ـ صحيفة السفير :
على بعد أسبوع من التسلم والتسليم بين مجلس الـ2005 ومجلس قانون الستين، تتواصل مؤشرات الانفتاح اللفظي بين الأكثرية النيابية الجديدة والمعارضة، تلاقيها مؤشرات إقليمية تصب في الخانة نفسها، فيما ينتظر أن تشكل عودة رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى بيروت نهاية الأسبوع، فرصة لبدء التواصل بينه وبين رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وبينه وبين النائب سعد الحريري، في محاولة مشتركة لترجمة الرسائل الايجابية إلى صيغ كفيلة بحفظ الاستقرار السياسي. وفيما لم تعلن المعارضة عن تمسكها القاطع بالثلث المعطل، بدا أن الصيغة الأكثر رجحانا حتى الآن، هي الصيغة التي تحجب الأكثرية اللاغية عن فريق 14 آذار والثلث المعطل عن المعارضة، ليصبح رئيس الجمهورية هو الضمانة للطرفين. وتعني هذه المعادلة أكثر من صيغة رقمية، أبرزها أن تنال الأكثرية 15 مقعدا وزاريا والمعارضة 10 مقاعد، على أن تكون حصة رئيس الجمهورية خمسة وزراء مسيحيين ومسلمين. وكان لافتا للانتباه أن أوساطا مقربة جدا من رئيس الجمهورية قالت لـ&laqascii117o;السفير"، أمس، إن الرئيس ميشال سليمان لا يرى أن هناك ضرورة لاعتماد الثلث المعطل في الحكومة الجديدة، داعيا الى الاستفادة من المناخات التوافقية التي كرستها الانتخابات.
ونقلت الأوساط نفسها عن سليمان قوله ان مصلحة الوطن أولا هي التي تحدد كيفية التعامل مع كل المواضيع ومنها موضوع تأليف الحكومة الجديدة، وإذا كانت مصلحة الوطن تقتضي بأن يكون رئيس الجمهورية هو الضامن والضمانة للموالاة والمعارضة، وذلك تحت سقف اتفاق الطائف، فهو جاهز لتوفير هذه الضمانة، ولن تكون هناك مشكلة في الصياغة، والمهم أن تتحلى جميع الأطراف بالهدوء والعقلانية والرغبة في التوصل إلى حلول. كما نقلت الأوساط عن سليمان أنه لن يطرح أي موضوع على مجلس الوزراء قبل التوافق عليه، مثلما حصل مؤخرا في موضوع تعيين حصة الحكومة من أعضاء المجلس الدستوري.
وعلمت &laqascii117o;السفير" أن الاتصال الأخير بين الرئيسين ميشال سليمان وبشار الأسد غداة انتهاء الانتخابات النيابية، تم خلاله التطرق إلى زيارة المبعوث الأميركي جورج ميتشيل وضرورة استمرار التنسيق بين البلدين لمواكبة العناوين والقضايا الإقليمية. وتخللت الاتصال السوري اللبناني، إشادة من الرئيس الأسد بالدور الذي لعبته وزارة الداخلية بشخص الوزير زياد بارود وكذلك دور الجيش اللبناني والقوى الأمنية في توفير الأجواء التي أدت إلى إنجاز العملية الانتخابية في أجواء هادئة وآمنة.
ولاحظت مصادر متابعة للتنسيق اللبناني السوري أن القيادة السورية اعتمدت خطابا منفتحا وهادئا إزاء كل من النائب سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط، وأبلغ الجانب السوري الجانب اللبناني ارتياحه للأجواء التوافقية التي أعقبت الانتخابات وأمل أن تنعكس على المراحل اللاحقة، مبديا ارتياحه للنبرة الهادئة للنائب جنبلاط وشدد على أن لا مشكلة بين دمشق والنائب سعد الحريري &laqascii117o;وأبوابنا مفتوحة له ولكل حريص على العلاقة معنا ونحن نقدر ظروفه والأمور تتوقف عليه وليس علينا".
وفيما انتقل الموفد الأميركي جورج ميتشيل، عصر أمس، من بيروت، إلى دمشق، وصل منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا الى بيروت وباشر لقاءاته، التي ستشمل اليوم &laqascii117o;حزب الله"، حيث تقرر أن يلتقي النائب حسين الحاج حسن ممثلا رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد. وشملت لقاءات ميتشيل الرئيسين ميشال سليمان وفؤاد السنيورة ووزير الخارجية فوزي صلوخ والنائب سعد الحريري، فيما شملت &laqascii117o;هاتفيا" الرئيس نبيه بري الموجود في المصيلح. وقالت مصادر رسمية لبنانية لـ&laqascii117o;السفير" إن ميتشيل أبلغ رئيس الجمهورية أن زيارته الأولى للبنان، تهدف إلى الاطلاع على الموقف اللبناني من عملية السلام في الشرق الأوسط، وأنه ستكون له صولات وجولات لاحقة، بما فيها زيارة لبنان، تمهيدا لصياغة تصور أميركي شامل.
وفيما كان ميتشيل في معظم جولة المحادثات مع سليمان في موقع السائل، حرص رئيس الجمهورية على تقديم عرض تاريخي لعلاقة لبنان بالقضية الفلسطينية، وقال ان لبنان دفع ثمن هذه القضية، ففي مطلع السبعينيات كان الجيش اللبناني موجودا على طول الحدود، وبعد إبعاد منظمة التحرير الفلسطينية عن الأردن، انتقلت المقاومة الفلسطينية الى الجنوب اللبناني وظلت تقاتل حتى إخراجها في العام 1982، وبعد ذلك نشأت مقاومة لبنانية عملت على تحرير الأرض المحتلة، وبفضل تضحيات هؤلاء المقاومين، عدت أنا قبل ثلاث سنوات الى موقع اللبونة في الناقورة ورفعت العلم اللبناني الذي كنت رفعته هناك للمرة الأولى، في العام 1970.
وأضاف سليمان إن المقاومة اللبنانية هي التي حررت أرض لبنان المحتلة، وطالما هناك أرض تحتلها اسرائيل فإن المقاومة مستمرة وهي تعبير عن موقف الجنوبيين وليست حالة غريبة عنهم.
وتوقف رئيس الجمهورية عند موضوع اللاجئين الفلسطينيين وما يمكن أن يشكله هذا الموضوع من خطر على التركيبة اللبنانية، مشددا في الوقت نفسه على وجوب معالجة وتحسين الأوضاع الحياتية للاجئين، وقال ان لبنان يرفض التوطين وهناك مقدمة للدستور أقرت في اتفاق الطائف وتمت المصادقة عليها في الأمم المتحدة وتقضي برفض التوطين، وبالتالي فإن لبنان يتمسك بالمبادرة العربية للسلام التي انطلقت من بيروت وتضمنت بندا واضحا حول حق العودة.
وردا على سؤال حول امكان انضمام لبنان الى مؤتمر دولي للسلام ستدعو اليه الولايات المتحدة، قال سليمان لميتشيل ان لبنان مستعد للمشاركة في مؤتمر دولي على اساس مرجعية مدريد والمبادرة العربية للسلام والتأكيدات الأميركية التي أعطيت للبنان لكننا لن نقبل أبدا بالجلوس الى طاولة المفاوضات الثنائية على نسق اوسلو وغيره، لأن الانسحاب الإسرائيلي من ارضنا المحتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والطرف الشمالي من بلدة الغجر، إنما يخضع للقرارات الدولية القائلة بالانسحاب من دون قيد أو شرط.
وأكد ميتشيل أنه سيجري محادثات جدية جدا مع القيادة السورية مؤكدا أن أي تفاهم سوري أميركي في المستقبل لن يكون على حساب لبنان. ورد سليمان بتشجيع الأميركيين على الانفتاح على دمشق نظرا لمحورية الدور السوري على الصعيد الاقليمي.
وقالت المصادر ان ميتشيل ركز على أولوية انهاء الاحتلال الاسرائيلي، على القاعدة التي تضعها إدارة أوباما ولا سيما في اتجاه حل الدولتين، والذي من شأنه ان يطلق عجلة التسوية الشاملة في المنطقة وحل سائر القضايا العالقة. وكان واضحا ان ما تسعى اليه ادارة اوباما هو مراكمة إيجابيات والتأسيس لخطوات نوعية، تؤسس لانطلاقة سريعة في اتجاه عملية السلام.
وأما بالنسبة الى الوضع في لبنان، فلاحظت المصادر ان الموفد الاميركي تحدث بارتياح بالغ عن نتائج الانتخابات النيابية، التي من شأنها ان تعزز الدولة والمؤسسات اللبنانية على اختلافها. وكان ميتشيل قد اعلن استمرار دعم بلاده لبنان، مشيرا الى ان الحكومة اللبنانية الجديدة ستلعب دورا اساسيا في الحفاظ على سيادة لبنان واستقلاله، مؤكدا ان &laqascii117o;أي حل في المنطقة لن يكون على حساب لبنان على الإطلاق". وقال ميتشيل &laqascii117o;ان المبادرة العربية للسلام هي من ضمن الجهود التي يستند اليها التحرك الاميركي الجديد حيال المنطقة".
وتناغم سولانا في تصريحه بعد لقائه رئيس الجمهورية، مع كلام الموفد الاميركي بقوله ان الموقفين الأميركي والاوروبي حيال قضايا المنطقة ولبنان متقاربان للمرة الأولى إلى حد كبير، مشيرا الى تصميم أوروبا والولايات المتحدة على إحراز تقدم قبل نهاية العام الجاري على صعيد الوضع في المنطقة، على قاعدة الأخذ في الاعتبار مبادرة السلام العربية.
في غضون ذلك، اقرّ مجلس الوزراء موازنة العام 2009، توافقيا، ومن دون تعديلات على أيّ من البنود التي اشعلت الخلاف السياسي حول الموازنة العامة وعلى وجه الخصوص موازنة مجلس الجنوب، التي اقرت بالامس بلا تعديل وبموازنة للمجلس تبلغ 61 مليارا و500 مليون ليرة تضاف اليها 10 مليارات من اصل سلفة سابقة بقيمة 40 مليارا. وقالت مصادر وزارية إن إقرار الموازنة تم في أجواء هادئة تناقض الأجواء السابقة، وطغى عليها جو التوافق الرئاسي، حيث كان رئيس الجمهورية راغبا، لا بل كان متحمسا لإقرار الموازنة قبل بدء المجلس النيابي المقبل ولايته قانونا. وفيما اعتبرت مصادر وزارية &laqascii117o;ان &laqascii117o;دومينو الإيجابيات والتهدئة" أصاب مجلس الوزراء، وبالتالي هذا المناخ، كان العامل الاساسي الذي ساهم في توليد الموازنة، طرحت مصادر سياسية تساؤلات حول مغزى تأخير الموازنة طالما أنها أقرّت من دون تعديلات جوهرية، وخصوصا على المواد الخلافية.
وقالت مصادر قصر بعبدا، ان إقرار الموازنة تم بناء على مشاورات رئاسية تمت على مستوى الرؤساء الثلاثة، وكان في جوها النائب سعد الحريري. وأشارت الى ان رئيس الجمهورية، كان قد اعرب في الساعات الماضية عن رغبة شديدة في اقرار موازنة 2009 قبل ان تعتبر الحكومة الحالية مستقيلة في 20 حزيران الجاري وذلك للحؤول دون أي تأخير اضافي، ما يمكن ان يضع الموازنة العامة بندا اساسيا وأوليا في جدول اعمال مجلس النواب المقبل مع بدء ولايته في العشرين من الشهر الجاري. وللحؤول ايضا دون صرف المزيد من الوقت، اذ قد تأخذ الحكومة المقبلة وقتها ايضا في دراسة الموازنة، ومن شأن ذلك ان يرتد سلبا
ـ صحيفة النهار :
شرح الوزير محمد شطح لـ'النهار' جوهر الاتفاق الذي رافق اقرار الموازنة، بما فيها موازنة مجلس الجنوب، فقال: 'تم اقرار الموازنة وفق التعديلات التي أعدتها وزارة المال في جميع البنود: انفاق موازنة مجلس الجنوب على اساس مرجعية رئاسة مجلس الوزراء التي تتولى الوصاية عليه، انفاق مجلس الجنوب سنة 2010 وما بعد ذلك يعود أمره الى الحكومة الجديدة بعدما كان اقترح شطح تسديد مبلغ 300 مليار ليرة في السنتين المقبلتين عائدة الى تعويضات عن فترة ما قبل التحرير عام 2000، تأجيل بت اقتراح وزارة المال اناطة مهمة تعويضات عائلات الشهداء بالوزارة على غرار عائلات شهداء الجيش اللبناني وترك المهمة للحكومة المقبلة'.
وقال 'إن عجز الموازنة المقدر لهذه السنة يبلغ 4900 مليار ليرة، فيما يبلغ عجز الخزينة 6200 مليار ليرة، وذلك وفق تقويم مبني على أساس ان سعر برميل النفط هو 50 دولارا، لكن هذا السعر يشهد حاليا ارتفاعا بعد انخفاض في الاشهر السابقة. وتاليا فان كل ارتفاع سيقيّد في خانة عجز الخزينة التي عليها عبء دعم مؤسسة كهرباء لبنان وما تستهلكه من مشتقات نفطية'. وأفاد انه لفت في مستهل جلسة مجلس الوزراء الى 'التأثيرات الايجابية التي تركتها الانتخابات النيابية على السندات المالية بحيث انخفضت الفوائد عليها ودرجات المخاطر بما يرسم مسارا ايجابيا للأوضاع المالية في لبنان'.
وبما يعكس وجهة نظر حركة 'أمل' المعنية بموازنة مجلس الجنوب، صرح وزير الصحة محمد جواد خليفة لـ'النهار': &ldqascii117o;لقد كانت الجلسة من أهدأ الجلسات التي عقدتها الحكومة الحالية وخيمت عليها أجواء من الود والتعاون. فهذه الجلسة وما رافقها هي صدى للأجواء السياسية والاتصالات الجارية بين معظم الافرقاء بعد الانتخابات النيابية، فضلا عن المناخ الايجابي للاتصالات الاقليمية الذي ينعكس ايجابا على لبنان'. وأضاف: &ldqascii117o;لقد حصل مجلس الجنوب على الموازنة المطلوبة وبقي محافظا على صلاحياته. وقد شدد الرئيس السنيورة على ان تبقى هذه المؤسسة وأرقامها المالية تحت رقابة سلطة مجلس الوزراء ونحن لا نعارض هذا الامر'.
وقال الرئيس السنيورة، خلال جلسة مجلس الوزراء، إنه بعد مرور 60 سنة على القضية الفلسطينية هناك 'تطورات جديدة (...) من دون التفريط بأي من حقوقنا'. ونقل ذلك عن رئيس الوزراء وزير الاعلام طارق متري'. وتقاطع موقف كل من الرئيس سليمان والنائب سعد الحريري الذي كان الوحيد من غير المسؤولين الذي التقاه ميتشل، عند رفض توطين الفلسطينيين في لبنان. ففيما أشار سليمان الى 'ان أي تسوية للمنطقة لا ترتكز على حل موضوع اللاجئين الفلسطينيين لا تجدي نفعاً'، أكد الحريري 'ان التوطين في لبنان أمر مرفوض رفضاً تاماً'. في المقابل حرص المبعوث الاميركي على ان يعلن رسمياً 'الالتزام القوي' للرئيس باراك أوباما 'لاحلال سلام شامل في الشرق الاوسط، وهذا يضمن إقامة دولة فلسطينية كموطن للفلسطينيين في أقرب وقت ممكن'.
وشملت محادثات ميتشل الرئيسين سليمان والسنيورة والنائب الحريري ووزير الخارجية فوزي صلوخ، فيما شملت محادثات سولانا رئيس الجمهورية والحريري ورئيس 'تكتل التغيير والاصلاح' النائب ميشال عون، على ان يزور اليوم رئيس مجلس النواب نبيه بري والسنيورة، ويجتمع مع وفد من 'حزب الله'. وبثت قناة 'المنار' التلفزيونية التابعة للحزب مساء أمس ان الاميركيين تركوا للاوروبيين دور 'الانفتاح على حركات الممانعة'.
وفي تحرك أول من نوعه بعد الانتخابات، زار النائب الحريري أمس بكركي وعقد خلوة مع البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير. وصرّح على الاثر بأنه زار البطريرك 'لتهنئته بحصول الانتخابات'، واصفاً صفير بأنه 'ضمير لبنان'. ورداً على سؤال قال: 'لا اعرف سبب كثرة الكلام عن الحكومة قبل انتخاب رئيس لمجلس النواب واللجان النيابية وغيرها'. وزار الحريري ايضاً متروبوليت بيروت للروم الارثوذكس المطران الياس عودة الذي وصفه بانه 'مرجعية وطنية'.
وفي حديث أدلى به الى 'وكالة الصحافة الفرنسية'، صرح الحريري انه 'في لبنان نحن في حاجة الى اجراء حوار عندما يتعلق الامر بسلاح حزب الله... هناك حوار يجري برعاية الرئيس (ميشال سليمان). هذا الحوار سيستمر وسنناقش هذا الموضوع هناك'. واكد ان جميع النقاط المختلف عليها بين معسكره و'حزب الله' تحال الى طاولة الحوار. وقال: 'نحن في حاجة الى أن نجلس أولا وان نقبل (نتائج) الانتخابات (...) علينا ان نتأكد من انه عندما نجري حوارا، يجب ان يكون هذا الحوار هادئا (...) يجب ان نرى ما هي المواضيع المشتركة لكي نتفق عليها جميعا، وبعدها تحل الخلافات'.
وسئل عن امكان توليه رئاسة الحكومة المقبلة فأجاب انه سيبحث في هذا الامر مع باقي حلفائه في الاكثرية. وقال: 'لن اتهرب من هذه المسؤولية اذا ما قررنا معاً ان هذا ما نريد. اذا كان هذا الامر لمصلحة لبنان سنقرر عندها ماذا نفعل'. وعن امكان اعطاء المعارضة 'الثلث المعطل' او 'الثلث الضامن' في الحكومة المقبلة، اي القدرة على تعطيل اي قرار لا توافق عليه، رفض الحريري ان يضع اي فريق سياسي شروطا مسبقة على الحكومة قبل تأليفها. وقال: 'انا لن اتحدث لا عن ثلث معطل ولا عن ثلث ضامن ولا عن اي ثلث. عندما نصل الى الامر نتكلم في كل شيء... ما اقوله انه اليوم عندما يريد اي طرف ان يبدأ بالتموضع، يجب ان يسأل، هل هذا الامر لمصلحة لبنان؟ لاستقرار لبنان؟ لقد حصلت انتخابات وعلى الجميع ان يقرأوا نتائجها. حين نصل الى لحظة المشاورات ويسمى رئيس الحكومة وتبدأ المفاوضات، يبحث في كل شيء'.
واكد ان لبنان ملتزم تطبيق قرارات الامم المتحدة، مشددا في المقابل على وجوب ان تلتزم اسرائيل بدورها القرارات الدولية. وقال: 'على الاسرائيليين ان يفهموا ان المجال الجوي اللبناني ليس لهم، وان المياه اللبنانية ليست لهم، وان امتلاكهم شبكات تجسس في لبنان ليس مقبولا بموجب قرار الامم المتحدة رقم 1701'.
وسئل عما قاله له المبعوث الاميركي جورج ميتشل عندما التقيا امس، فأجاب: 'تحدث عن السلام، السلام، السلام، هذا ما يركز عليه الاميركيون'. وأشار الى ان الرئيس الاميركي 'وضع كل ثقله' من اجل تحقيق السلام في المنطقة، واكدنا ان هذا الموضوع يجب ان يتحقق لانه يحل جميع العقد في المنطقة'.وفي حديث ادلى به الى وكالة 'رويترز' قال الحريري انه يجب تعزيز العلاقات الديبلوماسية بين لبنان وسوريا وينبغي ترسيم الحدود بينهما. وأضاف: 'ان تعزيز العلاقات هو في مصلحة البلدين'. وأوضح انه يتصور دوراً اكبر للرئيس سليمان بدءاً بتأليف الحكومة الجديدة، وانه يتصور دوراً اكبر لرئيس الجمهورية في المستقبل اذا تحقق الاستقرار وتم التركيز على مصلحة البلاد
ـ صحيفة المستقبل :
ذكّر البطريرك صفير خلال استقباله النائب سعد الحريري أن 'هناك تحديات كبيرة في انتظارنا ونأمل أن يجتمع اللبنانيون على رأي واحد ويعملوا لمصلحة وطنهم'، مضيفاً 'نحن نريد أن نكون أصدقاء مع كل الدول ولكن ليس أن نضحي ببلدنا لأي كان'.
وكان البطريرك صفير رأى في حديث الى مجلة 'المسيرة' أنه 'في حال جاءت الحكومة على أساس أكثرية تحكم وأقلية تعارض، فأعتقد بأن الأمور ستسير في شكل جيد'، وأضاف 'لكن في حال تمّ تشكيل الحكومة على أساس حصان في المقدمة وآخر في المؤخرة يعني ذلك إبقاء العربة معطلة في مكانها'، مؤكداً 'سنبقى نسمي الأمور بأسمائها ونقول عن 'الوحيش وحيش والمنيح منيح'، وهذا أبسط واجباتنا، أي أن ننبه المسيحيين للمخاطر التي تحدق بهم. كلمة الحق سنقولها باستمرار في معزل عن كلامهم أو تهديدهم، فالحق يعلو ولا يعلى عليه'.
وإذ نوّه بأداء الرئيس سليمان، مشدداً على أنه 'رئيس البلاد ويجب أن يكون له موقعه واحترامه وكلمته'، قال 'المسيحيون موجودون وما زال لهم رأي وفي إمكانهم أن يرجحوا الدفة، ولكن المفارقة أن في الطوائف الأخرى أيضاً أطرافاً ضد الفئات الحاكمة ولكنهم لا يعبرون عن اعتراضهم مثل المسيحيين'، مشدداً على 'وجوب استنهاض المسيحيين من أجل البقاء في لبنان، في أرضهم خصوصاً أنهم من مؤسسي هذا البلد'، مضيفاً 'كانوا يعتبرون أنهم هم الأكثرية ويريدون أن يتولوا الحكم، فاعتبر كل من حزب الله و8 آذار أنهم يريدون الاستيلاء على الحكم فتصبح 14 آذار على الهامش. اليوم اختلف الوضع ولم يعد باستطاعتهم المطالبة بما كانوا يطالبون به قبل الانتخابات'.
ورأى صفير أن 'اتفاق الطائف لا يحتمل التأويل، وهو ينص في شكل واضح على المناصفة المسيحية الإسلامية'، لافتاً الى أنه 'لا يجوز الكلام خارج الطائف وما يقولونه عن المناصفة'، واعتبر أن 'المشكلة هي أن الدول المحيطة بنا لها مطامع في لبنان ومشاريع تحاول تحقيقها على حساب بلدنا، صحيح أن السوريين خرجوا ولكن ما زالت مطامعهم في لبنان'، ونوّه بأداء الرئيس سليمان، مشدداً على أنه 'رئيس البلاد ويجب أن يكون له موقعه واحترامه وكلمته'.
صفير قال 'في حال كان حزب الله يريد الحصول على تطمينات يجب توفيرها، لكنه أعطى نفسه رسالة إزالة إسرائيل من الوجود'، واعتبر أنه 'لا يوجد في أي دولة في العالم أناس مسلحون وآخرون غير مسلحين، الناس يريدون العيش في دولة تساوي في ما بينهم وأمر السلاح عائد الى الدولة وحدها، ولكن المشكلة أن حزب الله صار أقوى من الدولة، وهذا الوضع شاذ وغير طبيعي(..)'.
الى ذلك، لفت سولانا، الذي التقى الرئيس سليمان والنائب الحريري والنائب وليد جنبلاط ورئيس 'تكتل التغيير والإصلاح' النائب ميشال عون ويختتم لقاءاته اليوم بمؤتمر صحافي، الى 'تصميم أوروبا والولايات المتحدة على إحراز تقدم قبل نهاية العام الجاري على صعيد الوضع في المنطقة على قاعدة الأخذ في الاعتبار مبادرة السلام العربية'. ومن قريطم، أكد سولانا أن لدى الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة 'أفكاراً مشتركة في هذه المرحلة التي تلي انتخاب الرئيس باراك أوباما، وهما يتشاركان المقاربة نفسها، وهي سوف تؤدي الى التزام أعمق، وسنرى إذا كان بالإمكان تطبيقها خلال فترة قصيرة من أجل التوصل الى السلام(..).
في غضون ذلك، اعتبر رئيس كتلة 'الوفاء للمقاومة' النائب محمد رعد أن 'هذا البلد لا يصلح ولا يستقيم إلا إذا اعترف البعض بالبعض الآخر ومد يده لمشاركته'، وقال 'اليوم نسمع لغة جديدة تبدي ايجابية ونحن ننتظر أفعالاً ومستعدون لكل ايجابية'، مضيفاً 'طالما أن الموالاة لا تزال في موقع الأكثرية فإن مسؤوليتها تفرض أن تكون مؤتمنة على حفظ الاستقرار السياسي الذي لا ينجز إلا من خلال الانفتاح الايجابي(..)'.
من جهته، اعتبر وزير العمل محمد فنيش أن 'الكلام عن أن حزب الله تعمد الخسارة ليس صحيحاً، بل سعينا إلى أن نربح الانتخابات ولم نوفق، وانزعجنا ولكن تقبلنا النتائج'، وأوضح أن 'موضوع مشاركة الحزب في الحكومة هو موضوع المعارضة وموضوع قواعد السياسة اللبنانية من احترام الميثاق والدستور(..)
ـ صحيفة الحياة :
لفت مراقبون الى ان لتقديم ميتشل بيروت على دمشق في جولته بعدما درج الموفدون الغربيون قبل سنوات على زيارة العاصمة السورية قبل بيروت او الاستغناء عن العاصمة اللبنانية، له دلالة مضاعفة، خصوصاً ان تحرك المبعوث الأميركي في اتجاه دمشق بدأ بعد انتهاء الانتخابات النيابية التي تردد ان الدول الغربية كانت تراقب أداء سورية حيالها.
وقالت مصادر مطلعة لـ &laqascii117o;الحياة" انه ينتظر ان يزور الموفد الفرنسي جان كلود كوسران بيروت مطلع الأسبوع المقبل لاستكشاف مرحلة ما بعد الانتخابات موفداً من الرئاسة الفرنسية، فيما يواصل سولانا اليوم جولاته على المسؤولين اللبنانيين ويلتقي النائب في &laqascii117o;حزب الله" حسين الحاج حسن، بعدما كان التقى بعد ظهر امس رئيس &laqascii117o;اللقاء النيابي الديموقراطي" وليد جنبلاط.