صحف ومجلات » مقالات وتحليلات الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الثلاثاء 7/7/2009

ـ صحيفة 'الأخبار'
عون لـ&laqascii117o;الأخبار": أنا خائف على مصير لبنان
حاذر الرئيس ميشال عون الخوض في تفاصيل المشاورات السعودية ـــــ السورية الجارية حيال تأليف الحكومة اللبنانية، مكرّراً موقفه أنها تطبخ في الخارج. وبدا أنه يراقب المشاورات الموازية الجارية محلياً، إذ اعتبر الشأن الحكومي &laqascii117o;مسألة ثانوية". وهو تلقّى أمس اتصالاً من الرئيس المكلف سعد الحريري رغب في الاجتماع به في نطاق المشاورات التي يجريها مع القيادات اللبنانية، فاكتفى عون بإبلاغه انتدابه الوزير جبران باسيل إلى الاجتماع معه اليوم، وإطلاعه على وجهة نظره، حتى إذا اقتضى عقد اجتماع بين الحريري وعون يبحث لاحقاً.
إلا أن عون سلّط الضوء مجدّداً على ما أفضت إليه الانتخابات النيابية في 7 حزيران، وقال لـ&laqascii117o;الأخبار": &laqascii117o;أنا خائف على مصير لبنان، ومؤشرات ذلك كثيرة. لنبدأ أولاً بما قامت عليه المعركة الانتخابية من إعلام وإعلان كاذب ومشوّه للحقائق، وعلى شائعات ومال سياسي بأحجام غير مسبوقة. وهذا أول المؤشرات التي تدحض فكرة بناء الدولة. من يرد بناءها يجب أن يستمد توجهاته الأساسية من شعبه، لا من التوجهات المغلوطة. كانت الانتخابات النيابية في دوائر عدة قامت على توجهات مغلوطة وتدخلت فيها مرجعيات كبيرة بغية تكبير حجم الخوف عند اللبنانيين من أخطار وهمية حجبت الأخطار الحقيقية. ولم ينتبهوا إلى أكبر معضلة تواجه لبنان منذ بداية المأساة الفلسطينية، وهي التوطين، بينما كان (رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين) نتنياهو يبشّر برفض حق العودة وبقيام الدولة اليهودية العنصرية التي تبشّر بدورها بترحيل الفلسطينيين الباقين على أرض إسرائيل. كان السجال في لبنان يدور في هذا الوقت على امتداد أوهام المعركة الانتخابية، من ولاية الفقيه إلى التشادور واجتياح سوري وإيراني، وإذا بنا بالأكثرية تلقي بثقلها لتصافح وتعانق هذه الأخطار المزعومة، فأدركنا أن الخطر الحقيقي هو في حاملي شعار السيادة والاستقلال من ثورة الأرز، حاملة هذا الشعار".
وإلى أين يرى الوضع الداخلي الآن؟ أجاب عون: &laqascii117o;ضاعت السيادة ما دام قرار تأليف الحكومة لم يعد على الأرض اللبنانية، وضاع الاستقلال وبيع القرار اللبناني إلى مموّلي الانتخابات". وأضاف: &laqascii117o;الأخطار التي أتحدث عنها سأتركها تنضج أكثر فأكثر أمام الجمهور اللبناني، فربما اتعظ وانكفأ إلى مواقعه الحقيقية، لا حيث اجتذبوه. ربما النظام الحالي بمؤسساته القائمة، المدنية والرسمية، يتنبه إلى الشطط الذي ارتكبه في الانجراف كي يبقى لنا من لبنان تلك الأكثرية التي بقيت صامدة، وهي كافية لأن ترجح الكفة في الوقت المناسب، لمعاودة الإنقاذ، لأنني أعتقد جازماً أن الانتخابات الحالية وضعت لبنان في أخطار إقليمية ودولية، لأن القرار أصبح خارج لبنان".
ولاحظ عون أن تأليف الحكومة &laqascii117o;يبنى على أقاويل، لأن ثلث المشاركة كان المصحّح لأخطاء كانت قد ارتكبت، وكان هذا الثلث أحياناً بمثابة الضوء البرتقالي الذي يحذر من المرور دون الانتباه إلى الأخطار. فكل خطاب سياسي يرتكز على المزايدة لحذف الآخر أو إلغائه والاستئثار وعدم المشاركة يشكل إسفيناً في بنيان المجتمع اللبناني".
- صحيفة 'النهار'
روزانا بومنصف:
مخاوف من تجاوز تل أبيب مرحلة انتظار الحوار الأميركي مع طهران.. لبنان أم إيران الهدف الحقيقي للتهديدات الإسرائيلية؟
التعليقات التي اطلقها مسؤولون اسرائيليون تكرارا حول تحميل حكومة لبنان تبعة أي اعتداء يحصل على اسرائيل انطلاقا من الاراضي اللبنانية في حال مشاركة 'حزب الله' في الحكومة العتيدة، باعتبار ان هذه المشاركة تضفي عليه 'شرعية' – هذه التعليقات تثير اسئلة عن الاسباب الحقيقية للمواقف الاسرائيلية. فهذه ليست المرة الاولى يشارك فيها الحزب في الحكومة ليستفز الامر الاسرائيليين او سواهم. وسبق لاسرائيل في حرب تموز 2006 ان عممت الدمار على لبنان كله وطاول قصفها مناطق في عكار والشمال والبقاع وكسروان، ولم يقتصر ضررها على الجنوب او بعض البقاع حيث المواقع الرئيسية للحزب. علما ان المقصود بتحميل التبعة للحكومة ولبنان ككل يتخطى ضرب الجسور، لوقف الامدادات وما شابه، الى المراكز الحياتية الحيوية التي كان مسؤولون اسرائيليون شددوا على وجوب استهدافها المرة الماضية لكن التدخلات الخارجية حالت دون ذلك. ولا ترمي المواقف الاسرائيلية، على ما يعتقد، الى الكلام على ضمانات تعطى لسلاح الحزب في البيان الوزاري لمقاومة اسرائيل ولا الى الحؤول دون اعطاء الحزب وزارات رئيسية، لأن المواقف الاسرائيلية غير مؤثرة في هذا الموضوع اطلاقا، علما ان اسرائيل لا تحتاج الى اسباب او ذرائع مباشرة لتوجيه تهديدات الى لبنان، وتشكل الطلعات الجوية الاسرائيلية الدليل الابرز على ذلك.لكن لاطلاق هذه المواقف في الوقت الراهن تفسيرات تستند الى امرين: احدهما من خلال السياق الذي وردت فيه والآخر في المضمون. ففي الشكل صدرت مواقف المسؤولين الاسرائيليين، سواء رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو او وزير الدفاع ايهود باراك وفق ما نقل في وسائل الاعلام الاسرائيلية خلال انعقاد جلسة لمجلس الوزراء، وقد ادلى الاثنان بهذه المواقف 'بعدما عرض رئيس اركان الجيش الاسرائيلي غابي اشكينازي التهديدات الامنية التي تواجهها اسرائيل واستعدادات الجيش لمواجهتها'. والتهديدات يقصد بها، وفق المعطيات المبدئية عن الاخطار التي تستشعرها اسرائيل، في شكل رئيسي الموضوع النووي الايراني الذي حاولت اسرائيل مع الولايات المتحدة تقديمه على مفاوضات السلام، واي شأن يتعلق بالمطالب الاميركية من اسرائيل حول الاقرار بحق اقامة دولة فلسطينية وانهاء الاستيطان، وفق ما عبر عنه مسؤولون اسرائيليون اكثر من مرة. وتاليا لا صلة لما اعلن بالحكومة اللبنانية وتأليفها، ولا صلة ايضا باي اعتداء من لبنان على اسرائيل، اذ لا يبدو الامر واردا في الافق القريب لاعتبارات متعددة لا مجال لدخولها في هذا السياق.وتعتقد مصادر ديبلوماسية متابعة ان الامر قد يكون متصلا بالموضوع الايراني، وخصوصا اذا اخذ في الاعتبار الحاح اسرائيل على الولايات المتحدة من اجل دفعها الى حسم هذا الموضوع بعد التطورات الدراماتيكية الاخيرة التي شهدتها طهران اثر الانتخابات الرئاسية. فما تخشاه اسرائيل هو رد فعل يأتيها عبر الحدود مع لبنان من 'حزب الله' في حال وجهت ضربة الى ايران، وقد اثار غبارا في شأنها الكلام الذي اعلنه نائب الرئيس الاميركي جو بايدن بقوله 'إن الولايات المتحدة لن تقف في طريق اسرائيل اذا ما قررت مهاجمة ايران'. ومع ان الموقف الاميركي الرسمي جدد رغبة الرئيس الاميركي باراك اوباما في الحوار مع طهران، على رغم ما تركته الانتخابات الرئاسية فيها من انعكاسات سلبية غداة موقف بايدن، فان اسرائيل تتحسب على ما يبدو لا بل تتحضر لهذا الاحتمال. وليس مستغربا في هذا الاطار ان تحذر من ردود فعل عبر لبنان بتحميل الحكومة فيه تبعة اي رد فعل يقوم به 'حزب الله' من الجنوب، علما ان المصادر المعنية ترى ان هذا التحذير قد لا يكون يشمل لبنان فحسب، بل ايضا الاميركيين من اجل الحصول منهم مسبقا على ضوء اخضر او غطاء لتوجيه ضربات واسعة الى لبنان يفترض ان الاميركيين لن يوافقوا عليها. ويتضح من التعليقات الاسرائيلية عدم ايلاء اهمية او اظهار خشية من رد فعل من حركة 'حماس' ربما لوجود اعتقاد انها لم تعد مؤثرة كما في السابق من حيث تهديد اسرائيل وتشكيل خطر عليها. ولذلك ترد ردود الفعل اللبنانية على المواقف الاسرائيلية من اعلى المستويات، اي رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف، لادراكهما ما ترمي اليه اسرائيل من احتمالات.ومع ان المسؤولين الاسرائيليين تحدثوا عن انتظار الحوار المرتقب بين واشنطن وطهران، فان المصادر المعنية المتابعة تتخوف من عدم انتظار الاسرائيليين هذا الحوار، خصوصا في حال تأخر الحوار نتيجة التطورات الايرانية الاخيرة والارتباك الذي احدثته على مستوى السلطة فيها. ولن تأبه اسرائيل على الارجح لعدم وجود غطاء اميركي لأي ضربة توجهها الى ايران او لاحتمال احراج الرئيس الاميركي ووضعه امام امر واقع، اذ قد تتخلى عندئذ عن المستوطنات في مقابل توريط الولايات المتحدة مع ايران. وفي اي حال، فإن التسريبات الاعلامية المتزايدة في وسائل اعلام اجنبية كبيرة، وإن في معرض نفي بعض المعطيات، يصب غالبها في اطار اثارة الاحتمالات عن الموضوع الايراني مجددا على نحو يجعل كثيرين يتحوطون لكل الاحتمالات الاقليمية والتطورات، اياً تكن.
- 'النهار'
خليل فليحان:
الردّ الإعلامي على نتنياهو لا يكفي مطلوب إيقاظ الديبلوماسية اللبنانية واستنفارها
ورأت مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع في بيروت ان تهديدات نتنياهو يجب اخذها على محمل الجد لان عنصراً جديداً طرأ يشجع الحكومة الاسرائيلية على توجيه اعتداءاتها الى ايران عندما اعلن نائب الرئيس الاميركي جو بايدن عجز بلاده عن منع اسرائيل من شن هجوم على ايران لتدمير منشآتها النووية القائمة حالياً من اجل نسف برامج تمكنها من الاستعمال العسكري النووي. واشارت الى ان موقف بايدن جديد ولم تتوافر معلومات وتفاصيل عن دوافعه واسبابه وما اذا كان اوباما موافق على ما يقوله نائبه، وسألت هل يشكل هذا الموقف ضوءاً اميركياً لاسرائيل كي تشن الهجوم على ايران من دون اعتبار لرد فعل القوات المسلحة الايرانية ضد الدولة العبرية الذي قد يتوسع ليستهدف دولاً عربية خليجية اذا ما انطلقت من اراضيها شحنات من الاسلحة الاميركية لدعم الجيش الاسرائيلي؟ وسألت ايضاً هل ان تراخي بايدن ينطوي على تعسر في الاتصالات الاميركية – الايرانية البعيدة عن الاضواء في حال وجدت؟ ولم تستبعد ان يكون نائب الرئيس الاميركي قد استعمل الصراحة ليؤكد ان واشنطن عاجزة عن ردع تل أبيب بسبب اللوبي اليهودي وقوته المؤثرة في الكونغرس بمجلسيه ومؤسسات رسمية اخرى، مع التذكير بأن الرسالة التي تسلمها اوباما من الكونغرس تدعوه الى وقف الضغط الاعلامي على اسرائيل بشأن حل الدولتين لأنها دولة حليفة استراتيجية ويجب التعامل معها في حال الخلافات التي تنشأ بالتفاوض والحوار.. ولفتت الى ان تحذير نتنياهو للبنان الذي وجهه الأحد الماضي يرمي ايضاً الى تأليب اللبنانيين على الحزب ومطالبته بتسليم سلاحه، والى ان المحذر يدرك تماماً ان هذا الأمر غير وارد، وان جلسات الحوار الوطني اخفقت في التوصل الى حل لهذا الموضوع على رغم الدراسات والتقارير التي قدمها اكثر من زعيم مشارك فيها.ودعت المسؤولين اللبنانيين الى ايقاظ الديبلوماسية اللبنانية وآمرها في حكومة تصريف الاعمال لاستنفار الدول الكبرى والامين العام للامم المتحدة من اجل الاتصال بنتنياهو وتنبيهه الى خطورة تهديده دولة عضواً في منظمة الامم المتحدة وعضواً في الشراكة الاوروبية – المتوسطية، والأهم ان على الولايات المتحدة الاميركية التنبه الى ما يخطط له رئيس وزراء اسرائيل لنسف استعدادات اوباما من اجل معاودة المفاوضات بين الجانبين العربي والاسرائيلي بغية التوصل الى تسوية. وقللت اهمية الرد الاعلامي اللبناني الذي ظهر امس على ألسنة اكثر من مسؤول لأن اي اعتداء اسرائيلي على ايران سيسبقه هجوم استباقي على اهداف عسكرية للحزب في الجنوب او يتزامن معه فتح المقاومة جبهة الجنوب. وقالت صحيح ان لبنان لا يمكنه اللجوء الى مجلس الأمن والطلب اليه توفير الحماية للبنان الدولة العضو في المنظمة الدولية كما الدولة التي تهدد، لكن ما من دولة مهما كبر حجمها قادرة ان تمنع قيامه بتحرك ديبلوماسي واسع ودائم لمواجهة تهديدات نتنياهو بسبب حيازة الحزب السلاح وطاقته على مهاجمة اهداف داخل الاراضي الفلسطينية. واثنت على ما يتحلى به عدد من السفراء اللبنانيين المعتمدين في عواصم القرار من مهنية عالية، معتبرة ان المشكلة تكمن في التعليمات ومن يوجهها، والاكتفاء بالسفر لتمثيل لبنان في هذا المؤتمر وذاك، وحتى الى مؤتمر للطاقة في شرم الشيخ من غير ان يكون هو صاحب الاختصاص.ورأت ان على المسؤولين الانتقال من اللغة المستعملة القائلة ان اسرائيل دولة معتدية وتخرق القرار 1701 وان لبنان ضد التوطين، الى مرحلة جديدة من العمل الديبلوماسي لاقناع الدول المؤثرة بردع اسرائيل وعدم الخوف من قوة الضغط التي تتمتع بها سواء في اميركا او في بعض الدول الاوروبية الفاعلة والتي تؤيد رؤية اوباما للسلام في الشرق الاوسط وتقف بجانب لبنان بصفته عضواً في مجموعة الشراكة الاوروبية. وشددت على السهر الدائم لمحاولة منع الاعتداء وعدم انتظار حدوثه للتحرك لوقفه.
- 'النهار'
علي حمادة:
على طريق المصالحات 1 - الجبل و'حزب الله'
جولة الوفد العلمائي التابع لـ'حزب الله' على المراجع الروحية في الطائفة الدرزية، خبر طيّب في ذاته، خصوصا ان دماء ابناء الجبل لم تجف بعد اكثر من عام على غزوة 'حزب الله' على القرى والبلدات الآمنة فيه. وهو خبر طيب إذا ما جاء في سياق تعبير الحزب المشار اليه عن رغبة حقيقية في التعامل السلمي مع بقية مكونات البلاد، خصوصا تلك التي تخالفه الرأي والموقف والموقع على حد سواء. وهو ثالثا خبر طيب إذا ما اقترن بخطوات جدية يقوم بها 'حزب الله' في الجبل وغير الجبل لإثبات انه لا يشكل خطرا داهما على حياة اللبنانيين وامنهم، وخصوصياتهم المناطقية والاجتماعية بالتراجع عن العديد من الاعمال غير القانونية التي يقوم بها في مختلف المناطق، من استمرار مد شبكات الاتصالات في مناطق لا وجود له فيها، الى تكديس سلاح ومسلحين (ضمن عائلات) في مناطق متداخلة، فالى بناء قواعد عسكرية في اعالي جبال لبنان من شماله الى جنوبه. وهو رابعا خبر طيب في حال اتى نتيجة لمراجعة حقيقية اجراها ويجريها الحزب في شأن خياراته الكبرى التي اصطدم بسببها بمعظم اللبنانيين، وكاد ان يصل به الامر الى اشعال حرب اهلية دفاعا عن سلاح صار بنظر الغالبية، وعلى رغم المصالحات الجارية، مصدر تهديد يتغذى من العدوان الاسرائيلي ويغذيه في آن واحد. ولا يأتي هذا الكلام تشكيكا في مساعي النائب وليد جنبلاط الضرورية لمنع الفتنة التي كادت ان تحرق الجبل والضاحية ولدفن '7 ايار' نهائياً، بل لنذكّر بأن الكلام الذي سمعناه خلال جولة علماء 'حزب الله' هو مجرد بداية على 'حزب الله' ان يتبعها بأعمال ملموسة، لا ان نسمع كلاما وكلاما فيما يستمر العمل المنهجي لإختراق المناطق امنيا واجتماعيا من اقصاها الى اقصاها، تحت وابل من الكلام المعسول. ويأتي هذا الكلام للتذكير بأن مشكلة سلاح 'حزب الله' لا تزال كاملة، وان المشكلة مع اجندته الاقليمية لم تتغير، وان التجارب التي اعقبت غزوات 7 ايار، ثم اتفاق الدوحة، وكان آخرها 'الميني 7 ايار' ليل الاحد 29 حزيران الفائت اثبتت بالملموس ان الحلول كانت ولا تزال موقتة، في حين ان الاخطار ظلت مديدة. ان منع عبور الفتنة امر جيد، والمهم هنا ألا يقع فريق ضحية الابتزاز الامني او السياسي. من هنا نسأل بكل صراحة عما ينويه 'حزب الله' على مستوى سحب السلاح والمسلحين من العاصمة بيروت، واعلان 'بيروت مدينة آمنة'. ونسأله عما ينويه بالنسبة الى القواعد المسلحة في اعالي جبال لبنان. واخيرا وليس آخرا نسأل عما ينويه في ما خص اكثر من منطقة فيها تداخل سكاني في جبل لبنان الجنوبي. في لبنان يقال ان الامن يبدأ بالسياسة وينتهي بها. هذا صحيح، ولكن السؤال: كيف نحمي السياسة مع وجود لاعب يأخذ ولا يعطي ويبيع مما لا يملك... ويكسر كل قواعد اللعبة؟.
- 'الأخبار'
فداء عيتاني:
ماذا تغيّر كي تسقط قوى آذار؟
..لم يعد هناك ما يلمّ شمل القوى الآذارية من 8 إلى 14، اللهم إلا بعض الخجل، ولكن المصالح التي تحكم القوى الرئيسية لدى كل طرف قد تبدّلت، وإن كانت الصورة لدى قوى المعارضة المنضوية تحت جناح قوي لتحالف حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر، لا تزال تحافظ على الحد الأدنى من التماسك، إلا أن نتائج الانتخابات وتبدلات المصالح المباشرة، والحراك الذي تقوم به قوى في 14 آذار، أمور تغيّر ما لدى أهل المعارضة من اصطفاف سياسيي. ويصر الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله على اللقاء المباشر مع قيادات المعارضة، للتأكيد أمامها على تواصل الخط السياسي الذي اجتمعوا عليه منذ أكثر من أربعة أعوام، أي منذ التظاهرة المليونية، التي جمعت بضعة آلاف رافضة الانسحاب السوري، ذلك كان قبل مقتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وبعيد القرار 1559، وقبل التمديد مباشرة للرئيس إميل لحود، ومن يومها حتى الآن يعاني نصر الله وحزبه الأمرّين في محاولة صياغة توازن داخلي يشغل الفراغ الذي تركته السياسة السورية في لبنان...ومن نتائج الأعوام الماضية تراجع في الشكل للمشروع الأميركي في المنطقة، فلا سوريا انهارت تحت وطأة احتلال العراق، ولا نظرية أحجار الدومينو القاضية بسقوط متتال للأنظمة في المنطقة بمجرد إزالة نظام طالبان في أفغانستان، وبعده نظام صدام في العراق، وبالتالي فها هي إيران لا تزال تطمح إلى مشاريع إضافية في المنطقة، وكل من راهن عكس ذلك عليه اليوم أن يلملم شتاته في لبنان ليجيب عن سؤال حول مصيره هو في الغد، ومن كان يهاجم السلاح غير الشرعي ليل نهار بات اليوم يحاول إعطاء ضمانات للمقاومة....
- 'النهار'
رندى حيدر:
لبنان والشرق الأوسط في الصحافة الاسرائيلية: تصريحات بايدن تمديد مبطّن لإيران وليست ضوءاً أخضر لعملية إسرائيلية
..وذكر مراسل صحيفة 'هآرتس' أمس أن إسرائيل بعثت برسائل الى إدارة أوباما والى بضع دول أخرى بينها ألمانيا و روسيا وفرنسا واليابان، دعتها فيها الى ضرورة الاستعداد لاحتمال فشل الحوار بين إيران والغرب ووضع خطة بديلة تشمل رزمة عقوبات على إيران بالإضافة الى تدابير أخرى. واعتبر عودة الحوار بين إسرائيل وأميركا في الموضوع الإيراني أمراً إيجابياً لأنه ينهي قطيعة بين الدوليتن حول الموضوع استمرت نصف عام. لكنّ هناك وجهاً سلبياً هو تخوّف إسرائيل وألمانيا وبريطانيا وفرنسا من افتقار الخطة الأميركية للحوار مع إيران الى خطة بديلة في حال الفشل. ويرد المسؤولون الأميركيون على هذه المخاوف أنهم على الرغم من عدم اعتقادهم باحتمالات نجاح الحوار مع إيران، لا يريدون الحديث عن خطة بديلة وعقوبات لأن هذا سيجعل الإيرانيين يشعرون بأن أوباما ليس جدياً في نيّاته. وشدّد المعلق السياسي للصحيفة ألوف بن في مقالته على عودة الاهتمام في إسرائيل والولايات المتحدة لكبح المشروع النووي الإيراني، فكتب: 'حصل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بعد فترة وجيزة من قبوله معادلة الدولتين لشعبين، على ثمن أميركي لموقفه تمثل في تصريحات نائب الرئيس الأميركي جو بايدن بأن إسرائيل هي دولة ذات سيادة من حقها أن تقرر بمفردها كيف تتصرف حيال إيران. لقد كرّر بايدن الى حد بعيد التصريحات التي سبق وان قالتها قبل عام وزيرة الخارجية الأميركية في إدارة بوش كوندوليزا رايس رداً على سؤال يتعلق باحتمال قيام إسرائيل بعملية ضد إيران. لكن بايدن رفض أن يقول ما اذا كانت الولايات المتحدة ستسمح لإسرائيل بالتحليق فوق العراق.علينا ألا نفهم تصريحات بايدن بأنها ضوء أخضر أميركي للقيام بقصف المنشآت النووية الإيرانية، وإنما هي أشبه بتهديد مبطن لإيران في حال رفضها الدخول في حوار مع إدارة أوباما. ولقد أكد مصدر سياسي في القدس أن تصريحات بايدن لم تُنسق مسبقاً مع إسرائيل، لكنها بالتأكيد تخدم نتنياهو الذي يعتبر كبح المشروع النووي الإيراني مهمته التاريخية..
- 'النهار'
راجح الخوري:
تحديات المربع اللبناني! 
....لقد بلغت الوقاحة حد الوساخة عند العدو الاسرائيلي عندما هدد بنيامين نتنياهو الحكومة اللبنانية بتحمل نتائج 'تشريع حزب الله' ولكأن الحزب ليس شرعيا وليس جزءا اساسيا من هذا الشعب والبلد ذي السيادة وقد حقق له انتصارات على اسرائيل. وكما رد الحريري امس على وقاحة نتنياهو وتهديده الفظ، فان لبنان هو الذي يتعرض للعدوان وللخروق الاسرائيلية وان من واجب المجتمع الدولي ان يتنبّه لهذه المواقف المرفوضة وينبّه اسرائيل من اي اخطار تهدد امن لبنان وسيادته.
- 'النهار'
اميل خوري:
بعدما حسمت نتائج الانتخابات الصراع بين خطين سياسيين..العلاقات اللبنانية - السورية تسير على إيقاع العلاقات السعودية - السورية
...وكان رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط من جهته  قد سبق الجميع عبر لقاءاته بالرئيس بري وبالأمين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصرالله وباحاديثه التي تميزت بمواقفه فيها عن بعض أركان قوى 14 آذار، الى اعطاء أول إشارة لعملية خلط الأوراق وتذويب نتائج الانتخابات النيابية في تحالفات جديدة بحيث بات أقرب بأفكاره المستجدة الى بعض قوى 8 آذار من بعض قوى 14 آذار ولا سيما 'الكتائب' و'القوات اللبنانية' ربما لأنه لم ينس بعد انه قبل على مضض التضحية بمرشحين للانتخابات محسوبين عليه لمصلحة مرشحين ينتمون الى هذين الحزبين.. ثمة من يقول ان 'التحالف الشيعي' الذي يتحكم بالتحالفات الاخرى ويختزل وحده الطائفة ويحتكر قرارها خصوصاً وهو الأكثر والأقوى تسلحاً، ينبغي ان يقابله تحالف طائفي آخر وان أدى ذلك الى قيام نظام جديد للبنان هو نظام 'فيدرالية الطوائف' إذا ظلت 'السياسة التوافقية' هي السياسة التي تلائم الوضع في لبنان وتركيبته الدقيقة، ولم تعد 'الديموقراطية العددية' هي الملائمة... فاذا كان الموضوع الاساسي الذي يفرق فيما بينهم(اللبنانيين) هو المحور السوري الايراني، فان نتائج الانتخابات حسمت الخلاف حوله. واذا كان سلاح 'حزب الله' هو الموضوع الآخر فان هذا السلاح لا يعالج جذرياً الا بالتوصل الى تحقيق سلام مع اسرائيل وهو ما تعمل له الولايات المتحدة الاميركية وروسيا والاتحاد الاوروبي والعرب بجد، عله يتحقق قبل نهاية العام المقبل، وباعتبار ان جميع القوى السياسية الاساسية في البلاد متفقة على القول ان هذا السلاح لا يمكن نزعه بالقوة بل بالحوار الداخلي وبالمفاوضات مع اسرائيل توصلاً الى تحقيق سلام لا يعود في حاجة الى وجود اي سلاح خارج الشرعية...
- صحيفة 'السفير'
سليمان تقي الدين:
وصاية فوق وصاية!
..عملياً، تبحث المعارضة عن تجسيد القوة التي تمثلها في السياستين الدفاعية والخارجية من موقع المقاومة، لكنها تدرك أن السلاح لا يمكن في المدى المنظور استخدامه في الخارج أو الداخل في ظل مناخات إقليمية سائرة إلى التهدئة والتسويات. أما سوريا فرصيدها ثابت من خلال المصالح اللبنانية الشاملة مع سوريا والجغرافيا التي تحكم الاستقرار الاقتصادي والأمني والسياسي...وإذا كانت سوريا قد سعت إلى إيجاد سند إقليمي يدعم موقفها، لأنها لم تقرر التخلي عن القضية الفلسطينية، فهي التي يجب أن تعاقب. فإذا كانت حال العرب هكذا فالانعزال اللبناني فطريات تنمو على هذا الجسد المريض. تحولت العروبة الى ممسحة لوسخ الوطنية. صارت صفة نطلــقها ونضــمر بها أولئك اللاهثين وراء مصالحة إسـرائيل. أخرجت سوريا نفسها من العروبة ومعها أكثر من نصف الشعب اللبناني وصار التعامل معها &laqascii117o;مصيبة" و&laqascii117o;عثرة" والمصالحة معها والافادة من تسهيلها الحلول للمشكلات هما المصدر الوحيد لانتقاص السيادة. تهدد إسرائيل كل يوم لبنان وتشترط عليه شكل حكومته، يأتي (بايدن) ويوجه الانتخابات. يأتي (بترايوس) ليدس الدسائس ويحرض على الفتنة. يتحرك (فيلتمان) ويتهم نصف الشعب اللبناني بالإرهاب ويحرض على سلاح المقاومة، كل هذا يصب في دعم السيادة و&laqascii117o;لبنان أولاً". لقد انتفض السياديون كما كل مرة سابقة لتعطيل حل عربي ترعـــاه المملكــــة التي موّلت مشروعهم السيـــاسي وحضورهم المستعـــاد من فـشلهم السابق الذي أدار حرباً أهلية مدمرة ضد لبنان وضد العـروبة. نحن في أزمة وصاية فوق وصاية. فقط نحن بلد بلا سقف تفتضح قضاياه ومشاكله. أما العرب الآخرون فيحجبون ضعفهم وتبعيتهم خلف الأسوار وتحت مظلة الأمن ويخدّرون شعوبهم بالفقر والتخلّف ويحشون رؤوسهم بتحديات وهمية لتبرير خضوعهم لأميركا. وكلما تعثّرت محاولات التضامن العربي فتّش عن دور أميركا.
- 'السفير'
كارين سالم:
هل ينتهي &laqascii117o;الزواج الأبيض" بين جنبلاط ومسيحيي 14 آذار؟
في كواليس قيادات الأحزاب المسيحية، تُسمع عبارات &laqascii117o;الاستياء" من الحليف الدرزي &laqascii117o;تطرب" لها كادرات وقواعد ومناصرو هذه الأحزاب. في العلن وخلف الميكروفونات، تطلق خطابات &laqascii117o;المهادنة البنّاءة". لا أحد يرغب، من بكفيا الى معراب، بمواجهة مباشرة مع شريك &laqascii117o;ثورة الأرز" وليد جنبلاط، وإن كان زعيم المختارة يستفيض هذه الأيام في &laqascii117o;الغرْف" من وعاء &laqascii117o;العروبة والخطاب اليساري القديم"، ليوجّه سهام انتقاداته الى المنادين بسياسة &laqascii117o;التقوقع والانعزالية"... يعترف القواتيون بوجود خصوصية معينة لكل مكوّن من مكونات 14 آذار، لكن في الأمور المصيرية ستكون الموالاة صفاً واحداً. النقاط الخلافية كثيرة. يعترض القواتيون على فكرة &laqascii117o;لجان الارتباط الأمنية" بين &laqascii117o;حزب الله" و&laqascii117o;الحزب التقدمي الاشتراكي". برأيهم &laqascii117o;أن حصرية هذه المهمة تعود الى الدولة فقط...
- 'السفير'
جورج علم:
ارتباك مسيحي
درجت العادة أن يزور نائب قائد &laqascii117o;القوات اللبنانيّة" جورج عدوان الصرح البطريركي كلّ يوم أحد حيث تكون له إطلالة إعلاميّة، إلاّ أن زيارته للصرح الأحد الفائت كانت مميّزة، حيث تسربت أجواء عن امتعاض البطريرك نصر الله صفير من الوضع، فضلا عن عدم ترحيبه بزيارة مرجّحة للرئيس المكلّف سعد الحريري الى دمشق. لم تمض ساعات على هذا الموقف حتى وصل الى بكركي نادر الحريري، مكلّفا من سعد الحريري بمهمة تشاورية. أما الحوافز المبررة لهذه المهمّة فقد أملتها اعتبارات منها أن الجو المسرّب عن بكركي ينسجم وموقف &laqascii117o;القوات اللبنانية"، وان البطريرك قد يكون قد تأثر بالمطالعة التي قدّمها النائب عدوان حول مردودات هذه الزيارة ـ في حال حصولها قريبا ـ على الأوضاع، وعلى مسار العلاقات الثنائيّة، ونجح في توفير مناخ معنوي ضاغط كان من نتائجه المجاهرة بموقف غير محبّذ للزيارة. فضلا عن أن التزام البطريرك بمثل هذا الموقف يأتي منسجما مع فريق من مسيحيي قوى الأكثريّة يعارض الزيارة، وأي زيارة أخرى ما لم تكن متكافئة من حيث ظروفها ونتائجها الايجابيّة على الساحة....
- 'السفير'
عماد مرمل:

الطاقة القصوى للمعترضين لا تتجاوز حدود &laqascii117o;شراء الوقت".. زيارة الحريري إلى دمشق: &laqascii117o;قدر سياسي" لا يُرد.. ولو تأخر 
سواء حصلت زيارة الرئيس المكلف سعد الحريري الى دمشق قبل تأليف الحكومة او بعده، فإنها ستظل محتفظة بدوي استثائي قد لا ينافسه، من حيث استثنائية الحدث، إلا دوي الانفجار الذي استهدف الرئيس الشهيد رفيق الحريري في 14 شباط 2005 . حتى الامس القريب، كان مجرد الكلام عن احتمال توجه الحريري الى سوريا هو هذيان سياسي، وفي أحسن الحالات هو ضرب من ضروب الخيال..ولعل الصخب السياسي الذي رافق ما اشيع عن احتمال توجه الحريري الى دمشق يكفي للدلالة على الحساسية الخاصة لمثل هذه الخطوة المؤجلة.. ولكن الاكيدة. لقد بدا ان حلفاء رئيس تيار المستقبل، ما عدا النائب وليد جنبلاط، غير قادرين بعد على تقبل فكرة المصالحة بين زعيم الغالبية والرئيس السوري بشار الاسد، لاسيما وان بعضهم كان قد راهن على سقوط النظام في دمشق ثم راهن على تغيير سلوكه فإذا بالمطاف ينتهي الى اكتشاف إلزامية التعايش بل التعاون معه، بحيث ان المعترضين على الزيارة وجدوا ان أقصى ما يستطيعون فعله هو الضغط فقط في اتجاه تأجيلها الى ما بعد تأليف الحكومة بعدما أصبح مبدأ حصولها بمثابة قدر سياسي لا يرد، ولو تأخر وقوعه.. بهذا المعنى، فان النقاش الذي أثير حول زيارة الحريري الى دمشق سيكون مفيدا في التحضير النفسي لجمهور &laqascii117o;المستقبل" كي يتقبل حصولها لاحقا، بعد تطبيعه تدريجيا مع الفكرة والحد من عوارضها الجانبية المحتملة، على قاعدة ان اتمام الزيارة بعد تأليف الحكومة وليس قبله، إنما هو أمر ينسجم مع موقع الحريري كرئيس لحكومة كل لبنان، عدا عن انه يحاكي شعارات الحرية والسيادة والاستقلال، ويكرس العلاقات المتوازنة من دولة لدولة بين لبنان وسوريا...
- 'الأخبار'
نقولا ناصيف:
3 خيارات تضعها دمشق أمام الحريري مخرجاً لتأليف الحكومة
.. وبحسب مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى اطّلعت عن قرب على نتائج المهمات الثلاث التي تولاها مستشار العاهل السعودي الملك عبد الله ابنه الأمير عبد العزيز في دمشق ، نشط الحوار السعودي ـــــ السوري على خطين متوازيين: حرص الرياض على إنجاح ترؤس رئيس الغالبية النائب سعد الحريري الحكومة اللبنانية قبل تكليفه وبعده، وكان الجهد السعودي قد بدأ قبل التكليف في 27 حزيران الماضي، وحرص دمشق على إظهار عدم رغبتها التدخّل في الشؤون اللبنانية مع إبداء استعدادها لإحراز تطور على صعيد العلاقات اللبنانية ـــــ السورية في المرحلة المقبلة وتفهّم وجهة نظر المعارضة وهواجسها...هكذا انتهى حوار الرياض ودمشق حتى الخميس الماضي بالنتائج التالية وفق ما تكشف عنها المصادر الدبلوماسية الرفيعة المستوى: تقدّم الرئيس السوري من الأمير عبد العزيز بثلاثة خيارات وضعها في عهدته، لإبلاغها إلى الرئيس المكلف واتخاذ الأخير موقفاً واضحاً منها، يعتقد السوريون أن كلاً منها يفضي إلى تأليف حكومة لبنانية جديدة. إلا أن لكل من هذه الخيارات محاذيره، وليس للحريري إلا أن يقرّر أحدها والمضيّ فيه حتى النهاية لإنجاح مهمته:
أولها، مسارعته فوراً، إلى تأليف حكومة من الغالبية النيابية ما دام هو رئيس هذه الغالبية، فيختار وزراءها من صفوفها بإرادة كاملة بلا أي تأثير من أي جهة أتى، ويؤّمن لها الثقة القانونية المرجّحة في مجلس النواب من خلال حلفائه الذين يمسكون بالأكثرية البرلمانية. وعندئذ يحكم باسم هذه الأكثرية.
ثانيها، تأليف حكومة وحدة وطنية وفق ما طالب الرئيس المكلف. ويجلس حينذاك إلى طاولة التفاوض مع المعارضة التي تحدّد له ما تريده هي في هذه الحكومة إلى أن ينتهيا باتفاق تام، سواء بموافقته على إعطائها الثلث الزائد واحداً الذي تطالب به، أو بتخلّيها هي عن هذا المطلب لتسهيل تأليف الحكومة الجديدة. وشأن الخيار الأول، تجد سوريا نفسها في الخيار الثاني غير معنية به، لا من قريب ولا من بعيد، لأن تأليف الحكومة يكون، والحال هذه، شأناً صرفاً ـــــ لبنانياً لا علاقة لسوريا به.
ثالثها، إذا كان المطلوب من دمشق المساعدة في تسهيل تأليف الحكومة بين الرئيس المكلف والمعارضة، فليزُرها على الأقل كي تتعرّف إليه القيادة السورية وتصغي إلى ما يحمل، من أجل أن تنقل المطالب إلى حلفائها، وتدعوهم إلى التجاوب مع ما يمكن أن يقدمه الحريري، إذ يعبّر عن نيّة صادقة في التعاون والتفاهم....
- 'الأخبار'
حسن عليق:
رئيس الجمهورية يريد الوزير الملك من خارج حصّته
بدا رئيس الجمهورية ميشال سليمان بعيداً عن الاتصالات الجارية في بيروت ودمشق والرياض، والهادفة إلى إخراج التشكيلة الوزارية إلى الضوء. ولم تغير زيارة الرئيس المكلف سعد الحريري إلى بعبدا يوم السبت الفائت هذه الصورة، إذ وضعتها بعض المصادر في إطار محاولة الحريري التخفيف من وقع الصورة السلبية التي حاول بعض حلفائه رسمها حول المفاوضات السورية ـــــ السعودية. ويشير أحد المقربين من سليمان إلى أن الأخير، وإن لم يكن مشاركاً جدياً في المباحثات الجارية بشأن تأليف الحكومة، فإنه غير بعيد عنها. ويؤكد أن الرئيس ينظر بعين الرضى إلى ما يجري بين دمشق والرياض، لاقتناعه بأن استعادة التوافق السوري ـــــ السعودي سينعكس حكماً على الوضع اللبناني. ورغم ما يقال عن الدور المفقود لسليمان، فإن رئيس الجمهورية، بحسب أحد أبرز المقربين منه، مطمئن إلى أن جميع الأطراف يدركون أنه يملك صلاحية إصدار مرسوم تأليف الحكومة، وأنه لن يوقع على أي تقسيم وزاري لا يوافق عليه. وعلى ماذا يوافق الرئيس؟ يجيب مصدر آخر بأن سليمان يريد الحصول على 6 مقاعد وزارية &laqascii117o;صافية"، إذا كانت الحكومة ثلاثينية. وإذا أرادت المعارضة الحصول على وزير &laqascii117o;ملك" أو وديعة من ضمن حصته، فسيرتفع الرقم الذي يطلبه سليمان إلى 7 وزراء. ويقول المقرب من الرئيس إن الأخير أبلغ المعارضة هذا الأمر عبر المدير العام للأمن العام اللواء وفيق جزيني، وقاله مباشرة للرئيس المكلف سعد الحريري في بعبدا. الأمر إذاً بيد 14 آذار، لأن حصة المعارضة لن تقل عن 10 وزراء. أما الوزير الحادي عشر، فإما أن يكون واضحاً في حصتها أو أن يكون &laqascii117o;وديعة" في عهدة رئيس الجمهورية. وعلى هذا الأساس، فإن الحصة الإضافية التي يطالب بها سليمان ستؤخذ من درب الأكثرية النيابية. فهل ستقبل الأخيرة بذلك؟ يجيب المقرب من سليمان بأن الأخير يتحدّث في أوساطه صراحة عن عدم رغبته بأن يكون وجوده في الحكومة غير وازن وفاعل. وإذا لم يحصل على ما يمكّنه من أداء دور جدي، فلن يكون لديه مانع بأن تتألف حكومة مقتصرة على الأكثرية والأقلية.في السياق ذاته، يقول المسؤول القريب من رئيس الجمهورية إن الثقة مفقودة كليّاً بين الأطراف المتنازعة في هذه المرحلة، ومن أجل ذلك، ينبغي أن يكون لرئيس الجمهورية قدرة داخل الحكومة على المبادرة من جهة، وعلى تعطيل ما يمكن أن يفجر الحكومة ويمس استقرار البلاد. أمر آخر يدفع سليمان إلى رفع سقف مطالبه، وهو نظرته إلى الدور المسيحي في لبنان والتخوف من أن تكون الصفقة التي يجري ترتيبها في هذه الفترة على حساب هذا الدور.وفي الإطار الحكومي، يشير المصدر إلى أن فريق الأقلية النيابية، وخاصة حزب الله، يعرف تمام المعرفة أن سليمان لن يكون في صف قوى 14 آذار، إذا طرحت الأكثرية داخل مجلس الوزراء ما يمكن أن يضرّ بمصالح المعارضة، أو ما قد ينعكس توتراًَ أمنياً في البلاد.في السياق عينه، لا ينفي المصدر صحة تخوف المعارضة من &laqascii117o;تسرب" بعض وزراء الرئيس إلى الأكثرية عند أي مفصل خلافي، وخاصة الياس المر الذي صار أكثر وضوحاً في موقفه بعدما ترك والده تكتل التغيير والإصلاح وخاض معركة انتخابية في وجه العماد ميشال عون. وبناءً على هذا التخوف، تتشدد الأقلية في مطلب الحصول على ضمانات خارج العهود السياسية والبيان الوزاري....(للقراءة).

2009-07-07 00:00:00

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد