صحف ومجلات » مقالات وتحليلات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس 18/6/2009

- صحيفة النهار
علي حمادة:
قضية سامر حنا: فائض القتل !
بالأمس حكمت المحكمة العسكرية بإطلاق سراح قاتل النقيب الشهيد سامر حنا بكفالة10 ملايين ليرة لبنانية! قتل النقيب الطيار في الجيش اللبناني الشرعي فوق الجنوب بعيدا من الحدود قبل اقل من سنة، اي في آب 2008. لم يكن لبنان في حالة حرب، بل تحت مظلة القرار 1701. سلّم 'حزب الله' القاتل الذي قال انه ظن المروحية اللبنانية اسرائيلية في حين سأل قائد الجيش الاسبق ميشال عون عما كان يفعل النقيب حنا في اجواء سجد؟! اكتفت المحكمة العسكرية بشهادة القاتل المنتظم في ميليشيا مسلحة فأصدرت حكما سيدخل في باب الاجتهاد الذي يبنى عليه في المستقبل، بمعنى ان يجاز لـ'حزب الله' بالقتل غير المتعمد لجنود الجيش اللبناني. هكذا يصير مسلحو الحزب فوق القانون والبشر في لبنان، كل ذلك بذريعة 'مقاومة' لا يريدها معظم اللبنانيين. بالأمس أُطلق قاتل ضابط طيار في الجيش، وقبله مطلع 2008 عوقب جنود وضباط دافعوا عن مواقعهم في مواجهة اعتداءات مسلحة في مار مخايل، وفي ايار 2008 قتلت غزوات 'حزب الله' وحلفائه في بيروت والجبل والبقاع الاوسط والشمال عشرات المدنيين الذين ذهبت دماؤهم اهدارا تماما مثل دماء الزيادين، وشهيدي زحلة. وماذا بعد؟. مهما قيل في تبرير الحكم الذي اصدرته المحكمة العسكرية في حق القاتل، فإنه يوازي التبرئة. وهو معيب. وفيه دلالات تشي بالاستسلام امام قوى الامر الواقع. لا بل انه سيشجع مسلحين آخرين من رفاق القاتل المشار اليه على ارتكاب الجريمة تلو الاخرى من دون اي وازع. اكثر من ذلك، ان هذا الحكم سيكون بمثابة رسالة حاسمة موجهة الى كل جندي وضابط في المؤسسة العسكرية تفيده أن 'حزب الله' يمكنه الاعتداء على المدني والعسكري على حد سواء وسيبقى دائما خارج المساءلة والمحاسبة. تفيد تجارب الامم انه لا يمكن بناء جيش حقيقي تزرع فيه بذور الرعب والخوف من حالات لا شرعية مهما تكن الذرائع. وفي لبنان لن يمكن بناء جيش حقيقي في ظل الخوف من  'حزب الله' والاستسلام امامه. وحكم المحكمة العسكرية يدفع في هذا الاتجاه الخطأ. في السابع من حزيران وقفت اكثرية الشعب اللبناني الاستقلالية لتمنع مرور مشروع 'حزب الله'، وذهب الاستقلاليون الى الصناديق ليصوتوا لسلاح واحد هو سلاح الجيش، ولجيش واحد هو الجيش اللبناني. في السابع من حزيران قالت اكثرية الشعب كلمتها دعما للشرعية، والدولة، والقانون، وصوتت ضد 'حزب الله' في كل مكان... وانتصرت. في السابع من حزيران ارادت اكثرية الشعب ان تبرز دعمها للشرعية، وان تمنحها القوة للصمود. كان هذا في السابع من حزيران، اما في السادس عشر من حزيران فقد اكتشفنا اننا كنا واهمون. وان 'فائض القتل' الذي اخذ في دربه سامر حنا لا يزال يزرع الخوف في نفوس كنا نظنها اقوى من الخوف!.
- صحيفة السفير
خليل حرب:
مقرر المحكمة روبن فنسنت في مهمته الأخيرة في لبنان : تمويل العام 2010 ومذكرة تفاهم حول المكتب الميداني
مهمتان أعلنهما مقرر المحكمة الدولية الخاصة بلبنان روبن فنسنت في بيروت امس، قبل ايام من سريان استقالته رسميا: الاولى الاعلان عن تأمين تمويل المحكمة للعام 2010، والثانية توقيع &laqascii117o;مذكرة تفاهم" مع وزارة العدل اللبنانية تتعلق بطبيعة ونشاط &laqascii117o;المكتب الميداني" التابع للمحكمة في بيروت. لم يشف فنسنت غليل السائل عن سبب استقالته المفاجئة التي اعلنها منذ اسابيع والتي تسري بنهاية حزيران الحالي مثيرة الكثير من التكهنات في بيروت. قال باقتضاب في دردشة مع &laqascii117o;السفير"، انه سيزور بلاده بريطانيا لفترة وجيزة، ثم يضع نفسه بتصرف الامم المتحدة لتولي أي مهمة توكلها اليه، معتبرا انه من الطبيعي ان المرء يمكن ان يشعر بارتياح او بعدم ارتياح في المكان الذي يعمل فيه، وعلى هذا الاساس يقرر ما اذا كان سيستمر او سيرحل. وفي لقاء مع صحافيين في فندق فينيسيا، اشار فنسنت الى انه وصل للتو من نيويورك، قائلا &laqascii117o;يسرني ان ابلغكم ان الدعم المالي للمحكمة للعام 2010، قد صار متوفرا وهو يبلغ 65 مليون دولار".  وقال فنسنت انه سعى للحصول على التمويل من الدول المتبرعة على اساس تقديراته الخاصة التي تحتمل الصواب والخطأ، بان العام 2010 سيكون عام النشاطات الفعلية للمحكمة، مشددا على ان دوره ومحادثاته في نيويورك ليست سياسية وانما مرتبطة بتشجيع توفير التمويل للمحكمة. اما المهمة التي يمكن وصفها بانها الانجاز الاخير لمقرر المحكمة، فقد تمثلت باعلانه عن التوصل الى &laqascii117o;مذكرة تفاهم" مع وزارة العدل لترتيب وشرعنة وجود &laqascii117o;المكتب الميداني" التابع للمحكمة الخاصة بلبنان في بيروت. ورداً على سؤال من &laqascii117o;السفير"، قال فنسنت ان موظفي المكتب سيتمتعون ب&laqascii117o;حصانة دبلوماسية" لتسهيل وحماية العمل الذي سيقومون به في لبنان. وشدد على ان مذكرة التفاهم التي سينشر نصها خلال ايام على الموقع الالكتروني للمحكمة، &laqascii117o;ادارية" الطابع مرتبطة بمقر المكتب والعاملين فيه ونشاطهم وعلاقتهم بالسلطة اللبنانية واجراءات حمايتهم. وحرص فنسنت على التشديد ان مذكرة التفاهم هذه، لا علاقة لها بتاتا بمذكرة التفاهم التي من المفترض ان يوقعها المدعي العام للمحكمة دانيال بلمار مع السلطات القضائية اللبنانية في المرحلة المقبلة. ورداً على سؤال حول التسريبات التي نشرتها صحيفة &laqascii117o;دير شبيغل" الالمانية التي قالت انها استندت في معلوماتها على وثائق رسمية للتحقيق اطلعت عليها، قال فنسنت انه يلتزم بالموقف الذي اعلنه مكتب المدعي العام بلمار برفض التعليق على &laqascii117o;تكهنات". وقال فنسنت &laqascii117o;لا يمكننا وقف الناس عن التكهن. لكن يجب وقف التسريبات"، مشيرا الى ان القيمين على التحقيق وعمل المحكمة معنيون فقط بما اذا كانت التسريبات تمت فعلا من خلال دائرة محددة من مسؤولي المحكمة الدولية الخاصة. وتابع انه من المهم ان تحافظ المحكمة على السرية، وهو موقف لا علاقة له بفكرة &laqascii117o;حجب المعلومات" عن الرأي العام، وانما حفاظا على مسار العدالة والتحقيق. والتزم فنسنت بتعبير رفض &laqascii117o;التكهنات" عندما الح عليه الزملاء بسؤال عن سبب امتناع بلمار عن نفي ما اوردته &laqascii117o;دير شبيغل" والذي كان من شأنه احتمال ان يثير اعمال عنف تعرض حياة اللبنانيين للخطر. واشار مقرر المحكمة الى ان المدعي العام يرفض التورط في تجاذبات حول صحة &laqascii117o;تكهنات" او عدمها. وسألته &laqascii117o;السفير" عما اذا كان يعتبر الان، مع انتهاء مهمته وجهوده طوال عامين لانشاء المحكمة وتعزيز مصداقيته، ان قضية الضباط الاربعة، قد أثرت على ذلك، فقال انه &laqascii117o;فخور بفعالية" المحكمة حول هذه القضية حيث انها ما ان تسلمت الملف من السلطات اللبنانية حتى بادرت الى اتخاذ الموقف الذي اعتبرته مناسبا في مثل هذه الحالة، وهو يدرك ان ردود الفعل على ما جرى تراوحت ما بين تأكيد اطراف ان ذلك يعزز مصداقية المحكمة، او اعتبار الاطراف الاخرى ان القرار المتخذ لم يكن يعكس اية خلفيات سياسية، متمنيا ان يكون عمل المحكمة في السنوات المقبلة شفافا.
- صحيفة النهار
خليل فليحان:
تقرير عن تطبيق الـ 1701 آخر الشهر.. لبنان يكرّر مطالبته مجلس الأمن بإعلان وقف النار مع إسرائيل
تقرير نصف سنوي جديد يتوقع طرحه على مجلس الامن نهاية الشهر الحالي ينظر في الجهة التي أخلت في تنفيذ البنود المتبقية من القرار 1701 ويأخذ في الاعتبار الملاحظات التي يتبلّغها ممثل الامين العام للامم المتحدة لدى لبنان مايكل وليامس خلال الجولة التي يقوم بها على المسؤولين المعنيين واستمزاج رأي بعض قادة الاحزاب والتيارات وهذا هو الجزء السياسي من التقرير الذي يعده على ان يضاف اليه الجزء العسكري اي الحوادث الميدانية التي تحصل مع عناصر 'اليونيفيل ' وما اذا كانت هناك اعاقات تنفيذ والجهات المسؤولة عنها. ولم يحدد المجلس موعدا محددا بعد لعرض التقرير، ولكن يجب ان يكون قبل انقضاء حزيران الجاري . من أبرز ملاحظات الحكومة اللبنانية مماطلة المجلس في الاعلان عن وقف النار بين لبنان واسرائيل على رغم مرور نحو ثلاث سنوات على وقف الحرب الاسرائيلية التي شنت عام 2006 على معظم اراضيه وتصدي الجيش و'حزب الله' لها واكتفاء المجلس بتكرار صيغة وقف العمليات العدائية على رغم معالجة الاسباب التي أدت الى نشوب الازمة وفقا لما ورد في ديباجة القرار 1701، بما في ذلك إطلاق الجنديين الاسرائيليين المختطفين على أيدي مقاتلين من الحزب. وسلم رفاتهما الى السلطات الاسرائيلية، كما أفرج عن السجناء اللبنانيين في المعتقلات الاسرائيلية، وستكرر الحكومة مطالبتها، ولكن ليس مؤكدا ان يتجاوب المجلس معها.من جهة اخرى، نفذ البند الاول من القرار وهو وقف العمليات القتالية من كلا الطرفين المتقاتلين وكذلك البند الثاني منه ونشر الجيش اللبناني وانسحاب الجيش الاسرائيلي من الاراضي اللبنانية التي دخلها بعد اندلاع القتال. أما البند الثالث المتعلق بالسلاح الشرعي فمحصور بيد السلطات العسكرية والامنية في جميع المناطق باستثناء بعضها وعلى وجه التحديد في الجنوب حيث ترابط قوات 'حزب الله' تحسبا لاي طارئ. أما البند الخامس فيمكن اعتباره في معظمه مطبقا لجهة الاستقلال السياسي وصون السيادة وسلامة الاراضي باستثناء ما تحتله منها اسرائيل.أما البندان 6 و7 فنفذا وليسا مطروحين للبحث ومتعلقان بعودة اللبنانيين الذين اضطروا الى ترك منازلهم من جراء الاعتداءات الاسرائيلية.وأفادت مصادر ديبلوماسية ان منطقة الجنوب آمنة ولم تشهد اي صدام منذ نهاية الحرب في تموز 2006 بفضل التعاون والتنسيق الوثيق بين قيادتي الجيش في الجنوب وقيادة 'اليونيفيل'. ولفتت الى ان القضايا العالقة في تنفيذ القرار 1701 عديدة، منها إتهام الامم المتحدة بتسريب الاسلحة من الاراضي السورية الى الاراضي اللبنانية، والسلطات المختصة ترد بأن قوة الجيش المنتشرة على الحدود مع سوريا لم تضبط اي اسلحة مدى الثلاث سنوات الماضية . اما اسرائيل فهي التي تزعم أن ثمة تسريبا للأسلحة بدون تقديم الوثائق التي تؤكد إمرار السلاح عبر الحدود المشتركة، اضافة الى إتهام المنظمة الدولية بأن الحزب لا يزال يحتفظ بسلاحه ولم ينفذ القرار 1559 الذي تكرر جوهره في القرار 1701، فيما الحكومة ترد ان موضوع هذا السلاح يحل على طاولة الحوار الوطني. وقد طرح منذ سنة ولم يحصل اي تقدم نهائي حوله. كما ان القوة البحرية التابعة للقوة الدولية أحكمت سيطرتها على الشواطئ ومنعت تهريب الاسلحة الى لبنان من طريق البحر. أما بالنسبة الى ترسيم الحدود مع سوريا الذي نص عليه القرار 1701 فلم يباشر بعد على رغم ان مجلس الوزراء قد شكّل لجنة لهذا الغرض برئاسة الامين العام لوزارة الخارجية والمغتربين بالوكالة السفير وليم حبيب. وذكرت ان تنفيذ القرار 1701 يغني عن معاودة المفاوضات مع اسرائيل المجمدة منذ عام 1993 لا سيما ما هو متعلق بانسحاب قواتها المسلحة من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ومن شمال بلدة الغجر، وهذه مسؤولية مجلس الامن والدول الممثلة فيه سواء في شكل دائم أم غير دائم.
- صحيفة السفير
نبيل هيثم:
&laqascii117o;ضمانات" الحريري لسلاح &laqascii117o;حزب الله" تحرج الملوِّحين بقميصه... مسيحيو &laqascii117o;14 آذار" مع &laqascii117o;إشراك" المعارضة بالحكومة .. لا شراكتها
لم يتخيـّّل أيّ من مسيحيي &laqascii117o;14 آذار" أن يلقي مسلمو &laqascii117o;14 آذار" كرة التهدئة بهذه السرعة في اتجاه قوى المعارضة التي تلقفتها بإيجابية. فمسيحيو &laqascii117o;14 آذار" أعدوا العدة لاستثمار الفوز الانتخابي الى أبعد مدى ممكن، وأراد هؤلاء جني الثمار السياسية وفق معادلة &laqascii117o;الرابح ومكتسباته والخاسر وتنازلاته"، بمعزل عن المعادلات والاعتبارات الداخلية وتوازنات التركيبة اللبنانية. وتتناغم هذه المعادلة مع النظرية المثيرة التي أطلقها البطريرك الماروني نصر الله صفير عن أكثرية تحكم وأقلية تعارض. ومن هنا كانت نظرة مسيحيي &laqascii117o;14 آذار" إلى انتخابات رئاسة المجلس النيابي على أنها أولى محطات الاستثمار وتحديد او فرض المواصفات وإملاء الشروط على المرشح، وقد تم تظهير ذلك علنا. ومن ناحية ثانية تطلـّع هؤلاء الى الاستحقاق الحكومي لترجمة معادلة الربح والخسارة بما يقزم مبدأ &laqascii117o;شراكة" المعارضة في الحكومة، الى &laqascii117o;اشراك" المعارضة فيها، دون بلوغ الثلث الضامن. ولكن هؤلاء اصطدموا برياح التهدئة المعاكسة، فبدل ان ينصرفوا الى احتفالات الفوز، وجد مسيحيو &laqascii117o;14 آذار" انفسهم في مواجهة اسئلة قلقة تحوم حول مصيرهم وموقعهم وحجمهم في المرحلة المقبلة، فرضتها ايجابية سعد الحريري ووليد جنبلاط في اتجاه المعارضة، وما رافق هذه الايجابية من &laqascii117o;رغبة" أبداها الحريري بما هو أبعد من مساكنة او تعايش مع المقاومة، بل لإحياء &laqascii117o;ثنائية" كانت قائمة بين &laqascii117o;حزب الله" والرئيس الشهيد رفيق الحريري وتطويرها الى ما هو اعمق. هذا التطوّر في موقف الحريري، وقبله جنبلاط، وقع ثقيلا على مسيحيي &laqascii117o;14 آذار"، وخصوصا عندما قرن الحريري رغبته تلك، بالحديث عن الضمانات للمقاومة وسلاحها، وأكثر من ذلك قوله &laqascii117o;فليكتبوا ما يشاؤون في البيان الوزاري حول هذا الأمر"، وهنا كانت صدمة مسيحيي &laqascii117o;14 آذار" واضحة، لا بل محرجة، ولا سيما ان بعض هؤلاء كان ما يزال يلوح بقميص السلاح، وفي اللحظة التي كان يتحدث فيها الحريري عن الضمانات!. الواضح ان مسيحيي 14 آذار وقعوا في الإحراج، وعلا الصراخ والانتقاد في بعض مجالسهم وكلام عن خيبة أمل وإحباط، &laqascii117o;فهذا الامر ـ والكلام منسوب هنا الى قيادي بارز ادلى به في احد الصالونات، قدم على طبق من ذهب فرصة لكل الناس، وخصوصا الجنرال ميشال عون للاستخفاف بنا والتمريك علينا، فقد ظهرنا بلا وزن وكملحقين بلا قرار". على ان المثير في هذا السياق هو ان الكلام المستور، خرج من الصالونات برغم التمنيات التي ابديت من مقامات اكثرية بالتوقف عن التلويح بقميص السلاح وعدم التشويش او مناقضة طرح زعيم &laqascii117o;14 آذار". وبرز هنا انفعال امين الجميّل الذي شن هجوما عنيفا على سلاح حزب الله، ما يحمل الى السؤال التالي: هل هذا الهجوم موجه ضد &laqascii117o;حزب الله" ام ضد الحريري؟. في اعتقاد مصادر سياسية واسعة الاطلاع ان ايجابية الحريري هي الوليدة الطبيعية للتوافق الاقليمي، الذي اسقط بين ليلة وضحاها السقف العالي للخطاب السياسي والمذهبي والتعبوي الذي ساد في الانتخابات وما قبلها، واستبدله بخطاب لا سابق له في اللطف والإيجابية والتودد من الاطراف جميعا، والذي يرسم في ما يبدو الطريق حاليا الى حكومة الوحدة الوطنية القائمة على الشراكة الكاملة، وهنا تكشف المصادر عن مشاورات تجري على اكثر من صعيد لبلوغ &laqascii117o;الصيغة التوافقية" بدءا من انتخابات رئاسة المجلس النيابي التي باتت محسومة للرئيس نبيه بري وصولا الى حكومة سعد الحريري قريبا. واللافت للانتباه ان &laqascii117o;الثلث الضامن" يتم تداوله كثيرا ضمن هذه المشاورات. وبناء على هذه المشاورات، تبدي المصادر اعتقادها، أن التصعيد الملحوظ من قبل بعض مسيحيي 14 آذار سواء بالنسبة إلى رئاسة المجلس وطرح شروط تقييدية للرئيس (بري) او بالنسبة الى رفض الثلث الضامن للمعارضة وتجييره لرئيس الجمهورية، محاولة واضحة من قبل هؤلاء للدخول على خط المشاورات الجارية من تحت اقدامها، ومن هنا تنطوي مواقف بعض هؤلاء على محاولة تذكيرية تحت عنوان &laqascii117o;نحن هنا". ويتقاطع مع كلام المصادر المذكورة قراءة وضعها قطب وزاري مفادها: ان التوافق سيحكم المشهد السياسي على مدى المرحلة المقبلة وسيرتكز على سيبة الموالاة والمعارضة ورئيس الجمهورية، ومن الطبيعي وسط هذا التوافق الذي رسمته يد سحرية إقليمية، ان تدخل بعض الجهات المحلية ومن بينها مسيحيو 14 آذار، على الخط لحجز موقع، عبر محاولة التذاكي على هذا التوافق وطرح صيغ كالتي تقدمها بما يجعل رئيس الجمهورية هو الضامن، وبالتالي لا تعطي المعارضة الثلث الضامن. وهدفها يتخطى حجز الموقع إلى تعميق الخلاف بين المعارضة او بعضها وبين رئيس الجمهورية. 
- صحيفة النهار
رضوان عقيل:
بري يتمنّى تأليف الحكومة بـ'وقود محلّي'
بعد تدقيق رئيس مجلس النواب نبيه بري في الارقام التي حصدتها لائحته المتحالفة مع 'حزب الله' في دوائر الجنوب، يرى ان ما تحقق فيها اشبه باستفتاء، وخصوصا الزهراني، وأعزّ الاصوات عليه تلك التي نالها من الناخبين المسيحيين والسنة. ولم تبخل عليه البلدات الشيعية، فحصل على 97 في المئة من اصوات المقترعين في الصرفند. ولا يخفي انزعاجه من موجات 'تسونامي الطائفية' في الانتخابات الاخيرة، وهو يلتقي هنا مع رئيس 'اللقاء الديموقراطي' النائب وليد جنبلاط الذي تحدث عن 'عصبيات واجهت عصبيات' على الرغم من التأييد والتهليل المحلي والعربي والدولي لهذا الاستحقاق. ويبدو ان بري ليس مستعجلا على تشكيل الحكومة والدخول في تقسيم حقائبها بين فريقي الاكثرية والاقلية. وهذا ما عبر عنه بعد لقائه الرئيس سليمان امس، بقوله 'ان كل شيء عندما نصل اليه نصلي عليه'. ويتمنى ان يحصل اعداد الحكومة في المطبخ اللبناني بـ'وقود محلي' والا 'لا بد من تدخّل س. س. في ظل المناخات الايجابية بين البلدين'... وخيمت مواقف رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو على محاور جلسة بري وسيسون وانعكاسها السلبي على عملية السلام والدولة الفلسطينية وخطر التوطين.وسألته عن رؤيته لـ'تركيب' مقاعد الحكومة فأجابها: 'لننتظر اولا تكليف رئيسها، وسبق ان اعلنت تأييدي الكامل للنائب سعد الحريري لهذه المهمة'....
- صحيفة الشرق الأوسط
وليد أبي مرشد:
لبنان.. وأحمدي نجاد الثاني
انتخابات الرئاسة في إيران كانت أحدث مثال على مقدرة الثيوقراطية الإيرانية على تشديد قبضتها على السلطة في طهران بواسطة آلية &laqascii117o;ديمقراطية" هي الانتخابات.. طبعا على الطريقة الإيرانية. أما من يتهم ثيوقراطيي إيران &laqascii117o;بتدبير" النتائج الانتخابية فما عليه إلا أن يتذكر أن كل العمليات الانتخابية في إيران، وليس انتخابات الرئاسة فقط، &laqascii117o;مدبرة" من أساسها طالما يستمر مجلس صيانة الدستور متمتعا بصلاحية استنسابية مطلقة في قبول أو رفض ـ مسبقا ـ أي اسم مطروح للترشح لأي استحقاق انتخابي. ولكن أن يحصد الرئيس أحمدي نجاد في هذه الانتخابات نسبة من الأصوات تصل إلى 62.6 بالمائة مقابل 33.7 بالمائة لخصمه مير حسين موسوي.. نتيجة لا تنافسه عليها سوى انتخابات دائرة بنت جبيل الأخيرة في جنوب لبنان (49852 صوتا لأول الفائزين مقابل 616 صوتا لأول الخاسرين).على خلفية تظاهرات الاحتجاج الشعبية الواسعة والعنيفة لنتائج انتخابات الرئاسة الإيرانية، يبدو حجم فوز أحمدي نجاد أقرب إلى وصف المقولة الانكليزية المعروفة: Too Good To Be Trascii117e (أروع بكثير من أن تكون حقيقية) مما هو إلى الواقع السياسي في إيران. من هنا يبدو لافتا أن يسارع الأمين العام لحزب الله اللبناني، السيد حسن نصر الله، وللمرة الأولى في تاريخ علاقته بالنظام الإيراني، إلى تهنئة الرئيس المنتخب قبل &laqascii117o;تنفيذ" هذه الرئاسة، فقد جرت العادة أن لا يقدم الحزب تهانيه إلا بعد صدور شهادة مجلس صيانة الدستور وحكم المرشد الأعلى بالنتيجة الرسمية للانتخابات، الأمر الذي لم يحصل لأحمدي نجاد هذه المرة. وقد تكون المفارقة الواجب ذكرها على هذا الصعيد أن المرشح المهزوم في انتخابات الرئاسة، مير حسين موسوي، يعتبر &laqascii117o;الأب الروحي" لحزب الله اللبناني، فهو من أشرف على تأسيسه في الثمانينات وهو أيضا من اختار كوادره القيادية آنذاك. لذلك، تثير لهفة حزب الله على تهنئة أحمدي نجاد بالرئاسة، قبل &laqascii117o;تثبيت" شرعية انتخابه رسميا، أكثر من تساؤل، ليس فقط على خلفية إشكالات انتخاب نجاد بل أيضا على خلفية العلاقة القائمة بين الطرفين والتي لا يمكن وصفها بالحميمة. وإذا جاز الاستطراد في هذا السياق، يصح التساؤل عن مستقبل علاقة حزب الله اللبناني بالرئيس أحمدي نجاد بالذات إذ أن المعروف عن نجاد حرصه على نسج علاقة &laqascii117o;استئثارية" مع حلفائه فهو، على سبيل المثال، طالب &laqascii117o;الحركة الجعفرية" في باكستان بقطع علاقاتها بأي جهة أخرى غيره، كما دعا جماعة &laqascii117o;هزاره" في أفغانستان إلى الالتزام بالسلوك نفسه. ربما اشتراط الرئيس أحمدي نجاد على حلفائه في الخارج علاقة استئثارية خالصة يعود إلى رؤيته لمتطلبات مواجهاته الخارجية مع &laqascii117o;الأعداء" فهو يعتبر انه يخوض لعبة شطرنج إقليمية ودولية مع الولايات المتحدة همّه الأول فيها السيطرة على كل &laqascii117o;أحجارها" لاستعمالها بيادق في المواجهة – لا مجرد التحالف معها. والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل يقبل حزب الله اللبناني بأن يتحول لبنان إلى أداة يحركها أحمدي نجاد في مواجهاته مع إسرائيل والولايات المتحدة وأحيانا الأسرة الدولية برمتها؟ وإذا كان الحزب لا يمانع بعلاقة من هذا النوع، فذلك يطرح تساؤلا آخر هو: على أي قاعدة سترسو علاقة حزب الله بحليفه الآخر، سورية، خصوصا إذا صحّ ما يتردد عن &laqascii117o;فتور" في علاقة النظام السوري بنظام الرئيس أحمدي نجاد، وهو فتور مرشح لأن يتحول إلى برودة في حال نجاح إدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، في إعادة إطلاق مفاوضات السلام غير المباشرة بين سورية وإسرائيل تمهيدا للتوصل إلى سلام شامل في المنطقة. في هذه الحالة، منطق التطور المحتمل للأمور يوحي بأن علاقة حزب الله اللبناني مع سورية ستكون مرشحة للاهتزاز إن لم يكن للتشنج، وأن وتيرة تدخل إيران بالشأن اللبناني ستكون مرشحة للاتساع.. واستطرادا، أن مواقف حزب الله من الشأنين المحلي والإقليمي ستكون مرشحة لأن تكتسي المزيد من &laqascii117o;الثورية".
- صحيفة البلد
علي الأمين:
الجمهورية الإسلامية الثانية
فوز الرئيس احمدي نجاد بنسبة تقارب الـ 64 في المئة من اصوات الناخبين الايرانيين، يدرج في اطار الفوز الساحق الذي يفترض ان يكم افواه الخصوم، بسبب هذه النسبة العالية التي نالها، وتفوقه على اقرب منافسيه مير حسين موسوي بما يقارب 41 الـ مليون مقترع. لكن حجم الاعتراض الشعبي في ايران واستعادته مشهد التظاهرات المليونية، التي شهدتها ايران عشية الثورة الاسلامية بقيادة الامام الخميني في العام، 1979 يعطي مبررا للاتهام الموجه الى السلطات المشرفة بالتزوير في هذه الانتخابات، وهو اتهام اجمع عليه منافسو احمدي نجاد في السباق نحو موقع رئاسة الجمهورية. على ان التزوير الذي يجري تداوله على السنة رموز التيار الاصلاحي وانصارهم في الشارع، لا يستند في جوهره الى صناديق الاقتراع واحتمال التلاعب بارقام الناخبين، بقدر ما ينطوي على تزوير يطال تدخل السلطات الدينية والعسكرية الرسمية لمصلحة احمدي نجاد، في وقت يفترض ان تقف على الحياد في هذا التنافس الانتخابي. لقد كان ترشيح مير حسين موسوي ودعمه من قبل التيار الاصلاحي وانسحاب الرئيس السابق محمد خاتمي من السباق الرئاسي باكرا لصالحه، خطوة مربكة للتيار المحافظ لانه مرشح اشكالي لا يملكون سلاحا فاعلا لمحاربته. وهذا دفع المرشد الاعلى السيد علي خامنئي للتدخل مباشرة واعلان دعمه لاحمدي نجاد خلال زيارة مفاجئة قام بها لاقليم كردستان المعروف بموقفه السلبي من الحكومة المركزية... ويعتقد العديد من المراقبين ان فترة رئاسة احمدي نجاد شهدت بشكل منهجي اقصاﺀ معظم القوى الاصلاحية الوفية لمنطلقات الثورة الاسلامية عن ساحة التأثير، وهو ما اسس لهذه الاندفاعة الشعبية لدى القوى الاصلاحية مدفوعة بالقلق على مستقبل ايران وتجربتها. لذلك تجاوز الامر كونه صراعا على الرئاسة الى صراع بين تيارين او بين نظريتين للنظام الاسلامي. حدود صلاحية ولاية الفقيه في الدولة الايرانية هو جوهر الصراع الذي يتحاشى اطرافه الاشارة اليه، لقد كان مفجر الثورة ومؤسس الدولة الامام الخميني شخصية استثنائية، استقطب التأييد والالتفاف الشعبي حوله، وقد نجح في ان ينأى بنفسه عن التدخل واستخدام صلاحياته الا في اللحظات الحرجة، فيما يتهم بعض الاصلاحيين المرشد الاعلى اليوم، بالانحياز لطرف دون آخر، والتدخل المباشر في عمل المؤسسات الدستورية والقانونية. ورمز المواجهة غير المعلن اليوم في التيار الاصلاحي رئيس مجلس تحديد مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني، كما هو في المقابل المرشد الاعلى علي خامنئي. ونشرت صحيفة 'يديعوت أحرونوت' قبل يومين ان اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية لا تعتقد ان التظاهرات تشكل اي خطر على النظام الايراني في المستقبل القريب.هذا الموقف الاسرائيلي الدقيق لا يعني ان ما يجري في ايران اليوم لا يحفر عميقا معالم الجمهورية الثانية في ايران.
- صحيفة السفير
ساطع نور الدين:
غيـاب الهـلال
أهم ما في الشرخ الداخلي العميق الذي كشفته نتائج الانتخابات الرئاسية الايرانية انه بدد اسطورة المشروع الامبراطوري الفارسي الذي كاد يتحول لدى بعض العرب الى كابوس ثقيل، يرسم سياساتهم ويحدد تحالفاتهم ويخدم الكثير من معاركهم الخاصة، ويعيد تقديم ايران بصورتها الحقيقية كدولة متواضعة ذات طموحات وطنية محددة، لا يمكن ان تؤدي الى ظهور هلال شيعي يمتد من طهران الى الضاحية الجنوبية لبيروت. الازمة التي فجرتها الانتخابات الرئاسية في ايران لا يمكن ان تعزى فقط الى تزوير النتائج، ولا يصح ان تندرج في سياق ذلك الصراع الداخلي بين الاصلاحيين والمحافظين. ثمة مجتمع حيوي يريد ان يعترف بحدود قوته ويغير جدول اعماله.. ويحرم خصومه من فرصة الانقضاض عليه وتعريضه لمخاطر جديدة تكمل بل ربما تفوق المخاطر التي واجهها في حرب الخليج الاولى مع العراق. والكلام الشائع عن ان جميع هؤلاء الخصوم، عربا واسرائيليين واميركيين وغربيين عموما، كانوا وما زالوا يفضلون بقاء الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في السلطة لاربع سنوات اضافية، يعبر عن موقف سياسي فعلي، وليس فقط عن خدعة اعلامية تهدف الى دعم منافسه الاصلاحي مير حسين موسوي.. لا سيما وان الجمهور الايراني ليس مكشوفا او ساذجا الى هذا الحد، ولا يحدد خياراته الانتخابية على اساس ما يتلقاه من الخارج. حتى اللحظة لم يسقط نجاد، لكنه لم يعد بإمكانه ان يوفر ذلك المبرر لاتهام ايران بانها صاحبة مشروع نووي عسكري سري، او انها حاملة طموح امبراطوري يتخطى شواطئ البحر المتوسط ليصل الى حدود المغرب العربي، في الوقت الذي يعرف الجميع انها تواجه تحديات اقتصادية واجتماعية خطيرة جدا، بل الاخطر منذ الثورة الاسلامية في العام 1979، وهي لا توفر لها الامكانات والمؤهلات حتى للدفاع عن نفوذها الطبيعي المسلم به ضمنا من قبل الاميركيين في افغانستان والعراق. صحيح ان ايران استفادت من الاحتلال الاميركي لهذين البلدين، لكن ذلك لم يوفر لها فرصة الدخول في شراكة حقيقية مع اميركا. ولعل هذا هو جوهر الخلاف بين واشنطن وطهران، الذي كان يفترض بالانتخابات الرئاسية الايرانية ان تحسمه كما سبق للانتخابات الرئاسية الاميركية ان حددت سقفه، وافسحت المجال امام حوار ينطلق من الاعـــتراف بحدود القــــوة الايرانية وبالاقرار بان المشروع الاميركي لا يمكن ان يستمر على اساس استعماري. لم ينته الطموح الايراني الخارجي، الذي كانت المؤسسة الدينية والامنية المحافظة تعتبر انه اقترب من قطف ثمار ما تم زرعه على مدى السنوات الاربع الماضية من عهد نجاد، لكن الازمة الداخلية تجعل من المستحيل على تلك المؤسسة ان تدعي ان موازين القوى مع خصومها في الداخل والخارج ما زالت تسمح لها بسد فراغات مفترضة خلفها الاميركيون وراءهم في اكثر من منطقة من العالمين العربي والاسلامي. كما تجعل من الصعب على هؤلاء الخصوم مواصلة التخطيط لتشديد الحصار على الشعب الايراني او حتى التفكير في شن حرب على ايران. وهو تحول استراتيجي في الوضع الدولي يشبه التغيير الاستراتيجي الذي صنعه الايرانيون قبل ثلاثين عاما. 
- صحيفة الأخبار
نقولا ناصيف:
طلبات الأسد من ميتشل: عودة السفير، رفع العقوبات، اتّصال مباشر مع أوباما
.. وبحسب ما كشفته معلومات مراجع رفيعة المستوى عن جوانب من مداولات الأسد وميتشل، في اجتماعي دمشق السبت الماضي (13 حزيران)، أنها تركزت على الآتي:
ـ توجّه الرئيس السوري بمجموعة طلبات من محاوره كان أبرزها ثلاثة:
ـ تعيين سفير أميركي جديد في دمشق وتسلمه عمله، بغية تطبيع العلاقات الديبلوماسية بين البلدين على هذا المستوى مذ سحبت السفيرة السابقة مرغريت سكوبي يوم 15 شباط 2005.
ـ إلغاء العقوبات الأميركية ضد سوريا والتي كانت قد اتخذتها الإدارة السابقة، وأعادت الإدارة الجديدة تأكيد مفاعيلها الشهر الماضي ابان الزيارة الثانية لفيلتمان لدمشق في 7 أيار، وعدّت قرارها يومذاك، كما تبلغته الخارجية السورية، إجراءً روتينياً ترك أثره على المحادثات التي أجراها فيلتمان مع المعلم.
ـ إعطاء دفع جديد للحوار الجاري بين البلدين في ظل الإدارة الجديدة، برفعه إلى مستوى أعلى من خلال حصول أول اتصال مباشر بين الرئيس باراك أوباما والأسد...
- صحيفة الأخبار
إبراهيم الأمين ــ غسان سعود:
سليمان المهاجم: الحسيني للدفاع وطبارة للعدل وبارود باقٍ
ظل الرئيس ميشال سليمان نقطة إشكالية حتى الانتخابات الأخيرة. حاولت المعارضة تحييده من خلال إقناعه بأنها قادرة على حماية موقعه من خلال تمثيلها المسيحي القوي، وحاولت الموالاة إغراءه بكتلة نيابية لم تعطه منها إلا بضعة أصوات. فكيف ستكون حاله والحكومة الجديدة؟ رفض رئيس الجمهورية ميشال سليمان نصيحة الرئيس نبيه بري بإعلان أن لا علاقة له بالانتخابات ترشيحاً واقتراعاً. كان مقرّبون من الرئيس يشيرون إلى أن المعركة لا تحتمل حتى هذه المهادنة، وأن موقع المقربين منه والمرشحين باسمه يحتاجون إلى كل صوت وكل عصبية، وأن أي كلام يصدر عنه قد يثبط عزيمة المناصرين وماكينتهم الانتخابية. وهو كان عصبياً عندما نقلت إليه انطباعات من معارضين ومن شخصيات محايدة، وكان واثقاً من أن تنظيم التحالفات في دائرة جبيل على وجه الخصوص، سيجعل ناظم الخوري على الأقل نائباً، وسيتاح له، أي الرئيس، الفوز بآخرين ولو كانوا حتى السادس من حزيران يعملون باسم 14 آذار. لكن الرئيس الذي جعلته نتائج الانتخابات يعيد النظر في الأمور قليلاً، لم يقرر الانسحاب، بل يبدو أنه قرر الهجوم والذهاب مباشرة الى المعركة على تأليف الحكومة. وهو يستمع من دون أن يأخذ بالكلام عن رغبة هذا الطرف أو ذاك في تعزيز موقع الرئاسة. لكن الكلام الكبير الذي قاله أقطاب 14 آذار طوال الحملة الانتخابية تبخر يوم الاقتراع نفسه، كما في البحث اللاحق في تشكيلة الحكومة.
أولاً: لا يخفي الرئيس عتبه على حزب الله وحتى على حركة أمل، وهو الذي كان يعتقد أن قسماً من قاعدة الثنائي الشيعي ستمنح كتلة من الأصوات الشيعية في دائرة جبيل، للمرشح ناظم الخوري، وكانت كافية له للفوز، ولكنه يبحث أكثر في الأسباب التي جعلت لائحة العماد عون تفوز في معركة بلدته عمشيت على وجه التحديد.
ثانياً: يبدو الرئيس عاتباً بقوة على قوى 14 آذار التي لم تقدم له عملياً ما كانت وعدت به كلامياً. وفي جبيل على وجه الخصوص، لا يزال أعضاء اللائحة المحسوبة على الرئيس يعتقدون أن النائب السابق فارس سعيد و&laqascii117o;القوات اللبنانية"، عمدا إلى تهريب أصوات من درب الخوري خشية أن يفوز وأن يسقط سعيد، وأن مقايضات جرت مع بعض الناخبين من قوى في 14 آذار لعدم التصويت إلا لسعيد، وأن الأخير كان محرجاً في أن تظهر صناديق قرطبا بفوارق كبيرة. لكن الرئيس يرى أن سعيد والآخرين لم يقودوا المعركة بوفاء وعدالة...تشير المعلومات الواردة من بعبدا، إلى أن سيد القصر سيترك حصته المارونية في يد الوزير زياد بارود الذي يفترض أن يبقى في الداخلية، ليبدأ الإعداد للانتخابات البلدية بعدما نجح في إنجاز الانتخابات النيابية، ويسعى مع تيار المستقبل لإيجاد وزير من الطائفة السنيّة، يحسب ضمن حصة الرئيس، ويحوز ثقة الموالاة والمعارضة على حد سواء، ويكون وزيراً للعدل، والترجيحات تشير إلى اسم النائب والوزير السابق الدكتور بهيج طبارة، ويستطيع المضي في متابعة لبنان رسمياً لملف المحكمة الدولية، تماماً كما يبحث في احتمال اختيار وزير شيعي، يحسب من ضمن حصته ويحوز ثقة حزب الله ولا يرى فيه فريق الموالاة خصماً، وينجح في تعزيز الانسجام بين وزارة الدفاع وقيادة الجيش وقيادة المقاومة ويتولى إدارة الحوار الوطني التفصيلي حول مشروع الاستراتيجية الدفاعية، تمهيداً لإيجاد حل يرضي جميع الأطراف. وهنا أيضاً يرجح اسم الرئيس السابق للمجلس النيابي حسين الحسيني، وإذا تعهد حزب الله بالاستعداد للتفاعل إيجاباً مع الطرح، يتابع المصدر نفسه، يسهل إقناع الوزير الياس المر بالتنازل عن حقيبة الدفاع مقابل حصوله على حقيبة أخرى. وتشير المعلومات إلى أن النائب المر يعارض مثل هذا التوجه. و&laqascii117o;قد كشف أول من أمس عن استعداده لرفع الصوت إلى أعلى ما هو ممكن"، وخصوصاً أن أبو الياس يعتبر أن صديقه الرئيس نبيه بري قادر على إقناع حزب الله بالتعاون مع الياس المر كما لو أنه أي وزير آخر، علماً بأن النائب المر يتحدث في مجالسه الخاصة عن أن الرئيس سليمان يريد أن يثبت في الحكومة المقبلة أنه سيِّد عهده، وأنه يمثّل رافعة للمسيحيين في الحكم، وأن العمل الرئاسي الجدي لم يبدأ بعد، منتهياً دائماً إلى التأكيد أن علاقة الياس المر والرئيس متينة جداً وأن الشهور المقبلة ستثبت أنه (المر الأب) ما زال إحدى أقوى الحلقات في الحكم خلافاً لما تشيعه مصادر التيار الوطني الحر....
- صحيفة الأخبار
محمد وهبة:
الإستعراض الأخير للسنيورة.. إنماء ليس للمناطق وإجراءات استباقية لأزمة غير معترف بها
..عقد رئيس الحكومة فؤاد السنيورة لقاءً في السرايا الكبيرة أمس، دعا إليه مجموعة من المصرفيّين وممثلي البنك الدولي، وبعض الوزراء الحاليين والسابقين ورؤساء مؤسسات حكومية، بهدف مناقشة الورقتين اللتين أقرّتهما الحكومة بعنوان &laqascii117o;الخطوات الاستباقية لمعالجة تداعيات الأزمة المالية العالمية" و&laqascii117o;إنماء المناطق". وقال مشاركون لـ&laqascii117o;الأخبار"، إن هاتين الورقتين أثارتا الكثير من الانتقادات والتحفّظات، ولا سيما أن بعض المؤسسات المعنية جرى تغييبها بالكامل عن المشاركة في وضع بنود الورقتين، كما أن توقيت طرحهما لا يخلو من أهداف سياسية فاقعة، إذ إن عمر الحكومة شارف على الانتهاء، وستكون حكومة تصريف أعمال بعد نحو أسبوع. وأكثر ما يثير الاستغراب أن الورقة الأولى تناقش كيفية وضع خطوات استباقية لمعالجة تداعيات الأزمة المالية العالمية، فيما العالم تخطّى هذه المرحلة، ويبحث اليوم كيفية تجنّب &laqascii117o;تداعيات الخروج من الأزمة"....
ـ صحيفة الشرق الأوسط
راغدة بهنام:
حزب الله يراقب الأحداث في إيران.. وصورة نصر الله القائد قد تهتز
فوز أحمدي نجاد أراحه لأنه يشيع الجو الثوري وعلاقته المباشرة بالولي الفقيه تحصنه حتى الآن
اندلعت التظاهرات الرافضة لنتائج الانتخابات الرئاسية في إيران منذ نحو خمسة أيام، فيما كان حزب الله في لبنان ملتزما الصمت... حتى ليلة أمس عندما قال الأمين العام حسن نصر الله إن &laqascii117o;إيران تحت عباءة الولي الفقيه، ستتجاوز هذه المحنة". ولكن على الرغم من حديثه عن &laqascii117o;محنة" تواجهها إيران، بقي نصر الله حريصا على عدم إبداء تأييد لطرف ضد آخر، حتى أنه حاول أن يظهر أن أحمدي نجاد ومير حسين موسوي، رغم اختلافهما، لا يفرقهما الكثير. وقال متوجها لفريق 14 آذار: &laqascii117o;أنصحهم بأن يتركوا الانتخابات الإيرانية بحالها فهم لا يفهمون فيها شيئا.. ينقص أن يقولوا أن أحمدي نجاد هو 8 آذار ومير حسين موسوي هو 14 آذار". لكن نصر الله لم يعلق بأكثر من ذلك في تظاهرات إيران. وكان أرسل برقيتي تهنئة ليلة صدور النتائج، الأولى للمرشد الأعلى علي خامنئي على &laqascii117o;الملحمة العظيمة" قال فيها إنها (نتائج الانتخابات) &laqascii117o;أدخلت الفرحة إلى قلوب جميع المستضعفين والمجاهدين، وأحيت الأمل من جديد، بقوة وثبات وصلابة بُنيان هذه الجمهورية العزيزة". والرسالة الثانية وجهها للرئيس الذي أعيد انتخابه محمود أحمدي نجاد، هنأه فيها وقال له إن فوزه &laqascii117o;مثّل أملا كبيرا لجميع المستضعفين والمجاهدين والمقاومين والرافضين لقوى الاستكبار والاحتلال".
إلا أنه منذ اندلاع التظاهرات في اليوم التالي احتجاجا على إعلان فوز أحمدي نجاد، لم يصدر عن حزب الله تعليق إضافي حتى يوم أمس عندما تحدث نصر الله باختصار عن ذلك. وعندما يسأل أعضاء في الحزب إذا كانوا يتخوفون من تأثير الفوضى في إيران على حزب الله، معنويا أو ماليا، يكتفي هؤلاء بالإجابة بأن ما يحصل في إيران &laqascii117o;شأن داخلي إيراني لا نعلق عليه". موقف حزب الله يمكن فهمه انطلاقا من علاقته مع الجمهورية الإسلامية، وهي علاقة ينظمها الارتباط المباشر بالمرشد الأعلى لإيران، بمعزل عن مؤسسات الدولة ومكوناتها الأخرى. وهذا الارتباط ليس فقط ارتباطا عقائديا وسياسيا ودينيا، إنما ارتباط مالي أيضا. لا يعرف أحد من المسؤولين داخل السلطة في إيران كم تبلغ الميزانية المخصصة لحزب الله سنويا، علما بأن البعض يقدر بأنها تتراوح بين الـ60 و100 مليون دولار أميركي سنويا. فالمساعدات المالية الإيرانية لحزب الله تخرج من صندوق خاص مرصود للمرشد الأعلى، تخصص له نسبا من موارد النفط ومن بعض المؤسسات الإنتاجية.. وتمويل الصندوق لا يدرج في الموازنات العامة ولا تمارس رقابة عليه. ولا يعود لأحد إلا المرشد الأعلى أن يقرر صرف الأموال في الصندوق وتوزيعها. هذا الارتباط المباشر بخامنئي، خارج مؤسسات الدولة الأخرى، يجعل حزب الله محصنا حتى الآن من التظاهرات التي تجري في إيران، بحسب ما يقول الصحافي اللبناني المتخصص في الشؤون الإسلامية قاسم قصير. يقول إن العلاقة الأساسية بين حزب الله وإيران هي عبر المرشد الأعلى وليس الدولة، &laqascii117o;وهذه العلاقة مستمرة منذ العام 1982 (تاريخ نشأة الحزب) رغم تغير الرؤساء" في إيران. فعلاقة محمد خاتمي بحزب الله مثلا لم تكن &laqascii117o;مثالية" كعلاقة أحمدي نجاد بالحزب. وفي بداية عام 1997، زار خاتمي لبنان خلال حملته الانتخابية، قبل أن يتم انتخابه رئيسا، وطلب أن يلتقي حسن نصر الله. إلا أن الأمين العام لحزب الله رفض لقاءه. فاز خاتمي بالرئاسة، ورغم التوترات التي شابت علاقته بحزب الله، لم يكن له تأثير على علاقة الحزب بإيران، ولم يضعف حزب الله خلال ولاية خاتمي. لا بل أن البعض يقول إن الحزب حقق انجازات خلال رئاسة خاتمي، ويذكرون بأن الجيوش الإسرائيلية انسحبت من جنوب لبنان في عام 2000 خلال حكم خاتمي. ويقول الصحافي قصير لـ &laqascii117o;الشرق الأوسط" إن &laqascii117o;خاتمي لم يؤثر على العلاقة مع حزب الله، بل أنه أضاف شيئا جديدا وهو تعزيز علاقة الدولة الإيرانية بالدولة اللبنانية خصوصا عبر (رئيس الوزراء الذي اغتيل رفيق) الحريري". وعلى الرغم من أن موقع رئاسة الجمهورية لا يؤثر على علاقة حزب الله بإيران، فقد كان الحزب مرتاحا لفوز أحمدي نجاد بولاية ثانية، بحسب ما أشاعت أوساطه التي قالت إن حزب الله يعتبر أن هذا الفوز &laqascii117o;يعزز منطق المقاومة والتصدي للمشاريع الإسرائيلية والأميركية والصهيونية في المنطقة". وقد بدا ذلك واضحا من خلال رسالة حسن نصر الله إلى أحمدي نجاد ليلة إعلان فوزه. ولذلك يقول المراقبون إن فوز مير حسن موسوي، الرئيس الإصلاحي الذي يتظاهر لأجله الطلاب الإيرانيون، لن يغير في علاقة حزب الله بإيران، بسبب تجربة خاتمي. وهذا ما يجعل حزب الله مطمئنا نسبيا للتظاهرات التي تطالب بإقالة أحمدي نجاد في إيران. ويؤكد قصير أن &laqascii117o;انتصار نجاد أراح حزب الله لأن مير حسن موسوي، رغم انه حامل الراية الإسلامية، كانت له آراء مختلفة قليلا.. نجاد يساعدهم بتشكيل الجو الثوري وهذا يريحهم". إلا أنه على الرغم من أن علاقة حزب الله بإيران لا تمر إلا عبر المرشد الأعلى، يمكن أن تؤثر هذه التظاهرات على صورة الحزب. ويقول غرام بانرمان، وهو مستشار سابق في وزارة الخارجية الأميركية لقضايا الشرق الأوسط، إن &laqascii117o;دور نصر الله في المنطقة قد يتغير، لأنه يتمتع بشعبية كبيرة في المنطقة". ويضيف انه &laqascii117o;إذا تدهورت الأوضاع في إيران وارتفعت أعمال العنف وتحولت طهران إلى ميدان تيانانمين، هذا بالطبع سينعكس سلبا على حزب الله". ويرى أنه &laqascii117o;كلما خسر النظام في إيران من مصداقيته وكلما لجأ إلى أعمال العنف، كلما أثر ذلك سلبا على حزب الله في المنطقة".
ولكن صورة حزب الله في الداخل اللبناني لن تتغير، يقول بانرمان، الذي شارك كمراقب دولي في الانتخابات اللبنانية الأخيرة، وكان متواجدا في مناطق الجنوب اللبناني الذي يعتبر معقلا لحزب الله. ويضيف إن &laqascii117o;حزب الله" و&laqascii117o;حركة أمل" فازا بأصوات 95 في المائة من الناخبين الشيعة في لبنان، ويشير إلى أن نسبة المشاركة في الانتخابات في الجنوب كانت كبيرة، رغم أنه لم تكن هناك معركة انتخابية، &laqascii117o;وكانت المشاركة بمثابة استفتاء". ويقول بانرمان لـ &laqascii117o;الشرق الأوسط" أن قوة حزب الله في الداخل &laqascii117o;مستندة إلى علاقتهم وشعبيتهم وسط الشيعة في لبنان الذين ينظرون إليهم على أنهم حماة المجتمع الشيعي". ولكن لغاية الآن، لا تزال الأوضاع في إيران تحت السيطرة، ويقول الصحافي قصير إن &laqascii117o;المرشد الأعلى لا يزال ممسكا بالقرار والرئيس تحت سلطة المرشد، لا خلل في النظام حتى الآن، والتظاهرات التي تتم ما زالت تحت سقف النظام". وحتى أنه يعتبر أن &laqascii117o;الخلاف بين رفسنجاني وخامنئي هو تحت سقف النظام أيضا، حول القضايا الداخلية وحول طريقة الشعارات التي يطلقها نجاد"، ويقول إن الخلاف &laqascii117o;على التكتيك وليس الأصل". من المؤكد أن أنظار حزب الله شاخصة نحو إيران، وأنه يراقب بدقة ما يحصل، ويمتنع في الوقت نفسه عن التعليق على ما يجري، وهو موقف يعتبره البعض مفهوما نظرا لأن الحزب لا يعتبر نفسه معنيا باتخاذ مواقف قد تكون لها تأثيراتها في ما بعد. ولكن القلق لدى حزب الله يبدأ إذا ذهبت الأمور لاتجاهات غير محسوبة، وإذا بدأت الاحتجاجات تؤثر على موقع خامنئي. يقول بانرمان &laqascii117o;هناك القليل يمكن أن يفعله حزب الله للتأثير على ما يحصل في إيران اليوم ولكن بالطبع هم يراقبون عن كثب ما يجري هناك".

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد