صحف ومجلات » افتتاحيات الصحف اللبنانية الصادرة اليوم السبت 11/7/2009

ـ صحيفة 'السفير':
عمّت حالة الاسترخاء كل من له يد في الموضوع الحكومي، سواء في الداخل اللبناني أو خارجه، من دون معرفة ما إذا كان ذلك ناتجا عن معطيات ملموسة إيجابية أو مجرد محاولة بث مناخات، في انتظار اكتمال الصورة الخارجية الراعية للملف اللبناني. وكان لافتاً للانتباه، ما أكدته مصادر دبلوماسية عربية في بيروت لـ&laqascii117o;السفير" أن الموضوع الحكومي في لبنان، لم يعد مطروحا على جدول أعمال دمشق ـ الرياض، وأن المطلوب من اللبنانيين، في الأكثرية والمعارضة، أن يتفاهموا سوياً ومن خلال الحوار، على ما يمكن أن يؤدي إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية في لبنان تضمن مشاركة الجميع من دون استثناء، وهذا الموقف تبلغه الرئيس المكلف سعد الحريري من القيادة السعودية.
وأوضحت المصادر أن القرار السعودي بالمضي في الحوار مع دمشق &laqascii117o;لا عودة عنه أبداً، وهو أمر تدركه القيادة السورية إدراكا تاما، وهناك جدول أعمال حافل بين الجانبين، يتناول العلاقات الثنائية والعلاقات العربية العربية والعلاقات العربية الإيرانية، بالإضافة إلى الملفات اللبنانية والفلسطينية والعراقية". وأكدت أن هذا الحوار سيستأنف في أقرب فرصة ممكنة، وأعربت عن تقديرها بأن زيارة العاهل السعودي الى دمشق صارت محسومة، ولكن موعدها سيتحدد في ضوء التفاهم بين اللبنانيين على تشكيل الحكومة.
ونقل زوار العاصمة السورية عن مسؤولين سوريين قولهم إن &laqascii117o;دمشق لم تكن في موقع المبادر في الموضوع اللبناني، بل جاءت المبادرة من الجانب السعودي، ونحن قلنا في الأساس، إن هناك قرارا استراتيجيا يقضي بعدم التدخل في الشأن الداخلي اللبناني، وكل ما يتوافق عليه اللبنانيون ندعمه، لكن البعض طلب منا التعاون في موضوع لبنان، وهذه معادلة صارت تتكرر في الآونة الأخيرة، فعندما يكون في التدخل مصلحة سورية لبنانية مشتركة، يقال لنا لا تتدخلوا في لبنان وعندما تكون هناك مصلحة لغير سوريا، يقال لنا تدخلوا واضغطوا على حلفائكم". أضاف زوار العاصمة السورية أن دمشق لن تتدخل في تفاصيل الشأن اللبناني وتترك لحلفائها أن يتفاهموا مع فريق الأكثرية.. &laqascii117o;وإذا كان البعض يرغب في التعاون معنا، فنحن قلنا منذ اليوم الأول لمن دقوا بابنا إن أول شروط التعاون هو التعارف وبناء الثقة، فإذا لم تكن هناك رغبة في التعارف بالأساس لماذا يطلب منا البعض التعاون". وتابع زوار العاصمة السورية أن دمشق المرتاحة كثيرا إلى وضعيتها الإقليمية والدولية، لا تمانع في أن يقوم الرئيس المكلف بزيارتها سواء قبل التأليف أو بعده وهذا خياره في النهاية... &laqascii117o;لكنها آلت على نفسها أن تتعامل ببرودة مع الملف اللبناني، خاصة أنها كانت مدركة أن بعض المبادرات التي أطلقت باتجاهها يمكن أن تصطدم بعقبات معينة... وهذا ما حصل لاحقا، والمهم أن لا تتكرر العرقلة".
وفيما حافظت مصادر الرئيس المكلف على صمتها حيال حركة الاتصالات الجارية والمدى الذي قطعته على طريق تشكيل الحكومة، قالت مصادر في كتلة المستقبل لـ&laqascii117o;السفير" إنه إذا تم تجاوز &laqascii117o;الثلث المعطل"، &laqascii117o;نكون أمام فرصة حقيقية لتسريع التأليف". ولم تستبعد المصادر قيام الرئيس المكلف بزيارة القصر الجمهوري في الساعات المقبلة من أجل إطلاع رئيس الجمهورية على محصلة المشاورات التي أجراها على مدى أسبوع، وأشارت الى أن قنوات الاتصال مفتوحة بين الرئيس المكلف وكل من &laqascii117o;حزب الله"، حيث تم التشاور هاتفياً أكثر من مرة بين الحريري والمعاون السياسي للأمين العام للحزب الحاج حسين خليل في الساعات الثماني والأربعين الماضية، وكذلك الأمر مع الرئيس نبيه بري ومعاونه السياسي النائب علي حسن خليل.
وفي المقابل، حافظ الرئيس نبيه بري على صمته، مؤكدا لـ&laqascii117o;السفير" على ما سبق وأعلنه من القصر الجمهوري لناحية &laqascii117o;تفاءلوا بالخير تجدوه" وقال إن الأمور المتعلقة بالمساعي الآيلة إلى تشكيل الحكومة لم تبلغ بعد الخط الأحمر أو مرحلة القلق، بل ما زالت في فترة السماح.
وقالت مصادر قيادية بارزة في المعارضة لـ&laqascii117o;السفير" إنها تتوقع من الرئيس المكلف أن يسارع الى التقاط اللحظة السياسية الإقليمية المؤاتية، وبالتالي الإمساك بزمام المبادرة والتحرك بدينامية جديــدة تقــوم على تزخيم الأفكار وتقديم &laqascii117o;بدائل" عن تلك التي لا تلقى قبولاً سواء من قبل رئيس الجمهورية او من قبل المعارضة وعلى وجه الخصوص صيغة الـ16/10/4 التي يتمسك بها الرئيس المكلف &laqascii117o;والتي يبدو أن رئيس الجمهورية لم يبلغ الحريري موافقته عليها".
ورفضت مصادر القصر الجمهوري الخوض في اجواء المشاورات الجارية، على قاعدة ان رئيس الجمهورية معتصم بالصمت ويرفض إثارة هذه المسائل إعلاميا، بما قد يشوش على مهمة الرئيس المكلف ومشاوراته لتشكيل الحكومة، &laqascii117o;فالرئيس لا يريد استباق الامور ويحاذر أن يفسر كلامه، وهو لا يتدخل احتراما للدستور".
وتحدثت المصادر المذكورة عن لقاء قريب بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف للبحث في المدى الذي قطعته المشاورات، ونفت الحديث عن توافق حول أية صيغ معينة بالنسبة الى الحكومة المقبلة، مــشيرة الى ان اللقاء السابق، كان كناية عن شقين، الاول، يتعلق بشكل الحكومة، حيث تم حسم صيغتها الثلاثينية، والثاني، تناول بعض الاسماء ـ &laqascii117o;الثوابت" في الحـكومة، ويندرج في اطار ذلك اسم وزير الداخلية زيــاد بارود من ضمن حصة رئيس الجمهورية. يذكر أن رئيس الجمهورية سيتوجه يوم الثلاثاء المقبل، على رأس وفد رسمي الى شرم الشيخ من أجل تمثيل لبنان في قمة دول عدم الانحياز، التي تستمر حتى السادس عشر من الجاري.
في غضون ذلك، التقى وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير امس الرؤساء ميشال سليمان، نبيه بري، فؤاد السنيورة، والرئيس المكلف سعد الحريري ووزير الخارجية فوزي صلوخ وعضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي وقيادات من 14 آذار، على ان ينتقل اليوم إلى دمشق بعد لقاء رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون. ولم تحمل مواقف كوشنير أي جديد سوى تأكيده على &laqascii117o;لبنانية" التأليف الحكومي وضرورة الإسراع به، وأبدى فخره بدور بلاده على صعيد &laqascii117o;إرساء علاقات طبيعية مع سوريا"، وقال من قريطم : &laqascii117o;يبدو ان السفير السوري في لبنان لم يبق وقتا طويلا في لبنان، فهل تمكن أحدكم من رؤيته؟ لا أعتقد ذلك، الا ان هناك سفيرا وعلاقات طبيعية. أعرف ان هناك مشاكل لا تزال موجودة ويجب على البلدين ان يعملا على حلها، ولبنان اليوم معترف به كدولة سيدة وهذا ما لم يكن الأمر عليه لسنوات خلت، وسوريا تعمل على حل مشاكل عالقة عائدة الى الحدود وأمور أخرى، وفرنسا مستعدة لتقديم أية مساعدة ممكنة".
وذكرت مصادر دبلوماسية فرنسية لـ&laqascii117o;السفير" أن زيارة كوشنير تضمنت تأكيدا على دعم فرنسا التاريخي للبنان، وإعادة تأكيد دعمها لموقع ودور رئاسة الجمهورية في لبنان وضرورة استمرار طاولة الحوار بين اللبنانيين وأنها ترغب في رؤية حكومة وحدة وطنية تمثل جميع اللبنانيين من دون استثناء وبعيدا عن أية صيغة تؤدي الى تعطيل العمل الحكومي مثل الثلث المعطل أو غيره، وأكدت المصادر انفتاح فرنسا على &laqascii117o;حزب الله" ودوره في الحياة السياسية اللبنانية. وقالت المصادر الفرنسية إن زيارة الوزير الفرنسي إلى دمشق، تعتبر محطة استثنائية، ذلك أنه سيترأس هناك اجتماعا هو الأول من نوعه منذ سنوات طويلة للسفراء الفرنسيين الحاليين والسابقين في الشرق الأوسط (بيروت ودمشق وعمان والقاهرة وتل أبيب).
ـ صحيفة 'النهار':
جال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير على رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، ورئيس حكومة تصريف الاعمال فؤاد السنيورة، ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريري والرئيس بري. وحرص، استنادا الى مصادر الذين التقاهم، على تهنئة لبنان بانجاز الانتخابات النيابية. وقال انه قرأ في الصحف قبل وصوله الى بيروت ان فرنسا مهتمة بتأليف الحكومة وأكد ان 'لا علاقة لنا من قريب او بعيد بهذا الاستحقاق اللبناني'. وخلال لقائه الرئيس سليمان شدد على 'العلاقات الممتازة' التي تربط الرئيس نيكولا ساركوزي برئيس الجمهورية، مشيرا الى 'ان التعهدات الفرنسية لتقديم المساعدات للبنان هي قيد التنفيذ ولا سيما منها المساعدات العسكرية والاجتماعية'. وفي الموضوع الاقليمي قال كوشنير لمستقبليه 'ان ثمة تقاربا كبيرا جدا مع الاميركيين في شأن حل أزمة المنطقة القائم على رؤية الدولتين في المسألة الفلسطينية، وهذا ما بدأ رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يقترب منه خلافا لوزير خارجيته أفيغدور ليبرمان. أما الفلسطينيون، فمن الضروري ان يوحدوا صفوفهم وهذا ما يعول عليه من خلال المسعى المصري في مهلة شهر. كما أن مروحة المصالحات العربية وخصوصا السورية – المصرية من شأنها ان تهيىء الاجواء لمؤتمر دولي وهذا ما يعول عليه خلال فترة الشهرين المقبلين، علما ان الرئيس الاميركي باراك أوباما يضغط من اجل تهيئة الظروف الملائمة لانطلاق مثل هذا المؤتمر'. واجتمع كوشنير ايضا مع عضو 'كتلة الوفاء للمقاومة' النائب نواف المسوي. وأوضحت وكالة 'الاسوشيتد برس' ان الموسوي عرض له مسألة التحليق العسكري الاسرائيلي فوق لبنان بما ينتهك قرار مجلس الامن 1701 الذي أنهى حرب عام 2006. وتطرق الى شبكات التجسس الاسرائيلية في لبنان. وقال انه بحث ووزير الخارجية الفرنسي في الجهود المبذولة لتأليف حكومة جديدة.
وأكد كوشنير ان لا ملاحظات لديه على أداء 'حزب الله'. وقال: 'انهم شاركوا في الانتخابات، وهذه ملاحظة ايجابية وقبلوا بنتائجها. وشرحوا لي 'في أي ظروف جرت الانتخابات. وسمعت الاحصاءات من الجهتين. ولست انا من صاغ الدستور اللبناني او اتفاق الطائف او الممارسة السياسية في لبنان'.
ورافق لقاء كوشنير وممثل 'حزب الله' موقف أدلى به نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم قال فيه: 'اليوم كل العالم يشيد بالانتخابات النيابية (...) ونقول ان التهنئة اولا وأخيرا هي للمعارضة اللبنانية الشريفة البطلة التي قبلت النتيجة على رغم كل ملاحظاتها ورضيت ان تلجأ الى الاساليب القانونية للاعتراض ولم تتحرك في الشارع'.
وعلمت 'النهار' ان كوشنير التقى الى مائدة العشاء في السفارة الفرنسية مساء أمس عددا من القادة المسيحيين في 14 آذار هم: الرئيس امين الجميل، رئيس الهيئة التنفيذية لحزب 'القوات اللبنانية' سمير جعجع، النائبان ميشال فرعون وجان أوغاسبيان والنائبة السابقة نايلة معوض. على ان يلتقي صباح اليوم، الى فطور، عضو 'اللقاء الديموقراطي' النائب مروان حماده. ويختم اليوم زيارته للبنان باجتماع مع رئيس 'تكتل التغيير والاصلاح' النائب العماد ميشال عون، ويتوجه ظهراً الى دمشق.
وفي تصريح لافت دعا امس نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان في خطبة الجمعة الى 'الاسراع في تأليف الحكومة خصوصاً ان الثلث الضامن والمعطّل هو بدعة وعلينا ان نؤلّف الحكومة من العاملين لمصلحة الناس والوطنيين والخيّرين، فنختار الافضل والاحسن والانقى من المعتدلين 'المستقيمين'.
وفي وقت لاحق وزّع نص معدّل حذفت منه عبارة 'الثلث الضامن والمعطّل هو بدعة'.
على صعيد آخر، علّق وزير الداخلية والبلديات زياد بارود على عملية احباط قوى الامن عملية سرقة سيارة احد المواطنين امس في محلة الدكوانة حيث أوقفت اثنين من السالبين وقتلت الثالث بعد الاشتباك معه، فقال: 'نتيجة متابعات حثيثة لقوى الامن الداخلي وتأهب منذ سبعة ايام مما قبل منتصف الليل حتى الصباح ووسط جهد استثنائي جرى تنفيذ خطة متكاملة شاركت فيها كل وحدات الامن الداخلي بمؤازرة من الجيش من اجل الاجهاز على هذه الظاهرة التي لا تشبه لبنان ولا اللبنانيين'. واضاف: 'بالطبع ان هذه الخطة لا تلغي الجريمة بل تحد منها على رغم تواضع الامكانات، وهذا ما ادى الى توقيف افراد عصابة اخرى قبل ايام'. ولفت الى انه تم تسيير دوريات على طريق المطار ثابتة ومتحركة بمؤازرة من الشرطة القضائية. وشدد على 'ان الامن امر تشاركي يتطلب مؤازرة كل اللبنانيين. فإذا كان صوت الجريمة يبدو احياناً اعلى من صوت العدالة، فإن خيار الدولة هو تأمين السلامة للمواطنين'.
وعن زحمة السير هذه الايام قال: 'ان موضوع السير لا يرتبط بقوة الامن الداخلي بل بتخطيط الطرق لاستيعاب العدد الهائل من السيارات، وهذا ما يطرح بالحاح ضرورة مقاربة السير من زاوية السبب. فالشرطي هو خط التماس مع المواطنين، لكنه لا يعالج ازمة السير. هناك نقص في مفارز السير. كان هناك 600 عنصر لكل لبنان، فرفعنا العدد اليوم الى ألف لنرفعه لاحقاً الى 1600 مع الطموح ليصبح العدد ثلاثة آلاف. لكن هذا الرقم لن يلغي اهمية معالجة امر الطرق. مثل على ذلك ان نفق نهر الكلب يستوعب خمسة خطوط في اتجاه الشمال لتصبح بعد فترة قصيرة خطين. انها مشكلة هندسية. ومثل آخر اوتوستراد نهر الموت. قدرته الاستيعابية يومياً 240 الف سيارة في حين ان الرقم حالياً هو 280 الفاً. ان المطلوب معالجة وطنية وعملية جراحية تشمل انشاء طرق ومحاور جديدة واوتوسترادات مقفلة بدلاً من تحويلها حالياً امكنة للتبضع. وهذا يقتضي ورشة من وزارة الاشغال ومجلس الانماء والاعمار وكل الجهات المعنية'. وخلص الى القول: 'لا نقول ذلك تهرباً من المسؤولية، بل لوضع اليد على الموضوع وتحديد اتجاهات الحل المطلوب'. ووافق الرئيس سليمان امس على منح الفلسطيني يوسف شعبان عفواً خاصاً من بقية العقوبة بعدما امضى في السجن 15 سنة. وكان شعبان اتهم باغتيال المستشار الاول في السفارة الاردنية في لبنان عمران المعايطة عام 1994، وحكم عليه بالسجن المؤبّد، لكن القضية اقفلت بعد اعتقال شخصين في الاردن اعترفا بعملية الاغتيال ودينا واعدما. وسيطلق شعبان بعد اجراء المعاملات القانونية.
ـ صحيفة 'الأخبار':
قال عدد من المطّلعين على زيارات الوزير الفرنسي إن كوشنير مرتاح للأجواء في لبنان والمنطقة عموماً، مؤكداً أنّ الوضع في لبنان، رغم العراقيل التي تواجه تأليف الحكومة 'أحسن مما كان عليه قبل 6 أشهر'. ولفت كوشنير في لقاء بعيد عن الإعلام مع بعض الأصدقاء إلى 'شعوره بأنّ القصة معقّدة قليلاً في تأليف الحكومة، لكن في النهاية ستحلّ الأمور مهما طالت'، بحسب أحد المشاركين في هذه الجلسة. كذلك أعاد كوشنير التشديد على دعم الرئيس ميشال سليمان وموقعه ودوره في العملية السياسية في لبنان، ولفت إلى أنّ وجوده في بيروت لا يتعلّق بموضوع الحكومة أو للتأثير في أي ملف لبناني داخلي. وأكد كوشنير أنّ ما يهم الفرنسيين 'ليس شكل الحكومة ومن فيها، سواء الأقلية أو الأكثرية أو آلية عملها، بل المهلة الزمنية التي يجب أن تنجز خلالها'. وفي هذا اللقاء الذي عُقد بعيداً عن الأضواء، أكد كوشنير أنّ منطقة الشرق الأوسط لن تمرّ بأزمة حروب، وأضاف بحسب المصدر نفسه: 'يجب أن يستفيد الجميع من هذا الهدوء والانطلاق نحو الحوار الذي نطالب به نحن الفرنسيين منذ زمن'. وعن العلاقات العربية - العربية، شدد كوشنير على أنّ فرنسا ترحّب بهذا التقارب 'لكنها لن تسمح بأن تكون هذه التسويات على حساب لبنان'.
وعند سؤاله عن اللجوء إلى أساليب أخرى إذا فشل الحوار مع دول المنطقة، شدد كوشنير، بحسب المصدر، على أنّ منطق الحروب سقط. وقال إن التهديدات الإسرائيلية الحالية كلامية 'يجب أخذها في الاعتبار، لكن يستبعد كثيراً تحوّلها إلى أفعال نظراً للخلافات داخل الحكومة الإسرائيلية وللأوضاع العامة في المنطقة'.
من جهة أخرى، استغربت مصادر في المعارضة الهالة الإعلامية التي أعطيت للقاء وفد حزب الله بكوشنير، مشيرةً إلى أنّ اللقاءات بين الفرنسيين والحزب دورية ولم تنقطع يوماً منذ عام 1992. وقال مطّلعون على اللقاء الذي جمع كوشنير وعضو كتلة الوفاء للمقاومة، نواف الموسوي، إنّ الفرنسيين أرادوا معرفة وجهة نظر حزب الله حيال الأوضاع العامة. وقد شدّد الموسوي خلال اللقاء على الانتهاكات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية، بما فيها شبكات التجسّس التي يجري تفكيكها على الأراضي اللبنانية. ورأى المصدر نفسه أنّ 'اللقاء كان إيجابياً، حيث سمع حزب الله رؤية فرنسية جديدة للأمور والقضايا في لبنان والمنطقة'. وتابع مشيراً إلى أنّ الفرنسيين قدموا مجموعة من المواقف الجديدة، منها أنّ أي قراءة واقعية لنتائج الانتخابات تقود إلى اقتناع قوي بأنه دون حكومة وحدة وطنية لن تهدأ الأوضاع في لبنان. كذلك شدد كوشنير على وجوب تقليص الشروط المتبادلة بين القوى في لبنان، وأنّ هذه اللعبة تؤثر جدياً في تأليف الحكومة 'حيث يجب أن تكون الشراكة جدية'. وعند استفهامه عن موقف الأقلية من المشاركة في الحكومة، قيل له إنّ المعارضة موحدة لناحية المشاركة أو عدم المشاركة في الحكومة وإنّ للشراكة في الحكم مستلزمات يجب الإقرار بها واحترامها.
وعند الحديث عن الأوضاع في المنطقة، قدّم كوشنير مقاربة مختلفة عن الرؤية الفرنسية السابقة 'أثارت انتباه محدِّثي كوشنير من فريق المعارضة الذين تعاملوا مع الموضوع بإيجابية'.
كذلك نقل المصدر نفسه أنه خلال لقاءات كوشنير مع معارضين، أكد الوزير الفرنسي أنه لا رغبة فرنسية في ترك الملف اللبناني للسعودية ومصر وواشنطن.
وكان كوشنير قد باشر جولته أمس بلقاء رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي شدّد لضيفه الفرنسي على العلاقات الثنائية التاريخية الخاصة بين البلدين. كذلك أكد التواصل المستمرّ 'بين البلدين في سبيل البحث في التعاون والمساعدات التي جرى التوافق عليها خلال زيارة الرئيس سليمان لفرنسا، وخصوصاً المساعدات العسكرية للجيش'. وقال: 'لا علاقة مباشرة أو غير مباشرة لهذه الزيارة بالمشاورات الجارية لتأليف الحكومة، وهذا الأمر شأن داخلي لبناني لا تتدخل فيه فرنسا من قريب ولا من بعيد'.
وتطرّق سليمان وكوشنير إلى الوضع في المنطقة والمشاورات الجارية في شأن المساعي السلمية، فأكد الوزير الفرنسي 'أن فرنسا مع حل الدولتين، وهي على تفاهم تام مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في هذا الشأن'، لافتاً في الوقت نفسه إلى وجوب أن تُعقَد المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية وتتوسع دائرة المصالحات والتفاهمات العربية. وأبدى ارتياحه إلى مسار العلاقات اللبنانية - السورية، وإلى تطور الأمور إيجاباً في لبنان على كل المستويات وفي شتى المجالات.
ومن جهته، لفت سليمان إلى إيجابية المناخات على المستوى العربي وعلى مستوى علاقة الغرب بالدول العربية، مشيراً إلى 'أن ذلك يرخي ظلالاً مساعِدة في الداخل اللبناني'، شاكراً الرئيس ساركوزي ودوره من خلال 'الانفتاح على سوريا الذي لا يزال مستمراً'.
ثم انتقل كوشنير إلى السرايا الحكومية حيث التقى رئيس الحكومة المكلف تصريف الأعمال، فؤاد السنيورة، وقد عُرضت الأوضاع المحلية والإقليمية، إضافة إلى العلاقات الثنائية بين البلدين.
وتوجه بعدها كوشنير إلى عين التينة للقاء الرئيس نبيه بري الذي أكد للضيف الفرنسي أنّ طبيعة تأليف الحكومة تأخذ الكثير من الوقت. وقال كوشنير بعد اللقاء إنه لمس لدى بري 'تفاؤله على صعيد تأليف الحكومة، وأنا مسرور بأن الرئيس بري تحدث بإيجابية عن الأكثرية وظروف الانتخابات'.
ومن قريطم، هنّأ كوشنير النائب سعد الحريري بتكليفه تأليف الحكومة، ثم تناول الطرفان موضوع الحكومة. كذلك التقى كوشنير وزير الخارجية فوزي صلوخ الذي أشار بعد اللقاء إلى التطرّق إلى مختلف التطورات على الساحة الدولية 'ولا سيما تلك المتعلقة بعملية السلام في الشرق الأوسط واحتمالات معاودة المفاوضات بفعل المساعي الأميركية والأوروبية'. وبعد مناقشة ما يتعلّق بفرص المفاوضات وعملية السلام، طالب صلوخ بـ'تكثيف الجهود لحمل إسرائيل على الرضوخ لمتطلبات السلام العادل والشامل'. ولفت صلوخ خلال اللقاء إلى أنّ الهدوء والاستقرار 'تعكرهما الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على السيادة اللبنانية عبر خروق جوية وبحرية وبرية وزرع شبكات تجسس'.
وكرّر كوشنير بعد هذه اللقاءات موقفه الحيادي من الأطراف اللبنانية وعدم تدخله في النقاشات الجارية لتأليف حكومة الوحدة الوطنية، مكرّراً 'أنه لا يعود إلينا نحن الفرنسيين أن نؤلف الحكومة اللبنانية، لكن الفرنسيين والأوروبيين مهتمون بالوضع في المنطقة وبمسيرة السلام فيها الضرورية والأساسية'. وتابع مؤكداً أنّ على اللبنانيين تأليف حكومتهم، 'اللبنانيون أحرار بالكامل، لكن في المقابل لا يمكننا أن ننكر واقع المنطقة الذي يشهد تطوراً'، مشيداً بتحسّن العلاقة بين لبنان وسوريا ووجود سفيرين بين البلدين. وأضاف: 'أعتقد أنه يجب حل الأمور من الداخل ثم التوجه إلى الخارج، لا العكس'، مؤكداً سرور الفرنسيين بالوضع الهادئ في لبنان رغم وجود بعض العقبات. ورأى أنّ 'الوضع الإيجابي لا يعني أن كل التعقيدات السياسية في التركيبة اللبنانية المعتادة ستُحَلّ في لحظة، بل إنها ستستغرق بعض الوقت'. وعن موقفه من زيارة الرئيس المكلّف سعد الحريري دمشق، رأى أنّه 'ليس لي أن أملي عليه برنامج عمله. لقد فهمت أنه لا يرغب في القيام بهذه الزيارة قبل تأليف الحكومة. وهذا جيد جداً. وإذا غيّر رأيه فإن الأمر يعود إليه'. وعن ملاحظاته على أداء حزب الله، قال: 'لا ملاحظات لدي، لكنهم شاركوا في الانتخابات، وهذه ملاحظة إيجابية، وقبلوا نتائجها'. وتابع مشيراً إلى أن وفد حزب الله فسّر له خلال لقائه به الظروف التي جرت فيها الانتخابات، 'وسمعت الإحصاءات من الجهتين، ولست أنا من صاغ الدستور اللبناني أو اتفاق الطائف، ولا الممارسة السياسية في لبنان. هذه الممارسة السياسية اللبنانية ضرورية للديموقراطية، ويجب العمل بها لتنفيذ مشاريع إنمائية مهمة، والتنوع الطائفي في لبنان قديم، وليس من مسؤوليتي'.
وعن الأوضاع العربية - العربية، أكد كوشنير أنه مرتاح لاستئناف العلاقات والاتصالات بين الدول العربية، 'لكن بالنسبة إلى مسيرة السلام والجانب الإسرائيلي من الجهة الثانية، فإن الأمور لا تتقدم'. وأكد وجوب وقف الاستيطان لضرورة استعادة المفاوضات السياسية، مع تشديده على ضرورة قيام دولة فلسطينية.
وأعرب كوشنير عن عدم قلقه من التهديدات الإسرائيلية على لبنان، مشيراً إلى أنّ وجهات نظر الائتلاف الحاكم في إسرائيل مختلفة على مجموعة من القضايا، منها سير عملية السلام.
وعن العلاقة مع سوريا، رأى أنّ 'هناك أجواء انفتاح والتقاء في سوريا، وفي الشرق الأوسط عموماً، وعلينا أن ننتظر ما ستؤول إليه'، مشيراً إلى أن انتخابات ديموقراطية حصلت في لبنان 'ما لم نكن نتوقع حصوله قبل عام أو عامين'. وأعرب عن سروره لتحسّن العلاقات اللبنانية - السورية. وعن إمكان طلبه من دمشق تسهيل الأمور في لبنان في ما يتعلق بتأليف الحكومة المقبلة، قال كوشنير: 'لا أعتقد أن الأمر يعود إلى السوريين، فعلى رئيس الحكومة المكلف أن يقوم بما يشاء في الداخل والخارج إذا أراد ذلك'. وشدد على أنّ 'سوريا تعمل على حل مشاكل عالقة عائدة إلى الحدود وأمور أخرى، وفرنسا مستعدة لتقديم أي مساعدة ممكنة'.
التقى مساء أمس وزير الخارجية الفرنسية، برنار كوشنير، مسيحيّي قوى 14 آذار. وكان موقفه واضحاً بشأن ضرورة تعاطي هؤلاء بجدية مع انفتاح الدول العربية بعضها على بعض. ودعا كوشنير، بحسب مطّلعين على أجواء هذا اللقاء، 'المسيحيّين إلى عدم العيش خارج ما يجري في العالم، وفهم التحوّلات التي تحدث في جوار لبنان'. وأكّد كوشنير أنّ إشادة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي 'لم تأتِ من لا شيء، فأداء السوريين كان جيّداً، وقد قدّموا كلّ ما طلبناه منهم'. وتابع المصدر المطّلع أنّ كوشنير لم يُبدِ سروره تجاه مواقف القوات اللبنانية بشأن العلاقة مع سوريا، داعياً إلى تسهيل الأمور والمزيد من الانفتاح، مضيفاً أن 'لا عودة بالزمن في ما يخص العلاقة مع سوريا'.
وبحسب المصدر نفسه، خصّص كوشنير لكل الشخصيات التي حضرت جلسة خاصة سريعة، وأضاف إنّ الوزير الفرنسي ترك انطباعاً لدى الحاضرين بأنه 'متابع جداً لكل الاستحقاقات التي جرت في لبنان، وأنه مطّلع على كل التفاصيل'، أي إن معرفته بهم باتت متطوّرة عن الزيارات السابقة. وعن موقع حزب الله، أكد كوشنير لمسيحيي 14 آذار أنّ الانتخابات النيابية أثبتت 'قدرة حزب الله الذي برهن أنه قوي، لذا لا يمكن تجاهله في أي موضوع أو استحقاق'، وتابع مشيراً إلى اطّلاعه خلال لقائه وفد الحزب على هواجس قيادة حزب الله وملاحظاتها.
وأكّد كوشنير خلال هذا اللقاء أنّ فرنسا في المرحلة المقبلة 'لن تسمح بأن تجري التسوية السعودية - السورية على حساب لبنان'، لافتاً إلى أن هذا الموقف لا يأتي فقط خوفاً على المسيحيين في لبنان، بل 'خوفاً على كل اللبنانيين وما يمثّله هذا البلد من صورة التعايش بين الطوائف والثقافات'.
ـ صحيفة 'اللواء':
تكشف المصادر عن أن تأليف حكومة لبنان يفتح باب القمة المذكورة بقوة، وفي الوقت عينه، إن التحضيرات لعقد القمة تترك إمكانات مباشرة على مناخ إيجابي لبناني، مسهّل لعملية التشكيل، ليتحول السؤال المحيّر: هل تعقد قمة دمشق بين الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس بشار الأسد، بعد تأليف الحكومة اللبنانية أو قبلها؟ وفي هذا الإطار، علمت <اللواء> أن الرئيس الحريري أبلغ من يعنيهم الأمر أن زيارة دمشق واردة عنده، وهو قرّر تلبية دعوة لزيارتها، بمعزل عن وضع المحكمة الدولية، التي باتت تعمل على نحو مستقل عن السياسات الإقليمية أو الدولية&bascii117ll; وفي المعلومات التي حصلت عليها <اللواء> من الذين التقوا الرئيس المكلّف أن العمل يجري على نحو هادئ لإعداد تشكيلة وزارية مقبولة، حتى إذا حانت لحظة التوافق الإقليمي يُفرج عنها، وتوضع اللمسات عليها، قبل أن تصدر مراسيم تشكيلها&bascii117ll; وقالت المعلومات إن كل شيء قابل للحوار والنقاش، بعيداً عن الثلث المعطِّل أو التمثيل النسبي، وبعيداً عن الشروط المسبقة أو الشروط المضادة&bascii117ll; وقال الرئيس الحريري لمجلة <باري ماتش> الباريسية إن الثلث المعطِّل من شأنه أن يُبقي على الانقسام، في حين أنه يسعى للتخلص من الانقسام السياسي المتزايد، والذي أوجد خصومات دينية غير مسبوقة&bascii117ll;
وأمس نقل الوزير السابق وديع الخازن عن البطريرك صفير رسالة إيجابية لجميع اللبنانيين يُؤكّد فيها قناعته الراسخة والتاريخية في ما يتعلق بالمواطنية اللبنانية والوحدة بين اللبنانيين&bascii117ll; وأوضح صفير في معرض الحديث عن الفتور الذي قام بينه وبين <حزب الله> انه للجميع ويريد التماسك اللبناني في وجه العدو الإسرائيلي الذي يتربص شراً بلبنان&bascii117ll; وأثنى صفير وفق ما نقل عنه الخازن على المصالحة المسيحية، آملاً تكثيف الجهود توصلاً إلى قواسم مشتركة تجمع كل اللبنانيين متمنياً تسريع الخطوات لتشكيل حكومة جامعة لها طابع وطني&bascii117ll;
ـ صحيفة 'الديار':
نقل زوار رئيس الجمهورية عنه انه وضع لنفسه مهلة نهاية الشهر الحالي كحد أقصى لتشكيل الحكومة، والاّ فإنه حسب زواره يحضّر لموقف بالغ الأهمية سيعلنه في الأول من آب لمناسبة عيد الجيش حيث سيلقي كلمة في الاحتفال. ونقل الزوار ايضاً بأن الرئىس سليمان، وحول سؤاله عن حصته في الحكومة، أجاب &laqascii117o;بأنني لن أكون حجر عثرة أمام اي صيغة، واذا جاءتني الموالاة والمعارضة بتشكيلة تم التفاهم حولها في ما بينهما وتكون بصيغة 19 ـ 11، فإنني سأوقع مرسوم تشكيل الحكومة فوراً، والمهم أن يتم الإتفاق بين الموالاة والمعارضة.
وكشفت مصادر متابعة عن صيغة لتشكيل حكومة من 32 وزيراً كمخرج لارضاء الكتل، وتحديداً القوى المسيحية المعارضة والموالية. فعقدة التمثيل المسيحي توازي مطلب المعارضة بالمشاركة الحقيقية، خصوصاً وان القوى المسيحية في 14 و8 آذار تطالب بحصتها كاملة. فتكتل التغيير والاصلاح يطالب ب 7 وزراء والقوات اللبنانية تتمسك بوزيرين وقوى 14 آذار والكتائب يطالبون بحصصهم، بالإضافة الى حصة رئىس الجمهورية. كما ان النائب جنبلاط يطالب بحصة مسيحية، وبالتالي فان التوزيع المسيحي يمثل عقدة مستعصية بوجه الرئىس الحريري.

2009-07-11 00:00:00

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد