ـ صحيفة 'السفير'
خضر طالب:
يدرك الرؤساء الثلاثة سليمان وبري والحريري أن المطلوب هو تهيئة المناخ الداخلي الذي يسمح بالاستثمار السريع للظروف الخارجية التي قد تأذن في أي لحظة بإنتاج التفاهم على الحكومة. وهنا يكمن جوهر الحركة الداخلية التي عرفت تطوراً خلال اليومين الماضيين سمح بأن يتناول الكلام &laqascii117o;كل شيء"، على قاعدة أن ما يناقش خارجاً ليس محرّماً في الداخل. ولذلك فإن العناوين التي تسرّبت خلال الساعات الماضية عن فحوى النقاشات، كشفت عن استمرار المراوحة خلف الكواليس من دون أن يعني ذلك أن النقاش مقفل، بينما فتح النقاش العلني باب عودة السجالات التي ترسم معادلات مطروحة في النقطتين المحوريتين لتعويم مشاريع صيغ فوق &laqascii117o;البركة الراكدة" التي &laqascii117o;هجرتها" الاتصالات بين دمشق والرياض:
ـ عودة البحث الداخلي بمسألة التوازنات داخل الحكومة، وهنا تقدمت مجدداً صيغة 15+10+5 على غيرها من الصيغ، في ظل ما بدا من استعداد لدى الأكثرية للقبول بها بعد تراجعها عن فكرة الحصول على الأكثرية المقررة (16 وزيراً)، وبما يعطي لرئيس الجمهورية &laqascii117o;الحصة الوازنة" ومن دون &laqascii117o;ودائع" للأكثرية والمعارضة التي لم يطرأ، مبدئياً، تغيير على موقفها السابق الرافض لهذه الصيغة.
ـ البحث بصيغة &laqascii117o;تُزاوج" بين زيارة الرئيس المكلف إلى العاصمة السورية قبل التأليف وبين حصولها بعد عملية التأليف، عبر اقتراح جرى تداوله على نطاق ضيّق بأن تنجز الصيغة الحكومية من دون إخراجها رسمياً، ويعلن عن موعد الزيارة إلى دمشق، ثم تعلن التشكيلة الحكومية، بحيث تحصل الزيارة إعلانياً قبل التأليف وعملياً بعد صدور مراسيم الحكومة الجديدة.
هل يعني ذلك أن هامش الحراك الداخلي يملك مضماراً كافياً للركض قبل القفز فوق أسوار الاعتراض الخارجية؟
قد تكون المسألة مرهونة بمدى استعداد الرئيس المكلّف سعد الحريري لتحمّل ما قد يتركه الزمن المتآكل من &laqascii117o;بصمات" في &laqascii117o;جبهته" الحكومية التي ما تزال &laqascii117o;نضرة"...
ـ صحيفة 'النهار'
خليل فليحان:
الحريري يثير اليوم وكوشنير أخطار التهديدات الإسرائيلية
أثار الرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري مع وزير خارجية المانيا فرنك فالتر شتاينماير تهديدات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو للبنان بأن الحكومة ستتحمل مسؤولية اي هجوم يشنه مقاتلو 'حزب الله' ضد اي هدف اسرائيلي. ولفته الى ان تلك التهديدات خرق للقرار 1701، ودافع عن الحزب معتبراً انه من النسيج السياسي وله نواب في البرلمان. وأفاد مصدر واسع الاطلاع ان المسؤول الالماني أبدى تفهمه لقلق الحريري ونصح بضرورة الحذر وعدم اعطاء نتنياهو الفرصة لتوجيه ضربة الى لبنان وتوظيفها في تحويل الرأي العام العالمي من أجل تخفيف وطأة الموقف الاميركي الصارم بشأن مطالبته بوقف الاستيطان كلياً في مدة لا تتجاوز الستة اشهر من بدء التفاوض الرسمي بين واشنطن وتل ابيب.
ولاحظ انه بين تهديد نتنياهو الاحد الماضي وزيارة شتاينماير الثلثاء الماضي وزيارة وزير خارجية فرنسا للبنان برنار كوشنير التي بدأت امس الخميس، اطلق وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك تهديداً جديداً على خطى رئيس الوزراء بعبارات 'حربية'، إذ اعتبر 'ان الوضع على الحدود اللبنانية – الاسرائيلية لا يزال قابلا للاشتعال'. واستغرب انه في التصريح نفسه يتباهى باراك على الرغم من اعتراف بلاده بالخسارة العسكرية والسياسية بأن جيشه حقق ما سمّاه 'الردع الفعال، وعقب الحرب عاد الهدوء الى الحدود الشمالية، وعلى رغم ذلك فإننا لم نصل الى الراحة والهدوء (...)'. ويبرّر ذلك باستمرار تسلح الحزب وخطر التصعيد والرصد المركّز لما يجري في الجبهة الشمالية.
ولفت الى ان الحريري سيبحث في التهديد المكرّر لمسؤول اسرائيلي للبنان بمضمون واحد مع كوشنير اليوم، وسيطلب ان تبذل بلاده الجهود مع الدولة العبرية لمنع اي اعتداء جديد. وتوقف عند وصف الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون الاستقرار في الجنوب بأنه 'هش'، وكأنه يتخوف من نيات الحكومة الاسرائيلية العدوانية حيال لبنان، وهي التي تريد معاودة التفاوض معه بالتزامن مع السوريين والفلسطينيين. ورأى ان في وسع باريس منع نتنياهو من شنّ هجوم جديد على لبنان، وهو الذي يطالب بنقل مقر المفاوضات المتوقفة مع سوريا من انقره الى باريس أو الى اي مكان آخر في فرنسا.
واوضح ان الانتهاكات الجوية للسيادة اللبنانية تضاعفت في المدة الاخيرة، وامس كانت كثيفة، إذ ان 12 طائرة حربية نفذت طيرانا دائريا فوق جونيه ورياق وبعلبك والهرمل وغرب شكا ومكثت في الاجواء 45 دقيقة لالتقاط الصور، تحضيرا لشنّ اعتداء لن يقتصر على مواقع للحزب في الجنوب بل في مناطق مختلفة من البلاد انطلاقا من التبرير الذي ابلغته القيادة السياسية في اسرائيل للامين العام للمنظمة الدولية من انه لا يمكنها التوقف عن الخرق الجوي وانها تبقي على طلعاتها لـ'كشف عمليات تهريب اسلحة الى الحزب' غير مكترثة بالتحذير الذي نص عليه القرار 1701.
ودعا الى إتخاذ الاحتياطات اللازمة للتصدّي لما تخطط له الحكومة الاسرائيلية للثأر لخسارتها في حرب تموز، ولانها لا يمكن ان تهدأ ما دام الحزب يمتلك ترسانة صاروخية قادرة على ان تطول اهدافاً حيوية وعسكرية داخل الدولة العبرية، وفي وسع مطلقي القذائف والصواريخ ان يطلقوا من مواقع لهم خارج الجنوب، وهذا ما سيحتم الرد حيث هم، في اي منطقة جغرافية من لبنان.
ـ 'النهار'
إبراهيم بيرم:
المعارضة و'طموحات' الرئاسة الأولى: علاقة زادتها الانتخابات التباساً
يخرج معظم الذين زاروا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في الايام القليلة الماضية، بانطباع مفاده ان هناك تغيرا في لهجته الهادئة المعروف بها، ويلاحظون في المقابل 'مرارة' ينضح بها كلامه خصوصا عندما يأتي الحديث عن تعامل فريقي النزاع في لبنان معه، فهو لا يكتم شعورا بالاستياء من جراء عدم ثقة المعارضة به وبضماناته، ويفصح عن احساس بالعتب والتأفف من جراء تراجع فريق الاكثرية عن تعهدات سبقت الانتخابات النيابية، أعطيت له لجهة الحصة الوزارية الراجحة التي ستكون في قبضة يده، لينتقل الى مرحلة 'الحكم والحاكم' في مرحلة ما بعد هذه الانتخابات، بعدما أمضى السنة الاولى من ولايته الرئاسية، وهو يعبّر عن ضيقه الشديد بدور الرئيس 'التوافقي'، الذي بات البعض يفسره على أنه دور 'الرئيس المدير للأزمة المقيمة'.
ومما لا ريب فيه ان العلاقة بين المعارضة ورئيس الجمهورية تأثرت سلبا من خلال محطتين أساسيتين:
الاولى إبان العدوان الاسرائيلي على غزة، وبالتحديد عندما تلكأ الرئيس سليمان عمدا عن اعطاء جواب حازم وجازم لمشاركته في قمة الدوحة العربية التي دعت اليها سوريا وتبنتها قطر ورفضتها دول 'الاعتدال العربي'.
ثم كانت المحطة الثانية عشية الانتخابات النيابية، إذ انطوت صفحة هذه الانتخابات، كما هو معلوم، باستياء شديد ضمني أبداه الرئيس سليمان من المعارضة و'حزب الله' بالتحديد على محاربتها الفاضحة للمرشحين المحسوبين عليه في العديد من الدوائر ذات الغالبية المسيحية، وباستياء ربما أشد أبدته قوى المعارضة على الرئيس الذي في رأيها 'تورط' أكثر من اللازم في خضم هذه الانتخابات.
(...) علاقة 'حزب الله' بالرئيس سليمان. والواضح ان رموز الحزب، على رغم تسجيلهم ملاحظات على أداء الرئيس السياسي، واشارتهم الى 'أخطاء معينة'، فقد نجحوا خلال العام المنصرم في عدم تناولهم الرئيس والاشارة سلبا الى مواقفه.ولا تخفي أوساط في الحزب أنها تعمل منذ فترة على خطين في ميدان علاقتها بالرئاسة الاولى، الاول: خط 'امتصاص' و'استيعاب' تداعيات مرحلة الانتخابات النيابية وما شابها من 'توترات' والتباسات. والثاني: التكيف مع مسألة أن الرئيس سليمان سيبقى بعد خمسة أعوام اخرى في قصر بعبدا، وهذا يعني ضرورة اجتراح صيغة سياسية للتعاطي والانفتاح.
وعليه، ورغم كل ثغر المرحلة الماضية، فان القصر الجمهوري يشهد بين الحين والآخر، توافد مسؤولين من الحزب.
ولا تخفي مصادر حزبية رغبتها في تحييد الرئيس او دفعه في اتجاه أكثر وسطية، والابقاء على خط العلاقة قائما بينه وبين قصر بعبدا، خصوصا ان الحزب يدرك 'دقة' وحساسية العلاقة بين حليفه النائب عون والرئاسة الاولى وامكان انعكاس ذلك على العلاقة بين الحزب وهذه الرئاسة.
ـ صحيفة 'الأخبار'
حسن عليق:
كوشنير في بيروت وبلاده مستعدة للإسهام في تأليف الحكومة
يرى مصدر لبناني مطّلع على أجواء الزيارة أنها تأتي في سياق الدور الذي تطمح فرنسا إلى أدائه في المنطقة، بالتنسيق مع الأميركيين. وبحسب المصدر، فإن فرنسا تريد الإسهام في المفاوضات السورية ــــ الإسرائيلية، وبالتحديد بعدما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن تركيا لم تعد وسيطاً موثوقاً به بين الطرفين. أما في لبنان، ففرنسا ملتزمة بالانفتاح على جيمع الأطراف، وبينها حزب الله، بالتزامن مع الغزل الذي وجهه ساركوزي إلى سوريا. وهي، في الشأن الحكومي خاصة، لا تريد عزل العماد ميشال عون. ويؤكد المصدر ذاته أن فرنسا تؤيّد بقوة تأليف حكومة وحدة وطنية، لكنها تعارض أن تمنح الأكثرية الثلث الضامن، لأن هذا الأمر لم يكن مجدياً داخل الحكومة السابقة.
ـ 'الأخبار'
محمد عبد الرحمان:
صائدو الشهرة يكرهون &laqascii117o;المنار"... وعمرو دياب
بعد التضييق الذي تعرّضت له المحطة اللبنانية في أوروبا وأستراليا وأميركا، ها هي تواجه خطر سحب ترخيصها ومنع بثّها على الأراضي المصريّة. البتّ في الدعوى بعد شهرين
كل مصري يعرف أنّ عدداً كبيراً من الدعاوى المرفوعة أمام المحاكم هي مجرّد وسيلة لبعض المحامين الباحثين عن الشهرة لتداول أسمائهم في الصحف ووسائل الإعلام. وفي هذا الإطار تأتي الدعوى التي رفعها المحامي المصري سمير صبري، القاضية بسحب ترخيص قناة &laqascii117o;المنار" اللبنانية. وقد تزامنت هذه الدعوى مع الضجة التي أثارها ما عرف بـ&laqascii117o;خلية حزب الله" في مصر، في شهر نيسان (أبريل) الماضي. وقضت المحكمة بتأجيل البت بالدعوى إلى شهر أيلول (سبتمبر) المقبل. وبالتالي، فالقضية ستبقى في أروقة المحاكم أشهراً، وقد ينساها كثيرون حتى مَن حرّكها. أما السبب فهو أنّ هدف سمير صبري سيكون قد تحقّق، وكلّ وسيلة إعلامية ستذكر اسمه.
دليل آخر على تداخل السياسة في القضية هي أنّ قناة &laqascii117o;العالم" الإيرانية لا تتعرض للضغوط عينها من المحامين، مع أنّها ممولة وناطقة باسم النظام الإيراني المختلف مع النظام المصري. لكن لو فرضنا أن حكماً صدر بمنع بث &laqascii117o;المنار"، فإنّ الحكومة المصرية وحدها هي المخوّلة بتنفيذه. والطريف أنها لو امتنعت عن ذلك، فمن حق المحامي نفسه مقاضاة الحكومة لأنها رفضت تنفيذ الحكم.
ولعلّ أبرز مثال على أنّ القرار سياسي أكثر مما هو قضائي، هو العودة إلى 14 قراراً قضائياً نصت على حقّ عودة جريدة &laqascii117o;الشعب"، الناطقة باسم &laqascii117o;حزب العمل"، إلى الصدور، غير أنّ الصحيفة لم تصدر حتى اليوم، لأنّ الجهات المعنية ترفض تنفيذ القرار!
--------------------------------------------------------------------------------
محطة الحروب الأولى
تنافس &laqascii117o;المنار" قناتي &laqascii117o;الجزيرة" و&laqascii117o;العربية" داخل الشارع المصري في حالات الحروب فقط لا غير. إذ ترتفع نسبة مشاهديها المصريين عند وقوع عدوان أو حدث ساخن في لبنان أو فلسطين. ولأن الاتجاه الغالب لدى المصريين هو دعم المقاومة، فإن خطاب &laqascii117o;المنار" يصبح في تلك الظروف متناسباً مع المزاج المصري. لكن عندما تضع الحرب أوزارها، تعود &laqascii117o;المنار" إلى باقة القنوات اللبنانية المحلية التي لا يهتم بها المشاهد المصري كثيراً، وخصوصاً أن الشاشة المحافظة لا تقدم أفلاماً لافتة تجذب المصريين. وحتى المسلسلات التي تحصل على حق عرضها الأول في رمضان، تعاني من الرقابة أحياناً
ـ 'الأخبار'
أحمد محسن:
آخر أخبار عائشة بكّار: كانت المفرقعات رحمة
يشعر سكان عائشة بكّار بأنهم سجناء. يشكون بعض الممارسات الأمنية، التي تفاقم قرفهم من الميليشيات. يشتعل الفتيل. يقترب أكثر من ساعة الصفر. الناس في ضيافة الجيش، وقوى الأمن الداخلي حذرة: يُخشى أن تدوس الفتنة بقدميها على الجميع. حتى وجود الجيش، ليس مطمئناً. هشم الفزع وجوه الناس.
نفى مسؤول أمني حادثةً يتبادلها سكان المنطقة، ويتحدثون فيها عن إحصاء قام به رجل أمن، بالزي الرسمي. كان الإحصاء سهلاً: هل أنت سنّي أم شيعي؟ يتداول سكان المنطقة هذه القصة المعيبة، ويتفقون على أن توقيتها كان منذ نحو 8 أشهر. يجدد المسؤول توضيحه، منبهاً إلى احتمال وجود شخص انتحل صفة رجل الأمن، ليقوم بفعلة من هذا النوع. ترفض إحدى السيدات في المنطقة مقولة السلم الأهلي من أساسه. تشير بإصبعها إلى رجل يقف بثقة على ناصية الطريق. يدس يديه في جيبه، ويراقب المارة. قالت إنه يهاجم الجميع، و&laqascii117o;إنه يقبض المال من جهة سياسية معينة تملك نفوذاً سياسياً في أجهزة الدولة". رجل آخر في المنطقة، يتهم شخصاً بكتابة تقارير إلى فرع المعلومات: &laqascii117o;أبو العصفور". وفي الجهة المقابلة، يشكو سكان موالون لتيار المستقبل، من استغلال بعض الأطراف الحزبية المعارضة، لنفوذ تملكه في أجهزة رسمية: &laqascii117o;حرس مجلس النواب تحديداً"، يقولون. وفي ضوء الاتهامات المتبادلة، يسهل الاستنتاج من حديث الناس، أن الحالة السياسية العامة أفقدت المواطنين ثقتهم بالمؤسسات الأمنية. ربما تكون مخاوف الناس مبالغاً فيها، وربما يتساوى الفريقان في النزعة الميليشوية. البصيرة صعبة في ضباب عائشة بكّار.
&laqascii117o;إذا لم تُبذل جهود سياسية على مستوى عال، فقد ينفجر الوضع في عائشة بكّار. يجب تدارك الأمر. لا أخفي عليكم أني قلقٌ جداً من الوضع هناك"، همس المسؤول الأمني آخر كلماته. بدا مُحرجاً من الضيق الذي سببه السياسيون للمنظومة الأمنية الرسمية.
ـ 'الأخبار'
إبراهيم الأمين:
لماذا يرفض الحريري منح المعارضة الثلث الضامن أو المعطّل... لا فرق؟
(...) حجّة سعد الحريري الآن أن بقاء الثلث في يد المعارضة يعني أن الانتخابات لم تكن مفيدة بشيء، ويجد من يساعده على هذا المنطق من سمير جعجع إلى أمين الجميّل إلى وليد جنبلاط (رغم أن الأخير مستعد لمنح المعارضة ثلثي المقاعد إذا كان في ذلك ضمانة لمنع عزله) وهؤلاء يتحدثون بلغة تتناقض وكل ما فعلوه في المرحلة السابقة، وهم أنفسهم الذين أقنعوا الحريري أو زادوا في اقتناعه بأن تلبيته مطلب الرياض القيام بزيارة إلى دمشق قبل تأليف الحكومة أو منح المعارضة الثلث زائداً واحداً، يعني أنه يمحو نتائج الانتخابات النيابية برمّتها. وبعض هؤلاء لا يزالون يحسبون، كما كان عليه الوضع قبل 4 سنوات، أنهم قادرون على حكم البلاد وحدهم، وفوق كل ذلك يتحدثون أمام المعارضة عن الضمانات:
ـــــ يقول سعد الحريري إنه مستعد لضمان عدم التعرض للمقاومة، وهو يعرف أن لا أحد يصدقه. وأكثر من ذلك، هو لا يمون على حلفائه، وخصوصاً المسيحيين منهم، حتى في وقف تناول الموضوع إعلامياً، فكيف سيضمن من هم أساساً في الموقع المعادي كلياً للمقاومة، خياراً وسلوكاً ومنطقاً وقوة؟
ـــــ يقول سعد الحريري إنه مستعد لأن يضمن عدم لجوء مجلس الوزراء إلى اتخاذ أي قرار في مسألة حساسة دون حصول توافق مع الفريق الآخر. لكنّ الحريري لا يحدّد هذه الأمور. فهل هو يعتبر إقرار الموازنات على طريقة المرحوم والده أو على طريقة فؤاد السنيورة، أو تعيين هذا المحافظ أو هذا الضابط أو هذا المدير العام، أو إقرار خطة للبلديات أو ما شابه، من الأمور التي تتطلّب توافقاً أم لا؟ إلا إذا كان يقصد قضايا كبرى تتعلق بالأمن والسياسة الخارجية.. فهل هو يقدر أصلاً على المضي بها إذا كان نصف اللبنانيين غير موافقين؟
ـــــ يقول مسيحيّو 14 آذار، وعلى رأسهم البطريرك الماروني نصر الله صفير، إن وجود معارضة وموالاة في حكومة واحدة أمر مناف للديموقراطية، وهم ينطقون بذلك كأنهم أساتذة في الديموقراطية، حتى ليخال المرء أن الكنيسة هي أكثر المؤسسات ديموقراطية، وأنها تقوم بواجبها ـــــ الاجتماعي على الأقل ـــــ تجاه رعاياها، أو أن السجل التاريخي الحافل لرئيس الجمهورية الأسبق أمين الجميّل ولرئيس الجمهورية المسيحية سمير جعجع حافل هو الآخر بالديموقراطية والتنمية والرخاء؟
ولذلك، فإن السؤال عن أحقية المعارضة في الحصول على الثلث زائداً واحداً، إنما يجب أن يكون موجّهاً إلى فريق 14 آذار وإلى الرئيس المكلف على وجه الخصوص: إذا كنت تعتقد أن الاستحقاقات الداهمة سياسياً وأمنياً واقتصادياً واجتماعياً تتطلب توافقاً وتعاوناً وشراكة بين اللبنانيين، فهل تستطيع شراء دعم المعارضة بالثمن الذي تحدّده أنت وحدك، أم لا تزال تنتظر أن تتولّى سوريا، بطلب من السعودية، مهمة إرغام المعارضة خدمة... لعيونك؟
ـ 'الأخبار'
نادر فوز:
حصّة عون 52.2% من الأصوات المسيحيّة و47.8% للآخرين
كثر الحديث عن نتائج الانتخابات وتحليل أرقامها. لم يهدأ النقاش في شأن هذا الملف لارتباطه بمجموعة من الاستحقاقات، أوّلها تأليف الحكومة وحصة كل كتلة من الحقائب. وكما كانت الحال قبل الانتخابات، فإنّ الساحة المسيحية مشتعلة هذه الأيام على تمثيل &laqascii117o;قوى الشرقية" في الحكومة.
تظهر نتائج الانتخابات فوز التيار الوطني الحرّ في معظم الدوائر المسيحية، وأوّلها دوائر جبل لبنان. يمكن اتّخاذ هذه المحافظة نموذجاً لمعرفة أداء الناخب المسيحي، على اعتبار أنّ دوائر جبل لبنان بأغلبيتها الساحقة مسيحية. صدور النتائج التفصيلية لكل أقضية جبل لبنان يظهر أنّ هذا التقدم العوني البارز لم يأتِ بوتيرة مرتفعة في صناديق الاقتراع، إذ انقسم تصويت الناخبين المسيحيين على الشكل الآتي:
في المتن الشمالي: 54.1% للتيار مقابل 45.9% لقوى 14 آذار. في بعبدا: 50.8% للتيار مقابل 49.2% لخصومه. في جبيل: 50.8% للتيار مقابل 49.2% لمنافسيه. في كسروان: 53.2% للتيار مقابل 46.8% للائحة الأخرى.
تشير العملية الحسابية لهذه الأرقام إلى أنّ التيار الوطني الحرّ نال 52.2% من مجمل الأصوات المسيحية في جبل لبنان، مقابل 47.8% لتحالف القوات اللبنانية وحزب الكتائب والرئيس ميشال سليمان والعائلات.
ـ الديار رفيقة طرابلسي: لقاء نصرالله - باسيل بحث في آفاق المرحلة المقبلة مصادر حزب الله: لا تحالفات مع أحد على حساب &laqascii117o;الجنرال" من المضحك القول ان عون بحاجة لتطمينات من السيّد
أكدت مصادر مقربة من حزب الله لـ &laqascii117o;الديار" ان لا شيء يحصل على حساب حليفه الاول والاساسي التيار الوطني الحر فالعلاقة ثابتة ولن تشوبها اية شائبة &laqascii117o;ولو كره الكارهون" وهذه الثابتة هي من نافل القول، مهما حاول بعض المغرضين اللعب على وترها، او &laqascii117o;دك اسفين" في تلك العلاقة عبر القول ان انفتاح قيادة &laqascii117o;حزب الله" على القيادات السياسية خصوصا &laqascii117o;تيار المستقبل" والحزب التقدمي الاشتراكي سيثمر حلفا رباعيا جديداً، سيكون على حساب مصلحة &laqascii117o;التيار الوطني الحر" خصوصا والمسيحيين عموما. واشارت المصادر الى &laqascii117o;انه غاب عن بال هؤلاء المغرضين، ان &laqascii117o;حزب الله" لن يترك حليفا صادقا صدوقا كالجنرال عون، وان اي اتصالات او لقاءات مع مختلف الافرقاء السياسيين على الساحة اللبنانية، لن تكون الا في إطار تعزيز التفاهم والتوافق في ما بين اللبنانيين، لان &laqascii117o;حزب الله" ما يهمه هو الاستقرار الداخلي بشقيه الامني والسياسي، ليتمكن الجميع من التفرغ لمواجهة التحديات القائمة في ظل التهديدات الاسرائيلية شبه اليومية في حق لبنان". وذكّرت مصادر حزب الله &laqascii117o;بوثيقة التفاهم مع &laqascii117o;التيار" في كنيسة مار مخايل، حيث ان لاي فريق حرية الإتصال واللقاء مع مختلف الافرقاء اللبنانيين، بهدف تعميم روحية الوثيقة بما ينسجم مع المصلحة اللبنانية، علّ الجميع يسلك طريقها، ولو فعلوا لما مرت البلاد بما مرت فيه خلال الاعوام السابقة، وما يسود الساحة الداخلية من انفتاح واجواء ايجابية وحوارية هو في لبّ الوثيقة وهذا ما سعينا اليه منذ زمن سواء في التيار الوطني الحر او في حزب الله، ليقيننا الأكيد ان لبنان لا يقوم إلا بتفاهم ابنائه في مختلف القضايا خصوصا اقرار استراتيجية وطنية دفاعية، تحميه من شر المتربصين به عدوانا مستمراً".واشارت المصادر نفسها الى &laqascii117o;ان لقاء الامين العام لـ &laqascii117o;حزب الله" السيد حسن نصرالله مع وزير الاتصالات جبران باسيل الموفد من الحليف العماد ميشال عون، كان ايجابيا جدا، خصوصا انه بين طرفين متفاهمين في الاصل على كل شيء في الإطار العام للمعارضة الوطنية، وهو يأتي في إطار التنسيق والتشاور للخطوات التي يفترض اتخاذها في المرحلة المقبلة، خصوصا ان تحديات كبيرة في انتظار لبنان". ونفت المصادر المقربة من حزب الله ان يكون البحث تناول اي &laqascii117o;تطمينات" للعماد عون، في ضوء اللقاءات التي تجرى مع سياسيين كانوا اخصاما في الفترة السابقة"، مشيرة الى &laqascii117o;انه من المضحك القول ان العماد عون في حاجة الى تطمينات من سيد المقاومة السيد حسن نصرالله، وهو صاحب الوعد الصادق، والرجلان في عهدها الى يوم الدين وابد الابدين".
وعن الوضع الحكومي، قالت المصادر ان لا معطيات جديدة، والامور على حالها ولم يسجل اي خرق او تقدم، وما يحكى، عن &laqascii117o;كتمان" في المشاورات الجارية وانها تجري في &laqascii117o;غرف مغلقة" لإنتاج &laqascii117o;الطبخة الحكومية" من دون عراقيل، ليس دقيقاً. فالأمور واضحة وضوح الشمس، فعندما فشل المسعى السوري - السعودي في التقارب وكان قطع شوطا كبيرا الى درجة ان موعد القمة حدد في دمشق، وتحديدا عندما حاول الجانب السعودي تمرير، او بمعنى اصحّ، فرض امور معينة، توقفت المساعي التي اوحت بإيجابياتها ان الطريق سالكة امام الحكومة التي سيؤلفها سعد الحريري. وقالت المصادر ان المرحلة الآن هي مرحلة جمود في انتظار حراك سياسي خارجي.
ولم تستبعد مصادر حزبية نيابية حصول لقاء قريب لقادة المعارضة الوطنية، واللقاءات التي يجريها السيد نصرالله تأتي في إطار التحضير لهذا اللقاء الكبير لوضع الخطوات الواجبة في المرحلة المقبلة.واكدت المصادر ان المعارضة لن تدخل في الارقام الحكومية، فهي متفقة وبالإجماع ان لم يكن هناك مشاركة فعّالة فهي لن تشارك.وختمت بالإشارة الى ان الحكومة لن تشكّل قبل اسبوعين، في انتظار المشاورات السياسية داخلياً وخارجياً.
ـ صحيفة 'الديار'
إيلين عيسى:
النداء الثاني خلال 10 أيام يترافق مع تحركات لنواب العاصمة &laqascii117o;بيروت منزوعة السلاح": 14 آذار تحاول تعطيل الاستخدام السياسي للامن
في ذروة التأزم السياسي حول تأليف الحكومة، توجهت الأمانة العامة لقوى &laqascii117o;14 آذار"، في نداء ثان بعد نداء الأول من تموز، بالدعوة الى جعل بيروت مدينة آمنة وعاصمة منزوعة السلاح، كما سبق لها ان طالبت بعد حوادث 7 أيار 2008. كما ان نواب بيروت يتحركون في هذا الاتجاه، خصوصاً منذ احداث عائشة بكار.
فهل من رابط بين المأزق السياسي ومطالبة &laqascii117o;14 آذار" بترتيبات أمنية معيّنة للعاصمة؟
مصادر سياسية مواكبة تقول إن هناك اتصالات حثيثة يجريها العديد من اطراف &laqascii117o;14 آذار" للبحث في إمكان تعميم هذا التدبير الأمني، ليس على بيروت فحسب، بل على كل المناطق اللبنانية تباعاً، باستثناء الجنوب والبقاع الغربي اللذين يستمران ساحة عمل للمقاومة، فهذا المطلب لم يكن مطروحاً في هذا الشكل قبل دخول السلاح الى الشارع الداخلي في 7 أيار. وقبل هذا التاريخ كان الجميع تحت سقف الاقتناع بأن استخدام السلاح هوفقط في مواجهة اسرائيل، لكن المعارضة &laqascii117o;وسّعت" هامش هذا المفهوم عندما دخل سلاحها الى بيروت تحت عنوان الدفاع عن نفسها ضد القرارين الشهيرين اللذين اتخذتهما حكومة الرئيس فؤاد السنيورة. بعد ذلك، جرى تحويل هذا المفهوم الى المسألة السياسية الداخلية مباشرة من خلال الاعلان ان 7 أيار يمكن ان يتكرر عندما تجد المعارضة نفسها أمام المأزق السياسي، خصوصاً عندما يتم تدعيم ذلك باتهام فريق الغالبية بالاستجابة الى الرغبات الأميركية والاسرائيلية الرامية الى استهداف المقاومة. ففريق &laqascii117o;14 آذار" قرأ أحداث عائشة بكار ضمن منظار 7 أيار. وثمة من يعتقد داخل هذا الفريق بأن أجواء التوتر يمكن ان تتجدّد اذا ما استمر المأزق الحكومي على حاله في الاسابيع المقبلة كجزء من ممارسة الضغط السياسي، ولا يمكن الخروج من هذه المخاوف الاّ بتعطيل العامل الأمني من خلال تولي الجيش وقوى الامن وحدهما مسؤولية الامن في المناطق التي ليس فيها للمقاومة وجود يتخذ صفة الدفاع ضد اسرائيل. وانطلاقاً من كون وزيري الدفاع والداخلية محسوبين على رئيس الجمهورية ميشال سليمان، وهو القائد الأعلى للجيش، يعمل فريق &laqascii117o;14 آذار" على التقاط الفرصة لتحقيق هذا الهدف، بما يسهّل الطريق لحكومة الرئيس المكلف سعد الحريري، بحيث تنطلق في منأى عن الألغام والمطبّات التي عانت منها حكومتا سلفه الرئيس السنيورة.
ـ 'الديار'
إبراهيم جبيلي:
جهاد حزب الله ولاهوت التحرير
السؤال الذي طرحته هذه الزاوية مؤخرا: هل فاز التيار الوطني في الانتخابات النيابية؟ ام خسر ما كان يتوقعه؟ هو السؤال ذاته يطرح امام كوادر وفاعليات حزب الله، فالحزب الذي تميز بحشد الناخبين في نظام مرصوص، اثبت ان باعه طويل في ضبط &laqascii117o;الالوية" الناخبة ليضاهي بذلك ما امتهنه حليفه حزب الطاشناق في هكذا استحقاقات، لكن يرافق هذا الامتياز وتلك الانضباطية اسئلة عديدة يتداولها فريق الاكثرية في شوارعه المسيحية والدرزية وفي مدينة بيروت بالذات ومنها: لماذا فشل حزب الله في اختراق المدى الجماهيري لمعاقل فريق 14 اذار، وهو الذي انفرد ببطولة نادرة اختراق معاقل الدولة العربية ومرغ هيبتها، فيما لم يسجل تاريخ العرب الحديث سوى الهزائم في معارك القضية الفلسطينية، اضافة الى ان الحزب استطاع تأمين الرعب المتبادل والمتوازن ليزيد اطمئنان اللبنانيين على الجبهة الجنوبية. لكن هذه الانجازات وتلك النجاحات لم ينقلا حزب الله الى الحياة السياسية اللبنانية بحجمه ونوعيته الحقيقيتين، بل اقتصرت ادواره على تأمين بعضا من التوازن الداخلي بين قوى الاكثرية والمعارضة حين ساعد وانجح بعض حلفائه المعارضين وهكذا دخل الى النادي السياسي اللبناني كأحد الاحزاب الكبرى شأنه شأن سائر الاحزاب من الفئة الاولى.
ويضيف هؤلاء بأن ورقة التفاهم مع التيار الوطني كانت افضل وسيلة لاقناع الجميع بأن الجهاد الديني هو خير وسيلة للانتصار بعدما فشل العرب مجتمعين في تحقيقه، فالشريحة المسيحية المنضوية في التيار الوطني آمنت بالتحرير واعتمدت وسائل اعلام المقاومة ردحا من الزمن، والبعض في مدارس الارساليات المسيحية ادخل صورة قائد المقاومة السيد حسن نصرالله في هواتفهم النقالة، هذه التفاصيل وغيرها تؤكد امكانية بث هذه الروح المقاومة ولو تحت عناوين دينية او مذهبية.
2009-07-10 00:00:00