ـ صحيفة 'السفير':
اأطلت الذكرى الثالثة لحرب تموز، التي بدأت في مثل يوم امس من العام 2006، لتعيد تظهير صورة الانتصار التاريخي الذي حققته المقاومة في مواجهة العدوان الإسرائيلي الذي استمر 33 يوماً بشراكة أميركية وغربية كاملة وبتواطؤ من بعض العرب، بعدما كاد الصراع الداخلي والغبار الطائفي المذهبي، الذي هبَّ على لبنان والمنطقة، يطمس قيمة هذا الانتصار وعلامته الفارقة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي.
وبرغم مرور ثلاث سنوات على الحرب، إلا أن نتائجها الاستراتيجية تستمر في التفاعل والتعبير عن ذاتها بأشكال مختلفة، سواء على مستوى الكيان الإسرائيلي الذي أعادت ذكرى الحرب تحريك &laqascii117o;جروحه"، أو على مستوى الصراع في المنطقة حيث تتغير تدريجياً القواعد وموازين القوى، وهذا ما تجلى بوضوح في التحولات الدولية والإقليمية الحاصلة في اتجاه الانفتاح الغربي على سوريا وحزب الله بعد محاولة عزلهما، في موازاة مزيد من الواقعية المحلية التي انعكست في سحب موضوع سلاح المقاومة من التداول وحصره في طاولة الحوار.
وبالتزامن مع إحياء ذكرى حرب تموز، يواصل الرئيس المكلف سعد الحريري البحث عن &laqascii117o;الخلطة السحرية" التي تتيح تشكيل حكومة وحدة وطنية تكون قادرة على مواجهة التحديات الداهمة، ومن بينها التهديدات الإسرائيلية المستمرة للبنان، والتي تمثل أحدثها في الدخول المتكرر لقادة العدو على خط تأليف الحكومة والتحذير من مغبة إشراك حزب الله فيها، علماً بأن الرئيس المكلف أشار بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى ان مناسبة ذكرى حرب تموز &laqascii117o;دفعتنا، فخامة الرئيس وأنا، الى التشديد على اهمية تشكيل حكومة وحدة وطنية".
سليمان وبري يستعيدان تموز
وفي الذكرى، اعتبر رئيس الجمهورية ميشال سليمان، أن إسرائيل لا تزال تخرق يومياً القرار 1701 منذ إقراره بعد عدوانها في 12 تموز من العام 2006. وأشار الى ان الانتصار الذي حققه لبنان يستند الى عناصر قوته المتمثلة بالجيش والشعب والمقاومة، وكان بمثابة درس قاس لإسرائيل جعلها تلجأ الى أسلوب التهديد والترهيب بدلاً من أسلوب الاعتداءات الذي كانت تعتمده على ابواب موسم الاصطياف، وذلك لأن الارادة اللبنانية موحدة حيال حفظ لبنان حقه في مواجهة اي عدوان.
وقال رئيس مجلس النواب نبيه بري إن قوة لبنان كانت في تماسك عناصر جبهته الداخلية وفي وحدته الوطنية السياسية. حيث ترفع الجميع عن تناقضاتهم الثانوية لصالح مواجهة التناقض الرئيسي الذي تمثله إسرائيل، ورأى أنه من المؤلم أن تطل هذه الذكرى والمجتمع الدولي لا زال يحابي اسرائيل ويعتبرها استثناءً لا تطبق عليها القرارات الدولية، وفي مقدمها القرار 1701 ، مؤكداً أن المقاومة كانت ولا تزال تمثل ضرورة وحاجة لبنانية طالما بقي الاحتلال والتهديدات الإسرائيلية باللجوء إلى القوة واستخدام القوة. وشدد على أن &laqascii117o;سلام لبنان ووحدة لبنان واستقرار لبنان تمثل أفضل وجوه الحرب مع إسرائيل".
جنبلاط لأولوية التماسك الداخلي
ونقل زوار النائب وليد جنبلاط عنه خشيته من المواقف الإسرائيلية الأخيرة التي تتحدث عن عمليات تسلح واسعة يقوم بها &laqascii117o;حزب الله" فضلاً عن التهديدات الإسرائيلية المتكررة لرئيس الحكومة المكلف النائب سعد الحريري من احتمال ضم &laqascii117o;حزب الله" الى حكومته ومنحه مشروعية، وقال إن كل ذلك يستوجب من اللبنانيين إدراك مخاطر الانقسام الداخلي والانعكاسات التي يمكن أن تترتب على ذلك، في مواجهة أية حماقة اسرائيلية جديدة ضد لبنان.
ونقل زوار جنبلاط عنه، أن موضوع &laqascii117o;حرب تموز" كان عنواناً مفصلياً في المراجعة التقييمية التي جرت بينه وبين الأمين العام لـ&laqascii117o;حزب الله" السيد حسن نصرالله، ونقل عن &laqascii117o;السيد" عتبه الكبير على حدة خطابه السياسي في مراحل الخلاف، وقال جنبلاط &laqascii117o;من حق &laqascii117o;السيد" أن يعتب والمهم أننا قررنا أن نطوي صفحة الماضي، من أجل إعادة بناء الثقة وخلق مناخات من المصالحة والحوار بدأت وستستكمل قريباً بزيارات تقوم بها وفود من الجبل الى الضاحية الجنوبية".
وجدد جنبلاط أمام زواره انتقاده لشعار &laqascii117o;لبنان أولاً"، وكذلك لتكتل &laqascii117o;لبنان أولاً"، مجدداً أيضا تحذيره &laqascii117o;من تسلل بعض الفكر الانعزالي الى أدبيات جمهور رفيق الحريري"، وقال إنه يملك الجرأة في القول أنه مستعد &laqascii117o; للوقوف اليوم وفي المستقبل أمام كل ما من شأنه أن يكون مصدراً للتوتر السني ـ الشيعي". وجدد الدعوة الى وجوب معالجة موضوع سلاح &laqascii117o;حزب الله" من خلال الحوار. النقاش الإسرائيلي
إسرائيلياً، ما زالت تداعيات حرب تموز تتفاعل في المجتمع الاسرائيلي، بعد ثلاث سنوات على وقوعها، حيث يستمر النقاش حول حصيلة هذه الحـــرب ومردودها، وســـط آراء متباينة لقادة العدو ونخبه حيال توصيف ما جرى في تــموز 2006.
وفي هذا الإطار، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق دان حالوتس، الذي كان أول من دفع ثمن إخفاقات حرب إسرائيل الثانية، إن توجهه خلال الحرب كان يقضي بتنـــفيذ عمليات عسكرية بقوة كبيرة للغاية وإظهـــار وكأن &laqascii117o;صاحب البيت قد جنّ". وأضاف حالوتس، خلال يوم دراسي بشأن حرب لبنان عقده معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب: إن قرار حكومة إسرائيل بالعمل (عسكرياً) في لبنان كان صحيحاً وعادلاً وعبّر عن فهم للواقع. أنا لا أعتزم صبغ أي شيء باللون الوردي ولن أستخدم كلمة انتصار ولن اهرب من الانتقادات التي بعضها صحيح، ومع كل الاحترام لأولئك الذين تفرجوا فإن ليس كل ما قيل كان مهنياً بل كانت هناك أسباب أخرى.
أضاف إن العملية الاسرائيلية &laqascii117o; لم تكن وليدة عملية أسر الجنود الثلاثة بل خطط لها من قبل ارتكازاً على معطيات أمنية مسبقة". وقال انه لو توافرت المعطيات نفسها &laqascii117o;سوف أوصي بالقيام بحرب ثالثة ضد لبنان".
فريدمان: &laqascii117o;حزب الله" يتسلح
وقال الرئيس الحالي لهيئة أركان المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي اللواء ألون فريدمان، أمس الأول، إنّ حزب الله يقوم بعملية تسلح واسعة النطاق حيث يجمع وسائل قتالية بأعداد اكبر مما كان بحوزته قبل حرب لبنان الثانية.
وزعم فريدمان، في المقابل، أن حزب الله تكبد خلال الحرب خسائر فادحة، معتبراً أنّ نتائج الحرب سددت ضربة قاضية للنظرية التي كان ينادي بها الحزب حول إمكانية خوضه حرباً مع إسرائيل والانتصار فيها.
ورأى أنّ حرب لبنان الثانية حققت إنجازاً مهماً باستعادة الجيش الإسرائيلي قوة الردع حيال &laqascii117o;حزب الله"، بدليل أن الأعوام الثلاثة الأخيرة &laqascii117o;لم تشهد أي حوادث إطلاق نار أو محاولات لارتكاب هجمات في شمال إسرائيل".
موفاز: الهدوء قابل للاشتعال واعتبر عضو الكنيست من حزب كديما ووزير الحرب السابق شاؤول موفاز ان إسرائيل حققت قدرة ردع محدودة أمام حزب الله خلال حرب لبنان الثانية، &laqascii117o;وقد كانت الحرب بمثابة إهدار فرصة لأنه كان بالإمكان تحقيق إنجازات أكثر". وأضاف موفاز: &laqascii117o; يوجد لدى حزب الله اليوم صواريخ أكثر بكثير مما كان لديه قبل الحرب، كما أن مدى هذه الصواريخ أطول"، معتبراً أن &laqascii117o;التهديد الصاروخي على إسرائيل من جانب حزب الله هوأكبر من التهديد الصاروخي الإيراني، والهــــدوء الحاصل الآن (عند الحدود الإسرائيلية اللبنانية) قابل للاشتعال، كــــما أن نيات إيران وحزب الله لم تتغير والهيمنة الشيعية تتزايد في منطقتنا".
كابلينسكي: إخفاقات كثيرة حصلت
أمّا نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي خلال حرب لبنان الثانية اللواء في الاحتياط موشيه كابلينسكي فاعتبر إنه كانت هناك إخفاقات كثيرة ارتكبتها الحكومة والجيش الإسرائيليان وتتعلق بشكل إدارة الحرب.
وقال كابلينسكي، خلال ندوة عقدت في معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب لمناسبة مرور ثلاث سنوات على اندلاع الحرب، إنّ &laqascii117o;الجيش الإسرائيلي لم يستخدم الخطة العسكرية، التي أعدها للرد على خطف جنود وإطلاق صواريخ، ولم نستخدم كافة الوسائل والوحدات التي تحت تصرفنا وتأخر تجنيد الاحتياط".
وأشار الى أنه &laqascii117o;لم يكن هناك قاسم مشترك بين القيادة العسكرية والقيادة السياسية، والحكومة لم تحدد للجيش أهداف القتال"، معتبراً أنّ تقليص ميزانية الجيش ساهم في إخفاقات الجيش خلال حرب لبنان الثانية. وتابع: &laqascii117o; قادة الكتائب لم يخضعوا لتدريبات، والجنود لم يمروا بعمليات تدريب منظمة، وقادة الكتائب الذين لم يقودوا كتيبة دبابات أبداً تم إرسالهم إلى لبنان وكانت هناك وحدات احتياط لم تنفذ تدريباً واحداً منذ ست سنوات".
آيلاند ينتقد أداء أولمرت. من جهته، وجه رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق اللواء في الاحتياط غيورا آيلاند انتقادات للحكومة السابقة برئاسة ايهود اولمرت على خلفية أدائها في حرب لبنان وعملية &laqascii117o;الرصاص المسكوب" على غزة، وقال: لقــد كان على أولمرت بعد أسر حزب الله للجنديين أن يقول &laqascii117o;إننا سننفذ عملية انتقامية قوية ونشغل سلاح الجو ليـــومين أو ثلاثة"، وهكذا فإن الثمن الذي سيدفعه حزب الله سيكون كبيراً ويمكن الافتراض أنه بعد هذين اليومين سيصرخ العالم مطالباً بوقف إطلاق النار، وكان من شأن عملية كهذه أن ترمـــم قدرة الردع الإسرائـــيلية والثمن الذي كان سيدفعه الجانب الآخر كبيرا، وبرغم أن الإنجـاز سيكـــون محدوداً لكن الـثمن (الذي ستدفعه إســرائيل) سيكون منخفضا".
الملف الحكومي
الى ذلك، استمر ملف تشكيل الحكومة يراوح مكانه في انتظار تحقيق اختراق يعطي دفعاً لعملية التأليف، وسط نقاش حول ماهية العامل الأكثر تأثيراً على مسار توليد الحكومة: التوافق الإقليمي أم التوافق المحلي، علماً بأن المعطيات الراهنة تشير الى ان الكرة انتقلت في هذه المرحلة الى الملعب الداخلي، بعــدما اخذت دمشق والرياض مسافة من الملف، على قاعدة أن ملف العلاقات السعودية السورية أكبر من لبنان وأنه على الأطراف الداخلية في لبنان أن تأخذ في الاعتبار &laqascii117o;أن لا عودة الى الوراء على خط الرياض ـ دمشق".
وقال المعاون السياســـي لرئيس مــجلس النواب النائب علي حسن خليل لـ&laqascii117o;الســفير" انه &laqascii117o;لا أزمـــة على صـــعيد التأليف حتى الآن، ولا شيء جوهرياً يعيق التـشكيل لا خارجيـــاً ولا محلـــياً، وهناك قرار جدي من جــانب المعارضة بتــسهيل مهمة الرئـــيس المكلف، وأعتــقد أن مناخ التسهيل بات ملموساً خارجياً أيضاً".
وأبلغ مصدر بارز في المعارضة &laqascii117o;السفير" ان المعارضة تنـــتظر من الرئيس سعد الحريري تفسيراً عملياً ورقــــمياً لكلامه حول رغبته في تشـــكيل حكـــومة يكـــون فيها كل طرف بحاجة الى الآخر، مشيرة الى ان لا مبرر للتراجــع عن مطلب الثلــــث الضامن وتقديم تنازل مجاني، لافتة الانتباه الى ان من مســـؤولية الرئيس المكلف ابتكار البديل المناسب الـــذي يطمئن المعارضـــة الى حـفظ حقــها في المشـاركة الفعلــية إذا كان لا يريد الإقرار بالثلث الضــامن. الحريري لا يريد حكومة متاريس وقالت اوساط مقربة من الرئيس المكــــلف لـ&laqascii117o;السفير" إن الرئيس الحريري ينتظر التـــوقيت المناسب لطــرح رؤيته المتكاملة والرسمية للصيغة الحكومية، موضحة انه ما زال يعـــمل على تهيئة المناخات الإيجابية الملائمة، قبل ان يدخل في التفاصيل، لأنه لا بد أولاً من إيجاد ارضية صلبة يقف اليـــها في مشاوراته.
وأشارت الأوساط الى ان تشكيل الحكومة يحتاج الى جهد تراكمي ولا يمكن ان يتم بكبسة زر، لافتة الانتباه الى ان الرئيس المكلف يعتبر ان المطلوب حكومة منتجة، لا حكومة تتوزع فيها المتاريس وتتحول الى جبهات مفتوحة.
&laqascii117o;التيار" يستعجل الرئيس المكلف
في المقابل أبلغ مصدر قيادي في التيار الوطني الحر &laqascii117o;السفير" ان الوقت قد حان ليطرح الرئيس المكلف تصوراً واقعياً ومنطقياً للحكومة المقبلة، يؤمن المشاركة الحقيقية للمعارضة، لأن ما عرضه حتى الآن في الكواليس ليس مؤاتياً، منبهاً الى ان البلد لا يحتمل الكثير من الانتظار والوقت الضائع. وإذ أكد المصدر ان مفتاح قرار المعارضة هو في جيبها لجهة قبول او رفض أي صيغة، اعتبر ان قرار منح المعارضة الثلث الضامن او التمثيل النسبي ليس في يد فريق الأكثرية، بل هو موجود في الخارج، آملاً في ان تكون المبادرة قد عادت فعلياً الى الداخل بحيث يصبح التوافق اللبناني مدخلاً لتسهيل التوافق الإقليمي، وليس العكس.
ـ صحيفة 'النهار':
تدخل عملية تأليف الحكومة الجديدة اسبوعها الثالث اليوم من دون تسجيل اي تطور ملموس على صعيد بلورة الصيغة الاساسية للتركيبة الحكومية، الامر الذي يعمم انطباعاً واسعاً ان عملية التأليف ستطول.
ورأت اوساط سياسية مواكبة للمشاورات الجارية، ان المرحلة الاولى من التوافقات والتفاهمات الداخلية على صيغة توزيع المقاعد في التركيبة الحكومية قد أصيبت بتقييد واضح اثر الموجة الاولى من المشاورات التي اجراها رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، الذي يكن اجمال عناوين مفكرته بخمسة مواقف وشروط اساسية: الغالبية بما فيها الحريري تؤيد حكومة وحدة وطنية شرط ان تحترم تركيبتها نتائج الانتخابات بالحصول على اكثرية موصوفة وترفض استعادة تجربة الثلث المعطّل. المعارضة تتوزّع على ثلاثة مواقف احدها للعماد ميشال عون يقول بالتمثيل النسبي والثاني للنائب سليمان فرنجية يقول بالثلث المعطّل والثالث للرئيس نبيه بري و'حزب الله' يقول 'بالشركة' مع وصول رسائل ضمنية تفسّر هذا المفهوم بالثلث المعطّل. اما الموقف الخامس فهو لرئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي ينتظر التوافق قبل البحث في حصته الوزارية.
وقالت هذه الاوساط ان اي جديد لم يطرأ طوال الايام الاخيرة من شأنه ان يشكل عامل تحفيز لاندفاع جديد في المشاورات، اذ بدت 'المحركات الداخلية' كأنها لم تتجاوز مرحلة التسخين اللازمة للانتقال الى دينامية اكبر تقتضيها عملية الاتفاق على الصيغة المرجوة ومن ثم الانتقال الى مرحلتي توزيع الحقائب الوزارية والاتفاق على العناوين العريضة والتفصيلية للبيان الوزاري.
وفيما يتحفظ رئيس الوزراء المكلف واوساطه عن الافصاح عن طبيعة اتصالاته و مشاوراته، قالت مصادر بارزة في قوى 14 آذار أمس ان تقييد عملية تأليف الحكومة بدأ على نحو واضح عقب تحفظ الحريري ورفض فريق الغالبية فكرة زيارة الرئيس المكلف لدمشق قبل تأليف الحكومة الجديدة، اذ واجهت سوريا هذا الموقف باعتبار تأليف الحكومة 'شأناً لبنانياً' وتركت لحلفائها في الداخل توزيع الادوار في فرض الشروط المقيدة لعملية التأليف. واضافت ان لا الحريري ولا فريق 14 آذار هما في صدد القبول بالثلث المعطّل لانه يعني ضرب نتائج الانتخابات وتفريغها من مدلولها تماماً. لكنها لفتت الى ان الحريري سيكثّف جهوده في السعي الجدي الى ايجاد تفاهم على حلول بديلة، وهو وان يكن يفضل انجاز مهمته في اسرع وقت، غير انه ليس في وارد تجاوز قضايا وثوابت مبدئية تحت وطأة اي ضغط، علماً ان الوقت الذي مرّ منذ تكليفه تأليف الحكومة لا يعتبر طويلاً في تجارب الحكومات السابقة.
ولا تخفي الاوساط المعنية ان الاسبوع الجاري قد لا يشهد تطورات بارزة في انتظار جولة جديدة من المشاورات الصعبة يبدو ان الحريري قد بدأها فعلا. يضاف الى ذلك ان رئيس الجمهورية سيغيب عن البلاد ثلاثة ايام، اذ سيتوجه بعد ظهر الثلثاء الى شرم الشيخ للمشاركة في مؤتمر قمة دول عدم الانحيار يومي الاربعاء والخميس. ويرجح ان يعقد لقاء بين الرئيس سليمان والرئيس المكلف عقب عودة رئيس الجمهورية من شرم الشيخ حيث ستكون له لقاءات جانبية عدة على هامش المؤتمر.
وكان الحريري التقى مساء امس في 'بيت الوسط' رئيس 'اللقاء الديموقراطي' النائب وليد جنبلاط في حضور وزير الاشغال والنقل غازي العريضي وعرض معه الوضع السياسي العام والجهود المبذولة لتأليف الحكومة الجديدة. وتكتمت اوساط الحريري عن اي تفاصيل عن مهمته، واكتفت بان هناك 'عملا جديا'.
اما على صعيد موقف المعارضة، فأفاد امس رئيس 'كتلة الوفاء للمقاومة' النائب محمد رعد ان التواصل بين حارة حريك وقريطم 'قائم الا ان المشكلة ليست بينهما انما في الضغوط والعراقيل التي تأتي من الخارج لمحاولة تعطيل أي تركيبة لحكومة الوحدة'. وقال ان 'المعارضة منفتحة على اي تشكيلة حكومية تؤدي الى شركة فاعلة وتساعد في التصدي لمشاكل لبنان'.
ـ صحيفة 'الأخبار':
الاتصالات السياسية في شأن تأليف الحكومة العتيدة مجمّدة منذ يومين بين عين التينة وقريطم من جهة، وعين التينة وبعبدا من جهة أخرى. ولم يعرف بعد رئيس المجلس النيابي نبيه بري على ماذا اتفق بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري. في الأقل هذا ما يقوله زوّاره الذين يضيفون أن الأمور متوقفة عند ستاتيكو معين، دون أن يعني ذلك تراجع الرجل عن موقفه القائل إن في الوقت متسعاً لتأليف الحكومة، وإن مهلة الشهر الدستورية ليست مهلة مسقطة للتكليف، بل هي مهلة تحفيزية لتأليف الحكومة بسرعة. فيما أفاد أحد زوّار سليمان، أمس، بأن الرئيس ما زال ينتظر أن يعرض عليه الحريري تشكيلة حكوميّة أو وجهة نظره النهائية. وأشار الزائر إلى أن لدى الرئيس تصوراً، لكنه لن يعلنه إلا في مرحلة لاحقة تكون ظروفه قد نضجت. وكرّر أحد زوّار الرئيس سليمان ما سبق ونُقل عنه من أنه لن يوقّع لى حكومة يُؤلفها طرف وحده، مؤكداً أنه فهم أن الرئيس ينتظر أن تضم حصته الوزارات الأمنيّة ووزارة العدل. وذكر نائب قريب من الرئيس الحريري أن سليمان يتمسّك بالحصول على حصة مسيحية مؤثّرة في الحكومة، لكنه يحبّذ أيضاً وجود وزراء من غير المسيحيين في حصته.
وأشار مصدر اطّلع على أجواء اللقاء الذي حصل بين الرئيس المكلّف الحريري ورئيس الجمهوريّة، أول من أمس، إلى أن الطرفين لم يطرحا أي جديد، بل هما ينتظران نضج التسوية السوريّة ـــــ السعوديّة، وانضمام مصر إلى هذه التسوية. وتوقّعت هذه المصادر أن تتحرّك الأمور نسبياً في هذا الأسبوع، من دون أن يؤدّي ذلك إلى تأليف الحكومة. وذكر نائب مقرّب من الرئيس المكلف تأليف الحكومة أن الاستشارات تراوح مكانها، ربطاً بعقدة الثلث المعطّل من جهة، وبانتظار حصول خرق على مستوى العلاقات العربية ـــــ العربية. ورأى النائب ذاته أن محاولة إبعاد سوريا عن إيران، التي يتولاها الغرب ودول الاعتدال العربي، إضافة إلى التهديديات الإسرائيلية لإيران والانسحاب الأميركي من المدن العراقية، كل هذه العوامل أدت إلى استفزاز كلّ من سوريا وإيران، وتالياً كبحت الاندفاعة الإيجابية في العلاقات بين سوريا والسعودية. وأكد النائب المستقبلي لـ&laqascii117o;الأخبار" أن الحريري لا يمتلك حالياً أي تصوّر، وهو جدّياً ينتظر تطور العلاقات السورية ـــــ السعودية، لافتاً في هذا السياق إلى أن تصريح الرئيس الأميركي باراك أوباما الإيجابي بشأن السوريين يفترض أن يسرّع الأمور كثيراً، لأن السعوديين سيتحمسون لطرح مبادرة تصالح السوريين قبل عرض الأميركيين لمبادرتهم تجاه السوريين، وخصوصاً أن حماسة السوريين للتعاون مع السعوديين ستتضاءل فور انفتاح الأميركيين عليهم.
من جهة ثانية، يتابع المصدر، ثمة تناقضات في طرح المعارضة وتكرار بعض أقطابها أن لا علاقة لزيارة الحريري إلى سوريا بالثلث المعطّل، على اعتبار أن الحريري إن أراد إعطاء المعارضة الثلث المعطّل يستطيع ذلك دون أن يزور دمشق. أما الزيارة، في حال حصولها قبل تأليف الحكومة، فسيكون هدفها تذليل العقبة الوحيدة أمام التأليف، المتمثلة بالثلث المعطّل. وكان لافتاً وجديداً تصريح عضو كتلة المستقبل النائب باسم الشاب، أمس، أن التطمينات التي ستقدم للأفرقاء لن تكون في عدد الوزراء وحسب، بل في الحقائب الوزارية.
من جهة أخرى، كان للذكرى الثالثة للعدوان الإسرائيلي على لبنان حصتها، أمس، في المشهد السياسي. فقد رأى وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ، لمناسبة الذكرى، أن &laqascii117o;ذكرى الانتصار على إسرائيل تدعونا إلى تعزيز وحدتنا الوطنية وتماسكنا الداخلي والإسراع في تأليف الحكومة لجبه مخططات العدو عبر خروقه البرية والجوية والبحرية، وشبكات التجسس التي فكّك بعضها لبنان وكانت تبغي إسرائيل من ورائها زرع الفتنة والبلبلة وزعزعة الاستقرار الداخلي".
وأصدرت حركة أمل بياناً أكدت فيه أن إسرائيل لم تتكمن من تحقيق أهدافها المعلنة وغير المعلنة من حرب تموز بسبب تمسك اللبنانيين بثقافة المقاومة، واعتبارهم أن الوحدة الوطنية هي أساس قوة لبنان، مشيرة إلى أن الحرب حوّلت إسرائيل إلى &laqascii117o;نمر من ورق يحاول لملمة أذيال الخيبة في مجتمعه الذي أحس بوطأة الهزيمة". وشددت الحركة على أن الواجب الوطني يستوجب البقاء على أهبة الاستعداد لحماية حدود الوطن وحدود المجتمع من خلال التمسك بالمقاومة وتعزيز قدرات الجيش الوطني واستكمال إعادة إعمار ما هدمته آلة الحرب الصهيونية، ودفع التعويضات المستحقة للأهل الذين تهدّمت منازلهم، والإسراع في تأليف حكومة وحدة وطنية جامعة. وقال عضو كتلة &laqascii117o;الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي إن &laqascii117o;الفريق الآخر أدان حزب الله، لكن المدان هو الفريق الآخر الذي كان جزءاً من مشروع الحرب ومن أدوات الحرب"، معتبراً أن الثقة بين الفريقين يمكن أن تقوم من خلال آلية مشاركة في الحكم ضامنة لمشاركة حقيقية وفعلية.
ـ صحيفة 'اللواء':
علمت 'اللواء' من مصدر واسع الاطلاع، أن أبواب الحوار مع المعارضة غير مقفلة، فثمة موفدون من <أمل> و<حزب الله> الى قريطم، لتضييق شقة الخلاف&bascii117ll; وقال المصدر أن تقدماً ما حصل على صعيد معالجة العقد الظاهرة، وأن الأسبوع الطالع سيشهد تظهيراً لهذا التقدم، ملمّحاً الى أهمية زيارة الملك عبد الله الى دمشق في هذا المجال&bascii117ll;وافادت المعلومات ان اللقاء الذي جمع السيد نصر الله والشيخ قبلان تم منذ ثلاثة ايام وان البحث تناول مجمل القضايا على الساحة الداخلية وان الاجواء كانت مرتاحة وايجابية حيال كل المواضيع التي تمت مقاربتها، وقد تم الاتفاق على استمرار التواصل&bascii117ll;
ـ صحيفة 'الحياة':
حلّت امس الذكرى الثالثة لبداية حرب تموز (يوليو) عام 2006، والتي شهدت حملة عسكرية اسرائيلية دامت 33 يوماً ضد لبنان و &laqascii117o;حزب الله" بعد خطف الأخير جنديين إسرائيليين لمبادلتهما بأسرى لبنانيين وعرب، في ظل جمود سياسي يسيطر على جهود تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة سعد الحريري الذي ذكّر بالمناسبة أول من امس من باب الدلالة على ضرورة قيام حكومة وحدة وطنية.
وفيما ينتظر ان تكون الذكرى مدار تصريحات وتعليقات خلال الأيام القليلة المقبلة من الأمين العام لـ &laqascii117o;حزب الله" السيد حسن نصر الله في كلمة متلفزة سيوجهها، يتناول فيها الوضع السياسي الداخلي، كذلك رئيس &laqascii117o;اللقاء النيابي الديموقراطي" وليد جنبلاط الذي ستكون له كلمة اليوم، فإن الأوساط السياسية تترقب إذا كانت الذكرى ستشكل محطة جديدة للتقارب بين قوى &laqascii117o;14 آذار" وقوى المعارضة وخصوصاً &laqascii117o;حزب الله"، في ظل عودة الحديث عن طرح المعارضة شرط الثلث المعطل في تشكيل الحكومة الذي يرفضه الحريري وقادة الأكثرية ولا يتحمس له رئيس الجمهورية ميشال سليمان.
2009-07-13 00:00:00