صحف ومجلات » مقالات وتحليلات الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الأربعاء 15/7/2009

- صحيفة 'الأخبار'
ثائر غندور:
جنبلاط: مشتاق للشام
الانطباع الأول لمن يسمع تفاصيل اللقاء هو أن الرجلين جلسا نحو الساعة ونصف الساعة في جلسة &laqascii117o;قلوب مفتوحة" بين شخصيّتين تتميّزان بروح النكتة. فوهّاب بدأ المزاح منذ أن خطا باب قصر كليمنصو إذ قال لجنبلاط: يبدو أنه بدل الأسد فإنك تضع أسدين (في إشارة إلى وجود تمثالين لأسدين). فكان ردّ جنبلاط: من البداية هكذا.
ثم ما لبث جنبلاط أن قال لوهّاب إنه مشتاق لزيارة الشام، فردّ عليه وهّاب: وهي كذلك. ثم عرض عليه دعوة لتناول الغداء في أحد مطاعم دمشق القديمة &laqascii117o;لأنها أصبحت جميلة جداً". وشرح جنبلاط لوهّاب عن منزل زوجته نورا في دمشق، ومدى جماليّته، فأشار له وهّاب بأن هناك من أبلغه عن هذا الموضوع. وكان جنبلاط قد سأل وهّاب في بداية اللقاء هل يريد أو يُمانع الإعلان عن اللقاء، فكان ردّه أن لا مشكلة لديه، فليأخذ هو القرار.
ـ 'الأخبار'
إبراهيم الأمين:
جنبلاط يرقص من جديد وهمّه البراءة من دم الصديق
الآن، يخشى جنبلاط ما يعرفه، لا عما يجري في لبنان فقط، بل في المنطقة وما يتصل بحسابات الكبار في الإقليم وفي العالم حول لبنان. وعندما قال إنه دعا سعد الحريري الى الاكتفاء بالحقيقة دون طلب العدالة في ما خص جريمة اغتيال والده، كان يقول له: إن المحكمة قد تتهم شقيقك بالجريمة فهل تطلب معاقبته؟ وفي هذه الحالة، كان جنبلاط يوافق على ما تسرّب على مدى 3 سنوات عن نية المحكمة الدولية اتهام حزب الله مباشرة أو مداورة بالتورط في جريمة اغتيال رفيق الحريري. ولأن جنبلاط يعرف أن قرارين خطيرين ولكن تافهين أنجبا 7 أيار، فإن مغامرة من هذا النوع سوف تنجب 70 إن لم يكن 700 أيار جديد. وهو لا يريد أن يُحمَّل، بما يمثل على المستوى الطائفي، مسؤولية أي دور في هذه الجريمة. وإذا كان يخشى فتنة سنية ـــــ شيعية جراء خطوة كهذه، فهو يريد أن يتجنّب تورّط الدروز في الأمر، ويريد أن يبقي تواصلهم مع أبناء ملتهم في سوريا، ولو تطلب الأمر منه أن يظل على شاشة &laqascii117o;التلفزيون السوري" أياماً متواصلة يعتذر من الشعب السوري فرداً فرداً.
أما الأكثر خطورة، فهو المتصل بالحسابات الكبرى التي تخص أحلام إسرائيل وأميركا، سواء في ما خص الإعداد لضربة لإيران أو لسوريا أو لحزب الله، وهو في هذه الحالة، يقول لمن يرغب، من القريب الى البعيد، إنه إذا لم يتوفر دور البطولة، فهو مستقيل من أي دور ثانوي، فهو جرب كل الأدوار الأخرى، ولا يعتقد أن الجمهور يحتاج إليه الآن، ويفضل أن يكون في مقاعد المتفرجين أو حتى أن يكون في مقاعد المشاهدين من المنزل، وبالتالي، فإن جنبلاط يحتاج الى صياغة واضحة ومحددة لدوره في المرحلة المقبلة، الأمر الذي يوفر له الحصانة، دون ان يكون مضطراً الى السؤال عن الآخرين، كل الآخرين.
وللتذكير فقط، عندما اختلى جنبلاط بعدد من المشايخ الدروز، لم ينطق مرة واحدة باسم لبنان. ربما هذا ما يفعله الآخرون من زعماء الطوائف. لكنه كان يقول ما يراه صائباً في لحظته. وإذا كان جنبلاط حراً في ما يفعل، فهل هناك ما يلزم الناس بما قرّره هو الآن من خطوات وبرامج؟
ـ 'الأخبار'
فداء عيتاني:
القاهرة القلقة: أنجزوا تسويات بأيّ ثمن
يندر أن تسمع بين قيادات الصف الأول في لبنان من يتحدث عن القاهرة بصفتها ممرّاً للمؤامرات المحلية. الخطاب القاسي الذي قدّمه الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله حول مصر خلال حرب غزة، والرد الذي قامت به القاهرة في الإعلام وعبر إعلان قضية سامي شهاب، هي قصة أخرى قد تروى يوماً. ولكن حين تدخل صالونات السياسة، وخاصة في الصف الثاني، تسمع الكثير من الكلام والاتهامات عن الدور المصري في لبنان، وتدخل القاهرة لدى أطراف بعينها، ومحاولتها حتى جمع المعلومات عن حزب الله والمقاومة وإطلاق يد عملاء لها هنا وهناك، وزرع شخصيات لبنانية كأحصنة طروادة في المعارضة، إلى آخر ما هنالك من اتهامات تقدَّم كمعلومات أكيدة. ولا ينفع تقاطع المعلومات إلا في تأكيد ما هو معلن: مصر تتدخل مباشرة، وحتى إنها تدخّلت لإفشال التفاهم السوري السعودي.
وبينما تؤكد شخصيات الصف الأول في لبنان أن التفاهم السوري السعودي قد فشل لأسباب مغايرة تماماً، وأن كلمة فشل بذاتها قد لا تنطبق على واقع الحال، وأنّ المسارب الدبلوماسية بين الطرفين يتوقع أن تعود إلى حرارتها من اليوم وحتى بضعة أيام مقبلة، لا يرصد هؤلاء موقعاً مميزاً للقاهرة في تعطيل أو تسيير الأمور في بيروت، باستثناء بضعة اتصالات ولقاءات وتمنيات أكثر منها تدخلات. وربما يرغب البعض في القاهرة في التدخّل، إلا أنه لا يجد في نفسه القدرة على تحقيق رغباته.
ومن القاهرة يأتيك صوت السياسي المطّلع جيداً بحكم موقعه على موقف بلاده من الملف اللبناني، والذي يلمّ بما يدور حوله، فيسأل &laqascii117o;هو إحنا عندنا القدرة دي ومش عارفين؟"، مازحاً حين تسأله عن تعطيل العلاقات السعودية السورية.
ويشرح السياسي المصري وجهة نظر بلاده. فمصر هي دولة تقليدية ومعتدلة، وإن كان لا يوافقها وجود قوى إقليمية متطرفة أو ثائرة، إلا أنها في المقابل تتعامل مع الأمور بصفتها واقعاً، وهي تنظر إلى حزب الله على سبيل التحديد كجزء من التركيبة السياسية اللبنانية، وإلى العلاقة مع سوريا بما لا يخلّ بالتوازنات في المنطقة، وفي النهاية فإن التقارب السعودي السوري هو شأن مختلف عن العلاقات المصرية في المنطقة، وخاصة أن ثمة قدراً من الشوفينية المصرية في نظرة مصر إلى محيطها بصفتها أكبر دولة عربية، وأي خلل في الدول العربية وفي المنطقة قد يؤدي إلى حالة عدم استقرار في مصر لا ترغب القاهرة بمواجهتها اليوم ولم ترغب بمواجهتها بالأمس ولن ترغب بمواجهتها مستقبلاً.
العبارة نفسها التي يقولها اللبنانيون يرددها السياسي المصري الذي يقول من القاهرة إن مسألة دفع الفلسطينيين إلى الخروج من بلادهم ومنازلهم في هذا القرن ليست بالسهولة التي يتخيّلها البعض، إلا أن محاصرة الدول العربية بهلال من النار، والظروف الحاضنة في عدد من دول المنطقة، كما إشاعة أجواء التوتّر الداخلية بين السكان الفلسطينيين سيؤدي برأي من ينظّرون للأمر في إسرائيل، إلى دفع السكان الفلسطينيين إلى المغادرة من تلقاء أنفسهم أو بدعوة من إخوانهم المسلمين في دول أخرى. ويضيف أن الأرض المحتملة لاحتضان النار هي لبنان والعراق. فالعراق يبدو وضعه جاهزاً أو شبه جاهز لتشكيل ضلع من النار الإقليمية، وفي لبنان بدأت الظروف تنضج لإشعال توتّر سنّي ـــــ شيعي يمكنه أن يشتعل، مع بعض التحفيز الدولي الأميركي أو الإسرائيلي ـــــ الأميركي، حتى يصل إلى حرب طائفية، يتعرّض فيها السنّة إلى حالة من الضغط، ويحتاجون إلى مساعدة &laqascii117o;إخوانهم المجاهدين" بوجه الهجمة الرافضية عليهم. ويمكن بسهولة لمن عاش في القاهرة أن يتخيّل أدعية أئمة المساجد بالنصر للإخوة في لبنان، كما كان يحصل للإخوة في أفغانستان، وفتح المكاتب للتعبئة، والتي يمكنها إرسال الفلسطينيين من الراغبين في الجهاد في لبنان، كما سبق أن تم إرسال العرب للقتال في أفغانستان انطلاقاً من القاهرة.
ويضيف السياسي نفسه أن الذهاب للقتال قد لا تمنعه السلطات المصرية، إلا أنها لن تستفيد منه حتماً.
وإذا كان الخوف الأكبر هو من واقع لبنان كونه سهل الاشتعال، فإنّ الأردن في المقابل يوافق وضعُه الحالي المصالح الغربية والإسرائيلية. ومصر لديها مناعة داخلية خاصة. ويضيف &laqascii117o;طيب ما تاخد المعارضة الثلث المعطل ولّا تترك الوزير الأضافي للأكثرية، ألا يوفر ذلك بحراً من الدماء ويخفّف من احتقان بلد يمكن أن تطيحه لعبة الأمم؟
- صحيفة 'السفير'
غاصب المختار:
المقاومة والضمانات
ينشغل &laqascii117o;حزب الله" بترتيب أموره السياسية والشعبية، بعد الانتخابات النيابية التي حفظ فيها موقعه الشعبي والسياسي، بقدر ما يتابع الاتصالات القائمة حول تشكيل حكومة سعد الحريري الاولى، وهو مطمئن الى ان موقعه ضمن الحكومة محفوظ، سواء عبره شخصياً ام عبر الحلفاء، مهما كانت التشكيلة شكلاً وكمّاً، كما هو محفوظ دوره ضمن التركيبة السياسية القائمة. يدرك &laqascii117o;حزب الله"، وهو يعيش حالياً ايام انتصارات حرب تموز، ان الحملة الخارجية عليه لن تتوقف، وقد دخلت اسرائيل على خطها مباشرة عبر تهديد لبنان &laqascii117o;الدولة والنظام والجيش بعواقب وخيمة اذا تم إشراك الحزب في الحكومة وتبني مبدأ المقاومة في بيانها الوزاري"، وهي وسيلة ضغط إضافية ليس على الحزب فقط بل على كل لبنان، لذلك جاء الرد من كل الدولة تقريباً، رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف تصريف الأعمال والرئيس المكلف تشكيل الحكومة الجديدة، ووزير الخارجية وسواهم من مسؤولين، عدا القوى السياسية الأخرى بمعظمها. لذلك يتعاطى &laqascii117o;حزب الله"، مع موضوع تشكيل الحكومة بكثير من المتابعة لمواقف الآخرين. ليس المهم عدد الوزراء بل مهمة الحكومة وقدرتها على الإنجاز لا سيما في مجال المطالب الشعبية المرجأة منذ زمن.. أما حماية المقاومة والضمانات بعدم تكرار تجارب الماضي فليست مطروحة للنقاش أصلاً.. وقد فهم جميع المعنيين بـ&laqascii117o;طبخة" الحكومة في الداخل والخارج، أن المطلوب هذه المرة ليس مجرد تشكيلة حكومة شراكة وحسب، بل حكومة تنجز برنامجها فعلاً وتضمن المشاركة في صنع القرار، إذ ان تجربة التفرد والاستئثار كانت كارثية سياسياً وامنياً واقتصادياً واجتماعياً. كما ان الحزب يتابع ما يثار من غبار مؤخراً وما يجري تسريبه من معلومات عن دور لمسؤولين حزبيين في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، عبر مجلة &laqascii117o;دير شبيغل" وسواها من مواقع اعلامية... وما يهم الحزب في هذا المجال دور صاحب الشأن، أي الرئيس المكلف سعد الحريري الذي توحي تصرفاته وكأنه يرفض كل التسريبات ووضع ملف الجريمة بالكامل في عهدة المحكمة الدولية. مصدر الخطر الأساسي في نظر الحزب أن إسرائيل تربط مسألة تشكيل الحكومة اللبنانية بترتيبات تخصها في الصراع مع &laqascii117o;حزب الله"، ولا تتورع في ذكرى خسارتها حرب تموز، عن إعلان نواياها في شن حرب جديدة على لبنان، لإعادة تغيير وجه المنطقة بما يناسبها، و&laqascii117o;حزب الله" يعرف ذلك، والأكيد انه يستعد، بل ربما يكون قد أنهى استعداداته، لأنه يدرك انه إن كان قرار الحرب بيد اسرائيل، فإن قرار الدفاع والمواجهة هو في يد الدولة حتى لو كانت قوة الحزب هي عدة الصمود ودحر العدوان....وبعد. يسألون لماذا يُصرّ &laqascii117o;حزب الله" على الثلث الضامن في الحكومة، أو على الضمانات حول جدول أعمال الحكومة واستهدافاتها وموقع المطالب الحيوية للناس منها، أما موضوع مواجهة إسرائيل وبالتالي سلاحه، فيفترض أن يكون خارج النقاش، عملاً بمبدأ &laqascii117o;إنما يضمن السلاح السلاح" في ما يتصل بدوره الوطني، تماماً كما كان الأمر في دور هذا السلاح في تحرير الأرض وفي مقاومة العدو الإسرائيلي.
- صحيفة 'المستقبل'
نصير الأسعد:
مع عودة الحديث عن حرب ذات أبعاد إقليمية سواء بمبادرة إسرائيلية أو بمبادرة إيرانية ـ حزب اللهية.. أين مصلحة 'حزب الله': تسريع تأليف الحكومة أم تأخيره؟
منذ مدة، يدور في أوساط ديبلوماسية عربية ودولية نقاش بشأن 'إحتمال كبير' لحدوث حرب ذات أبعاد إقليمية متعددة، وتكون أساساً حرباً لبنانية إسرائيلية.وفي إطار هذا النقاش، ثمة قراءتان ليستا مفروزتين على أساس أن إحداهما عربية والأخرى دولية. قراءة تتحدث عن الحرب بـ'مبادرة' إسرائيلية، والثانية عن 'مبادرة' إيرانية حزب اللهية.
حرب بمبادرة إسرائيلية والإعتبار الإيراني
وبحسب القراءة التي تنسبُ الحرب الى مبادرة إسرائيلية، فانّ لدى إسرائيل إعتبارات وحسابات تدفعها في هذا الإتجاه. الإعتبار الأول هو أن إسرائيل تكرر منذ فترة غير قصيرة أن القضاء على النووي الإيراني يمثل أولوية لها، وتبدي 'رغبة' جامحة لتوجيه ضربة عسكرية الى إيران ومنشآتها النووية. ولما كانت إسرائيل تعرف بحسب هذه القراءة أنها لا تستطيع 'المغامرة' بتوجيه ضربة الى إيران في ظل التهديد الذي يمثله 'حزب الله' وصواريخه البعيدة المدى على الحدود معها، فانّها لذلك ستشن حرباً على 'حزب الله' في لبنان مقدمة للضربة على إيران.
..والهروب من السلام
أما الإعتبار الثاني فهو مركّب بحسب القراءة نفسها. فليس سراً أن إسرائيل، لا سيما في ظل حكومتها اليمينية المتطرفة، تحاول الابتعاد ما أمكنها عن الضغوط الهادفة الى دفعها بإتجاه السلام المؤسس على 'حل الدولتين'. وليس سراً كذلك أن إسرائيل تحاول الإلتفاف على استحقاق السلام بجعل أولويتها الإيرانية طاغية على القضية الفلسطينية، وتحاول جعل السياسة الأميركية مركزة في إتجاه واحد وحيد، بحيث لا يكون 'السلام في الشرق الأوسط' عنواناً أساسياً في السياسة الأميركية. كما أنه ليس سراً أن إسرائيل تريد استعادة موقع 'القوة الإقليمية' الرئيسية ودورها بإعادة الإعتبار لقدرتها على أن تكون قوة عسكرية 'حاسمة'.
هروب إيران الى الأمام
في المقابل فإن القراءة التي تنسبُ الحرب بوصفها إحتمالاً كبيراً الى مبادرة إيرانية حزب اللهية، إنما تستند الى إعتبارات وحسابات مختلفة. تعتبرُ هذه القراءة أن الوضع الداخلي الإيراني دخل منذ الانتخابات الرئاسية الأخيرة قبل أكثر من شهر في دائرة 'أزمة نظام' مفتوحة، وأن قيادة النظام في ظل عدم القدرة على 'السيطرة' على الأزمة، بأفق منظور على الأقل، قد تلجأ الى 'الهروب الى الأمام' خارجياً. أي أن تحاول إعادة توحيد الداخل الإيراني حول معركة مع الخارج.. ومع عدو خارجي.
..وحرب عبر 'حزب الله'
وإذا كان ثمة عدم استبعاد لأن يكون 'الهروب الى الأمام' بإتجاه 'الجوار العربي' مع أنه 'لا يخدم'، فإن التقدير بحسب هذه القراءة هو أن تدفع القيادة الإيرانية بإتجاه 'حرب استباقية' مع إسرائيل عبر 'حزب الله' في لبنان.
وفي هذا التقدير أن القيادة الإيرانية 'غير المسرورة' من المهلة التي حُدّدت لها حتى أيلول المقبل من جانب الدول الثماني لتحقيق تقدم على صعيد الاستجابة لمطالب المجتمع الدولي منها في الملف النووي، قد تكون راغبة رداً على ذلك في استدراج تفاوض دولي معها 'على الحامي' على أساس أنّها قوة إقليمية مؤثرة في المنطقة كلها.
وبهذا المعنى، فإن مبادرة إيرانية الى حرب ذات 'أبعاد إقليمية'، تقع بين محاولة 'الهروب الى الأمام' من الأزمة الداخلية وبين محاولة استدراج تفاوض دولي على 'الحامي'. وتقول القراءة نفسها إن مبادرة إيرانية من هذا القبيل قد تكون لإسقاط 'احتمال سلام' إقليمي من شأنه إذا تحقق أن يفقدها أوراق تفاوض. وفي السياق نفسه، ترى هذه القراءة أن 'حزب الله' بقدر ما هو من ضمن الحسابات الإيرانية إقليمياً وإستراتيجياً، قد يكون 'عامل' تشجيع في هذا الإتجاه، لأنه أي هذا الإتجاه سبيل الحزب الى منع إخضاعه للتوازنات اللبنانية 'الداخلية' وحدها، وسبيله الى 'قلب الطاولة' في مختلف الإتجاهات.
'الغموض' السوري
إن المشترك بين القراءتين هو إعتبار الحرب ذات الأبعاد الإقليمية إحتمالاً كبيراً. لكن المشترك بينهما أيضاً هو 'غموض' أو 'عدم إتضاح' حقيقة 'الموقع' أو 'الموقف' أو 'المعطى' السوري. ذلك أنه لا يمكن لإسرائيل أن تقدم على حرب على 'حزب الله' وإيران ما لم تكن مطمئنة الى 'تواطؤ' أو 'حياد' سوري ما لقاء 'إغراءات' ما لدمشق، كما لا يمكن لإيران عبر 'حزب الله' أن تقدم على 'حرب استباقية' ما لم يكونا إيران والحزب مطمئنَين الى إنحياز سوري اليهما في المقابل.والحال أن سوريا في الأسابيع الماضية، أعطت إشارات 'تميز' عن إيران، واكتفت بتلك الإشارات فلم تحولها الى وقائع 'راسخة'، كما في الموقف 'العام' في لبنان، في حين لا تزال سوريا 'على حالها' في المسألة الفلسطينية بل تغيرت سلباً في العراق. وذلك ما يعني أن دمشق لا تزال تعطي علاقتها بإيران اهتماماً خاصاً، سواء كان ذلك 'قناعة' أو 'إضطراراً' أو 'إنتظاراً'.
تسريع الحكومة أم تأخيرها؟
'في الظاهر'، إن المقدمات الآنفة لا تمتّ الى الوضع السياسي اللبناني الداخلي بصلة.. مباشرة على الأقل. لكن معرفة أن ثمة تداولاً في أن تكون حرب ذات أبعاد إقليمية احتمالاً كبيراً، ومتابعة بعض الإعلام لا سيما المؤيد منه لإيران و'حزب الله' والذي صار في الآونة الأخيرة يتحدث عن هذا الإحتمال الكبير، تدفعان المعرفة والمتابعة الى الإعتقاد بوجود صلة ما بين تطورات الوضع اللبناني الداخلي من جهة وذلك الإحتمال الكبير من جهة أخرى.وذلك من زاوية الأسئلة الآتية: هل يكون الإحتمال المذكور دافعاً لحزب الله وفريقه الى المساعدة بتسريع ولادة الحكومة العتيدة أم العكس؟ هل إذا كان الحزب في موقع 'دفاعي' ضد مبادرة حربية إسرائيلية يُسرّع، وإذا كان هو نفسه في موقع المبادرة الحربية لا يُسرّع؟ هل لموقفه من الحكومة تسريعاً أو إبطاءً علاقة بـ'ثقة' موجودة أو معدومة بسوريا؟ أم أن ثمة إعتبارات أو حسابات أخرى؟.
- صحيفة 'الديار'
ماري حدشيتي:
الموالاة نالت 71 مقعداً والخلاف على تأليف الحكومة 71 في الجمهورية اللبنانية‏..أزمة ثقة لا زالت تتحكّم بين قوى الاكثرية والاقلية..هل سينجح دور الاطفائي نبيه بري في تقريب وجهات النظر بينهما؟ 
‏ ...لكن الابرز، في هذه المواقف والتي توقف عندها العديد من المحللين والمتابعين للشأن السياسي ‏اللبناني، اللقاء الاخير الذي جمع امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله والشيخ سعد الحريري ‏وذلك عشية التكليف. هذا اللقاء الذي كان يرى فيه الكثيرون بانه من العوامل التي قد ‏تزيل بعض العوائق والمطبات بين فريقي الموالاة والمعارضة مما يسهّل عملية تأليف الحكومة ‏العتيدة، لكن امتناع كتلة حزب الله عن تسمية الحريري بدد هذه المواقف واشاع مجدداً اجواء ‏من فقدان التوازن وانعدام الثقة وخلق اجواء سلبية لا تدعو للتفاؤل بالاسراع في تأليف ‏هذه الحكومة المنتظرة والتي بدأت بعض معالم شروطها من قبل فريق المعارضة تظهر للعيان، اذ ‏ان الاجواء السياسية وبحسب المصادر، توحي بان قوى الاقلية تتطلع الى ما سيتضمنه البيان ‏الوزاري وبالاخص في ما يتعلق بالمقاومة قبل البدء بالبحث في عملية الحقائب والاسماء والتي ‏بدورها قد تكون من العوائق الاخرى. اذ يتردد في بعض الاوساط ان حزب الله سيكتفي في هذه ‏الحكومة بوزير واحد فقط من حزب الله على ان يقدم من حصته مقعداً للوزير الكاثوليكي ايلي ‏سكاف تعويضاً عن خسارته في الانتخابات النيابية في دائرة زحلة ومقعداً سنياً آخر للنائب ‏السابق رئيس التنظيم الشعبي الناصري الدكتور اسامة سعد وذلك تعويضا ايضاً عن خسارته ‏امام خصمه الانتخابي الرئيس فؤاد السنيورة على مقعد صيدا. هذا بالاضافة الى ما يطالب به حلفاء حزب الله كالعماد عون والوزير فرنجية وغيرهما من قوى ‏المعارضة سواء ممن كانوا داخل الندوة البرلمانية او خارجها بضمانات في هذه الحكومة كالثلث ‏الضامن او المعطل او ما شابه او ان تبقى، حسب اوساطهم المعارضة، خارج الاطار الحكومي ‏وهذا ما صرح به الوزير السابق وئام وهاب والنائب السابق ناصر قنديل وغيرهما مراراً في ‏الاونة الاخيرة...
- صحيفة 'البلد'
انطوان غطاس صعب:
هل تعود فكرة 'المستقلين' من بوابة مجلس الوزراﺀ؟
...وبحسب المعلومات الــواردة الى مصادر سياسية معنية فان تأخير الاتفاق على صيغة نهائية مرده الى رفض الطرف الايراني تسهيل الحلول في المفاوضات الدائرة بينه وبين الولايات المتحدة في خصوص بعض الملفات العالقة ولبنان جزﺀ اساسي منها، كما ان الوضع الدقيق الذي تشهده العاصمة طهران يملي على قيادييها التصلب في الموقف الــى درجــة ان ســوريــة الراغبة في التسهيل غير قــادرة على الخروج من حضن حليفها الاستراتيجي، وفـــي الــجــهــة الــمــقــابــلــة يــبــدو ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يمارس ضغوطا من تحت الطاولة على الرئيس الاسد للتعاون وابداﺀ المرونة، وتساؤل الوزير كوشنير عن سبب اختفاﺀ السفير السوري في بيروت هو اشــارة ضمنية في هذا الاطار. وينقل زوار القصر الجمهوري، ان كل التطورات السابقة للعملية الانتخابية والــلاحــقــة لها ابــرزت الرئيس سليمان كرجل يملك من الــرؤيــة والتبصر ما يخوله اتخاذ القرارات الصائبة ومنها بطبيعة الحال المشاركة في عملية ضبط التوازنات وليس فقط المحافظة عليها. والمطالبة بكتلة مستقلة كــانــت اســتــبــاقــا وحــتــى تحذيرا مــن مغبة الــبــقــاﺀ فــي الانــقــســام وتبادل الشروط. وتتابع المصادر عينها, انه قد يصار الى تعيين وزراﺀ محسوبين على العهد من التكنوقراط وتحديدا من المجتمع المدني الذين يشهد لهم التحلي بخصائص العلم والمعرفة فضلا عن الشفافية في الشأن العام.والاتجاه شبه النهائي هو الابقاﺀ على وزيـــري الــدفــاع الــيــاس المر والداخلية زياد بارود نظرا لادائهما الجيد في السنتين الماضيتين.ولم تستبعد الاتفاق على صيغة نهائية في حلول منتصف شهر تموز الجاري. وتضيف ان رئيس الجمهورية يحبذ ان يكون له 7 وزراﺀ من اصل 30 حتى ولو اجبر الــطــرفــان على الــتــنــازل عــن قسم من حصتهما مذكرة بقوله انه لا يحبذ 'تعديل الصلاحيات' انما ' اعادة توزيع المهام بين الرئاسات 'كتعبير دستوري ادق. وهذا غير وارد من دون اعطائه القدرة على التحرك والمناورة داخــل جلسات الــحــكــومــة بــوجــود عــنــاصــر فاعلة تــأخــذ على عاتقها وضــع برامج وخــطــط كفيلة بتسيير شــؤون الدولة بالطرق الفضلى والمناسبة 'فالرجل المناسب يوضع في المكان المناسب'. وفي حين ان رئيس الجمهورية لا يتدخل بشكل مباشر في دهاليز النسب والارقام ويبقي خطوط التواصل مع الجميع بمن فيهم الرئيس نبيه بري, فان همه الاوحد ان يتعلم المسؤولون انه في تعاونهم فقط وتجاهل الايماﺀات مــن خــارج الــحــدود بالامكان رسم خريطة طريق لعمل الحكم.ويــنــقــل هــــؤلاﺀ الـــــزوار سخط الرئيس واستياﺀه من التجاذبات والخلافات غير المبررة والتي لن توصل الــى اي نتيجة ســوى فتح الابــواب امــام التدخلات الاجنبية..
- 'النهار'
هيام القصيفي:
مشاورات التأليف تحكمها ثلاثة ملفات: التوطين  والقرار الظني وفك ارتباط سوريا بإيران
... اما الملف الثاني فهو عودة الحديث عن المحكمة الدولية وسط ترقب داخلي لمضمون القرار الظني. وفي اعتقاد المصادر السياسية، فإن المحاولات الحثيثة التي يقوم بها النائب وليد جنبلاط في عقد لقاءات توفيقية، واستعداد الحريري  لزيارة سوريا وتخطيه مرحلة عام 2005  بكل مفاعيلها وتداعياتها، لا تلغي واقع ان ارتدادات  القرار الظني لن تكون سهلة على لبنان. وفي اعتقادها  ان عودة الكلام المتكرر في اكثر من وسط سياسي، عن التقرير الذي نشرته مجلة 'در شبيغل' الالمانية حول اغتيال الرئيس رفيق الحريري، ليس امرا بسيطا، وهو كاف وحده لاثارة مخاوف على مستقبل الوضع اللبناني، وهذا يشكل ابرز تحديات  تأليف الحكومة الجديدة وطريقة مواجهتها للقرار الظني المرتقب. وفي رأي قيادات في 14 آذار، فان السؤال المتداول هو: الى أي مدى يمكن لأي طرف، حتى في الاكثرية، ان يتخطى القرار الظني لمصلحة وحدة البلد وتطويق تداعياته عبر رفض القرار الظني او حتى اعتباره مسيسا، اذا كان يستهدف أي فريق لبناني داخلي؟ وفي رأي المصادر، فان المشاورات حول تأليف الحكومة تقف حاليا عند عتبة القرار الظني وسبل تطويق تداعياته بحسب ما تقتضيه الرياح الاقليمية...
- 'النهار'
جورج ناصيف:
درس 12 تموز:السلاح في خدمة الوحدة
... حين أعلن الرئيس نبيه بري 'ان سلام لبنان ووحدته واستقراره تمثّل أفضل وجوه الحرب مع اسرائيل' كان يردّد قولاً مأثوراً للإمام المغيّب السيد موسى الصدر، ذهب هذا المذهب حرفياً. المقاومة المسلّحة باب رئيس لبلوغ تحرير وحماية الأرض، لكن استقرار لبنان (الاسلامي – المسيحي أولاً وأخيراً) أثمن منها.المقاومة الإسلامية التي توجّت المقاومات السابقة عليها، فعل مجيد في تاريخنا. لكن وحدة لبنان أثمن منها. فما نفع التحرير إذا كان ثمنه انكسار وحدة لبنان وتفتّت أرضه وكيانه السياسي.مقاومة العدو بالدم أرفع المقاومات مقاماً، لكن ما مقامها ان كانت البلاد تكابد احتراب الاخوة؟هل ينتصر بلد مخلّع، مستتبع، يتأهب بعضه للإيقاع ببعضه، على عدو متماسك، موحّد في نظرته الى نفسه والعالم؟هل ينتصر بلد لم يحسم بعد هويته الوطنية الجامعة على بلد لا يناقش ابناؤه امر هوّيتهم، بل امر استمرار غلبتهم على الجوار؟هل تنتصر قبائل متنازعة على دولة مركزية؟ان اعادة الاعتبار الى عناصر الوحدة في الداخل باعتبارها معياراً فاصلاً في تقرير مستقبل البلد، امر يتقدم كل مهمة.فمقياس 'وطنية' أي سلوك او تدبير او تصريح ليس في صحة شعاره او عدمه، بقدر ما هو في مدى قدرته على استنفار عناصر التواصل بين اللبنانيين، وتعزيز المشتركات بينهم.ذلك كان درس 12 تموز. السلاح تحميه الوحدة الوطنية فتجعل منه سلاح الجميع. اما السلاح وحده فيدمّر الوحدة الوطنية، ولو فاضت به المخازن...
- 'النهار'
سركيس نعوم:
'لا لعب بالحرية الإنتخابية للإيرانيين'!
ما شهدته الجمهورية الاسلامية الايرانية قبل انتخاباتها الرئاسية التي اجريت في الثاني عشر من حزيران الماضي، من حرية حركة بين المتنافسين على هذا المنصب ومناظرات تلفزيونية تشبه الى حد ما المناظرات التي يجريها الغرب الديموقراطي، اثار اعجاب العالم الديموقراطي الحقيقي ودفعه الى توقّع تطورات انفتاحية داخلياً وخارجياً، وان ببطء ولكن بثبات. كما اثار انزعاج العالم المتخلّف الذي تشكل الجمهورية المذكورة جزءاً منه، لانه بعيد من الديموقراطية بُعْد السماء عن الأرض كما يقال رغم مبالغته في الحديث عنها واجتهاده في اعطائها صفات ليست فيها اساساً ولا يمكن ان تكون. لكن ما شهدته الجمهورية نفسها بعد الانتخابات الرئاسية، ايقظ العالم الديموقراطي من حلم الاعجاب المذكور وجعله يدرك ان النظام الحاكم فيها، رغم اختلافه الكبير عن محيطه العربي والاسلامي، لا يزال جزءاً من هذا العالم في تخلفه وفي الخوف على نفسه من التغيير، وان بواسطة الاقتراع الشعبي والإصرار على انه يعرف مصلحة الناس اكثر منهم وانه يستطيع ان يؤمّن لهم العدل وفرص العمل والازدهار والحياة والكرامة والاستقلال والقوة والدور الكبير في المنطقة وربما في العالم من خلال معادلة يمتزج فيها الدنيوي بالديني او بالأحرى بالإلهي الامر الذي يجعل الحاكم الفعلي في الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي هو المرشد والولي الفقيه معصوماً من الخطأ.طبعاً حفلت وسائل الاعلام المتنوعة في العالم كله بتغطيات واسعة لإيران في ظل المخاض الرئاسي العسير فيها والاضطرابات التي رافقته، وبتحليلات كثيرة شاب التناقض معظمها وذلك في محاولة منها لفهم ما جرى، والأهم من ذلك لفهم ما قد يجري مستقبلاً في ضوء ما اسفر عنه المخاض المذكور وهو تراجع الاحتجاج الشعبي والقمع الرسمي له واستمرار الإنقسام غير العنفي داخل النظام الحاكم ومعه محاولات التواصل والتشاور بغية ايجاد مخارج تؤمّن المطالب العادلة للإصلاحيين، وتزيد من قوة النظام الاسلامي الحاكم، وتقطع الطريق على كل من حاول داخل ايران ومن خارج النظام اطاحته او على الاقل اضعافه لضربه، ومن حاول من خارجها استغلال ما حصل لتحقيق النتيجة نفسها.هل يمكن الحصول على تقويم علمي وموضوعي ودقيق لما حصل في ايران بعد 12 حزيران الماضي يُمكّن اللبنانيين من ادراك ابعاده وهم الذين صارت ايران تؤثّر في حاضرهم ومستقبلهم منذ تأسيسها 'حزب الله' فيه بين عامي 1982 و1985 وبعدما تحوّل رقماً صعباً جداً في لبنان، وكذلك بعدما صارت ايران بواسطته وبواسطة غيره من دول ومنظمات القوة الكبرى داخل عدد من الدول العربية وخصوصاً تلك المحيطة باسرائيل؟كان لا بد من السعي الى الحصول على تقويم من هذا النوع. ولم يكن هناك، في رأيي طبعاً، افضل من المرجع الديني الأبرز في التيارات الاسلامية الاصولية الشيعية اللبنانية، بل المؤسس لها الذي طالما استعانت به هذه الزاوية لجلاء قضايا لها علاقة بلبنان ومحيطه، وذلك نظراً الى ما يتحلى به من علم ومعرفة وحكمة وموضوعية واطّلاع وبُعْد نظر واستشراف. وكلها صفات لم يؤثّر عليها سلباً التزامه الديني الأصولي، اذا جاز التعبير.في بداية اللقاء معه بادر المرجع المذكور قائلاً:'لا بدّ من دراسة السياق العام للإنتخابات في ايران منذ قيام الجمهورية الاسلامية، حيث نلاحظ ان هناك حرصاً من الإمام الخميني، ولعله تكرّس واقعاً من الصعب تغييره، على ان تكون للشعب كلمته الحرّة في اختيار من يمثله على مستوى الرئاسة او غير الرئاسة من الأمور التي للشعب فيها تصويت مباشر... ولعل اللافت ان الإمام الخميني طرح التصويت الشعبي على النظام الإسلامي نفسه، والشعب نفسه صوّت لمصلحة الجمهورية الاسلامية. ونحن نلاحظ – في تجربة الانتخابات – بعد رحيل الإمام الخميني ان الشعب كان يفاجئ كل التوقعات في انتخابه المرشحين للرئاسة... وإذا اعتبرنا – مع شيء من التحفّظ – أن هناك اشخاصاً لم يكن ثمة انسجام تام بينهم وبين قائد الجمهورية الاسلامية على مستوى الخطاب او الحركة السياسية او الإدارية للحكم، فان هؤلاء تمّ انتخابهم لدورتين، كما قد يلاحظه البعض في مرحلة السيد خاتمي الذي انتخب لولايتين متتاليتين...
- 'السفير'
جورج علم:
ترحيب المعلّم بالزيارة دليل على الرغبة في التفاهم والتوافق من دون وسيط.. لماذا يُفترض بالعلاقة بين الأكثرية ودمشق أن تمر عبر واشنطن؟
.. ويتوقف دبلوماسيون عرب عند تأكيد المعلّم مرتين ان بلاده لن تتدخل في عملية تأليف الحكومة: الاولى عندما ضغطت واشنطن، ونجحت في الحدّ من الاندفاعة السعوديّة، ومن الحيلولة دون قيام سعد الحريري بزيارة دمشق بعيد التكليف، ومرّة ثانيّة عندما حاول الاوروبيون الدخول على الخط، فجاء الموقف وفيه شيء من الرفض المعنوي المبطّن، وحتى ولو كان المقصود القيام بدور توفيقي للتقريب في وجهات النظر المتباعدة نسبيّا والحقيقة ان المعلم من خلال مواقفه الاخيرة، شاء ان يوجه رسائل باتجاهات مختلفة واحدة باتجاه واشنطن، وعلى قاعدة اذا كان البعض في الادارة الاميركيّة يريد تشكيل حكومة &laqascii117o;صنعت في لبنان"، وبمعزل عن دمشق، ومن دون التعاون معها، فالمجال مفتوح امام الرئيس المكلّف، ان تمكن من ارضاء المعارضة والأخذ بمطالبها سواء ما يتعلّق بالثلث الضامن او بالنسبيّة. وإذا كان يرفض تلبيّة هذه الشروط، فما عليه والحال هذه، الا ان يشكل حكومة من لون سياسي واحد، او يلجأ الى الخيار الثالث؟ّ!. أما الرسالة التي تركها برسم الاكثريّة فهي في غاية الاهميّة، ويختصرها سؤال واحد: لماذا لا تكون العلاقة مباشرة؟، ولماذا يصرّ فريق من الاكثريّة على ان يصل الى دمشق عن طريق واشنطن، وليس بصورة مباشرة وواضحة وسريعة عبر بوابة بيروت ـ دمشق؟!. ربما وليد جنبلاط قد استشعر تبدلات الريح، وأحسن الاختيار بعد الانتخابات النيابيّة، وهو يحاول الآن ان يفتح صفحة جديدة مختلفة عن تلك التي كانت سائدة قبل السابع من حزيران الماضي، عندما كان الخطاب الكيدي، والعلاقة المأزومة مع سوريا، اللذان استثمرهما الاميركي الى ابعد الحدود، فكان يأتي الى بيروت ليجيّش، ويعبئ ضد السياسة السورية، ومن ثم يمضي قدما في عمليّة مدّ الجسور معها. ولم يشأ الاميركي ان يغيّر القاعدة بعد الانتخابات، وكان همّه ان تمرّ العلاقة مع دمشق من خلاله، ومن خلال لعبة مصالحه اولا وأخيرا. وتنتهي بعض المجالس الى الاستنتاج ان لحظة ترميم الجسور لإقامة العلاقات السوريّة ـ السعوديّة ـ الاميركيّة المتوازنة قد أزفت، والمسألة هنا مسألة وقت.
- صحيفة 'الأخبار'
ثائر غندور :
جنبلاط: مشتاق للشام
الانطباع الأول لمن يسمع تفاصيل اللقاء هو أن الرجلين جلسا نحو الساعة ونصف الساعة في جلسة &laqascii117o;قلوب مفتوحة" بين شخصيّتين تتميّزان بروح النكتة. فوهّاب بدأ المزاح منذ أن خطا باب قصر كليمنصو إذ قال لجنبلاط: يبدو أنه بدل الأسد فإنك تضع أسدين (في إشارة إلى وجود تمثالين لأسدين). فكان ردّ جنبلاط: من البداية هكذا.
ثم ما لبث جنبلاط أن قال لوهّاب إنه مشتاق لزيارة الشام، فردّ عليه وهّاب: وهي كذلك. ثم عرض عليه دعوة لتناول الغداء في أحد مطاعم دمشق القديمة &laqascii117o;لأنها أصبحت جميلة جداً". وشرح جنبلاط لوهّاب عن منزل زوجته نورا في دمشق، ومدى جماليّته، فأشار له وهّاب بأن هناك من أبلغه عن هذا الموضوع. وكان جنبلاط قد سأل وهّاب في بداية اللقاء هل يريد أو يُمانع الإعلان عن اللقاء، فكان ردّه أن لا مشكلة لديه، فليأخذ هو القرار.
ـ 'الأخبار'
إبراهيم الأمين:
جنبلاط يرقص من جديد وهمّه البراءة من دم الصديق
الآن، يخشى جنبلاط ما يعرفه، لا عما يجري في لبنان فقط، بل في المنطقة وما يتصل بحسابات الكبار في الإقليم وفي العالم حول لبنان. وعندما قال إنه دعا سعد الحريري الى الاكتفاء بالحقيقة دون طلب العدالة في ما خص جريمة اغتيال والده، كان يقول له: إن المحكمة قد تتهم شقيقك بالجريمة فهل تطلب معاقبته؟ وفي هذه الحالة، كان جنبلاط يوافق على ما تسرّب على مدى 3 سنوات عن نية المحكمة الدولية اتهام حزب الله مباشرة أو مداورة بالتورط في جريمة اغتيال رفيق الحريري. ولأن جنبلاط يعرف أن قرارين خطيرين ولكن تافهين أنجبا 7 أيار، فإن مغامرة من هذا النوع سوف تنجب 70 إن لم يكن 700 أيار جديد. وهو لا يريد أن يُحمَّل، بما يمثل على المستوى الطائفي، مسؤولية أي دور في هذه الجريمة. وإذا كان يخشى فتنة سنية ـــــ شيعية جراء خطوة كهذه، فهو يريد أن يتجنّب تورّط الدروز في الأمر، ويريد أن يبقي تواصلهم مع أبناء ملتهم في سوريا، ولو تطلب الأمر منه أن يظل على شاشة &laqascii117o;التلفزيون السوري" أياماً متواصلة يعتذر من الشعب السوري فرداً فرداً.
أما الأكثر خطورة، فهو المتصل بالحسابات الكبرى التي تخص أحلام إسرائيل وأميركا، سواء في ما خص الإعداد لضربة لإيران أو لسوريا أو لحزب الله، وهو في هذه الحالة، يقول لمن يرغب، من القريب الى البعيد، إنه إذا لم يتوفر دور البطولة، فهو مستقيل من أي دور ثانوي، فهو جرب كل الأدوار الأخرى، ولا يعتقد أن الجمهور يحتاج إليه الآن، ويفضل أن يكون في مقاعد المتفرجين أو حتى أن يكون في مقاعد المشاهدين من المنزل، وبالتالي، فإن جنبلاط يحتاج الى صياغة واضحة ومحددة لدوره في المرحلة المقبلة، الأمر الذي يوفر له الحصانة، دون ان يكون مضطراً الى السؤال عن الآخرين، كل الآخرين.
وللتذكير فقط، عندما اختلى جنبلاط بعدد من المشايخ الدروز، لم ينطق مرة واحدة باسم لبنان. ربما هذا ما يفعله الآخرون من زعماء الطوائف. لكنه كان يقول ما يراه صائباً في لحظته. وإذا كان جنبلاط حراً في ما يفعل، فهل هناك ما يلزم الناس بما قرّره هو الآن من خطوات وبرامج؟
ـ 'الأخبار'
فداء عيتاني:
القاهرة القلقة: أنجزوا تسويات بأيّ ثمن
يندر أن تسمع بين قيادات الصف الأول في لبنان من يتحدث عن القاهرة بصفتها ممرّاً للمؤامرات المحلية. الخطاب القاسي الذي قدّمه الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله حول مصر خلال حرب غزة، والرد الذي قامت به القاهرة في الإعلام وعبر إعلان قضية سامي شهاب، هي قصة أخرى قد تروى يوماً. ولكن حين تدخل صالونات السياسة، وخاصة في الصف الثاني، تسمع الكثير من الكلام والاتهامات عن الدور المصري في لبنان، وتدخل القاهرة لدى أطراف بعينها، ومحاولتها حتى جمع المعلومات عن حزب الله والمقاومة وإطلاق يد عملاء لها هنا وهناك، وزرع شخصيات لبنانية كأحصنة طروادة في المعارضة، إلى آخر ما هنالك من اتهامات تقدَّم كمعلومات أكيدة. ولا ينفع تقاطع المعلومات إلا في تأكيد ما هو معلن: مصر تتدخل مباشرة، وحتى إنها تدخّلت لإفشال التفاهم السوري السعودي.
وبينما تؤكد شخصيات الصف الأول في لبنان أن التفاهم السوري السعودي قد فشل لأسباب مغايرة تماماً، وأن كلمة فشل بذاتها قد لا تنطبق على واقع الحال، وأنّ المسارب الدبلوماسية بين الطرفين يتوقع أن تعود إلى حرارتها من اليوم وحتى بضعة أيام مقبلة، لا يرصد هؤلاء موقعاً مميزاً للقاهرة في تعطيل أو تسيير الأمور في بيروت، باستثناء بضعة اتصالات ولقاءات وتمنيات أكثر منها تدخلات. وربما يرغب البعض في القاهرة في التدخّل، إلا أنه لا يجد في نفسه القدرة على تحقيق رغباته.
ومن القاهرة يأتيك صوت السياسي المطّلع جيداً بحكم موقعه على موقف بلاده من الملف اللبناني، والذي يلمّ بما يدور حوله، فيسأل &laqascii117o;هو إحنا عندنا القدرة دي ومش عارفين؟"، مازحاً حين تسأله عن تعطيل العلاقات السعودية السورية.
ويشرح السياسي المصري وجهة نظر بلاده. فمصر هي دولة تقليدية ومعتدلة، وإن كان لا يوافقها وجود قوى إقليمية متطرفة أو ثائرة، إلا أنها في المقابل تتعامل مع الأمور بصفتها واقعاً، وهي تنظر إلى حزب الله على سبيل التحديد كجزء من التركيبة السياسية اللبنانية، وإلى العلاقة مع سوريا بما لا يخلّ بالتوازنات في المنطقة، وفي النهاية فإن التقارب السعودي السوري هو شأن مختلف عن العلاقات المصرية في المنطقة، وخاصة أن ثمة قدراً من الشوفينية المصرية في نظرة مصر إلى محيطها بصفتها أكبر دولة عربية، وأي خلل في الدول العربية وفي المنطقة قد يؤدي إلى حالة عدم استقرار في مصر لا ترغب القاهرة بمواجهتها اليوم ولم ترغب بمواجهتها بالأمس ولن ترغب بمواجهتها مستقبلاً.
العبارة نفسها التي يقولها اللبنانيون يرددها السياسي المصري الذي يقول من القاهرة إن مسألة دفع الفلسطينيين إلى الخروج من بلادهم ومنازلهم في هذا القرن ليست بالسهولة التي يتخيّلها البعض، إلا أن محاصرة الدول العربية بهلال من النار، والظروف الحاضنة في عدد من دول المنطقة، كما إشاعة أجواء التوتّر الداخلية بين السكان الفلسطينيين سيؤدي برأي من ينظّرون للأمر في إسرائيل، إلى دفع السكان الفلسطينيين إلى المغادرة من تلقاء أنفسهم أو بدعوة من إخوانهم المسلمين في دول أخرى. ويضيف أن الأرض المحتملة لاحتضان النار هي لبنان والعراق. فالعراق يبدو وضعه جاهزاً أو شبه جاهز لتشكيل ضلع من النار الإقليمية، وفي لبنان بدأت الظروف تنضج لإشعال توتّر سنّي ـــــ شيعي يمكنه أن يشتعل، مع بعض التحفيز الدولي الأميركي أو الإسرائيلي ـــــ الأميركي، حتى يصل إلى حرب طائفية، يتعرّض فيها السنّة إلى حالة من الضغط، ويحتاجون إلى مساعدة &laqascii117o;إخوانهم المجاهدين" بوجه الهجمة الرافضية عليهم. ويمكن بسهولة لمن عاش في القاهرة أن يتخيّل أدعية أئمة المساجد بالنصر للإخوة في لبنان، كما كان يحصل للإخوة في أفغانستان، وفتح المكاتب للتعبئة، والتي يمكنها إرسال الفلسطينيين من الراغبين في الجهاد في لبنان، كما سبق أن تم إرسال العرب للقتال في أفغانستان انطلاقاً من القاهرة.
ويضيف السياسي نفسه أن الذهاب للقتال قد لا تمنعه السلطات المصرية، إلا أنها لن تستفيد منه حتماً.
وإذا كان الخوف الأكبر هو من واقع لبنان كونه سهل الاشتعال، فإنّ الأردن في المقابل يوافق وضعُه الحالي المصالح الغربية والإسرائيلية. ومصر لديها مناعة داخلية خاصة. ويضيف &laqascii117o;طيب ما تاخد المعارضة الثلث المعطل ولّا تترك الوزير الأضافي للأكثرية، ألا يوفر ذلك بحراً من الدماء ويخفّف من احتقان بلد يمكن أن تطيحه لعبة الأمم؟
- صحيفة 'السفير'
غاصب المختار:
المقاومة والضمانات
ينشغل &laqascii117o;حزب الله" بترتيب أموره السياسية والشعبية، بعد الانتخابات النيابية التي حفظ فيها موقعه الشعبي والسياسي، بقدر ما يتابع الاتصالات القائمة حول تشكيل حكومة سعد الحريري الاولى، وهو مطمئن الى ان موقعه ضمن الحكومة محفوظ، سواء عبره شخصياً ام عبر الحلفاء، مهما كانت التشكيلة شكلاً وكمّاً، كما هو محفوظ دوره ضمن التركيبة السياسية القائمة. يدرك &laqascii117o;حزب الله"، وهو يعيش حالياً ايام انتصارات حرب تموز، ان الحملة الخارجية عليه لن تتوقف، وقد دخلت اسرائيل على خطها مباشرة عبر تهديد لبنان &laqascii117o;الدولة والنظام والجيش بعواقب وخيمة اذا تم إشراك الحزب في الحكومة وتبني مبدأ المقاومة في بيانها الوزاري"، وهي وسيلة ضغط إضافية ليس على الحزب فقط بل على كل لبنان، لذلك جاء الرد من كل الدولة تقريباً، رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف تصريف الأعمال والرئيس المكلف تشكيل الحكومة الجديدة، ووزير الخارجية وسواهم من مسؤولين، عدا القوى السياسية الأخرى بمعظمها. لذلك يتعاطى &laqascii117o;حزب الله"، مع موضوع تشكيل الحكومة بكثير من المتابعة لمواقف الآخرين. ليس المهم عدد الوزراء بل مهمة الحكومة وقدرتها على الإنجاز لا سيما في مجال المطالب الشعبية المرجأة منذ زمن.. أما حماية المقاومة والضمانات بعدم تكرار تجارب الماضي فليست مطروحة للنقاش أصلاً.. وقد فهم جميع المعنيين بـ&laqascii117o;طبخة" الحكومة في الداخل والخارج، أن المطلوب هذه المرة ليس مجرد تشكيلة حكومة شراكة وحسب، بل حكومة تنجز برنامجها فعلاً وتضمن المشاركة في صنع القرار، إذ ان تجربة التفرد والاستئثار كانت كارثية سياسياً وامنياً واقتصادياً واجتماعياً. كما ان الحزب يتابع ما يثار من غبار مؤخراً وما يجري تسريبه من معلومات عن دور لمسؤولين حزبيين في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، عبر مجلة &laqascii117o;دير شبيغل" وسواها من مواقع اعلامية... وما يهم الحزب في هذا المجال دور صاحب الشأن، أي الرئيس المكلف سعد الحريري الذي توحي تصرفاته وكأنه يرفض كل التسريبات ووضع ملف الجريمة بالكامل في عهدة المحكمة الدولية. مصدر الخطر الأساسي في نظر الحزب أن إسرائيل تربط مسألة تشكيل الحكومة اللبنانية بترتيبات تخصها في الصراع مع &laqascii117o;حزب الله"، ولا تتورع في ذكرى خسارتها حرب تموز، عن إعلان نواياها في شن حرب جديدة على لبنان، لإعادة تغيير وجه المنطقة بما يناسبها، و&laqascii117o;حزب الله" يعرف ذلك، والأكيد انه يستعد، بل ربما يكون قد أنهى استعداداته، لأنه يدرك انه إن كان قرار الحرب بيد اسرائيل، فإن قرار الدفاع والمواجهة هو في يد الدولة حتى لو كانت قوة الحزب هي عدة الصمود ودحر العدوان....وبعد. يسألون لماذا يُصرّ &laqascii117o;حزب الله" على الثلث الضامن في الحكومة، أو على الضمانات حول جدول أعمال الحكومة واستهدافاتها وموقع المطالب الحيوية للناس منها، أما موضوع مواجهة إسرائيل وبالتالي سلاحه، فيفترض أن يكون خارج النقاش، عملاً بمبدأ &laqascii117o;إنما يضمن السلاح السلاح" في ما يتصل بدوره الوطني، تماماً كما كان الأمر في دور هذا السلاح في تحرير الأرض وفي مقاومة العدو الإسرائيلي.
- صحيفة 'المستقبل&qascii

2009-07-15 00:00:00

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد