صحف ومجلات » مقالات وتحليلات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 9/6/2009

- صحيفة النهار
راشد الفايد:
مفترق الأمين العام
.. لبنان، الذي يقف في منتصف الطريق بين الدول النامية والأخرى المتقدمة، كانت انتخاباته الأحد خليطاً من كل ذلك. وإذا كانت النتائج أعطت الأكثرية، الأكيدة هذه المرة، لقوى 14 آذار، فإن المغزى هو أن الرأي العام اللبناني يؤيد ثوابتها الوطنية، وتوجهاتها الاقتصادية والاجتماعية. لكن هل يكفي هذا التأييد الشعبي العارم، كي تدير البلاد وفق رؤيتها، أم أن قوى 8 آذار ستحاول أن تحقق برهبة سلاح 'حزب الله'، ومحرماته، ما لم تستطع الحصول عليه في صناديق الاقتراع؟ ما أبداه الأمين العام لـ'حزب الله' في كلمته أمس يكاد يوحي أنه يسير اليوم في إتجاه قبول الانخراط في اللعبة الديموقراطية: فهو أعلن قبوله نتائج الانتخابات، وتعهد السعي 'الى الاصلاح من داخل الحكومة أو من خارجها... لخدمة مشروعه الاصلاحي'. كما قال.على رغم أن بعض 'الظن من حسن الفطن'، خصوصاً بعد تجربة 7 أيار والحجج التي ساقها لتبرير الغزوة الشهيرة، وأسقط مقولته السابقة بأن السلاح لن يستخدم ضد الداخل، فإن اللبنانيين مضطرون الى أن يسلموا بأن الأمين العام يفتح الطريق أمام استقرار البلاد، باسقاط التشديد على الثلث المعطل الذي انتهى دوره، كما اتفاق الدوحة، مع انعقاد الانتخابات يوم الأحد. لكن ذلك لا يستقيم إذا استمرت 'الأدبيات السياسية' للحزب التي 'كحّل' بها الحياة اليومية للبنانيين، من تهم التخوين، إلى التبرؤ من المشاركة في إدارة الدولة منذ الطائف ورمي مسؤولية كل تقصير على الفريق الآخر، والتهديد بالثلث المعطل 'وإلا استمرار الازمة'، كما قال النائب محمد رعد فور ظهور تباشير النتائج مساء الاحد، خصوصاً أن المعنى الآخر، وبالاستدلال، لهذا الكلام، هو أن الحزب هو من سيفتعل الأزمة، وتالياً هو من يستطيع تفجير الموقف. كلام الأمين العام نقض، في العمق، ما صدر عن نواب حزبه ليل الأحد، وبدا كلام رجل دولة. وليس كلام قائد حزب، حتى إنه في الشكل والأداء، خالف ما عوّد اللبنانيين عليه، من توتر وتوتير، وتهديد ووعيد: أعلن قبوله بالنتائج وسلم بأن الاكثرية حصلت على الغالبية، تاركاً ليوم آخر أن يسلم أو لا يسلم، بأن الغالبية النيابية هي نفسها الغالبية الشعبية، 'إذا بينت الأصوات ذلك'. قد يكون من باب 'بعض الظن إثم' إذا استنتج السامع أن الامين العام يترك نافذة، في يوم آتٍ، لوصف الأغلبية بأنها نيابية وليست شعبية، وبالتالي اتخاذ ذلك منصة لهجوم ما. لكن القراءة المتأنية والآنية لما قال، تسمح بأن يسجل له إقراره بأن الانتخابات وضعت اللبنانيين أمام 'فرصة لقيام دولة قوية قادرة عادلة' مسلماً بأن 'من حق الفريق الذي تشكله الأغلبية النيابية ان نرتبط به بالدرجة الاولى قبل كل شيء طريقة التعامل مع المرحلة المقبلة'. ما قاله الأمين العام يوحي أنه خط فاصل بين الانتخابات وما سبقها وبين الآتي على اللبنانيين، خصوصاً حين دعا في ختام كلمته إلى 'أن نحاول ان نبني الجمهورية على الصدق وعدم بناء وقائع لها علاقة بالسلطة والاولويات والمشروع، وعلى أكاذيب وعلى إتهامات وهواجس ومخاوف'. ولعل من المجدي أن يبدأ ذلك من أصحاب الأصوات التي تزعم أن 'قوى14 آذار' تريد 'نزع سلاح حزب الله' متجاهلة أن طاولة الحوار، وبموافقة كل الفرقاء، هي المرجعية للبت بمصيره. يريد اللبنانيون أن يتفاءلوا بأن في طليعة ما يجمعهم فهما واحدا لمعنى الديموقراطية وتداول السلطة. لعل كلام الامين العام يؤشر، وخلافاً للمرحلة السابقة، إلى لهجة جديدة في أدبيات 'حزب الله'، وفي هذا الاتجاه..
- صحيفة النهار
رندى حيدر:
نتائج الانتخابات لن تمنع 'حزب الله من فرض إرادته ومواصلة تسلّحه
رأى أكثر من معلق إسرائيلي أن نتائج الإنتخابات اللبنانية التي أسفرت عن خسارة 'حزب الله' في لبنان لن تغير شيئاً من الخطر الذي يمثله الحزب عليها. واعتبر البروفسور أيال زيسار الخبير في موضوع 'حزب الله' ولبنان في تعليق نشرته صحيفة 'يديعوت أحرونوت' أمس أن خسارة 'حزب الله' لا تعني أنه لن يفرض إرادته على اللبنانيين معتبراً أن فوز الأكثرية تشكل دعماً لمساعي السلام التي يبذلها الرئيس الأميركي وكتب أمس: '(...) لم يحتفل اللبنانيون فقط بانتصار الأكثرية، وإنما تنفس الصعداء أشخاص كثر في الشرق الأوسط (...) فلقد فشلت محاولة 'معسكر الأشرار' بزعامة إيران في السيطرة على الحكم في لبنان بطريقة ديموقراطية. وهكذا بعد مرور أربعة أيام على دعوة الرئيس الأميركي باراك أوباما سكان المنطقة الى المضي في طريق الاعتدال والمصالحة و السلام والصداقة مع الولايات المتحدة، إستجاب الناخبون اللبنانيون ومنحوا الفوز ولو بالنقاط للمعسكر الموالي للغرب. وعلى الرغم من هذه النتائج، سيظل لبنان بلداً منقسماً بين معسكرين متعادلين تقريباً. المعسكر السني - الدرزي في مقابل المعسكر الشيعي الذي يسيطر على قسم كبير من الطائفة المارونية. وعلى هذا الصعيد يبدو أن الخاسر الأكبر في الإنتخابات اللبنانية هم الموارنة الذين كانوا السلطة العليا في لبنان وباتوا في جيب الحزب.لقد أثبتت نتائج الإنتخابات في لبنان تزايد الثغرة بين الديموغرافيا – فالشيعة هم الطائفة الأكبر في البلد - ونهج الحكم المطبق هناك. فطريقة توزيع المقاعد في البرلمان للشيعة لم تعد ملائمة، اذ ان للشيعة نحو 15 في المئة من المقاعد  (27 مقعداً من أصل 128) على الرغم من أن نسبة السكان الشيعة توازي 30 الى 40 في المئة من السكان.من الصعب ان يقبل الشيعة بزعامة حزب الله بمثل هذه النتائج للإنتخابات لوقت طويل، لأنها تعني زوال الأمل في تغيير نظام الحكم في لبنان بالطرق الديموقراطية. لذا من المنتظر أن يلجأ حزب الله الى الطرق العنيفة لتغيير قواعد اللعبة في لبنان.بالنسبة الى إسرائيل، نتائج الإنتخابات لن تغير الوضع. ففي النهاية سيستمر حزب الله في فعل ما يريده ولا سيما في ما يتصل ببناء قوته العسكرية في مواجهة إسرائيل. إن سيطرة حكومة مواليه للغرب برئاسة فؤاد السنيورة طوال الأعوام الأربعة الماضية لم تمنع حزب الله من خوض حرب ضد إسرائيل في تموز 2006، ولا منعته من مواصلة تسلّحه بعد وقف المعارك والحصول على 50 ألف صاروخ في استطاعتها ان تغطي كل أنحاء إسرائيل.التحدي الذي يواجه دولة إسرائيل هو إقناع الحكومات الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة بعدم التسرع في تبنّي الحريري وجنبلاط ما داما يتجاهلان دولة حزب الله التي قد يضطر السياسيون اللبنانيون الى القبول بها لأن لا خيار لهم في الأمر (...)'.
- صحيفة النهار
علي حمادة:
 7 حزيران 2009: يوم صوَّت اللبنانيون ضد 'حزب الله' !
ما إن حطت الانتخابات النيابية اوزارها بعد الانتصار الواضح الذي حققه الاستقلاليون في كل مكان، عدا الدوائر ذات الغالبية او التأثير الشيعيين، حتى صار من الضرورة بمكان التفكير في الدروس المستقاة من إحدى اقسى المعارك الديموقراطية التي خيضت لإنقاذ الكيان اللبناني من خطر السقوط في قبضة 'حزب الله'. وهنا بعض هذه الدروس:
1 - عادت الغالبية الاستقلالية المنبثقة من ثورة الارز الى مجلس النواب بعدد المقاعد نفسه، ولكن بقوة تمثيلية اقوى بأشواط من 2005 ولا سيما في الوسط المسيحي الذي تحول بغالبيته عن تأييد الجنرال ميشال عون كرد فعل مباشر على تحالفه خلافا للطبيعة مع 'حزب الله' الذي مثّل ويمثّل حالة نقيضة لفكرة الكيان، والنظام، والاستقلال ومشروع الدولة.
2 - تعاظم القوة التمثيلية للتيار الاستقلالي ترسّخ في مختلف البيئات اللبنانية الطائفية، ما عدا في البيئة الشيعية حيث تمكن 'حزب الله' من ترسيخ سيطرته وإحكام قبضته على طائفة كبرى في البلاد واضعا اياها مرة جديدة (بعد 2005) في موقع معاكس للمزاج اللبناني العام على اختلاف بيئاته. بالطبع لا نغفل الاسباب الكامنة وراء هذه السيطرة، ولا الوسائل والاساليب التي استخدمها، ولا يزال، 'حزب الله' للتمترس خلف البيئة الشيعية حماية لأجندته الخارجية.
3 - تثبت قراءة اولية لتفاصيل النتائج في الوسط المسيحي ان الانتخابات الحالية انتجت غالبية مسيحية جديدة متحررة من خيارات الجنرال ميشال عون. فقد خسر عون قوته التمثيلية المسيحية الشعبية في كل مكان تقريبا من بشري والكورة والبترون الى المتن وبعبدا والاشرفية وزحلة، وافلت من خسارة مدوية في كسروان بفوزه و لائحته بفوارق لا تذكر قياساً بنتائج 2005 يوم اكتسح كل جبل لبنان. ومع ان عون سيخرج بكتلة نيابية كبيرة نسبيا قد تصل الى 24 نائباً، فإن الكتلة ستتشكل من خلال تجميع نواب من خلفيات متنوعة، و في الوقت نفسه ستكون الغالبية النيابية المسيحية قوية بتمثيلها لبيئتها الطائفية. و المعنى، ان شعارات عون و 'حزب الله' السابقة حول 'الاكثرية الوهمية' و 'المقاعد المسروقة' سقطت بشكل مدو.
4 - تبين عمق التحول المسيحي والرغبة في تصحيح الخيارات قوياً الى درجة ان تعاقب زحلة زعيما مثل الياس سكاف على التصاقه غير المنطقي بالسوريين، والتحاقه بمشروع 'حزب الله'. مع العلم ان سكاف شكّل منذ ان ورث والده في النيابة حالة ممانعة في وجه السوريين طوال مرحلة التسعينات حتى 2004.
5 - فشل 'حزب الله' في اختراق البيئة السنية التي ردت بقوة على غزوات 7 ايار في الصناديق، وتأكد طلاق هذه البيئة الذي بدأ في 2005 مع النظام السوري وسياساته في لبنان. وترسخت القيادة التاريخية الجديدة لخط الرئيس رفيق الحريري. ومن ناحية اخرى اقفلت البيئة الدرزية في وجه 'حزب الله' والنظام السوري في كل مكان، مع ترسخ القوة التمثيلية للنائب وليد جنبلاط وبقاء الغالبية العظمى من البيئة الدرزية مؤيدة لخيار ثورة الارز. في حين حيّد الوزير طلال ارسلان واقعه الدرزي عن متطلبات التحالف مع النظام السوري و'حزب الله' مساهما بتفاهمه مع النائب جنبلاط في منع عبور فتنة مبرمجة.
6 - ظهر من مناخ المعركة الانتخابية ونتائجها ان شعلة الرابع عشر من آذار لم تنطفئ، ولم تكن كما قال ذات يوم الجنرال عون لحظة عابرة، بل ترسّخت اكثر واكثر في نفوس الغالبية العظمى من اللبنانيين، وقد بان جليا ان دماء شهداء الاستقلال لم تذهب هدرا.  
ومما تقدم، فإن غالبية لبنانية موصوفة في جميع البيئات، عدا البيئة الشيعية، صوتت ضد 'حزب الله' لأنها رأت في مشروعه تهديدا للكيان والانسان في لبنان، كما رأت فيه حالة لا يمكن تخيّل ما سيكون عليه لبنان لو نجح في وضع اليد على البلاد كما كان كان سعى ويسعى.
إن انتصار الخيار الاستقلالي هو بداية جديدة في مسار طويل لحماية لبنان، وعلى 'حزب الله' ملاقاة ارادة غالبية لبنانية واضحة عبر التلبنن اولا !.
- صحيفة المستقبل
نصير الأسعد:
الفريقُ الاستقلالي أكثرية مُثبتة.. وعون لا يعوّض تراجعه المسيحي بـ'البلوكَين' الشيعي والأرمني ـ الطاشناقي.. فوز 14 آذار يحمي الرئاسة والحوار والشراكة 'الحقيقية'
...على أن ثمة من يرى، بالرغم من المعاني السالفة لفوز 14 آذار بالأغلبية النيابية مجدداً، أن الأمور عادت الى ما كانت عليه قبل 7 حزيران، لجهة التمثيل الشيعي من جهة والتمثيل المسيحي من جهة أخرى. وذلك ما يقتضي تصويباً. ماذا بالنسبة الى التمثيل الشيعي أولاً؟لا شك أنه مكابرٌ من لا يعترف بأن الثنائية بين 'حزب الله' و'أمل' عموماً تشكّل الأكثرية السياسية الشيعية، بل إن 'حزب الله' هو 'الأقوى' في هذ الإطار، حتى إشعار آخر على الأقل، لا سيما أنه ـ أي الحزب ـ يمتلك عوامل 'قوّة مادية' تفعل فعلها.غير أن ما جرى في مناطق نفوذ 'حزب الله' في الشهرين الماضيين خطيرٌ إلى حدّ كبير. فبين الضاحية الجنوبية لبيروت والجنوب والبقاع، أي في مناطق الغالبية السكانية الشيعية، مارس 'حزب الله' ما هو أكثر من الترهيب.. مارس إلغاءً. كان واضحاً أنه لا يكتفي بكونه أكثرياً، وأنه يريد قطع الطريق بأي وسيلة على حراك سياسي شيعي مختلف، وأنه لا يطيق أقليات سياسية في الطائفة الشيعية. وكان واضحاً أيضاً أنه ذو نزعة 'إختزالية' لا 'شيء' يمنع أن تمتدّ ـ أو أن تتمدّد ـ في أي وقت من الأوقات بإتجاه 'الحليف الأقرب'. والتأكيدات والتطمينات لا تُسمن ولا تُغني من جوع! وهكذا، فإن 'حزب الله' ينزع الى 'تسكير' الطائفة على نفسه بعد أن أقفلها في وجه الطوائف الأخرى...وفوز 14 آذار بالأكثرية مجدداً يشكل ضمانة ـ مع الرئيس ـ لإستمرار الحوار. وما طالب 'حزب الله' به امس بأن تكون 'المقاومة' خارج اي بحث، هو نسف للحوار الذي بدأ في 2006 وظل قائماً منذ 'إتفاق الدوحة' وحتى الأسبوع الماضي، والذي ركز على عنوان 'الاستراتيجية الدفاعية'...
- صحيفة النهار
سركيس نعوم:
'علاقة سوريا وإيران ليست تحالفاً عضوياً'
بدأ المسؤول المتابع لأوضاع مصر والمشرق العربي في 'الادارة' الثالثة داخل الادارة الاميركية اللقاء بحديث عن لبنان قال: 'طلب وفدنا الذي زار دمشق (في المرة الأولى) من وزير الخارجية السوري وليد المعلم ألا تتدخل بلاده في لبنان وتحديداً في الانتخابات النيابية فيه لأننا نريد انتخابات حرة ونزيهة وبعيدة من العنف...شرحت،بعد تلقي اسئلة عدة كيف تستطيع سوريا أن تؤثر وحتى ان تتلاعب بالوضع اللبناني من دون ان يكون لها وجود عسكري على ارضه. وقلت ان نفوذها في لبنان عاد وربما هو اليوم اكبر مما كان عندما كان عسكرها فيه. وان الحق في ذلك هو على اللبنانيين في الدرجة الاولى، ودَعَوْتُه الى ان لا يُخدع هو  وإدارته في حال كانت الغالبية النيابية الجديدة، الى اي فريق انتمت، ضئيلة ويذهب الى الاعتقاد أن شيئاً اساسياً لن يتغير في لبنان ما قبل الانتخابات. وشرحت بالتفصيل رأيي المعروف في نتائج فوز 8 آذار او 14 آذار وأبرزها التغيير الراديكالي والتدريجي في حال فوز الاول، والشلل في حال فوز الثاني. فعلّق على كل ذلك: 'اذا ربح فريق 8 آذار و'حزب الله' الانتخابات فاننا لن نتعامل مع الحكومة التي لا بد ان تنبثق منها. والكونغرس الذي يحضّر لإقرار مساعدات عدة للجيش اللبناني والقوى الامنية وغيرها لا بد ان يوقف تحركه هذا. وفي كل الاحوال 'سنرتبك'. لن نتعامل مع الوزراء المقربين اي وزراء 'حزب الله'. قلت: لا تخف. فهذا الحزب أذكى من ان يسلم عضواً رسميا فيه حقيبة الدفاع أو الداخلية في الحكومة الجديدة، وربما ايضاً حقيبة المال لأنه لا يريد ان توقف اميركا مساعداتها للبنان كي لا يحمّله اللبنانيون مسؤولية ذلك. ولأنه يعرف انه 'ممسك' او 'سيمسك' بالحكومة الجديدة كلها في حال فوز 8 آذار وإن من دون تمثيل كبير له فيها... اما في موضوع 'حزب الله' فان عليه ان يقبل القرار الدولي رقم 1701 كي يمكن التحدث معه او بالاحرى البحث في الحوار معه'. فعلّقت: لكن 'حزب الله' قَبِلَ هذا القرار رسميا. وكان جزءاً من الحكومة التي شاركت في صوغه ووافقت عليه. اما انسحاب وزراء الحزب من الحكومة فلم يكن بسبب الـ1701 بل لأسباب اخرى. واذا كان الاعتراف المذكور شرطاً فانه متوافر ومُلبّى. وأضفت: سمعت في واشنطن ان سوريا لم 'ترتح' كثيراً الى زيارة موفدين أميركيين للبنان قبل توجههم اليها ثم بتعريجهم عليه بعد عودتهم من دمشق. اعتَبَرت ذلك طمأنة مبالغاً فيها للبنان ونوعاً من التحدي والاستفزاز لها. فرد: 'نحن لم نسمع ذلك. في أي حال نحن لم نغير سياستنا اللبنانية'..
- صحيفة الحياة
غسان شربل:
الفوز والثمن
أعفت نتائج الانتخابات المعارضة اللبنانية من امتحان عسير كان يمكن أن يشكّله فوزها. كان من الصعب اقناع العالم بأن &laqascii117o;حزب الله" ليس العمود الفقري للحكومة مهما تم توسيع الرداء العوني. وكان من الصعب على الحزب أن يجنب البلد بعض الأثمان التي يمكن أن ترتبها مواقف دولية وعربية تخشى إمساكه بالقرار. ولم يكن سهلاً على الحزب أن يكون التغطية الفعلية للحكومة وأن يحتفظ في الوقت نفسه بدوره كمقاومة تفيض التزاماتها أحياناً عن حدود الساحة اللبنانية. لكن كل ذلك لا يلغي ثقل الحزب وتمثيله الكاسح لطائفته وخطورة عزله واستحالة إرساء الاستقرار ضده أو في غيابه. هذا لا يلغي أن الحزب مطالب بقراءة الرسالة التي وجهتها صناديق الاقتراع وفيها تذكير بحدود القوة في التركيبة اللبنانية...
- صحيفة الحياة
جهاد الخازن:
عيون وآذان (إذا كانت الانتخابات تحدياً كبيراً فإن المصالحة تحد أكبر)
.. يفترض أن يكون التوافق سهلاً على رغم التصويت على أسس طائفية، فتحت مظلة 14 آذار هناك أحزاب وكتل مسلمة ومسيحية، وتحت مظلة 8 آذار هناك كتل مختلطة أيضاً. مع ذلك لاحظت أن الموالاة في الكورة فازت بالصوت السنّي، وأن المعارضة في جبيل فازت بالصوت الشيعي، وأن نسبة التصويت في بيروت الثالثة كانت الأدنى في لبنان كله لوجود غالبية سنّية واضحة جعلت النتيجة محسومة سلفاً، وأن مرشحي حزب الله وأمل فازوا في المناطق ذات الغالبية الشيعية المحسومة للطائفة.. لبنان كان دائماً ســـاحة تعـــكس تجــاذب الـــقوى الإقليمــــية الكبرى، أو الأكبر من لبنان، والصحافة الأميركية رأت في النتائج هزيمة لمحور إيران/ سورية/ حزب الله، مع أنها لا يمكن أن تفسر بهذا التبــــسيط، فمــــحور إيران وســـورية قائم وقوي، وحزب الله لا يزال أكبر قوة منفردة في لبنان....
- صحيفة الحياة
مصطفى زين:
الانتخابات في جمهورية الخوف
...الخوف أيضاً كان حاضراً بقوة. الجميع خائف من الجميع. الموارنة، على ما قال بطريركهم، خائفون على ضياع الكيان و &laqascii117o;عروبته". بمعنى آخر هم خائفون من الذوبان في محيط إسلامي. ومن إيران و &laqascii117o;حكم ولاية الفقيه". السنّة خائفون من ضياع امتيازاتهم. ومن سورية، بتركيبة حكمها الحالية، أو بتركيبتها السابقة، واللاحقة أيضاً. ومن إمكان تحولهم إلى أقلية في بلد شكلوا أكثريته إلى الأمس القريب. الشيعة الأقوياء بسلاحهم ومقاومتهم خائفون من إسرائيل، ومن إعادة تهميشهم بتحالف سني - ماروني، ما يجعلهم يتشبثون أكثر بسلاحهم، معتقدين أن السلطات المتعاقبة أهملت مناطقهم وتركتها للاحتلال إلى أن طردوه بهذا السلاح وحرروا قراهم ومدنهم في الجنوب. ووحده سيجبر الدولة على احترام حقوقهم...لكن اللعبة الديموقراطية لم تنته عند هذا الحد. الآن أتى وقت انتخاب رئيس البرلمان، واختيار رئيس الوزراء وصوغ البيان الوزاري، والبحث في مصير سلاح المقاومة. وهذا كله، كما نعلم، موضع تجاذب وصراع، أبعاده الإقليمية والدولية أكثر قدرة على الحسم. لم تفوت إسرائيل الفرصة. اقترحت صيغة للبيان الحكومي. أكد شمعون بيريز أن الانتخابات لم تغير شيئاً. كرر ما يقوله بعض اللبنانيين. قال إن &laqascii117o;حزب الله" ما زال &laqascii117o;دولة داخل الدولة، وجيشاً ضمن الجيش، يعيق عملية التقدم الاقتصادي في لبنان". أما وزارة الخارجية فطالبت الحكومة المقبلة بمنع الحزب من شن هجمات على المستوطنات. وإذا كانت إسرائيل سبقت الجميع إلى وضع مطالبها من الحكومة اللبنانية العتيدة، فلن يتأخر الباقون كثيراً عن وضع شروطهم لتسهيل المشاورات لاختيار رئيس الوزراء. وسيكون تخويف اللبنانيين بعضهم من بعض أنجع وسيلة لتنفيذ الشروط..
- صحيفة الشرق الأوسط:
لبنان.. وانهار المشروع الإيراني
فوز قوى &laqascii117o;14 آذار" بالأكثرية النيابية بالانتخابات اللبنانية، لا يمكن وصفه إلا بالانتصار الساحق لمنطق دولة التعايش المشترك، وقبل كل شيء، انتصار للبنان العربي. أهمية هذا الفوز أنه جاء بمثابة إعلان فشل المشروع الإيراني في لبنان، والمنطقة العربية. فالإقبال اللبناني الكثيف على التصويت في الانتخابات مثل مشاركة في التصويت هي الأعلى منذ نهاية الحرب الأهلية اللبنانية، بحسب وزير الداخلية اللبناني زياد بارود، ولهذا الأمر دلالة لا يمكن تجاهلها.حيث استشعر اللبنانيون خطورة ما ينتظر بلدهم، فصوتوا لرفض المشروع الإيراني، ولذا فإن انتصار الأكثرية لا يمكن وصفه على أنه انتصار فريق على فريق، أو طائفة على طائفة، لأن الدول لا تبنى بهذا المنطق، وإنما بالعيش المشترك، واحترام القوانين، والدساتير. ولذا فإن انتصار الأغلبية، وبشكل كاسح، كان حماية للبنان من المشروع الإيراني، الذي كان يخطط لاختطاف البلد، وتحويله إلى دار حرب، وذراع عسكري لطهران، وذلك يعني عزل لبنان عن المجتمع الدولي، وقبل كل شيء، اختطافه من محيطه العربي...
- صحيفة البلد
ميسم رزق:
هل جدّدت قلوب المعارضة الباردة 'أكثرية' الاكثرية؟
... قبل الانتخابات كانت التصريحات واضــحــة، بــان المعارضة تتعرض لحملة مبكلة بدأت مع الاخبار التي نشرتها الصحيفة الالمانية 'دير شبيغل' والتي اتهمت فيها حزب الله بضلوعهفي باغتيال الرئيس رفيق الحريري اولا ومن ثم تعرض العماد ميشال عــون لمواجهة مع الكنيسة المارونية والرئيس ميشال سليمان، وكذلك مواجهته للمال السياسي وتحالف الاضــداد، دعم السفراﺀ والمبعوثين للاكثرية، الم يع حزب الله والعماد عون خطورة هذه المواجهة، لمَ لم تحسب المعارضة خطورة ما يحصل، الم تــدرك انها ستواجه كل هؤلاﺀ معاً. اين اخفقت وماذا حصل معها لا يمكن ان نقول بانها لم تكن قادرة علنا ان تعترف بأنها ايضاً مدعومة من قوى خارجية لها دور على الساحة اللبنانية. ام ان التصريحات الداخلية والخارجية من كل حدب وصوب هي السلاح الوحيد الذي تمتلكه؟ منذ بــدﺀ اعـــلان النتائج بــدأت الــتــصــريــحــات الــخــارجــيــة مهنئة الاكثرية القديمة الجديدة بفوزها، ومـــنـــوهـــة بـــنـــزاهـــة الانــتــخــابــات وديــمــقــراطــيــتــهــا. الــيــوم لــم تكن الانتخابات هي النهاية التي اكدت انتصار الاكــثــريــة بجولة جــديــدة، لا بل كانت هي البداية لتحولات جديدة يمكن ان تطرأ على الواقع الداخلي في لبنان، يبقى السؤال هل سيكون هناك عزل لحزب الله واعادة المطالبة بنزع سلاحه؟ بعد تصريح الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز الذي رأى بأن نتائج الانتخابات التي اتت في صالح الاكثرية لن تغير في واقع ان حزب الله يبقى دولة داخل الدولة وبأن سلاحه يؤكد بأنه جيش ضمن الجيش ويعيق عملية التقدم الاقتصادي للبنان. هل هذا التصريح هـــو ضــغــط جــديــد عــلــى الــشــعــب اللبناني بأن وجود السلاح بيد الحزب سيؤثر على الوضع الاقتصادي في لبنان، ضغط سيدفع باللبنانيين الى رفض المقاومة اكثر فأكثر. من جهة أخرى هل ستتراجع قدرة عون على اقناع المسيحيين بجدوى التفاهم السياسي مع حزب الله؟ رغــم حــصــول الــعــمــاد عــون على نسبة كبيرة من الاصوات المسيحية، بقيت الساحة المسيحية منقسمة دون ان يستطيع اي من الافرقاﺀ المسيحيين اخذ الساحة بكاملها لمصلحته. الانــتــخــابــات النيابية نجحت في خلق زعامات مسيحية مناطقية، وبــات الـــدور المسيحي خارج الموقع الرئاسي الاول في خانة الضعف، ووزعت الزعامات المسيحية تحت اسم التنوع. قبل الانتخابات كانت ورقة التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر بمثابة علاقة ثقة بين تيارين كبيرين، أما اليوم فإنها ستصبح تحت عناوين البحث، فهل سيبدأ الموارنة والشيعة رسم طريقة تفكير جديدة تجاه بعضهما البعض، شبيهة بــالــعــلاقــات بين الشيعة والسنة والشيعة والدروز؟ هل نحن أمام محاولة عزل جديدة، ولمّح الى خطورتها النائب وليد جنبلاط. بناﺀ على ذلــك، هل اختار المسيحيون المواجهة مع حزب الله، واستطرادا تكوكبهم كرأس حربة في المواجهة، تحت شعار 'الدولة لا الدويلات'؟جمهور المعارضة اليوم بحالة احباط كبيرة الى حد ما، ينتظر تبريراً مقنعاً من قياداته على ما حصل....
- صحيفة السفير
سليمان تقي الدين:
لماذا خسرت المعارضة؟!
خسرت المعارضة الانتخابات النيابية لكثير من الأسباب، لكن بعض هذه الأسباب يكفي. يقال: التدخل الخارجي والمال السياسي والإعلام والتخويف، إلى آخر الاعتراضات المعروفة. خسرت المعارضة لأعطاب أساسية في تكوينها وخطابها وممارستها. قبلت المعارضة بقانون الستين، بل إن بعض أطرافها سعى إليه بقوة، وهذا القانون يكرّس الأرجحيات الطائفية والمذهبية في مناطقها. صار واضحاً منذ البدء أن كل جماعة ستخوض معركتها الخاصة على أرضها وداخل فريقها. طحنت العصبيات كل الأقليات السياسية التي كانت في خط المعارضة، مثلما كان الأمر أيضاً بالنسبة للأقليات الأخرى داخل مناطق نفوذ المعارضة المذهبي... على جانب المعارضة لم تتكوّن جبهة سياسية واحدة بمشروع سياسي واحد. تمّ اختصار المعارضة بكتلتي &laqascii117o;حزب الله" و&laqascii117o;التيار الوطني الحر". ولم تظهر المعارضة لمرة واحدة بجميع أطيافها ومكوّناتها. ما هو خارج عن كتلتيها المذهبيتين لم يكن طرفاً فاعلاً في مشروعها وقراراتها وإدارة العملية السياسية. لم يكن كافياً أن يظهر هؤلاء في المناسبات السياسية كجمهور يتلقى ويستمع. لم تكن للمعارضة قيادة مشتركة لجميع أطرافها ولم يكن خطابها السياسي بالفعل خطاباً واحداً. إن الطرفين الرئيسيين أحرجا في كثير من المناسبات حلفاءهما عندما جنح الخطاب إلى التركيز على البُعد السلطوي والمذهبي والمصالح الفئوية وكذلك في بعض القرارات المهمة والمحطات الأساسية. لقد طغى البُعد السلطوي في ممارسة المعارضة على البُعد الوطني والإصلاحي. شعارات المشاركة والثلث المعطل والجمهورية الثالثة وصلاحيات الرئاسة الأولى وتحرير هذه الجماعة أو تلك من وصاية الفريق الآخر والتركيز على مذهبية السلطة واللغة الاتهامية والفوقية والشطط في التعامل مع مشاعر الآخرين والاتجاه الإلغائي لبعض الفرقاء السياسيين، كل هذه راكمت عناصر النفور في أوساط فئات واسعة ومناطق متعددة. ولم تكن إدارة المعركة الانتخابية بحال أفضل. لقد ظهر التعاون داخل فريق الموالاة بصورة أفضل والمشاركة بين مكوّناتها بصورة أفعل والانفتاح على قوى جديدة بصورة أوسع. أما المعارضة فقد سيطر عليها العقل الحزبي والفئوي ولم تقدم صورة للوحدة والتكامل ولا التنوع ولا الانفتاح، وقد كان ضحاياها على هذا الصعيد قوى سياسية مهمة وشخصيات وطنية فاعلة ومميزة. تركت المعارضة حلفاءها خارج المكوّنين الأساسيين يواجهون مصيرهم بأنفسهم في ظل المعطيات القاسية التي واجهتهم من عصبيات مذهبية ومال سياسي وتدخلات وتحالفات بعد أن خذلتهم أصلاً بقانون الانتخاب وساهمت في محاصرتهم بشعاراتها الأساسية حتى باتوا في وضع دفاعي في كثير من الأحيان. خسرت المعارضة في الدوائر الانتخابية ذات اللون المذهبي الطاغي المغاير وفي الدوائر المختلطة التي فيها أرجحية لهذا اللون المذهبي الخاص. لكن الحقيقة هي أن حلفاء المعارضة هم الذين خسروا لأنهم لم يكونوا شركاء حقيقيين في معركتها ولم تتعامل معهم المعارضة كجزء أساسي من مشروعها. بصراحة تامة لم يكن ينقص المعارضة المال السياسي ولا الإعلام ولا حماسة الجمهور ولا التحالفات ولا سوى ذلك من أمور تفوّقت بها الموالاة. كان ينقص المعارضة المشروع والبرنامج والإدارة وكل ما يجعل منها معارضة وطنية بحق وليس مجرد تكتلات متجاورة لأهداف سلطوية بعضها يتعارض مع البعض الآخر أحياناً.
- صحيفة السفير
ساطع نور الدين:
انقلاب ابيض
... رفضت غالبية الشعب اللبناني خطاب الثامن من آذار بكل محتوياته الخاصة بالمقاومة وسلاحها والعلاقة مع سوريا والتباساتها والصلة مع ايران ومحرماتها، ووجهت ضربة قاسية لذلك المشروع الذي كان يبدو قبل فتح مراكز الاقتراع زاحفا نحو انتصار جديد، يتوج انتصارات مفترضة على اميركا واسرائيل كادت تعلن زوال الدولة العبرية من الوجود، وتنهي الحملة الامبراطورية الاميركية على العالمين العربي والاسلامي. الحساب الداخلي سيكون عسيرا. والكلام صحيح عن ان فريق الرابع عشر من آذار لن يكون قادرا على حمل عبء هذا النصر الانتخابي الذي لا يعدل بأي حال من الاحوال الغلبة الامنية الحاسمة للفريق الاخر وحلفائه الذين يرجح الا يتقبلوا نتيجة الانتخابات برحابة صدر ويسلموا بانها هزيمة لهم اكثر مما هي هزيمة للشيعة اللبنانيين الذين سعوا الى توسيع دورهم السياسي بالاستناد الى البيئة المسيحية، من دون نجاح باهر. وكما كانت اللحظات الاولى التي تلت اعلان النتائج حرجة يسودها الترقب لرد الفعل الشيعي الاول، السياسي والميداني، ستظل الاسابيع والاشهر الاولى من عمر المجلس النيابي الجديد محكومة بهذا الانتظار: كيف ستتصرف الطائفة الكبرى ازاء هذا الاعتراض الشعبي من بقية الطوائف على سلاحها وسلوكها وعلى جدول اعمالها القائم على اعتبار سوريا بنهجها الحالي &laqascii117o;عمقا استراتيجيا" للبنان، وعلى تصنيف ايران بمشروعها الحالي &laqascii117o;ذخرا استراتيجيا" يبرر نبذ العرب وتحقيرهم جميعا. الخيار الشيعي لن يكون سهلا. المؤكد انه لن يشمل خيار إلقاء السلاح والانخراط في مشروع الدولة الذي لا يزال خياليا. لكن المضي قدما في تحدي بقية الطوائف صار مكلفا، ربما اقل بكثير من التوجه الى الخيار الحتمي لدى الطائفة في المرحلة المقبلة وهو تعميق التحالف مع سوريا وايران، اللتين لم تعودا جاهزتين لمثل هذا التحالف كما من ذي قبل، ولاسباب تتصل بجدول اعمال الدولتين اللتين تطمحان الى محاورة اميركا ومصالحتها، واللتين خسرتا ورقة لبنانية مؤثرة في تحقيق تلك المصالحة او على الاقل في تحديد شروطها. انقلاب انتخابي ابيض على السنوات الاربع الماضية، لكن ترجمته الى انقلاب سياسي ابيض ما زالت دونه استحالات داخلية عديدة وصعوبات خارجية لا حصر لها.. ولا يمكن احتواؤها الا بالديموقراطية اللبنانية العرجاء التي خاضت بالامس تجربة ناجحة فعلا، وبكل المعايير. 
- صحيفة السفير
عماد مرمل:
&laqascii117o;انتصارات موضعية" تحد من الخسارة... ورهان على &laqascii117o;التوازن السياسي"... المعارضة تعترف بالنتائج لكنها تتجنب... &laqascii117o;جلد الذات"
...على المستوى الشيعي، تتوقف المعارضة مليا عند النسبة العالية من الاصوات التي حصل عليها تحالف حزب الله ـ حركة أمل في الجنوب والبقاع الشمالي، برغم غياب الخصم الانتخابي الجدي الذي يحرض الناخبين على الاقتراع، ما جعل معدل التصويت المرتفع يكتسب بعدين:
الاول، تجديد التفويض الشيعي الجارف للحزب والحركة، بشكل يكرس الشرعية الشعبية لحصرية تمثيلهما للطائفة الشيعية، الامر الذي من شأنه ان يعزز موقعهما التفاوضي في المرحلة المقبلة المفتوحة على كل الاحتمالات. الثاني، تأكيد التفاف الجمهور الشيعي حول خيار المقاومة، في اول استفتاء رسمي يخضع له هذا الخيار، بعد حرب تموز التي قيل في حينه انها تركت آثارا سلبية على نسبة التأييد الشعبي لخط المقاومة في البيئة التي تسبح فيها....
- صحيفة السفير
جورج علم:
اليد الممدودة .. على السلاح؟
... لقد بادر كلّ من وليد جنبلاط وسعد الحريري الى الإعلان عن الاستعداد لمدّ اليد، لكن الى أي مدى؟، وهل يسمح الخارج بذلك؟، ووفق أي حدود ومواصفات؟. لقد دعا وزير النقل الإسرائيلي إسرائيل كاتز الى نزع سلاح الحزب بموجب الاتفاقات السابقة. ما هي هذه الاتفاقات؟ وهل هي موجودة فعلاً؟ من أبرمها ومتى؟، لا جواب. وأعلن كاتز ان فوز قوى 14 آذار هو خير للمنطقة ولإسرائيل"!. ويأتي الردّ من رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمّد رعد، مؤكداً على وجوب ان تتعهد الأكثريّة بعدم المس بسلاح المقاومة، وإلاّ استمرت الأزمة. ويعود السلاح ليشكّل العقدة وبيت القصيد…ولا يكفي القول إن الأكثريّة قد انتقمت وأخذت بثأر الطائف من اتفاق الدوحة ومن قانون 1960، ومن كل ما كانت تدّعيه المعارضة والعماد ميشال عون تحديداً على أنه حقق إنجازات في الدوحة لمصلحة المسيحيين وحلفائه، لأن الثأر سيولّد الثأر، ومن يدّعي الربح، ويعيش نشوة النصر عليه أن يضع مشاريع أجوبة مقنعة على أسئلة ثلاثة: هل زال الخطر على الكيان، وعلى عروبة لبنان، وخصوصيّة العيش المشترك بعد السابع من حزيران، والنتائج التي أفرزتها صناديق الاقتراع، والترحيب المنقطع النظير من قبل عواصم دول الوصاية بها؟. وإذا كان اتفاق الدوحة قد انتهت مفاعيله بإنجاز الانتخابات يوم السابع من حزيران، فهل انتهت روحيته التوافقيّة، أم لا تزال حاجة ملحة لتشكيل حكومة العهد الثانيّة؟. وهل اليد الممدودة تحمل ضمانات لسلاح المقاومة، أم أن العرض هو لمرحلة زمنيّة ضيقة، ومن باب رفع العتب، لأن من يفترض بهم أن يقدمّوا مثل هذه الضمانات، هم أحوج الناس، وأكثرهم إلحاحاً على النيل من السلاح، وربما يأتي دعمهم للأكثريّة من منطلق التعاون على تحقيق هذا الغرض؟!...
- صحيفة الأخبار
نقولا ناصيف:
الحريري رئيساً للحكومة بثلث معطّل لرئيس الجمهورية في الحكومة المقبلة
الخلاصة الحتمية لاحتفاظ قوى 14 آذار بغالبيتها مزدوجة: ترشيحها النائب سعد الحريري لترؤس الحكومة الجديدة، ورفضها إعطاء المعارضة ـــــ التي ستلزم هذا الموقع أربع سنوات جديدة طويلة ـــــ الثلث الزائد واحداً فيها. لكن ما يتخطى هذه الخلاصة اقترانها بمعطيات، منها:
1 ـــــ أن الحريري، وليس قوى 14 آذار، كان الرابح الفعلي في انتخابات 7 حزيران، ولا سيما في الدوائر التي حسم مؤيدوه خياراتها السياسية كطرابلس وعكار وزحلة والبقاع الغربي ـــــ راشيا والدائرة الثالثة لبيروت والضنية ـــــ المنية وصيدا...
 2 ـــــ عبّر الاقتراع السنّي والالتفاف حول الحريري عن مقدار غضب الطائفة على أحداث 7 أيار التي كانت بمثابة تهديد ثان لها بعد اغتيال الحريري الأب قبل أربعة أعوام. آل ذلك إلى حصول الحريري الابن على تفويض لم يُعطَ نظيره لوالده، وعلى دعم خياراته الناجمة بدوره عن شعور بمهانة كبيرة ترتبت على تلك الأحداث. وعلى غرار تظاهرة 14 آذار 2005 والتفافها حول الحريري وحلفائه في لحظة شعور الطائفة بأن سوريا استهدفتها باغتيال الحريري الأب، وهدّدت كيانها وكادت تحيلها طائفة ضعيفة تفتقر إلى المرجعية، كان التفويض والالتفاف نفسهما في 7 حزيران تحت وطأة تهديد مشابه للطائفة منذ 7 أيار، إذ رأت في حزب الله وسلاحه مصدر استباحة.
3 ـــــ استهانت المعارضة بالماكينة الانتخابية للحريري وقدراتها، كذلك بالمناورات التي أدارتها في المواجهة الانتخابية في الأسابيع المنصرمة، على نحو بدت في بعض مراحلها أحد الاسرار التي ستفضي إلى فوز تيار المستقبل وحلفائه بالمقاعد النيابية في الدوائر المحسومة، وأبرز تلك الأسرار الغموض الذي أحاط بالمغتربين وأعدادهم وأماكن وجودهم في الساعات التي سبقت الاقتراع، وتحوّلهم كتلة مجيّرة وفاعلة، لم يتسنّ للماكينات الانتخابية للمعارضة رصدها بدقة وتحديد تأثيرها، ففاجأوها في زحلة خصوصاً. وما انطبق على المغتربين المقترعين، صحّ أيضاً على حجم الكتلة السنّية الغامضة وطاقتها التجييرية المنظمة..
4 ـ ينظر الحريري إلى شريكين رئيسيين له في حكم المرحلة المقبلة هما حلفاؤه المسيحيون ورئيس الجمهورية. ولأنه جزم سابقاً برفضه إعطاء الثلث الزائد واحداً إلى المعارضة في الحكومة المقبلة، من غير أن يمانع في انضمامها إليها بشروط قوى 14 آذار. فهو بذلك يستدرجها إلى الرفض والبقاء خارج هذه الحكومة. لكن الوجه الآخر لهذا الاستدراج هو تحوّل رئيس الجمهورية شريكاً فعلياً في الحكومة بإعطائه هو الثلث الزائد واحداً، بعدما انهارت الكتلة الوسطية بمرشحيها الثمانية (في جبيل وكسروان وبعبدا) التي كان الرئيس والموالاة قد عوّلا عليها إبان الحملات الانتخابية...
- صحيفة الأخبار
إبراهيم الأمين:
قانون النسبيّة: آخر دواء لمواجهة الكتل الطائفيّة الصمّاء
.. تشير النتائج الرسمية للانتخابات الى معطيات عدة، ابرزها ان التحالف الشيعي ثبت نفسه وسط لعبة تقاسم النفوذ الطائفي والمذهبي في لبنان، لا بل رفع من مستوى رصيده لدى الجمهور الشيعي، وأظهرت النتائج في الدوائر ذات الغالبية الشيعية أن المنافسين للوائح المدعومة من حزب الله وحركة امل، لم يحصلوا على نسبة تحسب كرصيد يمكن لخصوم هذه الثنائية التعويل عليه في اللعبة السياسية. ففي دائرة بعلبك ـــــ الهرمل حصلت لائحة المعارضة على مئة وثلاثة آلاف صوت مقابل ثلاثة عشر ألف صوت للائحة المنافسة، من اصل 126 ألف مقترع، أي إن الثنائي حصل على 82 بالمئة مقابل 10 بالمئة للمنافسين والبقية للآخرين، علماً بأن اللائحة المنافسة لا تخالف بتاتاً الموقف السياسي لقوى الغالبية الشيعية. أما في بنت جبيل (53 ألف مقترع) فقد حصل تحالف أمل ـــــ حزب الله على متوسط 49 ألف صوت مقابل اربعمئة صوت للمنافسين، اي 93 بالمئة للمعارضة مقابل 0.7 بالمئة للمنافسين والبقية لآخرين. وفي صور ( 75 ألف مقترع) فقد حصل تحالف أمل ـــــ حزب الله على متوسط 69 ألف صوت مقابل ألفي صوت للمنافسين، أي ما نسبته 92 بالمئة للثنائية الشيعية مقابل اثنين ونصف بالمئة للمنافسين. وفي النبطية تقدم مرشحو التحالف الشيعي على منافسيهم بأكثر من 63 ألف صوت من أصل نحو 67 ألف صوت، اي ما نسبته ايضاً 92 بالمئة. وفي دائرة مرجعيون حاصبيا حيث توجد غالبية شيعية انتخب اكثر من 90 بالمئة من مقترعيها لمصلحة التحالف. وإذا ما قورنت النتائج الخاصة بالوجود الشيعي في بعبدا وجبيل وزحلة وجزين، يمكن ملاحظة أن نسبة الاصوات الشيعية التي ذهبت لمصلحة المعارضة تتجاوز 90 بالمئة. وهذا يعني ببساطة، أن حزب الله ومعه حركة امل، يسيطران بقوة على الوضع السياسي واتجاه التصويت لدى الناخبين الشيعة، وهم بذلك يعطون انطباعاً بأن السنوات التي مرت منذ عام 2005 رفعت من مستوى حضور هذا التحالف (وخصوصاً حزب الله) وسط الشيعة، ونفوذ حزب الله يلاحظ عملياً في دائرة جزين، إذ حيث اتيح للجمهور الشيعي الاختيار بين حليفين، وبين آخرين من المرشحين في هذه الدائرة فهو اختار لائحة التيار الوطني الحر.وإذا كانت نسب التصويت في حدها المتوسط، فذلك يعود الى عدم وجود معركة فعلية، الامر الذي سيختلف لو أن البلاد تواجه خيارات من نوع مختلف، وهذا يعني ان الثنائية الشيعية غير قادرة على الامساك بزمام الامور بهذه الصورة، برغم انها سوف تجنّد مزيداً من الناخبين هي ايضاً، لكن اذا ما اتيح للجميع خوض انتخابات على اساس النسبية، فإن تكتلاً سياسياً او انتخابياً، له وحدة سياسية أو تحالفاً له بعده الانتهازي بالمعنى اللبناني، سوف يكون قادراً على الفوز بما لا يقل عن 15 بالمئة من اصوات الشيعة، وهو الامر الذي لم يختبر بفعل ان الخطاب السياسي لفريق 14 آذار لم يظهر أنه قادر على التفاعل مع القواعد الشعبية للشيعة خلال السنوات الاخيرة...
- صحيفة الأخبار
غسان سعود:
العونيّون والهزيمة: دقّت ساعة الحساب... قبل التغيير
... وقد بيّنت النتائج، بعيداً من تبرير الحرب الكونية ودور كلمة البطريرك نصر الله صفير ورشوة الناس وأعداد المغتربين، أن نسبة كبيرة من المقترعين المسيحيين، غير المتحزبّين لأحد، في جبيل وكسروان والمتن وبعبدا غير راضين عن خطاب التيار الوطني الحر. ويسجّل هنا 3 ملاحظات يمكن مسؤولي التيار لمسها إذا ابتعدوا قليلاً عن مؤيّديهم تماماً واستمعوا إلى مجتمعهم:
■ عدم قبول الناس باستماتة العونيين للدفاع عن حزب الله، سواء أكان على حق أم على باطل. والناس أظهروا في صناديق الاقتراع أنهم غير موافقين على إسقاط حزب الله لمروحية الجيش في بلدة سجد الجنوبية وقتل الضابط سامر حنّا، ولا يرون أن 7 أيار يوم مجيد، ولا يسعدهم أبداً قول الرئيس الإيراني ما مفاده أن فوز المعارضة يحصّن جبهة الممانعة.
■ قلق الناس من عدم تقديم التيار الوطني الحر، والمعارضة عموماً، مشروعاً اقتصادياً واجتماعياً جدّياً للحكم، وضبابية موقف المعارضة من تعهدات الحكومات السابقة بشأن المؤتمرات الدولية لدعم لبنان أو انضمام لبنان إلى منظمة التجارة الدولية، واعتبار العونيين أن كلام نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم بشأن احتمال فرض حصار دولي على لبنان أشبه بحصار غزة كاف لطمأنة أهل الأشرفية وكسروان والبترون وغيرها من المناطق حيث الناس يعيشون ضائقة اقتصادية غير مسبوقة...
ـ صحيفة السفير
مايسة عواد :
السابعة مساء أمس الأول. أقفلت أقلام الاقتراع. تستعد الشاشات للانتقال إلى مرحلة جديدة في التغطية. يطل الزميل مارسال غانم بضحكة واثقة. الآن بتنا نعرف ان الثقة مردها هذه المرة إلى &laqascii117o;مفاجأة" كان يعلم أنها ستسمِّر الناس طويلاً أمام الشاشة. تبدأ &laqascii117o;لعبة" الإبهار البصري. يبدأ الزميل غانم بالحديث عن مجسم للمجلس النيابي: &laqascii117o;وسنملأه سوياً، المقاعد بالأحمر للموالاة والأخضر للمعارضة". يبرز مجسم ثلاثي الأبعاد للمجلس النيابي في وسط الاستوديو. يعلن غانم عن &laqascii117o;حدث" إضافي يتمثل بعرض الاستطلاعات اللاحقة للمرة الأولى، ولو انه يلفت أن الارقام غير نهائية. التقنية تفرض نفسها في وقت الذروة.. و&laqascii117o;أل بي سي" تخطف المشاهدين.  المشهد الذي قدمته &laqascii117o;ال بي سي" يلحق سريعاً بركب الشاشات الأميركية، ويدفعها إلى المقدمة في لبنان والعالم العربي. على المستوى العالمي، سبق لـ&laqascii117o;سي أن أن" و&laqascii117o;سكاي نيوز" تحديداً ان استغلتا الأحداث المفصلية كالانتخابات الأميركية لاستقتطاب المشاهدين. يوم تنصيب أوباما &laqascii117o;حزمت" قناة &laqascii117o;سي أن أن" مراسلتها من شيكاغو بواسطة لعبة الكاميرات وأحضرتها إلى مقر القناة في &laqascii117o;نيويورك"، أما يوم الاحتفالات بتنصيب أوباما فكانت الأقمار الاصطناعية تعطي صوراً للناس وقد أضحوا &laqascii117o;نملاً" على شاشة القناة. قبلها كانت تقنية الشاشة التفاعلية أو &laqascii117o;هولو سكرين" قد غزت &laqascii117o;سكاي نيوز" وانتقلت التقنية إلى &laqascii117o;سي أن أن" ثم &laqascii117o;العربية" و&laqascii117o;أخبار المستقبل". سهرة أمس الأول أعادت &laqascii117o;أل بي سي" إلى موقع الريادة في التجديد واللحاق بتقنية العصر، بعد ان خلنا كمشاهدين ان القنوات الاخبارية أصبحت مرجعاً غطى على ما عداه. &laqascii117o;ال بي سي" التي كانت سباقة خلال السنوات الماضية بإرساء أكثر من اتجاه في المُشاهدة (المسلسلات المكسيكية، برامج الواقع، وغيرها)، تعود لتفرض نفسها على الساحة اللبنانية والعربية مستغلة لحظة الذروة لبنانياً. القاعدة المصغّرة &laqascii117o;المايكرو بايس" تتوسع بفضل انتاج ضخم وتنبئ بعودة يمكن المراكمة عليها لإحداث تغيير واسع في قاعدة المشاهدين &laqascii117o;ماكرو إفكت".  عملياً، كل الشاشات اللبنانية أرادت ان يكون فرز الانتخابات بوابة لإدخال تقنيات جديدة تضمن عدم إفلات المشاهد من قبضتها. هذا ما حاولت فعله &laqascii117o;الجديد" و&laqascii117o;أخبار المستقبل" أيضاً. لكن ضخامة الانتاج في &laqascii117o;ال بي سي" جعلت جديد &laqascii117o;الجديد" يبقى في الظل ويبدو باهتا (ولو ان الارقام كانت ربما الأدق)، أما الأخطاء المتكررة في إدخال البيانات على شاشة &laqascii117o;أخبار المستقبل" التفاعلية، فجعلت قناة &laqascii117o;أل بي سي" في المقدمة بلا منازع. وليست مبالغة القول، انه في الوقت الحالي، افتتحت القناة مرحلة جديدة هي السباقة فيها، والكل

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد