ـ صحيفة 'المستقبل'
أديب طالب:
معارض سوري: مولد العصيان المدني في إيران
السيد علي خامنئي، المرشد الأعلى، الولي الفقيه، في خطبة الجمعة... لم يكن هادئاً كعادته، ولا مستقراً، هدد ووعد وتوعد ملايين المعارضين، وقياداتهم على وجه الخصوص، ومدح رفسنجاني رئيس الهيئة التي تعين المرشد الأعلى، قال خامنئي: لا تنزلوا الى الشارع، نزل الايرانيون الى الشارع، وعمّدوا نزولهم بالدم. وقف السيد مير حسين موسوي شامخا في ساحة الحرية، العالم كله رآه وتتبع اقواله وأخباره. انتصبت قامات النساء على أسطح البيوت ليلاً، ومعهم السيدة زهرة رهنفاد زوجة المهزوم ظلماً وعدواناً، حيث ثبت ان عدد الأصوات في صناديق الاقتراع فاق عدد الناخبين في خمسين مركزاً اقليمياً وبنسبة تجاوزت المئة بالمئة.. قالت زهرة: 'سنطلب الغاء الانتخابات' قالتها قبل ان يقلها خاتمي وزوجها موسوي، زهرة معاكسة تماما لزوجة الناجح زورا وبهتانا والتي لا يعرفها احد. انتصبت النسوة الطامحات الى دور اكبر في ادارة الدولة والمجتمع، النسوة الايرانيات رددن: 'اعيدوا لنا اصواتنا'، 'يسقط الديكتاتور'. الشباب تقتلهم آلة العنف السلطوي، يزيدون لا ينقصون، يطالبون بدورهم بادارة بلادهم... 'على الاقل لا تسرقوا اصواتنا' علي اكبر هاشمي رفسنجاني صامت كالجبال.النزول وانتصاب القامات والصمت والقتل والسجون؛ ليست في مصلحة حكم 'خامنئي ـ نجاد' الأخضر والأحمر يطردان الأسود من شوارع طهران، الموبايلات والشبكات الاجتماعية في الانترنت، حققت التواصل بين الناس بعضهم بعضا، وحققت التواصل مع العالم والذي قطعته السلطة الطاغية القمعية، خرج الشارع الايراني من صمته، ولم يعد للقادة بقاء في مقاعدهم.حصانة المرشد الأعلى اصبحت في دائرة الشك. أليس في اللوحة شرخ لهيبة 'الديني ـ السياسي' والذي حكم ايران منذ عام 1979؟، هل تتعرض عصمة الولي الفقيه ـ العماد الديني للدولة ـ وبالهيبة والمقدس قبل اي شيء آخر، لقسوة حكم التاريخ اذ قرر مساراً جديداً؟ (...)
ـ صحيفة 'الأخبار '
عفيف دياب ـ نقولا أبو رجيلي :
أطلق رئيس مكتب مكافحة المخدرات في الشرطة القضائية، العقيد عادل مشموشي، قنبلةً ثقيلة أمس، فقد أعلن خلال لقاء عقد في وزارة الداخلية أن نسبة استهلاك لبنان من مادة الكوكايين المستوردة تبلغ 5 كيلوغرامات يومياً. وأوضح أن نسبة الإدمان في تفاقم مستمر. ولاقاه في ذلك الأب هادي عيّا (جمعية عدل ورحمة)، الذي يعمل ضمن برنامج معالجة المدمنين، داخل السجن المركزي في رومية، فذكر أن 17% من السجناء الذين أدخلوا أخيراً إلى السجن يعانون الإدمان على المخدرات. ورغم شكوى العقيد مشموشي، من نقصٍ في تجهيزات الشرطة القضائية في مكافحة المخدرات المستوردة، فإن مسؤولاً أمنياً رفيعاً في البقاع، أكد لـ&laqascii117o;الأخبار" أن ذلك لا ينطبق تماماً مع مكافحة المخدرات المنتجة محلياً، إذ &laqascii117o;إن مكتب مكافحة المخدرات أتلف خلال شهر أيار الماضي حوالى 200 دونم كانت مزروعة بنبتة الأفيون المخدرة (الخشخاش) في مناطق الهرمل ورأس بعلبك؛ موضحاً أن المساحة التي رصدت في العام الفائت لم تتلف بسبب الظروف الأمنية، علماً بأنها قدرت بنحو 75 ألف دونم و&laqascii117o;هذا ما مكّن المزارعين من جني محاصيلهم وبيع إنتاجهم إلى تجار ومصنعين". وأشار المسؤول الأمني إلى أن القوى الأمنية والعسكرية تمكّنت من توقيف عدد من الأشخاص، بجرائم مختلفة خلال الحملة الأمنية التي نفذت نهاية العام الماضي، وطيلة الفترة الممتدة حتى شهر حزيران الجاري، و&laqascii117o;لم نفرّق بين تاجر كبير أو صغير، ولم نتلف مساحات صغيرة لأناس فقراء وتركنا مساحات الأغنياء. لا تمييز في هذا الأمر بين شخص وآخر". ووفقاً للمسؤول المتابع، فإن عدد الموقوفين بجرائم الاتجار بالمخدرات والترويج والتعاطي &laqascii117o;بلغ خلال العام الماضي، وفي النصف الأول من هذا العام، أكثر من 900 شخص، بمعدل يتراوح بين 45 و50 موقوفاً يومياً، أحيلوا جميعهم إلى القضاء المختص، كذلك تم ضبط كميات من مختلف أنواع المخدرات خلال عمليات دهم في مناطق دير الأحمر وحزين والكنيسة ودار الواسعة، حيث تمت مصادرة وضبط حوالى 18 طناً من الحشيشة كانت في مراحل متقدمة من تصنيعها، بالإضافة إلى مصادرة 10 أطنان من بذرة الحشيشة، كذلك تمكنت القوى الأمنية من مصادرة وإحراق نحو 15 طناً من المخدرات على أنواعها، من بينها حوالى 30 ألف حبة مخدرة من نوع &laqascii117o;كبتاغون" وجدت في منزل أحد أبرز المطلوبين في بلدة الكنَيسة. وأوضح مصدر أمني رسمي في البقاع أن أهم عوامل تراجع المساحات المزروعة بالممنوعات &laqascii117o;لا يعود فقط إلى الحملة الأمنية الواسعة، بل إلى تكدس إنتاج عامي 2007 و2008 وعدم تمكن المزارعين والتجار من تصريف الإنتاج في الأسواق المحلية والخارجية". (للقراءة والإطلاع).
ـ 'الأخبار'
بيار أبي صعب:
جاد المليح... أهلاً بك في بلد المقاومة!
ذات يوم من 2003، كان Gad El Maleh ضيفاً على برنامج منوّعات في التلفزيون الفرنسي. مقدّمه تييري أرديسون وضع ليلتها التونسي توفيق المثلوثي الذي أطلق مشروب &laqascii117o;مكة كولا"، في مواجهة المحامي الصهيوني جيل ـــ وليام غولدناديل. اشتعل نقاش حاد بين العربي المدافع عن فلسطين، والصهيوني الذي يلامس حدود العنصريّة. جاد المليح ـــ إذا شئنا إعادة الاسم إلى لغته الأم ـــ بقي مذهولاً أمام تلك &laqascii117o;الخناقة". لم ينبس ببنت شفة، فقد جاء إلى البرنامج مروّجاً لـ&laqascii117o;شوشو" فيلمه الثاني مع مرزاق علواش، المخرج الجزائري الذي أطلقه في السينما مع &laqascii117o;سلاماً يا ابن العمّ" (1996). ذلك الصمت كلّفه غالياً. طوال أسابيع، صبّ إعلام الجالية اليهوديّة (في جزئه المتصهين) جام غضبه على &laqascii117o;الابن العاق الذي خان طائفته". نعم جاد يهودي، لكن ذلك ليس سبب الضجّة حول مشاركته بعد أيّام في &laqascii117o;مهرجانات بيت الدين". الكوميدي المشهور نشأ في المغرب في كنف أبيه التاجر الذي يهوى فنّ الإيماء، وهو يعدّ نفسه مغربياً. ثم سافر إلى مونتريال قبل أن يستقرّ في فرنسا، حيث تمرّس بالتمثيل وعرف شهرة مبكّرة. يهودي ـــ مغربي ــــ فرنسي حسب معادلة مركبة من النوع الذي نعرفه جيّداً. والفنّان الذي نشأ في بيئة يهوديّة مغربيّة، قد لا يكون معروفاً بمعاداته للصهيونيّة، مثل مواطنه الأديب الكبير إدمون عمران المليح. لكنّ المؤكّد أنّه ليس إسرائيليّاً، وأنّه لم يخدم في الجيش الإسرائيلي، ولم يروّج للكيان الغاصب في أعماله. زار القدس (الغربيّة)،لأوّل مرّة في حياته، في شباط/ فبراير عام 2006 لتقديم &laqascii117o;أنا هو الآخر". وكان سيأتي بعرضه، صيف العام نفسه، إلى &laqascii117o;مهرجانات بيبلوس" لولا... العدوان الإسرائيلي. وفي أواخر عام 2008 أدلى بحديث إلى أحد المنابر الخاصة بالجالية اليهوديّة في فرنسا. هذا الحوار هو الوصمة التي تلاحقه اليوم، ويستوجب نقداً صارماً ومباشراً، لكنّه لا يجعل من زيارته إلى لبنان &laqascii117o;تطبيعاً"! نحن هنا أمام فنان مغربي فرنسي صرّح مرّة لإعلام &laqascii117o;جاليته"، رداً على أسئلة مباشرة وملحّة، تفوح منها البروباغاندا، بأنّه يحب إسرائيل، وأنها بلد مدهش، وأن أصدقاءه يغيّرون أفكارهم المسبقة حين يزورونها! لعلّه تعلّم من مغامرته قبل خمس سنوات: إرضاء الجالية من شروط النجاح! لعلّه متعاطف فعلاً مع إسرائيل، مضللاً مثل كثير من مواطنيه الذين لم نحسن مخاطبتهم. نعم، لقد أطلق مدائحه البائسة، وغزّة تختنق وتموت تحت نيران البلد الذي يتغزّل بمفاتنه الحضاريّة والسياحيّة. إنّها خطيئة العمى، يصعب قبولها من فنّان. فهل أبلسته هي الردّ الأفضل؟ ليأت جاد المليح، ليتعرّف إلى شعب لبنان وقضيّته ومقاومته. بعض الجمهور قد يقاطع حفلاته الثلاث، بعضه الآخر سيرفع أعلام لبنان وفلسطين عند انتهاء العرض ربّما. وفي كلّ الأحوال، تبقى &laqascii117o;مهرجانات بيت الدين" مؤسسة ثقافيّة عريقة علينا تحييدها. أما جاد المليح فليأت، سنحاول أن نغسله من أدران الدعاية الصهيونيّة. سنذكّره بأنّه عربيّ مثلنا، وأنّ مكانه بيننا، وأنّ دوره فنّاناً، ويهودياً تحديداً، أن يبصق بوجه الظالم، ويشهد للحق!
ـ 'الأخبار'
فاتن الحاج :
تفوح رائحة الاستخدام السياسي من ملف المعتقلين في السجون السورية مع ظهور أكثر من طرح لمتابعة القضية، ولا سيما أنّ جمعية &laqascii117o;سوليد" تنسّق مع لجنة الأهالي المعتصمين منذ 5 سنوات في خيمة الإسكوا، فيما استقدمت مؤسسة حقوق الإنسان والحق الإنساني لجنة العائلات التي تضم بعض ذوي المعتقلين للحديث من منبرها. وفي قضية يفترض أنّها إنسانية وحقوقية بامتياز، أشار بيار عطا الله، مسؤول ملف المعتقلين في المؤسسة الأخيرة، إلى أنّ &laqascii117o;بعض السياسيين اللبنانيين والمرشحين تحديداً كانت لهم اليد الطولى في إفراج السلطات السورية، أخيراً، عن معظم المحكومين الجنائيين الـ23". وأصر، في مؤتمر صحافي عقده أمس، على إبراز الصفة الجنائية للسجناء المفرج عنهم، خشية استغلال القضية وتصويرها على أنها إطلاق للمعتقلين السياسيين اللبنانيين في سورية. وقال إنّ المؤسسة تريد تذكير النواب بالقضية تزامناً مع انعقاد جلستهم الأولى لئلا ينسوا ضرورة إقرار مشروعي القانونين اللذين قدمهما كل من النائبين إبراهيم كنعان وأنطوان زهرا بشأن التعويضات للمعتقلين. وأمل أن لا تغفل الحكومة المقبلة الملف، وخصوصاً إذا كانت برئاسة النائب سعد الحريري، زعيم الأكثرية التي تعهدت في وثيقة البيال العمل على حل القضية. وكان لافتاً تشديد عطا الله على أهمية الفصل بين قضية المعتقلين وقضية المفقودين في الحرب اللبنانية، داعياً النواب الجدد إلى &laqascii117o;عدم الخلط بين الاثنتين لأنّ ذلك يؤدي إلى ضرر للسلم الأهلي وقضية المعتقلين في سوريا".
هذا الفصل بالذات هو ما رفضه رئيس جمعية &laqascii117o;سوليد" غازي عاد &laqascii117o;لأننا نطالب بحل غير سياسي وشامل للمختفين قسراً داخل لبنان وخارجه". ويوضح في اتصال مع &laqascii117o;الأخبار" قائلاً: &laqascii117o;رفعنا مذكرة بهذا الشأن إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وقعتها 17 جمعية غير حكومية". ويشرح عاد بقوله: &laqascii117o;نحن نربط بين القضيتين انطلاقاً من الاتفاقية الدولية لحماية الأشخاص من الإخفاء القسري، التي تعرّف المختفي قسراً بأنه كل شخص يفقد حريته خلافاً لإرادته، فيما ترفض الجهة المسؤولة عن الخطف الإفصاح عن مصيره". ويذكّر بأنّ الحكومة السابقة تحدثت في الفقرتين 23 و35 من البيان الوزاري عن حل المشكلة داخل لبنان وخارجه.
وعن الإفراج عن الموقوفين الجنائيين، قال: &laqascii117o;لا نستطيع إلّا أن نرحب بهؤلاء، وإن كان ملف المعتقلين السياسيين هو الأكثر مأساويةً بالنسبة إلينا". لكنه ينفي أن تكون هناك لجنة تحمل صفة رسمية لمتابعة القضية غير تلك التي تدير خيمة الإسكوا والتي تنظم اعتصاماً مفتوحاً منذ نحو 5 سنوات، رافضاً &laqascii117o;التمريك على سوريا من خارج المنطق الإنساني".ما الذي يعنيه كل ذلك؟ هل يعني انقساماً في متابعة القضية؟ يجيب عاد: &laqascii117o;ليس انقساماً، لكننا نطلب من مؤسسة حقوق الإنسان والحق الإنساني أن تثبت أن اللجنة التي تنسق معها هي الممثلة لأهالي المعتقلين".
ـ 'الأخبار'
إبراهيم الأمين :
حتى ساعات الليل المتقدّمة، كانت الاتصالات بين أقطاب المعارضة لا تزال قائمة بشأن اتخاذ موقف موحّد من ملف الحكومة، بينما أظهرت معطيات الاتصالات الجارية خارج لبنان أن ما سُوِّق له على مستوى توافق سعودي ـــــ سوري لم ينضج كفاية بعد، وهو ما انعكس مراوحة في البحث الحكومي وتصويتاً ملتبساً في انتخابات رئاسة المجلس النيابي وهيئة مكتبه.
وتشير معلومات الجهات كافة إلى عدم توافر تفاهم على التركيبة الحكومية المقبلة، ما يعوق تفاهماً متكاملاً على تسمية رئيس الحكومة. ومع أن الغالبية النيابية تتجه لتسمية النائب سعد الحريري مرشحاً لها، فإن قوى المعارضة تقف الآن على مسافة من الأمر، مع موقف انفتاحي قد يصدر عن الرئيس نبيه بري وكتلته بدعم تسمية الحريري، فيما تشير المعطيات إلى أن مواقف بقية قوى المعارضة التي تضم حزب الله والتيار الوطني الحر وتيار المردة وحزبي البعث والسوري القومي الاجتماعي لن تسمّي الحريري، وهي قد ترشّح اسماً من خارج النادي النيابي. وحسب المعلومات، فإن المشكلة تقوم أولاً لأنّ في أوساط المعارضة من هو منزعج من &laqascii117o;رغبة عملية" لدى قوى الغالبية النيابية في فرض أمر واقع على مستويات عدة، وأهمها تسمية الحريري رئيساً للحكومة وترك أمر المفاوضات بشأن التركيبة الحكومية إلى مرحلة لاحقة، علماً بأن الكل كان ينتظر اجتماعين أساسيين، الأول بين الحريري والعماد ميشال عون، وهو الأمر الذي لم تظهر بشائره قط، والآخر مع السيد حسن نصر الله، وهو محل متابعة، وقد يحصل &laqascii117o;في أي وقت" بحسب مصدر واسع الاطلاع.
وتفيد المعلومات بأن الحريري &laqascii117o;ربما لم يحصل على اتفاق سوري ـــــ سعودي يسرّع له مهمته في بيروت، وفي الوقت نفسه لم يظهر أن هناك رغبة من قوى بارزة في لبنان والخارج تريد أن يبقى الرئيس فؤاد السنيورة في رئاسة الحكومة، وبالتالي فإن قرار ترشيح الحريري لهذه المهمة صار أمراً لازماً عليه وعلى الآخرين، وهو ما لا يتأقلم مع كل الشروط الإضافية التي توفر حكومة مشاركة مع الطرف الآخر".
وأكدت مصادر بارزة في المعارضة أن الاتجاه المبدئي لقواها (ما عدا بري) لن يكون لتسمية الحريري دون تفاهم مسبق، وأن هذه القوى لن تقبل المشاركة في حكومة لا تملك فيها المعارضة الثلث الضامن، وخصوصاً أن بري نفى ما نسب إليه أمس عن أنه أبلغ الحريري أنه وحزب الله لا يشترطان الثلث المعطل للمشاركة في الحكومة. وقد تأكد لقوى في المعارضة أن بري والحريري لم يتناولا الملف الحكومي بالتفصيل، بل إن الالتباسات لا تزال قائمة، وإن بري كان غاضباً أمس من عدم التزام كتلة الحريري بالتصويت له كما سبق أن تلقى من وعود. لكنه ارتاح قليلاً عندما جرى الرد بعدم منح نائبه فريد مكاري أكثر من 74 صوتاً. وثمة كلام عن أن الحريري لن يحصل على أصوات أكثر من 84 نائباً في ترشيحه لرئاسة الحكومة إذا تعذر التفاهم السياسي.
وقالت أوساط محيطة بالنائب الحريري لـ&laqascii117o;الأخبار" إنه &laqascii117o;يلتزم الصمت الكامل حيال ما يريده من الحكومة الجديدة، وهو يتجنب كشف أوراقه، منتظراً بعد تسميته رئيساً مكلفاً للحكومة مباشرة الاستشارات النيابية كي يصغي إلى الكتل والنواب المستقلين وما يتوقعونه منها ومطالبهم ورؤيتهم إلى الحكومة الجديدة، قبل أن يجوجل اقتراحاته حيالها ويعرضها رسمياً مع رئيس الجمهورية، وكذلك بصفة غير رسمية مع الرئيس بري لبلورة تركيبة الحكومة الجديدة التي يسعى الحريري إلى أن تكون حكومة وحدة وطنية".
ويضيف هؤلاء أن الحريري &laqascii117o;يقارب الموقف الذي قال به السيد حسن نصر الله"، وهو &laqascii117o;أنه لن يعرض قبل أن يُعرض عليه". وتالياً فهو &laqascii117o;لن يفصح عن نظرته إلى الحكومة التي سيترأسها، قبل أن يطلع على ما تريده كتل المعارضة وحصصها في الحكومة، وعندئذ يحدد وجهة نظره ومعادلة الحصص التي سيوزعها على الموالاة والمعارضة بالتفاهم مع رئيس الجمهورية".
وقال أحد أعضاء كتلة الإصلاح والتغيير إن الكتلة تنتظر أن يتحقق ما سبق أن وعدت به من زيارة الحريري إلى العماد عون قبل اتخاذ قرار نهائي بشأن التسمية، مشدداً على موقف الكتلة الذي أعلنه عون أولاً لناحية النسبية في التمثيل الوزاري بحسب ما أنتجته الانتخابات النيابية، وثانياً على وحدة المعارضة في الدخول أو الامتناع عن الدخول في الحكومة. وقال أحد أعضاء كتلة الرئيس بري إن الكتلة لم تحسم موقفها، وإن كان موقفها الأولي يرشح الحريري، إلا أن التطورات اللاحقة خلال الساعات المقبلة قد تعدّل من هذه الوجهة، ولذا فقد اتفق على عقد لقاء سريع قبيل لقاء رئيس البلاد لتحديد الموقف النهائي وتسمية مرشح الكتلة لترؤس الحكومة.
'النهار '
ادمون صعب:
هل بدأت مسيرة الاصلاح التي وعدنا بها الرئيس ميشال سليمان في الاحتفال الذي أقيم له في جبيل في 27 أيار الماضي بالذكرى الأولى لتوليه الرئاسة؟……. فهو قال في جبيل ذلك المساء: 'إن مقاومة العدو الاسرائيلي تكوّن صورة عما جرى في لبنان وأدى الى تقهقر العدو بتلاحم المقاومة والجيش والشعب. وهذا ما ترجم ليس فقط في ايار 2000، وقد احتفلنا اخيرا بهذه الذكرى، بل تجلّى ايضا في تموز. فقد درج العدو على إرباك الوضع (...) إلا أنه بعد تلاحمنا في الدفاع عن أرضنا وكرامتنا، والهزيمة التي مني بها، أيقن أن لعدوانه حساباً أليماً، وأن الاعتداء على الوطن وشعبه، بسبب أو بدون سبب، زمن مضى ولن يعود'.
في الواقع لم نجد أفضل مما تفوّه به الرئيس في مرور سنة على توليه الرئاسة، مظلة لما جرى أمس في مجلس النواب من اعادة انتخاب الرئيس نبيه بري رئيسا للمجلس للمرة الخامسة، ولما سيليه اليوم وغدا من استشارات سيجريها الرئيس سليمان لتكليف النائب سعد الحريري تأليف الحكومة الجديدة. …………..وقيل يومها إن رفيق الحريري هو المتكلم في أنصاره في قريطم وليس سعد الحريري. وكانت هذه الخطوة الأولى لسعد الحريري في اتجاه السرايا. وهو سيتكل في الدرجة الاولى على الرئيس نبيه بري في جسر الخلاف مع المعارضة وخصوصا في نقطتين أساسيتين هما سلاح 'حزب الله' والثلث الضامن. ... ويبقي سلاح المقاومة خارج النقاش باعتباره متروكا لطاولة الحوار، وقد استدعت التطورات الاقليمية وضع هذا السلاح خارج التداول، بعدما اكتشف كثيرون، بعد ثلاث سنوات على دحر الجيش الاسرائيلي في الجنوب في حرب تموز، أن سلاح المقاومة بات قوة اقليمية يحسب للبنان بفضله حساب في السلم كما في الحرب، وأنه الأداة الوحيدة التي يمكن رفعها في وجه التوطين، بعد التفاهم الوطني في اطار استراتيجية دفاعية لآلية تحريك هذا السلاح وجدوى استعماله، وقد يكون ذلك عبر 'مجلس أعلى للمقاومة' شبيه بما كان قائما في فرنسا إبان مقاومة الاحتلال النازي....
- 'النهار'
ميل خوري:
تأخذ أوساط سياسية وشعبية على الأكثرية النيابية ان الأقلية تتصرف معها كما كانت تتصرف من قبل فحالت دون تمكينها من الحكم بقدر ما تحكمت بها. وان هذه الأقلية لا تبادل الأكثرية بالمثل حرصاً على الوحدة الداخلية ...لقد بلغ تساهل الأكثرية مع الأقلية المسلحة وتهديداتها قبل الانتخابات حد التسليم بعدم انتخاب رئيس للجمهورية من صفوف قوى 14 آذار والاصرار على انتخاب رئيس توافقي وعندما صار اتفاق على ان يكون العماد ميشال سليمان هو الرئيس التوافقي، ربطت الأقلية انتخابه بتشكيل حكومة وحدة وطنية يكون لها فيها 'الثلث المعطل' ... واستطاعت الأقلية المسلحة بشراستها وعنادها قبل ذلك، ان تمنع اقرار مشروع النظام الأساسي للمحكمة ذات الطابع الدولي.... واستطاعت في اتفاق الدوحة ان تجعل قانون الـ60 اساساً لاجراء الانتخابات... وان يكون لها في حكومة وحدة وطنية الثلث المعطل .......وكما استطاعت الأقلية سابقاً ان تفرض على الأكثرية الرئيس بري مرشحاً وحيداً لرئاسة المجلس، فانها كررت ذلك مع الأكثرية الجديدة ، فلو ان الأقلية الحالية كانت اكثرية هل كانت قبلت بانتخاب رئيس للمجلس الا بشروطها، الواقع، ان سياسة التوافق المعتمدة حتى الآن هي التي تجعل الأقلية تتحكم بالأكثرية خصوصاً وهي اقلية مسلحة تجعل الناس لا ينسون بسهولة 7 أيار، اذ لا تزال آثارها في نفوسهم، وهم يخشون ان يتكرر، كلما لم يعجب الاقلية اي قرار تتخذه الاكثرية... واستمرار العمل بهذه السياسة سوف يقضي تدريجاً على النظام الديموقراطي...
- 'النهار'
سركيس نعوم:
جنبلاط وفي اعادة النظر في تموضعه السياسي الحالي او في حركته السياسية الراهنة لا بد ان تنعكس سلباً عليه وعلى وضعه السياسي على مستوى الوطن، ولا سيما في ظل موازين القوى شبه المتساوية مع فريق 8 آذار وتحديداً قائده 'حزب الله' رغم الاكثرية النيابية التي تمتع بها الفريق الاول في اول انتخابات نيابية اجريت في لبنان بعد انتهاء الوصاية ونجح في تجديدها في السابع من حزيران الجاري. طبعاً، اظهرت الوقائع خلال الاشهر او الاسابيع الاخيرة ان الاشارات والمواقف و'القلقزة' الجنبلاطية التي لا تزال مستمرة، لم تدفع وليد بك الى اعتماد النهج الذي كان يتبعه في السابق، اي لم ينتقل من ضفة الى اخرى في صورة كاملة، وانما استمر داخل 14 أذار وقبل 'مرارة الكاس الانتخابية' حرصا على وحدته واعلن تمسكه بثوابته الوطنية، وساهم في ابقائه غالبية في مجلس النواب الجديد. لكنه عاد الى استعمال قسم من اللغة التي كان يستعملها في السابق ايام الوصاية، او ربما ايام الحلف الجبري مع سوريا والحلف الطوعي مع الفلسطينيين، وايام الحلف مع 'حزب الله' الذي لا ندري حقيقة وليس خبثاً اذا كان جبرياً او طوعياً. ، حيّر وليد بك اللبنانيين، اخصاماً ومؤيدين. ذلك انهم لا يعرفون دوافع موقفه الجديد هذا، كما لا يعرفون اذا كان سيثبت عليه او اذا كان سيعود كاملاً الى فريق 14 آذار او سيعبر الجسر الى فريق 8 آذار، بطرفيه اللبناني والاقليمي، وخصوصاً اذا تلقى تطمينات وضمانات بأن الجسر غير 'ملغّم' او مفخخ، اي اذا تلقى الأمان.
- 'النهار '
جهاد الزين:
'الوطن البديل' أخطر من 'التوطين'
لا يقلل خالد مشعل مطلقاً من خطر التوطين في اي دولة بما فيها لبنان، علينا ان نلاحظ هنا انه منذ مؤتمر مدريد، وتحديداً منذ 'اتفاق اوسلو' تراجع الى الخلف شعار 'الوطن البديل' بل اختفى، لا سيما مع توقيع الملك حسين اتفاق وادي عربة عام 1994 الذي وضع معاهدة سلام اسرائيلية – اردنية تعترف لاول مرة في نص ثنائي مكرس في القانوني الدولي بالحدود السيادية للدولة الاردنية. في المقابل، وبشكل تلقائي في الفترة نفسها، تصدّر خطر توطين الفلسطينيين في لبنان اجندة الادبيات السياسية الاوروبية والاميركية، حتى ان كل مشروع اتفاق نهائي قدّم من الاميركيين، ولا سيما 'ورقة كلينتون' في اواخر تسعينات القرن المنصرم وفي اواخر ولاية الرئيس بيل كلينتون الثانية، خصّت لبنان بالاسم من بين كل دول اللجوء الفلسطيني بالتأكيد على ايجاد حل خارج لبنان للفلسطينيين المقيمين على أرضه، وبصورة خاصة عودتهم الى اراضي الدولة الفلسطينية التي ستقوم في الضفة (والقطاع).الآن، عادت الاولوية على ما يبدو لمسألة مواجهة 'مشروع' الاردن كوطن فلسطيني بديل، امام حجم الطروحات الراديكالية لليمين الاسرائيلي الحاكم والصاعد. وهذا ما يلتقطه 'الحدس' السياسي الاردني والفلسطيني على السواء على الرغم طبعاً من عدم وجود اي اعلان اسرائيلي رسمي يفيد هذا الاتجاه.
هذا الضغط في ترتيب المخاطر، يعني اللبنانيين طبعاً الذين يشكل 'التوطين' هاجساً تقليدياً لديهم، لكن ربما كان على النخب السياسية اللبنانية ان تنتبه هذه المرة ان احتمالات تأزم النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني في وجهته الجديدة، رغم الضغط الاميركي في اتجاه 'حل الدولتين'، يتطلب منها معالجة من نوع جديد لابقاء هذه المسألة في المستوى السياسي البارز الذي سبق لها ان بلغته على المستوى الدولي. من الطبيعي في الحالة هذه ان الحساسية الاردنية ستزداد حيال اي نشاط اسرائيلي قد تفهم منه عمان انه يدفع في اتجاه الوطن البديل، مثلما تمكن قراءة رفض الاردن انعقاد 'مؤتمر فتح' على اراضيه! او التشدد الاردني في بعض الملفات المتعلقة بأردنيين من اصل فلسطيني... لا سيما ان تعقيد واتساع موجات النزوح والتجنيس الفلسطينيين في الاردن هما اكبر واشمل بكثير مما في لبنان منذ العام 1948، حتى ان تقدير الحد الادنى لعدد سكان الاردن يعتبر نصفهم على الاقل من الفلسطينيين. في الاردن كل الكيان في خطر امام المشروع الكابوسي للوطن البديل، اما في لبنان فالحساسية الشديدة تتعلق بجزء من الديموغرافيا. والمهم ان يتمكن الطرح اللبناني الرسمي من ابقاء 'المرتبة' الملحة لموضوع 'التوطين' قياساً... وبالتوازي مع ضخامة المسألة الاخرى العائدة.
- صحيفة 'السفير'
نبيل هيثم:
ما هو مصير الحكومة الجديدة وسط هذا الجو؟ لا يعني التعجيل الرئاسي في تحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة لرئيس الجمهورية والتكليف المنتظر غدا، ان الباب مفتوح على تأليف سريع، فالصدمة التي حدثت حركت مشاورات، وتساؤلات حول تسمية الرئيس المكلف، واي صيغة ضامنة للمشاركة في الحكومة توازي الثلث الضامن او تقوم مقامه؟ في هذا السياق، يبرز الجهد الرئاسي لتسويق صيغة الـ&laqascii117o;لا اكثرية لاغية، ولا اقلية معطلة"، يشكل فيها رئيس الجمهورية دور الضامن وخصوصا للمعارضة بوزير ملك تختاره في الحصة الخماسية لرئيس الجمهورية. لكن المثير في هذا السياق، بحسب مصادر موثوقة، ان هذه الصيغة لم تبحث بين رئيس الجمهورية وأي طرف من &laqascii117o;14 آذار"، كما ان ايا من هذا الفريق لم يبادر الى طرحها معه خلافا لما يتردد. وتكشف المصادر المذكورة ان هذه &laqascii117o;الصيغة الرئاسية" تعرّضت في الآونة الاخيرة ، &laqascii117o;لمزاحمة الغائية" من معادلة &laqascii117o;اكثرية " تقوم على الآتي: 16 للاكثرية، 10 للمعارضة و4 لرئيس الجمهورية، وميزة هذه المعادلة انها تقوم على اكثرية الغائية متحكمة، وعلى اقلية لامعطلة، بحيث تضاف الى حصة رئيس الجمهورية وديعة بوزير ملك تختاره المعارضة. وتقول المصادر ان هذه المعادلة سبق لرئيس الجمهورية ان سمعها من الرئيس فؤاد السنيورة قبل ايام، عندما زاره فور دخول حكومته فترة تصريف الاعمال، واعتبرها آنذاك مجرّد رفع سقف تفاوضي في عملية المفاوضات والمشاورات التي ستجري في شأن تأليف الحكومة. الا انه ادخلها في الاطار الجدي، ولا سيما ان ما طرحه السنيورة ما زال قائما بدليل ان احدا لم ينف هذا الطرح لا في بيروت ولا خارج بيروت. وتكشف المصادر الموثوقة ان رئيس الجمهورية والمحيطين اضطروا في الآونة الاخيرة الى مسايرة معادلة 15 ـ 10 ـ 5 التي تلبي الى حد كبير توجه الرئيس ورغبته، الا ان المصادر الموثوقة تؤكد ان المعادلة الانسب التي يسعى اليها رئيس الجمهورية هي التي تقوم على قاعدة 13 للأكثرية و10 للمعارضة و7 لرئيس الجمهورية، وهذه المعادلة كما تقول المصادر المذكورة تؤكد التوجه الى &laqascii117o;لا اكثرية لاغية ولا اقلية معطلة"، بحيث انها تعطي لرئيس الجمهورية صلاحية ان يكون الضامن الملغي للثلث المعطل بالنسبة الى المعارضة والملغي للاكثرية المتحكمة، فضلا عن ان توسيع حصته الوزارية الى السبعة ينطوي على بعد تعويضي عن اضرار الانتخابات سياسيا ومسيحيا.
2009-06-26 00:00:00