صحف ومجلات » مقالات وتحليلات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس 11/6/2009

ـ صحيفة الأخبار
غسان سعود:
مفاتيح لانتصار أكثري عجزت المعارضة عن مقاومته
في انتخابات الأحد، قدمت الأكثرية في كل الدوائر التي قررت خوض انتخاباتها عرضاً كبيراً، فاجأ الخصوم وأربكهم. وقد بدت المعارضة قبل ساعات من إقفال صناديق الاقتراع عاجزة عن مواكبة التكامل الهائل في عمل ماكينة الأكثرية والتوزيع المميز للأدوار. ومع بدء المعارضة استعادة أنفاسها، يتضح لمسؤوليها أن 9 لاعبين صنعوا انتصار الأكثرية:
1ـــــ الماكينة المنظمة2ـــــ المغتربون3ـــــ المال الانتخابي الذي لم تلمحه جمعيات مراقبة الانتخابات المحلية والدولية رغم الكلام الكثير عنه. 4ـــــ المخاتير ورؤساء البلديات: وقد مثّل هؤلاء ماكينة متكاملة لم تحدّ من تأثيرها ولا من تطلعاتها ضوابط قانون الانتخاب الجديد. 5ـــــ رؤساء الأقلام الذين بدوا في غالبية الدوائر الحساسة منسجمين مع مصلحة الأكثرية. 6ـــــ البطريرك ورجال الدين: أدت مخالفة البطريرك الماروني نصر الله صفير لقانون الانتخاب في تصريحه العروبي المتخوّف من تغيير هوية الكيان اللبناني في &laqascii117o;يوم الصمت السياسي" دوراً إيجابياً كبيراً لمصلحة الأكثرية. ولم تستطع المعارضة الرد، وهو كان بمثابة الوصية الأخيرة للمقترعين.7ـــــ رئيس الجمهورية: وفّر رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان كل الدعم الذي يستطيع للّوائح المنافسة للوائح عون في جبل لبنان. 8ـــــ الضغط على الناخبين عبر بعض ضباط الجيش، ويؤكد أحد نواب المعارضة في هذا السياق أن ثمة اتجاهاً لدى المعارضة إلى الوضع بتصرف المعنيين في قيادة الجيش لائحة بضباط تمركزوا في بعض المنازل يوم الأحد وبدأوا اتصالات منذ صباح الأحد بعسكريين لإبلاغهم أن اقتراع عائلاتهم لغير الأكثرية سيؤدي إلى تشكيلهم إلى مناطق تبعد كثيراً عن مناطق سكنهم. أما فرع المعلومات فكان بحسب مصادر في المعارضة الجهاز الخلفي الذي سهر على حسن انضباط وتنظيم ماكينة الأكثرية. وبحسب مصادر أكثرية فإن فريقاً خاصاً ضمن الماكينة الانتخابيّة اهتم بتنظيم اقتراع موظفي المؤسسات الرسمية والخاصة الذين سبق أن أعدت لوائح مفصلة بهم وبعائلاتهم وبأماكن اقتراعهم.
9ـــــ بذلت الأكثرية جهداً كبيراً لبثّ أكبر عدد ممكن من الشائعات والمواقف السياسية الصدامية في الوقت القاتل قبل الانتخابات، بحيث لا تستطيع المعارضة توضيح الموضوع وتضييع وقتها في شرح عبثي لوجهة نظرها من موضوع الجمهورية الثالثة إلى تقصير ولاية الرئيس.
في النتيجة، نجحت الأكثرية في تجنيد هذه العوامل التسعة، القانونية وغير القانونية، لتحقق انتصاراً قد يكون في الدوائر التي خسرتها (جبيل وكسروان والمتن وبعبدا) أكبر من انتصارها في الدوائر التي ربحتها، مستفيدة من اعتداد المعارضة بنفسها واعتبارها أن زمن الهزائم قد ولى، وأن أقوى جيوش العالم لن تستطيع هزمها.
ـ صحيفة الأخبار
رامي بليبل:
الهرمليون: إن انتخابات 2013 لناظرها قريبة
يرتشف أبو أحمد مطر رشفة عميقة من نارجيلته المثبتة على كتف العاصي، ويزفر دخانها المشبع بتنهيدة طويلة مملوءة بالحسرة والامتعاض مما حصل خلال اليوم الانتخابي الطويل. &laqascii117o;النتائج التي ظهرت ونسب الاقتراع، ما بتريّّح" يقول أبو أحمد ويضيف: &laqascii117o;صار لازم يفكروا جدياً بكل تعاطيهم مع أهل المنطقة، إيه لو ما يحكي السيد حسن ويطلب الاستفتاء، كان الوضع أتعس بكتير".
في جولة على مختلف قرى وبلدات الهرمل والبقاع الشمالي، يبدو أن كلام أبي أحمد، هو لسان حال الجميع. فصناديق الاقتراع التي سجلت نسبة إقبال هي 49% أظهرت أن هناك نسبة 3% ممن اقترعوا في انتخابات 2005 قد أحجموا عن الاقتراع هذه المرة، برغم الشحن الطائفي والمذهبي المنقطع النظير الذي شهدته خطابات بعض السياسيين ما قبل الانتخابات. وهذا ما يدعو المعنيين في المنطقة إلى عدم الارتياح لفوز اللائحة السهل المنال، والانصراف إلى تقييم النتائج وتحليلها، عبر النزول إلى الشارع والتركيز على خدمة المنطقة اجتماعياً وإنمائياً وصحياً. وإلا فإن المرحلة المقبلة ستكون أصعب بكثير ونسبة 3% ستكبر، إضافة إلى أن عدد الأصوات التي نالوها يعكس الاستياء الشديد من أداء السنوات الماضية. أما &laqascii117o;كثافة الانتخاب فهي للمقاومة فقط" يقول حسنين المنيني &laqascii117o;إذا استمر التعامل مع المنطقة بهذه الروحية فإن مصيرنا سيكون وخيماً، وربما يتغير المزاج العام كما حصل في زحلة مع الوزير الياس سكاف".
وفي نظرة تفاؤلية يشير عبد الله صقر إلى أن الهرمل ربحت &laqascii117o;نائباً زيادة"، في إشارة إلى مرشح الموالاة الفائز عقاب صقر. ويضيف: &laqascii117o;صحيح أنه نجح في زحلة، بس الدم ما بيصير مي، وأكيد رح يتطلع على المنطقة ويخدم أهلها، معقول الواحد ينسى مسقط رأسه؟" يتساءل الرجل ويختم &laqascii117o;يمكن لأنو مع الأكثرية اللي فازت ما رح يرفضولو طلب".
ـ صحيفة الديار
نزار عبد القادر:
الاستفتاء يؤسس لوفاق جديد لقاء نصرالله والحريري لبناء الثقة 
نسارع الى القول بان ما سمعناه في اليومين الماضيين من السيد حسن نصرالله ومن النائب سعد الحريري يؤكد على استيعاب كل منهما لضرورة التلاقي والتعايش، وذلك من خلال قراءتهما المتأنية الى ما جاءت به نتائج &laqascii117o;الاستفتاء" من تكريس لتوازنات طائفية، ومذهبية وجغرافية، وبان اية محاولة لتجاهلها او تجاوزها ستؤدي حتماً الى المس بالاستقرار العام وتهديد السلم الاهلي، على غرار ما حدث في 7 أيار 2008.
لكن يبدو أن كلاً من السيد نصرالله والنائب الحريري قد اعتمد قراءة موضوعية ومقاربة واقعية للامور، تستبعد الوقوع مجدداً في المقاربة العاطفية التي كادت ان تدفع باتجاه حرب سنية ـ شيعية.
هناك ادراك واضح من قبل الطرفين بانه لا بد من التلاقي والحوار بحثاً عن مخارج لعملية تشكيل الحكومة.
يدرك حزب الله وتيار المستقبل ايضاً التحولات الكبرى الجارية في المنطقة، والتي لا يمكن ان يبقى لبنان في منأى عن تأثيراتها.
في الاطار الداخلي تؤدي اي قراءة متأنية لخطاب السيد نصرالله بعد انتهاء الانتخابات، والتصريحات التي ادلى بها النائب الحريري الى جملة استنتاجات: اولا: ان مسارعة السيد نصرالله الى الاعتراف بالنجاح الذي حققه تحالف 14 آذار يشكل مقاربة سياسية واقعية، وهي تمثل ارضية لاعادة بناء قواعد الثقة بين الطرفين.
ثانياً: يأتي تصريح النائب الحريري حول موضوع سلاح المقاومة بانه &laqascii117o;سابق لاوانه" بمثابة طمأنة لحزب الله بان هناك نيّة للدخول في حوار بناء من اجل ايجاد مخارج واقعية لهذا الامر، وبان هناك املاً في اعادة استنباط المواقف المعروفة للرئيس رفيق الحريري حول موضوع المقاومة.
ثالثاً: هناك استعدادات حثيثة لعقد اجتماع بين السيد نصرالله والنائب الحريري لبحث مجمل القضايا والخروج بتوافقات مقبولة من الطرفين حول مختلف المسائل الخلافية بما فيها تشكيل الحكومة وعملية تقاسم السلطة.
يبدو بوضوح توافر النوايا عند السيد نصرالله لحصر الحوار بينه وبين النائب الحريري دون مشاركة اي طرف سياسي آخر، وعلى اساس ان ذلك كفيل باعادة بناء جسور الثقة بينهما، كمقدمة لتجاوز كل رواسب الانقسام السابق، بما فيها ما خلفته تجربة 7 أيار من مشاعر الانقسام والفرقة بين السنة والشيعة.
ويبدو ان هناك قناعة مشتركة بضرورة تجاوز المأزق الراهن حفاظاً على المصلحة الوطنية اولاً، ووحدة المسلمين ثانياً، والتي لم يسبق ان تعرضت لمثل هذه الانتكاسة منذ قرون عديدة.
رابعاً: لم يعد من الممكن في ظل وجود حكومة يمينية بقيادة نتانياهو وليبرمان في اسرائيل الاكتفاء بتحالفات طارئة بين حزب الله والتيار الوطني الحر من اجل حماية المقاومة وسلاحها، ولا بدّ من السعي لتوسيع دائرة الحماية لتشمل القوى السياسية الرئيسية، ومعظم شرائح المجتمع اللبناني.
ولا يمكن تحقيق مثل هذه الغاية من خلال التقوقع في خانة تحقيق مكاسب جزئية داخل الحكومة او في الادارة.
يقف لبنان على ابواب مرحلة جديدة، ويمكن توقع صياغة خطوطها الرئيسية في الاجتماع المتوقع عقده بين السيد نصرالله والنائب الحريري، ويبدو ان الاجواء الاقليمية والدولية قد اصبحت مؤاتية ومشجعة للعمل على استبدال الهدنة التي حققها اتفاق الدوحة بتوافق دائم على صيغة تحقق الاستقرار والتوازن المنشودين.
 
ـ صحيفة المستقبل

النائب مصطفى علوش:
ماذا بعد الانتخابات؟
فرحة الانتصار يجب في أي مكان ألا تتعدى حدود الواقعية بناء على المعطيات التالية:
1 ـ يجب ألا يغيب عنا أن هذا الانتصار ما هو إلا تمديد لمرحلة الصمود في مواجهة تغيير معالم لبنان، لذلك، ومع أهميته، فما هو إلا محطة في طريق لا تزال نهايته غير محددة.
2 ـ استمرار الجزء الأكبر من الشيعة اللبنانيين في النفور من مشروع 14 آذار مما يستدعي جهداً أكبر في التواصل مع هذه الشريحة العزيزة للحوار وللوصول الى قواسم مشتركة. كما أن جهداً أكبر يجب أن يبذل لفهم هواجسها والعمل على ايجاد حلول لمعالجتها.
3 ـ على الرغم من التغيير الواضح في الاصطفاف المسيحي، لا يزال قسم كبير متمسكاً بزعامة العماد ميشال عون على الرغم من ابتعاده الكبير عن الثوابت التاريخية لمسيحيي لبنان، وهذا ما يجب أن يأخذ أيضاً حيزاً مهماً في تحليل أسبابه ومعالجتها.
4 ـ لا يزال العامل الأساسي المحرك لمعظم اللبنانيين هو العصب الطائفي، ويبدو أن هذا العنصر مرتبطاً بجملة من الموروثات الشعبية التي زادتها الأحداث حدة وترسخاً لدرجة أنها صارت مستقلة عن عامل التحريض المباشر. هذا الواقع يشمل كل الطوائف دون استثناء.
5 ـ على الرغم من أن عنصر سلاح حزب الله لم يكن له تأثير على المسار المباشر للانتخابات، ولكنه كان بالتأكيد أحد أهم المحركين لخيارات المواطنين من مختلف الاتجاهات، وهذا يعني أن العنوان الأبرز للانقسام الوطني هو وجود هذا السلاح مملوكاً من فئة حزبية ومذهبية واحدة، ومرتبطا بمشروع إقليمي لا يأخذ بالضرورة مصلحة لبنان في الحسبان، وأنه قد جرب واستعمل بشكل مباشر لتطويع الخيارات السياسية للمواطنين.
المحصلة:
لا يكفي للسيد 'حسن نصرالله' أن يقول بأن سلاح حزبه لم يدخل مباشرة في المعادلة الانتخابية ليطمئن المواطن، ولا يكفي لمحمد رعد بأن يقول بأن أي تركيبة سياسية يجب ألا تمس هذا السلاح، فالمعلوم للجميع هو أن هذا الموضوع بالذات هو أساس الخطر على لبنان باستمرار وجوده خارج إطار السيادة الوطنية، أي أنه مرتبط بقرار إقليمي والمشاركة بقراره محظورة إلا على من اتبع خطاً عقائدياً واضحاً في تبعيته لمبدأ ولاية الفقيه. وفي هذا المجال لا يفيد السيد أيضاً أن يستعيد مقولة: 'الفرق بين الأكثرية النيابية والأكثرية الشعبية!'. فهو نفسه قال في وقت سابق: 'فلنذهب الى الانتخابات ومن يربح يحكم ومن يخسر يذهب الى المعارضة'.
والمفيد الوحيد هو العودة الى طاولة الحوار مع قبول مسبق بأن الحوار يعني حلولاً وسطاً، وان الحل الوسط المنطقي بإبقاء سلاح المقاومة ولكن تحت سلطة الخيار الديموقراطي للشعب اللبناني، أي تحت سلطة الدولة.
وهذا الحل هو ما سيعيد الأمور الى نصابها والى التخفيف من حدة الانقسام الطائفي والسياسي ويعطي الفرصة لبناء دولة تكون هي وحدها الضمان لجميع المواطنين.
ـ صحيفة اللواء
انطوان الحايك:
ملفات شائكة أمام الحكومة الجديدة أبرزها سلاح المقاومة
هل تكون ضمانات <حزب الله> أشد وطأة من المطالبة بالثلث المعطل؟!
عاد الوضع السياسي في لبنان الى ما كان عليه عشية السابع من حزيران، حيث عادت الاقلية اقلية، وبقيت الاكثرية اكثرية، في عملية استمرار للمحاقظة على التوازنات الداخلية البالغة الحساسية، والظروف الدولية الفائقة الدقة، خصوصا تجاه حزب الله الذي عادت الادارة الاميركية لتسلط الاضواء عليه من خلال اعادة حشره في دائرة الاتهامات، ودفعه بالتالي الى ممارسة سياسة التبرير وانتزاع المبادرة من يده، تمهيدا لطرح الملفات الاستراتيجية الاكثر سخونة على غرار ملف سلاح المقاومة، وذلك استنادا الى ملفات لا تقل دقة عن سواها وابرزها ايضا الملف الحكومي ، ومشاركة حزب الله تحديدا، والمعارضة بصورة عامة، مع ما يعني ذلك لاعادة تكوين الشكل الحكومي والثلث الضامن الذي يحاول حزب الله الالتفاف عليه من خلال الاستعاضة عنه بضمانات حول السلاح، بما سيشكل واحدا من ابرز الملفات الشائكة امام الاكثرية المتجددة، في ظل خوضها الانتخابات الاخيرة تحت شعار مركزي وهو سلاح حزب الله وضرورة نزعه، والعبور الى دولة واحدة ليس من ضمنها دويلات&bascii117ll;
وفي هذا السياق تعتبر اوساطاً متابعة  ان الضمانات التي قد يطلبها حزب الله ستبقى اشد وطأة من المطالبة بالثلث الضامن او المعطل في ظل سقوط المعايير الدستورية اللبنانية الى غير رجعة بعد ان بات الدستور اللبناني حمال اوجه بدوره بعد تعديلات الطائف من جهة واتفاق الدوحة من جهة ثانية، خصوصا ان اتفاق الدوحة بحد ذاته غير معلوم الاهداف البعيدة ما خلا هدف وقف مفاعيل عملية السابع من ايار، بحيث يبقى السؤال الابرز يتمحور حول مدى التجديد لهذا الاتفاق او عدمه خصوصا اذا ما اصرت المعارضة على التمسك به في حال كانت شروط حزب الله اشد وطأة من الثلث الضامن خصوصا ان سلاح حزب الله سيبقى عنوان المرحلة المقبلة، كما انه سيبقى كالجمر تحت الرماد عنوان دائم لتفجير الوضع في حال تطلبت الاوضاع مثل هذه الخطوة الكبيرة&bascii117ll;
ـ صحيفة صدى البلد
علي الأمين:
الرئيس وشعبه
لا اعتقد ان الذين انتخبوا ائتلاف مرشحي قوى 14 آذار كانوا على ثقة بانهم سيشهدون في المرحلة المقبلة تنفيذ برنامج 'العبور الى الدولة' الذي قدمته الامانة العامة لقوى 14 اذار كمشروع انتخابي تطمح من خلاله الى كسب تأييد الناخبين لتجديد اكثريتها النيابية. لقد تنازع الناخبين في اختياراتهم العديد من العوامل المناطقية والمذهبية والطائفية، لكن ثمة مفصلا اساسيا ساهم في احداث مفاجأة الفوز الانتخابي، تمثل في حجم الاقتراع الاستثنائي في البيئات المسيحية ضد مشروع المعارضة، وهو اقتراع يندرج في اطار التصويت السلبي الذي لا يعني بالضرورة ان الناخبين الذين قلبوا معادلة المعارضة، يعبّرون عن تأييد وتبن لقوى 14 آذار.
لقد كان الخيار بين السيئ والاقل سوﺀا، فاقترعوا ضد السيئ. وكان الناخب المسيحي في الوقت عينه، يواجه نموذج الزعامة الاحادية الذي يتسلل اليه مجددا من البيئتين السياسيتين السنية والشيعية، فاقترع للتنوع المسيحي واطاح بهذا المشروع الذي ذاق سمه خلال الحرب الاهلية، واعطى لصوته في الانتخابات قيمة سياسية ومعنوية، لم تتوفر لدى الناخبين السنة والشيعة والدروز، الذين خيروا بين الاستفتاﺀ، والاستفتاﺀ وهوخيار افرغ الانتخابات لديهم من جوهرها الديمقراطي.
ـ صحيفة السفير
حلمي موسى :
نشرت صحيفة &laqascii117o;يديعوت أحرونوت" امس، ما اعتبرته &laqascii117o;خطة" الرئيس الاميركي باراك اوباما لإنشاء دولة فلسطينية قبل انتهاء ولايته في العام 2012، والتي تبدأ بعقد مؤتمر دولي على غرار &laqascii117o;مؤتمر مدريد" الذي عقد في العام 1991. وأشارت الصحيفة في تقرير لمراسلتها في واشنطن أورلي أزولاي، إلى أن اوباما وممثليه عرضوا مؤخرا مبادئ هذه الخطة على ملكي السعودية عبد الله والأردن عبد الله الثاني، والرئيس المصري حسني مبارك، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأوضحت الصحيفة أن ممثلي الادارة الاميركية شددوا على انهم لن يتمكنوا من فرض تسوية على الطرفين او جدول زمني لإقامة السلام، بل ولن يحاولوا فعل ذلك. ولكنهم مع ذلك، يتوقعون ان يروا منذ الآن بوادر حسن نية من الطرفين تؤدي الى بدء المحادثات، وبعد ذلك محادثات مكثفة تتضمن مفاوضات حول قضايا الحل النهائي وبينها مفاوضات حول طبيعة الدولة الفلسطينية. وأشارت &laqascii117o;يديعوت" إلى أنه وفق مسار اوباما، فإن حوارا جوهريا سيجري في غضون السنة ونصف السنة المقبلة بين اسرائيل والفلسطينيين بهدف احداث اختراق وذلك للإعلان عن اقامة الدولة الفلسطينية في العام 2012. ومن المفترض أن يعرض اوباما في وقت قريب مبادئه لمبادرة السلام في خطاب مركزي.
وتجدر الإشارة إلى أن القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي، لفتت أمس الأول إلى أن مسؤولين أميركيين استفسروا عن موقف الحكومة الإسرائيلية إذا ما دعا الرئيس اوباما في خطابه المقبل في واشنطن إلى مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط. وأوضح التلفزيون أن هذه الدعوة مرحب بها بشكل ما في إسرائيل لأنها تترك للمفاوضات الثنائية بين إسرائيل وكل من سوريا والفلسطينيين فرصة التوصل لاتفاق. وأشارت &laqascii117o;يديعوت" إلى أن البيت الابيض لا يزال ينتظر أجوبة نتنياهو على سؤالين مركزيين: هل ستوقف اسرائيل البناء في المستوطنات؟ وهل ستتعهد اسرائيل دخول مفاوضات على مبدأ الدولتين؟. وقالت أن الأجوبة على ذلك ـ ولو جزئيا ـ سترد في خطاب نتنياهو في جامعة بار ايلان يوم الأحد المقبل. وهناك توقعات بأن يعلن نتنياهو عن استعداده المشاركة في خطوة دولية تهدف إلى تحقيق سلام اقليمي.
ـ صحيفة السفير
محمد صالح:
فـوز الاعتـدال المسـيحي فـي قـرى قضـاء صيـدا
استعادت القرى المسيحية في شرق صيدا دورها وقالت كلمتها في صناديق الاقتراع في انتخابات 2009 وصوتت لصالح &laqascii117o;نهج الاعتدال والانماء وخط الخدمات"، أي للائحة التنمية والتحرير التي يرأسها نبيه بري، والمؤلفة اضافة اليه من علي عسيران وميشال موسى. وحصدت اللائحة ما بين 65 و75 في المئة من مجمل اصوات الناخبين في القرى المسيحية وفي الطليعة منهم الرئيس بري بالرغم من وجود مرشح للقوات اللبنانية في هذه الدائرة. وهذا الامر يعود لعدد من العوامل اهمها وجود ماكينة انتخابية نشطة عرفت كيف تتعامل مع الناخب المسيحي في هذه المنطقة، اضافة الى ان ناخب &laqascii117o;التيار الوطني الحر" صوت بشكل عام لصالح اللائحة بالرغم من اعتراضاته السابقة على المرشح ميشال موسى، وان التحالف الانتخابي بين حركة امل والتيار العوني لم يتعرض لاي اهتزازت، اضافة الى وجود عامل اساسي وهو عدم وجود منافسين جديين للائحة الرئيس بري.
يبلغ عدد الناخبين في منطقة الزهراني (قضاء صيدا) بشكل عام 92995 ناخبا توزعوا على الطوائف الاسلامية والمسيحية، انتخب منهم 48357 أي ما نسبته 54 في المئة. الا ان المفارقة كانت في الصوت المسيحي حيث ادلى 8900 ناخب باصواتهم من اصل ما يقارب الـ 23 الف ناخب في 21 بلدة أي ما نسبته حوالى 40 في المئة، وهذا يعتبر بحد ذاته دليل عافية قياسا الى دورة 2005، التي لم تتجاوز نسبة الاقتراع فيها الـ 20 في المئة.
والملاحظة الجديرة بالاهتمام كانت في الاصوات التي حصل عليها الرئيس نبيه بري في دورة 2009 وحاز مجمل اصوات الناخبين المسيحيين وسجل اعلى نسبة من بين المرشحين في كل القرى باستثناء مغدوشة، التي سبقه فيها المرشحان من كتلته علي عسيران الذي نال 1136 وابن مغدوشة ميشال موسى الذي نال 939 في حين نال الرئيس بري 761 صوتا. وقد بلغت الاصوات التي نالها الرئيس بري في القرى المسيحية 4894 في هذه الدورة علما بأنه نال في دورة 2005 الانتخابية 2231 صوتا اي بفارق 2663 صوتا...
ـ صحيفة السفير
واصف عواضة:
سعد الحريري .. والمستقبل
 ليس من المبالغة بشيء القول ان الجزء الاكبر من استقرار لبنان في المرحلة المقبلة، متوقف على رجل واحد، هو سعد الدين رفيق الحريري. هناك عنصران اساسيان ملزمان لاستقرار لبنان في المرحلة المقبلة:
الاول يوجب عدم الاستئثار بالحكم. وهذا يتطلب المشاركة الحقيقية بين الموالاة والمعارضة، والتفاهم على كل الخطوات والقرارات الكبيرة والصغيرة لتجنيب البلد الكثير من الخضات التي شهدتها السنوات الاربع الماضية. وليس من الحكمة بشيء اعادة تجريب المجرب.
اما العنصر الثاني فهو المباشرة فعلا في بناء الدولة القوية التي تكون مؤسساتها فوق الجميع، أمنيا وإداريا وقضائيا. وهذه الدولة في المطلق تقوم على ركيزتين اساسيتين:
الاولى ان يكون الامن في الداخل فوق كل اعتبار، أمنا عادلا ومتوازنا، يتبعه قضاء مستقل يحاسب المخلين على اساس القانون والعدالة وليس على اساس الميول السياسية.
اما الركيزة الثانية فتقوم على حماية لبنان من الاطماع الخارجية وفي طليعتها الاطماع الاسرائيلية. وهذا يتطلب جيشا قويا وقادرا على ردع اي عدوان خارجي. ولأن الجيش باعتراف اهله والقيمين عليه ليس جاهزا بعد لمثل هذه المهمة، يفترض ابتداع حالة من المزاوجة بين الجيش والمقاومة من خلال الحوار البناء بين فرقاء الوطن، على ان توضع للمقاومة ضوابط تمنع استخدام سلاحها في الداخل تحت اي الظروف، بما يطمئن الخائفين من سلاحها بأن السابع من أيار بات تاريخا من الماضي المؤلم لكل الفرقاء، وقد يكون السابع من حزيران قد اسهم في محو آثار السابع من ايار. صحيح ان الانتخابات اعادت من جديد انتاج الخمسة الكبار في مجلس النواب بما يزيد عن مئة نائب (المستقبل والتيار الحر و&laqascii117o;أمل" و&laqascii117o;حزب الله" والحزب التقدمي)، وعلى عاتق هؤلاء تقع مسؤولية استقرار البلد او انفجاره. وهناك كما يبدو رغبة مشتركة لديهم لتحقيق هذا الاستقرار. تبقى الآلية لذلك، ويبدو واضحا ان المفتاح في يد سعد الحريري الذي يفترض به ان يؤكد عمليا انه الابن السياسي للشهيد رفيق الحريري الذي استطاع في الازمات ان يطوّع التناقضات الخارجية لصالح الاستقرار في لبنان. فكيف اذا كان الخارج مهيئا للتفاهم على لبنان كما يتنسم من الاجواء الاقليمية؟ لقد اطلق نبيه بري وحسن نصر الله رسالة واضحة الى سعد الحريري، والأمل ان يقرأها جيدا. والله ولي التوفيق.
ـ صحيفة السفير
نبيل هيثم:
كيف ستثمـِّر &laqascii117o;14 آذار" ربحها الانتخابي في الاتجاه الذي تسقطه برداً وسلاماً على البلد, ولا يحوّله عبئاً عليها وعلى البلد؟ كيف ستهضم المعارضة خسارتها, وقد منّت نفسها بفوز مبين, فيما خيّبت خسارتها كلّ التوقعات؟ هل سيؤدي الخطاب الهادئ الى تمرير هادئ لاستحقاق انتخاب رئيس مجلس النواب الجديد بعد بدء الولاية النيابية الجديدة في 20 حزيران الجاري. وهل سيتأثر هذا الخطاب بـ&laqascii117o;المشاغبة" التي بدأها بعض اطراف 14 اذار وتعكير المناخ الهادئ بشروط أحبطتها مبادرة النائب وليد جنبلاط الى الإعلان صراحة عن دعم الرئيس نبيه بري كمرشح وحيد لرئاسة المجلس.
ما هي الحدود السياسية التي يقف عندها تسليم الطرفين بنتائج الانتخابات, وهل أن الكلام الهادئ الذي يتوجه فيه رموز 14 آذار في اتجاه المعارضة, هو مفتاح الباب الى شراكة مطلوبة في السلطة التنفيذية, ام انه كلام يرتكز على أبعاد استيعابية, تستبطن التكتيك في سياق اجندة لقطف ثمار الربح في الانتخابات, الذي لا يمكن أن يتم إلا في أجواء هادئة؟ هل إن التسليم بالنتائج مرتكز على مبدأ شراكة متوازنة تريدها المعارضة صيغة مكرِّرة لشراكة ما بعد الدوحة بكل مندرجاتها وضماناتها؟ هل إن هذا التسليم, منبثق عن مبدأ شراكة من منظور &laqascii117o;14 آذار", مرتكزة على فوزها بالأكثرية النيابية مجدداً, وأساسها رفض تكرار تجربة ما تسميه &laqascii117o;الثلث المعطل" في الحكومة؟ هل إن الربط بين ما تسميه المعارضة &laqascii117o;الثلث الضامن" والشراكة والدخول في الحكومة, هو ربط نهائي, ام ان هناك سقفاً سياسياً ما دون هذا الطرح يمكن ان تقبل به المعارضة؟
قال النائب ميشال عون إنه مع أن تكون المشاركة نسبية في الحكومة, فهل سيطرح الفريق الرابح الشراكة على عون اصلاً, وإن طرحها, فهل ستكون بالحجم الذي يتناسب وكتلته النيابية؟ ماذا لو قرر عون عدم المشاركة في حكومة يرأسها سعد الحريري او غيره من 14 اذار, من شأنها أن تفرمل او تعطل أساس نظريته الإصلاحية, فهل سيشارك حليفه الشيعي؟
ـ صحيفة النهار
إميل خوري:
تدل تصريحات واحاديث عدد من اركان (القوى المحلية) لا سيما رئيس كتلة 'تيار المستقبل' النائب سعد الحريري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط والأمين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصرالله على وجوب السعي الى تشكيل حكومة وحدة وطنية، وان كانت وجهات النظر لا تزال مختلفة حول موضوع 'الثلث الضامن' هل يكون من حصة الاقلية المعارضة او من حصة الرئيس سليمان، او ان لا يعود خلاف في هذا الشأن عندما تصبح وجهة النظر واحدة حول مضمون البيان الوزاري للحكومة الحالية والذي قد يتكرر معظم مضمونه في بيان الحكومة العتيدة. ويرى السياسيون أنفسهم ان نقطة الخلاف الأساسية والتي توقفت عندها كل حكومة وقد تتوقف عندها الحكومة العتيدة هي تلك المتعلقة بسلاح المقاومة  وقد أمكن التوصل الى صيغة لعبارة وفقت بين آراء الغالبية الوزارية ونصها: 'حق لبنان في شعبه وجيشه ومقاومته في تحرير او استرجاع مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من قرية الغجر المحتلة والدفاع عن لبنان في مواجهة اي اعتداء والتمسك بحقه في مياهه وذلك بكافة الوسائل المشروعة والمتاحة' وقد تحفظ بعض الوزراء في حينه عن هذه الصيغة وطلب اضافة عبارة 'تحت كنف الدولة' عليها. فهل يتكرر ايراد الصيغة ذاتها في البيان الوزاري للحكومة العتيدة، ام يجري البحث عن صيغة جديدة كأن يقال ببقاء موضوع سلاح المقاومة مطروحاً على طاولة الحوار التي سوف تستمر في الانعقاد وتتمثل فيها القيادات التي افرزتها الانتخابات او انتظار نتائج مفاوضات السلام؟
ـ صحيفة النهار
سركيس نعوم:
قبل ان يتحدث مسؤول اميركي آخر يعمل عن قرب على مساعي السلام في المنطقة بين العرب والفلسطينيين من جهة، والاسرائيليين من جهة اخرى، عن هذه المساعي وجّه اليّ اسئلة كثيرة عن لبنان الذي يعرفه وتحديداً عن الانتخابات ونتائجها المحتملة، وانعكاسات هذه النتائج على الارض، وكذلك عن 'المستقلين' والدور الذي يمكن ان يقوموا به. فأجبت بتفصيل وانهيت قائلاً ان سوريا لا تريد مستقلين ولا دورا لهم سواء أكان وراءهم رئيس الجمهورية أم غيره، وانها ستحول دونه مباشرة وعبر حلفائها. ولذلك فانه لن ينجح. فعلّق على ذلك (قد يكون فات اوانه لكن ذكره ضروري لانه يعكس حقيقة المواقف من كل الامور داخل الادارة الاميركية): 'شعوري ان فوز 'حزب الله' في الانتخابات سيدفعه الى جعل دوره بعيداً من الاستعراضية (Low profile). هناك خوف ان يؤثّر فوز كهذا على الكونغرس الاميركي الذي اقرّ مساعدات مهمة للبنان والذي يستعد لإقرار مساعدات مماثلة. تصوّر عناوين الصحف والتلفزيونات: فاز 'حزب الله' في لبنان. ذلك 'سينقّز' الكونغرس ويجعله 'يكبح' المساعدات. نحن هنا استمررنا في احلك الظروف في تدريب ضباط وعسكريين في الجيش اللبناني وفي ابقاء شيء من العلاقة مع هذا الجيش وربما النفوذ داخله. لا نريد ان نخسر ذلك. لا اعتقد ان لـ'حزب الله' مصلحة في تصوير نفسه رابحاً مباشرة وتالياً ممسكاً بلبنان ومهدداً لكل الآخرين في الداخل والخارج. يريد ان يستمر تدفق الاسلحة والمساعدات عليه. هذا ما اراه. فما هو رأيك؟'. اجبت: قد يكون هذا صحيحاً. ولكن في النهاية يتوقف موقف 'حزب الله'، في حال ربح الانتخابات، على مواقف سوريا وايران وتحديداً على مدى التقدم في الحوار (اذا بدأ واستمر) بين واشنطن وكل منهما. لبنان هو وسيلة او اداة في هذا الحوار. ربما يعطي الحزب 'الجنرال' عون دوراً كبيراً، لكنه يعرف امكاناته ويتحرك من خلاله. في اي حال لا أرى استقرار لبنان مهدداً على نحو كبير. فعلّق: 'اميركا اوباما لا تكف عن ارسال الاشارات الى لبنان، وكلها تفيد انها لن تتخلى عنه ولن تعقد صفقة على حسابه مع سوريا وايران. هناك نوع من التعليمات تطلب من الذي سيزور سوريا ان يزور لبنان قبل زيارته لها او بعدها. حتى جورج ميتشل المكلف من الرئيس اوباما 'العمل' على ازمة المنطقة بكل تشعباتها سيفعل الشيء نفسه مع لبنان اذا زار دمشق. ولكن هل يكفي ذلك؟ المهم ان ثمة دوراً للبنانيين يجب ان يقوموا به. انهم لا يعملون شيئاً ويختلفون بعضهم مع بعض ويطلبون المساعدة من الخارج. هذا امر لا يمكن ان يستمر مع الادارة الجديدة في ضوء المتغيرات المحتملة. لبنان مهم. لكن هناك قضايا اقليمية اخرى مهمة او اكثر اهمية. لكي يبقى الاهتمام الاميركي بلبنان يجب ان يهتم اللبنانيون ببلادهم'. فعلّقت: ربما صار لبنان قضية ميؤوساً منها. فردّ: 'المشكلة قد تكون الطبقة السياسية'. علّقت: كما تكونون يولّى عليكم. فردّ: 'يعني مثلما يقولون عندنا في اميركا: عندك الحكومة التي تستحق'.
ـ صحيفة النهار
علي حماده:
بعد 7 حزيران: تستدعي المرحلة من القوى الاستقلالية الرابحة ثقة غالبية الشعب ان تبادر الى طرح تصورها العملي والواقعي لمشروع 'العبور الى الدولة' عبر اعادة الاعتبار الى تيار 14 آذار الجامع والعابر للطوائف والاحزاب بحيث يضطلع هذا التيار الوطني الديموقراطي الاستقلالي العريض داخلا وخارجا بمهمة جاذبة لقوى المجتمع الحية التي تدرك حجم الخطر الذي يمثله نموذج 'حزب الله' على لبنان الكيان والنظام والصيغة ونمط الحياة. هذه القوى الحية في السياسة والثقافة والاقتصاد والاجتماع هي الركيزة الحقيقية لـ14 آذار، لانها هي الوحيدة القادرة على تقديم نموذج سلمي حداثوي لجمهوري الغالبية والاقلية على حد سواء.
ان الانتصار في الانتخابات لا يعني انتهاء الازمات في هذا اللبنان الواقع على خط الزلازل، لكنه يعكس قوة الكيانية اللبنانية في مواجهة مشروع يعتبر نقيض فكرة الدولة. والانتصار معناه ترسيخ دعائم التيار الاستقلالي الغالب في المعادلة، وتقوية عناصر الممانعة لسقوط لبنان في قبضة فاشية دينية مسلحة في انتظار اجتراح صيغة ينصاع لها الجميع على قاعدة العودة الى نص 'الطائف' وروحيته، وفي انتظار ان تتجمع عوامل تؤدي بـ'حزب الله' الى القبول بـ'التلبنن' الطوعي بتسليم سلاحه الى الشرعية اللبنانية ليتحول حزباً لبنانياً طبيعياً لا يشعر معه كل لبناني انه مهدد في وجوده. وهذا ممكن، لكن الطريق شاق صعب وطويل طويل.... والبداية المنطقية تكون بانهاء خدمات 'اتفاق الدوحة' أي بالتخلص من بدعة الثلث المعطل داخل الحكومة مع تأكيد ضرورة المشاركة والشروع بعد تشكيل الحكومة الجديدة في جولة حوار وطني جديدة وجدية لمعالجة مشكلة سلاح 'حزب الله' في الداخل اولا، وفي بعديها الخارجي والاستراتيجي ثانيا...
ـ صحيفة النهار
روزانا بومنصف:
حين أعلن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد قبل اسبوعين من موعد الانتخابات النيابية في لبنان التي جرت في 7 حزيران الجاري ان فوز قوى 8 آذار في هذه الانتخابات سيعزز موقع ايران اقليميا ويقوي المقاومة في لبنان، كان يتكلم على اساس الاقتناع بان الفوز لهذه القوى محسوم وشبه نهائي، على ما كشفت مصادر فرنسية من تأكيدات حملها وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي الى فرنسا في الايام الاخيرة التي سبقت موعد الانتخابات، داعيا المسؤولين الفرنسيين الى حض قوى 14 آذار على المشاركة في حكومة وحدة وطنية بعد الانتخابات. الا ان السؤال الذي برز بعد صدور نتائج الانتخابات النيابية وتجديد قوى 14 آذار غالبيتها في مجلس النواب المقبل، هو حول تأثير هذه النتائج على موقع ايران اقليميا، وهل ستؤثر في المقابل على الانتخابات الايرانية التي تجرى غدا، بمعنى خسارة نجاد ورقة مهمة، ليس لتعزيز موقعه في هذه الانتخابات وسياسته الاقليمية والتي شمل من ضمنها لبنان فحسب، بل أوراقه التفاوضية حيال الغرب والعرب على حد سواء في ملف ايران النووي وسائر الملفات الاخرى المتعلقة بالمنطقة. والسؤال مبعثه انه اذا كانت الانتخابات ونتائجها في المبدأ موضوع رهان كبير من جانب ايران وربما سواها ايضا لكنها هي كانت اكثر وضوحا في التعبير عنه، فان خسارة هذا الرهان ترتب تبعات لا بد ان تظهر على اكثر من مستوى.
وعلى هذا الاساس باتت الانتخابات الرئاسية الايرانية موضع ترقب انطلاقا من واقع ان الوضع الداخلي في لبنان والمرحلة المقبلة ينتظران بلورة مجموعة مواقف دولية واقليمية قبل ان تتوضح معالم الحكومة المقبلة. ولن تظهر التشنجات او التعقيدات في موضوع الحكومة قبل ان تظهر هذه المواقف. وهناك بعض الوقت المتاح لذلك على رغم ان المرونة التي اظهرها كل من الرئيس نبيه بري و'حزب الله' حتى الآن في رد الفعل على النتائج الانتخابية لا تنفصل في الواقع، بحسب العارفين، عن جملة معطيات اقليمية اخذها الفريقان في الاعتبار مستبقين حليفهم المسيحي في تحديد سقف رد الفعل باعتبارهما معنيين اكثر منه بالوضع الاقليمي وحساباته.
ـ صحيفة النهار
خليل فليحان:
أفادت مصادر وزارية في بيروت ان الولايات المتحدة الاميركية لن تتجاوب مع مطالبة اسرائيل لها لوقف تزويد الجيش الاسلحة وتخوف وزير الدفاع إيهود باراك من وصوله الى 'حزب الله'، واعتبرت ان الجهة العسكرية الاميركية بحثت هذه الناحية مع السلطات العسكرية اللبنانية المختصة التي اتفقت معها على الاجراءات المتخذة من اجل منع تسرّب أي من تلك الاسلحة الى اي جهة وليس فقط الحزب.
وأوضحت ان وزارة الدفاع الاميركية لا تنتظر اسرائيل وتحديدا وزير دفاعها للتنبه الى موضوع المحافظة على الاسلحة الاميركية التي يسلمها الى الجيش اللبناني، بل ان اللجنة التي فاوضت طالبت بذلك واقتنعت بما طرحته قيادة الجيش من ضمانات واقية لمنع اي تسريب.ولفتت الى ان متابعة اسرائيل لكل ما يجري من شؤون داخلية في لبنان واتخاذ مواقف منه علنا، وعلى ألسنة مسؤولين حكوميين، امر جديد في التعاطي الاسرائيلي حيال ما يجري، مع التذكير بان ما كانت تعيره اقصى الاهتمام هو امنها الحدودي والسهر على منع المقاومة من شنّ هجمات على اهداف عسكرية داخل اراضيها. واستغربت رصدها للعملية الانتخابية خلال التحضيرات لها وراحت تطلق التهديد تلو التهديد لو فاز 'حزب الله' بـ'الغالبية النيابية'، وعندما اخفق في الوصول الى ذلك بدلّت من طبيعة تهديدها وبدأت تطالب الحكومة الجديدة من منع الحزب تحويل لبنان قاعدة لشن الهجمات عليها. ودعت الولايات المتحدة الاميركية والاتحاد الاوروبي والدول الاخرى على اختلاف احجامها ومواقعها الجغرافية الى مساعدة لبنان لوقف تدخلات اسرائيل في الشأن الداخلي اللبناني ولحماية لبنان من حروبها ضده ووقف خروقها الجوية اليومية لاجوائه، وعدم تجديد شبكات التجسس التي كانت قد زرعتها في اكثر من منطقة وتمكنت القوات الامنية المكلفة مكافحة التجسس من تفكيكها وتوقيف معظم اعضائها.
ـ صحيفة النهار
بيار عطا الله:
يقال في نتائج الانتخابات النيابية في مدينة زحلة وضواحيها المسيحية ان المزاج الزحلي لم يتغير، فغالبية ابناء المدينة لا يزالون عند مواقفهم المؤيدة للسيادة والاستقلال والدور المسيحي المميز في لبنان والشرق. وهم من المتمسكين بالتعايش المشترك. وعند مواقفهم ايضا من احترام خصوصية العلاقات مع جيرانهم السوريين الواقعين على مرمى حجر وراء حدود قضاء زحلة الادارية في عنجر وقوسايا ودير الغزال، والتي تمتد على خط قمم سلسلة جبال لبنان الشرقية. فما الذي تغير في زحلة، السياسة ام السياسيون.
الارقام المجمعة في اقلام احياء مدينة زحلة وضواحيها والتي ينتظر ان تعلنها وزارة الداخلية قريباً تشير بوضوح الى تراجع ارقام 'الكتلة الشعبية' برئاسة الوزير الياس سكاف الخاسرة، وتقدم ارقام 'لائحة زحلة في القلب' الفائزة والتي تضم مرشحي 14 آذار والمستقلين الذين اصبحوا نوابا ويشكلون مجتمعين 'كتلة نواب زحلة' التي ادت دورا مركزيا في تحقيق فوز 14 آذار على منافسيها في 8 آذار. وفي عرض للارقام في مدينة زحلة يتبين ان اقلام حي البربارة سجلت تقدما طفيفا على منافس سكاف النائب نقولا فتوش، اذ حاز سكاف منها 902 صوتين في مقابل 753 صوتا لفتوش. ويقول خبراء انتخابيون في زحلة ان هذه النتيجة تشكل نكسة كبيرة لسكاف لأن سكان البربارة معروفون بموالاتهم له وهم من اكثر مناصريه التصاقا به. لكن المفاجأة كانت في حصول الوزير الكتائبي ايلي ماروني على 780 صوتا من بينهم.
وفي حوش الامراء حاز سكاف 1870 صوتا في مقابل 2207 اصوات لفتوش، وحاز المرشح الخاسر سليم عون 1750 صوتا في مقابل 2276 صوتا للوزير ماروني. والمفاجأة الاكبر كانت في الراسية التحتا حيث منزل المرشح سليم عون الذي حاز 654 صوتا في مقابل 911 صوتا للوزير ماروني. وفي حي سيدة النجاة حيث خانة نفوس عائلتي سكاف وعون حاز سليم عون 671 صوتا مقابل 734 صوتا لماروني، والامر نفسه ينسحب على سائر مرشحي لائحة 8 آذار باستثناء سكاف الذي حقق تقدما في اصوات في هذه الناحية بنيله 735 صوتا في مقابل 696 صوتا لفتوش. وفي حي مار الياس، المحسوب تاريخيا على 'الكتلة الشعبية' حاز سكاف 1087 صوتا في مقابل 1116 صوتا لفتوش. اما عون فحصل على 999 صوتا في مقابل 1172 لماروني.
وتنسحب هذه النتائج على غالبية الاقلام المسيحية في زحلة مثل حي مار مخايل الذي حاز فيه النائب السابق عون 883 صوتا في مقابل 1079 صوتا لماروني. وفي حي مار انطونيوس حقق سكاف تقدما طفيفا على فتوش بحيث حصد 439 صوتا في مقابل 411. اما عون فجمع 397 صوتا في مقابل 423 لماروني. وفي الراسية الفوقا حصد ماروني 1125 صوتا في مقابل 868 صوتا لعون. وتنسحب هذه الارقام على سائر اقلام الاحياء المسيحية في زحلة، وفي المعلقة مثلا حاز سكاف 1666 صوتا في مقابل 1851 لفتوش، اما سليم عون فحاز 1548 صوتا في مقابل 1840 صوتا لماروني.
تتعدل نتائج الاقلام تلقائيا فور الاطلاع على نتائج اقلام ضواحي زحلة الشيعية في المعلقة الشمالي وكرك نوح حيث الغالبية شيعية. في الكرك حاز سكاف 1502 صوتين في مقابل 365 صوتا لفتوش، وسليم عون 1485 صوتا في مقابل 369 صوتا لماروني.
تظهر نتائج مسح الاقلام المسيحية في زحلة تفوق لائحة 14 آذار والمستقلين على لائحة 'الكتلة الشعبية' لدى الناخبين الموارنة، بحيث وصلت نسبة التأييد لـ'زحلة في القلب' الى 56 في المئة. وسجل اقلام الروم الكاثوليك توازنا دقيقا لمصلحة لائحتي 8 و14 آذار بلغت نسبته 49,28 في المئة مناصفة بين الفريقين. اما التصويت الارثوذكسي فأظهر تقدما للائحة الكتلة الشعبية بنسبة 56 في المئة. والمفارقة الزحلية ان قوى 14 آذار لم تستطع في دورة 2005 ان تحصد اكثر من 15 في المئة من اصوات زحلة وضواحيها فاذا بها في دورة 2009 تحقق صعودا كبيرا في ارقامها على حساب اللائحة المنافسة.
اما عن مساهمة السنة في التصويت فتظهر الارقام ان نسبة اقتراع الناخبين في القرى والبلدات السنية في زحلة ارتفعت ستة آلاف صوت لتصبح 26 الفا في دورة 2009 بعدما كانت 20 الفا في دورة 2005. في حين ارتفعت نسبة تصويت الشيعة في دورة 2009 سبعة آلاف صوت ليصبحوا 15 الفا مقارنة بثمانية آلاف في دورة 2005.
ـ صحيفة الأخبار
فداء عيتاني:
&laqascii117o;كان هناك شيء غريب، لكني كنت أطمئن النفس، وكنت أقول للجميع إن ما يحصل يفوق توقعاتنا. في عكار حيث أتى إلينا أناس لم يخاطبونا منذ أعوام، وفي المنية والضنية أيضاً حيث كان هناك كثرة في الترشيحات، وفي طرابلس، وفي البقاع الغربي كانت الأمور تجري كما نشتهي، وربما أفضل مما اشتهينا"، يقول أحد الذين عملوا أشهراً طويلة في إعداد المعركة الانتخابية في الدوائر المذكورة سابقاً.&laqascii117o;لم تكن سوريا بعيدة، بل اتصلت بالعديد من الشخصيات التي تطل عليها، أو تلك التي كانت تطل عليها من قبل، وأتى إلينا أُناس لم نرهم منذ أعوام، وقالوا لنا إن (المعلم) اتصل وأوصى بكم خيراً، ونحن في خدمتكم في الانتخابات"، بحسب أحد مرشحي المعارضة في الشمال.&laqascii117o;لا ضرورة لنلتقي، أنا مجرد عامل في الماكينة الانتخابية، وهذه مهمتها التموين من طعام وغيره، وإعداد قوائم ناخبين ومراقبة مسار العملية الانتخابية"، يقول مسؤول الماكينة المركزية لتيار المستقبل خلال الاحتفال الذي جرى قبل الانتخابات بأسابيع في ملعب النجمة الرياضي.
حتى اليوم الأخير ما قبل فتح صناديق الاقتراع، كان أحد القياديين في الشمال يسأل كل يوم محدثيه: &laqascii117o;هل حقاً ستجري الانتخابات النيابية؟"، واتخذ الأمر منحى النكات، إلا أن مَن كان يسأل كان يشرح حين سؤاله عن مغزى الأمر، أن إدارة الانتخابات لدى قوى الموالاة تجري من الخارج بقيادة مصرية عبر رئيس الاستخبارات المصرية عمر سليمان، وبتمويل سعودي. لكن لا شيء من النشاطات المعتادة لماكينات تيار المستقبل يظهر على الأرض، عدا أن أعضاءها كثفوا اتصالاتهم بالناس في لبنان وفي الخارج. لكن لا استعدادات عملية، والمعارضة في المقابل تعيش حالة من ارتفاع الأسهم بين الناس، وفي حال استمرار ارتفاع نقاط المعارضة، فليس من مصلحة الموالاة إجراء الانتخابات، وأضعف الإيمان أن تحاول جر المعارضة إلى مشكلات ميدانية لتعطيل العملية الانتخابية.
&laqascii117o;لسنا نحن الأغبياء، ولا الموالاة أو تيار المستقبل هم الأذكياء، لقد خيضت المعركة الانتخابية بمكر، وكانوا يرسلون إلينا من نعرف ومن لا نعرف، ليشدّ على أيدينا ويقول إنه يؤيد مساعينا ويضع يده بيدنا"، يقول أحد كوادر المعارضة من الذين أداروا المعركة في الشمال، ويضيف أن بعض الأقطاب في عكار أتوا وأسهموا في الماكينات المعارضة، وتلقّوا حصتهم المالية في جزء من الحملة الانتخابية العامة، كذلك بعض المفاتيح في طرابلس، ارتبطوا بالمعارضة، وأعلنوا أنفسهم جزءاً من الحملة المضادة للأكثرية الموجودة في طرابلس، وبعضهم صدق وصبّ كل ثقله إلى جانب المعارضة حتى آخر صوت يمكنه تجييره. لكن البعض الآخر كان تخلّص المستقبل منه أكثر إفادة من توظيفه في ماكيناته.
إلا أن شيئاً آخر كان يجري، حيث كانت الماكينات الموالية، وخاصة ماكينة المستقبل تعمل باستقلالية كاملة عن التجاذبات السياسية التي تجري بين هذا المرشح وذاك، وهي تعلم تماماً حسابات الرئيس عمر كرامي هناك، وتعلم أن الحل الوحيد للانتصار الكامل هو رفع نسب التمثيل. ورغم أن كرامي كان هو الآخر يخفي مفاجأة، وهي دخوله القوي إلى أحياء فقيرة كباب التبانة، وعبر أكثر من مدخل، منطقة الزاهرية، التي أظهرت أرقام أقلام الاقتراع كثافة كبيرة في التصويت له، إلا أن نسبة الفوز كانت معلومة عند ماكينة نجيب ميقاتي منذ بداية النهار الانتخابي، 40% تمنع حصول أي خرق للائحة التحالف، أما ما دون ذلك، فإن كرامي مرشح لخرق لائحتهم والفوز.
تصرفت المعارضة بثقة زائدة بالنفس، فيما بقيت الموالاة بماكيناتها الانتخابية في حالة توتر شديد حتى اللحظة الأخيرة من الاقتراع، في صيدا كان أنصار أسامة سعد يتوقعون خرقاً، حتى ساعة متأخرة بعد إقفال الصناديق وبداية الفرز، كانت التوقعات والأرقام التي عملوا لأسابيع عليها تشير إلى أنهم ينتظرون الفوز، فيما بعض الأوساط في المعارضة، وبخاصة في حزب الله، كانت قد أبلغت أكثر من جهة أن الفوز في صيدا يتطلب معجزة، لكن &laqascii117o;لا تقنطوا من رحمة الله". وفي بيروت كانت الأمور على وضوحها لناحية فوز لائحة تيار المستقبل تحمل مفاجأة أخرى هي حجم التصويت الذي بلغ 40% في دائرة لا معركة فيها، بل استفتاء يجريه المستقبل، مقابل استفتاء يجريه حزب الله في الجنوب والبقاع الغربي، وكان من يقفون على الهامش في بيروت ويراقبون بهدوء يشيرون إلى أنها المرة الأولى التي يتلقى فيها كل منزل في بيروت اتصالاً هاتفياً وزيارة من ماكينة تيار المستقبل، ويطلب من الجميع التصويت للائحة كاملة.
واستخدمت الموالاة في لعبة الحشد، كما بات معلوماً، مثلثاً ذهبياً: المال والم

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد