بتعاملهم مع الاستخبارات الإسرائيلية. وبعد ذلك، أشار الموقوف الأول (محمد م.) إلى أنه كان قد عرض على الإسرائيليين تجنيد هـ. ع. (عريف في الجمارك، من بلدة الخضر البقاعية). وقبل ظهر أمس، دهمت دورية من الأمن العام، بالتنسيق مع مديرية الجمارك العامة، العريف المذكور، واقتادته للتحقيق في بيروت. وذكر مصدر مواكب للتحقيقات أن تبادلاً للمعلومات يجري بين كل الأجهزة الأمنية بخصوص الموقوفين، وبالتعاون مع جهاز أمن المقاومة. وفي صيدا، استدرجت دورية من فرع المعلومات ليل أول من أمس المواطن الفلسطيني خالد ق. (50 عاماً) من مخيم المية ومية، إثر الاشتباه في تعامله مع الاستخبارات الإسرائيلية. وقد ضبط في حوزته، بحسب مسؤول أمني، رقم هاتف خلوي يستخدمه للتواصل مع مشغّليه الإسرائيليين. وأضاف المسؤول ذاته أن الموقوف اعترف بالتعامل مع الاستخبارات الإسرائيلية منذ عام 2007، قائلاً إن الإسرائيليين ابتزّوه بزوجته وأبنائه الذين فرّوا إلى فلسطين المحتلة عام 2000، لأن زوجته كانت تعمل في الإدارة المدنية التابعة لجيش لحد. وقد أوقف فرع المعلومات اثنين من معارف خالد، أخلي سبيل أحدهما أمس، فيما استمر المحققون بالاستماع إلى إفادة الموقوف الثاني، وهو من مخيّم عين الحلوة، للاستفادة من المعلومات الموجودة في حوزته ضد المشتبه فيه. وأكّد مسؤول أمني عدم وجود أي شبهة في حق الشاب الذي أوقفه الكفاح المسلح داخل مخيم عين الحلوة وسلّمه إلى استخبارات الجيش. وأكّد مرجع أمني رفيع لـ&laqascii117o;الأخبار" أن الموقوف زياد س. (من بلدة شبعا) الذي أوقفه فرع المعلومات يوم الخميس الفائت اعترف بتعامله مع الاستخبارات الإسرائيلية يوم أول من أمس، بعدما كان قد أنكر خلال الأيام السابقة تعامله مع الإسرائيليين. وأضاف المرجع أن الموقوف تحدّث عن تجنّده للعمل لحساب الاستخبارات الإسرائيلية منذ عام 2004 في ألمانيا. وأشار المرجع إلى أن التحقيقات مع الموقوف ناصر ن. تتركز على الدور الذي قام به في اغتيال الشهيد غالب عوالي، وخصوصاً أنه أقرّ بأنه كان قد أبلغ مشغّليه بأن عوالي وصل إلى شقته وأن سيارته مركونة خلف المبنى الذي يقطنه. من ناحية أخرى، ادّعى مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر على الموقوف جريس ف. (من بلدة علما الشعب، أوقفه فرع استخبارات الجنوب يوم 13 أيار الجاري). واستند ادعاء صقر على مواد قانونية تصل عقوبتها إلى الإعدام، وخاصة أن إفادة الموقوف، بحسب مطلعين على التحقيقات، تضمّنت اعترافه بتحديد مواقع للإسرائيليين قُصفت خلال حرب تموز، بينها مواقع مدنية ومدارس. وذكر مسؤول قضائي أن الموقوف تحدّث عن تجنّده لحساب الاستخبارات الإسرائيلية عام 2005، بعدما اتصلوا به عبر شقيقه الموجود خارج لبنان. وأضاف المسؤول أن جريس اعترف بدخوله الأراضي الفلسطينية المحتلة عامي 2005 و2006 عبر الانتقال إلى دولة أوروبية. وتجدر الإشارة إلى أن القوى الأمنية كانت قد صادرت من منزل المدعى عليه كمية من المتفجرات (نحو 20 كيلوغراماً) قال إنه كان يستخدمها للتفجير في مقلع الحجارة الذي يعمل فيه.
- صحيفة البلد
بيار عقيقي:
رفاق الطاولة المستديرة من 2005 الى 2009: 7 حزيران... رادار وليد بك لن يتعطّل من أجل ثورة
اذا كان هناك من محرّك ميداني لــثــورة الأرز، فهو وليد جنبلاط. حتى ليصحّ الــقــول بــأن حسابات الربح والخسارة منوطة بتحركه هو بالذات... وبُبعد نظره استطاع رئيس اللقاﺀ الــديــمــقــراطــي أن يستولد الــتــوازن المطلوب، بين قوى14 آذار التي اندفعت الى الشوارع والساحات، وبين قوى 8 آذار التي تمترست في مواقع دفاعية، وذلك عبر مساهمته المباشرة في التخطيط والاشــراف وتطبيق التحالف الرباعي بين تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي من جهة، وبين حزب الله وحركة أمل من جهة أخرى، وتوّجها في كلمته الشهيرة في احتفال بنت جبيل، في 25 أيار 2005 'حماية المقاومة هي حماية للذاكرة'... دخل لبنان لعبة التأجيلات لانتخاب الرئيس، وغــطــس فــي أتــــون حـــرب سياسية وشارعية عنيفة، تفجّرت في 7 أيار ، 2008 على شكل اصطدامات دامية عمّت مناطق معينة من الوطن.عن دور وليد جنبلاط في قضية 7 أيار، حدّث ولا حرج من ناحية توجيه أصابع الاتهام اليه، وخصوصا على خلفية عقده مؤتمره الصحافي و'الاشــارة الى الكاميرا الموجودة في المدرج 17 من مطار بيروت'، استفاض جنبلاط في الشرح، ما جعل الحكومة تنعقد في صورة سريعة وتصدر قرار 'اقالة العميد وفيق شقير من مطار بيروت، وتفكيك شبكة الاتصالات الخاصة بحزب الله'. فكان الــرد خاطفا، وكانت العمليات العسكرية الشارعية، التي اشتبكت فيها الموالاة مع المعارضة في بيروت وبعض المناطق، وفي فجر 11 أيار كانت النار تطال الجبل. حين يطلب جنبلاط من مناصريه التصرف بروحية '11 أيار'، فهذا يعني أن ما حصل وقتها لن يتكرر. والاصطدام المسلح مع حزب الله، في ذاك الأحد المشؤوم لن يعود الى الواجهة. فهم الجميع الرسالة... جنبلاط لن 'يدق' بحزب الله بعد اليوم، أو ربما حتى اشعار آخر، والحزب لن يرفض ابن كمال جنبلاط بعد اليوم، في ذاك النهار كان الوزير طلال ارسلان، يرسخ موقعه في امارة الزعامة الدرزية، عبر لعبه دور توفيقي أوقف فيه العمليات الأمنية. ارسلان، رجل الثقة عند أقطاب الموالاة والمعارضة على حد، سواﺀ افتتح في دارته عهد الهدنة واللقاﺀات بين حزب الله والحزب التقدمي.عند ذاك الحد كــان جنبلاط يبدأ بتحقيق التحول المطلوب لملاقاة السيد حسن نصرالله، فكان أن بعث برسائل مبطنة الــى حلفائه في 14 آذار، الى المعارضة، والى سورية، داعيا الجميع الى قراﺀة المتغيرات الدولية، وبناﺀ مواقفهم على أساسها، رغم اقراره بالبقاﺀ الى جانب الحريري تحت شعارات ثورة الأرز. أمابعد7 حزيران، فلن يتفاجأ أحد في وجود جنبلاط على طاولة واحدة مع نصرالله وعون، ولن يتفاجأ أحد اذا قــام بتحييد نفسه، ووضــع ذاتــه في خانة رئيس الجمهورية، بعد7 حزيران وليد جنبلاط لن يكون كما قبله، كما انه لن يغيّر عاداته. مع وليد جنبلاط... كل شيﺀ جديد.
- صحيفة الأخبار
غسان سعود:
دقائق رفعت رصيد عون وخفضت أسهم &laqascii117o;الآخرين"
حمل خطاب الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله العونيين على كتفيه وركض بهم نصف السباق الانتخابي، قافزاً فوق بضعة عوائق (مرة إعلانية، ومرة إعلامية، ومرات بيانات ساذجة)، ومتقدماً بهم على خصوم كثيرين وجدوا أنفسهم، قبل 10 أيام من الانتخابات، مرتبكين بسقوط غالبية شعاراتهم الانتخابيّة.الخطاب، في الأوساط المسيحية، كانت له نتيجتان واضحتان: رفع معنويات العونيين، وارتباك الأكثريين. في الطريق إلى النتيجة الأولى، يقول النائب إدغار معلوف إنه &laqascii117o;بعد 24 عاماً من صداقته اللصيقة بالعماد ميشال عون ما من شهادة بالجنرال يمكن أن تكون أفضل من شهادة نصر الله الأخيرة". وهي دلت على عمق معرفة نصر الله بعون رغم ندرة لقاءاتهما، معتبراً أن أهمية الشهادة تكمن في معرفة اللبنانيين أن قائلها لا يتملق لأحد، وتأكيدها للمسيحيين أن لديهم قائداً يجله أهم حزب إسلامي في العالم، مشيراً إلى أنه لم ير الجنرال بعد، لكنه يقدّر أن يكون قد شاهد السيّد بعينين دامعتين. وقد استطاع نصر الله بطريقته أن يقول للعونيين إن زعامة عون أكبر من رئاسة جمهورية أو رئاسة تكتل نيابي. أما النتيجة الثانية، فبدت واضحة في بعض الوجوه الصفراء التي آثرت أمس عدم التعليق باحثة في أرشيفها عن التصريحات الذكية لتتأكد من أنها ليست الموصوفة من السيّد بالجنون. وقد لاذ الكتائبيون المشغولون بتبرير دعوة وزير السياحة إيلي ماروني القوى الأمنية إلى دهم مراكز حزب الله لجمع سلاحه بالصمت، فيما ينتظر القواتيون إطلالة قائدهم سمير جعجع (الذي بات لا يرد في السياسة إلا على نصر الله والإعلانات الانتخابيّة) ليعيدهم إلى الخريطة الانتخابيّة بعدما خرّب نصر الله عليهم في كلمته كل حملتهم...
- صحيفة النهار
جورج ناصيف:
تحرَّر الجنوب لكنه لم يتفتّح...
... امس كانت ذكرى يوم مجيد حقا، في تاريخنا وتاريخ العرب. فتواريخ الانتصار على العدو الاسرائيلي قليلة، وتستدعي ان نحافظ على بهائها من التحلل والسقوط. في 25 ايار، لم يهزم الجيش الاسرائيلي فقط، بل توالت تداعيات هزيمته داخل المؤسسة العسكرية الاسرائيلية، تحقيقات واستقالات واعفاءات، كما داخل المجتمع الاسرائيلي تصدعاً في الثقة بمناعة هذا الجيش وقدرته على حماية القلعة الاسبرطية. بعد 25 ايار وحرب تموز لم تعد اسرائيل طليقة اليدين في استباحة الارض والبشر، واهانة الكرمة الوطنية، بلا خشية من ردع او عقاب. لم يعد البلد الصغير طيراً مذبوحاً يتلوى من الالم والعجز، او يستجدي أمنه وسلامه من الدول الكبرى او مجلس الامن، استجداء الذل والمسكنة، بل دولة يحتشد في الدفاع عن كرامتها جيش ومقاومة وشعب مشبع بروح الفداء. لكن النصر الكبير بقي مبتوراً او بهت وهجه بفعل احداث داخلية زجت المقاومة في حمى صراعات لم يكن لونها المذهبي غائباً. بقي النصر مبتوراً لأن الجنوب المحرر لم يعد الى كنف الدولة، رغم حضورها العسكري. بقي مبتوراً لأن الدولة، بمؤسساتها المدنية والاعمارية، لم تضع اعمار الجنوب واعادة اهله المهجرين في طليعة اولوياتها. بقي النصر مبتوراً لأن تحرير الارض ما كان مدخلا الى تحرير الانسان الجنوبي من التخلف والعوز ومصادرة (او تقنين) الحريات السياسية والمدنية. تحرر الجنوب لكنه لم يتفتّح ولم تشرّع ابوابه امام الحرية والديموقراطية والتنوع، مما يبقينا في عطش الى التحرر الكامل، ارضاً وانساناً في رحاب الحرية والابداع.
- صحيفة الأخبار
ثائر غندور:
جنبلاط: دفعة معنويّة للعلاقة بحزب اللّه
رأى النائب وليد جنبلاط أن دفعاً معنوياً تلقّته العلاقة التي تجمعه وحزب الله بعد خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وبعد كلامه هو عن تقرير مجلّة دير شبيغل. وأوضح جنبلاط لـ&laqascii117o;الأخبار" أن على اللبنانيين أن يُدركوا &laqascii117o;الخطر الأكبر" المحدق بلبنان، بعد سلسلة النكسات التي تعرّضت لها إسرائيل عبر &laqascii117o;اصطياد العديد من شبكاتها الاستخباريّة، وبالتالي علينا تدارك فخّ دير شبيغل".