صحف ومجلات » مقالات وتحليلات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 16/6/2009
ـ صحيفة السفير جو معكرون: ماذا دار على هامش زيارة ميتشل؟ عندما كانت كل الأضواء مسلطة على لقاء الرئيس السوري والمبعوث الاميركي لعملية السلام في الشرق الاوسط جورج ميتشل، في دمشق يوم الجمعة الماضي، كان الاختراق الدبلوماسي الفعلي يتبلور في لقاء عسكري ـ سياسي منفصل وضع آليات عملية لإطلاق الحوار السوري ـ الاميركي الذي كان ينتظر إجراء الانتخابات النيابية في لبنان. وقال مصدر حكومي اميركي فضل عدم الكشف عن هويته لـ&laqascii117o;السفير"، ان الوفد الاميركي الذي توجه الى دمشق يوم الجمعة الماضي ضم ممثلين عن وزارتي الدفاع والخارجية وخبراء في مكافحة الارهاب. وتابع المصدر ان الاجتماع تطرق الى &laqascii117o;امن الحدود ومجالات التعاون المحتملة"، مضيفا ان &laqascii117o;الاجتماع كان ايجابيا وبناء لكن لا يمكننا مشاركة تفاصيل حوارنا الدبلوماسي. نأمل انه سيكون الاول في سلسلة اجتماعات".
ـ صحيفة اللواء رباب الحسن: فياض لـ <اللواء>: موعد لقاء نصر الله طور النضوج.. بعد تشكيل الحكومة يقول أمين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي المقدّم شريف فياض لـ <اللواء> إنّ جنبلاط وضع خلفه الانتخابات النيابية، ويتطلّع إلى المرحلة المقبلة ضمن أجواء الحوار والتهدئة والتفاهم لإنتاج حكومة قادرة على تأمين مصالح البلد.ورأى فياض أنّه لم يعد هناك ما يُسمّى بموالاة ومعارضة، فلقد أخرجتنا الانتخابات من هذه الصيغة <فالموالاة لمَنْ والمعارضة لمَنْ؟>.وعن اللقاء المرتقب مع أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، أوضح فياض أنّ الموعد في طور النضوج، ولكن هناك ملفات تُعالج على الصعيد المحلي، متوقعاً أن يتم اللقاء بعد تشكيل الحكومة <فقبل اللقاء هناك مسائل علينا إتمامها، ومنها انتخاب رئيس مجلس النواب ومكتب المجلس واللجان ثم يتم الانتقال الى تشكيل الحكومة>.
- صحيفة النهار علي حمادة: إسرائيل تخسر في لبنان وتربح في إيران ! كان الخوف الاكبر في اسرائيل، ولا سيما في الوسط السياسي المحيط برئيس الوزراء بنيامين نتيناهو، يتمثل في الايام الماضية في هزيمة الرئيس محمود احمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية، وقد حفلت الصحافة الاسرائيلية بالعديد من المقالات التي حذّر اصحابها ومن بينهم رئيس قسم الدراسات الايرانية في جامعة حيفا البروفسور سولي شاهفار الذي كتب يوم الخميس الفائت بينما كانت تجري العملية الانتخابية في صحيفة 'يديعوت احرونوت' مقالات بعنوان 'موسوي سيئ لإسرائيل' قائلاً: 'كثيرون سيتنفسون الصعداء في حال انتخب مير حسين موسوي رئيساً لايران. ولكن السؤال بالنسبة الينا هو: هل ان هزيمة نجاد وفوز موسوي سيخدمان مصالح اسرائيل الاستراتيجية؟'. ويخلص قائلاً: 'في ظل التركيبة الراهنة القائمة في ايران سيكون افضل لاسرائيل بقاء نجاد في الحكم وتعاظم الشعور بالمرارة في الداخل'. في هذه الاثناء كان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يطرح ليل الاحد 14 حزيران تصوّره للسلام عارضاً مشروعه المرفوض ليس من الفلسطينيين وحدهم بل من المجتمع الدولي بمعظمهم، مانحاً 'حماس' و'حزب الله' اوراقاً ثمينة جداً في المعركة مع الاعتدال العربي. وقبل ذلك بأسبوع كان لبنان يجدد لثورة الارز مانحاً اياها غالبية واضحة، مانعاً مشروع 'حزب الله' من المرور...ما المقصود مما تقدم؟ بكل بساطة ان اسرائيل التي اطلقت التصريح تلو الآخر محذّرة من اخطار استيلاء 'حزب الله' على السلطة في لبنان، انما كانت تمنحه على جاري العادة ذخيرة معنوية وسياسية في مواجهة ثورة الارز. والحال ان استيلاء الحزب على السلطة في لبنان من خلال الانتخابات النيابية كان سيريح نتنياهو في مناوراته مع الاميركيين والاوروبيين ليعطي تشدده مشروعية معينة بفعل سقوط لبنان في قبضة 'حزب الله'. ومع ذلك سقط الرهان الاسرائيلي على فوز 'حزب الله' في لبنان مثلما سقط يوم اتخذ القرار 1559 المعتبر صك استقلال لبنان الثاني، فسارع وزير الخارجية الاسرائيلي يومها سيلفان شالوم ليعلن ان بلاده كانت وراء القرار. وهذا الاعلان جرى استغلاله بقوة سورياً وداخلياً عبر 'حزب الله'، وقيل يومها ان اسرائيل لا تنظر بعين الارتياح الى انسحاب سوري من لبنان. كما انها ترفض تهديد النظام السوري. ويذكر الناشطون اللبنانيون في واشنطن انهم كانوا في الفترة بين عام 2000 وعام 2006 يقاتلون في الكونغرس الاميركي اللوبي المؤيد لاسرائيل الذي وقف عملياً ضد قانون 'محاسبة سوريا وتحرير لبنان'. وفي مرحلة لاحقة بدءاً من صيف 2007 فتحت ابواب المجتمع الدولي امام النظام السوري المنخرط في مفاوضات مع اسرائيل عبر الوسيط التركي، فمن باريس الى واشنطن فلندن لم يعد من باب موصد الا فتح في وجه النظام السوري. بالعودة الى صلب الموضوع، تحتاج اسرائيل الى التطرف واللاستقرار في المشرق العربي، وتحتاج الى 'حماس' في غزة، و'حزب الله' في لبنان، واحمدي نجاد في ايران كي تتهرب من استحقاقها الفلسطيني وهو الاستحقاق الوجودي الحقيقي. هذا ما يفسر التقاطع الموضوعي في المصالح بين الاعداء...
- صحيفة الديار محمد بلوط: الحكومة الجديدة على نار المفاوضات الداخلية والاتصالات السعودية ــ السورية.. بري غير قلق.. ومرتاح لقوة ونتائج نظرية الـ س ــ س ..اما الاجواء الايجابية السائدة فهي ناتجة عن المواقف والرسائل الايجابية التي سجلت بعد نتائج الانتخابات النيابية بين المعارضة والموالاة بدءا ببيان الرئيس نبيه بري الذي هنأ الجميع مرورا بخطاب السيد حسن نصرالله وتصريحات النائب وليد جنبلاط وانتهاء بالمواقف المرنة والايجابية للنائب سعد الحريري. ويقول أحد النواب الناشطين في المعارضة ان شيئاً عملياً وملموساً حول الحكومة لم يحصل حتى الآن، مرجحاً الدخول في هذا الموضوع الاسبوع المقبل على ضوء بلورة اسم رئيس الحكومة المقبل بشكل نهائي...فان مصدرا سياسيا مطلعا يرى ان ابرز الاسباب او العناصر التي ساهمت وتساهم في ارساء هذا المناخ الايجابي، هي التقارب السوري - السعودي.مضيفاً ان هناك معلومات تتحدث عن ان هناك تفاهما بين الرياض ودمشق قبل الانتخابات على دفع الامور في لبنان باتجاه تعزيز الحوار والتوافق، وبالتالي تشكيل حكومة الوفاق الوطني او الوحدة الوطنية كما عبّر عن ذلك الرئيس بري صراحة قبل يومين من الانتخابات النيابية.ويضيف المصدر ان هذا التفاهم السوري - السعودي لم تتبلور تفاصيله بعد ان على صعيد شخص رئيس الحكومة الجديدة، او على صعيد تشكيلة هذه الحكومة وترجمة مشاركة المعارضة فيها. لكنه يعتقد انه سيكون للمسؤولين في الدولتين مشاورات او ربما تكون قد قطعت شوطا من اجل التسريع في مساعدة الاطراف اللبنانية على تشكيل الحكومة المقبلة، باعتبار ان الاستحقاق الدستوري الأول اي انتخاب رئيس المجلس النيابي محسوم للرئيس نبيه بري داخليا وخارجيا، وبالتالي فان التصريحات والتشويش الحاصل من بعض المنضوين في &laqascii117o;معسكر" الموالاة لا تقدم ولا تؤخر في شيء، وهي مجرد مواقف ابتزازية فاشلة...
- صحيفة الديار وجدي العريضي: المناخ الايجابي يعبّد طرقات قريطم ـ المختارة ـ حارة حريك ـ عين التينة ـ معراب وبكفيا.. مفتاح الحريري يتفاعل واجواء الحوار تتعاظم والإجماع على بري وسعد الى الحسم..عون وفرنجية يغردان خارج سرب التوافق إما لتحسين شروطهما أو توزيع أدوار تشق أجواء التهدئة طريقها بقوة لا سيما على خط قريطم عين التينة وحارة حريك الى خط المختارة حارة حريك واستمرار الغزل قائماً بين &laqascii117o;أبو تيمور وأبو مصطفى"، دون اغفال ظهور المناخات الايجابية بين كل من معراب وبكفيا مع حزب الله وحركة أمل من خلال المواقف التي يظهرها &laqascii117o;الحكيم" و&laqascii117o;الشيخ امين". من هنا، ثمة حركة سياسية مكثفة تتسم بالحوار واطلاق الأشارات من هنا وهناك لتأمين الأرضية الملائمة قبل انتخاب رئيس جديد للمجلس النيابي وبمعنى أوضح إعادة انتخاب الرئيس نبيه بري الى تكليف شخصية سياسية لتشكيل حكومة جديدة وتكليف رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري رئاسة الحكومة العتيدة وهذا الأمر أضحى شبه محسوم في ظل اجماع من كل الأطراف، ذلك ما تشير اليه أوساط سياسية متابعة التي ترى في موازاة هذه المناخات ولغة الحوار وقراءة الربح والخسارة والانفتاح وكيفية التعاطي بشجاعة وحكمة مع هذه الامور، الامر الذي عبّر عنه وزير الاشغال غازي العريضي في الساعات الماضية عندما أشار الى أهمية موقفي رئيس اللقاء الديموقراطي ورئيس كتلة المستقبل لحظة اعلان النتائج والحكمة التي تحليا بها من خلال الانفتاح على الآخر. لذا في المقابل يبقى كل من العماد ميشال عون والنائب المنتخب سليمان فرنجية يغردان خارج سرب هذا الاجماع والتوافق والكلام للاوساط عينها التي ترى اما توزيع ادوار داخل فريق الثامن من آذار، أو أن موقفهما المعطل والمشوش على أجواء التهدئة لا ينسحب على حزب الله وحركة امل، إذ يريد كل من عون وعضو كتلته النائب فرنجية تحسين شروطهما التفاوضية قبل تشكيل الحكومة الجديدة، اي ان الموضوع حصص وزارية لا أكثر ولا اقل. فالمطالبة بالثلث المعطل كأساس للمشاركة في الحكومة كما قال فرنجية بات من الماضي، لأن التوجه وبرغبة واجماع داخليين هو لحكومة وحدة وطنية يشارك فيها الجميع، تالياً سبق للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ان قال منذ اشهر قليلة من يفوز بالانتخابات يحكم ونحن نقبل بذلك، فالمنطق الديموقراطي الأكثرية تحكم والاقلية تعارض لكن ثمة رغبة واضحة يبديها زعيم الغالبية نحو مشاركة الجميع في الحكومة والامر عينه للنائب جنبلاط، لذا فان كلام فرنجية هو &laqascii117o;فشّة خلق" وتصعيد عون غير ذي قيمة في ظل المناخات الايجابية السائدة بين رئيس كتلة المستقبل وحزب الله وايضاً بين رئيس اللقاء الديموقراطي وحزب الله الى الاجواء الاقليمية التي تنحو باتجاه اجماع لبناني لتشكيل حكومة وحدة وطنية.
- صحيفة السفير ساطع نور الدين: نجاد.. في لبنان لولا بعض التحفظ لكانت المعارضة اللبنانية قد نظمت مسيرات شعبية للإحتفال بفوز الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد بولاية رئاسية ثانية، ولولا بعض التروي لكانت الموالاة قد سيرت تظاهرات احتجاج على هزيمة منافسه الاصلاحي مير حسين موسوي. وبذلك نجا اللبنانيون من الانعكاسات السلبية للإنتخابات الايرانية، ولكن فقط الى حين أن يظهر ان لبنان هو المكان الاول الذي سيدفع ثمن ذلك الخيار الذي اعتمده الناخبون الايرانيون. لا حاجة الى البرهان على ان نتائج الانتخابات الايرانية عوضت بعض الهزيمة التي مني بها حلفاء ايران اللبنانيون، وحدت من نشوة خصومها الذين كانوا يتوقعون ان تمتد آثار هجومهم المضاد الى الداخل الايراني ويؤدي الى سقوط نجاد والمؤسسة المحافظة التي تقف وراءه، وارتفاع شعار &laqascii117o;ايران اولا" الذي اطلقه المرشح الاصلاحي موسوي، وحظي بدعم ما يصل الى 13 مليون ايراني، حسب الارقام الرسمية، يريدون التخلص من التحالفات الخارجية المكلفة. الخيبة التي شعر بها فريق الموالاة إزاء فوز نجاد هي اشد واقعية من الفرحة التي عبر عنها المعارضون الذين لا يمكنهم ان يخفوا حقيقة ان الرئيس الايراني نفسه كان احد اسباب هزيمتهم اللبنانية المدوية، وسيظل احد اهم عوامل التهديد لشعبيتهم وجدول اعمالهم المعلن.. الذي لا يستقيم مع قرار ايران المضي قدما في مساومة الاميركيين والغرب عموما، من مواقع القوة التي تتمتع بها وبينها الموقع اللبناني المؤثر. لا يستطيع احد من فريق المعارضة ان ينكر ان لبنان تعرض لحملة عسكرية اميركية اسرائيلية مدمرة في صيف العام 2006، فقط لان ايران رفضت يومها عرض الحوافز الغربية واعتبرته جائرا ومرفقا بشروط غير مقبولة.. وهو رفض اتاح لها ضمان استقرارها الداخلي، وتوسيع نفوذها الخارجي ونقل معركتها مع الاميركيين الى جبهات جديدة، ومواصلة برنامجها النووي الذي صار يتضمن تشغيل اكثر من سبعة آلاف جهاز طرد مركزي. ببساطة، يمكن القول ان خيار ايران الانتخابي يعني انها لم تهزم في مواجهتها مع الاميركيين، ولم تجد مبررا لتغيير مسارها السياسي ولا طبعا تبديل مفاوضها الاساسي، كما يفترض انها تستعد لخوض المزيد من المعارك خارج حدودها.. وصولا الى الصفقة المنشودة مع اميركا والغرب عموما. وفي هذه الحالة، التي يبدو انها تكسب اسرائيل وخطابها الايراني المزيد من المصداقية الغربية، سيكون من السذاجة الاعتقاد ان لبنان، على اختلاف اهوائه السياسية، يمكن ان يستفيد من فوز نجاد ومن قرار ايران المضي قدما في تحدي اميركا والغرب وفي توفير ذريعة اضافية لاسرائيل، لكي تكرر ما فعلته في العام 2006، ولكن هذه المرة بتفويض غربي اجماعي، يستند الى حقيقة ان كل الخطط الاميركية الموضوعة للمواجهة مع ايران تبدأ بالجبهة اللبنانية، وربما تنتهي بها.. اذا ما اصبحت طهران جاهزة للقبول بعرض الحوافز الذي تلقته مؤخرا، او اذا ما قررت تكليف رئيسها ان يضغط على زر نهاية اميركا وإسرائيل. وحتى ذلك الحين تبقى نتيجة الانتخابات الايرانية مصدر قلق لبناني جدي، قد يزيد من خطر التظاهر في شوارع بيروت!.
- صحيفة السفير عماد مرمل: نحو مساكنة تصون &laqascii117o;أكثرية" الموالاة وتمنح &laqascii117o;الحصانة" للمقاومة عندما تتواجه 14 آذار والمعارضة في .. إيران! لعل اللبنانيين كانوا يتابعون الانتخابات الرئاسية الايرانية بالشغف ذاته الذي خاضوا فيه الانتخابات النيابية في بلدهم. وليس صعبا الافتراض ان البعض تعاطى مع معركة الرئاسة في الجمهورية الاسلامية باعتبارها امتدادا للمعركة الانتخابية التي شهدها لبنان وأحد فصول الصراع بين ثقافة الحياة وثقافة الموت... وبدا واضحا من تتبع أصداء الانتخابات الايرانية في الداخل ان فريق 8 آذار كان متحمسا بشدة لنجاد ويتمنى فوزه، في حين ظهر ان عواطف قوى الموالاة مالت بقوة نحو موسوي الذي وجدت فيه أحد أغصان الأرز وثورته. وأغلب الظن، ان المعارضة تنفست الصعداء بعد الاعلان عن فوز نجاد، والذي جاء لينتشلها من حالة الاحباط او الاكتئاب باعتبار ان انتصار &laqascii117o;مرشحها" يشكل نوعا من التعويض المعنوي والسياسي عن الخسارة التي طالتها في الانتخابات النيابية، ويصحح التوازن الذي اختل لصالح بعض مراكز القرار الاقليمي والدولي بعد فوز قوى 14 آذار. بل ربما يُعد هذا الانتصار لنجاد، في ظروفه وفحواه، هو الاهم ـ بالمعنى الاستراتيجي والجوهري ـ في حسابات بعض أطراف المعارضة، على قاعدة انها خسرت معركة في بيروت وربحت الحرب في طهران... وفي المدى القريب، يخشى البعض في قوى 14 آذار من ان &laqascii117o;تغري" نتائج الانتخابات الايرانية حزب الله بإعادة النظر في سلوكه الواقعي الذي اعتمده بعد السابع من حزيران، بحيث يجد في فوز نجاد فرصة لالتقاط الانفاس واستعادة المبادرة في الداخل وصولا الى تجويف نتائج الانتخابات النيابية من معناها السياسي والدستوري ورفع سقف شروط المشاركة في الحكم، لا سيما ان الخيوط المحلية والخارجية للملف اللبناني شديدة الترابط. لا يخفي حزب الله بطبيعة الحال ارتياحه الى نجاح نجاد في تجديد ولايته الرئاسية، استنادا الى تفويض شعبي كبير يعبر عن الكثير من الدلالات والابعاد، ولكنه يرى ان الفائض السياسي لهذا النجاح لا يُصرف في الزواريب اللبنانية الضيقة بل هناك وجهة صرف محددة وواضحة له، تصب في خانة تعزيز رصيد قوى الممانعة والمقاومة في مواجهة النفوذ الاميركي والخطر الإسرائيلي، وخصوصا بعد خطاب رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو الذي شكل صفعة لدول الاعتدال وخيار التسوية. ويعتبر قيادي بارز في حزب الله انه من الطبيعي ان يكون الحزب أحد الرابحين بفعل الانتصار الذي حققه نجاد، ولكن الآخرين يجب ألا يفترضوا مسبقا ان ذلك سيرتد سلبا عليهم، إذ ان مردود هذا الربح لن يستثمر إلا في سياسات تحصين لبنان والمنطقة وليس في سياسات عدائية ضد أي جهة في الداخل او العالم العربي، وبالتالي فلا داعي لكي يشعر احد بالانقباض او القلق...
- صحيفة الأخبار غسان سعود: خريطة القوى المسيحيّة بعد سقوط حلم الزعامة الأحادية ... تحتاج المعارضة إلى وقت إضافي لتستوعب ما حصل في زحلة وتبدأ العمل لمعالجته. فاليوم يسود المعارضة في عاصمة البقاع ما يشبه الإحباط: بعد 4 سنوات، إذا أحضرنا خمسة آلاف مغترب يحضرون عشرة آلاف، إذا حجزنا ألف مندوب يحجزون ألفين، وفي الختام ستأتي الكتلة الناخبة السنيّة لتصب بنسبة اقتراع استثنائية مفقدة قيمة الصوت المسيحي ومرجّحة الأكثرية. في الشكل، الأمر مقنع، والتفاصيل الكثيرة التي تسردها المعارضة عن شراء الأصوات في زحلة قد تكون صحيحة. لكن، ذلك كله لا يلغي حقيقة مسيحيّة بيّنتها الانتخابات، وتتمثل في استعادة حزب الكتائب مكانته التاريخيّة في هذه المدينة التي مثلها نيابياً لأكثر من عقدين. وتجدر الإشارة هنا إلى أن حزبي القوات والكتائب منذ أقفلت الصناديق الانتخابية عام 2005 هما ورشتان كبيرتان في زحلة، بدأتا مع تكريس الوزير الشهيد بيار الجميل جهداً كبيراً لاستنهاض &laqascii117o;العظام الحزبية وهي رميم". في المقابل، عانى التيار الوطني الحر في زحلة شللاً مرحليّاً، لكن المتابعين الزحلاويين يؤكدون أن التيار بريء من الخسارة التي حصلت، ويفترض معاتبة حلفائه لا معاتبته. ويشار إلى أن النشاط الحزبي العوني استعيد خلال الأيام القليلة الماضية بزخم كبير، وارتفعت المعنويات مجدداً بعد انكسارها نحو يومين، ويفترض أن تستمر &laqascii117o;القفزة النوعية" حتى الانتخابات البلدية... لكن، بغض النظر عن المبررات القواتية، ودون الدخول في أسباب التعادل المسيحي بين عون من جهة والقوى الأخرى في جبل لبنان من جهة أخرى، يظهر في الخريطة الانتخابية لجبل لبنان 4 معالم بارزة: 1ـــــ ما زال التيار الوطني الحر الحزب المسيحي الأقوى في جبيل وكسروان والمتن وعاليه والشوف. والاهتمام قليلاً بتطوير قدرات الحزب سيسمح له بتكريس هذا الأمر لمرحلة طويلة. 2ـــــ تمثّل الزعامات التقليدية، من ميشال المر إلى منصور البون، القوة الثانية في معظم أقضية جبل لبنان بعد ميشال عون لا الأحزاب المسيحية الأخرى التي أظهرت خشية من الدخول في مواجهة مباشرة مع الوطني الحر. 3ـــــ سقوط رئيس الجمهورية، وقد دلّت النتائج في جبل لبنان، وخصوصاً في جبيل، أن الناخبين لا يتأثرون بموقع رئيس الجمهورية المعنوي، وينتخبون ناظم الخوري باعتباره مرشحاً على لائحة فارس سعيد لا العكس. 4ـــــ تحول حزب الطاشناق إلى أحد أهم اللاعبين في جبل لبنان، وقد بيّنت النتائج أن التيار الوطني الحر لا يستطيع التفريط أبداً بحلفه مع الطاشناق....
- صحيفة الأخبار نقولا ناصيف: رغوة الحوار والانفتاح تخبّئ تحتها أزمة حكومة ما بعد الانتخابات ...لا أحد يتحدّث عن تدخّل سوري وإيراني، ولا يؤتى على ذكر محور هذين الشرّين. لا أحد يذكّر بسلاح حزب الله وخطورته، ولا يسمّي الحزب ميليشيا في شوارع بيروت، وكانا الشعارين الأكثر استفزازاً لاستقطاب الناخبين، إلى حدّ المطالبة بنقل أقلام الاقتراع من الضاحية الجنوبية. لا أحد يتحدّث أيضاً عن المربعات الأمنية، ولا أحد يريد وضع السلاح على طاولة البحث فوراً، بل نودي بسحبه من التداول وتركه لطاولة الحوار آماداً غير معروفة. لا أحد أيضاً وأيضاً ينسجم مع لافتات الحملات الانتخابية بالقول إن الفائز وحده يحكم، بل يكتفي الجدل بتأكيد موقفين يجمع عليهما الموالون والمعارضون: دور متقدّم لرئيس الجمهورية في تأليف الحكومة وإدارة المرحلة المقبلة، وتجنّب افتعال أزمة حكومية مبكّرة حول نُصبها الدستورية قبل 20 حزيران. أما ما يقيم تحت سطح الماء، فيكمن في معطيات، منها: 1 ـــــ أن رئيس الغالبية النائب سعد الحريري يريد أن يبدأ من حيث انتهى والده الرئيس الراحل رفيق الحريري، عندما أمسى عام 2005 أكثر تمرّساً بحساسية المعادلة اللبنانية وتفهّماً لدقتها وتوازناتها، وكذلك ـــــ وخصوصاً ـــــ للعامل الأكثر ارتباطاً باستقرارها وهو العلاقة مع حزب الله، منه عندما ترأس أولى حكوماته عام 1992. من خلال سلسلة المواقف التي أدلى بها فور إعلان نتائج الانتخابات وفوزه هو وحلفاؤه، أظهر الحريري الابن عزمه على إرساء علاقات متوازنة بين الأفرقاء الرابحين والخاسرين في حكومة ائتلاف وطني. إلا أن ذلك يشير أيضاً إلى رغبته في عدم ربط أول تجربة له في رئاسة الحكومة بأزمة تنشأ عن خلاف قوى 8 و14 آذار حول تركيبة الحكومة الجديدة، ولا التحوّل رئيساً مكلفاً عاجزاً عن تأليفها بسبب الانقسام، وتالياً إهدار مغزى ترشحه للمنصب ومغزى فوزه وحلفائه في الانتخابات. يعكس ذلك مقدار تريّثه، واكتفاءه بطرح عناوين عامة وشعارات لا يتوقع بسهولة الاتفاق حولها مع المعارضة، وخصوصاً ما يتصل بموقفها من الضمانات التي تطلبها لسلاح حزب الله. 2 ـــــ بعد إعادة انتخاب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ببهورة مشهودة، والمواقف الأخيرة لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، فإن لبنان مرشح مجدّداً كي يكون ساحة نزاع إقليمي، نتيجة هذين التطورين اللذين يقفان عقبة في طريق الخطة الأميركية للحوار مع إيران وسوريا وإطلاق جهود جديدة للسلام في المنطقة. ذلك أن إيران ستتشدّد في حوارها المرتقب مع واشنطن التي راهنت على تغيير في الرئاسة الإيرانية يفتح باباً عريضاً على حوار مجد، ممّا يضاعف احتمالات مواجهة ستجد أحد أسلحتها في لبنان من خلال حزب الله. ولعلّ تهئنة الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله لمرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي ولنجاد، وفحوى العبارات التي انطوت عليها، خير تعبير عن تعلّق الحزب بالجمهورية الإيرانية كعضد ديني وعقائدي وسياسي، وكدور في المنطقة، من غير أن يوجد فاصلاً حقيقياً بين بنوّة الحزب لهذه المرجعية الدينية وحساسية الوضع اللبناني وتأثره بالنزاعات الإقليمية وانفجارها على أراضيه. كانت البرقية أقرب إلى فائض قوة يمثّلها حزب الله في لبنان، وعلى أرضه، حيال أي اختبار تريده الجمهورية الإسلامية أو تتعرّض له. وليس سرّاً القول إنه وجد إعادة انتخاب نجاد حدثاً أهم من خسارة المعارضة اللبنانية انتخابات 7 حزيران. 3 ـــــ يختبئ الموالون والمعارضون وراء انتخابات رئاسة المجلس، كي يحجبوا مواقفهم ممّا يتوقعونه لتأليف الحكومة، في ضوء غموض يحوط بخيارات أقطابهم وتريّثهم حيال التطورات الإقليمية. فانتخاب الرئيس نبيه برّي للمرة الخامسة رئيساً للبرلمان بلا شروط، يلاقيه واقع موازٍ هو ترشّح الحريري لرئاسة الحكومة. كلاهما خيار محسوم خارج المناورات والألاعيب المتبادلة. وبرّي ليس في وارد الخوض مع بعض الأفرقاء المسيحيين في الموالاة كالرئيس أمين الجميل وسمير جعجع في شروط تزكية ترشيحه، سواء اقترعت له كتلتاهما أو لا. وزواره يسمعونه يؤكد أن الدستور والقوانين وحدها ترعى صلاحيات رئيس المجلس ومهماته في ما يقوم به أو يحجم عنه. على نحو مماثل يترشح الحريري لرئاسة الحكومة مدركاً ثابتتين لا يستطيع أحد زعزعتهما: لا قيود مسبقة على المرشح لرئاسة الحكومة لأن تسميته ومن ثم تكليفه مطلقان، ولا مدة محدّدة للتكليف حتى تبصر الحكومة الجديدة النور. لكن التسليم برئاستي برّي والحريري يخفي مشكلة مفتوحة على أزمة حكومية هي التعارض الحاد بين قوى 8 و14 آذار حيال نظرة كل منهما إلى المشاركة في الحكم. وحيال رفض الموالاة إعطاء الثلث الزائد واحداً، تتمسّك المعارضة بضمانات تعكس إصراراً يمثّل ـــــ بالنسبة إلى حزب الله خصوصاً ـــــ الضمان الفعلي لحماية سلاحه، وإدارة الحكم بتوافق مسبق يعني الاتفاق خارج مجلس الوزراء على ما يعرض عليه لاحقاً. بل يذهب أقطاب معارضون إلى القول إنهم لا يثقون بالضمانات الشفوية بشهادة تجربتهم مع حكومة الأكثرية عام 2005 عندما سارعت إلى المطالبة بتنفيذ القرار 1559، ولا بالبيان الوزاري لتلك الحكومة الذي حمل الرئيس فؤاد السنيورة عام 2006، ثمن عودة الوزراء الشيعة عن اعتكافهم، على الإعلان في البرلمان أن المقاومة ليست ميليشيا.
- صحيفة الأخبار جان عزيز: نظريّة المؤامرة من باريس: حزب اللّه وسوريا ربحا خسارة المعارضة في باريس، القضية محسومة: سوريا وحزب الله قصدا تجنّب الفوز في الانتخابات. ونجحا في قصدهما وفي... الخسارة. أهل باريس، فرنسيّون ولبنانيّون، دبلوماسيّون وخبراء ومهتمّون، يلهجون بالقضية، ويعلنونها. ومن دون سؤال عن اللماذا، أو &laqascii117o;الكيف"، ينطلقون في عرض الحيثيات: أوّلاً حزب الله، لماذا قصد تجنّب الفوز؟ يقول أحد الخبراء الفرنسيين في شؤون الحركات الإسلامية في المنطقة، إنها ثابتة لدى هذه الحركات، في الرغبة في البقاء خارج الحكم. وحدها المعارضة تعطي الإسلام الحركي ديناميته. يضاف إلى هذه الثابتة، أن كل تجارب الإسلام الحركي مع الوصول إلى الحكم، لم تكن مشجّعة. لا بل أدت إلى صدامات، من النوع الذي لا يفتعله قصداً هذا الإسلام. في الجزائر، وفي فلسطين. في تركيا أدى الفوز إلى تغيير بنيوي في حقيقة هذا الإسلام. طبعاً إيران وحدها تظل استثناءً، لكنه استثناء غير قابل للتصدير... وخصوصاً إلى لبنان. بعد هذه الثابتة المبدئية، هناك الواقع اللبناني. الحكومة اللبنانية ستكون على مواعيد مع استحقاقات مفصلية: التفاوض مع إسرائيل، التوطين (هذا الكلام قبل خطاب نتنياهو)، انهيار الوضع النقدي، إلّا إذا استمرت حركة التحويلات الخارجية بمعدل نحو عشرة مليارات دولار سنوياً... ما يعني ازدياد الارتهان وتعميق المأزق الإلزامي. كل هذه الاستحقاقات، يفضّل حزب الله عدم مواجهتها، وبالتأكيد عدم تحمل المسؤولية في التقرير فيها. ثم هناك الجانب الإقليمي، فحزب الله يظل يعتبر الفتنة السنية الشيعية خطاً أحمر. يُخرق أحياناً، تصير مناوشات عند بعض نقاطه، تُسجّل توغلات مباغتة وصاعقة داخله، مثل أحداث 7 أيار... لكن العودة واجبة سريعاً إلى حدود هدنة &laqascii117o;وحدة الأمة"، وإلى موجبات البحث عن جوامعها، وفي طليعتها فلسطين. وفي الجانب الإقليمي، يعتقد أهل باريس أن اعتبارات حزب الله تلحظ، ولو في شكل ذاتي، حسابات &laqascii117o;الفتحة" الأميركية الإيرانية البادية، ومقتضياتها، وعدم تحمل مسؤولية إقفالها أو إجهاضها. لكل هذه الأسباب، قصد حزب الله تجنب الفوز. تبقى &laqascii117o;الكيف"؟ كل ما عُدّ هفوات أو أخطاءً جانبية، أو تسرعاً في الخطاب أو الأداء، يراه الباريسيون مقصوداً. لا يمكن حزب الله، وخصوصاً على هذا المستوى من القيادة، أن ينزلق سهواً أو عفواً أو جهلاً إلى تلك الأخطاء. الأمثلة باتت معروفة ومكررة: اليوم المجيد، التأكيد على استمرار التسلّح، الإطلالات الإعلامية المكثفة و&laqascii117o;الطارقة"... هل كان الشارع الشيعي في حاجة فعلاً إلى هذه التعبئة ليقترع؟ أم أن الأمر كان تعبئة مقصودة للشارع المضاد؟ أما كان للشيخ نعيم قاسم أن يؤجل قراره الاستمرار في التسلّح أسبوعاً؟ يسأل الباريسيون. حتى كلام نجاد عن تغيير وجه المنطقة في حال فوز المعارضة اللبنانية، تضعه &laqascii117o;نظرية المؤامرة الباريسية"، ضمن الخانة نفسها: كيف رُكِّب السؤال للرئيس الإيراني؟ هل يُعقل أن يكون السائل بعيداً عن أجواء معينة؟. لا مجال للجدال في باريس مع هذه النظرية المتبناة. نقطة واحدة يمكن البحث فيها: ميشال عون. بالتأكيد، يقول الباريسيون، لم يكن حزب الله ليضحي بزعامة حليفه المسيحي الأقوى والأول. هذه ثابتة. لذلك، كانت الحسابات دقيقة جداً، في تجنّب الفوز، من دون الوقوع في نزع موقع الزعامة المسيحية الكبرى عن الجنرال. هل نجحت المعادلة؟ الجواب متروك لمرحلة الاستحقاقات النيابية والحكومية المقبلة...
- صحيفة الأخبار حسن عليق: ملف التجسّس آخر معارك باسيل والمعلومات ابتداءًَ من تموز المقبل، تصبح اتصالات اللبنانيين خاضعة بالكامل لرقابة &laqascii117o;الأخ الأكبر". فالمرحلة الأولى من غرفة التحكم والمراقبة التي أنشأتها وزارة الاتصالات ستكون جاهرة قبل نهاية الشهر المقبل، بحسب وزير الاتصالات جبران باسيل. وسيسمح المركز للأجهزة الأمنية بالتنصت على 360 خطاً هاتفياً خلوياً في الوقت نفسه، وبالاستماع لآلاف الهواتف في الشبكة الثابتة. وعندما يباشر الأمنيون عملهم في المركز الذي سيكون تابعاً لوزارة الداخلية، سيُقفَل بابٌ لخلاف سياسي أخذ حيّزاً واسعاً من النقاش خلال السنة الماضية. فوزير الاتصالات جبران باسيل اعترض على آلية عمل الأجهزة الأمنية (فرع المعلومات تحديداً) في قطاع الاتصالات، واستدعت &laqascii117o;انتفاضته" طرح الملف على طاولة مجلس الوزراء الذي أقر آلية ينبغي على الأجهزة الأمنية الالتزام بها للحصول على البيانات اللازمة لعملها. لكن إنشاء المركز الذي يراه باسيل &laqascii117o;أفضل إنجاز له خلال وجوده في الوزارة" لم يحل دون &laqascii117o;مناوشة" يبدو أنها ستكون خاتمة الخلاف بين الوزير الشاب وبعض الأمن في لبنان. فإلى أن يبدأ مركز التحكم عمله، تبقى ساريةً الآلية التي أقرها مجلس الوزراء، والمتمثلة بإرسال طلبات الحصول على البيانات الهاتفية إلى وزارة الاتصالات عبر رئاسة الحكومة بعد وزارتي الداخلية والدفاع، شرط أن تكون محصورة بعدد معيّن من الأرقام، وألا تتضمّن ما يمثّل مخالفة صريحة للقانون. ويؤكد مسؤولون في مديرية استخبارات الجيش وفرع المعلومات أن وزارة الاتصالات تلبي جميع الطلبات التي يرفعانها كل إلى وزارته. لكن استثناءً وحيداً برز في الآونة الأخيرة، عندما طلبت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي الحصول على البيانات الهاتفية المسجلة عام 2004، من أجل محاولة حسم عدد من فرضيات التحقيق مع الموقوف بجرم التجسّس ناصر نادر، وخاصة لناحية دوره في تنفيذ جريمة اغتيال القيادي في المقاومة الشهيد غالب عوالي في الضاحية عام 2004، أو لتحديد شركاء له. وأتى طلب المديرية بعدما أقفل نادر روايته عند مراقبة عوالي إلى ما قبل دقيقتين من اغتياله، نافياً أن يكون هو قد فجر العبوة الناسفة، فيما يعتقد المحققين أنه ضغط بنفسه على زر التفجير. وبعدما طلبت المديرية تزويدها بالبيانات المذكورة، رفض وزير الاتصالات إجابة الطلب بحجة أنه يحتاج لموافقة مجلس الوزراء، بحسب مسؤول كبير في المديرية.أما باسيل، فأكّد لـ&laqascii117o;الأخبار" أنه يلبي جميع الطلبات التي ترد إليه وفق الآلية التي أقرها مجلس الوزراء، مشيراً إلى أن الأجهزة الأمنية تستغل بعض التحقيقات لمخالفة القانون. بدوره، يبدو وزير الداخلية والبلديات زياد بارود، ولا سيما بعد كشف شبكات التجسّس، أكثر اقتناعاً من ذي قبل بجدوى حصول الأجهزة الأمنية على البيانات الهاتفية، شرط أن لا يكون في طلب الحصول عليها ما يخالف القانون، أو ما يتعدى على خصوصيات المواطنين.لكن المشكلة تكمن في أن قوى الأمن لم تطلب البيانات الخاصة برقم هاتف الموقوف فحسب، بل أرادت الحصول على كل البيانات المسجلة عام 2004. ورغم مخالفة الطلب المذكور للآلية المتبعة، فإن الأمنيين يبدون غير مقتنعين بوجهة النظر المنسوبة لوزير الاتصالات، وخصوصاً أنهم يرون في الأمر &laqascii117o;عقبة شكلية أمام معركة أمنية تخاض ضد الاستخبارات الإسرائيلية، وتتعلق بكشف جرائم كبرى". ويصر أحدهم على ضرورة الحصول على البيانات كاملة من دون أي إذن، ولا سيما أن هيئة التشريع والاستشارات في وزارة العدل رأت أن الاطلاع على البيانات لا يخالف قانون التنصت...