صحف ومجلات » مقالات وتحليلات الصحف اللبنانية الصادرة اليوم السبت 11/7/2009

- صحيفة 'المستقبل':
نصير الأسعد:
سوريا لم تتغير وتستأنف التعطيل في لبنان.. سوريا تتغير عبر مخاض عسير وحلفاؤها لا يعلمون؟ البحثُ اللبناني عن 'الكلمة المفقودة': في مجال مقاربة الوضع اللبناني في الإطار الإقليمي، ثمة قراءتان متاحتان. الأولى يمكن وصفها بـ'المباشرة' أو 'الظاهرية'، وتأخذ الحركة السياسية والمواقف السياسية في ظاهرها أو بـ'حرفيتها' كما تقدم نفسها. والثانية يمكن وصفها بـ'المركّبة'، وتعتمد على 'إستقراء' للمعطيات وعلى 'إستنطاق' للسياقات وعلى تحليل لـ'الجدليات'.. وما أكثرها.القراءة 'الظاهرية': التعطيل السوري.....القراءة 'المركّبة'أما في القراءة الثانية 'المركّبة' الأشبه بالبحث عن 'الكلمة المفقودة'، فثمة معطيات وسيناريوات وإحتمالات شتّى......سوريا إن تغيّرت تحتاج الى وقت والسؤال الآن هو الآتي: إذا كانت هذه القراءة بين السطور صحيحة، فما هي الإستنتاجات؟.....أسئلة بين دمشق وطهران و'حزب الله'وهنا، فإن الأسئلة 'تكرّ' و'تتناسل': في هذه الحالة، حالة التغيير السوري، هل تنجح سوريا في إقناع إيران و'حزب الله' بسياستها؟ أم تسلك مساراً مستقلاً عنهما؟ هل تتردد؟ ما إنعكاسات كل خيار على لبنان؟ هل يحصل أن يصبح فريق 8 آذار مجموعة فرقاء؟ وماذا بعد؟عن كل سؤال أجوبة عدة، وعلى كل جواب مترتب.لكن بعد ذلك كله: أي القراءتين هي الأدق والأصح؟ وكم من الوقت بعد لتتوضح 'الصورة'؟ وكيف سيكون 'المخاض'؟ ..وبعد، إن الحذر من الجزم هنا أو هناك، واجب.
ـ صحيفة 'النهار'
رضوان عقيل:
من يستمع الى كلام رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط الاثنين الفائت في مقره السياسي البيروتي في كليمنصو لدى استقباله وفدا من 'الجبهة الشعبية – القيادة العامة' برئاسة المسؤول السياسي عنها في لبنان رامز مصطفى، يشعر بان الاول لا يتغير ارشيفه ولا تتبدل مفرداته عن القضية الفلسطينية.وبدا في لقاء الامس كأنه يتحدث في اجتماع في مقر 'الحركة الوطنية' في اواخر الثمانينات آنذاك في محلة وطى المصيطبة في حضور الراحلين الرئيس ياسر عرفات وجورج حاوي والسيد محسن ابرهيم.
وكسر لقاء جنبلاط و'القيادة العامة' في حضور الوزير وائل ابو فاعور مساحات كبيرة من الجليد والانقطاع بين الطرفين، وخصوصا بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري وكر سبحة الاغتيالات في صفوف قادة 14 آذار وتزامنها مع اطلاق سلسلة من المواقف عن السلاح الفلسطيني و'خطره' في تلال الناعمة في الشوف ومناطق اخرى في البقاع وعلى مقربة من الحدود السورية.وبعد ارتفاع كلام جنبلاط آنذاك ضد 'الجبهة'، اتخذت الاخيرة قرارا بعدم الرد عليه او الدخول في سجال معه، و'احترمت' العلاقة التي تربطه مع مؤسسها احمد جبريل 'ابو جهاد' والتي تعود الى ما قبل حرب الجبل. وطوال هذه الفترة كانت الرسائل تتناقل بين الطرفين كلما التقى ممثلون لـ'القيادة العامة' في حفلات عامة مع الوزير غازي العريضي والنائب علاء الدين ترو.
وعند ظهور موجات 'التبدل' في خطاب جنبلاط في الاشهر الاخيرة، عملت قيادة 'الجبهة' في لبنان على عقد لقاء معه، فارتأى عقده بعد الانتخابات النيابية. ولم يكن لـ'حزب الله' اي تدخل فيه، لكنه جاء بعد 'السهرة' الاخيرة والطويلة بين رئيس 'اللقاء الديموقراطي' والسيد حسن نصرالله في الضاحية الجنوبية. وعندما لمست 'القيادة العامة' الاجواء الانفتاحية القديمة – الجديدة من جهة جنبلاط، طلبت موعدا منه، وخيمت الاجواء الودية على مسار الجلسة التي بدأها جنبلاط بالسؤال عن صحة 'ابو جهاد' ونقل تحياته اليه في دمشق.
وخاطبه مصطفى ان 'الجبهة' لم تسقط ابدا الرهان على مواقف 'ابو تيمور' الداعمة لقضايا العروبة وفلسطين.
وقدم اليه الوفد 'بانوراما' عما رافق 'القيادة العامة' على المسرح اللبناني، وانها تعرضت 'لضخ اعلامي واستفزازي من بعض الافرقاء في لبنان، بدءا من اتهام عناصرها بالمشاركة في حوادث مخيم نهر البارد في الشمال وصولا الى ادعاء البعض انهم شاركوا في السابع من ايار في بيروت. واحال الوفد هذه الاتهامات على قيادة الجيش والاجهزة الامنية اللبنانية الاخرى التي لم تثبت مثل هذا الامر، مؤكدا انه لم يكن لـ'الجبهة' اي دور في دعم ما يسمى 'فتح الاسلام'، وانها التزمت القرار الفلسطيني لسائر الفصائل في اشراف ممثل منظمة التحرير الفلسطينية السفير عباس زكي 'عدم التدخل في اي ملف لبناني داخلي'.
ولا يمنع هذا الكلام 'القيادة العامة' من تأكيدها على مسافة واحدة من الافرقاء اللبنانيين، وهي لا تخفي علاقاتها مع المقاومة و'حزب الله' والقوى الوطنية اللبنانية، وترحيبها بفتح صفحة جديدة مع الحزب التقدمي الاشتراكي.
وتمنت 'القيادة العامة' ان يساهم جنبلاط من موقعه بعد تشكيل الحكومة، في الالتفات بصورة اكبر الى ملف اللاجئين والاسراع في اعمار نهر البارد. واعلنت عن استعدادها لإقامة اي حوار فلسطيني – لبناني. ولم يجر التطرق مباشرة الى السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، والذي لا يغيب موضوعه عن ألسنة قوى 14 آذار وبياناتهم، ولاسيما من حزبي 'القوات اللبنانية' والكتائب. وحمّل الوفد جنبلاط موقفا في هذا الشان مفاده 'ان اجندتنا ستبقى فلسطينية والاولوية هي التمسك بحق العودة، ولن ندخل سلاحنا في اي ملف لبناني'.
ورد جنبلاط  مشددا على رفض التوطين ومنع تهجير الفلسطينيين وضرورة التطلع اكثر الى حقوقهم المدنية والمعيشية في المخيمات. وعاد جنبلاط في نهاية اللقاء بالذاكرة الى حرب الجبل ودور نجلي جبريل جهاد وخالد في تلك الاعوام عندما كانا في قلب المعارك في سوق الغرب آنذاك. واتفق الطرفان في ختام جلستهما على مواصلة اللقاءات. وبعد اقل من 24 ساعة على هذا اللقاء كان موضوعه على طاولة اجتماع بين 'القيادة العامة' ونائب الامين العام لـ'حزب الله' الشيخ نعيم قاسم الذي اعلن مباركته 'لهذا النوع من اللقاءات والخطوات التي يؤدي مسارها الى الاتجاه الصحيح'.صحيح ان اجتماع جنبلاط - 'القيادة العامة' فتح صفحة جديدة بينهما، لكن المهم هو ان تضعه القيادة السورية في 'المختبر الجنبلاطي' في دمشق، المشرعة ابوابها هذه الايام على كل حركة وكلمة ينطق بها الرجل.
ـ صحيفة 'السفير':
شهدت الانتخابات النيابية في دائرة قضاء جزين حالة &laqascii117o;فريدة" تمثلت بوجود لائحتين متنافستين للمعارضة بالاضافة إلى لائحة من المستقلين القريبين من فريق الموالاة ومنفردين. هذا الانقسام في صفوف قوى المعارضة، بالرغم من كل الجهود التي بذلت للتوفيق بين الرئيس نبيه بري والعماد ميشال عون على دعم لائحة واحدة، دفع بالمهتمين الى التركيز على الصوت الشيعي كونه الصوت الذي يتوقع أن يرجح كفة إحدى اللائحتين أو مرشحين منها. وتم تسريب أخبار أن التوجه &laqascii117o;الموحي به" للناخبين الشيعة هو الاقتراع لسمير عازار من اللائحة المدعومة من الرئيس نبيه بري ولكل من زياد اسود وعصام صوايا من لائحة التيار الوطني الحر بغية تأمين الفوز لهم وإرضاء الطرفين. لكن النتيجة كانت خلاف كل التوقعات ففازت لائحة التيار الوطني الحر كاملة بالرغم من أن أصوات المقترعين الشيعة اتجهت بنسبة كبيرة إلى سمير عازار بينما نال المرشحان الآخران في لائحته نسبة من أصوات الشيعة أدنى من النسبة التي حصل عليها المرشحان في لائحة التيار الوطني الحر (باستثناء المرشح ميشال حلو الذي حصل على نسبة أدنى بكثير). (المقال المرفق بجداول بيانية للقراءة).
ـ صحيفة 'الأخبار'
إبراهيم الأمين :
سيجد كثيرون أن في الكلام إساءة، إلا أن سعد الحريري أظهر ـــــ للأسف ـــــ أنه لا يملك القدرة على المبادرة بشيء. لا هو كان قادراً على حسم خلافات الحلفاء يوم اندلعت معركة تأليف اللوائح الانتخابية، ولا كان قادراً على إعلان ترشّحه لرئاسة الحكومة قبل أخذ موافقة السعودية والولايات المتحدة ومصر، ولا هو الآن قادر على تقديم أي طرح يمكن مناقشته بمعزل عمّا ستبلغه إياه السعودية عن حصيلة اتصالاتها مع سوريا.
يوم جاء عبد العزيز خوجة إلى سعد وأبلغه أن المفاوضات في سوريا تقترب من توافق على اتفاق يتطلب أن يزور الحريري دمشق، سأله سعد: الآن قبل التأليف؟ أجابه الخوجة بنعم، فرد الحريري: إذا كنتم في السعودية ترعون هذا الاتفاق فأنا حاضر، لكن لا أعرف إذا كان حلفائي في 14 آذار يقبلون. وبعدما تدخلت الولايات المتحدة ومصر وجهات أخرى ترفض شراء بطاقة دخول الحريري إلى السرايا من خلال نظام &laqascii117o;الدفع المسبق"، انتظر الحريري سماع الكلام من السعودية. هذا لا يعني أنه ليس صاحب موقف شخصي، بل ليس صاحب رأي ومبادرة وخطوة. لكنه لم يكن يقدر على التصرف بمفرده رفضاً أو قبولاً، فترك للسعودية أن تسمع من الأميركيين والمصريين الوجهة، حتى عاد ليتبلغ أن الأمر جُمّد. لكن التعليمة الأساسية التي تقول بوقف الحملة على سوريا، ظل الحريري ملتزماً بها. (...) الله أعلم بماذا يفكر الحريري الآن، لكن النتيجة المنطقية الوحيدة عند الجمهور، هي أنه يقدر اليوم على بيع الكلام المعسول، أما البضاعة الحكومية فلا تزال محجوزة عند السعوديين، وتالياً عند السوريين، ذلك لأن الرياض هي من قررت إشراك سوريا في القرار.
حقيقة الأمر هي أنّ من يمنعه ـــــ لا ما يمنعه ـــــ هو نفسه الذي يتّكل عليه الحريري في مشروعي التكليف والتأليف.. أدركه يا عبد الله!
ـ 'الأخبار'
ثائر غندور:
فوجئ مصدر في القوات اللبنانية بالحديث عن وجود أي اختلاف مع الكتائب، وقال المصدر: &laqascii117o;آخر حزبين قد يحصل بينهما خلاف هما القوات والكتائب. وإذا كان هناك اختلاف في طرق العمل فهذا أمر طبيعي". وللدلالة على حسن العلاقة، أشار المصدر إلى أن الرئيس الجميّل وعقيلته والنائبين سامي ونديم الجميّل، لبوا دعوة جعجع إلى عشاء تكريمي للنواب الفائزين في القوات، مشيراً إلى وجود اتصالات دائمة بين القادة في الحزبين.لكنْ لمستشار الرئيس الجميل، سجعان القزي، كلام آخر: نحن لسنا حرّاس هيكل 14 آذار. يقول كلامه جواباً عن سؤال عن مدى تأثير التوتر بين الكتائب والنائب جنبلاط، وخصوصاً أنه شنّ هجوماً شرساً على الأخير، خلال مقابلة تلفزيونيّة. هو رفض أن يكون حزب الكتائب مكسر عصا ليُحسّن وليد جنبلاط علاقته بحزب الله والسوريين، &laqascii117o;وإذا كان كلامنا يُعيدنا إلى عام 1975، فإن كلامه يُعيدنا إلى عام 1983، لكن عليه أن يعرف أن هناك مجتمعاً دولياً اليوم، ومحاكم دوليّة تتدخّل". يُضيف قزي إن على جنبلاط أن يُدرك أن البطريركيّة ليست &laqascii117o;مصبغة" ليذهب إليها في محاولة لمحو كلّ ما قال.
ـ صحيفة 'النهار':
سركيس نعوم:
نشرت وسائل الاعلام في الأيام التي أعقبت اجتماع رئيس الوزراء المكلَّف سعد الحريري والأمين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصرالله بعضاً من الكلام الذي دار خلاله. ولم يبادر احد الى نفي هذا الكلام الأمر الذي يرجّح انه قيل ولكن لا يشير الى الاطار الذي قيل فيه. وما يعزز هذا الترجيح الهوية السياسية للوسائل الاعلامية التي اقدمت على نشره والتعليق عليه ، وهي هوية 'مقاومة'، اذا جاز التعبير.
ماذا جاء في الكلام المشار اليه؟
جاء فيه ان الحريري أبدى رغبة في التعاون مع السيد حسن نصرالله والفريق السياسي الذي ينتمي اليه لتأليف حكومة وحدة وطنية. وأبدى حرصاً على النظر بايجابية الى المطالب الوزارية والسياسية لهذا الفريق. لكنه في الوقت نفسه اثار موضوع الثلث الحكومي الذي يعتبره هو وفريقه معطلاً فيما يعتبره نصرالله وفريقه ضامناً، متمنياً على الاخير عدم التمسك به وتسهيل التوصل الى تفاهم على صيغة اخرى تؤمن المشاركة ولا تسلب الغالبية ما حققته في الانتخابات النيابية. طبعاً تشعّب الحديث بين الرجلين وشمل كل القضايا العالقة، فسأل نصرالله الحريري عن الضمانات التي يقدمها والتي من شأنها اقناعه وفريقه بالتخلي عن الثلث الضامن او المعطّل. فكان جوابه: أنا الضمان. وطبيعي ان هذا الجواب لم يكن مقنعاً لسيد المقاومة.هل كان نصرالله محقاً في عدم اقتناعه بالضمان الذي اعطاه الحريري؟نعم. كان محقاً في ذلك. ولا ينتقص هذا الجواب من الثقة برئيس الوزراء المكلف ولا من صدقه وجديته في السعي الى تفاهم مع 'حزب الله' وفريقه المعارض يؤسس لتعاون مستقبلي دائم. لكنه يؤكد ان العواطف والمواقف الشخصية ليس لها مكان في السياسة.
ففي الحياة العادية، وخصوصا ابان المشكلات والحروب والتنافس بين الاحزاب والميليشيات وغيرها، يمكن ان يعرض شخص نفسه ضماناً وربما حصل ذلك اكثر من مرة خلال حروب لبنان. وكان الضمان يعني وضع الشخص الضامن نفسه رهينة الى ان ينفَّذ ما وعد به، علماً ان حلاً كهذا ليس  انسانياً.
اما في الحياة السياسية فلا مجال 'للدَّين' اذا جاز هذا التعبير. فـ'الدفع يجب ان يكون نقداً وعلى الفور' لأن 'الدَّين ممنوع والعتب مرفوع والرزق على الله'. اذ يمكن ان تتكوّن ظروف داخلية واخرى اقليمية وثالثة دولية تجعل من الصعوبة بمكان على الرئيس المكلف، بعد انطلاق حكومته، الوفاء بوعده، أو احترام الضمان الذي قدمه. ولا يتعلق هذا الامر بشخصه او بصفاته وخصائله واذا كانت حميدة أم لا بل بقدرته  التي يمكن ان تعطّلها الظروف المذكورة.
ماذا في الضمانات التي يطلبها او يفترض ان يطلبها الحريري وفريقه من نصرالله وفريقه في المقابل؟
لم تشر المعلومات التي نشرتها وسائل الاعلام الى هذا الامر، ربما لأن تسريبها حصل من جهة واحدة. وقد يكون اثارها رئيس الوزراء المكلف مع الامين العام لـ'حزب الله'، ولكنها تبقى رغم ذلك مهمة لأنها لا بد ان تدخل في صلب التفاهم على الحكومة المقبلة وخصوصاً بعدما صارت ومنذ تأليف الحكومة الثانية للرئيس فؤاد السنيورة بعد اتفاق الدوحة لعام 2008 جزءاً من الخطاب السياسي في البلاد.
ففي مسألة تعطيل الحكومة ومجلس الوزراء بفعل الثلث الضامن، من يقدِّم الضمان بأن هذا الثلث لن يكرر التعطيل في الحكومة الجديدة؟ وهل يكفي ان يقول نصرالله وفريقه كله انه هو الضمان كي تطمئن القلوب وتعمل الحكومة بانسجام تام من دون عوائق؟ وماذا اذا استجدّت ظروف دفعت 'السيد' وفريقه، رغم صدق ضمانهما وجدّيته، الى اهماله (اي الضمان) بحجة انه يتناول قضايا استراتيجية تتعلق باسرائيل وتهديدها للوطن اللبناني وللوطن العربي والأمة الاسلامية؟ علماً ان ظروفاً كهذه استجدت عام 2006 ودفعت الحزب الى القيام بعملية ضد اسرائيل فشنت هذه حرباً على لبنان، رغم انها لا تحتاج الى ذرائع للاعتداء عليه بحسب تاريخها. وفي مسألة السلم والحرب هل يكفي ان يضمن الحزب شفهياً او حتى خطياً (من خلال البيان الوزاري) ان يكون قرارهما في مجلس الوزراء كي لا يتكرر ما حصل عام 2006؟
وماذا اذا استجدت ظروف كالمشار اليها اعلاه؟
وفي مسألة عدم استعمال السلاح المخصص لمواجهة اسرائيل والدفاع عن لبنان في وجهها في الداخل، هل يكفي الضمان الشخصي او حتى الخطي الذي يقدمه 'الحزب' وفريقه كي يبقى اللبنانيون في منأى عن الاستهداف من هذا السلاح واصحابه؟ وفي هذا المجال تجدر الاشارة الى امر مهم جداً هو ان 'حزب الله' بلسان أمينه العام كرر اكثر من مرة، وربما كانت احداها اثناء اجتماعه بالحريري، ان ضمان سلاح 'المقاومة' هو 'نحن' وهو 'شعبها'. ومعنى ذلك معروف وهو عدم الحاجة الى ضمان لذلك من اي فريق داخل لبنان. ومغزى ذلك معروف وهو افهام من لم يفهم بعد ان مركز القوة في لبنان ليس ديموغرافياً اي عددياً فحسب بل ايضاً عسكرياً.
طبعاً ليس الهدف من هذا الكلام انتقاد 'حزب الله' وأمينه العام اللذين نحترم ولا فريقه المعارض كله، بل هو شرح الأمور والأوضاع للناس ربما بشيء من التبسيط لأن انتشار الاصطفاف في البلاد بل تحوّله قاعدة وشموله الغالبية الساحقة من الإعلاميين ووسائل الإعلام جعل الناس امام شروح وتحليلات مجتزأة للواقع وللوضع والخلفيات والأبعاد رغم احتمال كونها صحيحة لأن الهدف صار تبرير مواقف معينة وانتقاد مواقف أخرى. ذلك ان حرب السياسة وحرب الطوائف والمذاهب والأحزاب والتيارات والاشخاص صارت ايضاً حرب وسائل إعلام وإعلاميين ويا للأسف. والهدف من هذا الكلام ايضاً هو دعوة رئيس الوزراء المكلّف والامين العام لـ'حزب الله' الى عدم تذاكي أحدهما على الآخر ودعوة كل من فريقي المعارضة والموالاة الى عدم احتكار الوطنية واتهام الآخر بالارتهان للخارج او بالاستماع اليه او التشاور معه والى الاعتراف بأنهما يمارسان  هذا التصرف على السواء. ونحن لا ننتقد بل نعرض واقعاً قد تكون له اسبابه. والهدف هو دعوتهما ايضاً الى جعل مصلحة لبنان الواحد المتوازن الديموقراطي السيد المستقل المتنوع فوق مصالحهما الفئوية الكثيرة وفوق مصالح 'حلفائهما' الخارجيين. وذلك يعني تأليف حكومة تحالف وطني تمكّن شعوب لبنان من انتظار الحلول الكبرى في المنطقة بحد أدنى من الهدوء والطمأنينة. ودعوتهما اخيراً الى عدم 'الانخداع' بالدعم الخارجي وبأنهما 'حلفاء' للخارج لأنهما ليسا كذلك. ويتساوى في هذا الأمر الجميع وخصوصاً بعدما صار لبنان ساحة لكل الأطراف الخارجيين المتصارعين. والساحة لا يأخذ احد مصالحها في الاعتبار ، مما يعني انها قد تُدمَّر وشعوبها من أجل الآخرين.


2009-07-11 00:00:00

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد