تنوعت اهتمامات الصحافيين اللبنانيين في ما كتبوه في مقالاتهم وتحليلاتهم على صفحات الصحف اللبنانية لهذا اليوم وإن كان هناك توافق في تناول الموضوعات نفسها مع اختلاف في منطلقات التناول وزوايا الموقف فيها.
وبقيت المبادرة العربية وعودة الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى إلى بيروت بعد غد الجمعة في صلب الاهتمام مع ربطها بما حصل في مار مخايل يوم الأحد قبل الماضي، وانعكاس كل ذلك على موقع قائد الجيش العماد ميشال سليمان كمرشح توافقي لرئاسة الجمهورية.
صحيفة الاخبار
كتب نقولا ناصيف : تعتقد الدبلوماسية الفرنسية بأن دمشق لا تؤيد انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية، وتتعمّد إثارة الشكوك بشأن ترشيحه منذ أعلنت قوى 14 آذار هذا الترشيح نهاية تشرين الثاني الماضي. واستناداً إلى المعطيات المتوافرة لباريس، فإن سوريا كانت تنتظر من سليمان ضمانات قاطعة بشأن الدور الذي سيضطلع به مستقبلاً إذا انتخب رئيساً. ..لا تبدو باريس واثقة من أن سوريا، خلافاً لمواقفها المعلنة، ترى أن الوقت قد حان لانتخاب رئيس جديد للبنان، ولا لإيصال رئيس قوي يحظى بإجماع اللبنانيين والتفافهم حوله، أو في أبسط الأحوال أن دمشق قرّرت أن تكتفي بهذا المقدار من التدخّل في الشأن اللبناني وعرقلة الاستحقاقات المتتالية، وأخصّها وضع حدّ لشغور رئاسة الجمهورية. .رغم الاهتمام الذي تبديه باريس بما يجري داخل سوريا من حملات اعتقال وضغوط على المعارضين وتباطؤ في إجراء إصلاحات سياسية واقتصادية جوهرية، ورغم التقارير التي تردها من بعثتها هناك عن أن النظام هو &laqascii117o;الآن في تشنّج وغير متسامح"، تلمس كذلك إصرار دمشق على التصرّف بكثير من التطلّب حيال الوضع اللبناني، وتحديداً عبر حلفائها الذين يهدرون الوقت لتمديد الفراغ الرئاسي، ويراكمون الشروط لعرقلة التوصل إلى تسوية داخلية كلما بدا أن هذه اقتربت من نهايتها، الأمر الذي يحمل الدبلوماسية الفرنسية على التيقن من أن الموقف السوري من الرئاسة اللبنانية يريد أن يذهب إلى أبعد مما كان قد صارح به مسؤولون سوريون نظراءهم الفرنسيين في مرحلة الحوار الثنائي في الأشهر الأخيرة من السنة المنصرمة، وهو أن لا يُنتخب رئيس لبناني معاد لسوريا. بل تعتقد باريس بأن ما تضمره دمشق هو أكثر من ذلك بكثير.
صحيفة الأخبار
كتب ثائر غندور : يتخوّف جبران باسيل من أن تحصل حوادث مأساويّة تستهدف جرّ البلاد صوب التدويل. ويتساءل عن سبب توقع البعض حصول اغتيال بحجم اغتيال الرئيس رفيق الحريري، &laqascii117o;ومن تكون الشخصيّة التي توازيه؟".
بدوره، يقلّل نائب من أهميّة التدويل، &laqascii117o;فأولمرت أعلن أن أحد أسباب شنّه الحرب على لبنان هو المساعدة على تطبيق القرار 1559، وفشل. فمن سيطبّق القرارات الدوليّة؟ وهلّ سيصدر مجلس الأمن قراراً يعيّن فيه العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهوريّة؟ وهل سيرسلون إلينا قوّات شرطة دوليّة لفرض قراراتهم علينا؟". ويتذكّر المعارض كيف هرب المراقبون الأوروبيون من معابر قطاع غزّة في فلسطين المحتلّة فور احتدام الصراع، &laqascii117o;ولا ننسى وجود قوّات اليونيفيل في الجنوب اللبناني".لكنّ هذا المعارض يرى أن فرص وصول سليمان إلى رئاسة الجمهوريّة ما زالت قائمة، &laqascii117o;لأن لا بديل منه". ويرى أن التحقيق الذي يجريه الجيش &laqascii117o;جريء، ولا يمكن أن نحمّل الجيش أكثر من توقيف ضباط واحتمال محاسبة مدير العمليّات، لأن الجيش يشبه الموزاييك اللبناني، وهو ليس جزءاً من المعارضة".
لكنّ هذا المعارض متخوّف ومتشائم، لأنه يرى الأمور سائرة نحو الأسوأ، &laqascii117o;أما نزول المعارضة إلى الشارع فسوف يكلّف دماً، وهو ما لا نريد أن نُجبر عليه".
صحيفة السفير
كتب خضر طالب : ثمة من يربط بين أحداث 27 كانون الثاني في الشياح وبين الكباش السوري ـ السعودي، ويعتــقد أن الحركة الاحتجاجية كانت موجهة &laqascii117o;على الهواء مباشرة" إلى اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة، الذي لم يشهد أي بوادر &laqascii117o;ودّية" بين وزيري خارجيتي البلدين وليد المعلم وسعود الفيصل. ويسود الاعتقاد أن الردّ السعودي على &laqascii117o;الخشونة" السورية تأخّر أسبوعاً بسبب ما أنتجته أحداث الشياح من دموية &laqascii117o;غير متوقعة". ولذلك فإن المملكة أخّرت هجومها المضاد حتى انتهاء &laqascii117o;فترة الحداد" على الضحايا ثم أرسلته &laqascii117o;بالبريد المضمون"، ومارست &laqascii117o;حق الرد" بهجوم مضاد وعنيف على &laqascii117o;خط التماس اللبناني"، ومنه إلى &laqascii117o;داخل العمق السوري"، وعلى أربعة من &laqascii117o;المحاور اللبنانية":
1 ـ الهجوم السياسي العنيف الذي نفذته قوى 14 آذار، وخصوصاً تيار المستقبل، على حزب الله. وهذا المحور كانت تحكمه موجبات الهدنة منذ فترة. ثم توّج النائب سعد الحريري بنفسه هذا الهجوم على الحزب بتحميله مسؤولية نتائج أحداث الشياح.
2 ـ استقبال العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط العائد من زيارة إلى روسيا، حيث طالب المسؤولين فيها بالضغط على سوريا، وأطلق تصريحات تتعلّق بقضية &laqascii117o;اعتقال" المعارضين في سوريا.
3ـ تنظيم مسيرة سيارة في منطقة عكار، على بعد أمتار قليلة من الحدود اللبنانية ـ السورية، لجمعية &laqascii117o;الفرسان" المؤيدة لنائب الرئيس السابق في سوريا الدكتور رفعت الأسد الذي تربطه علاقة &laqascii117o;وطيدة" بالعاهل السعودي، وتطالب بعودته إلى سوريا.
4ـ الإطلالة التلفزيونية &laqascii117o;اللبنانية" لنائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام، على شاشة تلفزيون المستقبل تحديداً، وتكرار هجومه على النظام السوري.
يفضي ذلك إلى الاستنتاج أن التوتر السعودي ـ السوري تحوّل إلى &laqascii117o;مناوشات" لم تصل بعد إلى حالة الاشتباك. ومعنى ذلك أيضاً أن أي بحث في تنفيذ المبادرة العربية وفق بنودها الثلاثة غير ممكن راهناً، وهو ما يبدو ان موسى يعرفه تماماً، وما يدفعه إلى السير في &laqascii117o;الطريق الدائري" للتسوية، من غير أن يغفل إمكانية حصول مزيد من التشنج اللبناني ـ اللبناني على وقع المناوشات الجارية.
صحيفة الاخبار
كتب غسان سعود : يعرض أهل الموالاة رواية تفصيلية عن حوادث 27 كانون الثاني، يصبح معها الكلام عن خلفيات &laqascii117o;الغزوة" وأخطارها ثانوياً. وإذ تتجنب قواعد مسيحيي السلطة التطرق إلى تفاصيل ما حصل في الشياح، والهوية الحقيقية لمن ألقى قنبلة عين الرمانة، تركز على خطورة ما كشفته الاضطرابات الأخيرة من استعداد أحد الأطراف لاقتحام منطقة مجاورة لمنطقته، والتعرض لأهلها. ومن هنا، ينتقل الحديث إلى الكلام عن سلاح حزب الله، وضرورة التفكير في ما يمكن أن تصل إليه الأمور في ظل استعدادات مبيّتة كهذه. وهنا &laqascii117o;الخطر الحقيقي" الذي يهدد لا عين الرمانة وحدها، بل الوجود المسيحي برمّته. إضافة إلى إثبات الأحد الماضي أن الكلام على &laqascii117o;ميثاق شرف أبدي" بين المسيحيين والشيعة نتيجة التفاهم، كان مجرد ضحك على الذقون. ويسوّق بعض أنصار الموالاة أن سلفيين هم الذين خرقوا المتظاهرين في 5 شباط 2006 وحرفوا اتجاه التظاهرة لإثارة فتنة سنيّة ـ مسيحيّة. فيما جهد تيار المستقبل لاحقاً لوصل ما انقطع وإعادة المياه إلى مجاريها. وترد الأوساط الشعبيّة المعارضة بأن بين الموالين من يصرّ على تضخيم ما حصل في الشياح ليمحو من الذاكرة المسيحية &laqascii117o;همجيّة" الغاضبين من المس بالقرآن والذين اعتبرهم يومها رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع حلفاء لا يفترض التعرض لهم. وينتهي بعض شبان المعارضة المسيحيّة بالتنظير في الفرق بين التطرف السنّي والتطرف الشيعي، وإيجابيات الثاني مقارنة بالأول، منبهين إلى أن &laqascii117o;غزاة الأشرفية" كانوا يشتمون المسيحيين ويتعرضون خصوصاً للسيارات التي تحمل صوراً ورموزاً دينيّة، وقد اعتدوا على الكنيسة، فيما لم يرمَ في 27 كانون الثاني حجر واحد على كنيسة مار مخايل، ولم يسمع أي هتاف يمس كرامة المسيحيين. وحين دعي أهالي الشياح وعين الرمانة إلى القداس يوم الأحد الماضي في كنيسة مار مخايل، هرع أهل المنطقتين ليتلاقوا، فيما &laqascii117o;يكاد يكون مستحيلاً أن نجد ملتحياً واحداً من جماعة 5 شباط يصلي في الكنيسة". وعلى هامش كلام الفريقين، ثمة بين المسيحيين من يقول إن ثمّة سعي هنا وهناك للنيل من رمزية المناطق التي شكلت بالنسبة إلى اليمين المسيحي مواقع نضالية عصيّة، وفي مقدمها الأشرفية وعين الرمانة. وهنا، يصبح التمييز بين 5 شباط و27 كانون الثاني بلا معنى.
صحيفة النهار
كتب جورج ناصيف: لسبعة ايام متتالية، طوّق القراء الاحباء عنقي بشلال من الرسائل الالكترونية والاتصالات والرسائل الهاتفية، لمناصرة ما تضمنته الرسالة التي وجهتها الى قيادة 'حزب الله' مما جعلني انحني امامه شكرانا واحساساً بالعجز أمام حب مجاني يمنحك اياه الناس، انت غير المستحق. وأبهجتني كثيرا تلك الرسائل الناقدة التي شاءت على قلتها، ان تدفع الحجة بالحجة في حوار رصين. جوهر موقفها ان الاستقامة الاخلاقية تملي عليّ الا 'اقصر نقدي على اداء 'حزب الله'، وأتعامى عن مثالب القوى السياسية المناهضة. ولكن، دعونا نسأل: هل يمارس اصدقاؤنا الكتبة من 8 آذار ما نمارسه نحن، فينتقدون زعماءهم ساعة يتوجب ذلك. ويمتدحون خصومهم ساعة يصيبون؟ هل يخلعون معاوية ام يطالبنا البعض بأن نخلع علياً فقط؟
صحيفة النهار
كتب خليل فليحان: رأت مصادر ديبلوماسية لبنانية ان صيغة الشكوى التي رفعها لبنان إلى مجلس الأمن تندرج في اطار الاسلوب الذي اتبعته غالبية الحكومات اللبنانية السابقة أي الاكتفاء بالادانة لأنه ليس في وسع دعوة مجلس الامن الى الانعقاد لاتخاذ موقف رادع من الاعتداء الاسرائيلي الذي ادى الى مقتل مواطن لبناني وجرح آخر لأن 'حق النقض' الاميركي سيستعمل حتى لو ثبت التحقيق ان اسرائيل هي المعتدية'.واعربت عن اسفها لأن رد فعل مجلس الامن لن يكون في مستوى الجريمة التي ارتكبتها اسرائيل. ولم تستبعد الا يرد على هذا الاعتداء الا بواسطة المقاومة وقد عبّر اكثر من نائب في كتلة 'الوفاء للمقاومةِ' عن الاستعداد لردع اسرائيل عن اعتداءاتها.
صحيفة المستقبل
كتب نصير الأسعد: إنّ الحرب الأهلية إذا حصلت في لبنان اليوم، والتي تمثّل خيار نظام الأسد، هي حربٌ مذهبية إسلامية ـ إسلامية، سنّية ـ شيعية بالتعريف، ولا يمكنُ إلا أن تكون كذلك بوجود الكتلتين الإسلاميتين على ضفّتين سياسيّتين متقابلتين. وإذا كان لا داعي لتكرار التشديد على الضرر الكبير الذي يلحقُ بالشيعة اللبنانيين جرّاء زجّهم في صدامات مع مختلف الطوائف، فانّ مغامرة النظام السوري بالشيعة في لبنان سيدفّع الشيعة أينما وجدوا في الدول العربية أثمانها.فلماذا يكون الشيعة في لبنان وقوداً لإحراق البلد والمنطقة؟ أين مصلحة 'حزب الله' في 'تسهيل' الإندفاع في هذا الاتجاه حتّى وهو يقول إنّه ضدّ الفتنة؟ ثمّ أين مصلحة إيران؟ أليس لديها دورٌ في كبح النظام السوريّ؟.الصراع الآن هو بين المبادرة العربية وبين حرب أهلية يدفع نظام الأسد باتجاهها، ظنّاً منه أنّها بوّابته إلى العودة إلى لبنان.ولذلك فانّ نجاح المبادرة هو ما يُسقط 'مشروع الحرب الأهلية' الآتي من دمشق.
صحيفة المستقبل
كتبت ثريا شاهين: أفادت مصادر ديبلوماسية عربية بارزة، انه ربما تكون زيارة موسى لبيروت الأخيرة في سياق السعي لتنفيذ المبادرة، إلا في حالة واحدة، وهي انعقاد الجامعة العربية استثنائياً لتقويم تحرك موسى، وعدم الاقرار بفشل مساعيه والاستمرار في تفعيل المبادرة بأفكار يتم تبنيها وتنبثق في الأساس من نصها، لهدف وهو إطالة الوقت في ان يشكل وجود المبادرة والمشاورات القائمة في سياقها مانعاً لانفلات الوضع اللبناني، على الرغم من الفشل الطويل زمنياً الذي ستواجهه. وتستبعد المصادر، ان يقوم موسى بإعلان الفشل شخصياً، انما سيرفع تقريراً آخر إلى الجامعة التي ابقت اجتماعاتها مفتوحة لتتخذ القرار المناسب في ضوء تقريره. ومن المؤكد ان عدم تحقيق المبادرة نجاحاً كما هو متوقع سيؤثر على انعقاد القمة في دمشق سلباً لناحية الزخم المطلوب في القرارات، ومستوى المشاركة التي ستنخفض إلى وزراء دولة أو سفراء يكلفهم القادة العرب بتمثيلهم، باستثناء نحو 5 أو 6 دول عربية تحضر على مستوى القمة.وتدور مشاورات عربية متصلة بوجوب ان تدعو دمشق الدولة المضيفة للقمة، لبنان اليها كدولة عضو في الجامعة، من حيث شكل الدعوة وطريقة تسليمها إليه. مع الإشارة إلى ان الدعوة ستحال إلى وزير الخارجية والمغتربين المستقيل فوزي صلوخ الذي يُنتظر ان يشارك في القمة ممثلاً لبنان، مع تضاؤل نسبة التوجه بأن يتم نقلها من دمشق إلى دولة اخرى، لا سيما في ضوء إطالة امد العمل بالمبادرة العربية حتى موعد القمة، بالتوازي مع عدم وجود ممانعة في ذلك، وان لم يكن مستوى التعاون مع المبادرة لإنجاحها كاملاً أو جدياً.
صحيفة السفير
كتب غاصب مختار : ابشع ما في بعض نتائج احداث كنيسة مار مخايل ان البعض دخل على خط المزايدة السياسية، وربط الموضوع فورا بالتجاذب السياسي الحاصل على الرئاسة، و بحضور عمرو موسى ومهمته الجديدة في لبنان، وذهب بعضهم الى ربطه ببرنامج ايران النووي، ودور سوريا في المنطقة والتحضيرات للقمة العربية المرتقب ان تعقد في دمشق، والمحكمة الدولية و... بينما دم الناس ما زال في الارض، والجيش يعاني الضغوط النفسية والسياسية، والعدو الاسرائيلي يستبيح الدم اللبناني في الجنوب، كما يستبيح الفضاء والارض والمياه، ويستبيح دم الفلسطينيين برضا &laqascii117o;السيد" الاميركي للبعض في لبنان وفلسطين، ولا من يقول له &laqascii117o;افٍ" على الاقل. وللصدف فإن تحالف مار مخايل بين &laqascii117o;حزب الله" و&laqascii117o;التيار الوطني الحر" كان يتحضر للاحتفال بعيده الثاني وقد بات ارسخ وأعمق في وجدان الناس، وقد أراد البعض ان يرقص على دمه، ففشل،كما اراد ان يرقص على دم المقاومة في تموز 2006 فخسر.
صحيفة السفير
كتب جورج علم : إن إنقاذ &laqascii117o;لبنان المسؤولية العربيّة" هو عنصر أساسي وحيوي مكمّل للجهد الهادف الى إنقاذ &laqascii117o;قمة لمّ الشمل العربي" في دمشق. هذا التوجه، كما يقول سفير اليمن فيصل أبو راس، هو أقرب الى &laqascii117o;أمر مهمّة" برسم معظم السفراء العرب المعتمدين في بيروت، ويقضي بتكثيف اللقاءات والاتصالات مع جميع القيادات والمرجعيات بهدف إيجاد جوامع مشتركة يمكن أن تشكّل مشروع صيغة تنفيذيّة للبند الثاني من المبادرة والمتصل بحكومة الوحدة الوطنيّة. وفي رأي هؤلاء أن الزعماء العرب تلقوا من وزراء خارجيتهم تقارير عن الاجتماع الاستثنائي الأخير الذي عقد في القاهرة في 27 كانون الثاني الماضي، وتوقفوا عند وقائع المناقشات التي دارت حول الوضع في فلسطين، وأيضا في لبنان، وطبيعة الجهود التي بذلت لوضع المبادرتين موضع التنفيذ، والعقبات التي اعترضتهما، وانعكاس كلّ ذلك على الوضع العربي العام &laqascii117o;والذي ليس هو بأفضل حال على الإطلاق"، وكيف ان لعبة المحاور قد بدت بأوضح تجلياتها عند التطرّق الى الوضع اللبناني، وانقسام الوزراء الى محورين... وهذا ما وسّع من هامش الاتصالات بين العديد من الرؤساء والقادة لتدارك القمة قبل فوات الأوان. ويقرّ هؤلاء بوجود ديناميّة جديدة، وتوجّه مختلف قد تتركّز معالمه في غضون الأيام وربما الأسابيع المقبلة، ويتولاه بعض القادة بزيارات مكوكيّة ـ إذا دعت الحاجة ـ الى دمشق والرياض والقاهرة وربما عواصم عربيّة أخرى، لتأمين اللبنة الأساسيّة لقمة هادئة تنسجم مع الأسس والمبادئ التي أقرّها الزعماء العرب عندما قرروا دوريّة القمة مرّة في السنة على الأقل، وفي النصف الثاني من شهر آذار.
في موازاة ذلك، واستعدادا لهذا التحرّك، جاءت التعليمات واضحة بضرورة القيام بأوسع مروحة من الاتصالات المحليّة الهادفة الى حصر الهواجس والطروحات والمواقف والمخاوف لدى كلّ الأطراف، لوضع قراءة واحدة موحدة بشأنها، ثم الدخول في نقاش هادئ حول كلّ منها لاستخلاص قواسم لا بل &laqascii117o;جوامع مشتركة" تسهّل مهمّة الامين العام عمرو موسى، وتمكّنه من رعاية حوار مباشر يقود الى تفاهم سياسي يأخذ بعين الاعتبار رئيس حكومة الوحدة الوطنيّة، والحكومة، ونسبة التمثيل فيها، وتوزيع الحقائب الرئيسيّة وتحديدا العدل والداخليّة والدفاع والخارجيّة والمال، وأيضا البيان الوزاري، والخطوط العريضة التي يجب أن يتضمنها، خصوصا ما يتعلّق بكيفيّة التعاطي مع القرارات الدوليّة المتخذة، وأيضا مع المواضيع الرئيسيّة التي كانت مطروحة يوما على طاولة الحوار، وفي مقدمتها مصير المقاومة وسلاح حزب الله. وفي اعتقاد هؤلاء أن الوضع الداخلي كان مخططا له ان يسير نحو الأفضل، وأن تكون هناك مؤشرات إيجابيّة واعدة، إلاّ ان ما جرى في محيط الشياح ـ مار مخايل يوم &laqascii117o;الأحد الأسود" كان مفاجئا، وكارثيّا، لأنه أخذ الأمور في منحى مختلف مغاير، وهذا ما دفع بالعديد من البعثات الى تعقّب الخلفيات، ليست تلك المقتصرة على التحقيق الرسمي، والنقاط المحددة التي يدورحولها، بل على الخلفيات، وما إذا كان هناك من توجه جدّي لوأد المبادرة العربيّة، ومعها الحوار والحل.