صحف ومجلات » مقالات وتحليلات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاثنين 15/6/2009

ـ صحيفة النهار
باريس – من غسان تويني:
نحو رؤية استراتيجية لبنانية تشكل جسراً بين آسيا والغرب
(...) في نظرنا، لبنان هو الدولة العربية المؤهلة عضوياً بل كيانياً لأن تكون منطلق هذه الرؤية الاستراتيجية التي تنادي أوروبا لبنان لتعهدها توثيقاً لانتسابه الاوروبي. ووحده لبنان اذا فعل يمكنه ان يدعو في المقابل الى التجاوب مع القمة 'الآسيوية' التي تدعو اليها ايران وترعاها موسكو باليد اليسرى وتحويلها من قمة حرب الى قمة تكامل السلام باستيعاب 'حزبية الله' وتحويلها من الحرب على مؤمنين بالله اياه انما بغير تحزب، مما يمكّن القمة الآسيوية هذه من محاولة احتضان الموقف الباكستاني الداعي حتى بالعنف الى منع استمرار وانتشار الارهاب الاسلامي و'الطالبانية' كما لا احد ... غير الجبهة الباكستانية وامتداداتها الاستراتيجية المعلنة وغير المعلنة. ماذا يمنع بيروت من أن تتجرأ وتفاتح وزير خارجية الروسيا عندما يزورنا، إن لم تقنعه بالعدول عن زيارتنا، لسبب من عندياتها، ثم تبيع ذلك لواشنطن التي قد يناسبها الأمر في مقابل ثمن سوري ما!
ـ صحيفة النهار
خليل فليحان:
هل يطلب لبنان تعهّداً من أوباما لمنع اعتداء إسرائيل عليه؟
المسؤولون الذين التقاهم المبعوث الاميركي الخاص الى الشرق الاوسط جورج ميتشل الجمعة الماضي لم يلمسوا أي خطة عملية قريبة لتنفيذ القرار 1701، وخصوصا ما يطالب به لبنان، وهو انسحاب اسرائيل من الاراضي اللبنانية التي لا تزال تحتلها شمال بلدة الغجر، على رغم وعد قطعته الحكومة الاسرائيلية السابقة التي كان يرئسها ايهود أولمرت، اضافة الى اخلاء مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ووقف الخروق الجوية التي تكاد أن تكون يومية. ونقل عنهم ان ما سمعوه في هذا الصدد يتضمن تسويفا ومماطلة جديدين من الجانب الاسرائيلي في حين أن المطلوب هو خطة عملية وفق برنامج زمني وساعة صفر على الاقل حول الغجر بعد مفاوضات الجانبين اللبناني والاسرائيلي برعاية الامم المتحدة ممثلة بقائد قوة 'اليونيفيل' الجنرال كلاوديو غراتسيانو.
وفوجئوا عندما دعا ميتشل الى أن يقوم لبنان بـ'خطوات ذات مغزى' مع اسرائيل مما يساعد على إحياء عملية السلام مؤكدا أن الرئيس باراك أوباما يريد مواصلة المفاوضات فورا بين الجانبين العربي المعني بها والاسرائيلي. وساق تبريرا لتلك الدعوة هو تشجيع الاسرائيليين الذين أبلغوه انهم يريدون الحل، لكن هناك زعماء وأحزابا متشددين لا يريدون التنازل، وتاليا يرفضون تصور أوباما حول حل قضية الشرق الاوسط وتأييده القوي لانشاء دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، تعيش جنبا الى جنب مع اسرائيل.
وتبيّن لهم من خلال ما سمعوه، ان ميتشل الذي التقاهم للمرة الاولى منذ تكليفه مهمته لتنشيط التفاوض على كل من المسارين الفلسطيني والسوري مع اسرائيل، تحدث بلغة جديدة ذات سمة عامة الى حد كبير، وهي ان مبادرة السلام العربية 'مجرد بداية' تحاول بلاده 'دمجها' في جهودها بشأن عملية التسوية، والايحاء أن 'الخطوات ذات المغزى' التي يطلبها يجب أن تكون على طريق التطبيع.
وأكدوا ان المسؤولين أبلغوه انهم غير متجاوبين مع هذا الاقتراح وانه غير وارد، وأن اسرائيل دمرت بلدات وقرى ومنشآت حيوية وأوقعت ألوف الاصابات بين قتلى وجرحى ومعوقين.
وبعد وقف عدوانها في تموز 2006، أبقت حرب الالغام والقنابل العنقودية مزروعة في مساحات من الجنوب تتربص بأبنائه قتلا وجرحا واعاقة.
واستبعدوا أي فرض من أوباما لتنفيذ خطته لحل الدولتين وتوحي أوساط البيت الابيض أنه مع اعطاء فرصة لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بضعة اشهر، تحاشيا لاهتزاز العلاقات بين البلدين وتجنبا لإضعافها.
ولاحظوا من كلام ميتشل أن لا أوباما ولا نتنياهو يريدان الصدام، وأن الاخير يميل الى التقدم نحو موقف الاول، لكن ذلك سيكون على حساب تأخير معاودة المفاوضات العربية – الاسرائيلية من دون تحديد مهلة زمنية، لأن الاشهر المقبلة قد تحمل في طياتها مفاجآت وأحداثا قد تقلل من الزخم الذي أبداه أوباما منذ تسلمه مهمات الرئاسة حول عملية التسوية. والكلام عن الانهاء المبكر للمفاوضات بشأن حل الدولتين قلّت جديته، فالاستيطان مستمر واسرائيل نجحت في تخفيف حماسة الرئيس الاميركي، وهذا لن يبقي على الارتياح العربي ومن ضمنه اللبناني المتأذي ربما أكثر من أي دولة عربية بسبب جبهته مع اسرائيل التي يمكن ان تشتعل اذا ما أرادت الدولة العبرية ذلك.
ومعلوم أن تهديدات مسؤوليها من سياسيين وعسكريين كثيرة ولذرائع مختلفة، لعل أهمها استمرار التخوف من الاسلحة المتطورة التي يملكها 'حزب الله' وجهوزه وبسالة مقاتليه وحرفيتهم التي كانت موضع تقدير من خبراء عسكريين عرب وأجانب.
وشددوا في مثل هذه الحال على أهمية التعامل مع هذا الواقع السياسي بتأن وتحصين الجبهة الداخلية من طريق تفعيل الحوار الوطني وتحاشي الشروط التي تضعها القوى السياسية المتنافسة بعضها في مواجهة بعض، لأن بعض المعلومات الديبلوماسية المتوافرة من عواصم عالمية وعلى الاخص أوروبية، لا تستبعد أن تلجأ اسرائيل الى الاعتداء مجددا على لبنان. وهناك اقتراح يجري تداوله في لقاءات ضيقة اذا كان لا بد لسلاح الحزب من ان يبقى على ما هو، مستعدا لأي هجوم محتمل من اسرائيل، وإذا كان الحوار مدى سنة لم يحقق أي تقدم طفيف حوله،  ويكاد أن يدور في الدائرة نفسها، فعلى الحكومة الجديدة ان تطالب أوباما بتوفير الحماية للبنان من أي حرب اسرائيلية يمكن ان تشنها حكومة نتنياهو في أي وقت بذرائع مختلفة، وخصوصا انها وجهت من خلال مناوراتها الاخيرة أكثر من رسالة الى لبنان وللحزب خصوصا، باظهار مدى التدريب والجهوز لمواجهة مقاتليه.
ـ صحيفة الأخبار
يحيى دبوق:
إسرائيل تدرس قواعد اللعبة ما بعد الانتخابات النيابيّة
هل يُطلق حزب الله لنفسه العنان ويعمل على تسخين الحدود الشمالية لإسرائيل؟ هل يتجاوز الحزب قواعد اللعب ـــــ كما تراها الدولة العبرية، ويبحث عن عملية انتقام، سافرة أو شبه سافرة، ردّاً على اغتيال مسؤوله العسكري الشهيد عماد مغنية؟ هل يتبلور مسار ما يفضي إلى نزع سلاح الحزب وتحويله إلى لاعب سياسي محلي غير قادر على تهديد إسرائيل أو ردعها عن لبنان؟ وهل فقدت تل أبيب إمكان تفعيل &laqascii117o;عقيدة الضاحية" وأصبحت غير قادرة على ضرب البنية التحتية اللبنانية والمدنيين اللبنانيين؟... هذه هي أسئلة إسرائيل ما بعد صدور نتائج الانتخابات النيابية اللبنانية، وخسارة المعارضة فيها.
روّجت إسرائيل، قبل أسابيع، وحتّى إعلان نتائج الانتخابات في لبنان، بناءً على شبه تأكد من انتصار المعارضة، أنّ &laqascii117o;فوز حزب الله سيغيّر قواعد اللعب، وسيمكّن إسرائيل من ضرب البنية التحتية المدنية اللبنانية، في أية مواجهة مستقبلية مع لبنان"، مشيرة إلى أن &laqascii117o;إمساك الحزب بزمام الحكم اللبناني، يحوله إلى مسؤول عن المدنيين اللبنانيين وعن بنيتهم التحتية"، الأمر الذي يحثّ الحزب على الحؤول دون الأسباب التي تدفع إسرائيل إلى استهدافهم، وفي المحصلة النهائية تعزيز قدرة الردع الإسرائيلية وردع حزب الله عن الإضرار بإسرائيل. بل إنّ أحد المعلّقين الإسرائيليّين نصح القيادة الإسرائيلية بأن &laqascii117o;تقلق من خسارة الحزب للانتخابات، لا أن تقلق من فوزه".
هل سقطت &laqascii117o;عقيدة الضاحية" وإمكان ضرب المدنيين اللبنانيين بعد خسارة المعارضة للانتخابات؟ بالطبع لا، فاستهداف المدنيين لم يكن يوماً مرتبطاً بـ&laqascii117o;إمساك المقاومة لزمام الحكم اللبناني"، والجيش الإسرائيلي بوصفه جيشاً غازياً ومحتلاً، امتهن هذه الوسيلة، إضافة إلى وسائل أخرى، بهدف ردع أعدائه أو هزيمتهم، ولا يتوقع أن يحيد عنها في مواجهاته المستقبلية. والتلويح بـ&laqascii117o;عقيدة الضاحية"، في الفترة التي سبقت الانتخابات، يبدو أنه رد فعل طوعي على نتيجة كانت متوقعة في حينه، أي انتصار المعارضة، وكان من شأنها أن تراكم انكساراً جديداً على سلسلة الانكسارات الإسرائيلية في الساحة اللبنانية. ويمكن وصف التشديد الإسرائيلي على اتساع دائرة استهداف المدنيين بأنه فعل دفاعي يهدف إلى التأثير على الجمهور الإسرائيلي، وإظهار القيادة الإسرائيلية بأنها قادرة على الموازنة وإيجاد ردود حيال أي تطور غير مؤاتٍ لها، في الساحة اللبنانية المعادية.
ماذا عن خسارة المعارضة للانتخابات و&laqascii117o;انفلات" حزب الله من كوابحه؟ تساؤل طرحه المسؤولون والمعلقون الإسرائيليون، بقوة، في الأيام التي أعقبت إعلان النتائج في لبنان. وأساس هذا التساؤل مبني، بحسب تحليل إسرائيل ورؤيتها، على المتغيّرين الآتيين: انزياح الضغط عن قيادة حزب الله وتحرّرها من ضرورة مراعاة الناخب اللبناني؛ وواقع الخسارة نفسها التي قد تدفع الحزب إلى إعادة إثبات وجوده وقدراته. وبعيداً عن صحة هذا التقدير أو خطئه، وعما قد تشهده المواجهة من حراك أمني أو عسكري، يبدو أن إسرائيل تعود لتسقط من جديد أسيرة للقوالب التقليدية والمعدّة بناءً على دروس وعبر صراعها الطويل مع المنظمات والفصائل الفلسطينية في لبنان وفي فلسطين المحتلة، رغم وجود فارق كبير في حالة حزب الله. هذا السقوط الاستخباري مفهوم وممكن الوجود، حتى لدى الاستخبارات الإسرائيلية التي تواجه عدواً تعاني معه نقصاً في المعلومات المباشرة عن نيّاته، وفي ظل امتلاكه لقدرات مادية كبيرة، تخوّله في حال توافُر الإرادة لديه، الإضرار بالدولة العبرية، ما يدفعها للبحث في المتغيرات المحيطة به، ومن ضمنها الانتخابات ونتائجها، وتقدير مدى تأثيرها على نيّاته، وهي نيّات تبقى إسرائيلياً غير مشخصة تماماً.
- صحيفة النهار
اميل خوري:
هل تخلّت سوريا عن المطالبة بـ'الثلث المعطل' لحلفائها؟..'حزب الله' معني بالاحتفاظ بسلاحه أكثر من المقاعد
السؤال عن 'الثلث المعطل' ينبغي أن يطرح على سوريا وليس على حلفائها في لبنان لأنها هي التي كانت تطالب بهذا 'الثلث' بلسان أكثر من مسؤول فيها وفي أكثر من مناسبة. فعندما كلف الرئيس السنيورة تشكيل حكومته الاولى اشترطت سوريا للتعاون مع حكومته ان تكون حكومة وحدة وطنية يكون فيها لقوى 8 آذار 'الثلث المعطل' كي تطمئن الى ان القرارات التي تصدر عن هذه الحكومة لن تكون في غير مصلحة سوريا ولا سيما ما يتعلق منها بالمحكمة ذات الطابع الدولي، وقد تأكد ذلك بانسحاب الوزراء الشيعة من تلك الحكومة احتجاجا على مشروع القانون الاساسي للمحكمة، وهو المشروع الذي أدى ليس الى شل عمل الحكومة بعد اعتبارها غير شرعية وغير ميثاقية، بل شلت عمل مجلس النواب باقفال أبوابه... وبعد ان جرت الانتخابات وفازت فيها قوى 14 آذار والمتحالفون معها بالاكثرية، وعاد الوضع السياسي في لبنان تقريبا الى ما كان عليه قبل الانتخابات، رحبت سوريا بنتائجها واتصل الرئيس الاسد بالرئيس  سليمان مهنئا إياه على اجرائها في أجواء ديموقراطية هادئة وسليمة. لكن لم يبدر عن سوريا حتى الآن أي شيء في ما يتعلق بتشكيل الحكومة وما اذا كانت لا تزال تصر على ان يكون لحلفائها في لبنان 'الثلث المعطل' وهل هي بموقفها هذا تبعث برسائل الى دول الغرب ولا سيما الولايات المتحدة الاميركية للحصول منها على شهادة حسن سلوك حيال لبنان كي تزيد مساحة الانفتاح عليها وتعبّد الطريق لعلاقات افضل معها ومع الدول العربية التي لم تكن على وفاق معها. ولأن الظروف السياسية محليا وعربيا واقليميا ودوليا بعد نتائج الانتخابات في لبنان باتت مختلفة عما كانت عليها قبلها فان 'حزب الله' موافق على إبدال 'الثلث الضامن' كما يسميه بضمانات لسلاحه باعتبار ان الحزب لا تهمه مقاعد نيابية زادت او نقصت ولا مقاعد وزارية بقدر ما يهمه الابقاء على سلاحه تحت أي شكل من الاشكال، أن يبقى مع وجود هذا السلاح هو الاقوى سواء كان داخل السلطة أو خارجها، فاما تكون له قوة السلطة اذا كان فيها واما تكون له سلطة القوة اذا كان خارجها، وهو موقف يتعارض وموقف بعض قوى 8 آذار الذي لا يزال يصر على 'الثلث المعطل' كي تتحكم كأقلية بالاكثرية وتعود هذه الاقلية الى عادتها القديمة. الواقع ان وضع 'حزب الله' وسلاحه بات أشبه بوضع الوجود العسكري السوري زمن الوصاية، إذ أن الحكم في سوريا لم يكن يهمه حينذاك سوى أن يأتي رئيس للجمهورية في لبنان لا يطالب بانهاء هذا الوجود ولا أن تأتي حكومة تطالب ايضا بذلك لأن الحكم السوري هو الذي يمسك بالقرار اللبناني ما دام هو الذي يمسك بالارض، أيا كان الحاكم في لبنان وأيا يكن شكل الحكومة. وعندما طالب الرئيس أمين الجميل وقبله الرئيس الياس سركيس بانسحاب القوات السورية من لبنان بموجب جدول زمني، ردت سوريا مطالبة باستفتاء الشعب اللبناني على ذلك.وها أن 'حزب الله' حرص على ان تكون نتائج الانتخابات النيابية استفتاء على وجود المقاومة، واعتبر أن هذه النتائج أكدت ان الاكثرية الشعبية وليست النيابية أيدت هذا الوجود. لذلك فان ما يهم 'حزب الله' الآن، هو التأكد من ان أي حكومة يتم تشكيلها سواء كان للمعارضة فيها 'الثلث المعطل' أو لم يكن، لن تبحث في مصير سلاحه، وأن يصبح هذا الموضوع خارج التداول، وقد باتت أوساط رسمية وغير رسمية ومنها قيادات في قوى 14 آذار أكثر تفهما لوضع سلاح 'حزب الله' وهو ان هذا السلاح لا يمكن نزعه بالقوة لئلا يشعل فتنة داخلية تكون عواقبها أكثر ضررا على البلاد من بقاء هذا السلاح، وأنه لا بد من معالجة المشكلة بالحوار الذي من المتوقع أن تبقى طاولته مفتوحة في قصر بعبدا مع حضور قيادات جديدة جاءت بها نتائج الانتخابات، وهو حوار يواكب تطور المساعي والجهود المبذولة لتحقيق سلام شامل في المنطقة إذ عندما يتحقق هذا السلام، لا يعود ثمة حاجة لوجود أي سلاح في لبنان وفي غير لبنان خارج الشرعية، ولا حتى الى أعمال عنف وارهاب بذريعة الدفاع عن حقوق الشعوب المقهورة. وقد يكون 'حزب الله' وحتى خصومه يرون الصورة في المنطقة على هذا النحو ويستعد لأن يتحول من حزب عسكري الى حزب سياسي له دوره بحسب حجمه الطبيعي كما تستعد حركة 'حماس' للانضمام الى حكومة وحدة وطنية في فلسطين تمهيدا لانتخابات نيابية ورئاسية مقبلة تحسم الصراع على السلطة...
- صحيفة النهار
روزانا بومنصف:
النقاش الراهن يتناول رئاسة المجلس والحكومة لاحقاً.. التفاوض الجدي حول الضمانات وليس الثلث المعطل
في الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء ، والتي لن تليها سوى جلسة اخرى تعقد هذا الاسبوع قبل ان تتحول حكومة الرئيس فؤاد السنيورة حكومة تصريف للاعمال، تحدث رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في 'تأبين' هذه الاخيرة بما يذكر فقط في كل تأبين لدى إحياء مراسم دفن احدهم، أي ان يبرز حرصاً على ذكر بعض الايجابيات وتناسي كل السلبيات والسيئات. فذكر الرئيس سليمان الانجازات التي يفترض انها تحققت في عهد الحكومة الحالية وكان ابرزها انجاز الانتخابات النيابية، ولم يتطرق الى كل العراقيل التي حصلت فيها، على رغم ان جلسات الحكومة كانت في الواقع بشهادة الوزراء انفسهم 'فوروم' للمناظرات التي لا جدوى منها. وقد اتخذ بعض الوزراء والسياسيين من قوى 8 آذار هذا 'التأبين' بمثابة شهادة لتأكيد فاعلية الحكومة خصوصا في ظل الثلث المعطل الذي ظلل اعمالها دفاعا عن المطالبة بالثلث المعطل مجددا في الحكومة العتيدة، علما ان اي قرار لم يتخذ سوى بشق النفس، وكادت السنة الاولى من ولاية الرئيس سليمان تذهب هدرا على الصعيد الحكومي لو لم تقرّ تعيينات المجلس الدستوري قبل ايام قليلة من الانتخابات واقرار الموازنة العامة بعدها بايام قليلة. لكن المحور الرئيسي في هذا الاتجاه يظل بالنسبة الى مصادر سياسية متابعة 'حزب الله' في الدرجة الاولى ومعه حركة 'امل'. لكن الحزب هو الاساس باعتبار انه معنيّ بما يقول او ما يطالب به من ضمانات تتعلق بسلاحه، في ظل اشارات الى انفتاح الرئيس بري على اعطاء رئيس الجمهورية نسبة اكبر من الوزراء في الحكومة المقبلة وان الرئيس سليمان يشكل جزءا كبيرا من الضمان المطلوب. ويذهب البعض الى القول إن هناك اتجاهين لدى هذا الفريق، احدهما يقول باعطاء او بعدم الممانعة في اعطاء رئيس الجمهورية الثلث المعطل واتجاه يتحفظ عن ذلك. وبحسب هذه المصادر فان الافرقاء الاخرين في قوى 8 آذار ليسوا لاعبين ضعفاء باعتبار انه سبق ان حصلت مراعاة لهؤلاء الافرقاء في الحكومة الحالية ولن يتم التخلي عن هذه المراعاة. لكن التفاوض الحقيقي سيحصل مع 'حزب الله' لاعتبارات كثيرة لا تتعلق بكونه المعني الرئيسي بموضوع سلاحه، بل لان الانتخابات افرزت نتائج لا يمكن القفز فوقها. ولذلك توقف كثيرون عند ما ادلى به النائب المنتخب سليمان فرنجيه من ان قوى 8 آذار لن تشارك في الحكومة اذا لم تحصل على الثلث المعطل باعتبار انه لا يعبر عن المناخ السائد والمتداول عبر اتصالات مباشرة وغير مباشرة. وتحدثت المعلومات المتوافرة عن تراجع عن التمسك بالثلث المعطل لدى الافرقاء المعنيين في اتجاه تفاهم في السياسة يتم التفاوض حوله، ويفترض ان يشهد الاسبوع الطالع بدء العمل على هذا الخط من خلال لقاءات متوقعة لاركان 14 آذار وتحديدا النائب سعد الحريري مع الرئيس بري ومع 'حزب الله'، اذ ان الحزب يرغب في الحصول على تغطية سياسية وشرعية  لسلاحه في البيان الوزاري، علما انه ليس واضحا ما اذا كان في الامكان تأمين هذه التغطية ما لم يكن ذلك عبر صياغة ملتبسة او غامضة لان لبنان ملتزم احترام القرارات الدولية، ولان الاكثرية لا يمكن ان تعطي ضمانات بحيث تلغي طاولة الحوار، او صياغة تعيد تأكيد مناقشة موضوع سلاح الحزب على طاولة الحوار على ان تخضع آلية الحل له لامد طويل تتصل بإنهاء الاحتلال الاسرائيلي للاراضي اللبنانية.اما الضمانات الاخرى التي تتعلق على الارجح باخضاع المسائل المهمة والمصيرية للتوافق وليس للتصويت وما الى ذلك، فيمكن الاتفاق عليها لقاء عدم التعطيل في المقابل. ووفقا لذلك، فان الكلام على الحكومة لم يدخل بعد في الارقام، والنقاش لا يزال حول رئاسة مجلس النواب التي سيفوز بها الرئيس بري بضمان قوى 8 آذار وكل من النائبين وليد جنبلاط وسعد الحريري، علما ان معلومات تحدثت عن ان الزيارة الاخيرة لوزير الاعلام والثقافة السعودي عبد العزيز خوجه لبيروت تركزت على ضرورة الانفتاح على الطائفة الشيعية، ونقل رسالة من المملكة العربية السعودية الى رئيس المجلس. لكن هذا لا يضمن فوز الرئيس بري باجماع اعضاء المجلس، خصوصا ان نوابا مستقلين، ومسيحيين تحديداً، لن يصوتوا له على الارجح. والكلام ايضا على رئاسة الحكومة التي حسمت للنائب الحريري على ما يبدو اقليمياً، كما رئاسة المجلس، قبل حسمهما محلياً، في مؤشر الى الدفع الاقليمي الذي يعطي زخما قويا للتطورات الايجابية راهنا في الداخل والتي يمنّي كثيرون النفس بأن تستمر مع اتصالات سعودية ومصرية مفتوحة مع سوريا من جهة، ومع انفتاح اميركي على سوريا من جهة اخرى يفترض ان يأخذ زخما اقوى تنفيذا لما وعد به مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط بالوكالة جيفري فيلتمان المسؤولين السوريين من انه سيراهم في 8 حزيران في حال جرت الانتخابات اللبنانية بهدوء ومن دون تدخل من جانب سوريا. ومن هنا يفهم تساؤل وزير الخارجية السوري وليد المعلم وقوله في حديث صحافي أول من أمس إن سوريا نفذت ما عليها وانسحبت من لبنان واقامت علاقات ديبلوماسية معه في حين ان الولايات المتحدة لم ترفع العقوبات عن سوريا ولم ترسل سفيرا لها الى دمشق. وهو الامر الذي يفيد ان سوريا تبعث برسائل ايجابية من لبنان، وكذلك الحال بالنسبة الى ايران. لذلك يعول على ان تسهل الامور في تأليف الحكومة والاتفاق على المشاركة من دون ثلث معطل، أقلّه وفق آخر حصيلة من المعلومات المتداولة.
- صحيفة النهار
سركيس نعوم:
إيران خسرت في العراق... مثل أميركا
عن سؤالي، 'ماذا عن 'حزب الله'؟ وهل يمكن توقع خلاف بينه وبين سوريا'؟ اللذين طرحهما المسؤول الاميركي نفسه القريب من المحادثات السورية – الاميركية التي جرت، اجبت: 'حزب الله' ايراني النشأة والايديولوجيا. لكنه حزب لبناني. الشيعة اللبنانيون معظمهم معه. هو حليف لسوريا في الوقت نفسه. والشيعة في رأيي ومنهم 'حزب الله' سيكونون حماة لبنان في المستقبل. ربما يختلف معنى الاستقلال عندهم عنه عند غيرهم. لكنهم أو بالأحرى لكن الحزب يبقى استقلالياً. انه والشيعة عموماً لا يريدون أو بالأحرى لا يرحبون بسيطرة سورية دائمة على لبنان أو بإلحاقه بها لأنهم يخافون في حال تغير النظام السوري يوما ما، ان يعودوا أقلية في بلد أو في كيان أو منطقة نفوذ يشكل الآخرون المختلفون عنهم الغالبية فيها. وهم شكوا انهم عوملوا في لبنان في الماضي كأقلية محرومة. اذا اختلفت سوريا وايران، طبعاً ليس اليوم فإن 'حزب الله' أو غالبيته قد تمشي مع ايران وقد تساعد في المحافظة على 'لبنان الشيعي الارجحية'. معروف ان لكل طائفة لبنانية 'لبنانها' الخاص الذي يمارس نفوذاً او سيطرة على اللبنانات الأخرى. ثم سألت: ماذا عن الحوار مع ايران؟ أجاب: 'لا نزال في بداية الطريق. طبعاً الموضوع مع ايران ليس سهلاً. حصل اجتماع على هامش اجتماع منظمة شنغهاي في موسكو بين 'الاميركي' و'الايراني'. ولكن ايران نفت حصوله. ونفيها ليس صحيحاً طبعاً. الرئيس نجاد يحاول تغيير لهجته. المشكلة مع ايران ليست سهلة. هناك أمر اساسي هو القوة النووية الايرانية التي تخيف المنطقة كلها بعربها واسرائيلييها ومسلميها غير العرب. الحوار الاميركي معها أو محاولة الحوار ستستمر. لكن السياسة المطلوب تغييرها لا تتغير في البداية. الذي يتغير ربما هو الأسلوب'. قلت: هناك سباق على واشنطن بين دمشق وطهران اذا جاز التعبير على هذا النحو، هذا السباق يؤثر على لبنان. اذا سبقت دمشق طهران فإن طهران قد تمارس العرقلة في لبنان والاراضي الفلسطينية المحتلة عبر حلفاء لها معروفين. واذا سبقت طهران دمشق فإن دمشق قد تخربط في المكانين نفسهما. علّق: 'هناك نوع من الشبه بين لبنان وفلسطين (فريق 8 آذار وفريق 14 آذار في لبنان وحركة 'فتح' وحركة 'حماس' في فلسطين). محاولة تأليف حكومة وحدة وطنية فلسطينية على طريقة 'المحاولة اللبنانية' الناجحة التي جرت في الدوحة  أي مع مكاسب تشبه الثلث المعطل لـ'حماس' يجعل لها كلمة اساسية في السياسة والقضايا الأمنية والاجهزة الأمنية. ويعطي ذلك سوريا دوراً في 'فلسطين' وفي لبنان. ورغم ذلك يقولون أي السوريين انهم لا يتدخلون'. لم تعد سوريا قادرة على ممارسة دور أكبر منها أو دور خارج أراضيها إلا في لبنان. في 'فلسطين' الآن بعد تحولها دولة اذا تحولت لن يُسمح لها بالتدخل فيها. والعراق لن يُسمح لها بالتدخل فيه سياسياً. أما اقتصادياً فإن الباب مفتوح امامها للعمل معه والاستفادة منه. والاردن لن يُسمح لها ايضاً بالتدخل فيه. لم يبق لها الا لبنان. قلت. لم يعلّق على ذلك وسأل عن الانتخابات النيابية اللبنانية فأعطيته رأيي الذي صار معروفاً. وحصلت مناقشة حول ما يمكن ان يحصل في حال فوز اي من فريقي 8 آذار و14 آذار وتحديداً ما يمكن ان يقوم به 'حزب الله' في حال الخسارة...
- صحيفة السفير
طلال سلمان:
الغرب والموقف من الديموقراطية: من لبـنان إلى إيـران .. وإسرائيل!
.. أما &laqascii117o;الدول" التي كانت قد وصلت إلى حافة اليأس من التجربة اللبنانية الفريدة في بابها، الديموقراطية بالطائفية، وتناوب كبار مسؤوليها على نعي آمالهم في رؤية &laqascii117o;لبنان مستقل" متهمين &laqascii117o;حزب الله" باغتياله، فقد انتبهوا متأخرين إلى أن الانتخابات التي جرت ـ ولأول مرة في تاريخ هذا الوطن الصغير ـ في يوم واحد، قد تمت بهدوء استثنائي، ومن دون حوادث أمنية تذكر... ثم إن نتائجها (المغايرة للتوقعات) لم تدفع الخاسرين للنزول إلى الشارع اعتراضاً أو رفضاً بقوة السلاح!...أما المدائح الغربية للديموقراطية الطوائفية في لبنان فقد ركزت على خسارة سوريا وإيران &laqascii117o;الحرب بالانتخابات"، متجاوزة كل ما يتصل باللبنانيين و&laqascii117o;حوافز" تصويتهم بهذه الكثافة الذهبية غير المسبوقة! بالمقابل فإن التشكيك بنتائج الانتخابات في إيران قد سبق توجه الإيرانيين إلى صناديق الاقتراع.. وكان من السهل ملاحظة &laqascii117o;المشترك" في أساليب الدعاية والترويج بين جماعة 14 آذار في لبنان وبين مرشح &laqascii117o;المعارضة" في إيران مير حسين موسوي (وسائر الثورات البرتقالية في أوروبا الشرقية)... ولا يهم أن يكون رافعو الشعار في بيروت من أهل الحكم بينما رافعوه في طهران من أهل المعارضة! إنها، في النهاية، معركة واحدة!. فنائب الرئيس الأميركي جوزف بايدن الذي جاء إلى بيروت محذراً، ومنها أعلن عن قرار إدارته بمعاقبة الشعب اللبناني إذا ما فازت المعارضة في الانتخابات، هو هو من شكّك في نزاهة انتخاب محمود أحمدي نجاد لولاية رئاسية جديدة في إيران. أما وزير خارجية فرنسا برنار كوشنير الذي غاب عن السمع عشية الانتخابات في لبنان التي كان يخاف منها على النظام الديموقراطي بافتراض أن &laqascii117o;حزب الله" ومن معه سيفوزون فيها بأغلبية كبيرة، فقد وجد في تظاهرات المعارضين لتجديد ولاية نجاد في الرئاسة الإيرانية فرصة ثمينة لإعطاء دروس في الديموقراطية والسلم الأهلي لذلك الشعب الذي يحاصره الغرب كله، وتهدده إسرائيل على مدار الساعة (!!)، ويحرّض ضده بعض القادة العرب العاجزين عن حماية دولهم بالتقدم وأسباب المنعة!...
- صحيفة السفير
جورج علم:
&laqascii117o;الكباش" حول شكل الحكومة ووظيفتها سيزداد والحل رهن التوافق السوري ـ السعودي.. فوز أحمدي نجاد يربك سياسة الأيدي الممدودة بين فريقي 8 و14 آذار
قبل ان يغادر السناتور جورج ميتشيل الأجواء السورية، كان الرئيس الايراني أحمدي نجاد يحتفل بفوزه بولاية ثانية في رئاسة الجمهورية، فيما كان الرئيس باراك أوباما يشبّه الإيرانييّن باللبنانيين، وتطلعاتهم. لم يكن التوصيف &laqascii117o;الأوبامي" دقيقا ومعبّرا من منظار المنسّق الأعلى للسياسة الخارجيّة والأمن في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا الذي تبلّغ النتيجة قبل ان تغادر طائرته الأجواء اللبنانيّة، وأجاب محدّثه ضاحكا: &laqascii117o;إذا كان الفوز حليف قوى 14 آذار في الانتخابات اللبنانيّة، فإن الأمر ليس كذلك في الانتخابات الإيرانيّة، وخط الرئيس أحمدي نجاد واضح في تعاطفه مع المقاومة، وحزب الله، والمعارضة ... هذا في الشكل، أما في المضمون فربما كان هناك توجّه جديد".. ويقول ملحق إعلامي تابع لسفارة دولة غربيّة كبرى: &laqascii117o;كان هناك دفق من التقارير والمراسلات حول التوقعات في إيران بعد زيارة الرئيس أوباما الى المنطقة، وخطابه في جامعة القاهرة، وبعد إعلان نتائج الانتخابات اللبنانيّة، والحقيقة ان غالبية الدبلوماسييّن الغربييّن قد أصيبوا بخيبة لأن توقعاتهم كانت تشير الى فوز قوى 14 آذار في إيران، أي الإصلاحييّن، وإذ بالأرقام والنتائج تكذب كل التوقعات". ويجزم بأن &laqascii117o;أيا من ميتشيل او سولانا لم يبنيا محادثاتهما في بيروت على فرضيات، بل تطرقا الى العناوين بحذر، وكأن الإيراني لا يزال يشكّل حجر العثرة في طريق اي تقدم إن ما يتعلّق ببرنامجه النووي، او بدعمه لحماس، وحزب الله..."... ويخترق المشهد الانتخابي الإيراني عمق المشهد الانتخابي اللبناني، ويؤثر بصورة مباشرة على المشاورات المتصلة بالسلة المتكاملة التي تحاول بعض قوى 14 آذار التسويق لها والتي ترمي الى التفاهم التام والشامل حول رئاسة المجلس النيابي، ورئاسة الحكومة الجديدة، وتركيبتها، والتوازنات الجديدة للكتل البرلمانيّة فيها، والثلث الضامن او المعطّل، وبرنامج عملها، وما يفترض ان يتضمّنه البيان الوزاري من أولويات. ويسود شعور لدى فريق الأكثريّة مفاده أن &laqascii117o;حزب الله" ربما عاد الى المربع الأول بعد فوز احمدي نجاد، لجهة تشبثه بالمكتسبات التي حققتها المعارضة في اتفاق الدوحة، وأبرزها التمسك بحكومة الوحدة الوطنيّة، وبالثلث الضامن او المعطّل فيها، وعدم التعرض لسلاح المقاومة، والتأكيد على إفراد مقطع في البيان الوزاري يؤكد على دعم الحكومة الواضح والصريح لها، والإمعان في درس خيارات أي لقاء قد يتمّ بين الامين العام السيّد حسن نصرالله، وأي قيادي بارز في قوى 14 آذار سواء أكان سعد الحريري، او وليد جنبلاط، للبحث في فوائده ومردوداته. وباعتراف بعض الوزراء اللبنانييّن، فإن ميتشيل وسولانا حاولا كلّ من موقعه التسويق لحكومة وحدة وطنيّة يتمثّل فيها الجميع، ومن قيادات الصف الأول، او من شخصيات مرموقة تمثّل الخط السياسي لهذا الطرف او ذاك، وقادرة على الحسم واتخاذ القرارات الصعبة عند الضرورة دون أي تلكؤ او تأجيل بحجة المزيد من الدرس والتشاور، وليس بالضرورة ان تكون ثلاثينيّة، بل بحجم يضمن حسن التوازن الصحيح والفاعليّة، ويعطي رئيس الجمهوريّة التوافقي الدور الوازن والمرجح للقرارات المصيريّة، وهو دور لا يمكن ان يفرّط به أمام أول عقبة تعترضه، حرصا على موقعه وتوافقيته والدور الحكم الذي يفترض ان يلعبه، ويعزز من رصيده. وتؤكد الاتصالات التي جرت بين عواصم عربية ودوليّة مع شخصيات رسميّة وقياديّة في بيروت إن هذه المعادلة لا تزال صامدة، لكنها تأثرت بعاملين، الأول: ان &laqascii117o;الطحشة" التفاؤليّة عند قوى 14 آذار، والمعبّر عنها برسائل الانفتاح والأيدي الممدودة، تمرّ الأن بمرحلة من الهدوء والترقّب لمعاينة المشهد الاقليمي ـ الدولي بعد بقاء أحمدي نجاد في سدّة الرئاسة بدعم من غالبيّة الايرانييّن....
- صحيفة السفير
نبيل هيثم:
الحريري وجنبلاط يطلقان الخطاب الهادئ.. والحلفاء يصعّدون!... إيجابيات سعودية .. ومديح سوري.. أيّ دور سيلعب بري؟
فتح مروان حماده البازار حول رئاسة المجلس النيابي، وتبعه سمير جعجع بطرح نقاش مسبق بالمواصفات وبحث دفتر شروط حول ما يتصل بترشيح الرئيس نبيه بري. ودخل أحمد فتفت بموقف يمزج فيه السياسي بالشخصي ليرشح بديلا من فريقه. ومن هذا الباب انطلق بطرس حرب بهجوم متقن ومدروس كلمة كلمة، وذريعته المعلنة ما سماه &laqascii117o;وعدا اصلاحيا مجلسيا" قال ان بري قطعه ولم يفِ به. وعلى الوتر ذاته عزف عقاب صقر، ولاقاه أخيرهم، وعلى الارجح الا يكون آخرهم دوري شمعون. ما هو اكيد ان هؤلاء المشتركين في البازار جميعا، لا يقعون في منطقة القرار في &laqascii117o;14 آذار"، بل هم جزء من &laqascii117o;منظومة التلقي" او الجهاز التنفيذي لما يأتي من فوقهم، هكذا برزوا ونفذوا واعتيد عليهم على الاقل منذ بداية حكم فريقهم في سنة 2005. وإذا كان أكيدا ايضا ان هؤلاء يعبرون عن الظاهر والمكنون لديهم. فإنهم يكشفون قصدا او عن غير قصد، عن رغبة &laqascii117o;مستنفـَرة" في مكان ما ضمن &laqascii117o;14 آذار"، في إلباس الرئاسة الثانية مقاسات أكثرية لا تلائم نبيه بري. لكن المثير للريبة في فتح البازار ليس الرغبات الظاهرة او الدفينة... بل توقيت فتح البازار مع مناخ التهدئة الذي يبثه اصحاب القرار في &laqascii117o;14 آذار"، وخصوصا وليد جنبلاط الذي أشهر موقفه بتأييد بري كمرشح وحيد ولا بديل عنه لرئاسة المجلس، وأيضا سعد الحريري الذي اقترن خطابه الهادئ والانفتاحي في اتجاه الطرف الشيعي بتواصل ومراسلات إيجابية بينه وبين رئيس المجلس... والمثير للريبة في مرحلة ما بعد الانتخابات الاخيرة، هو ان بعض المشاركين في الحملة على بري، هم انفسهم كانوا في صدارة المشاركين في الحملة عليه في بداية عهد مجلس الـ2005، متسلحين بـ&laqascii117o;فيتو" اميركي ـ فرنسي، مع بعض العرب، لقطع طريق بري الى رئاسة مجلس النواب، والذي سقط بفوز بري. فها هم هؤلاء يعيدون الكرّة اليوم من باب البازار حول رئاسة مجلس النواب، مع استحضار العناوين السابقة ذاتها وأولها اقفال المجلس النيابي. صحيح أن نتائج الانتخابات الاخيرة اكدت الاكثرية النيابية لـ&laqascii117o;14 آذار"، لكنها لم تمنحها قدرة القول بأن لديها ما يوازي نبيه بري فتشهره سلاحا فعالا في وجه المعارضة. بينما في المقابل، اعادت الانتخابات تثبيت بري في الموقع المتقدم، وقدمته مرشحا قويا لا منافس له على رئاسة المجلس النيابي، ومن جهة ثانية، عززت موقعه داخل المعارضة، وكما وسـّع هامش حركته، التي اعتمدها في السنوات السابقة، وسعى من خلالها ونجح في تثبيت موقعه في منطقة التواصل الايجابي بين الموالاة والمعارضة، وهذا ما بدا جليا في مبادرته الحوارية في آذار 2006 ومقرراتها الاجماعية. يقول مطلعون ان نظرة المعنيين بالشأن اللبناني تذهب الى ما بعد الكلام عن هامش واسع لحركة بري في المرحلة المقبلة، اذ قد تتيح له حيوية الحركة التي قد يمتلكها، أن يكون في موقع حجر الرحى الذي تدور عليه الاحداث الداخلية في المرحلة المقبلة. ويرصد هؤلاء المطلعون ايجابيات سعودية على خط عين التينة، بالتوازي مع مديح وثناء تدفق من دمشق في الساعات الاخيرة، الى من تسميه &laqascii117o;رجل المرحلة.. القادر على ربط الخيوط والصلات.. القاطن في عين التينة".
- صحيفة الأخبار
إبراهيم الأمين:
دمشق تحتوي &laqascii117o;صدمة" خسارة المعارضة
... يرفض مسؤول سوري بارز القول إن سوريا &laqascii117o;محبطة" من نتائج الانتخابات(اللبنانية)، لكنه يدعو إلى مراقبة الطرف الآخر. فهم يريدون إدارة البلد ويقولون إنه لو فازت المعارضة لحصل العزل، وإنه إذا ربحوا هم الانتخابات في لبنان، فسيصبح جنة. وهذا ما وعد به نائب الرئيس الأميركي جوزف بايدن اللبنانيين عندما جاء محذراً من فوز المعارضة وداعماً لفريق 14 آذار. وبالتالي ـــــ يضيف المسؤول السوري ـــــ فلننتظر ما سوف يحصل، وكيف سوف تدار البلاد. ودمشق قامت بالتزاماتها تجاه لبنان، وها هو العالم كله يقول إن دمشق لم تتدخل في الانتخابات، بل ساعدت في إنجازها بشكل طبيعي. وحتى عندما تحركت جهات خارجية لتقول إن مناصرين لسوريا في شمال لبنان سوف يقومون بأعمال عنف لإطاحة الانتخابات، قالت سوريا إنها سوف تؤكد للعالم أن هذا الأمر لن يحصل ولم يحصل. وسوريا ثبتت العلاقات اللبنانية وأرسلت سفيراً إلى بيروت، واستقبلت سفيراً لبنانياً في دمشق. وبالتالي، فإن الكرة الآن في الملعب الآخر، رغم أن سوريا ـــــ يضيف المسؤول نفسه ـــــ تعرف بالضبط حجم ونوع التدخلات المباشرة التي قامت بها عواصم عربية وغربية في الانتخابات اللبنانية ولمصلحة فريق 14 آذار بخلاف كل التعهدات والبيانات السابقة... للمرة الأولى منذ زمن طويل، تسمع في سوريا همساً عن أشياء &laqascii117o;كان يمكن قائد المقاومة السيد حسن نصر الله تجنّبها، مثل الظهور المتكرر في الآونة الأخيرة، أو الإشارة إلى أحداث 7 أيار على أنها يوم مجيد، أو حتى إعطاء انطباع بأن المعارضة فائزة حتماً"... ويعتقد هؤلاء أن &laqascii117o;في سوريا كما في لبنان من لا يقبل للسيد حسن أن يكون في هذا الموقع، وأن على المحيطين به إدراك هذه الحقيقة، وإبعاده عن أدوار لا تتناسب مع موقعه الذي يتجاوز في تأثيره حدود لبنان إلى دول المنطقة".وفي سوريا كلام &laqascii117o;عن ضعضعة برزت في الأيام الأخيرة في طريقة تأليف بعض اللوائح، وخلافات قامت بين قوى المعارضة مقابل توحّد أكبر لدى الفريق الآخر، وعن استرخاء ينمّ عن نقص في تقدير قوة الخصم أو جهل في ما ينوي القيام به"...
- صحيفة الأخبار
عمر نشابة:
قواعد المحكمة الدولية المعدلة: تراجع الشفافية
أدخل قضاة المحكمة الخاصة بلبنان تعديلات على قواعد الإجراءات والأدلّة، يبدو أنها تمسّ بالشفافية الضامنة للعدالة. تعرض &laqascii117o;الأخبار" النصوص المعدّلة، وتطرح بعض التساؤلات &laqascii117o;استناداً إلى أعلى المعايير الدولية في مجال العدالة الجنائية" بحسب قرار مجلس الأمن الذي أنشأ المحكمة (1757)اجتمع قضاة المحكمة الدولية الخاصّة بلبنان يوم 5 حزيران الفائت في مقرها في لايتسكندام (لاهاي) برئاسة القاضي الإيطالي أنطونيو كاسيزي وأقروا بالإجماع مشروع تعديل 13 مادة في قواعد الإجراءات والأدلة وإضافة مادة. ركّزت التعديلات على ثلاثة أمور أساسية:أولاً، توسيع هامش السرية في تحقيقات مكتب المدعي العام الدولي عبر السماح بالحفاظ على سريّة مصادر بعض المعلومات حتى بعد صدور مضبطة الاتهام. ثانياً، تشجيع دول المنطقة على توقيع اتفاقات تعاون مع المحكمة عبر إلغاء الفقرات التي تتضمّن تهديداً بمجلس الأمن لمن لا يتعاون. وثالثاً، اعتماد الشرطة الدولية (الإنتربول) خلال مرحلة التحقيق لجهة تنفيذ مذكرات التوقيف عبر إرسال نسخة مصدقة عنها إليه فور صدورها.التعديل الأبرز في نصّ قواعد الإجراءات والأدلّة لجهة تهديد عدالة المحكمة أو تعريضها للشكوك ونزع جزء كبير من الثقة المحلية فيها، كما هو حال المحكمة الخاصة بيوغوسلافيا السابقة، يأتي في نصّ القاعدة الـ96. فبحسب ذلك التعديل يمكن أن تخفي المحكمة الخاصة بلبنان معلومات تتعلّق بالإجراءت التي مهّدت لصدور مضبطة الاتهام والمحاكمة إلى ما بعد صدور الحكم النهائي وإلى ما بعد الاستئناف، لا بل إلى زمن غير محدّد إذا اقتضت حماية &laqascii117o;أي شخص" ذلك... أما في ما يتعلّق بالفقرة الخاصة بـ&laqascii117o;المصالح الأمنية للدول والجهات الدولية الأخرى" (القاعدة 117) فأُدخلت عليها تعديلات طفيفة في الشكل، غير أن القاعدة بحدّ ذاتها تحدّ من الشفافية والعلنية وتعرّض عمل المحكمة بسبب ذلك لشكوك جمّة. إذ جاء في نصّ الفقرة الأولى من القاعدة 117: &laqascii117o;يمكن المدعي العام أن يطلب من قاضي الإجراءات التمهيدية أن يصدر أمراً يسمح له بموجبه عدم الامتثال لضرورة الإعلان الكامل أو الجزئي عن معلومات بحوزته يؤثّر إعلانها على المصالح الأمنية لدولة أو لجهة دولية". إن مضمون هذه الفقرة قد يهدّد عدالة المحكمة بحيث إنه يتضمّن تقييداً للشفافية والعلنية. أُدخلت تعديلات على قواعد الإجراءات والأدلة يشتبه في تناسبها مع تحقيقات تشمل اتجاهات معيّنة، ويُرجّح بالتالي أن يكون المدعي العام بلمار قد اقترحها من خلال قاضي الإجراءات التمهيدية، دنيال فرانسين أو بالتعاون معه. إذ إن أساس التعديل الذي أُدخل على القاعدة الـ79 هو إضافة الشرطة الدولية (الإنتربول) إلى لائحة الجهات التي يفترض إرسال مقرّر المحكمة إليها نسخة مصدّقة عن مذكّرة توقيف أو طلب نقل متّهم موقوف..اللافت أيضاً في تعديل القاعدة الـ79 هو عدم تحديد طبيعة وهوية الجهة الدولية التي لا تنحصر بالإنتربول والتي يفترض إرسال مذكرة التوقيف إليها... يُذكر أن اسم القائد العسكري في المقاومة عماد مغنية ما زال على قائمة المطلوبين للشرطة الدولية (إنتربول). وينشر الموقع الإلكتروني للإنتربول صوراً له، وهو (أي الشهيد مغنية) مطلوب للإدارة الأميركية في واشنطن وللإدارة الأرجنتينية في بوينس أيرس في &laqascii117o;جرائم" تتعلّق بمتفجّرات وبالإرهاب. وعلى قائمة المطلوبين للإنتربول أيضاً، كما على قائمة المطلوبين لمكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي (أف بي آي) حسن عزّ الدين وعلي عطوي، وهما عضوان &laqascii117o;في التنظيم الإرهابي حزب الله، ومتّهمان بقتل مواطنين أميركيين عام 1985. وهما مسلّحان وخطران" بحسب الأميركيين، وعلى كلّ من يعرف عنهما شيئاً &laqascii117o;الاتصال بالسفارة الأميركية"....

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد