- صحيفة 'الأخبار'
إبراهيم الأمين:
إسرائيل تستعد للحرب: السيناريو الأسوأ... والمفاجآت ـ ... ولما كانت &laqascii117o;المواجهة الصامتة" قائمة بقوة الآن بين إسرائيل والمقاومة في لبنان، فإن الانطباع يقوى يوماً بعد يوم، حول جنوح العقل الشيطاني في إسرائيل نحو إطلاق مقدمات الحرب الثالثة على لبنان، وهي الحرب التي تشتمل على سيناريو أسود. لكن أحداً لا يعرف الآن نوع الغيوم التي سوف ترتفع فوق فلسطين المحتلة. وبمراجعة أدوات العمل الإسرائيلية منذ توقف العدوان في 14 آب 2006، يمكن تلمّس عناوين أي حرب إسرائيلية جديدة على لبنان، من خلال الاعتماد بقوة على كثافة نارية غير مسبوقة، هدفها شلّ حركة المقاومة، ومحاصرة الناس الداعمين لها وإنهاكهم، وتعطيل مرافق الدولة اللبنانية، إلى جانب القتال المتوقع ضد المقاومين أنفسهم، مع استخدام كل ما في حوزة جيش الاحتلال من سلاح. وكي لا تكون الحرب عمياء، فإن النشاط الأمني الإسرائيلي يتخذ خطوات وأشكالاً تعكس حالة القلق لدى العدو من الوصول إلى لحظة الصدام دون توفير &laqascii117o;دفتر الشروط النموذجية"، أي كل ما يتصل بتحديد أهداف تعتبر أساسية في مواجهة المقاومة، وهي تركّز على تحقيق جملة أهداف مركزية وأخرى ثانوية ومنها:
1 ـــــ الوصول إلى دائرة القرار الأعلى في المقاومة، بهدف إصابتها وتعطيلها وتحويلها إلى قوة غير منتجة، ما يعني تعطيل قدرة قيادة المقاومة على التحكّم والسيطرة.
2 ـــــ الوصول إلى القوة الصاروخية التي تقول إسرائيل إنها باتت أقوى بكثير من السابق، كمّاً ونوعاً، علماً بأن كل ما يصدر في وسائل الإعلام الإسرائيلية لا يزال يصرّ على أن عملية &laqascii117o;الوزن النوعي" التي نفّذت في الليلة الأولى للحرب قد حقّقت هدفها في ضرب غالبية البنى التحتية الخاصة بالقوة الصاروخية.
3 ـــــ محاصرة مجموعات المقاومة في مناطق وبقع، من خلال أحزمة نارية مكثّفة، تترافق مع عمليات قصف هستيرية وعمليات توغّل برية أو مجوقلة تستهدف ضرب هذه المجموعات ومنعها من تنفيذ كل برامجها.
4 ـــــ توجيه الضربات القاسية، السريعة والمتلاحقة، لبنى تحتية مدنية ولوجستية تخص الدولة اللبنانية، بما يعكس صورة مختلفة عن الذي جرى في عام 2006، ويؤدي إلى جعل الإجماع الرسمي أو السياسي الداخلي في لبنان على شكل حالة رفض وضغط تربك المقاومة إن لم تجبرها على رفع العلم الأبيض.
5 ـــــ القيام بعمليات عسكرية مكثّفة تستهدف الحدود اللبنانية ـــــ السورية، وربما داخل الأراضي السورية، لأجل قطع كل طرق الإمداد المفترضة من سوريا إلى لبنان، وحتى توجيه ضربات داخل سوريا، لما تفترضه إسرائيل &laqascii117o;مستودعات حزب الله".
6 ـــــ تنشيط عمل الاستخبارات العسكرية، بشقّيه المعلوماتي والتنفيذي، ومحاولة الوصول إلى مواقع قيادية وشخصيات من قلب جهاز المقاومة أو التي تعتبر أساسية في العقل القيادي لحزب الله، استناداً إلى &laqascii117o;بنك غزير من المعلومات" تعمل شبكات التجسّس على جمعه خلال هذه الفترة.
وإذا كانت قيادة المقاومة نفسها تعيش هذه الصورة، وربما باتت لديها الأجوبة الكافية لكن غير المعلنة على كثير من التصورات والتقديرات، فإن السؤال هو عن طريقة مقاربة بقية الجمهور، وبقية القوى السياسية لمثل هذه الافتراضات، وهل يقتصر الأمر على مجموعة بيانات وتحذيرات من الأسوأ، أو الوقوف على الحياد في لحظة المواجهة، أو ربما هناك مَن يستعد ـــــ داخلياً وإقليمياً ـــــ ليكون طرفاً في هذه الحرب. الأكيد أن &laqascii117o;صندوق المفاجآت" الموجود لدى المقاومة مليء بما يكفي لردع العدوان، لكن الانتظار الذي يمارسه البعض يتحوّل عملياً إلى &laqascii117o;دفاع سلبي" يفيد العدو وبرامجه، وهذا ما يحتاج إلى &laqascii117o;هجوم" قد لا تكون المسؤولية عنه محصورة فقط بالمقاومة؟.
- صحيفة 'البلد'
ديانا سكيني:
بنود تحضر في 'الحوارات الشامية' وصعوبة فكّ لغز المناورات الامامية.. دبلوماسية 1701 تلطّف اللهجة مع سورية وتحصر الاتهام بالحزب في الذكرى الثالثة لحرب تموز، يتجدد السؤال حول ما حققته دبلوماسية القرار 1701 الذي اريد له تكريس النتائج السياسية للحرب. صحيح ان ما تحقق من حل ملف الاسرى بين اسرائيل وحزب الله واتمام العلاقات الدبلوماسية بين لبنان وسورية والتسليم الجزئي لخرائط الالغام من قبل اسرائيل يبقى يسيرا من جملة الملفات العالقة التي ما زالت تنتظر حلولا في افق التسويات الراهنة والمقبلة، وصحيح ايضا ان بنود القرار اختصرت مطالب المجتمع الدولي من سورية حيث اخذت بنوده تحضر ولو بشكل اكثر تواضعا في كل حوار عربي او غربي مع دمشق، لكن الاكيد ان القرار المذكور كرّس ولو بالشكل واقعا جديدا على الارض لن يكون تخطيه سهلا في اي محطة مستقبلية. هذا في العلن، اما اللغز الاكبر والذي لن تكشفه الا الحرب المقبلة بين اسرائيل وحزب الله فيكمن في كيفية تمكن الحزب من تمتين قوته وتواجده العسكريين في الخطوط الامامية مع اسرائيل والاعلان عن القيام بمناورات عسكرية لم ترصدها عين بشرية او اصطناعية من خلال تخطي اجراﺀات الجيش واليونيفيل والالتزام بالانكفاﺀ الى شمال نهر الليطاني. أغلب الظن أن حل مسألة الاسرى بين اسرائيل وحــزب الله لم ينته بسبب دعوة القرار 1701 الى الامر، تماما كما هو الامر بالنسبة لابرام العلاقات الدبلوماسية بين لبنان وسورية التي تبناها القرار المحتضن لبنود القرار 1559. فقد اختصر القرار 1701 مطالب المجتمع الدولي من لبنان وسورية حيث مــا زالـــت بــنــوده تحضر وان بواقعية او تــواضــع ابــلــغ فــي كل حـــوار غــربــي او عــربــي مــع دمشق، مــن ترسيم الــحــدود بين البلدين خصوصا في مزارع شبعا، ومعالجة الــقــواعــد الفلسطينية المسلحة خارج المخيمات، الى وقف تهريب الاسلحة عبر الــحــدود وغيرها من البنود التي بات التقدم في مسار ايجاد الحلول لها معيارا في علاقة المجتمع الدولي مع سورية. عشرة تقارير اممية حول مسار تطبيق القرار 1701 الذي انتهت بموجبه 'الاعمال العدائية' بين اسرائيل وحــزب الله، اصدرتها الامــانــة العامة لــلامــم المتحدة. المسار الروتيني للتقارير الدورية لــم يغير مــن حقيقة انتظارها وتحولها الى الحدث الاخباري على الرغم من اشتداد الازمات. واذا كــانــت مــحــطــة الــحــرب الاسرائيلية على غزة التي تخللها اطــلاق الرشقات الصاروخية من جنوب لبنان باتجاه اسرائيل التي ردت بالنيران الكثيفة باتجاه الاراضي اللبنانية غير آبهة لوجود اليونيفيل والــجــيــش اللبناني تعتبر من اكثر لحظات الاختبار العسيرة التي مر بها القرار 1701 على المستوى الــمــيــدانــي، فان رسائل الحدث كانت تشير الى ان قرار الحرب والسلم في جنوب لبنان لا يتعلق بوجود آلاف جنود اليونيفيل ولا يردعها وجود قرار دولي. وهو اليقين المتزايد يوما بــعــد يـــوم فــي ظــل الــتــهــديــدات الاســرائــيــلــيــة الــمــســتــمــرة منذ تشكيل حكومة بنيامين نتنياهو بــاســتــهــداف لــبــنــان وتحميل حكومته المسؤولية عن اي نشاط عسكري قوم به حزب الله. وهي التهديدات التي لم يتوان لبنان عبر بيانات قيادة الجيش وعبر تصريحات مسؤولي حزب الله عن اعلان الجهوزية للتصدي للمخاطر الاسرائيلية. وان كان موقف الجيش ينطلق من الدور الشرعي المناط به، فان حزب الله الذي ما زال يحمي نشاطه المقاوم بشرعية البيان الوزاري ما زال في الذكرى الثالثة لحرب تموز يتبادل مــع الجانب الاسرائيلي حــســابــات الــربــح والــخــســارة جــراﺀ القرار 1701 فاذا كان الحزب يتسلح بتقرير فــيــنــوغــراد الـــذي يــقــر بــالاخــفــاق العسكري الميداني في الحرب، فان اسرائيل تعتبر نفسها رابحة من بنود القرار الذي نشر الجيش اللبناني في الجنوب وابعد الحزب الى شمال الليطاني وزاد من عديد قوات اليونيفيل وأمّن الاستقرار لسكان شمال اسرائيل عبر انعدام النشاط العسكري لحزب الله. وهي المزايدة الاسرائيلية التي لم يتوان الحزب عن الــرد عليها من خلال تصريحات امينه الــعــام السيد حسن نصر الله التي تؤكد ازدياد عدد الصواريخ التي يملكها الحزب، ومن خلال سياسة الاعلان عن اجراﺀ مناورات عسكرية على الحدود. اما عامل تأمين الاستقرار على الحدود فهو عامل يتغنى به ايضا حزب الله اذ يعيده الى ما يسميه قوة الردع التي خلفتها حرب تموز.ولــم تحصر تــقــاريــر 1071 الــــ مهامها برصد التطورات المتعلقة ببنود القرار، فهي غالبا ما كانت تتوقف عند الــشــؤون الداخلية اللبنانية السياسية والامنية.اللغة المستخدمة في التقارير لم تكن لترق لا لاسرائيل ولا لحزب الله ولا حتى للدولة اللبنانية التي بعثت برسائل احتجاج في احيان كثيرة آخرها ما يتعلق بشبكات الــتــجــســس الاســرائــيــلــيــة الــتــي تجاهلها التقرير ما قبل الاخير، الا ان الانتقاد الابلغ لهذه التقارير كان يصدر عن حزب الله الذي كررت التقارير اتهامه بخرق القرار الدولي من تهريب الاسلحة. امـــا الــحــكــومــة الاســرائــيــلــيــة المقتنعة 'باخلاقية' خروقاتها الجوية اليومية للسيادة اللبنانية فلم تعد لازمــة بــان كي مــون في التمني عليها بوقف هذه الطلعات التي تؤثر في معنوياتها بقدر ما تحولت هذه التمنيات الى روتين اعتادت التعامل معه عبر سياسة التجاهل وتأكيد حقها في مراقبة الاراضي اللبنانية. وقد دأبــت التقارير على اثارة سلسة مــن النقاط الثابتة التي وردت في متن القرار 1701 مفصلة فــي الــتــطــورات الــتــي لحقت في عوامل تطبيقها والعوائق المتصلة. بند مراقبة النشاطات العسكرية في منطقة تواجد اليونيفيل غالبا مــا كــانــت النقطة الادســــم التي ينتظرها الــداخــل والــخــارج. وفي هذا السياق، لم يحدث ان تبنت التقارير معلومات عن مصادرها تفيد بــوجــود نــشــاطــات مماثلة على الرغم من نقلها عن المصادر العسكرية الاسرائيلية معلومات عــن وجـــود انشطة تــخــرق الــقــرار داخل المنازل المأهولة في منطقة جنوب الليطاني، الا ان بــان كي مون كان يكرر ازاﺀ هذه المعلومات بــان القوات الاممية لا تملك حق تفتيش هــذه المنازل الا بوجود دلــيــل حسي يــقــدم الــى الجيش اللبناني وقــوات اليونيفيل، وهو الامر الذي لم يحدث. العلاقة مع السكان المحليين كانت دائما محطة غمز من قناة استخدام حزب الله لهم في اطار عملية مراقبة نشاطات تحركات اليونيفيل. لــم تــســم التقارير حــزب الله في هــذا الاطـــار، لكنها كانت تشير الى مواطنين ببزات مدنية يشتبه في مراقبتهم تلك التحركات.أما تهريب السلاح من سورية الى حزب الله، فانتقل تعامل التقرير مع فرضيته من حيثية التبني للمعلومة الى نقلها عن المصادر الاسرائيلية مــرفــقــة بالتمني بضبط الــحــدود الشرقية والشمالية. وفي السياق كانت الــدعــوة تتكرر الــى سورية للقبول بترسيم حدودها مع لبنان.وهــو الامــر الــذي قوبل في سورية بداية برفض المبدأ في ظل غياب للاستقرار في العلاقات بين البلدين الى اجابة سورية من نوع آخر في الاشهر الاخيرة توحي بالقبول وربط الامر بالانتهاﺀ من مهمة مماثلة في ترسيم الحدود بين سورية والاردن.كذلك بقي ترسيم مزارع شبعا موضع اخذ ورد بين الامم المتدة ودمشق الـــى ان اعــلــن 'بــــان' ان ســوريــة ابلغته موافقتها على خطة النقاط السبع التي تنص على وضع مزارع شبعا تحت سلطة الامــم المتحدة في انتظار تحديد الحدود وتثبيت السيادة اللبنانية عليها، موضحاً انــه يتابع عمله لــدرس التعريف الجغرافي لمزارع شبعا. لكن الرجل أكد في تقريره الاخير أن اي تقدم لم يحرز في قضية مزارع شبعا منذ تقريره التاسع، مشيراً الى أنه لم يتلق أي اجابات رسمية من اسرائيل وســوريــة فــي شــأن ترسيم حــدود المزارع. وبعد ان اوحت بعض التقارير بقرب الانسحاب الاسرائيلي من الجزﺀ اللبناني من قرية الغجر، اعاد التقرير الاخير تناول الامر من زاوية دعوة اسرائيل الى اتمام الانسحاب في ظل انعدام اي معطيات جدية حول نية الحكومة الاسرائيلية في التعامل مع هذه القضية.وبــقــيــت الــقــواعــد العسكرية ا لفلسطينية ا لــتــا بــعــة للجبهة الشعبية والقيادة العامة محل انتقاد من التقارير، وهنا كان يمكن ايضا رصــد تغير اللهجة الدبلوماسية الاممية تجاه سورية حيث انتقلت هــذه الــتــقــاريــر مــن انــتــقــاد الــدور الــســوري فــي دعـــم هـــذه الــقــواعــد الــى دعــوة الحكومة اللبنانية الى معالجتها مرفقة بدعوة الى سورية بالتعاون في هذا المجال.
- 'البلد'
بيار عقيقي:
أثر تمّوزي... وتبقى تل أبيب تحت نيران حزب الله؟
مــن جملة تداعيات حرب تموز، 2006 كانت الــمــعــادلــة العسكرية هـــــي الأكـــــثـــــر جـــذبـــا لــلأنــظــار. فــفــي لحظة مـــن الــلــحــظــات أظــهــر حزب الله وكأنه يملك زمـــام الــمــبــادرة، حين رفـــع ســقــف الــمــعــركــة الــى 'تــل أبــيــب مقابل بيروت'. العاصمة مقابل الـــعـــاصـــمـــة، تــتــوقــف الحرب، ويبدأ الحديث عــــن ارتـــــفـــــاع كــمــيــة الصواريخ لدى الحزب، وازدياد قوته النارية. لــكــل شـــيﺀ فــي الــدنــيــا وجــه سلبي وآخر ايجابي، والكلام عن مطلق أمر بعين واحدة، لهو نوع من التجنّي. قبل حــرب تموز كــان السيد حـــســـن نـــصـــرالـــلـــه 'يــطــمــئــن' الاسرائيليين 'نملك أكثر من 20 ألف صــاروخ، وسنقاتلكم قتال الكربلائيين'. وكأن الوحي هبط، هل يملك حزب الله أكثر من 20 ألف صاروخ، وهل هو قادر على قصفها؟ أسئلة وُجدت الأجوبة لها، وإن في صورة عنيفة خلال 33 يوما من القتال الضاري. أثبت حزب الله أنه يملك القوة التي تتخطى ما تملكه مقاومات مختلفة في الــعــالــم، وتـــرك أثـــرا كــبــيــرا في الداخل الاسرائيلي، وجعل، شئنا أم أبينا، سكان الجليل واصبعه وما بعدهما الى صحراﺀ النقب، في قلق دائم. هذا القلق ترجمه المسؤولون الــعــســكــريــون فـــي اســرائــيــل، معتبرين أن حزب الله وصل الى أقــصــى جهوزيته العسكرية، ومشددين على أنهم سيعملون ما في وسعهم على منعه من اشعال الجبهة الشمالية. كله جيد، لكن السؤال يتمحور حول التالي 'هل فعلا اسرائيل قلقة من حزب الله، أم أنها تعمل كما فعلت مع ايــران'؟ حيث تم تكبير حــجــم ايـــران الــى درجــة صدّق العالم ان في طهران نظاما من الصعب انكساره بسهولة، وفجأة أظهرت الاحتجاجات على انتخابات الرئاسة مدى 'هشاشة الوضع'. كذلك فإن الأمــر عينه حصل قبيل حرب العراق 2003، حين ضجّ العالم بشعار 'بغداد وكر دبابير، وإن دخلت قوات التحالف فــســوف تــعــانــي'، واذ ببغداد تسقط صباح 9 نيسان، 2003 وكأن اتصالا هاتفيا واحدا جعل من قــادة البعث العراقي خارج الحسابات. ليس الأمر وكأننا نقوم بمقارنة بين وضع حزب الله والعراق، بل الأمــر هو أن تكبير الأحجام من الجهة الاسرائيلية، يدخل في صلب الحرب النفسية، وهذا ما تنبه له السيد حسن نصرالله 'لا تحمّلونا أمورا فوق طاقتنا'. يدرك حزب الله أن ما تقوم به اسرائيل هو جزﺀ من حرب نفسية مــزدوجــة، لــن تـــؤدي الــى حــرب عسكرية حاليا، لا أحد يدري بعد حين ماذا يحصل. فالاسرائيلي إن تكلم عن الحرب فذلك يعني انه لن يُقدم عليها. وحـــزب الــلــه اســتــطــاع تغيير مــــعــــادلات شـــتّـــى لاحــتــفــاظــه بتواضعه وهدوئه، وأي خلل في التواضع والهدوﺀ سيجعل من الأمر سلاحا في وجهه. الــيــوم وبعد عــام ونيف على اغتيال عماد مغنية، وعلى وقع وعد السيد نصرالله لإيهود باراك 'إن فرقك الخمس ستُدمّر في لبنان'، وعلى تخوّف اسرائيل من جنوب لبنان، وعلى تهديداتها المتلاحقة لعدم وجود حزب الله في الحكومة اللبنانية العتيدة، وعلى خرقها المتواصل للقرار، 1701 تــبــدو الأجـــــواﺀ مــلــبّــدة بالغيوم. بــعــد 3 ســنــوات عــلــى حــرب تــمــوز، 2006 مخطئ مــن يظن أن هناك حربا عسكرية قادمة، ومخطئ من يظن أن زمن الحروب ولّــى. والمرتكز سيكون معادلة تــل أبيب مقابل بــيــروت، وهي ســتــشــكــل عـــنـــوان المستقبل الـــعـــســـكـــري بـــيـــن الــمــقــاومــة واسرائيل.
- صحيفة 'السفير'
عماد مرمل:
السفير تنشر محضر الاجتماع بين وزير الخارجية الفرنسي و&laqascii117o;حزب الله".. ماذا قال كوشنير عن الحكومة والانتخابات إسرائيل.. وكيف رد الموسوي؟
يُعد اللقاء الذي حصل بين &laqascii117o;حزب الله" ممثلاً بالنائب نواف الموسوي ووزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير في قصر الصنوبر &laqascii117o;علامة فارقة" في مسار الانفتاح الأوروبي على الحزب، تنقل العلاقة الفرنسية بالحزب من مستوى الاعتراف به الى مستوى التفاعل معه.ويأتي هذا اللقاء بعد فترة قصيرة على الاجتماع بين السفيرة البريطانية في بيروت ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد، ما يكرس المنحى الغربي الجديد في التعاطي بـ&laqascii117o;واقعية" مع مراكز القوى في المنطقة بعد سنين من &laqascii117o;المكابرة" في عهود الرؤساء المنتهية ولاياتهم، وأيضاً مغامراتهم، جورج بوش وطوني بلير وجاك شيراك. ولكن، ماذا دار بين كوشنير والموسوي على مدى أكثر من ساعة، فتحت خلالها العديد من الملفات الشائكة؟ في بداية الجلسة، تطرق كوشنير الى تجربة الانتخابات النيابية الأخيرة، فقال إنها جرت في أجواء جيدة وبالتالي فإن نتائجها كانت جيدة. وأجابه الموسوي، قائلاً: &laqascii117o;السيد الوزير، هذه الانتخابات شابها الكثير من العيوب والنواقص، ليس أقلها الإنفاق المالي الكبير الذي فاق ما أنفق على حملة أوباما الرئاسية، وبلغ قرابة 776مليون دولار كما أوردت مجلة نيوزويك الأميركية...". كوشنير متفاجئاً: هل هذا ما حصل فعلاً.. الرقم كبير الى هذه الدرجة؟ الموسوي: &laqascii117o;ما هو مؤكد أن مئات من ملايين الدولارات أنفقها الفريق الآخر على الانتخابات، والجهات التي صرفت هذه المبالغ معروفة (عدّد الموسوي أسماء بعض الأشخاص والأطراف)، وأضاف: على الرغم من ذلك، أعلنا كمعارضة و&laqascii117o;حزب الله" قبول نتائج هذه الانتخابات، وهذا الموقف يجب ان يكون موضع تقدير من كل العالم، علماً بأنه وفي بلدان أخرى، وبرغم أن الفارق في الانتخابات الرئاسية كان بملايين الأصوات، إلا أن البعض لم يقبل بالنتيجة واندفع نحو الاعتراض عليها، بينما في لبنان، كان الفارق ضئيلاً بين المعارضة والموالاة ولكننا قبلنا بما أفرزته صناديق الاقتراع، وهذا يدل على المستوى العالي من الحس الوطني لدى المعارضة ورغبتها العميقة في تعزيز الاستقرار وتجنب التنازع الداخلي... وأثار الموسوي مسألة التهديدات الإسرائيلية والاستمرار في احتلال الجزء اللبناني من بلدة الغجر، وتوجه الى كوشنير سائلاً إياه: إذا كانت الوسائل الدبلوماسية لم تنجح في استعادة نصف بلدة ، فكيف سنستعيد مزارع شبعا المحتلة؟ إن الكثيرين من اللبنانيين مقتنعون بأن الوسيلة الوحيدة لمواجهة الاحتلال وتحرير الأرض هي المقاومة. هنا، اوحى كوشنير بأن المفاوضات المباشرة مع إسرائيل هي الطريقة المثلى للحصول على الحقوق التي يطالب بها لبنان.. ورد الموسوي جازماً: إن المفاوضات المباشرة مع العدو الإسرائيلي غير واردة، وهي فخ يراد للبنان ان يقع فيه. بكل بساطة، توجد أرض محتلة يجب ان تخرج إسرائيل منها بلا قيد او شرط، أما استدراجنا الى طاولة التفاوض فسيعني تحويل لبنان كبلد هو صاحب حق وإسرائيل ككيان مغتصب للحق الى مجرد طرفين متنازعين ومتخاصمين، وبذلك نكون قد خسرنا موقعنا القانوني في قضية عادلة، أما ما هو الإجراء الذي سيُتخذ بعد الانسحاب الإسرائيلي فهذا يناقش في ما بعد. واستعاد كوشنير علاقته مع الإمام موسى الصدر، مشيراً الى صداقة جمعته به منذ قرابة 40 عاماً. وانطلق من هذه الواقعة ليبدي الاستعداد لمساعدة في مجال التنمية، فوافقه الموسوي، ولكنه لفت انتباه في الوقت ذاته الى ان أحد أهم أسباب الحرمان في لبنان يعود الى عدم الشراكة في القرار(للقراءة).
- صحيفة 'الأخبار'
جان عزيز:
حين يسألون: أيهما الخطر الأكبر الحريرية أم حزب اللّه؟
.. في هذا الإطار بالذات، وفي الجانب &laqascii117o;الفكري" من المواجهة، يسأل مسيحيو الأكثرية خصومهم: هل فكرتم مرة في المقارنة بين الحريري وحزب الله، لجهة: من منهما يسهم في ضمان &laqascii117o;الوجود المسيحي"، ومن يمثّل خطراً عليه؟... يتابع مسيحيو الأكثرية طرح تحديهم: أين يقع كل من الحريري وحزب الله، من مروحة الخيارات الأخرى المتاحة للمسيحيين، في الساحتين السنية والشيعية؟ بمعنى آخر، فلنأخذ الواقع السني في لبنان، ولندرس احتمالات زعامته وقيادته. ماذا لو لم يعد هناك تيار الحريري؟ فما هو البديل السني المتاح؟ هل هو أكثر اعتدالاً من &laqascii117o;الحريرية" أم أكثر تطرفاً منها وأصولية؟ وبالتالي، هل تؤدي محاربة المسيحيين للحريرية، إلى بروز واقع سني جديد يساعد أكثر على حماية &laqascii117o;منظومة الثقافة المسيحية"، أم يمثّل خطراً أكبر عليها؟ في المقابل، فلنأخذ الواقع الشيعي: هل يمثّل حزب الله، النموذج الشيعي الأكثر اقتراباً من نمط العيش المجتمعي المسيحي، أم النموذج الشيعي الأبعد عن أسلوب المسيحيين في الأكل والشرب والملبس؟ هل الخيارات الشيعية الأخرى، التي انتفت بعد بروز ظاهرة &laqascii117o;الحزب"، هي أقرب إلى &laqascii117o;البراكسيس" المسيحية المجتمعية، أم أبعد؟ وبالتالي، حين يساعد المسيحيون حزب الله، على إقفال الساحة الشيعية سياسياً، هل يسهمون في بروز قوة أقرب إليهم، أم أبعد؟...
- صحيفة 'النهار'
علي حمادة:
حرب تموز: معاقبة العدوان ومحاسبة المغامرة
غداة إنتهاء حرب تموز خرج الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ليرمي نصف اللبنانيين على الأقل بالعمالة... وإتهموا(أي السيد نصرالله وقناة المنار) زوراً وزراء في الحكومة بأنهم أعطوا إحداثيات للطيران الإسرائيلي ليقصف مجمعات سكنية في قلب الضاحية إستهدافاً لنصرالله. ثم دارت دورة الزمن ليكتشف اللبنانيون من خلال توقيف الشبكات الإسرائيلية أن عملاء من قلب الضاحية نفسها كانوا وراء إحداثيات قصف هذه المجمعات، وكم من التقارير الإعلامية بثتها محطة المنار بحق نواب ووزراء إستقلاليين تتهمهم زوراً بالعمتالة لإسرائيل، وإذ بقادة من حزب الله يجتمعون اليوم بهؤلاء ضمن لجانٍ أمنية. خلاصة القول ليس هناك اليوم إلتفاف وطني جامع حول حزب الله لا في حرب تموز 2006ولا في غيرها من المحطات الأخيرة، ولن يكون مستقبلاً وملايين اللبنانيين ما برحوا ينتظرون عقاباً دولياً لم يأت بحق الإخجرام الإسرائيلي، ومحاسبة وطنية لبنانية في حق مغامرة حزب الله الكارثية.
- صحيفة 'الحياة'
حازم صاغية:
ثلاث سنوات على حرب ملغزة
هل يعقل أن نكون أنجزنا، قبل ثلاث سنوات، نصراً إلهيّاً، وأن نصير، بعد ثلاث سنوات فقط، بحاجة إلى من يذكّرنا بذلك؟ ما فعله سياسيّو &laqascii117o;حزب الله" وإعلاميّوه، والسياسيّون والإعلاميّون المقرّبون منه، هو، بالضبط، التذكير بحدث يُفترَض، تبعاً لملحميّته، ألاّ يُنسى. وطبعاً ترافق التذكير مع &laqascii117o;شمطة أذن" للذين تجاهلوا الحدث أو تعاملوا معه كأنّه لم يكن. والحال أن الحدث &laqascii117o;كان" فعلاً لا افتراضاً. بيد أن اختلاف اللبنانيّين بشأنه هو أيضاً أمر فعليّ لا افتراضيّ. وهذا مصدر &laqascii117o;النسيان" الذي استدعى التذكير، جاعلاً النصر (في حال كونه نصراً) مكسباً لحزب بعينه، وجاعلاً الهزيمة وخسائرها نصيب سائر الشعب الذي يقف خارج هذا الحزب. في هذا المعنى، فإن الأخيرين حين &laqascii117o;ينسون" يكونون يمارسون لوناً من التسامح، لأن بديل النسيان، والحال هذه، هو الحقد. واكتشاف ذلك ليس بالأمر الصعب: ذاك أن الانتصار العسكريّ يُفترض به أن يؤسّس لمرحلة أرقى من الوحدة الوطنيّة ودرجة أعلى من الإجماعات السياسيّة داخل الشعب الواحد. وما حصل هو العكس تماماً، بحيث غدا حكم لبنان أشبه بالاستعصاء الذي نقع على آخر حلقاته في الصعوبات الراهنة تشكيل حكومة. وهذا ناهيك عن مواجهات بعضها سياسيّ كالانتخابات الأخيرة وبعضها أمنيّ كـ7 أيّار (مايو) 2008، فضلاً عن الحساسيّات التي اختبأت في إطلاق سمير القنطار أو الضبّاط الأربعة. وهذا ما يفسّر لجوء دعاة الانتصار إلى كلام تقنيّ بحت، بحيث يتقلّص الأمر إلى عدد الصواريخ التي بات في وسع &laqascii117o;الحزب" أن يطلقها على إسرائيل (والإسرائيليّون أكثر من يذكّروننا بهذه الأرقام)، فيما تغيب الإشارة إلى قرار الأمم المتّحدة الرقم 1701 الذي جعل العمليّات العسكريّة انطلاقاً من لبنان أقرب إلى الاستحالة. يترتّب على ذلك، مأخوذاً بكلّه، أن نفسّر حرب تمّوز (يوليو) 2006 بوصفها، أوّلاً وأساساً، حدثاً داخليّاً، أو ردّاً على التطوّرات الجارفة التي أطلقها اغتيال الرئيس رفيق الحريري ونشأة 14 آذار. في هذا تندرج الحرب في خانة التقليد العربيّ الشهير القائم على توظيف الصراع مع إسرائيل لخدمة أغراض محليّة: فالحاكم المستبدّ يستعمله كي يستبدّ أكثر ولا يتعرّض للمساءلات، والعصبيّة التي تريد تحسين موقعها في بلدها وفي تركيبه السلطويّ تستخدمه لإنجاز الهدف هذا، والحليف الصغير لطرف إقليميّ كبير يعتمده خدمةً منه لذاك الطرف. وهكذا دواليك...فقط للتذكير: نحت إسرائيل منحى مختلفاً تماماً حيال تلك الحرب ونتائجها. فهي، عبر سياسيّيها ومراقبيها وكتّابها، بدأت بالتوكيد على النتائج السلبيّة، ووصل الأمر بكثير من الإسرائيليّين إلى أن يتحدّثوا عن &laqascii117o;هزيمة" لأنّ جيشهم لم يستطع تحقيق &laqascii117o;الأهداف" التي أراد تحقيقها. وتدريجاً، راح هؤلاء أنفسهم يكتشفون أنّهم لم يُهزموا، بل أرسوا، بفعل القرار 1701، وضعاً ميدانيّاً جديداً لصالحهم، فيما وصل الأمر بكثير منهم إلى أن يتحدّثوا عن &laqascii117o;انتصار". وفي المرّتين، لا الهزيمة التي تحدّثوا عنها كانت شيطانيّة، ولا الانتصار كان إلهيّاً.
- 'الأخبار'
غسان سعود:
الموالاة والمعارضة: شركاء يتقاسمون الإفلاس
.. في الشكل، لا تيار المستقبل يريد أن يناقشه أحد في ملفات الاقتصاد والسياسة النقدية والمالية العامّة، ولا المعارضة راغبة أصلاً في ذلك. فغالباً ما يتركز الكلام خلال الاستشارات التي يجريها النائب سعد الحريري لتأليف الحكومة على الحصص والعموميات، ولا تجد المعارضة مادة تساجل فيها إلا حقها في الحصول على ثلث عدد الوزراء زائداً واحداً، فيما يمرُّ العماد عون غالباً في اجتماعاته مع الحريري مروراً سريعاً على الأزمة الاقتصادية والتوطين.وفي الشكل أيضاً، تنسى الطبقة السياسية، تحت تأثير سحر إقفال صناديق الاقتراع، أن الجزء الأكبر من النقاش السياسي قبل الانتخابات تركّز على القضايا المعيشية، وكاد التنافس يكون تحت عنوان &laqascii117o;من يقدّم مستقبلاً أفضل للبنانيين". وحتى في موضوع سلاح حزب الله، حاولت الأكثرية أن تستفزّ الناس في مصالحهم الاقتصادية عبر القول إن فوز حزب الله وحلفائه سيدفع المجتمع الدولي إلى فرض حصار اقتصادي على لبنان. وتنسى الطبقة السياسية تلك الكتيّبات الفخمة التي كلفت طباعتها الملايين، وجرى توزيعها على الأنصار ليتثقّفوا، وعلى الخصوم ليقارنوا ويحكموا، مع العلم بأن بعض القوى، ولا سيما تيار المستقبل والتيار الوطني الحر، خصص صفحتين أو ثلاثاً في كتيّبه لعرض تصوّره للحرب والسلم ودور المقاومة، في مقابل تخصيص أكثر من خمسين صفحة لعرض تصوره لوسائل مواجهة الأزمة الاقتصادية. وينسى المرشحون السابقون، النواب الحاليون، في اجتماعاتهم مع الحريري، تلك النظريات التي أتحفوا ناخبيهم بتأكيدهم أن اعتمادها يطور القطاعات الإنتاجية ويُعَصْرن السياسات التربوية والثقافية والصحية، ويعزز انخراط الشباب في مجتمعهم. وينسى محاورو الحريري تعهّد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في خطابه بعد الانتخابات بتدقيق المعارضة &laqascii117o;من الآن فصاعداً" في كل التزامات الدولة سواء كانت سياسية أو اقتصادية، وذكره تحديداً باريس 3، ربما لأن هؤلاء المحاورين يودّون أن يروا الحريري وقد قبل بما قبل به والده لجهة المزاوجة بين ما يسمّى مشروع الدولة (ولا سيّما الاقتصاد) والمقاومة (بما تستدعيه من شروط أمنية وسياسات خارجية)، وهذا ما لمّح إليه نصر الله في خطابات عدّة.في السياسة الخارجية، استمرار الأمور كما هي، وخصوصاً أن المعارضة لا تحرك ساكناً على هذا الصعيد.ويرى أحد نواب المعارضة السابقين أن كلام هذه عن شراكة يقصد به الشراكة في الاقتصاد والأمن والسياسة الخارجية، لكن إحدى مشاكل المعارضة أنها لا تعرف كيف تترجم إعلامياً دعوتها إلى المشاركة، ولا تبادر إلى تقديم مشروعها أو نظرتها إلى كيفية تطبيق الشراكة. وغالباً ما تعدّ نفسها شريكة في القرار لمجرد حصولها على &laqascii117o;تنفيعة" مدير عام من هنا وأخرى من هناك، مشيراً إلى أن المعارضة في الاستشارات الأخيرة ذهبت لتكرس منطق &laqascii117o;أعطوني شرعية السلاح في البيان الوزاري وثلثاً ضامناً لهذا السلاح، وخذوا كل ما تريديون"، رغم أن خطاب الأمين العام لحزب الله السيِّد حسن نصر الله قبيل الانتخابات بدا واضحاً لجهة اعتبار سلاح المقاومة خارج النقاش وأن ضمان بقائه في يد المقاتلين لا يكون بثلث معطل..وينفي أحد نواب حزب الله أن يكون الحزب بعيداً عن الهم الاقتصادي كما يخيّل للبعض، مؤكداً أن الحزب سيثبت في المرحلة المقبلة أن من انتصر في الحرب على إسرائيل يعرف كيف ينتصر على أزمة اقتصادية، ولديه وجهة نظر واضحة في هذا الخصوص. ويقول النائب إن أداء حزبه في هذا الشأن سيكون خلال هذه الدورة النيابية مختلفاً قليلاً عن أدائه سابقاً، وسيقول علناً ما كان يكتفي عادة بقوله بعيداً عن الإعلام للمعنيين به حصراً، مشيراً إلى أن عدم اكتراث الحزب لإنجازات وزرائه يؤثر سلباً في بعض الحالات على النظرة إلى حزب الله، ويشرّع قول البعض إن الحزب لا يريد شيئاً من الحياة إلا قتال إسرائيل...
- 'السفير'
سليمان تقي الدين:
المقاومة والنظام
ليس هناك من تحية أفضل توجَّه للمقاومة في الذكرى الثالثة لحرب تموز مثل معالجة إشكالية علاقتها بالنظام اللبناني. المقاومة الإسلامية ممثلة بـ&laqascii117o;حزب الله" تشكّلت مع الاجتياح الإسرائيلي للبنان وصولاً إلى بيروت في العام 1982، وكانت فرعاً من مقاومات أخرى بدأها اليسار والقوى القومية منذ 1968 ثم عبر &laqascii117o;الحركة الوطنية" و&laqascii117o;جبهة المقاومة الوطنية" التي انطلقت في العام 1982 أيضاً...استأنفت المقاومة الإسلامية نضالها حتى التحرير في 25 أيار من العام 2000، فقام النظام بتجويف هذا الانتصار ووضعه خارج المعادلة اللبنانية. بل هو أعاد إنتاج قوى وضعت في رأس جدول أعمالها إلغاء قوة المقاومة وشطب تضحيات الشعب اللبناني لإدراج لبنان في التبعية للغرب ومن خلال ذلك الرضوخ للهيمنة الإسرائيلية. وقد كانت حرب تموز ترجمة لهذه الأهداف. انتصرت المقاومة في هذه الحرب، لأنها منعت تحقيق الأهداف الإسرائيلية وأحدثت معادلة إقليمية جديدة، لكنها عجزت عن استثمار نصرها هذا لبنانياً في بناء مناخ وطني صحي أو تكوين توازن جديد في النظام السياسي يحمي وجودها ودورها. وقد اضطرت هذه المقاومة أن تستخدم سلاحها في الداخل لإسقاط مشروع الالتفاف عليها وعزلها. لكن تسوية &laqascii117o;الدوحة" الطائفية شكّلت مدخلاً لمحاصرتها في بيئتها المذهبية وعادت إشكالية علاقتها بالسلطة بعد الانتخابات إلى ما سبق من محاولات التحجيم وعدم استيعاب وزنها السياسي الوطني في النظام السياسي. إن تضحيات اللبنانيين الهائلة في سبيل بناء نظام وطني عربي فشلت حتى الآن، بل صار هذا النظام يوسّع قاعدة القوى التي تسعى إلى إلحاق لبنان بشبكة العلاقات الإقليمية والدولية التي تجدد تبعيته على كل صعيد. إن أزمة علاقة المقاومة بالنظام لا يمكن أن تحلها تحالفات ظرفية أو توازنات سلطوية عرضة لكل مراجعة حسب التحولات السياسية. ولا يمكن للنضال الوطني أن يطرد الاحتلال ويقبل بتشريع أبواب البلاد أمام خيارات سياسية لا وطنية. تحتاج المقاومة بما هي ضمانة للدفاع عن لبنان إلى بيئة وطنية، شعبية ورسمية، لكي تحافظ على دورها وإنجازاتها. إن السلاح لا يحمي السلاح إلا في ظروف طارئة واستثنائية، كما أن السلاح ليس هدفاً بذاته، بل هو وسيلة لتثبيت هوية لبنان وموقعه. فلا يمكن التعامل مع الداخل من دون برنامج سياسي وطني يستهدف تطوير النظام بدلاً من الركون إلى تناقضاته الطائفية. وليس مطلوباً هنا غير التشبث بتطبيق الدستور والإصلاحات التي تتجاوز النظام الطائفي في بنيته السياسية والاجتماعية، حتى لا يُضطر اللبنانيون مع كل تبدل في المناخ الإقليمي أن يخوضوا المعارك القاسية للحفاظ على الخيارات الوطنية والعربية.
- 'الأخبار'
رشا أبو زكي:
الحكومة تُبقي جرح الحرب مفتوحاً!...التعويضات لم تُستكمَل بعد 3 سنوات... المصانع والمزارع خارج الاهتمام3 أعوام على حرب تموز، ولا يزال إعمار القرى والبلدات وتعويضات المتضررين في مرتبة متأخرة على سلّم الاهتمامات الحكومية. ومع تجدد ذكرى الحرب السنوية، تتقاطر البيانات والتصريحات من الجهات المعنية، لتنتهي بمفاد واحد: تداعيات الحرب لم تنته! فالهيئة العليا للإغاثة تؤكد في بيان أصدرته أمس في الذكرى الثالثة لعدوان تموز أنها سددت 93 في المئة من المساعدات، فيما لم يبق سوى 36 مليون دولار تُسدَّد بعد استكمال المعاملات من أصحابها، لافتة إلى أنها صرفت المساعدات العربية كلها، فيما سددت من تعهدات الدولة اللبنانية مبالغ لما يزيد على 113 ألف وحدة سكنية... إلا أن هذه الأرقام لا تخفي وجود قصير عام في التعاطي مع تداعيات حرب تموز، فعدد كبير من المتضررين لم يتسلموا حتى الآن تعويضاتهم كاملة، لا بل إن بعضهم لم يحصلوا على الدفعة الأولى من التعويضات، وفيما يبرز تطور في إنجاز إعمار 76 قرية متبناة من 9 دول عربية، تعود الأنظار إلى القطاعات الاقتصادية، وخصوصاً الصناعية والزراعية، التي مُنيت بخسائر ضخمة ولا تزال حتى الآن ضحية التجاهل الحكومي!....(للقراءة).
- 'الأخبار'
حسن عليق:
لماذا &laqascii117o;خرج" تيار المستقبل من سليم دياب؟
أقيل أم استقال لا فرق، لكنه الكادر الثاني من الحجم نفسه الذي يبتعد عن تيار المستقبل بعد الفضل شلق، الذي ترك التيار بعيد حرب تموز على لبنان في عام 2006، واليوم يتوجه الكادر الثاني المستقيل سليم دياب للتفرغ لأعماله التجارية. حُسِم أمر التكهنات والشائعات المتعلقة بمهمة النائب السابق سليم دياب منسقاً عاماً للتيار. وبعد أكثر من عام على الإشارة همساً إلى وجود نية بإبعاده عن الدائرة القريبة من الرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري، خرج من الإطار التنظيمي لتيار المستقبل الرجلُ الذي كان أحد أبرز المقربين من الرئيس الراحل رفيق الحريري طوال سنوات العمل السياسي للحريري الأب... إلا أن عارفيه ومن كانوا قريبين من موقع القرار &laqascii117o;يعرفون أن ما اتهم به زور تام. فالرجل الذي قيل إن هناك خلافاً بينه وبين سعد الحريري لأسباب انتخابية ـــــ مالية، كان الشخص الوحيد في لوائح تيار المستقبل الذي سدد حصته من متطلبات الحملة الانتخابية عام 1996". ويقول أحد أقرب أصدقائه إن الرجل &laqascii117o;ليس مديناً لآل الحريري بشيء". يضيف صديق دياب أن الأخير ظُلِم عندما حُمِّل نتائج أحداث أيار 2008، عبر اتهامه بأنه كان مسؤولاً عن تسليح مناصرين لتيار المستقبل في بيروت والمناطق. ويعطي &laqascii117o;الصديق" دليلين على ذلك بالقول إن الأخير رجل أعمال، ولا قِبَل له بالأعمال الأمنية والعسكرية. إلى ذلك، لم يكن النائب السابق يوماً من أصحاب الخيارات الصدامية، بل إنه كان دوماً من المساهمين في تهدئة المحيطين بالحريري الابن...لكن أحد من يلتقون بسعد الحريري بشكل دوري يرى أن ابتعاد سليم دياب كان على طريقة &laqascii117o;الاستقالة" في الأنظمة العربية، إذ إنه مبني على رغبة سعد الحريري، لسبب جوهري هو أحداث 7 أيار. ويجزم الرجل بأنه سمع الحريري قبل نحو 6 أشهر يقول إن سليم دياب زوّده بمعطيات خاطئة حول القدرات العسكرية والأمنية لتيار &laqascii117o;المستقبل" قبل اتخاذ الحكومة، يوم 5 أيار 2008، قراري إقالة العميد وفيق شقير من رئاسة جهاز أمن المطار وإزالة شبكة الاتصالات الخاصة بالمقاومة .
- 'الأخبار'
نقولا ناصيف:
ما سمعه كوشنير في بيروت وما سمعه في دمشق
... فيما حصر الأسد لزائره الفرنسي وجهة نظره حيال ما يحصل في لبنان بمسألتين:
أولاهما تأييده حكومة وحدة وطنية اعتقاداً منه أن أي صيغة أخرى ستكون غير واقعية في تنظيم المشاركة والتعاون بين الأفرقاء اللبنانيين. وتجنّب الأسد وكوشنير الكلام عن الثلث الزائد واحداً كنصاب تطالب به المعارضة للانضمام إلى الحكومة الجديدة. لكن الوزير كان قد خرج من اجتماعه بممثلي المعارضة في بيروت، الرئيسين نبيه برّي وميشال عون والنائب نواف الموسوي، بانطباع غامض، هو أنه لم يستخلص منهم ثمن تخلّيهم عن الثلث الزائد واحداً كي تشارك المعارضة في هذه الحكومة. بيد أنه ألحّ على محاوريه في الموالاة والمعارضة، وكذلك في دمشق، ضرورة الإسراع في تأليف الحكومة كي تباشر عملها وتتفادى إهدار الوقت.
ثانيتهما، تعزيز العلاقات اللبنانية ـــــ السورية في ظلّ حكومة الرئيس سعد الحريري، فأبدى الأسد استعداداً إيجابياً للتعاطي معه، بعدما سأله كوشنير عن انعكاس تكليف الحريري ترؤس الحكومة على علاقات البلدين. قال الأسد لكوشنير إنه مستعد للانفتاح على الحريري، لكنه ذكّره بمراحل صعبة مرّت فيها العلاقات اللبنانية ـــــ السورية في السنوات الأخيرة، باتهام الغالبية سوريا باغتيال الرئيس رفيق الحريري. كان كوشنير قد ذهب إلى دمشق وسمع من أركان قوى 14 آذار موقفين على صلة بالعلاقة بسوريا: أحدهما كان مسيحيو هذا الفريق أشدّ المتحمسين له، وهو أنهم يرون ذهاب الحريري إلى دمشق بعد تأليفه حكومته أمراً واقعياً ومقنعاً كونه يتوجّه إليها عندئذ رئيساً للحكومة لا رئيساً للغالبية. والآخر استعداد الموالاة للتعامل مع سوريا في المرحلة المقبلة من منطلق جديد، وخصوصاً عبر إعلامها، آخذة في الاعتبار أن المحكمة الدولية بدأت عملها، وأن لا فائدة من توجيه الاتهام إلى سوريا بالاغتيال بعدما طبع هذا الموقف الأعوام الأربعة المنصرمة. قال أركان الموالاة لكوشنير إنهم يكتفون باحترام عمل المحكمة والاعتماد عليها لتحديد قتلة الرئيس الراحل. في المقابل لا بد من إرساء علاقات جديدة بين البلدين تقوم على الاحترام الكامل للسيادة والاستقلال.
- 'النهار'
سركيس نعوم:
هل يتحول تأليف الحكومة أزمة؟
... ينفتح الباب الحكومي على ثلاثة إحتمالات:... إختيار حكومة تمثل الغالبية النيابية أو إعتذار الحريري وترشيح السنيورة لتأليف حكومة جديدة أو بقاء البلاد من دون حكومة والإعتماد على الحكومة المستقيلة لتصريف الأعمال الملّحة وهذا الخيار هو الأرجح.
2009-07-14 00:00:00