ـ صحيفة 'السفير'
لا أحد يعرف بدقة المعطيات التي يتكل عليها رئيس مجلس النواب نبيه بري حتى يجازف بتحديد آخر الشهر الحالي موعدا لولادة حكومة الوحدة الوطنية الموعودة، في حين أن المؤشرات الداخلية والخارجية توحي بأن المخاض سيستغرق وقتا أطول، خاصة أن &laqascii117o;الف باء" الصيغة الضامنة لم تحسم فكيف بالتوزيع والأسماء والحقائب وربما التفاهمات؟
ووفق المعلومات التي توافرت حول نتائج الحراك الداخلي الكثيف الذي سجل في اليومين الماضيين، فإن صورة الحكومة المقبلة لم تتضح بعد والضبابية ما زالت تكتنفها، تحت وطأة الحسابات المتضاربة لمكوناتها المفترضة، وإن تكن الاجتماعات بين مختلف الاطراف قد فاضت بالكلام الايجابي حول ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية، كما بالاقتراحات المتعلقة بالصيغة الضامنة لمشاركة المعارضة تحديدا.
وأبلغت مصادر مطلعة &laqascii117o;السفير" ان لا شيء سريعا في الأفق وأن الأطراف المعنية بالمفاوضات الداخلية ما زالت متمسكة بمواقفها المعلنة التي تفصل بينها فجوات كبيرة، علما أن هناك إقرارا لدى الجميع بأن الفرصة متاحة لـ&laqascii117o;لبننة" عملية تأليف الحكومة، على قاعدة الاستفادة من المناخ السوري - السعودي الملائم، الامر الذي يضع اللبنانيين امام اختبار إثبات أهليتهم لإنجاز هذه المهمة.
وبينما يجري الترويج لامكان ان يشكل &laqascii117o;الوزير الملك" المحسوب على المعارضة، والمجيّر الى رئيس الجمهورية، المخرج من نفق الخلافات حول تشكيل الحكومة، تردد ان رئيس الجهورية ميشال سليمان ليس متحمسا لمثل هذا الطرح وهو يفضل ان تكون حصته الوزارية صافية ولا تتضمن وديعة من أي نوع كانت، منعا لاي التباس او سوء تفاهم مع أصحاب الوديعة في المستقبل، في حال حصل تباين في وجهات النظر حيال هذه المسألة او تلك، كما أنه أبلغ كلا من رئيس المجلس النيابي والرئيس المكلف سعد الحريري أنه لن يتنازل عن حصة الخمسة وزراء تحت طائلة عدم توقيع المراسيم، ولاقاه في موقفه البطريرك الماروني نصر الله صفير بإصراره على عدم تهميش حصة الرئاسة الأولى، سائلا في الوقت نفسه فريق الأكثرية عن وعوده الانتخابية بأن يكون الثلث الضامن بيد رئيس الجمهورية &laqascii117o;فلماذا صاروا يبخلون عليه اليوم بمقعد أو مقعدين في الوزارة الجديدة"؟
بــري ـ الحريري
في هذه الاثناء، التقى الرئيس بري أمس الرئيس المكلف سعد الحريري في مجلس النواب ثم استكملا النقاش على مائدة غداء &laqascii117o;مصورة"، وفق الاتفاق بينهما، في أحد مطاعم وسط بيروت، ما أعاد الحرارة، نظريا، الى سلك التواصل بين الرجلين بعد برودة بددها النائب وليد جنبلاط.
وقال النائب علي حسن خليل لـ&laqascii117o;السفير" ان مناخ اللقاء بين بري والحريري &laqascii117o;كان إيجابيا ومشجعا والامور تسير في اتجاه تشكيل حكومة الوحدة الوطنية"، فيما أكدت مصادر الحريري لـ&laqascii117o;السفير" ان اللقاء &laqascii117o;كان جيدا"، مشددة على ان الكيمياء موجودة اصلا بين الرجلين &laqascii117o;ولا صحة لما يحاول البعض ترويجه في هذا المجال".
أما أوساط بري فاعتبرت ان &laqascii117o;الصورة بحد ذاتها مريحة، فكيف اذا ترافقت مع كلام منفتح ومتجاوب من الطرفين لتجاوز الانقسامات الموجودة وصولا الى صيغة حكم تحفظ المؤسسات ودورها، كما تراعي التوافق الذي يجعل من كل اللبنانيين شركاء في كل امورهم". وأشارت الاوساط الى &laqascii117o;ان الرجلين قرآ في كتاب واحد، وتحديدا في الصفحة التي تقول بوجوب تحصين البلد بحكومة وحدة وطنية تستطيع ان تواجه التطورات في المنطقة وانعكاساتها على لبنان سواء كانت ايجابية ام سلبية". وأوضحت الاوساط ان بري قصد من تحديد آخر الشهر موعدا لتأليف الحكومة القول ان المعارضة منفتحة وإيجابية وجدية ومرنة ومستعدة لتسهيل مهمة الرئيس المكلف وإن المطلوب الاستعجال في تشكيل الحكومة وخصوصا ان الاجواء الاقليمية مؤاتية.
وأعربت مصادر نيابية &laqascii117o;مستقلة" عن اعتقادها بأن &laqascii117o;مغامرة" بري بضرب مواعيد لتشكيل الحكومة إنما هي نوع من الخطوة الوقائية التي تهدف بالدرجة الأولى الى تبرئة ذمته وذمة المعارضة مسبقا حيال أي تأخير قد يطال عملية تأليف الحكومة، وبالتالي تحميل الفريق الآخر مسؤولية مثل هذا الاحتمال.
وكان بري قد عاود العمل بتقليد &laqascii117o;لقاءات الاربعاء" النيابية التي كان قد اعتمدها في المجلس النيابي السابق، فالتقى عددا من النواب من مختلف الكتل باستثناء كتلتي الكتائب والقوات اللبنانية، وأكد امامهم انه &laqascii117o;متفائل بالنسبة الى موضوع تأليف الحكومة، وأن لا شيء يمنع تشكيلها قبل نهاية هذا الشهر". وتحدث عن مزج الاوراق داخل الحكومة &laqascii117o;وفي عملية التأليف"، متسائلا: &laqascii117o;ألم يكن هناك مزج اوراق في نيل الرئيس المكلف سعد الحريري 86 صوتا وفي نيلي انا 90 صوتا وفي انتخابات هيئة مكتب المجلس"؟
جنبلاط: لا نية لإحياء الحلف الرباعي
وفي موقف لافت للانتباه، دعا رئيس &laqascii117o;اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط الى &laqascii117o;انشاء تجمع قوي يضمني وتيار &laqascii117o;المستقبل" و&laqascii117o;حزب الله" ورئيس مجلس النواب نبيه بري لأن الاساس هو الساحة الاسلامية في بيروت والضواحي"، مطالبا &laqascii117o;الساحة المسيحية بعدم الانزعاج من ذلك، لأن عليها ان تفهم ان السياستين الاميركية المحافظة والاسرائيلية تعملان على فصل المسار الفلسطيني عن لب الصراع مع اسرائيل لتفتيت العالم العربي".
وأكد جنبلاط في حوار أجرته معه صحيفة &laqascii117o;أوان" الكويتية، وتنشره اليوم، &laqascii117o;أن سعد الحريري سيزور دمشق بحضور خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بعد أن يؤلف هذه الحكومة"، واصفا أجواء عملية التأليف بالـ&laqascii117o;إيجابية"، من دون أن يحدد موعدا لولادة الحكومة. ونبه الى أن ما نشر في مجلة &laqascii117o;دير شبيغل" الالمانية من اتهام لـ&laqascii117o;حزب الله" بالتورط في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري هو فخ، وهنا لعبة الامم".
وقال جنبلاط لـ&laqascii117o;السفير" ان لا علاقة لكلامه حول &laqascii117o;التجمع القوي" بإعادة احياء &laqascii117o;الحلف الرباعي"، مؤكدا ان الغاية مما طرحه هي فقط معالجة التداعيات المذهبية للمرحلة السابقة في بيروت ومحيطها، ولا مبرر لأي تأويلات لا معنى ولا قيمة لها. وشدد على أهمية اللقاء الاسلامي العريض للوقاية من المشروع الاسرائيلي التفتيتي.
واستكمالا لهذا الموقف، قالت أوساط جنبلاط لـ&laqascii117o;السفير" ان كلامه يندرج في إطار الدعوة الى مصارحة شفافة على المستوى الاسلامي لتدارك ومحو آثار 7 أيار حتى تكون الساحة الاسلامية بمنأى عن التداعيات المذهبية. واعتبرت ان لا داعي ليشعر المسيحيون بأي قلق من كلام جنبلاط لانه إذا كان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي يسعى الى ازالة التوترات المذهبية فمن باب أولى ألا يطالب بتحالفات طائفية في مواجهة تحالفات أخرى.
تحضيرات اللقاء مع عون
الى ذلك، علمت &laqascii117o;السفير" ان الاتصالات مستمرة بعيدا عن الاضواء لانضاج مقومات اللقاء بين العماد ميشال عون والنائب وليد جنبلاط. وفي حين يتولى أصدقاء مشتركون التحرك على خط الرابية - كليمنصو، قالت مصادر مطلعة في التيار الوطني الحر لـ&laqascii117o;السفير" ان عون لا يريد ان يكون الاجتماع استعراضيا او لالتقاط الصورة فقط، بل يسعى الى جعله منتجا، لافتة الانتباه الى ان ملف استكمال عودة المهجرين يشكل إحدى العقد البارزة في العلاقة مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، وعون يأمل في ان يحمل اجتماعه مع جنبلاط حلحلة لهذه العقدة، بما يعطي دفعا للعلاقة بين الجانبين ويساهم في طي ملف المهجرين.
وأبلغت مصادر اشتراكية &laqascii117o;السفير" ان هناك استعدادا لدى الطرفين للتلاقي ولكن الامر ما زال عند حدود إعلان النوايا ولم يبلغ بعد مستوى الخطوات التنفيذية، مشيرة الى ان جنبلاط يريد ان يندرج هذا اللقاء في إطار مناخ التهدئة والحوار، لتحصين مناعة الساحة الداخلية، ومعتبرة ان استيلاد بعض الملفات يصبح شكلا من أشكال الشروط المسبقة، علما ان رئيس الحزب التقدمي مستعجل أكثر من غيره لطي ملف المهجرين ولكن الاجهزة الرسمية هي المعنية بمتابعة تفاصيله.
سليمان: لتحرير الأرض بكل الوسائل المتاحة
الى ذلك، قال رئيس الجمهورية ميشال سليمان، خلال إلقائه كلمة لبنان في قمة دول عدم الانحياز في شرم الشيخ، والتي عاد منها مساء أمس، إن &laqascii117o;لبنان ما زال عرضة للتهديدات الاسرائيلية المتكررة"، داعيا إلى تنفيذ القرار الرقم 1701 بكامل مندرجاته ومن دون أي شروط. ورفض أي شكل من أشكال توطين اللاجئين الفلسطينيين على أراضيه، مع الاحتفاظ بحقه في الدفاع عن نفسه وتحرير ما تبقى من أراضيه المحتلة بكل الوسائل المتاحة والمشروعة". كما دعا إلى &laqascii117o; تعزيز فرص السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط واستكمال شروط انعقاد مؤتمر دولي يعالج جميع أوجه النزاع العربي - الإسرائيلي، استنادا الى ما تنص عليه قرارات الامم المتحدة ذات الـصلة ومرجعية مؤتمر مدريد وضماناته ومكتسباته، والمبادرة العربية للسلام".
والتقى سليمان كلا من الرئيس المصري حسني مبارك والامين العام للامم المتحدة بان كي مون، والامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، إضافة إلى عدد من رؤساء الدول المشاركين، وتم انتخاب الرئيس سليمان بالتوافق نائباً لرئيس المكتب التنفيذي لحركة دول عدم الانحياز.
ـ صحيفة 'النهار':
ما هي الحدود الواقعية للتفاؤل الذي عممه رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس عقب لقائه رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، بولادة الحكومة الجديدة قبل نهاية الشهر؟
الواقع ان هذا الانطباع الذي ساد اروقة مجلس النواب مع معاودة 'لقاء الاربعاء' النيابي بعد توقف دام سنوات، ظل مفتقراً الى التفاصيل الوافية والاسباب الموجبة التي دفعت بري الى 'المغامرة' بتحديد موعد للولادة الحكومية للمرة الأولى على لسانه او على لسان أي مسؤول آخر. وتعزز الغموض حيال الدوافع مع استمرار الحريري محصّناً بسلاحه السري، اي الكتمان والصمت، ذلك انه لم يفرج سوى عن عبارة هي 'ان شاء الله' حين سئل عن الموعد الذي أعلنه بري. حتى أن الأوساط القريبة من الرئيس المكلف رفضت مساء أمس التعليق على كلام رئيس المجلس، ولم توح بأي جواب سلباً او ايجاباً.
غير ان مصادر نيابية مواكبة للاتصالات والمشاورات الجارية وشاركت في 'لقاء الاربعاء' كشفت لـ'النهار' ليلاً ان 'اختراقاً ما حصل'، لكنها وصفته بأنه 'اختراق جدي وبسيط وليس كبيراً'. وأضافت انه يجري العمل بجدية كبيرة 'بشكل هادئ وبطيء' لتثمير هذا الاختراق. وأوضحت انه ما كان رئيس المجلس ليلزم نفسه والرئيس المكلف الموعد المشار اليه، أي نهاية الشهر الجاري، لولا توافر دلائل معينة على الأقل تسمح له بذلك. ولمحت الى إمكان ان يكون الاختراق متصلاً بموضوع الثلث المعطل والبدائل والضمانات من غير ان تدلي بمزيد من التفاصيل.
وتوقع المعاون السياسي لبري النائب علي حسن خليل 'ولادة قريبة للحكومة'. وربط في حديث الى 'النهار' بين لقاء بري والحريري أمس ووعد رئيس المجلس للرئيس المكلف 'بأن يكون عاملاً مساعداً في حلحلة اي عقد تعترض تشكيل الحكومة'. وقال: 'في اللحظة التي نتوصل فيها الى حكومة وحدة وطنية نتفاهم على خطاب سياسي موحّد يتبلور عبر بيان وزاري وخطة عمل للمرحلة المقبلة'.
(...) من جهة ثانية أوضحت مصادر مسؤولة في الحزب التقدمي الاشتراكي ليلا لـ'النهار' ان جنبلاط قصد من كلامه الذي جاء في سياق حوار ان 'ليس المطلوب اعادة انتاج أحلاف سابقة بقدر ما هو دعوة الى حصول مصارحة شاملة وواضحة على المستوى الاسلامي من القاعدة الى القمة للخروج من حالة التوتر المذهبي والطائفي ولتنقية الساحة الاسلامية من التشنجات التي كانت تولدت في المرحلة السابقة'. ولفتت الى ان 'مطالبة جنبلاط بحصول تنقية اسلامية لا تهدف الى بناء تحالف طائفي في مواجهة طوائف أخرى'.
وفي اطار اللقاءات التنسيقية بين 'حزب الله' والحزب التقدمي الاشتراكي، عقد أمس لقاء على صعيد اقليم الخروب والشوف ضم مسؤولين ميدانيين من الحزبين في حضور النائب أكرم شهيب والنائب علاء الدين ترو ورئيس لجنة الارتباط والتنسيق في 'حزب الله' وفيق صفا. وأفاد بيان للمجتمعين انه 'جرى وضع تصور للقاءات واتصالات ميدانية بينهما، كما جرى تقويم الخطوات والاتصالات السابقة في الجبل، وجرى الاتفاق على حركة تواصل أهلي بين القرى في الجبل والساحل'.
وفي القدس نقلت وكالة 'رويترز' عن مسؤولين اسرائيليين ان مقاتلي 'حزب الله' خزنوا سرا صواريخ وأسلحة أخرى في جنوب لبنان مستشهدين كدليل على ذلك بانفجار ما يشتبه في أنه مخبأ في منطقة الهدنة التي تحرسها الامم المتحدة. ووصف مسؤول اسرائيلي وهو ينفي علمه بالسبب الذي أدى الى الانفجار، الموقع بأنه 'واحد من عشرات لتخزين الذخيرة والصواريخ في جنوب لبنان'. وقال هذا المسؤول: 'حتى اذا كانت قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة تريد الذهاب الى مكان ما فان قوات حزب الله لا تسمح لها بأن تفعل ذلك. هناك نوع من التفاهم بين كل القوات بأن الجميع يعرفون من هو الطرف القوي'. وقال المسؤول الاسرائيلي ان 'حزب الله أقفل بسرعة موقع الانفجار الثلثاء ونقل أشياء بعيدا، مضيفا ان 'الجيش اللبناني سمح لحزب الله بادارة هذا الحدث ولم يساعد قوة حفظ السلام في ان تقوم بعملها في المنطقة'.
ـ صحيفة 'الأخبار':
حرص الرئيس نبيه بري على إشاعة أجواء إيجابية عن مصير الحكومة. وشهدت السوق السياسية أمس تفاؤلاً، ولو حذراً، حيال ما يحصل من اتصالات، وترافق ذلك مع عودة الكلام عن استئناف سوريا والسعودية اتصالاتهما بشأن لبنان مباشرةً بعد انتهاء أعمال قمة دول عدم الانحياز، فضلاً عن أنّ الإشارات إلى زيارة الملك عبد الله لدمشق تقوى يوماً بعد يوم.
المعارضة: نريد &laqascii117o;صوت" 11 وزيراً
وشرحت مصادر قريبة خلفية كلام بري وأبعاده، فأشارت إلى أن الجميع في بيروت كان ينتظر منذ اليوم الأول نتائج الاتصالات السورية ـــــ السعودية، وعندما بدت المحاولة الأولى فاشلة، حُسم هذا الأسبوع من مهلة التأليف، قبل أن يتلقّى الجميع إشارات إلى أن صعوبة التفاهم السعودي ـــــ السوري يجب ألّا تعطّل إمكان التفاهم على حكومة الآن، بل قد يؤدي نجاح القوى اللبنانية في التوافق على حكومة إلى تسريع الاتفاق السعودي ـــــ السوري من خلال قمة تعقد في دمشق. وقالت المصادر إنه يمكن الحديث، ربما للمرة الأولى، &laqascii117o;عن دخول المفاوضات مرحلة جدية قابلة للتحول إلى نتائج، وإن البحث يتناول مسألتي الحصص الوزارية لفريقي الموالاة والمعارضة إلى جانب ملف الاستحقاقات السياسية وغير السياسية التي ستواجه المرحلة المقبلة".
وعن موقف المعارضة من مبدأ الثلث الضامن، قالت المصادر إنه ربما بات الجميع أمام مرحلة كشف بعض الأوراق، ومثلما حرص الحريري طوال الوقت على عدم إعلان معارضته لهذا المبدأ، فإن المعارضة حرصت على الصمت (وخصوصاً حزب الله)، وذلك لمنع فرض سقوف تتحول إلى مواقف مسبقة من شأنها عرقلة الأمر، ولا سيما أن المعارضة تريد تحقيق الآتي:
أولاً: تسريع تأليف الحكومة على قاعدة المشاركة الكاملة أو ترك الفريق الآخر يتحمل مسؤولية إدارة البلاد وحده.
ثانياً: تريد المعارضة تمثيلاً فاعلاً من خلال الحصول على الثلث الزائد واحداً في الحكومة، لكنها تناقش الأمر من زاوية الشكل كما المضمون.
ثالثاً: تقبل المعارضة ضمنياً أن ينتهي شكل الحكومة إلى إعلان وجود عشرة وزراء للمعارضة وخمسة عشر وزيراً للموالاة وخمسة وزراء لرئيس الجمهورية، شرط أن يكون الوزير الحادي عشر تحت سلطة المعارضة الفعلية.
وتشرح المصادر النقطة الأخيرة بالقول إن &laqascii117o;المعارضة تريد الحصول على صوت 11 وزيراً، وإذا ضمنت ذلك إلى جانب تفاهمات ضرورية على طريقة توزيع الحقائب وعلى البيان الوزاري، فهي لن تظل مهتمة بأن يكون هذا الوزير، ما يعني العودة إلى صيغة الوزير الملك".
وفي جديد الاتصالات من جانب رئيس الجمهورية، عُلم أنه بعث إلى جهات عدة في لبنان وخارجه أنه لن يقبل بأقل من ستة وزراء، وأنه يريد التمسك بحقائب الدفاع االداخلية، وربما الخارجية أيضاً، وهو يريد أن يكون تمثيله شاملاً لكل الطوائف، وأنه لا يعارض مبدأ الوديعة، لكنه لا يريد أن تتحول الرئاسة إلى محطة انتظار يقف فيها وزراء يكون قرارهم في مكان آخر".
ويتحدث الرئيس، بحسب ناقلي رسائله، عن &laqascii117o;أنه يمثّل الضمانة الفعلية، لكونه لن يقبل أن تأخذ الحكومة البلاد إلى موقف من شأنه هزّ البلاد ودفعها إلى مواجهات قاسية سياسياً أو اقتصادياً أو أمنياً".
عون: مشاركة كاملة أو لا
وسط هذه الأجواء، كان العماد ميشال عون يؤكد أمام زواره أن المعارضة موحدة بصورة جدية إزاء المشاركة مجتمعة أو عدمها، وأن التوافق على هذا الأمر محسوم عند الجميع، مشيراً بالتحديد إلى الرئيس بري &laqascii117o;حيث لا مشكلة أبداً معه في هذا الموضوع". وكرر عون أن طرحه النسبية &laqascii117o;هدفه بوضوح الحصول على قوة تقريرية داخل حكومة وحدة وطنية، لأن المشاركة الشكلية لا تفيد أحداً، باعتبار أن الدستور ينص على وجود حالات خاصة تحتاج إلى تصويت الثلثين، فهذا كافٍ لأن تطالب المعارضة بما يمنع الطرف الآخر من اتخاذ القرارات وحده وتحول المعارضة إلى شاهد زور، وإذا رفضت واستقالت تتهم بالتعطيل والعرقلة".
وأعرب زوار الرابية عن اقتناعهم بأن عون &laqascii117o;لا يساوم في مسألة حق المعارضة في الحصول على كتلة وزارية تتيح لها المشاركة الحقيقية، وأن هناك تفاهماً بين قوى المعارضة على هذه النقطة. أما لجهة كيفية تحقيقها، فهو يرى أن الحل الأمثل يكون من خلال التمثيل النسبي، وتالياً، فإن المعارضة ليست مسؤولة وحدها عن حصة رئيس الجمهورية، بل إن الأمر يجري بالتفاهم بين فريقي المعارضة والموالاة".
(...) وقد أكد النائب قاسم هاشم لـ&laqascii117o;الأخبار" أن اجتماع بري والحريري كان مكملاً لاجتماع أول من أمس بين بري وجنبلاط الذي بُحثت فيه الصيغ المحتملة، مشيراً إلى أن صيغة 15 ـــــ 10 ـــــ 5 مع أخذ موافقة الطرفين في الاعتبار على اختيار الرئيس لوزرائه الخمسة تبدو الأكثر رواجاً. وبحسب هاشم، فإن كلام بري عن &laqascii117o;المزج" يقصد به النائب وليد جنبلاط تحديداً، الذي يثق الرئيس بري بأنه بالنسبة إلى الأمور الاستراتيجية بات قريباً جداً من المعارضة، وبالتالي فإن أي صيغة حكم يفترض أن تلحظ أن جنبلاط غداً قد لا يكون حيث هو اليوم، ولن يكون هناك معنى للأكثرية والأقلية التي يُحكى عنها اليوم. ويرى هاشم أن جنبلاط ينتظر ذهاب الحريري إلى سوريا ليذهب هو بعد أن يمتص الحريري بعض ردود الفعل الانعزالية.
وبدوره قال النائب علي خريس الذي شارك أيضاً في لقاء الأربعاء إن الجو ودي جداً، وثمة اتفاق بين بري والحريري وجنبلاط على إبقاء الأمور بعيداً جداً عن الإعلام، مبدياً اعتقاده بأن الأمور تجاوزت الحدود التي يعتقدها البعض، وحصلت لقاءات كثيفة في اليومين الماضيين بعيداً عن الإعلام، وقد انتهى البحث من الصيغة ليبدأ النقاش في الأسماء. وبحسب خريس، فإن الصيغة ستكون وفق أمثال قرى الجنوب &laqascii117o;لا يموت الديب ولا يفنى الغنم"، وبالتالي لن تملك الأكثرية كل شيء، ولن تتعدى الأقلية على حق الأكثرية بحكم البلد. و&laqascii117o;هكذا فإن طرح 15 ـــــ 10 ـــــ 5 يأخذ طريقه". وقد أفاد مصدر اطلع على تفاصيل الغداء بين بري والحريري بأن الجو كان ودياً جداً، وبدا الحريري محاولاً اللحاق بجو بري المرح. وقد أكثر بري الكلام عن الجنوب وعن علاقته الخاصة ببيروت.
ومن جهة الأكثرية، كشف النائب باسم الشاب أن النقاش اليوم يوازن بين الصيغة والأسماء، مفترضاً احتمال أن تعطى وزارة الدفاع لشخصية شيعية يثق حزب الله بها فتكون الضمانة الحكومية بشأن سلاح حزب الله في يد الحزب، ولمّح الشاب إلى احتمال أن تكون حقيبة المال على طاولة النقاش لطمأنة من لديه هواجس اقتصادية أو يعتقد أنه أقدر من تيار المستقبل على معالجة المشاكل الاقتصادية. وأكد الشاب أن &laqascii117o;الحريري قدّم في اليومين الماضيين صيغة وتصوّراً واضحين للتركيبة الحكومية مبنيّين على أساس أن الحكومة المقبلة هي حكومة وحدة وطنية متجانسة هدفها الأساسي مواجهة الأخطار الإسرائيلية والمشاكل الاقتصادية الداخلية وإعطاء ضمانات لكل الفرقاء". وبدا الشاب واثقاً بأن مجرى الأمور إيجابي جداً، وغربلة الأسماء داخل كل فريق يُفترض أن تُسرّع الأمور كثيراً. وقال الشاب إن تيار المستقبل ليس ضد توزير من رسب في الانتخابات إن كان يملك الكفاءة وسيرته الذاتية مشرّفة.
ورأى أن توزير الوزير في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل &laqascii117o;قد يحل مشكلة مع العماد ميشال عون"، فيما أشار وزير المال محمد شطح إلى أن الأمور الأساسية حُلّت، لكن التأخير سببه البحث في بعض التفاصيل الأساسية، في مقدمها دور رئيس الجمهورية &laqascii117o;حامياً للدستور وضامناً لسير أعمال الحكومة دون ثلث معطل للمعارضة ودون استئثار بالقرارات للأكثرية".
ـ صحيفة 'الحياة':
قال مصدر سياسي واسع الاطلاع لـ &laqascii117o;الحياة" ان الاتصالات الخارجية كانت دعت اللبنانيين الى التوافق على الحكومة تحت شعار عدم التدخل في التفاصيل. والمهلة المعطاة ليقوم اللبنانيون بذلك ما زالت تحتمل زهاء 10 أيام لإنجاز التركيبة الحكومية. وقالت مصادر متعددة لـ &laqascii117o;الحياة" ان المشاورات قطعت شوطاً على صعيد الحلحلة وأن الاتصالات ستتسارع نهاية الأسبوع الحالي، وتمتد في الأسبوع المقبل بعد عودة رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى بيروت من قمة شرم الشيخ لدول عدم الانحياز، مساء اليوم، نظراً الى الحاجة الى التشاور معه في شأن اسم أحد الوزراء الشيعة الذي سيكون محسوباً من حصته.
وأوضحت مصادر متطابقة لـ &laqascii117o;الحياة" ان الاتصالات أفضت الى حسم مسألة حصول المعارضة على 10 وزراء وعلى حصول الرئيس على 4 وزراء في معادلة 16 للأكثرية و10 للمعارضة، من دون استبعاد معادلة 15- 10- 5. والثابت في المعادلتين هو حصول المعارضة على 10 وزراء على ان يكون لرئيس الجمهورية وزيران مسلمان، سني وشيعي ومسيحيان إذا كانت حصته 4، و3 مسيحيين إذا كانت حصته 5 وزراء، بحيث تحصل المعارضة على الثلث من دون القدرة على التعطيل، لكن باختيار الوزير الشيعي من قبل رئيس الجمهورية بالاتفاق مع &laqascii117o;حزب الله" وحركة &laqascii117o;أمل" كمخرج لعدم قبول سليمان والحريري بإعطاء المعارضة الثلث +1، وبموافقة الحريري على الاسم المقترح للمقعد الشيعي الذي من حصة سليمان وبحيث لا يقتصر الاختيار على التوافق بين سليمان و &laqascii117o;حزب الله" فقط.
وكشفت مصادر متطابقة لـ &laqascii117o;الحياة" ان الاتصالات الأخيرة ركزت على عرض مجموعة من الأسماء لتسمية الوزير الشيعي السادس، الذي يرفض سليمان الحريري تسميته &laqascii117o;الوزير الملك" وهي التسمية التي كانت أُطلقت على هذا الوزير إبان محاولات حل الأزمة السياسية العام الماضي. وذكرت المصادر المتطابقة لـ &laqascii117o;الحياة" ان عرض الأسماء أدى الى استبعاد بعضها وما زال البحث جارياً عن الوزير الشيعي الذي سيحتسب من حصة سليمان بالتوافق.وذكرت المصادر ان هناك اتفاقاً على المبدأ وما يجري هو طرح هذه الصيغة أو تلك وصولاً الى التوافق على الصيغة النهائية، التي من بعدها يسهل التوافق على الأسماء كلها.
لكن المصادر المتطابقة نفسها أشارت الى ان تمثيل المعارضة بـ10 وزراء يترافق هذه المرة مع حصول تحالف &laqascii117o;أمل" و &laqascii117o;حزب الله" على 5 وزراء شيعة، بحيث ان الحزب لن يتخلى هذه المرة عن حصته الكاملة في التمثيل الشيعي (وزيران أو ثلاثة وفق التوافق مع بري) لمصلحة تمثيل رموز آخرين من المعارضة مثلما حصل حين تخلى الحزب عن مقعدين لمصلحة توزير الأمير طلال أرسلان وعلي قانصو من الحزب السوري القومي الاجتماعي في الحكومة المنقضية ولايتها برئاسة فؤاد السنيورة. فالحزب ينوي الحصول على حصته الكاملة هذه المرة، ما يعني ان الوزراء الخمسة الآخرين من المعارضين سيكونون من حصة تكتل العماد عون الذي يطرح توزير النائب ارسلان باعتباره انضم الى تكتله النيابي، فضلاً عن انه أمام وجوب تمثيل حلفائه في حزب الطاشناق بوزير من الأرمن، وبتمثيل كتلة الحليف الماروني النائب سليمان فرنجية إلا إذا تخلى الأخير عن هذا التمثيل لعون، ما يعني انه يبقى لعون ان يتمثل بوزيرين مسيحيين أو ثلاثة (إذا تخلى فرنجية) فيما سيتوزع الوزراء المسيحيون الباقون أي 11 وزيراً بين قوى 14 آذار (8 أو 9 من اصل 15 وزيراً) والرئيس سليمان (2 إذا كانت حصته 4 وزراء و3 إذا كانت 5).
وأضافت المصادر: &laqascii117o;ان هذا التوزيع يثير حفيظة العماد عون لجهة وزنه المسيحي الذي يصر على ان يكون اكثر من ذلك ولهذا السبب يطرح النسبية في التمثيل لاستبعاد حصة الرئيس سليمان المسيحية، في وقت يعتبر &laqascii117o;حزب الله" والرئيس بري انه لا بد من حصة وازنة لرئيس الجمهورية، فضلاً عن انه إذا قررت الأكثرية التخلي عن طرح الحريري الحصول على 16 وزيراً فهذا لن يتم إلا لمصلحة رئيس الجمهورية بحيث تصبح حصتها 15 وزيراً و5 للرئيس. إلا أن المصادر المتطابقة ترى انه متى تم الاتفاق على اسم الوزير الشيعي السادس &laqascii117o;فإن معالجة مشكلة التمثيل المسيحي مع العماد عون من قبل حلفائه لن تأخذ وقتاً طويلاً".
ـ صحيفة 'اللواء':
توقفت مصادر نيابية باهتمام عند الرسالة السعودية التي نقلها نائب رئيس الحرس الوطني السعودي الامير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز إلى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وتتعلق بتلك المشاورات الجارية، فيما وصفه مصدر دبلوماسي غربي بأنه <دخول> فرنسي جديد على خط التقريب بين بيروت ودمشق، بعدما كانت فرنسا أعلنت بلسان وزير خارجيتها برنار كوشنير الذي زار العاصمة السورية مؤخراً ان بلاده لا تتدخل في تأليف الحكومة اللبنانية.وأشار مصدر لبناني إلى الاجتماع الذي عقد في مكتب نائب الرئيس السوري فاروق الشرع وضمه إلى جانب أمين المجلس الأعلى اللبناني - السوري نصري خوري، في حضور السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم كمقدمة لتحريك ملفات معينة، ومن بينها دور للسفير عبد الكريم الذي لاحظ كوشنير أن احداً لم يشاهد له حركة منذ مجيئه الى بيروت قبل أكثر من ثلاثة أشهر.
ـ صحيفة 'الديار':
كشف موقع النشرة نقلاً عن مصادر مقربة من قريطم بأن الرئيسين بري والحريري اتفقا على صيغة 15-10-5 ويكون وزير الدفاع مقرباً من حزب الله، الا انه بعد الاتصال بمصادر قريطم، قالت لـ&laqascii117o;الديار" ان هذا الكلام ليس صادرا عنها وهي لا دخل لها فيه.
الى ذلك عاد الحديث مجددا عن قمة سعودية - سورية في دمشق سيحضرها الرئيس المكلف سعد الحريري وربما ينضم اليها الرئيسان سليمان وبري والرئيس المصري حسني مبارك، وذكرت المعلومات ان القمة ربما عقدت قبل نهاية الشهر الحالي، وبالتالي فان كلام الرئيس بري عن ولادة الحكومة قبل نهاية تموز ربما لادراكه او لمعرفته بانعقاد القمة وموعدها وهذا ما سيسهل ولادة الحكومة باجواء طبيعية وبضمانة عربية، علماً ان هذا الاقتراح كانت قد تقدمت به الرياض مع بدء المفاوضات السعودية - السورية وعرقلته واشنطن والقاهرة كما ذكر، وربما ادت الاتصالات الى ازالة التحفظات المصرية.
وعن التحركات الخارجية ايضاً، ذكرت مصادر مطلعة ان الدبلوماسية الفرنسية باشرت تحركاً على مستوى واشنطن وبعض العواصم العربية لايجاد حل سريع لموضوع الحكومة، وقالت المصادر ان كوشنير وزير خارجية فرنسا خرج بعد زيارته الى بيروت ودمشق بانطباع بأن الازمة الحكومية معقدة لانها مرتبطة بالواقع الاقليمي، وتعمل الدبلوماسية الفرنسية على فصل موضوع الحكومة عن هذا الواقع.وعلم انه جرى التطرق الى موضوع الوزير الملك خلال زيارة كوشنير الى بيروت وطرح اسم من اسمين هما: اللواء وفيق جزيني او العميد المتقاعد محمود مطر على ان يكون هذا الحل مرضياً للجميع، الا ان الامور على هذا الصعيد لم تحقق تقدماً.
(...) وتشير المعلومات الى قيام موفد من حزب الله بزيارة المختارة قريباً، وان مواقف جنبلاط الانفتاحية تجاه حزب الله وسوريا ستتواصل، وكشفت المعلومات عن محاولات لترتيب لقاء بين قيادات من حزب الله ومجموعة من المشايخ الذين يعملون تحت اسم &laqascii117o;الداعية عمار" وقتل رئيسهم الشيخ علام ناصر الدين في احداث 7 أيار في الشويفات خصوصاً ان البعض من هؤلاء المشايخ ما زالوا يتحفظون على المصالحات. وكل هذه الاتصالات تتم بواسطة الجيش اللبناني عبر ضابط امني كبير يحظى بثقة الطرفين والمشايخ وتمكن من تذليل معظم الصعوبات.
2009-07-16 00:00:00