ـ صحيفة السفير:
يكاد الخاسر في الانتخابات اللبنانية، أن يكون أكثر ابتهاجاً من الفائز. على الأقل هذا ما تلهج به ألسنة قيادات في المعارضة اللبنانية وكأن عبئاً قد انزاح عن ظهرها، بعد انعقاد الأكثرية لأربع سنوات لفريق الرابع عشر من آذار.
محلياً، يمكن وضع ذلك في خانة &laqascii117o;الطريقة اللبنانية" في التعامل مع الأشياء. إنه التفسير السهل والمريح. لكن، المسألة ليست هنا. لنراقب تعامل &laqascii117o;الدول" مع الانتخابات النيابية في لبنان. هنا يحتاج الأمر إلى قياس بغير &laqascii117o;الطريقة اللبنانية" من أجل محاولة تلمس خيوط خارطة طريق ما بعد الثامن من حزيران لبنانياً، ولكن في سياق عربي ودولي بدأت تظهر ملامحه تدريجياً.
وصل السفيران السعودي والسوري إلى بيروت قبل السابع من حزيران. زار السفير السعودي الجديد قيادة &laqascii117o;حزب الله" وترك انطباعات ايجابية جداً. وضعت الزيارة في خانة الجولة البروتوكولية، لكن المفاجأة تمثلت في لقائه الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي كان متهماً بالتسبب بترحيل السفير السعودي السابق الوزير عبد العزيز خوجة، عن طريق البحر، بعد إحراق مبنى &laqascii117o;تلفزيون المستقبل"، وهو كان فعلياً قد أُعيد إلى السفارة السعودية، قبل السابع من أيار، وأصبح جزءاً من &laqascii117o;كيانها" في الروشة.
ارتفع مستوى الحوار السعودي السوري. تم نقله من القنوات الأمنية إلى القنوات السياسية وثمة حديث عن زيارات متبادلة ظلّت بعيدة عن الأضواء. فجأة تحرك الملف السوري المصري وعادت الحرارة إلى الخطوط بين العاصمتين بعد فترة جفاء طويلة. المعادلة السارية المفعول &laqascii117o;تعالوا نتفق على الجزئيات (الإقليمية) وعندما ننجز التفاهمات المطلوبة نذهب إلى القمة الثلاثية (السعودية المصرية السورية)، وهناك يصار مجدداً إلى تكريس &laqascii117o;الترويكا" العربية مجدداً". الجزئيات تشمل لبنان وفلسطين بالدرجة الأولى، وهذا يعني أن لبنان على هذه الطاولة، وهو لم يغب عن طاولات أخرى، أبرزها طاولة البيت الأبيض، التي حفلت بالضيوف العرب، وكذلك على الطاولة الإيرانية ـ الفرنسية ومن خلالها الطاولة الغربية الإيرانية، حتى اللقاء الأخير بين الوزيرين المصري أحمد أبو الغيط والفرنسي برنار كوشنير في باريس ناقش التفاصيل والاحتمالات الانتخابية في لبنان.
لغة سورية هادئة قبل الانتخابات وبعدها
ومن زار دمشق قبل ايام قليلة من موعد فتح صناديق الاقتراع في لبنان، استوقفه التعامل السوري مع الملف اللبناني ببرودة وكأن لبنان موجود على الخريطة في جنوب أميركا الجنوبية!
المسؤولون السوريون يتجاهلون التفاصيل الانتخابية، على عكس كل تعاملهم قبل شهور عندما كانوا يضعون الانتخابات في خانة &laqascii117o;المصيرية". خطاب تراجع وحلت محله لغة هادئة، واعتبار الانتخابات مجرد حدث موسمي. قال أحد العائدين من الرياض يوم الجمعة الماضي &laqascii117o;لا تتفاجأوا بالمعادلة الجديدة بعد الانتخابات: الاقتصاد في لبنان للسعوديين (آل الحريري) والأمن للسوريين (المؤسسة العسكرية اللبنانية)".
رميت قنبلة &laqascii117o;دير شبيغل" الدخانية. قال وليد جنبلاط إنها تنقلنا من مقلب إلى مقلب. أول إيحاء مباشر بالاستعداد لدفن الاتهام السياسي. ماذا بعد؟
تنتهي الانتخابات وفي اليوم التالي، لا بل في ليلة السابع ـ الثامن من حزيران، تكر سبحة الترحيب. دمشق تعتبر الانتخابات &laqascii117o;شأناً داخلياً لبنانياً". في اليوم التالي، يتصل الرئيس السوري بشار الأسد هاتفياً بالملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز. تقول وكالة الأنباء السعودية (واس) إن الأسد وعبد الله، &laqascii117o;استعرضا العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين، بالإضافة إلى بحث تطورات الأوضاع على الساحتين العربية والدولية". لا ذكر للبنان ولكنه كان العنوان الأساس. في المعلومات الآتية من الرياض أن الزعيمين تبادلا التهاني بانجاز الانتخابات اللبنانية وشددا على وجوب أن يستكمل اللبنانيون انتخاباتهم بتكريس روح الوحدة الوطنية في عملية تأليف الوزارة الجديدة &laqascii117o;لأن لبنان لا يحكم إلا بالتوافق بين جميع أبنائه".
الرياض تهنئ اللبنانيين ويخص الملك عبدالله سعد الحريري باتصال على مدى ربع ساعة. دمشق، تبدي ارتياحها الرسمي لسير الانتخابات اللبنانية &laqascii117o;بشكل آمن ومستقر"، وتحيي &laqascii117o;الروح التوافقية" للأطراف اللبنانية بعد الانتخابات، وتعرب عن الأمل في &laqascii117o;ترجمتها إلى خطوات ملموسة خلال البرنامج الوطني للمرحلة المقبلة".
المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان أبدت &laqascii117o;حرص سوريا الدائم على وحدة لبنان واستقراره وازدهاره، واستعدادها لمساعدته في كل المجالات لتحقيق هذه الأهداف". وتابعت إن &laqascii117o;سوريا تشجع الروح التصالحية والتوافقية التي عبرت عنها مختلف الأطراف اللبنانية بعد الانتخابات، معربة عن الأمل في ترجمتها إلى خطوات ملموسة خلال البرنامج الوطني للمرحلة المقبلة".
استعادة معادلة الحريري الأب
تعكس مصادر وثيقة الصلة بالنائب الحريري جواً انفتاحياً مثيراً للاهتمام. الرجل يتصرّف منذ الآن كرئيس للحكومة. لا يتمنى فقط، بل يتوقع العودة إلى الصيغة التي كان الرئيس الشهيد رفيق الحريري قد أرساها مع المقاومة، والتعايش بينها وبين الدولة التي تحقق الازدهار وتجلب الاستثمارات، وتصدر القوانين الضرورية لصرف أموال &laqascii117o;باريس ـ 3".
لا ينتظر اتصالاً من قيادة &laqascii117o;حزب الله" لتهنئته. يتصل برئيس كتلة نواب الحزب محمد رعد معاتباً. &laqascii117o;يراسل" الحاج حسين الخليل أكثر من مرة. الأجواء ودية بين الطرفين... وهذه هي &laqascii117o;مولدات" العاملين على خط قريطم ـ الضاحية الجنوبية قد بدأت تعمل لتأمين اللقاء بين المرشح الأبرز لرئاسة الحكومة المقبلة وبين &laqascii117o;السيد".
يقول الحريري &laqascii117o;أنا مستعد لإعطاء المقاومة والسيد حسن كل ما يريدون من ضمانات في شأن سلاح المقاومة. ليكتبوا ما يشاؤون في البيان الوزاري، فنحن نريد استكمال مشروع بناء الدولة الذي لا يتعارض ولا يتصادم مع المقاومة، كما كان الحال أيام رفيق الحريري، الذي كان يواجه ظرفاً داخلياً وعربياً ودولياً أصعب بكثير من الظرف الحالي الذي تحقق بعد الفوز في الانتخابات وبعد التثبت من أن الدور السوري صار محدوداً، وهو ما بدا واضحاً خلال المعركة الانتخابية التي أتيح خلالها لفريق 14 آذار ان ينافس وينتصر خاصة في الشمال والبقاع، من دون عرقلة سورية، لأن دمشق معنية بإثبات حسن نواياها وحيادها اللبناني تجاه أميركا والسعودية ومصر، ولا سيما قبل ايام معدودة من وصول المبعوث الاميركي جورج ميتشل الى العاصمتين اللبنانية (غدا) والسورية (الجمعة والسبت)".
يشعر الحريري بأن الفرصة لتوليه رئاسة الحكومة قد حانت. &laqascii117o;لعل الفرصة متاحة أمامي اليوم أكثر مما كانت متاحة لوالدي، كما ان التفويض الانتخابي واضح وحاسم، وهو لا يدعو الى المواجهة مع احد، لا في الداخل ولا في الخارج، بل الى استيعاب النصر... نعم علاقتنا مع سوريا يجب ان تكون جيدة. وهذا ما نطمح اليه في الأساس".
يطرح الحريري للمرة الأولى أسئلة العلاقات اللبنانية السورية الكبرى، ذلك أنه اذا أراد أن يتولى رئاسة الوزارة، عليه أن يكون جاهزاً للحديث مع دمشق. هذا كلام قاله له ولغيره السعوديون بشكل واضح. ولعل الجواب كان إيجابياً ومعطوفاً على أسئلة حول &laqascii117o;طريقة إدارة العلاقات اللبنانية السورية مستقبلاً"، و&laqascii117o;كيف سنرد على الأميركيين إذا وجهوا الينا الدعوة للتفاوض مع إسرائيل"؟.
هل أقنع الإيرانيون الأوروبيين بفوز المعارضة!
النبرة الحريرية الجديدة والهادئة إزاء سوريا غير بعيدة عن الرياض، ولكنها نبرة مختلفة إزاء طهران. هذه حال الاعلام السعودي أيضاً. &laqascii117o;المهم أن نصراً انتخابياً قد تحقق، وحال دون سقوط لبنان تحت الهيمنة الإيرانية"، يقول مقربون من الحريري.
تضج التحليلات السعودية الفرحة بالنتائج من جهة والمهللة لـ&laqascii117o;الهزيمة التي مُني بها الإيرانيون في لبنان" من جهة ثانية.
يتسرب بعض مضمون زيارة وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي الأخيرة إلى باريس. يقول مصدر دبلوماسي فرنسي رفيع المستوى لمراسل &laqascii117o;السفير" في باريس &laqascii117o;نحن لم نضع سيناريو واحداً يقتصر على فوز المعارضة اللبنانية، غير أن ما أسهم في تعزيز فرضية &laqascii117o;حزب الله" المنتصر، في الـ&laqascii117o;كي دورسيه" و&laqascii117o;الأليزيه" هي التقديرات الإيرانية التي نقلت إلينا عشية الانتخابات، فالوزير متكي قال لنا في الأسبوع الماضي، وبثقة كبيرة &laqascii117o;إن المعارضة في لبنان ستفوز في انتخابات السابع من حزيران، طالباً منا استباق الحدث وحث قوى الرابع عشر من آذار على المشاركة في حكومة وحدة وطنية بعد الانتخابات".
الآن المسألة مقلوبة عند الفرنسيين الذين كانوا يخشون مع غيرهم من الأوروبيين من تداعيات فوز المعارضة على حضور جنودهم الزرق جنوب نهر الليطاني. طار الهاجس. &laqascii117o;الستاتيكو" الحالي مستمر والسؤال الأوروبي، وخاصة الفرنسي والبريطاني يتمحور حول طبيعة المرحلة المقبلة حكومياً. من يكون رئيس الحكومة؟ كيف ستكون مشاركة المعارضة؟ ما هي حصة رئيس الجمهورية وما هي حظوظ الكتلة الوسطية؟
باريس: الحريري لرئاسة الحكومة.. شرط!
تتحدث أوساط فرنسية عن سعد الحريري مرشحاً محتملاً لرئاسة الحكومة شرط أن لا يكون عنواناً لاشتباك إقليمي (سوري ـ سعودي). حظوظ فؤاد السنيورة تتراجع، فقد احترقت ورقته وهو أدى قسطه للعلى في مرحلة المواجهة والحوادث الأمنية التي واجهها لبنان. الآن المطلوب إما سعد الحريري وإما عنوان توافقي، على طريقة التوافق السوري السعودي في انتخابات الشمال، حيث كان معظم العابرين من سوريا باتجاه مدينة طرابلس للتصويت فيها يحملون اسم نجيب ميقاتي &laqascii117o;على رأس الليسته".
الأوروبيون يعتبرون أن تولي نبيه بري رئاسة المجلس النيابي &laqascii117o;تحصيل حاصل". لكنهم يخشون أن تطول عملية تأليف الحكومة الجديدة. آليات المشاركة هل تضمن الثلث المعطل، أم أن هناك صيغاً جديدة؟ يستفسرون عن إمكان كسر الاصطفاف القائم وعن موقع وليد جنبلاط وعدد من نواب الأغلبية الذين يمكن أن يشكلوا &laqascii117o;كتلة الرئيس" (ميشال سليمان). ما هي فرص خلط الأوراق التحالفية في لبنان وأي دور لبري وجنبلاط في هذا الاتجاه؟
صحيح أن سليمان قد مُني بهزيمة على مستوى خياره الوسطي، ولكن نظرية نبيه بري هي الأثبت. النتائج تفرز هكذا كتلة وليس الترشيحات. البريطانيون مهتمون بطريقة استثنائية بما بعد الانتخابات. يسألون أكثر من مرة، عن الكتلة الوسطية وهل يمكن أن يشكل نبيه بري رافعتها ومشروعيتها الشيعية وما هو موقف دمشق والرياض منها؟ ومن يمكن أن تضمّ؟ وهل هناك أرجحية لمعادلة الثلاث عشرات في الحكومة المقبلة (صيغة بري بعد ولادة المبادرة العربية في العام 2007)؟
يقول الأوروبيون إنه إذا كان اتفاق الدوحة قد أصبح بحكم المنتهي في نظر قوى لبنانية معينة فإن البديل هو استمرار الحوار السعودي السوري الذي سيقرر من يكون رئيس الحكومة وصيغة مشاركة المعارضة حكومياً.
الأميركيون: الإجماع اللبناني وليس التوافق
وفي السياق ذاته، جاءت التهنئة الاميركية للمراجع اللبنانية، والتي انطوت على شيء من التناقض في النبرة، بدا جلياً في حدة موقف الخارجية الأميركية، والسرور الذي ابدته بفوز 14 آذار، وتفضيلها عدم تكرار تجربة الثلث المعطل في الحكومة. فيما جاء بيان البيت الابيض اقل حدة عاكساً ترحيب الرئيس الاميركي باراك أوباما بالانتخابات السلمية، ودعوته الصريحة الى اللبنانيين &laqascii117o;للإبقاء على قوتكم عبر الإجماع (وليس التوافق كما ترجم النص سابقاً)".
الصحافة الغربية وضعت نتائج انتخابات لبنان في خانة أول الانتصارات الخارجية للإدارة الأميركية الجديدة.
في القدس المحتلة، لم تكن النظرة مفاجئة. قدم وزير التعاون الإقليمي ونائب رئيس الحكومة في الحكومة الإسرائيلية سيلفان شالوم الرؤية الرسمية الإسرائيلية لنتائج الانتخابات اللبنانية فأعلن أن &laqascii117o;هذه النتائج بالغة الأهمية، لأنها تبقي لبنان على قيد الحياة وتمنع تعزيز قوة إيران".
يضيف الوزير الاسرائيلي إنه &laqascii117o;إلى جانب المشروع النووي فإن لإيران أجندة واضحة، إحياء الإمبراطورية الفارسية بتواصل شيعي يشمل إيران، العراق، سوريا ولبنان. ونتائج يوم الأحد (الماضي) تعرقل هذا المخطط. والائتلاف المعتدل الذي سينشأ سيسمح للعالم العربي بمواصلة دعم لبنان". واعتبر شالوم أن هناك &laqascii117o;خشية دائمة من تسخين الجبهة الشمالية، ولكن في ضوء الضربة التي تلقاها حزب الله العام 2006، سوف يفكر مرتين قبل أن يفعل شيئاً".
من جهته، رحب وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك &laqascii117o;بخسارة &laqascii117o;حزب الله" في الانتخابات"، لكنه قال &laqascii117o;إن هذه المنظمة لا تزال قوية ونشطة كما أن الحكومة الجديدة لن تكبحها". الا ان باراك اضاف في مؤتمر مجلس السلام والأمن في رمات غان، مساء أمس: &laqascii117o;إننا لا نحب تزويد الجيش اللبناني بالسلاح الأميركي في الأشهر الأخيرة ولا الشحنات التي يخطط لتزويده لاحقاً بها. فهذا السلاح قد يقع في أيدي &laqascii117o;حزب الله". ويجب منح الحكومة اللبنانية الجديدة فرصة، ولكن ينبغي مطالبتها بالوفاء بالاتفاقيات وفي مقدمتها القرار 1701".
وكانت إسرائيل قد وضعت يدها في &laqascii117o;طنجرة" الانتخابات اللبنانية عبر التهديدات التي أطلقها باراك الذي قال إن يد إسرائيل ستكون على الزناد ضد لبنان في حال فاز الائتلاف الذي ضمنه &laqascii117o;حزب الله".
وأشاعت أوساط إسرائيلية مخاوف من أن الوضع على الحدود سوف يتغير إذا فاز أنصار &laqascii117o;حزب الله" في الانتخابات. غير أنه وبعد أن ظهرت النتائج، ورغم اعتبارها &laqascii117o;صافرة تهدئة"، إلا أن المسؤولين الإسرائيليين ظلوا يشددون على أن الموقف سيتحدد وفق السلوك اللبناني الرسمي. وقد شدّد الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز على أن نتائج الانتخابات لم تغير الواقع اللبناني حيث إن حزب الله ظل &laqascii117o;دولة داخل الدولة".
ـ صحيفة النهار:
وبينما ينعقد مجلس الوزراء بعد غد الجمعة في جلسة عادية هي الاولى بعد الانتخابات، على ان تليها جلسة أخرى الاسبوع المقبل قبل ان تصير الحكومة مستقيلة، علمت 'النهار' ان رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة حرّك امس الملف السياحي مع الوزير ايلي ماروني. وأفاد مصدر حكومي ان ثمة معطيات تشير الى ان موسم الصيف سيكون 'واعدا جدا' وأن الرئيس السنيورة طلب من الوزارات والادارات المعنية الاستعداد لهذا الموسم بتحسين أوضاع الطرق والمياه والكهرباء وخدمات المطار، على أن تتخذ القرارات اللازمة في هذا الشأن قبل ان تصير الحكومة في وضع تصريف الاعمال.
وعلم ان السنيورة يعد كتابا عن تجربة الحكومة التي تولت المسؤوليات بين تموز 2005 وتموز 2008 يحمل عنوان 'ثلاث سنوات من أجل الجمهورية'، كما يستعد لتنفيذ قرارين اتخذتهما الحكومة الحالية وهما يتعلقان بمواجهة تداعيات الازمة المالية العالمية وخطة الانماء المتوازن لكل المناطق.
وبما يعكس المناخات التي خلفتها الانتخابات، شهدت الاسواق المالية اللبنانية امس مؤشرات تصاعدية تعكس ارتياحا الى المرحلة. فقد قفزت الاسعار في البورصة، وتجاوز سعر سهم 'سوليدير' عتبة 23 دولارا، قبل ان يقفل سهم الفئة 'أ' بـ22,37 دولارا (بزيادة 11,79 في المئة) والفئة 'ب' بـ22,41 دولارا (بزيادة 11,88 في المئة).
ميتشل وسولانا
وفي إطلالة أولى لمسؤولين غربيين على لبنان بعد الانتخابات، يزور بيروت تباعاً كل من المبعوث الاميركي الخاص الى الشرق الاوسط السفير جورج ميتشل والممثل الاعلى للسياسة الخارجية والامن المشترك للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا بين 12 و13 حزيران وسط معلومات تفيد ان الزائرين 'سيحضان على الاسراع في تأليف الحكومة نظراً الى ما ينتظر المنطقة من تطور يتصل بعملية السلام'.
الحريري
وتحدث رئيس كتلة 'المستقبل' النائب سعد الحريري أمس الى مراسلة هيئة الاذاعة البريطانية 'بي بي سي' ندى عبد الصمد، فتطرق الى موضوع الحكومة المقبلة واشتراط 'حزب الله' الحصول على الثلث الضامن، وقال: 'بالأمس تحدث الامين العام لحزب الله' حسن نصرالله بكلام ايجابي جداً. ونحن يجب ان نلتقي مع السيد حسن والرئيس بري لنتشاور في المرحلة المقبلة المليئة بالمخاطر الاقتصادية والاقليمية. وسنرى كيف سنوحّد الجهود بالتشاور مع رئيس الجمهورية الذي ستكون له كلمته في الحكومة التي ستشكل. وكما ابدى السيد حسن انفتاحاً، نحن ايضاً نبدي انفتاحاً'. وسئل هل يلتقي قريباً نصرالله، فأجاب: 'ان شاء الله نعم'. وأضاف: 'سنبدأ المساعي (لعقد اللقاء) في الأيام المقبلة... أريد حواراً وسأرى الى أين يصل هذا الحوار'.
وسئل هل يلتقيه بصفة مكلف رئاسة الحكومة ام رئيس كتلة، فأجاب: 'سأتحدث مع السيد حسن بمنطق اني اعلنت منذ فوزنا في الانتخابات مد اليد وقلت ذلك لأنني أريد حواراً مع السيد حسن والرئيس بري واطراف آخرين في الثامن من آذار'.
وهل يحاوره في موضوع سلاح 'حزب الله' ويعطيه ضمانات كأكثرية؟ أجاب: 'لن أدخل في التفاصيل. لكننا يجب ان نتحاور'.
وعن موقفه من الثلث الضامن، قال: 'لا اريد أن أعلن مواقف مسبقة، انا قلت ان يدي ممدودة ولا أريد ان اطلق مواقف متشنجة. في رأيي، ان السيد حسن فتح باباً جدياً لحوار من دون شروط. ونحن مددنا يدنا لحوار من دون شروط، لذلك أقول دعونا انطلاقاً من هذا المنطق نتحاور. فهناك محاولات كثيرة لاظهار ان هناك مشكلة سياسية في لبنان. ولكن هناك باب فتح من الجميع فلنسع من خلاله الى ان نصل الى معادلة تريح الجميع'.
وعن الاتفاق السوري – السعودي الذي تحدث عنه الرئيس بري، قال: '(...) أكيد نحن نستفيد من هذا التقارب (...) ونحن نرى ان علاقاتنا مع سوريا يجب ان تكون جيدة وهذا ما نطمح اليه'.
واذا كلف تأليف الحكومة، هل يمكن ان يزور سوريا؟ أجاب: 'الآن هناك انتخاب رئيس مجلس وتشكيل حكومة وبيان وزاري، علينا ان نصل الى كل تلك الامور وسنرى عندها ما هي مصلحة لبنان'.
ولفت الى اجراء 'اتصال بين الرئيس السوري وخادم الحرمين الشريفين، أما نحن في لبنان فعلينا ان نتشاور لتوحيد الجهود'.
وبالنسبة الى موقف رئيس 'اللقاء الديموقراطي' النائب وليد جنبلاط المؤيد بري في رئاسة المجلس، قال: 'سألتقي حليفي وليد جنبلاط وسائر حلفائي لنقرر (...) في المبدأ علاقتي ممتازة مع الرئيس بري لكننا في حاجة الى ان نرى ما هي المصلحة السياسية. لقد لعب الرئيس بري دوراً ايجابياً في مراحل، وفي مراحل اخرى كنا على خلاف معه'.وعن رئاسته الحكومة المقبلة، قال: 'سنقوم بمشاورات مع حلفائنا وسنقرر من سيكون رئيس الحكومة المقبلة'.
ـ صحيفة الحياة:
وواصل زعيم تيار &laqascii117o;المستقبل" النائب سعد الحريري الذي خرج بأكبر كتلة نيابية من الانتخابات (34 نائباً) سياسة الانفتاح التي بدأها في خطاب له فجر أول من أمس، فقال لـ &laqascii117o;الحياة" تعليقاً على خطاب الأمين العام لـ &laqascii117o;حزب الله" السيد حسن نصر الله الذي أعلن فيه تقبله للنتائج وأشار الى التلاقي وتحدث عن ترك مسألة سلاح المقاومة لطاولة الحوار الوطني، &laqascii117o;انه خطاب إيجابي ومنفتح".
وسألت &laqascii117o;الحياة" الحريري عما إذا كان لدى قوى 14 آذار خطة للتعاطي مع الاستحقاقات المقبلة سواء بالنسبة الى رئاسة البرلمان والحكومة وتشكيلها والأحجام فيها، فأجاب: &laqascii117o;قوى 14 آذار تعمل على الخطة لبلورتها الآن. وسنجتمع لنقرر في شأنها". وعما إذا كان ترشيحه لرئاسة الحكومة قد حسم قال: &laqascii117o;هناك شخص واحد يحدد من هو رئيس الحكومة هو سعد الحريري وطبعاً بالتشاور مع الحلفاء".
وحين سئل عن رأيه في بعض التقديرات من أنه سيصعب على رئيس الجمهورية ميشال سليمان لعب دور أكبر بعد الانتخابات بعد تعذر قيام كتلة مستقلة انطلاقاً من دائرة جبيل أجاب: &laqascii117o;إن دور رئيس الجمهورية هو دور الحكيم والحكم ودور المحافظ على الدستور. أما بالنسبة الى الكتلة، فإن كتلتي كلها لرئيس الجمهورية".
وعلمت &laqascii117o;الحياة" أن الحريري كان اتصل أول من أمس برئيس كتلة نواب &laqascii117o;حزب الله" محمد رعد الذي قال إن الأزمة ستراوح مكانها إذا لم تقبل الأكثرية بإعطاء ضمانات أو الثلث المعطل وسأله عن سبب هذا التصريح &laqascii117o;فيما نحن دعونا الى التلاقي والجميع يتحدث في هذا الاتجاه وأنتم تستطيعون ملاقاتنا في هذا المجال بدلاً من التصريحات التي تثير الخلافات في الإعلام". وبعث الحريري برسالة الى قيادة &laqascii117o;حزب الله" يستفسر عن سبب تصريح رعد فجاءه الجواب: &laqascii117o;اسمعوا كلام السيد نصر الله ليلاً" (أول من أمس).
واتسعت دائرة ردود الفعل الإيجابية على خطاب نصر الله أمس بإعلان رئيس حزب &laqascii117o;القوات اللبنانية" سمير جعجع أنه &laqascii117o;اتسم بالإيجابية وبالوضوح" آملاً بأن يترجم الى مواقف إيجابية، بعد أن اعتبره النائب جنبلاط ليل أول من أمس في تصريح صحافي بأنه &laqascii117o;كلام إيجابي يبنى عليه". كما دعا جعجع خصومه &laqascii117o;التيار الوطني الحر" وحزب &laqascii117o;الطاشناق" و &laqascii117o;تيار المردة" الى التعاون، قائلاً: &laqascii117o;ان لا أحد يستطيع الادعاء بعد هذه الانتخابات بأنه يمثل المسيحيين".
وأبلغ رئيس المجلس النيابي نبيه بري، الذي كان رحب بمواقف الحريري وجنبلاط أول من أمس، &laqascii117o;الحياة" أن &laqascii117o;سبحة مواقف التلاقي كرت وأنا كررت للرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر (يترأس بعثة مراقبة للانتخابات) حين زارني ثانية (أمس) ما قلته في مقابلة تلفزيونية الأسبوع الماضي بأن الانتخابات النيابية في لبنان مصيرية في ما يخص الدول في الخارج، أما لبنانياً فإنها ستكون وحدوية".
وفي انتظار صدور موقف عن زعيم &laqascii117o;التيار الوطني الحر" العماد ميشال عون الذي بلغ عدد أعضاء كتلته النيابية الجديدة 21 نائباً بينهم شيعي ودرزي، اليوم، فإن الرئيس سليمان دعا اللبنانيين الى الانفتاح المتبادل وتأكيد الرغبة في التعاون والحوار، داعياً الى تركيز العمل على المرحلة المقبلة.
وتوالت ردود الفعل الخارجية الدولية والعربية على الانتخابات لليوم الثاني، في شكل غير مسبوق بالنسبة الى استحقاق محلي في بلد صغير كلبنان، وتلقى سليمان رسائل من الرئيس التونسي زين العابدين بن علي والملك المغربي محمد السادس ورئيس الوزراء البريطاني غوردن براون ورئاسة الاتحاد الأوروبي والملك الأردني عبدالله الثاني والرئيس المصري حسني مبارك فضلاً عن اتصال الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى بالرئيس اللبناني وبعدد من الزعامات اللبنانية، وركزت الرسائل والاتصالات على التهنئة بحصول الانتخابات. وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند أن التحدي الآن تشكيل حكومة تعمل على الإصلاح السياسي والاقتصادي وتنفذ القرار الدولي الرقم 1701. كما تلقى الحريري برقيات تهنئة من الملك المغربي ومفتي الديار المصرية علي جمعة، واتصالين هاتفيين من ميليباند والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، كلها للتهنئة بفوز قوى 14 آذار في الانتخابات كما أفاد بيان المكتب الإعلامي للحريري.
كما تلقى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة اتصالات تهنئة من رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ونظيريه الكويتي والأردني ووزراء عرب وأجانب.
وأعربت مصادر فرنسية مطلعة على الملف اللبناني في باريس عن ارتياحها الى فوز قوى 14 آذار &laqascii117o;لأن هذا يسهل التعاون وتطبيق التزامات باريس - 3 والتعاون مع الجيش اللبناني".
وكان لافتاً بين المواقف العربية تأكيد المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية السورية بثينة شعبان ارتياح سورية الى سير الانتخابات في شكل آمن ومستقر وحرص دمشق الدائم على وحدة لبنان واستقراره واستعدادها لمساعدته. وشجعت شعبان الروح التصالحية التي عبرت عنها مختلف الأطراف اللبنانية.
ـ صحيفة الأخبار:
(...)انتخاب برّي رئيساً للمجلس لا يحجب معطيات تتصل بمواقف أفرقاء رئيسيين معنيين بهذا الاستحقاق:
1 ـــــ يلتزم برّي الصمت حيال هذا الموضوع، ويكتفي بالقول لـ&laqascii117o;الأخبار" إنه &laqascii117o;مرشح طبيعي... لكن بعد بكير" على الخوض فيه. ويوجّه الاهتمام إلى ضرورة &laqascii117o;إيلاء التوافق بين اللبنانيين كل الاهتمام قبل ما عداه من الشؤون للمرحلة المقبلة. هذا التوافق الذي أنادي به وأعمل عليه، وأكدته في موافقي بعد الانتخابات النيابية. لا شيء يمشي في لبنان بلا التوافق".
2 ـــــ لا تميل قوى 14 آذار إلى استعادة موقفها من انتخاب برّي عام 2005 عندما لوّحت، وخصوصاً رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري، بترشيح سواه لرئاسة المجلس، وفاتح حزب الله بدعم هذا الخيار. تزامن هذا الموقف مع تحرّك للسفير الأميركي السابق في بيروت جيفري فيلتمان قال بانتخاب مرشح شيعي من صفوف قوى 14 آذار ما دامت هذه تمسك بالغالبية النيابية التي تمكّنها من فرض مرشحها، وإحكام سيطرتها على مجلس النواب آنذاك، رئاسة ونصاباً. لكن رفض نصر الله الاقتراح وتمسّكه برئاسة برّي، حمل الموالاة على احترام إرادة الإجماع الشيعي على رئيس حركة أمل، الساري المفعول.
واستناداً إلى مطلعين على موقفه، فإن الحريري على رأس الأكثرية النيابية الجديدة يؤيد إعادة انتخاب برّي بلا شروط. هذا الخيار محسوم بالنسبة إليه، وإن بكّر بعض حلفائه في محاولة إحراجه، وأبرز المناوئين له رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب المنتخب دوري شمعون، وكلاهما لا مرشح بديلاً لديه. وخلافاً لشمعون الذي لا يكفّ عن مهاجمة برّي من غير أن تجمعه به علاقة ما، لا يعدو تحفّظ جعجع كونه من باب المناورة السياسية.
يرافق هذا التحفظ مطلب يتداوله أعضاء في تيار المستقبل لا يبدو مؤكداً حتى الآن أن الحريري يجاريه، وهو رهن تأييد انتخاب برّي بضمانات وشروط منها تعهّده بتعديل النظام الداخلي لمجلس النواب على نحو يمنع رئيس المجلس من تعطيل جلساته إذا نشب خلاف على موضوع الحكومة، على غرار الجدل الذي أحاط بدستورية الحكومة السابقة للرئيس فؤاد السنيورة وشرعيتها بين عامي 2006 و2008، وأدى إلى تجميد جلسات البرلمان.
لكن حسابات الحريري مختلفة تماماً عن ذلك كله لأسباب، يتصل أولها بعدم استفزاز الطائفة الشيعية، وثانيها بالتخاطب الإيجابي غير المباشر المتبادل حيال تقويم نتائج انتخابات 7 حزيران والتسليم بالأكثرية النيابية الجديدة، وثالثها بمراعاة الحريري دقة التوازن الداخلي وحساسية الاستقرار التي تحتّم عدم استدراج فريق لفريق إلى الاشتباك السياسي. وهو ما عبّر عنه رئيس تيار المستقبل في لحظة نشوة استثنائية بعد انتصاره في الانتخابات، لا يتقنها بعض حلفائه، بقوله إنه لا رابح ولا خاسر فيها.
3 ـــــ يمثّل رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط في مرحلة ما بعد انتخابات 7 حزيران معادلة التوازن بين الموالاة والمعارضة، وتحديداً بين برّي والحريري، بسبب عدم اكتمال عناصر المصالحة بينه وبين نصر الله، إلى أن يجتمعا. وتستمد هذه المعادلة تأثيرها من إصرار جنبلاط على إمرار العلاقة بين الموالاة والمعارضة عبر برّي الذي يلاقيه في التمسّك باتفاق الطائف وتفادي الاحتقان المذهبي والتهدئة والحوار. لكنهما يجتمعان أيضاً على تجنيب سلاح حزب الله أي سبب للانقسام الداخلي عليه، من غير أن تتطابق بالضرورة وجهتا نظر الزعيمين الشيعي والدرزي حيال هذا الأمر: الأول يجد سلاح الحزب جزءاً مكملاً لمقاومة الدولة، بينما يعتبره الثاني على النقيض منها. يختلفان كذلك على نظرتهما إلى التوافق وعلاقته بالثلث الزائد واحداً: يحسبه برّي في صلب عناصر التفاهم الداخلي والمشاركة والاستقرار وأنه تجربة ناجحة لحكومة الوحدة الوطنية، بينما يراه جنبلاط عقبة في الحكم وفي عمل مجلس الوزراء وشلاً لفاعلية الغالبية المنبثقة من الانتخابات النيابية.
إلا أن جنبلاط الذي يزاوج بين مغزى انتصار قوى 14 آذار وخيبته من بعض ما تولده الديموقراطية &laqascii117o;التي ليست مسألة أعداد فحسب بل أيضاً نوعية"، في انتقاد لبعض تركيبة البرلمان المنتخب، يكرّر تأييده انتخاب برّي لرئاسة المجلس، ويقول لـ&laqascii117o;الأخبار" إن قوى 14 آذار لم تبدأ مناقشة الموضوع بعد. وهو يضع تأييده برّي في خانة &laqascii117o;موقف شخصي"، في انتظار اجتماع حلفائه.
ويقول: &laqascii117o;لقد خرجنا لتوّنا من الانتخابات. علينا أن ننتظر ما سيقوله الآخرون في قوى 14 آذار في هذا الأمر، وبعدها نتخذ الموقف".
وإذ يعارض ربط تأييد انتخاب برّي بضمانات وشروط مسبقة، يقول سيد المختارة: &laqascii117o;إذا أردنا العودة إلى الدفاتر القديمة من أجل فتحها، فإننا لن ننتهي أبداً من هذا الأمر. هل الرئيس برّي لم يكن على حق دستورياً عندما أوصد أبواب المجلس؟ وهل كان على حق في ذلك سياسياً؟ لن ننتهي من هذا الجدل أبداً. ما حصل حصل، وكانت له ظروفه، وأنا لا أريد العودة إلى الماضي. طلبت طيّ صفحته في كل ما حصل في الأعوام الأخيرة، بل قلت أيضاً بطيّ صفحة 7 أيار، وأن نبدأ مرحلة جديدة انطلاقاً من 7 حزيران، لأن هناك استحقاقات كبيرة مقبلة علينا مواجهتها".
ـ صحيفة اللواء:
دعم عربي ودولي لترشيح سعد الحريري لرئاسة الحكومة. حزب الله يتخلّى عن الثلث المعطّل مقابل ضمانات للسلاح
كشفت المواقف السياسية التي اعقبت اعلان نتائج الانتخابات النيابية وبقاء الاكثرية الحالية في مواقع السلطة، ان ثمة اتجاهاً لدى فريقي الموالاة والمعارضة على الالتقاء في منتصف الطريق لطي صفحة الخطاب الانتخابي المتشنج من جهة، وتسهيل تشكيل حكومة وحدة وطنية في صيغة ميثاقية، كما وصفها رئيس الجمهورية تمثل كل الاطراف الفاعلة على الساحة السياسية، واعطاء كفة الترجيح فيها لرئيس الجمهورية، من دون الالتزام باعطاء المعارضة الثلث المعطل.
واكدت مصادر مطلعة لـ<اللواء> ان <حزب الله> يبدي استعداداً للتخلي عن الثلث المعطل، مقابل اعتراف الاكثرية الجديدة، وعبر البيان الوزاري للحكومة العتيدة بشرعية سلاحه كمقاومة ضد العدو الاسرائيلي، وتوفير الضمانات السياسية في هذا الصدد.
وكان لافتاً على هذا الصعيد، ترحيب رئيس الهيئة التنفيذية في <القوات اللبنانية> سمير جعجع بما ورد في الكلمة المتلفزة للامين العام لـ<حزب الله> السيد حسن نصر الله من قبول بنتائج الانتخاب، ووصفه الخطاب بأنه كان <هادئاً> و<اتسم بالايجابية والوضوح والديمقراطية>، الامر الذي اعتبرته بعض الاوساط بأنه يساعد على تقريب المواقف المتباعدة بين بعض القوى المسيحية و<حزب الله>.
وفي هذا الاطار، جاء موقف رئيس كتلة <المستقبل> النيابية، والمرشح الاوفر حظاً لتشكيل الحكومة الجديدة، والقاضي بسحب موضوع سلاح <حزب الله> من التداول السياسي والاعلامي وابقائه محصوراً في طاولة الحوار فقط، ليؤكد ترجيح كفة الانفراجات المقبلة على الوضع السياسي الداخلي، وكأنعكاس طبيعي للانفراجات الحالية على الصعيدين العربي والاقليمي والدولي، خاصة بعد تحسن العلاقات السعودية - السورية.
واكدت مصادر مطلعة لـ<اللواء> ان النائب سعد الحريري الذي تلقى مجموعة من الاتصالات من رؤساء دول وشخصيات عربية ودولية تهنئه بالفوز في الانتخابات، تبلغ في الوقت نفسه دعم وتأييد هذه الدول لترشيحه لرئاسة الحكومة بصفة كونه رئيس اكبر كتلة برلمانية وزعيم الطائفة التي يؤول اليها منصب رئيس مجلس الوزراء حسب الدستور اللبناني.
وتوقعت هذه المصادر تدفق المساعدات للبنان واستكمال تنفيذ مقررات باريس-3، فور نجاح الحريري في تشكيل حكومة وحدة وطنية متجانسة وخالية من الغام التعطيل التي عانت منها الحكومة الحالية.
(...)وفي هذا السياق، تحدثت مصادر مطلعة في المعارضة عن امكان عقد لقاء بين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط ونصر الله، الا ان مصدراً في الحزب الاشتراكي ابلغ <اللواء> ان لا شيء ناضجاً حتى الساعة، علماً ان الفكرة مقبولة من الطرفين، ملاحظاً بأن الاتصالات في هذا الشأن لم تبدأ بعد، وأن جنبلاط يحصر تحركه مع الرئيس نبيه بري الذي يفترض ان يتحرك بدوره على خط تقريب وجهات النظر والمواقف، وفي صلبها توفير الظروف المناسبة لعودته إلى رئاسة المجلس والذي اعلن ترشحه لها قبل الانتخابات، خصوصاً وان المخاوف التي تحكم طبيعة المفاوضات لا تزال موجودة، في ظل مواقف من قبل نواب في الأكثرية ترشح لهذا المنصب أسماء غير الرئيس برّي
وقالت أوساط مقربة من عين التينة، ان الرئيس بري يرى ان المرحلة المقبلة غير البعيدة محكومة بـ <الستاتيكو> القائم خصوصاً على مستوى السلطة وإتمام الاستحقاقات، سواء في رئاسة المجلس أو على صعيد الحكومة ورئاستها، وان الجميع يدرك ان اي خلاف على ملء أي محطة من المحطات المقبلة من شأنه ان يؤدي إلى أزمة على مستوى السلطة، وهو ما دلت اليه التجارب الماضية، لا سيما في الحكومات الثلاث حيث أدى استبعاد الطرف المسيحي القوي أولاً ومن ثم الشيعي ثانياً إلى اكثر من أزمة.
ونقلت هذه الأوساط عن رئيس المجلس اعتقاده بأن الأفرقاء ككل يدركون هذه الحقيقة، لذلك فهم سارعوا إلى استيعاب الصدمات التي ولدتها نتائج الانتخابات, وانه كان أول من بادر إلى الإعلان بقبول النتائج وهنأ الفائزين، الأمر الذي فتح ثغرة في جدار الفرقة التي رافقت الأجواء الإنتخابية بين الموالاة والمعارضة، مؤكداً بأن الأيام المقبلة سوف تشهد الكثير من اللقاءات والإتصالات من شأنها أن تمكن رئيس السن في المجلس المنتخب من الدعوة عاجلاً إلى إنتخاب رئيس جديد، من أجل الإفساح أمام قيام حكومة جديدة تجمع ولا تفرق بين اللبنانيين، وتلتقي على الثوابت الوطنية المعروفة في البيان الوزاري الجديد.
إلى ذلك قال مصدر واسع الاطلاع لـ <اللواء> ان قيادات في المعارضة كلفت شركات متخصصة وضع دراسة رقمية عن نتائج الانتخابات بهدف تظهير صورة مغايرة للنتيجة التي خرجت بها قوى الرابع عشر من آذار، من خلال التركيز على مسألتين: اولها ابراز ما تسميه المعارضة الغالبية الشعبية والتي بمفهومها هي التي حازت عليها ولا تعكس الغالبية النيابية التي فازت بها قوى الرابع عشر من آذار، وثانيها ابراز الغالبية المسيحية التي يعتبر <التيار الوطني الحر> انه حققها من خلال مجموع تكتل <الاصلاح والتغيير> الذي ستتراوح بين 24 و26 نائبا، واحتساب الاصوات المسيحية التي حاز عليها على مستوى كل لبنان وليس فقط على مستوى الاقضية المسيحية التي شهدت معارك، لكي تكون هذه الارقام لتغطية التراجع الذي سجله في الوسط المسيحي تحديدا والذي وصل الى حد الـ 25% (من 70 الى 45%) الى نحو مقارنة مع نتائج الانتخابات في العام 2005.
وكشف المصدر الواسع الاطلاع ان <التيار الوطني الحر> استعجل وضع الدراسة كي تكون محور كلام النائب العماد ميشال عون اليوم بعد الاجتماع الاول لتكتله في الرابية، وفي الحديث التلفزيوني ليلا مع قناة <او تي في>. ولفت الى ان عون ابتعد عن اي تعليق مباشر او غير مباشر على الانتخابات في انتظار هذه الدراسة التبريرية التي من المتوقع ان تكون الشركة المتخصصة قد وضعتها ليل امس.
وكشف المصدر ان العماد عون سيتطرق ايضا الى حصة المعارضة في الحكومة العتيدة، بحيث انه لن يسعى فقط بالثلث المعطل، بل سيطالب بحصة لا تقل عن 45% من مقاعد الحكومة قياسا بعدد نواب المعارضة في المجلس النيابي. واشار المصدر الى ان عون سيرفض استطرادا طرح قوى الرابع عشر من آذار منح الثلث المعطل الى رئيس الجمهورية، ولن يتوانى عن التهديد بأزمة حكم مماثلة للتي حصلت في العام 2007 في حال لم تتحقق مطالبه، مع كامل الاستعداد لتغطية تحرك مماثل للذي قامت به المعارضة اعتراضا على الحكومة الاولى للرئيس فؤاد السنيورة.
وكانت قناة OTV بثت امس تسجيلاً صوتياً للنائب ميشال المر يخاطب فيه الاب السرياني الياس عكاري الذي اتهم المر بممارسة ضغوط عليه ووضعه بـ <الاقامة الجبرية> على خلفية <مخالفته لاوامر مطران السريان جورج صليبا والمر وتوزيعه لوائح تكتل <التغيير والاصلاح> في المتن>.
ولم تستبعد بعض المصادر ان يكون بث هذا الشريط مقدمة للطعن بنيابة المر من قبل تكتل <التغيير والاصلاح> على غرار الطعن الذي سيتقدم به الوزير ايلي سكاف الخاسر في انتخابات زحلة، على خلفية التلاعب بـ 12 صندوقة اقتراع. بعدما اتهم فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي بالتدخل في هذه الانتخابات، فضلا عن عمليات نقل النفوس من طائفة واحدة الى دائرة زحلة مما ساهم في ترجيح النتيجة.
هجوم وقائي ودفعت محاولات المعارضة الى الاحتماء بالاكثرية الشعبية، لتأمين غطاء شعبي لسلاح <حزب اله>، قوى الاكثرية الى شن هجوم وقائي، فشدد رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في مهرجان شعبي في صيدا، على ان الانتخابات اثبتت ان الاكثرية ليست وهمية بل حقيقية، داعياً الشعب الى كسر الاحتكار السياسي، فيما رأى الوزير ايلي ماروني ان الاكثرية الشعبية هي التي انتخبت الاكثرية النيابية، في حين لاحظ عضو كتلة <المستقبل> النائب عاطف مجدلاني، ان كلام نصر الله حول التفريق بين الاكثرية الشعبية والنيابية قد يكون بمثابة تحضير للمطالبة بالثلث المعطل والعودة الى الشارع، فيما اكد نائب رئيس المجلس فريد مكاري، في مؤتمر صحافي عقده امس في الكورة، ان موضوع الثلث المعطل غير قابل للبحث، مشيرا الى ان رئاسة الحكومة المقبلة تقررها الاكثرية برئاسة النائب الحريري. ورأى ان رفض البحث في موضوع المقاومة وسلاح حزب الله هو موقف لا يبشر بالخير ويعيدنا الى نقطة الصفر وينسف فكرة الحوار الوطني ويفرغها من مضمونها، متمنياً ان لا يكون هذا الكلام باكورة تعاط سلبي ومتشنج شبيه بما شهدناه في المرحلة السابقة، آملاً ان تكون الانتخابات محطة نحو تحول ايجابي في الخطاب السياسي.
ورأى النائب بطرس حرب ان احتفاظ قوى 14 آذار بالاكثرية النيابية يلغي مقولة الاكثرية الوهمية او الاكثرية المسروقة التي كانت تتهم بها على لسان قادة 8 آذار سابقاً.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية أمس إن المبعوث الأميركي للسلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل سيزور سوريا ولبنان في وقت لاحق هذا الأسبوع في إطار جهود إدارة الرئيس باراك أوباما لإعطاء دفعة للسلام العربي - الاسرائيلي.وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية أيان كيلي إن ميتشل سيذهب الى بيروت يوم الخميس ثم يزور دمشق يومي الجمعة والسبت تنفيذاً لجهود أوباما للتوصل الى <سلام شامل> في المنطقة.
لكن مسؤولاً حكومياً لبنانياً رفض الكشف عن اسمه، أبلغ وكالة <فرانس برس> أنه من المتوقع أن يصل ميتشل الموجود حالياً في اسرائيل الى بيروت الجمعة في زيارة تستغرق ساعات.
وقال المسؤول في وزارة الخارجية إن الممثل الأعلى لسياسة الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا سيصل أيضاً الى بيروت الجمعة في زيارة تستغرق يومين، وهذان المسؤولان هما أول رسميان أجنبيان يزوران لبنان بعد الانتخابات النيابية.
ـ صحيفة الديار:
رغم التصريحات الانفعالية ما بعد الانتخابات والكلام عن اعتراضات على امور رافقت الانتخابات الا ان الجو العام يبدو ايجابياً، وكلام النائب محمد رعد عن ان سلاح المقاومة مشروع، رافقه موقف من الاكثرية ان الموضوع هو على طاولة الحوار ولا لزوم للتشكيك بالامر، والبيان الوزاري سيتضمن ان سلاح المقاومة هو موضوع لبناني داخلي، مع التحفظ على دخوله المعادلة السياسية.
من المتوقع ان يتم انتخاب الرئيس بري رئيساً للمجلس النيابي، وان يأتي النائب سعد الحريري مرشحاً لتشكيل الحكومة بعدما نال الاكثرية، والرئيس بري غير بعيد عن تذليل تعقيدات عون لانه بات في الوسط ما بين عون والحريري على المستوى السياسي، خاصة وان سعد الحريري ابلغ من يهمهم الامر ان موضوع سلاح المقاومة امر يبحثه اللبنانيون وهذا ما يريح بري في وساطته وتسهيل مهمة سعد الحريري.
في هذا الوقت سيكون الشاهد الدولي العربي هو الضمانة لتشكيل الحكومة، وقد تكون الحكومة على اساس 10 للمعارضة 4 لرئيس الجمهورية و16 للاكثرية مقابل اعطاء الضمانات للمقاومة ضمن البيان الوزاري ويكون الثلث الضامن في يد رئيس الجهمورية.
الاحصاءات الرسمية اعطت 830 الف ناخب انتخبوا المعارضة و690 الفا انتخبوا الموالاة وهذا الرقم صادر عن وزارة الداخلية واستعملته المعارضة، في حين ان الارقام ذاتها تشير الى ان عون حصل على 42 بالمئة من اصوات المسيحيين الموارنة والروم، فيما حاز مسيحيو 14 آذار على 58 بالمئة من الاصوات المسيحية، وهذا ما استعملته الموالاة في قولها ان تمثيل عون هبط من 70 بالمئة الى 42 بالمئة على مستوى التمثيل المسيحي.
وفي هذا المجال، ذكرت مصادر مؤكدة ان اتصالات تحصل لتأمين لقاء بين الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وسعد الحريري بناء لرغبة الاخير لمناقشة كل التفاصيل وتحديدا في ما يتعلق بسلاح المقاومة الذي يعتبره سعد الحريري خارج النقاش وقد ترك امره لطاولة الحوار، وبالتالي هناك رغبة من الحريري باعطاء تطمينات لحزب الله بأن البيان الوزاري للحكومة الجديدة بالنسبة لسلاح المقاومة سيكون مشابها لحكومات ما بعد 2005، وهذا ما يؤكده رئيس اللقاء الديموقراطي المصر على استمرار خطواته الانفتاحية تجاه حزب الله وامينه العام السيد حسن نصرالله، وأشارت مصادر قريبة من &laqascii117o;التقدمي" ان الاتصالات متواصلة لتأمين عقد لقاء قريب بين الرجلين لمناقشة كل التفاصيل.
وعلمت &laqascii117o;الديار" ان حزب الله والتقدمي الاشتراكي توافقا على اجراء مصالحة شاملة في الجبل، وان الاتصالات لتأمين افضل الاجواء لاجراء المصالحة يتولاها احد الضباط الامنيين الكبار والذي يحظى بثقة الطرفين والاهالي، وقد قام الضابط الامني بجولة على المرجعيات الدينية في الطائفة الدرزية بمختلف تلاوينها وحظيت حركته بمباركة المشايخ و&laqascii117o;التقدمي" كما تحظى حركته ايضا بمباركة حزب الله.
وبالتالي فان الثقة التي يحظى بها المرجع الامني لدى كافة الاطراف تسمح له بتحقيق المصالحة في اقرب فرصة وربما قبل تشكيل الحكومة الجديدة.
مصدر في المعارضة لاحظ ان مواقف بعض اركان الموالاة وتحديدا جنبلاط والحريري يمكن البناء عليها للمرحلة المقبلة ولتجاوز الاستحقاقات القريبة.
واكد المصدر ان اول استحقاق سيتعلق برئاسة المجلس، ولاحظ المصدر ان لا اعتراضات كبيرة ستظهر وبالتالي فان عودة الرئيس بري الى رئاسة المجلس هي مؤكدة.
واشار الى ان الموضوع الاساسي الذي سيتبين عن خلاله موقف الاكثرية سيكون في تشكيل الحكومة والتعاطي الجدي مع مسألة الشراكة الوطنية وادارة شؤون البلاد.