صحف ومجلات » مقالات وتحليلات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت 6/6/2009

ـ صحيفة الأخبار
فداء عيتاني :
وصلت الأمور ببعض قوى الموالاة في إحدى المناطق اللبنانية إلى حدّ تخويف الناخبين المنتمين إلى طائفة معينة، ببث معلومات مفادها أن الطائفة الأخرى، في حال فوزها، ستعمد إلى اجتياح قرى وبلدات، وقتل المدنيين. بلغ الإسفاف في التحريض وحضّ الناخبين على الانتخاب والاقتراع للوائح هذا الطرف أو ذاك ما بات يهدّد أي إمكان للعيش الطبيعي في هذه البلاد، إلى حد دفع المواطنين علناً وجهاراً إلى اقتناء السلاح والمطالبة بالانفصال أمنياً وعسكرياً عن الدولة المركزية، والوطن. ذلك كله من أجل حفنة من المقاعد النيابية التي لا تغيّر في الأمر شيئاً.
أكثر من 3000 مخالفة رصدتها المعارضة ارتكبتها قوى 14 آذار منذ نهاية شهر نيسان عام 2009، وحتى يوم الخامس من حزيران الحالي، أكثر من 3 آلاف مخالفة ظهرت عبر وسائل الإعلام المتنوعة، مسجلة خرقاً حاداً لما اتُّفق عليه في الدوحة، ولما اتُّفق عليه خلال جلسات الحوار الوطني، من ضرورة التهدئة السياسية والإعلامية، وإمرار مرحلة الانتخابات النيابية بسلام ومن دون إثارة النعرات. إلا أنه من العبث، كما يبدو في لبنان، أن تجري التفاهمات في الغرف المغلقة. إذ جرت العادة أن الأطراف التي اتفقت على أمر، ستخرقه ما إن تغادر هذه الغرف وقبل أن يجف الحبر الذي خطّت به التفاهمات.
في الخامس من حزيران، تقدّمت كتلة الوفاء للمقاومة رسمياً من إدارة هيئة الإشراف على الحملة الانتخابية التابعة لوزارة الداخلية بسبع شكاوى حملت تلخيصاً لما تقوم به وسائل إعلام الأكثرية النيابية، ولما أدلى به سياسيون من الموالاة خلال الشهرين الماضيين. وقد سبق أن تقدمت في نهاية الشهر الماضي إلى الهيئة ووزارة الداخلية بشكوى ضد الموقع الإلكتروني لحزب الكتائب اللبنانية، وتحركت الهيئة موجهة تنبيهاً إلى الموقع على ما نُشر فيه يوم 31 أيار من رسوم مسيئة وتحريض، وطلبت إليه إزالة ما نشر فوراً وعدم بثه مجدداً.
وتقدم النائب ميشال عون إلى الهيئة أيضاً بشكوى ضد جريدة &laqascii117o;العمل" الكتائبية، على مقالين نشرا فيها، حملا العنوانين الآتيين: &laqascii117o;هكذا استيقظت أحلام الجنرال البونابرتية مرة أخرى" و&laqascii117o;عون نصر الله التطابق التدميري". وأرسلت الهيئة إلى الصحيفة كتاباً نبهتها فيه إلى هذا الأمر ورأت أنه &laqascii117o;تبين للهيئة أن المقالين يتضمّنان مخالفة صريحة لأحكام المادة الـ 68 من قانون الانتخابات النيابية".
رئيس الهيئة، التزاماً منه بمقتضيات العمل، يرفض التعليق على أيّ من المخالفات، كذلك يرفض الإدلاء بأي تصريح، أو إعطاء معلومات عن الشكاوى التي ترد هيئته، إلا أن مصادر في وزارة الداخلية رفضت التصريح عن اسمها أكدت وجود العديد من الشكاوى المقدمة من العديد من الأطراف السياسة، إلا أنه لا شيء يشير إلى ارتفاع نسب المخالفات الصريحة فوق النسب التي تسجلها قوى 14 آذار يوماً إثر آخر، إذ إن رقم 3 آلاف مخالفة صريحة ومعلنة ومنشورة عبر وسائل الإعلام أو مرتكبة من هذه الوسائل نفسها المملوكة من أطراف في قوى الموالاة سيكون الأبرز لهذه الدورة الانتخابية.
وفي شكاوى كتلة الوفاء للمقاومة، يمكن تسجيل الآتي:
التشهير والافتراء، إذ قدمت الكتلة في الشكوى الرسمية ما يزيد على 640 مخالفة، القدح والذم (202 مخالفة)، التخويف والتخوين (تخويف الناخب من الخصم السياسي ومن نياته وأهدافه، والتصويت لفريق الثامن من آذار يعني التصويت للمشروع الإيراني في المنطقة) (946 مخالفة)، تزوير وتحريف الحقائق، وإدراج وقائع مغلوطة بصورة علنية (454 مخالفة)، التحريض على الفتنة والاقتتال بين اللبنانيين في مواجهة &laqascii117o;سلاح حزب الله" والتحريض على حمل المواطنين على التسلح لمواجهة بعضهم لبعض (78 مخالفة).
أما في التحريض على العنف والفتنة والاقتتال بين اللبنانيين، فقد سُجِّلت 183 مخالفة، فيما ارتكزت تصريحات سياسيي قوى الأكثرية النيابية الحالية ومرشحيها، ودعايتهم الإعلامية على إثارة النعرات الطائفية والمذهبية، وتخويف بعض الطوائف اللبنانية من بعضها، واعتماد خطاب يقوم على عدم إمكان العيش بسلام بين الطوائف اللبنانية، وثمة طائفة تقوم بهجوم على الطوائف الأخرى، وسُجِّل في هذا الإطار 444 مخالفة.
هذه المخالفات المتراكمة، التي يصل عددها إلى 2947، يضاف إليها ما سُجِّل حتى اليومين الماضيين (في الرابع والخامس من حزيران) لن تمثّل مدخلاً إلى محاكمة وسائل إعلامية استخدمت هذا الخطاب عمداً، بل إلى محاكمة سياسيين ومرشحين خاسرين، إضافة إلى كونها خلفية يمكن البناء عليها إذا أرادت المعارضة التقدم بطعون إلى المجلس الدستوري، والاعتراض على نتائج الانتخابات في دوائر محددة.
لا تعتمد المعارضة في بنائها قاعدة البيانات للمخالفات، التي تصل أحكام بعضها بحسب القانون اللبناني إلى الإعدام، على ما تنص خطابات سياسيين من الدرجة الثانية فقط، بل ثمة خطابات لرجال دين وقيادات طائفية أكثر حدّة من تلك التي يدلي بها مرشحون مغمورون في لقاءات انتخابية ضيّقة، وهي قد حددت مرجعية كل حالة بمفردها، تسهيلاً لمتابعة العمل القضائي بهذا الخصوص. علماً بأن كل مخالفة من هذه، إذا حكم القضاء بشأنها تُعَدّ جريمة.
ومن الأكثر تحريضاً:
وليد جنبلاط: لن نسقط الاتهام السياسي، ونترك المحكمة تقوم بواجبها، لكن لن ننسى... لن ننسى... لن ننسى.
سعد الحريري: عندما عجزوا عن تنفيذ مشروعهم من خلال اغتيال رفيق الحريري وسائر شهداء مسيرة الحرية... ها هم يحاولون مرة أخرى تنفيذ هذا المشروع من خلال الانتخابات النيابية.
الحريري: قتلوا رفيق الحريري قبل أن يصل إلى صندوق الاقتراع، واليوم يحاولون قتل مسيرة رفيق الحريري عبر صندوق الاقتراع.
الحريري: كانوا يبتسمون ويفرحون ويوزعون الحلوى، فيما يد الإجرام تغتال الواحد تلو الآخر من أبطال ثورة الأرز.
أمين الجميّل: ما نريده هو المحافظة على حياد لبنان والخروج به من الصراع القائم بين بعض الدول وإيران وامتدادها المحلي، ألا هو حزب الله... من دون التورط في شنّ عمليات إرهابية هنا وهناك
ـ صحيفة الأخبار
إبراهيم الأمين :
ـــــ لن يستغرب اللبنانيّون أن تكون دمشق مهتمة بما يحصل، أو أنّها كلّفت فريقاً أمنياً وسياسياً ودبلوماسياً العمل لمساعدة قسم من حلفائها في عدد من الدوائر للفوز بوجه خصومها من فريق 14 آذار. ولن يستغرب اللبنانيون أن تكون دمشق معنية بالقيام بكل ما يلزم لفوز حلفائها في المعارضة، وأنها ستستخدم نفوذها حيث يجب، وستدخل على قاموسها مبدأ الترغيب الذي ظل لعقود محصوراً بأصحاب النفوذ والمال؟
ـــــ لن يستغرب اللبنانيون أنه أُنشئت &laqascii117o;خلايا أزمة" في كل من دمشق والرياض والقاهرة وعمّان وباريس وواشنطن لمتابعة هذا الحدث، وأن السعودية وحدها أنفقت حتى الآن أكثر من 300 مليون دولار أميركي، تُصرف نقداً لتمويل الحملة الانتخابية لفريق 14 آذار، وأن هذا التمويل يشمل المرشحين والمفاتيح ووسائل الإعلام وإعلاميين، وإداريين وموظفين، ويشمل تمويل عملية نقل لنحو 15 ألف ناخب لبناني من دول عدة في أوروبا وأميركا والعالم العربي.
ـــــ لن يستغرب اللبنانيون أن السفير الأميركي السابق جيفري فيلتمان ومعه العاملون في مكتب لبنان في وزارة الخارجية الأميركية، إضافة إلى &laqascii117o;مجموعة عمل" تتبع لجهاز الأمن القومي وفريق السفارة المعزز في بيروت، لديهم برنامج عمل يومي، دبلوماسي وسياسي وإعلامي، وحتى أمني، لضمان عدم خسارة 14 آذار للانتخابات، وأن هذه المجموعة تحصل يومياً على نتائج الاستطلاعات وتقديرات المؤسسات الأمنية الرسمية وتقديرات الجهات السياسية على اختلافها، وتحدد أين يجب أن تتدخل، وأين يجب أن تضغط، وأين يجب أن تلفت نظر صاحب المال إلى وجوب الإنفاق وخلافه.
ـــــ لن يستغرب اللبنانيون أن برنامج عمل الجانبين الأميركي والسعودي، وقد انضم إليهما أخيراً الجانب المصري، يحتوي شقّاً تهويلياً يشمل لقاءات واتصالات مع رجال أعمال ومع مفاتيح عامة ورجال دين وشخصيات على صلة باللبنانيين، وهم يتولون الحديث عن أن فوز المعارضة يعني تسلّم حزب الله البلاد، ويعني أن لبنان سيواجه مصير قطاع غزة.
كذلك لن يستغرب اللبنانيون أن إدارة الاستخبارات العامة في السعودية، بالتعاون مع الجانب المصري، تعمل على عدة خطوط وأهداف، وأن الأولوية الآن ليست لفوز فريق 14 آذار فحسب، بل لتحقيق هدف يمكن استثماره في حالتي الفوز والخسارة، وهو الذي يقوم على ضرورة فوز تيار &laqascii117o;المستقبل" بجميع المقاعد السنّية، وأن يحصل على نسبة من الأصوات تتيح له على وجه التحديد إسقاط كل القيادات السنية في المعارضة من الشمال إلى الجنوب إلى البقاع وبيروت.
ـــــ لن يستغرب اللبنانيون أن الدبلوماسية والأجهزة الأمنية السعودية باشرت قبل نحو ستة أشهر برنامجاً لخدمة جماعتها من خلال شراء وسائل إعلامية بصورة دائمة أو باتفاق يستمر على الأقل حتى الانتخابات، وأنه اشتُريت ذمم جهات ومؤسسات وشخصيات فاعلة كي تكون ضمن المعركة، أو أقلّه كي تقف على الحياد، وخصوصاً في المناطق التي يحظى فيها العماد ميشال عون بنفوذ قوي، وأن الهدف الوحيد والمباشر هو إسقاط عون مهما كلف الأمر.
ولأنّ الأمر كذلك وأكثر، فإنّ من يقف خلف الحلف الجهنمي لفريق 14 آذار لا يمكن أن يستنفد فرصة أو حلفاً. لكنّ الخطأ الكبير جاء هذه المرّة من رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي قبل أن يتحوّل، خلال أيّام قليلة، إلى أداة بيد صغار 14 آذار، وإن غلّف الطلب له بعلبة أميركية ورسائل وُد سعودية. فقد قضى سليمان على دوره التوافقي، بما يوجب ـــــ ربّما ـــــ على المعارضين لفريق 14 آذار أن يرفعوا منذ الآن شعاراً واضحاً: قصِّروا ولاية سليمان إلى الثامن من حزيران
ـ صحيفة الشرق الأوسط
ثائر عبّاس:
حرب الشائعات تستعر في لبنان عشية الانتخابات.. و&laqascii117o;8 آذار" يفوز فيها
شريط مصور يبدو فيه عون يعطي موافقته لإطلاق &laqascii117o;شائعة" عن مرشحة مسيحية بأنها مسلمة
(...)اعتاد اللبنانيون موجات الشائعات مع كل مفصل سياسي، أو أمام كل حدث كبير، كما حصل خلال حرب يوليو (تموز) 2006، عندما بدأت موجات من الشائعات عن اغتيال الأمين العام لحزب الله، الشيخ حسن نصر الله، سواء بالقصف أو بالسم كما حصل لاحقا، واضطر بعدها نصر الله للظهور عبر شاشة التلفزيون لتكذيب هذه الشائعة، التي يبدو أنها حظيت بتصديق واسع، دفع الحزب إلى التعامل معها بجدية خلافا لشائعات ـ أو معلومات ـ كثيرة، اختار أن يتجاهلها بالكامل. وقد درج اللبنانيون على استعمال الشائعات في الانتخابات. وبات هناك من يحترف إطلاقها وفبركتها، وخصوصا لجهة الإعلان عن انسحاب مرشح ما من المعركة. وقد أدت شائعات مماثلة إلى إلحاق الأذى بعدد كبير من المرشحين على مر السنوات. لكن ما يميز موجة الشائعات الجديدة هو اختلاط الانتخابي منها بالسياسي والوطني. وقد أتت موجة التوقيفات غير المسبوقة في موضوع التعامل مع &laqascii117o;الموساد" الإسرائيلي، لتزيد من &laqascii117o;واقعية" هذه الشائعات. فلا يكاد يمر يوم إلا ويتم فيه الإعلان عن توقيف متعامل، ما جعل أصحاب الغايات ينشطون في إطلاق الشائعات، التي كان أولها حول توقيف النائب في كتلة &laqascii117o;المستقبل" أحمد فتفت، في مطار بيروت ومنعه من السفر. وقد انتشرت هذه الشائعة بقوة في شارع &laqascii117o;8 آذار" على الرغم من أن القانون اللبناني لا يسمح بتوقيف نائب إلا بعد رفع الحصانة عنه. وقد استدرك أصحاب الشائعة الأمر لاحقا ليحولوها إلى خبر انتحاره، بعد ثبوت التهمة عليه، بالتعاون مع إسرائيل، وتوقيف العميد عدنان داود بالتهمة نفسها، في محاولة للاستفادة من واقعة فيلم الفيديو، الذي يظهر العميد داود يتبادل الحديث مع جنود إسرائيليين دخلوا ثكنته في مرجعيون، خلال حرب عام 2006، وكان فتفت حينها وزيرا للداخلية. أما النائب الدرزي مروان حمادة (14 آذار)، فلم توفره الشائعات، وقيل إنه متهم بالتعامل مع إسرائيل، وأنه ممنوع من السفر مع سكرتيرته. والشائعة التي استهدفت حمادة، لم تكن الأولى من نوعها، فقد أطلقت شائعات خلال حرب عام 2006 عن قيامه ـ كان وزيرا للاتصالات آنذاك ـ بالإبلاغ عن مكان وجود نصر الله في &laqascii117o;مجمع الحسن" في الضاحية الجنوبية الذي قصف بأطنان من المتفجرات. وتعرضت المرشحة نايلة تويني، لحملة شائعات شرسة، كان أبرزها تداول صورة جواز سفرها وعليه تأشيرة سعودية، ذكر فيها أنها مسلمة، علما أنها مرشحة عن المقعد الأرثوذكسي في دائرة بيروت الأولى. واتهمت محطة &laqascii117o;أخبار المستقبل" عون بإعطاء الأوامر لبث الشائعة عن تويني، وقد بثت تسجيلا تلفزيونيا يظهر فيه عون مع صهره وزير الاتصالات جبران باسيل، والوزير السابق سليمان فرنجية، يتداولون موضوع صور جواز السفر والتأشيرة، وينتهي هذا الحوار بكلمة لأحد معاونيه يقول: &laqascii117o;جنرال..نحن باشرنا توزيعها".
وعلى الرغم من أن معظم الشائعات مركزة على شخصيات في &laqascii117o;14 آذار"، إلا أن بعض الشائعات طالت الطرف الآخر، وكان أبرزها ما قاله أحد قياديي &laqascii117o;14 آذار" من أن &laqascii117o;هناك شائعة عن أن نصر الله و(رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال) عون يحبان لبنان" مضيفا: &laqascii117o;لكن هذه الشائعة تم تكذيبها".
ـ صحيفة النهار
علي حماده:
في الطريق الى 7 حزيران [26]يوم الدفاع عن الكيان والنظام والحرية والاستقلال والجمهورية
في 14 آذار وقف اللبنانيون صفا واحدا لمواجهة الطغيان المخابراتي  السوري - اللبناني المشترك. وقفوا معا لمواجهة آلة التصفيات والاغتيالات والارهاب. وقفوا معا ليردوا بالملايين في الداخل والخارج في آن واحد على تظاهرة الثامن من آذار التي قادها السيد حسن نصرالله لشكر سوريا والرئيس بشار الاسد على مآثرهما في لبنان... ويومها كان دم الرئيس الحريري لا يزال رطبا على ارض بيروت!
في 14 آذار زالت الفوارق بين اللبنانيين. توحد المسلمون والمسيحيون معا تحت راية 'ثورة الارز' التي اخرجت الوصاية الاحتلالية من ارض لبنان. في تلك اللحظة التاريخية النادرة وضعت الاسس الحقيقية للبنان الاستقلال بالتحام شعارات المسلمين والمسيحيين الوطنية، وبتوحد النظرة الى الكيان، والنظام، والصيغة.
تلك اللحظة الوطنية التاريخية النادرة فاتت 'حزب الله'، وخرج منها الجنرال ميشال عون لينطلق مسار الثورة المضادة للاستقلال التي بلغت ذروتها في غزوات 7 ايار التي قام بها 'حزب الله' في بيروت والجبل والشمال والبقاع الاوسط من جهة، واعلان الجنرال عون التحاقه النهائي بالمحور السوري – الايراني من خلال الزيارتين اللتين قام بهما بداية لايران ثم لسوريا. بالطبع، كان اصطفاف عون في الجانب السوري – الايراني سابقا للزيارتين وتجلى في ما تجلى في حملاته الشهيرة التي غطّت الاغتيالات التي استهدفت القادة الاستقلاليين طوال ثلاثة اعوام متتالية، وكان آخرها اغتيال النقيب الطيار سامر حنا الذي عاب عليه الجنرال عون تحليقه في سماء لبنان فوق ارض لبنان في سجد!
واليوم، بعد الاختبارات المرة التي شهدها لبنان، من الاغتيالات، الى الحرب التوريطية في تموز2006، فاحتلال وسط العاصمة ومحاصرة المؤسسات، واقفال مجلس النواب، انتهاء بالغزوات المسلحة التي قادها 'حزب الله' ضد المدنيين الآمنين في 7 ايار، نصل الى ساعة الحقيقة بعد اقل من 24 ساعة عندما يتوجه الناخبون اللبنانيون الى صناديق الاقتراع، ويقيننا ان معظمهم حسم خياراته السياسية، بينما بقيت فئة صغيرة مترددة في الذهاب الى الصندوقة، او مترددة في الاختيار... ويبدو انها هي التي ستحمل المفاجآت الكبيرة يوم غد الاحد...
قبل 24  ساعة لم يعد امامنا سوى الركون الى عقل الناخب وقلبه. لم يعد في وسعنا إلا العودة الى وعي الناخب في حسم خياراته الوطنية في معركة انتخابية قد تكون تكون الأكثر مصيرية منذ انشاء الكيان عام 1926. ففي يوم غد سيحدد الناخب مصير الكيان برمته. سيحدد مصير النظام. سيحدد مصير الصيغة. سيحدد مصير نمط الحياة اللبنانية.
غدا سيكون اللبنانيون ولا سيما الاستقلاليون من 14 آذار وخارجها، على موعد مع التاريخ الذي سيكتبونه بالاوراق التي يسقطونها في الصناديق.
غدا سيكون على الاستقلاليين، في كل مكان، الوقوف مثلما وقفوا في الرابع عشر من آذار، في ذلك اليوم اللبناني الواحد ليمنعوا مرور مشروع الدويلة، وليحولوا دون سقوط لبنان الاستقلال والحرية في قبضة  'حزب ولاية الفقيه'. هذا هو اساس التصويت: انسوا الاسماء والاشخاص والمناطق، وانظروا الى الخطر الحقيقي الذي يتهدد لبناننا الحبيب من الداخل كما من الخارج ودافعوا عن الكيان والنظام. دافعوا عن حرياتكم واستقلال بلدكم... دافعوا عن نمط حياتكم الذي صنع هذا البلد الفريد... دافعوا عن الجمهورية.
ـ صحيفة النهار
رلى بيضون:
الباحث زياد ماجد يقرأ انعكاسات كل من الاحتمالين
   ماذا يتغير إذا ربح فريق 8 آذار؟ وماذا يعني تجديد الثقة بـ 14 آذار؟
غدا، يتوجّه اللبنانيون الى صناديق الاقتراع لاختيار نوابهم، في انتخابات يصفها كثر بـ'المصيرية'. وبينما يجهد كل من فريقي الأكثرية والمعارضة لاقناع الناخبين بأهمية التصويت له، عرضت 'النهار' مع الباحث السياسي زياد ماجد نتائج فوز كل من فريقي '14 آذار و8 آذار على لبنان، ولو في ظل 'الديموقراطية التوافقية'.
وفي ما يأتي الاسئلة الثلاثة ورد ماجد عليها:       
&bascii117ll; إذا فازت 8 آذار في الانتخابات، فما الذي سيتغير؟
- الخيارات الداخلية والخارجية لتحالف 8 آذار تقوم على عدد من الثوابت والمواقف التي تعبّر عنها تصريحات يومية وبرامج انتخابية، يمكن ان نستخلص منها مؤشرات تدل على ما قد نذهب إليه في حال فوز هذا الفريق:
اولا، تهديد الحريات العامة والخاصة، من خلال حملات التصنيف للناس بين وطني وعميل، وصالح وفاسد وفق الولاء السياسي وليس القانون أو المحاكم. وهذا يترافق مع سعي الى الترهيب والتهديد بهدف كمّ الأفواه وقمع الإعلام والصحافة، واعتبارها – على ما يردّد العماد ميشال عون باستمرار – 'مرتهنة ومنحطّة وممسحة' من خلال القول 'بقطع الألسن وكسر الايدي'. والنقطة هذه بمنتهى الخطورة ليس لأن الحريات في لبنان كانت على الدوام أبرز ما ميّز بيئتيه الاجتماعية والسياسية فحسب، بل أيضاً لأن هذه العبارات والتهديدات والشتائم تترافق مع حملات إعلامية منظمة يقوم بها الموالون لـ 8 آذار وتتضمّن تحريضاً واتهاماً، تلاقيها أعمال إرهابية تعرّض فيها صحافيون للضرب، ومؤسسات إعلامية للحرق والنهب، دون أن ننسى أن السنوات الماضية شهدت سقوط شهيدين صحافيين (سمير قصير وجبران تويني) كرّسا مسيرتهما للدفاع عن الديموقراطية وعن قيم التنوّع والتعدد في دولة مستقلة ومستقرة.
ثانيا، إضعاف دور رئاسة الجمهورية في اللعبة السياسية وتهميش موقعها التحكيمي الذي يحول دون تعطيل المؤسسات، من خلال القول إن الزعامة المسيحية هي في مكان آخر، وتحديداً في كتلة العماد عون وحلفائه، مما يجعل الرئيس عاجزاً عن التحرّك وعن اتخاذ المبادرات من دون موافقة العماد عون عليها.
ثالثا، رفض 'حزب الله' البحث في موضوع 'ملكية قرار الحرب والسلم' والقول باستمرار التسلّح لمواجهة إسرائيل، من دون اعتراف بدور الدولة في إدارة هذه المواجهة والدفاع عن لبنان، وفي ظل تشكيك دائم في وطنية الشركاء في الوطن واتّهامهم بالتحوّل أدوات أميركية.
رابعا، تغطية العماد ميشال عون لهذا السلاح وقوله بعدم خشيته منه واطمئنانه الى عدم استخدامه في الداخل وتناسيه حوادث 7 أيار والهجوم على بيروت ومحاولة الهجوم على الجبل، وما ولدّه الأمر من ردود فعل لدى المُعتدى عليهم.
خامسا، اتجاه 'حزب الله' لرفض قرارات الامم المتحدة من خلال استخفافه الدائم بالعلاقات الدولية، مما قد يسبب عزلة للبنان وتوترات دائمة، خصوصا في ظل الوضع الاقليمي الراهن.
سادسا، إصرار قوى 8 آذار على التحالف شبه الحصري مع النظامين السوري والإيراني من خلال التصريحات والزيارات والمهرجانات والمواقف السياسية، ومن خلال الحصول على السلاح الذي لا يُعطى مجاناً ولا تُمنح الهبات المرافقة له منذ أكثر من عقدين من الزمن دون ثمن سياسي ودون ارتباط عضوي بمشروع إقليمي اكبر من لبنان ومن طاقته على التعاطي مع قضايا المنطقة الملتهبة.
سابعا، تأكيد القيادتين السورية والإيرانية على أن فوز 8 آذار يعني تقدّم المشروع المقاوم في المنطقة، ويعني انتصار محور 'الممانعة' و'عودة لبنان الى موقعه الطبيعي' الى جانب سوريا. وفي ذلك إشارة بليغة الى احتمال تعاظم الدور السوري في لبنان مغطّى هذه المرة بمشروعية شعبية وبقبول من مؤسسات الدولة نفسها حيث الأكثرية الجديدة موالية له.
ـ صحيفة المستقبل
وسام سعادة:
في 7 حزيران يقرّر الموارنة إن كانوا لا يزالون على دين أجدادهم
نظام الملالي وراء التطاول على الكنيسة والرئاسة
(...)بماذا يغامر هؤلاء الآن؟ هؤلاء الذين فقدوا أعصابهم بعد سنوات على افتقادهم لأدنى حسّ أخلاقيّ، تجدهم الآن يستهدفون الموقع المارونيّ الأوّل في السلطة الزمنيّة، من بعد استهدافهم الموقع المارونيّ الأوّل في السلطة الروحيّة. هؤلاء الذين قضوا عمرهم وهم يحاربون الموارنة لأجل كل المقاومات والثورات في العالم، تراهم اليوم يعتبرون أن نظام الملالي الإيرانيّ هو الذي يقرّر من هو الزعيم على الموارنة. هؤلاء الذين يكتبون بأنّ العماد ميشال عون ما زال 'الزعيم السياسيّ المسيحيّ الأوّل' ويتّهمون الرئيس سليمان بأنّه مصاب بعقدة عظمة عون، هم أنفسهم الذين استقبلوا انتخاب العماد إميل لحّود رئيساً للجمهوريّة عام 1998 بعنوان من قبيل 'من جنرال الحرب الأهليّة إلى جنرال السلم الأهلي'.
هؤلاء بكل اختصار، قد يعرفون أشياء كثيرة لكنهم لا يعرفون الموارنة.. وقد يحبّون العماد ميشال عون حقيقة أو ظرفياً لكنّهم لا يحبّون الموارنة.. يتصورون طبقاً لنظريتهم 'الممانعة' أنّ دور مسيحيي الشرق يقضي دائماً بالتبرؤ من الغرب.. لكن ذلك لم يكن يوماً دور الموارنة ولا تاريخهم. الطائفة التي عانت الظلم في المرحلتين البيزنطية وما بعد البيزنطية لأنها بقيت منشدّة إلى الغرب.
الموارنة في المقابل، مطالبون بأن يعرّفوا عن أنفسهم غداً.. فما بين خيارهم التاريخيّ بأن يكونوا 'الوردة بين الأشواك' وبين خيار العماد عون بإحياء المسلك 'النسطوريّ' المعتصم ببلاد فارس في وجه العالم المسيحيّ ثمّة فارق كبير.. فإن كان التصويت عند غير الموارنة غداً هو لدواعٍ وطنية وأخلاقية قدر ما هو لدواعٍ سياسيّة، فإن التصويت عند الموارنة سيكون لدواعٍ وطنية وأخلاقية وسياسية لكن أيضاً لدواع 'لاهوتية'.. أجل 'لاهوتية'.. لأنه في 7 حزيران يقرّر الموارنة إن كانوا لا يزالون على دين أجدادهم.. موارنة.
ـ صحيفة السفير
جورج علم:
الانتخابات انتهت" من منظار كارتر وباقي المراقبين والعين على 8 حزيران
(...)لقد فرضت المعارضة منذ السابع من ايار العام الماضي اتفاق الدوحة، وحققت فيه مكتسبات، فقبلت ان تكون الشريك الضامن لانتخاب قائد الجيش السابق العماد ميشال سليمان رئيسا توافقيّا للجمهوريّة اللبنانيّة، وحصلت على الثلث الضامن في حكومة الوحدة الوطنية، وعلى القانون 1960، وعلى مسار سياسي عريض عرف بمسار الدوحة، مقابل كلمة سر اميركيّة ـ اوروبيّة ـ عربيّة بمستوى الضمانة اكدت على تمرير الاتفاق وفق روزنامته التنفيذيّة، على ان تكون مرحلة ما بعد الانتخابات مختلفة عمّا قبلها، وان يكون الهدف الاساس الا تبقى دولة في لبنان داخل الدولة اللبنانيّة، والا يكون هناك سلاح يتفوق قدرة على سلاح الشرعيّة اللبنانيّة، اما العناوين الاخرى من امنية وسياسيّة واقتصاديّة والتي تناولها الخطاب الانتخابي، فهي مجرّد تفاصيل.
ويأتي التحوّل الذي شهده التحالف الانتخابي في دائرة جبيل، والذي تشهده دائرة كسروان من خلال الضغط على بعض الفعاليات الاقتصاديّة ـ السياسيّة فيها، وتلك التي تشهدها مناطق اخرى كالمتن وبعبدا وزحلة لتؤكد على امرين، الاول: ان هذا التحوّل يأتي زمنيّا بعد وصول &laqascii117o;وديعة بايدن" الى بيروت، وبعد ان جرى فحصها وتمحيصها في دوائر ضيقة جدّا ولدى مرجعيات روحيّة وزمنيّة لا يتجاوز عددها عدد اصابع اليد الواحدة، فكان قرار بـ&laqascii117o;الطحشة" على خطوط المواجهة، وحتى الخطوط الدفاعيّة للوائح المعارضة في تلك الدوائر، والعنوان هو ميشال عون، فيما الهدف هو &laqascii117o;حزب الله".
والثاني: بعد الذي حصل في جبيل، اصبح رصيد الرئيس التوافقي قيد التداول في البورصة الانتخابيّة اعتبارا من امس الاول، شاء الرئيس سليمان ذلك أم أبى، وبالتالي لم يعد يكفي الخطاب المتكرر بان الرئيس لا يريد شيئا لنفسه وهو الحكم الوفاقي الذي يقف على مسافة واحدة من الجميع، بل عليه ان يختار افضل السبل لكي يضع الامور في نصابها، ويحصّن الدور والموقع، والا فانه بنـظر المعارضـة قد تورّط، واصبح فريقا وطرفا.
كما ان المعركة اعتبارا من الثامن من حزيران، لن تكون حول دور لبنان التوافقي في محيطه العربي ـ الاقليمي، بل حول دوره وموقعه على خريطة الاصطفافات القائمة، والتي ستزداد في المرحلة المقبلة بين المحور الاميركي ومن معه، والمحور الايراني ـ السوري ومن معه، عندما يبدأ الحوار، وذلك لتحسين شروط هذا الفريق في مواجهة شروط الفريق الاخر، حتى تأتي الصفقات او التفاهمات لمصلحة طرف على حساب الطرف او الاطراف الاخرى؟… ويبقى السؤال: ألم يتعلم لبنان من التجارب السابقة، كي يحول ارضه الى حقل للتجارب الاميركيّة الجديدة في المنطقة؟!

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد