- 'السفير '
شهدت بعض أحياء العاصمة، استنفارات أمنية غير مسبوقة منذ السابع من ايار 2008، حيث تم رصد انتشار مئات المسلحين من مناصري &laqascii117o;أمل" و&laqascii117o;تيار المستقبل" خلال دقائق قليلة، في منطقة عائشة بكار، وذلك على وقع إشكال بدأ فردياً، مساء السبت وتم تطويقه، ليتبين للمراجع العسكرية والأمنية أن الطرفين، كانا مستعدين، بدليل الانتشار الذي سرعان ما تحول الى بقعة زيت بحيث شمل فردان (زاروب العلية) وتلة الخياط ومار الياس، وخندق الغميق والمصيطبة (حي اللجا) وصولاً الى منطقة الكولا والطريق الجديدة.
وفيما حصل تواصل مباشر بين الرئيس نبيه بري والرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، وبين كل منهما ورئيس الجمهورية ميشال سليمان وكذلك قائد الجيش العماد جان قهوجي، علمت &laqascii117o;السفير" أن بري والحريري سارعا الى رفع الغطاء السياسي عن المتسببين بالاشتباك، وطلبا من الجيش اللبناني عدم التساهل وصولاً الى توقيف كل من يثبت تورطه. وشدد رئيس الجمهورية، على وجوب ضبط الوضع الامني والقبض على المرتكبين والمسببين ووضع حد لمثل هذه التوترات خصوصاً في هذه الظروف.
ولعل ما سينتهي اليه مخاض تشكيل الحكومة مرتبط ارتباطاً وثيقاً بما ستؤول اليه نتائج &laqascii117o;الاستشارات الإقليمية" بين العواصم العربية الفاعلة، لما لها من تأثير كبير على تحديد مسار عملية التأليف الحكومي، وسط مؤشرات متفاوتة تتراوح بين الجزم بأن هناك توافقاً إقليمياً على تسهيل عملية ولادة الحكومة، وبين الإيحاء بأن التشنج ما زال سائداً على خط دمشق ـ الرياض بما قد يؤخر الولادة. وعلم أن وزير الإعلام السعودي عبد العزيز خوجة، قام ليل الجمعة ـ السبت، بزيارة خاطفة الى بيروت، استمرت أقل من أربع وعشرين ساعة، وجاءت بعد حوالى 48 ساعة من زيارة للعاصمة السورية ظلّت بعيدة عن الأضواء.
وشكّل الملف اللبناني، أمس، جزءاً من المباحثات بين الملك السعودي عبد الله والرئيس المصري حسني مبارك خلال قمة عقداها في جدة، وذكرت وكالة أنباء الشرق الاوسط انهما ناقشا &laqascii117o;العديد من الملفات التي تهم المنطقة العربية، وفي مقدمها القضية الفلسطينية، ونتائج الانتخابات اللبنانية التي أسفرت عن تولي سعد الحريري رئاسة الحكومة اللبنانية، إلى جانب بحث نتائج زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لكل من مصر والسعودية".
ودخل أمس على خط تشكيل الحكومة، رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي حذر من انه اذا انضم &laqascii117o;حزب الله" بالفعل الى الحكومة الجديدة في لبنان فستحمّل اسرائيل هذه الحكومة المسؤولية عن أي عملية إطلاق نار يقوم بها &laqascii117o;حزب الله" ضد إسرائيل بكل ما ينطوي على ذلك من معانٍ.
ومن المتوقع ان تشهد مفاوضات التأليف في مراحلها الاولى سقوفاً مرتفعة مع سعي كل طرف الى تحسين شروطه، قبل ان تبدأ حياكة التسويات الليلية الجدية، الامر الذي يفسر البدء في التداول بالعديد من الصيغ الحكومية التي يُطرح بعضها لجس النبض او للمناورة، علماً بأنه بات محسوماً بأن رئيس الجمهورية والمعارضة قد رفضا معادلة 16+10+4 التي طرحها الحريري، وسط ميل واضح من الرئيس الى معادلة 13+10+7 التي تعزز قدرته الترجيحية، فيما تتمسك المعارضة مبدئياً بموقف يتراوح بين حدي الثلث الضامن والتمثيل النسبي.
ونقل زوار رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، عنه، أمس، تشديده على وجوب أن يكون مسار التـأليف شبيهاً بمسار التكليف وانتخاب رئاسة المجلس، حتى نحافظ على زخم ما بعد الانتخابات النيابية داخلياً والمناخ الجديد في المنطقة. وقال سليمان أمام زواره إنه سينتظر ما سيقدمه اليه رئيس الحكومة المكلف ولن يستبق المشاورات النيابية، لكنه حريص بأن تكون روحية التأليف هي روحية قيام حكومة وحدة وطنية، وأضاف &laqascii117o;قلت وأكرر، بأنني لن أوقع أي مرسوم لا يضمن قيام حكومة وحدة وطنية، حكومة ميثاقية تعبر عن الشراكة وروحية الوفاق والمصالحة والحوار". وتابع رئيس الجمهورية إنه حريص أن لا تتحول عملية التأليف الى محاصصة، مجدداً القول إنه يريد لموقعه أن يتحول الى ضمانة للجميع، في الموالاة والمعارضة، كما للاستقرار العام في البلاد. وفيما رجحت &laqascii117o;مصادر محايدة" ان ينتهي مخاض تأليف الحكومة الى صيغة 15+10+5، قالت أوساط في المعارضة إنها قد تقبل في نهاية المطاف بهذه الصيغة شرط ان تتضمن حصة الرئيــس وزيراً على الأقل، يحظى بقبول المعارضة، بما يؤمن لها الضمانة البديلة للثلث الضامن.
وبينما يعقد الحريري اليوم لقاءاته مع الكتل البرلمانية في مجلس النواب، قالت أوســاط بارزة في كتلة المستقبل لـ&laqascii117o;السفير" إن الحريري سيكون مستمعاً أكثر منه متكلماً خلال الاستشارات التي سيجريها اليوم مع الكتل النيابية، وخصوصاً المعارضة منها، ليبدأ بعد ذلك في مراجعة الآراء، ولكنها أكدت ان صيغة الثلث المعطل الواضح ليست واردة بأي حال لدى الرئيس المكلف، لافتة الانتباه الى ان حجة الثلث المعطل كانت تستند في السابق الى مقولة المعارضة بأن الاكثرية وهمية، أما وأن الانتخابات النيابية الاخيرة أفرزت أكثرية حقيقية فإن الحجة سقطت وبالتالي لم يعد هناك أي مبرر لطرح الثلث المعطل. وأكدت الاوساط ان الحريري مستعد لمناقشة المعارضة في هواجسها وتقديم الضمانات او التطمينات المناسبة لها، مشددة على ان هناك حاجة الى حكومة ائتلافية، ولكن الائتلاف لا يعني التوازن وإنما يعني مشاركة الفريق الآخر من دون منحه القدرة على التعطيل. وتوقعت الاوساط ألا تستغرق مفاوضات تشكيل الحكومة وقتاً طويلاً جداً، مرجحة تشكيلها في فترة تتراوح بين بضعة أيام وأسابيع قليلة كحد أقصى، ولافتة الانتباه الى ان هناك مناخاً إقليمياً إيجابياً بفعل الانفراج النسبي في العلاقات العربية من شأنه ان يعزز فرص تأليف حكومة تحظى بقبول الجميع، ويملك رئيس الجمهورية فيها القدرة الترجيحية.
وجزمت بأن الحريري لن يعتذر لاحقاً عن تأليف الحكومة، مهما كانت طبيعة الصعوبات التي ستعترضه، &laqascii117o;ومن يحلم بذلك ننصحه بعدم تضييع وقته". وأشارت الى ان الحريري ليس مستاءً من عدم تسمية كتلة الوفاء للمقاومة وتكتل التغيير والاصلاح له، لأن مثل هذه التسمية كانت ستشكل عبئاً عليه، كدين سياسي يستوجب منه ان يكون ملزماً برده، اما الآن فهو متحرر من أي التزام مسبق. وأشارت الى ان الحريري ينظر الى الجانب المليء من كوب التسمية والمتمثل في الأصوات الـ86 التي حصل عليها.
المعارضة تنبه الحريري لحلفائه
في المقابل، دعت مصادر قيادية في المعارضة الرئيس المكلف الى اخذ الحيطة والحذر من بعض حلفائه الذين يضمرون رغبة في إفشال مهمته ويعملون على توريطه في مواقف مرتفعة السقف، وذلك من خلال محاولة الضغط عليه وإحراجه بالرفض العلني لصيغ الشراكة الفعلية ومن بينها الثلث الضامن او التمثيل النسبي، بما يجعل هامش الحركة امامه ضيقاً. وإذ اعتبرت المصادر ان المعارضة مقتنعة بأن الحريري يريد النجاح في اول تحد له كرئيس للحكومة، على قاعدة التوافق والتهدئة، نبهت الى ان بعض قوى 14 آذار ترى ان تفاهمه ووليد جنبلاط مع حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر، إنما سيؤدي الى تحجيم دورها وتهديد مصالحها السياسية، وبالتالي فهي ستسعى الى تكبيله بمجموعة من الشروط والمواقف المسبقة، لافتة الانتباه الى ان المعارضة تسهل مهمة الحريري أكثر بكثير مما يفعله بعض حلفائه، ويكفي أن معظم أقطابها لا يطرحون شروطاً علنية عليه ويحرصون على استخدام خطاب سياسي وإعلامي هادئ ومنفتح، بدأ منذ القبول بنتائج الانتخابات وما زال مستمراً. وكان الحريري قد جال أمس في إطار الزيارات البروتوكولية على رؤساء الحكومات السابقين، امين الحافظ ورشيد الصلح وسليم الحص والعماد ميشال عون وعمر كرامي ونجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة. وعلمت &laqascii117o;السفير" ان الحريري لم يتطرق الى تفاصيل التركيبة الحكومية التي يسعى اليها، ولكنه ابدى رغبته في تشكيل حكومة وطنية جامعة، للخروج بالبلد من الازمات التي يتخبط فيها، ولرأب الصدع بين اللبنانيين، وهو سمع تشجيعاً من الرؤساء لهذا التوجه، خصوصاً لجهة قيام حكومة وحدة وطنية تؤمن المشاركة الحقيقية، علما انه اكد في ختام جولته سعيه الى فتح صفحة جديدة.
وفي موقف لافت للانتباه، دعا رئيس &laqascii117o;اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط، الى تشكيل &laqascii117o; حكومة جديدة تحافظ على القطاع العام". وقال: لن اشارك في اي وزارة فيها كلمة عن الخصخصة في النقل العام او الضمان الاجتماعي او الخلوي او الكهرباء. لقد عمل الوزير (غازي) العريضي جاهداً لتفعيل النقل انما حاربته رئاسة الحكومة. وانتقد جنبلاط شعار &laqascii117o;لبنان اولاً"، وقال: غابت الشعارات التي نادينا بها، شعار العروبة وفلسطين، وأصبحنا اليوم في التزمت والتقوقع وشعارات الكيانية الضيقة. لبنان اولاً؟ لا معنى للبنان من دون عروبة ومن دون فلسطين ومن دون الوحدة العربية الكبرى، لكن ومع الأسف عدنا الى الأحياء، الى التعصب والمذهبية
ـ 'النهار'
قالت مصادر مطلعة لـ'النهار' ان اتصالات عاجلة اجريت عقب الاشتباكات تقرر في ضوئها ان تطلق يد الجيش في قمع المجموعات المسلحة الى أي طرف انتمت وخصوصا بعدما تفاقمت ظاهرة اطلاق رصاص الابتهاج في الايام الاخيرة واعادت اثارة الاستفزازات في الأحياء المتداخلة بين مؤيدي الافرقاء المتنافسين.
واشارت الى ان معلومات بلغت بعض المعنيين عن دخول مجموعات احد الاحياء واطلاقها الرصاص مما ادى الى الاشتباكات. واكتنف الغموض ظروف مقتل زينة الميري (30 سنة) على شرفة منزلها في عائشة بكار، اذ افاد بعض المعلومات انها اصيبت لدى اطلاق مسلحين الرصاص على المبنى الذي تقطن فيه فيما قالت معلومات اخرى، ان رصاصة طائشة اصابتها وتسببت بوفاتها فورا. واعتبرت المصادر ان هذا الاشتباك، وان يكن الجيش قد احتواه واعاد الوضع الى طبيعته، يضيف بندا ساخناً طارئاً الى الاولويات المطروحة في الاستشارات التي سيجريها رئيس الوزراء المكلف، علما ان هذه الاولوية تشكل اختباراً للقوى السياسية المعنية بالحفاظ على الاستقرار الامني وكذلك للقوى العسكرية والامنية بما يحول دون اي محاولات مشبوهة للعودة الى اثارة مناخ الفتنة.
ـ 'الأخبار'
أكدت مصادر الأكثرية أن النائب سعد الحريري، تزامناً مع تكليفه تأليف الحكومة، أوصى فريق عمله بتحضير مسودة البيان الوزاري وبرنامج عمل الحكومة العتيدة ليناقش بعض جوانبه في استشاراته اليوم مع الكتل النيابية، على أن يبنى البيان على العناوين التي اتفق عليها في اللقاء الذي جمع الحريري مع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.
وخلال زياراته أمس لرؤساء الحكومات السابقة، تجنّب الحريري الدخول في تفاصيل التشكيلة الحكومية المرتقبة ومدى مشاركة المعارضة فيها، مكرّراً معظم ما ورد في البيان الذي تلاه ساعة تبلغه مرسوم التكليف. وقد اصطحب الحريري كلاً من نادر الحريري وهاني حمود في جولته التي استهلّها بزيارة الرئيس أمين الحافظ، فالرئيس رشيد الصلح، ثم الرئيس سليم الحص الذي أوضح بعد اللقاء أن الحديث تناول كيفية مواجهة مجمل الأوضاع الداخلية والإقليمية بوحدة لبنانية متراصة. ولاحقاً زار الحريري الرابية، حيث التقى العماد ميشال عون نحو 20 دقيقة فقط، ذهبت خمس دقائق منها لالتقاط الصور التذكاريّة، وقد اقتصر البحث، بحسب المطلعين، على العناوين العريضة دون الدخول في التشكيلة الحكومية. وحين سأل الحريري العماد عون عن نصيحته (سأل السؤال نفسه لمعظم من التقاهم)، أجاب عون أن المهم هو كيفية تطبيق &laqascii117o;ما أعلنته عن الوحدة، الوضع في لبنان تعرفه وسياسات نتنياهو نتوقّعها، فهل من سبيل غير الوفاق". وأشارت مصادر الرابية إلى أن الحريري اكتفى بالاستماع. وقد غادر الحريري من دون الإدلاء بتصريح ليتناول الغداء عند نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري. ومن المتن إلى بيروت، زار الحريري الرئيس عمر كرامي في منزله في بيروت، ليخرج بعدها كرامي مطالباً بتطبيق &laqascii117o;ديموقراطية حقيقية" لا &laqascii117o;الديمقراطية التوافقية"، قبل أن يشير إلى أنّ الحكومة ستتألف في نهاية الأمر، و&laqascii117o;لا مناص من تأليفها ولا يمكن ذلك إلا بالتوافق، تقول لي ثلث معطل، ثلث ضامن، أو توافق فالنتيجة واحدة. نحن نظامنا توافقي، وإذا لم يكن هناك توافق فلن يكون هناك حكومة". ورأى كرامي أن الحريري هو &laqascii117o;الوحيد القادر في هذه المرحلة على تأليف هذه الحكومة". وقد أكد أحد المطلعين على سياق الاجتماع أن الجو كان جيداً جداً، وتلمس كرامي خلاله جدية عند الحريري في الانفتاح وضمان مشاركة الجميع.
بدوره، رأى الرئيس نجيب ميقاتي بعد لقائه الحريري أن المطلوب إعطاء الشراكة الوطنية معناها الإيجابي المتكامل والعادل. وختاماً، زار السنيورة رئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة في منزله، متمنّياً بعد اللقاء فتح صفحة جديدة والنهوض بالبلد، مشيداً بدور السنيورة، وخاتماً بالدعوة ليكون اليوم يوماً جديداً.
بالنسبة إلى المعارضة، فإن عناوين المرحلة كثيرة: إسراع لا تسرُّع، مشاركة لا إشراك، وضمانات عملية لا ضمانات وهمية. وبالتالي، تذهب كتل المعارضة النيابية إلى المجلس النيابي اليوم لتكوّن فكرة عامة، وتسمع رأي الحريري بشأن شكل الحكومة، والصيغة التي سيقدمها لضمان الشراكة، بحسب مصدر في تكتل التغيير والإصلاح. أمّا كتلة الأحزاب الوطنية، فأشار مصدر فيها إلى أن المعارضة مهتمة بمعرفة الخيارات السياسية للحكومة المقبلة، وتفاصيل البيان الوزاري بعدما ثبت أن ضمانات 2005 في موضوع المقاومة والصراع مع إسرائيل لم تفد كثيراً، ولدى المعارضة كذلك بعض الهواجس بشأن علاقة هذه الحكومة مع سوريا مثلاً. وبحسب المصدر، فإن كتل المعارضة المتنوعة ستقاطع إجابات الحريري لتستخلص مقاربتها للمرحلة، مع أخذها في الاعتبار أن الحريري سيسعى بكل تأكيد للإيقاع بين أطراف المعارضة، واستمالة طرف على حساب آخر. وترى معظم كتل المعارضة المشاركة في استشارات اليوم أن توزيع الحقائب أمر تقرره المعارضة، بعد الاتفاق على عدد الوزراء الذي سيُعطى لكل من الأكثرية، المعارضة، ورئيس الجمهورية. وفي هذا السياق، ذكرت مصادر من عين التينة أن أمام الحريري ثلاثة خيارات:
1ـــــ الاعتذار، وهو ما لا يفترض أن يكون في الحسبان اليوم، وبالتالي فهو احتمال يجب اهماله.
2ـــــ المشاركة، وقد حدد بري، كما باقي أطراف المعارضة موقفهم من المشاركة كلٌّ بحسب طريقته. وبحسب المحيطين ببري، لم تتلقّ المعارضة عرضاً إلى اليوم لتحدد موقفها على أساسه.
3ـــــ بقاء المعارضة خارج الحكومة المقبلة، وتأليف حكومة من لون واحد. وبرأي المصدر، فإن هذا الاحتمال يقدم للمعارضة تجربة جديدة ومفيدة للمعارضة.
ومن جهته، دعا الرئيس نبيه بري إلى الانتهاء من عقلية التسلط والاستئثار والهيمنة ومن الحصحصة والخصخصة، فيما رأى رئيس كتلة &laqascii117o;الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد أن ثمة من يبحث عن عدو جديد ليهرب من عجزه وقصوره ولامبالاته إزاء العدو التاريخي والوجودي الذي يتهدد الأمة.
وكان أمير قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، قد أعرب في اتصال هاتفي مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان عن أمله أن &laqascii117o;تتفق الأطراف اللبنانية على تأليف حكومة جديدة في أقرب وقت، وتكون إلى جانب رئيس الجمهورية في مسيرة الإصلاح على المستويات كافة وفي شتى المجالات، لترسيخ الأوضاع في لبنان واستقراره". فيما وصف البطريرك الماروني نصر الله صفير أمام زواره تكليف النائب سعد الحريري تأليف الحكومة بالأمر &laqascii117o;الجيد جداً"، بموازاة اعتبار مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني أن &laqascii117o;تسهيل مهمة الحريري في تأليف الحكومة المُرتَقَبَة واجب وطني".
حذّر نتنياهو لبنان، غداة تكليف زعيم &laqascii117o;تيار المستقبل" سعد الحريري تأليف الحكومة المقبلة، بأنه &laqascii117o;في حال انضمام حزب الله إلى الحكومة، فإنها ستتحمّل مسؤوليّة نشاط الحزب ضد إسرائيل".
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن نتنياهو قوله إنه &laqascii117o;إذا كان حزب الله جزءاً من الحكومة اللبنانية، فإنها ستكون مسؤولة عن أي نشاط للحزب ضد إسرائيل بكل المعاني الناجمة عن ذلك". وأضافت أن &laqascii117o;تحذير نتنياهو جاء رداً على سؤال الوزير يتسحاق هرتسوغ عما إذا بحث نتنياهو خلال لقاءاته في أوروبا الأسبوع الماضي، احتمال انضمام حزب الله إلى الحكومة اللبنانية المقبلة".وقال بيبي إنه &laqascii117o;جرى التداول في هذا الموضوع خلال لقاءاته في فرنسا وإيطاليا مع الرئيس نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلوسكوني". ولفتت الإذاعة الإسرائيلية إلى أن &laqascii117o;إسرائيل لم تحمل حكومة لبنان حتى الآن مسؤولية مباشرة على نشاط حزب الله".
ـ 'المستقبل'
تبدأ اليوم 'المشاورات وورشة العمل لكيفية تشكيل الحكومة بغرض إنجاز العمل المطلوب منها'. هذا ما أكّده الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة سعد الحريري بالأمس، بعد لقائه رئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة، في ختام جولته على رؤساء الحكومات السابقين، موضحاً 'أننا نريد فتح صفحة جديدة' وواصفاً يوم بدء التأليف بـ'اليوم الجديد' متمنياً أن ترسم مشاورات اليوم 'الإتجاه الذي يسير فيه البلد'.
وشدّد على أنّ 'ما نريده هو وحدة الوطن لأن التحديات كبيرة وخطيرة وهناك فرصة كبيرة للبلد'، كما نوّه بالرئيس السنيورة 'الصديق والأخ والذي كان على قدر المسؤولية خلال السنوات الصعبة الماضية'.
ورأى الحريري، في جواب عن سؤال حول حصوله على تأييد 86 نائباً في الاستشارات في مقابل 90 صوتاً للرئيس نبيه برّي في انتخابات رئاسة المجلس، أنه 'ليس المهم الأصوات، الأصوات التي تريد الناس سماعها هي فرص العمل التي يجب ان نوفرها لشباب وشابات الوطن، وفرص الاستثمارات التي يمكن ان تدخل الى البلد، والفرص التي يمكن ان يغتنمها لمواجهة أي تحديات مرتقبة بوحدتنا الوطنية' وكذلك 'ان ننهي الانقسام الموجود في البلد لكي نستطيع النهوض بوطننا كما يجب'. وأكد الحريري أمام وفود أمّت قريطم أمس، 'أهمية الوحدة والعيش المشترك بين اللبنانيين والالتزام باتفاق الطائف' وقال: 'نحن على استعداد لمواجهة كل الصعاب من أجل مصلحة البلد والنهوض فيه في هذه المرحلة الدقيقة التي تمرّ بها المنطقة' وأضاف: 'نحن نؤمن بهذه الأسس والمبادئ فعلاً وليس قولاً لنحافظ على لبنان الرسالة، وسنسير على الدرب التي رسمها لنا الرئيس رفيق الحريري من أجل ان يبقى لبنان'.
أما الرئيس السنيورة، فأكّد أنّه سيكون إلى جانب الرئيس الحريري 'في كل أمر يعتقد أن هناك امكانية للتعاون فيه' متمنياً على الجميع 'ان ننطلق بدايةً مما أسفرت عنه الإنتخابات' مع استيعاب 'التجربة السابقة في جوانبها كافة' وإدراك 'التحديات الكبرى التي تنتظرنا'. وفي ما خصّ العراقيل الممكنة، رفض السنيورة 'استباق الأمور، ولكن يجب أن يكون المرء على استعداد لمواجهة كل الأمور بطول بال وبالرغبة بالتوصّل إلى حلول'، ومشدّداً على أنّ 'موضوع الثقة هو أساس للتعاون، وعندما نعطي الأولوية لعدم الثقة لا نستطيع الوصول إلى نتيجة'، ووصف الرئيس الحريري بأنّه 'رجل أثبت بداية أنه موضع ثقة، والدور الذي يلعبه كرئيس للحكومة وأيضاً الدور الذي يلعبه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان من موقعه، هما الأساس في توفير عامل الثقة والإطمئنان لجميع الأطراف'.
ـ 'الشرق الأوسط '
رئيس مجلس شورى الدولة سابقا الدكتور يوسف سعد الله الخوري، عرض في حديث مع &laqascii117o;الشرق الأوسط" فلسفة الثلث الـ ' معطل' أو الـ 'الضامن'، فقال إن المادة 65 من الدستور اللبناني &laqascii117o;حين حدّدت نصاب جلسات مجلس الوزراء بحضور ثلثي أعضائه المكوّنين لم يكن يقصد بها تعطيل الجلسات، إنما ضمان الصالح العام. كذلك، أن القرارات تُتخذ بالتوافق وإذا تعذّر الإجماع يُعمد إلى التصويت بالنصف زائدا واحدا من الحضور، شرط توافر النصاب. وحدّد الدستور في مادته الـ14 المواضيع الأساسية التي يوجب إقرارها أكثرية الثلثين. من هنا يمكن الاستنتاج أن دستورنا ينصّ على ديمقراطية توافقية. وبرأيي، هذا أمر مستحب، لأنه يفرض الإجماع على القرارات السياسية الأساسية لئلا تحتكر طائفة معيّنة هذا الأمر. كما تأتي القرارات نتيجة درس معمّق. فقد شهدنا في عام 1994 ما حصل لدى تجنيس 400 ألف شخص بشكل اعتباطي، فيما هناك المئات ممن تقدّموا بطلبات لنيل الجنسية منذ أكثر من 60 عاما ولم يجنّسوا ولا تزال ملفاتهم في الأدراج".
وشدد على أن &laqascii117o;التمسّك بالتوافق، يصبح مطلبا جوهريا في المجتمعات المتعدّدة لا سيما ذات التركيبة غير المتجانسة. وما حدث في 7 مايو (أيار) (حين اتخذ مجلس الوزراء قرارين يرميان إلى فك شبكات الاتصال السلكية التابعة لحزب الله)، ليس إلا دليلا على عدم القدرة على تجاوز طائفة معيّنة لدى اتخاذ قرار أساسي. وهذا جوهر الصيغة اللبنانية القائمة على العيش المشترك والمكرّسة في الدستور بأشكال عدّة، وليس نصاب الثلثين إلا واحدا منها. فلماذا نعطّل هذه الصيغة؟ هل لتغيير وجه لبنان الديمقراطي؟". وعما إذا كان الدستور يتضمّن نصا صريحا يمنع إعطاء رئيس الجمهورية الثلث المعطّل، قال: &laqascii117o;ليس أمرا مستحبا إعطاء الثلث الضامن أو المعطّل لرئيس الجمهورية، لأنه يؤدي إلى شلل في عمل المعارضة، أيا كانت مكوّناتها، ويخلّ بالتوازن بين الطوائف. أما لناحية الدستور، فهو واضح في أنه ينصّ على ثنائية السلطة الإجرائية التي يرأسها رئيس الجمهورية. لذلك، لا شيء يمنع، دستوريا، إعطاء الرئيس هذا الثلث. ولكن نظرا إلى حساسية التركيبة اللبنانية والفسيفساء السياسية، لن يكون تحقيق هذا الأمر واقعيا. فبذلك يتعطّل دور المعارضة في مراقبة السلطة الحاكمة لناحية التعطيل والتسيير".
وبالنسبة إلى أن الديمقراطية تمثّل حكم الأكثرية، قال: &laqascii117o;بالتأكيد إنها حكم الأكثرية، إنما في المجتمعات ذات الوجه الواحد واللون الواحد أي المجتمعات المندمجة والمتطورة جدا والتي لديها تاريخ وتجربة طويلة في المسار الديمقراطي. فالنصوص الميثاقية لا يمكن أن تكون جامدة بعيدة عن طبيعة المجتمع وتركيبته. فلنفترض أن هذه المقولة تطبَّق في لبنان، ماذا ستكون نتيجتها على أرض الواقع؟ فالمشكلات تقع بعد اتخاذ القرارات التي تتجاوز أحد مكوّنات المجتمع، وإذا تركنا عملية اتخاذ القرار في مهب الأكثرية العادية، فإن لبنان سرعان ما يتعرض للانهيار. ثلث ضامن أو معطّل لا تهم التسميات، فالجوهر واحد وهو عدم المسّ بصيغة العيش المشترك. كل كلام عن أن الديمقراطية تمثّل حكم الأكثرية لا ينطبق على الواقع اللبناني الطائفي، فنحن لسنا في الجمهورية الفاضلة. وحتى وإن لم تكن تجربة الحكومة الأخيرة التي أعطيت فيها المعارضة الثلث المعطّل، تجربة ناجحة، فلا يمكن تغيير اتجاه البوصلة والابتعاد عن التوافق الذي يجب أن تتمسّك به كل القوى والعمل على تحسين الأداء".
2009-06-29 00:00:00