صحف ومجلات » مقالات وتحليلات الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الخميس 16/7/2009

صحيفة 'الأخبار'
حسن عليق :
جنبلاط &laqascii117o;لم يتنبّه" لغياب ممثليه عن 14 آذار
للمرة الثانية على التوالي، عقدت الأمانة العامة لقوى 14 آذار اجتماعها الدوري بغياب ممثل عن الحزب التقدمي الاشتراكي. كذلك، فإن الاجتماع الذي سبق الاجتماعين الأخيرين لم يضمّ ممثلاً عن الحزب المذكور، بل اقتصر الحضور فيه على النائب مروان حمادة، بصفته ممثلاً لكتلة اللقاء الديموقراطي. خطوة الغياب تلك لقيت تفسيرات عديدة في الأوساط السياسية، وهي التي تزامنت مع المتغيّرات في المواقف التي أطلقها النائب وليد جنبلاط خلال الأسابيع القليلة الماضية. أما في الأمانة العامة لقوى 14 آذار، فلم يقدم الأعضاء الذين اتصلت بهم &laqascii117o;الأخبار" جواباً عما إذا كان زملاؤهم قد انسحبوا من الهيئة التنسيقية لقوى الأكثرية انسحاباً دائماً ولا عن الأسباب الكامنة وراء غيابهم المتكرر. النائب السابق مصطفى علوش قال إن الأمانة العامة لم تسأل ممثلي اللقاء الديموقراطي عن سبب تغيبهم، &laqascii117o;وهم لم يبلغونا السبب". كلام مماثل قاله النائب السابق إلياس عطا الله. أما أحد أعضاء الأمانة العامة الذي طلب عدم ذكر اسمه، فقال لـ&laqascii117o;الأخبار": &laqascii117o;نكون أطفالاً إذا قلنا إن تغيّب ممثلي الحزب الاشتراكي غير مرتبط بالمسار السياسي الذي اتخذه جنبلاط خلال الأسابيع الفائتة". لكن المصدر أكّد في الوقت عينه أن الأمانة العامة لقوى 14 آذار لم تتبلغ رسمياً أو بطريقة غير رسمية وجود نية لدى الحزب الاشتراكي واللقاء الديموقراطي بسحب ممثّلهما منها.لكن النائب أكرم شهيّب قدم تفسيراً بسيطاً لما جرى. فمشاركته والنائب مروان حمادة في اجتماع الأمانة العامة لقوى 14 آذار، لم تكن يوماً بالأصالة، بل إنها كانت تجري بدلاً من ممثل اللقاء الديموقراطي الوزير وائل أبو فاعور. ويوم أمس، كان أبو فاعور مشغولاً، وكان شهيّب وحمادة يحضران لقاء الأربعاء النيابي في ساحة النجمة.
ـ صحيفة 'النهار'
غسّان حجار:
12 تموز 2006 - 12 تموز 2009
صحيح ان كثيرين فرحوا في حرب تموز 2006، وقد سمعت تكراراً هذا الحديث من أناس كرهوا 'حزب الله' حتى صاروا يتمنون ان تقضي اسرائيل عليه، فيما كان آخرون يحلفون بـ'صرماية السيد حسن'، ليرسموا معاً صورة التناقض اللبناني البالغ البشاعة حتى في زمن الحروب، وهو دليل على رغبة اضافية لدى اللبنانيين بالاستقواء بالخارج دائماً لحسم الامور الداخلية، كما يجري مراراً وتكراراً، واليوم مع بدء تأليف الحكومة الجديدة. لكن مشاهد الدمار والدماء والعائلات المفترشة الساحات والحدائق العامة وملاعب المدارس حركت شعوراً إنسانياً دفيناً لدى كثيرين آخرين ممن لم يتفاعلوا مع المقاومة، ولم يحبوا الحزب يوماً، لكن محبتهم هذه لم تبلغ حد الكره، فانطلقوا في أعمال تضامن ومساعدة لانقاذ إخوة لهم ومواطنين. هذا التضامن لم يستمر بسبب السياسة، وبسبب عدم استثماره من جانب 'حزب الله' في زمن السلم، بل بالاحرى بسبب سياسة الاستعداء التي ناصبها الحزب لمواطنيه في أكثر من محطة.والواقع ان الحزب لا يتحمل وحده مسؤولية هذا الوضع، بل ساهم فيه كثيرون، دفعوا بالحزب الى ما صار عليه، وأرادوا بقصد أم من غير قصد، إضاعة الانتصار المحقق على اسرائيل. صحيح ان الانتصار أو ما يسمى كذلك وفق كثيرين، جاء غالي الثمن، بل باهظاً، الا انه صمود حقيقي في مواجهة الدولة الحربية الاقوى في العالم، وهذا في ذاته انتصار. الانتصار ضاع ولم يسجل في ذاكرة وطنية جامعة. فبين 12 تموز 2006 و12 تموز 2009، ثلاث سنوات كأنها دهر تمكّن من محو الذاكرة.
ـ 'النهار'
رضوان عقيل: نواف الموسوي 'سوسلوف' حزب الله
السيد نواف الموسوي القيادي البارز في 'حزب الله' وصاحب الشخصية القوية الذي يحسن قراءة المتغيرات هو من الكوادر الاولى رغم صغر سنه. يسبح بين ارقام الرياضيات والفيزياء ومعادلاتها ويغرق في النظريات الفلسفية والفتاوى الدينية. انه ميخائيل 'سوسلوف' الحزب. في السيرة الذاتية لعضو كتلة 'الوفاء للمقاومة' النائب نواف الموسوي انه من مواليد 10/9/1965 والصحيح على ما أفاد والده انه ولد في 14/7/1964، وهو من بلدة ارزون في قضاء صور، لكنه نشأ في الضاحية الجنوبية وبيروت واسرته مؤلفة من اربعة شبان وثلاث بنات وله شقيق وشقيقة ايضا من والدته.(...) وعندما تسلم الأمين العام الحالي للحزب السيد حسن نصرالله الموقع الاول في الحزب نشأت علاقة خاصة بين الرجلين. وفي البداية تسلم إدارة أحد الملفات في اشراف نصرالله شخصياً ونال إعجابه.ولدى سؤاله عن هذه العلاقة، يتوقف الموسوي عن الكلام ليرد: 'السيد نصرالله هو قائدي وولي أمري إن قام أو قعد'.
- 'النهار'
اميل خوري:
بعد التهديدات الإٍسرائيلية المتكرّرة للبنان وإيران..هل يكون الخريف حاراً إذا مرّ  لصيف بارداً ؟ ..كيف السبيل اذاً الى تجنيب لبنان حربا اسرائيلية مدمرة لم يعد لبنان قادرا على تحمل عواقبها نظرا الى اوضاعه الاقتصادية والمالية الهشة؟ يقول وزير سابق انه ينبغي الاتفاق بين القيادات اللبنانية على اختلاف اتجاهاتها ومشاربها ولا سيما مع قيادات حزب الله على الا يعطي لبنان اسرائيل اي ذريعة لشن حرب عليه كما ادعت عندما وقعت حرب تموز وكانت حجتها ان حزب الله كان البادئ في خطف جنديين اسرائيليين داخل الاراضي الاسرائيلية وصورت لبنان امام العالم بانه كان هو البادئ بالاعتداء. لذلك ينبغي على جميع القيادات اللبنانية التعهد بعدم اعطاء اسرائيل اي ذريعة للاعتداء على لبنان، حتى اذا كانت هي البادئة بدون اي سبب مباشر فإن الجبهة الداخلية اللبنانية تكون عندئذ قوية ومتماسكة في مواجهة العدوان وتكون حكومة الوحدة الوطنية الجاري تشكيلها هي الضامن لتحصين هذه الجبهة. وعندما تكون اسرائيل هي المعتدية على لبنان، فإن الدول العربية الشقيقة والصديقة ستقف معه ولا سيما الولايات المتحدة الاميركية والاتحاد الاوروبي، لا بل مطلوب من الدول العربية ولا سيما سوريا ومصر والسعودية، ان تقف معه وتمده بكل المساعدات المطلوبة، وان تكون ايران من بين دول المنطقة التي تقدم مساعداتها للبنان ولا سيما ان حزب الله هو الذي تستهدفه اسرائيل بصورة خاصة في عملياتها العسكرية. لكن السؤال الذي يطرحه الوزير السابق على نفسه هو: ما الذي يفعله حزب الله اذا تعرضت ايران لضربة عسكرية اسرائيلية كما يدور الكلام على ذلك في غير محفل سياسي وعسكري في حال تعذر التوصل الى اتفاق حول ملفها النووي. هل يفتح حزب الله النار على اسرائيل فيصبح لبنان مرة اخرى ساحة لحرب الآخرين، وهل يستطيع هذا الحزب ان يبقى مكتوفا اذا كانت ايران تتعرض لهجوم اسرائيلي او اميركي او لهجوم مشترك. وما الذي يضمن ان حزب الله لن يتحرك ولن يشاركه في رد هذا الهجوم بفتح جبهة الجنوب اللبناني وهل مشاركة الحزب في حكومة وحدة وطنية تكفي للحصول على ما يضمن بقاء لبنان خارج اي حرب في المنطقة كما بقيت سوريا وايران ودول عربية خارج حرب تموز 2006 خصوصا ان قرار الحرب والسلم بحكم الدستور اللبناني يتخذه مجلس الوزراء بغالبية ثلثي اصوات عدد الوزراء الذين تتألف منه الحكومة. وليس من حق اي حزب او طرف لبناني اتخاذ هذا القرار بمفرده...اما اذا قامت حرب اميركية – ايرانية او حرب اسرائيلية – ايرانية، فهل ينبغي على لبنان ان يدخل فيها؟ الجواب على ذلك قد يثير خلافا بين اللبنانيين. فمنهم من يرى ان لا شأن للبنان في هذه الحرب كما لم يكن لايران شأن في حرب تموز. ومنهم من يرى ان سوريا اذا دخلت في هذه الحرب الى جانب ايران، فان على لبنان ان يدخل معها فيها، واذا لم تدخل سوريا، فان من حق لبنان عندئذ ان يحذو حذوها خصوصا عندما يكون هذا هو موقف سوريا رغم ان بينها وبين ايران حلف استراتيجي...
- صحيفة 'السفير'
علي الموسوي:
زوّد &laqascii117o; الموساد" خلال 4 سنوات بمعلومات عن المقاومة وكوادرها استخدمت في حرب تموز..مروان فقيه شبكة تجسّس قائمة بذاتها.. والإسرائيليون شجّعوه للسير على خطى والده  ورث العمالة عن والده الذي كان في عداد قوى الأمن الداخلي ومات من دون أن يعرف به أحد أنّه كان عميلاً لجهاز &laqascii117o; الموساد" الإسرائيلي، وتواصل مع هذا الجهاز في فرنسا وبلجيكا فكريات شمونة التي كانت محطّته الأولى في هذا المشوار غير المربح على الإطلاق إلاّ لجهة السمعة السيئة ودخول السجن بتهمة الخيانة. إنّه مروان كامل فقيه الذي أحاله قاضي التحقيق العسكري الأوّل رشيد مزهر على المحاكمة أمام المحكمة العسكرية الدائمة بجرائم تصل عقوبتها مجتمعة إلى الأشغال الشاقة المؤقتة بين ثلاث سنوات وخمسة عشر سنة. ويسرد مزهر في قراره الاتهامي نتفاً من الصراع الاستخباراتي القائم بين المقاومة و&laqascii117o;الموساد" الذي وضع نصب عينيه أهدافاً معيّنة للقضاء على هذه المقاومة عبر اغتيال قياداتها وكوادرها وفي مقدّمتهم السيّد حسن نصر الله. ولذلك طلب&laqascii117o;الموساد" من فقيه، وهو واحد من سلسلة طويلة غير مترابطة من الجواسيس والعملاء، تزويده بمعلومات عن مسؤولين في المقاومة وحزب الله وتحديد أماكن إقامتهم، وعن مخازن الأسلحة وأماكن وجودها للوصول إليها، مستخدماً تقنيات متطوّرة في عملية التواصل بينهما يضاف إليها &laqascii117o;البريد الميت" الذي يكفي وحده للدلالة على مدى الاختراق الإسرائيلي للساحة اللبنانية واستباحة سيادتها. واشتهر مروان فقيه بطريقته الخاصة في التعامل على الرغم من قصر فترة تعامله مع &laqascii117o;الموساد" والتي بلغت أربع سنوات بين العامين 2005 و2009، فلم يكتف بالمعلومات الخطية، بل طوّرها إلى المعلومات المصوّرة لأنّها أكثر ربحاً على الصعيد المادي مع أنّه غير محتاج للمال، فراح يزرع كاميرات صغيرة الحجم في محطّة المحروقات التي يملكها على طريق عام زبدين ـ النبطية ويلتقط الصور لكلّ مسؤول في حزب الله يحضر إلى محطته لملء سيّارته بالوقود، ولكنّها حسبها جيّداً عندما أمره ضبّاط الموساد" لكفاءته ومهارته، بالانتقال من مرحلة جمع المعلومات إلى مرحلة التنفيذ والقيام بالاغتيالات فرفض خشية انكشاف أمره. وبحسب ما يستشفّ من مضمون القرار، فإنّ فقيه شكلّ بمفرده شبكة تجسّس قائمة بحدّ ذاتها وأظهر براعة كبيرة في التعامل، علماً أنّ عمله هذا استمرّ أربع سنوات فقط قبل أن يكشف عن تورّطه ويتمّ توقيفه وضبط الإثباتات والأدلّة الموجودة بحوزته والتي تدينه....(للقراءة).
- 'السفير'
عبد الكافي الصمد:
الجماعة الإسلامية واقترابها من حزب اللّه: تصحيح وتوازنلم يكن اللقاء الأخير الذي عُقد مطلع الشهر الجاري بين نائب الأمين العام لـ&laqascii117o;حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، ونائب الأمين العام لـ&laqascii117o;الجماعة الإسلامية" إبراهيم المصري، روتينياً أو عادياً، أو يأتي ضمن لقاءات الطرفين التي كانت قليلة بينهما في السنوات الماضية. اللقاء لم يكن ثنائياً على جاري عادة اللقاءات التي تُعقَد بين قيادتَي الطرفين على هذا المستوى، وهو الأعلى في ظل انقطاع التواصل منذ مدة طويلة بين الأمينين العامين للحزب والجماعة، السيد حسن نصر الله والشيخ فيصل مولوي، بسبب الوضع الصحّي للأخير، ما أعطى إشارة إلى أن المواضيع التي تناولها كانت كثيرة وعميقة، وهي جرت في حضور عضو المجلس السياسي للحزب الشيخ عبد المجيد عمار.ومع أن البيان المقتضب الذي صدر عقب اللقاء قد أشار إلى أنه &laqascii117o;بُحثت فيه الأوضاع العامة في البلاد..."، فإن ما صرح به المصري استوقف مضمونه أكثر من مراقب ومتابع لطبيعة العلاقة بين الطرفين الأبرز على الساحة الإسلامية، بطرفيها الشيعي والسنّي. مصادر متابعة ومعنية على الساحة الإسلامية لفتتها إشارة المصري إلى أن اللقاء أتى &laqascii117o;بعد غياب طويل نسبياً"، ما يدل ـــــ وفق رأيها ـــــ على أن &laqascii117o;الانقطاع بين الطرفين كان حاصلاً، وأن الاعتراف به يمثّل تعبيراً صريحاً عن عدم القبول به، وإعلان نيّات غير مباشر بضرورة تعويض ما فات لإعادة المياه إلى مجاريها".اعتراف المصري بأن العلاقة بين الحزب والجماعة &laqascii117o;ليست مجرد علاقة سياسية أو انتخابية عابرة" يأتي في هذا السياق، وخصوصاً عندما يشير بعده إلى أنها، أي العلاقة، &laqascii117o;تعود إلى سنوات دأبنا من خلالها على أن نتكامل في أدائنا في رعاية ساحتنا الإسلامية، لأنهما ـــــ أي الجماعة والحزب ـــــ يريان أنّ الحركة الإسلامية يكمل بعضها بعضاً، سواء أكان ذلك في الإطار الإسلامي الدعوي، أم في إطار القضايا الكبرى التي تهم الوطن، وأهمها قضية المقاومة".النقطة الأخيرة من تصريح المصري بخصوص المقاومة استرعت انتباه المتابعين كثيراً، وتحديداً ندما قال إنه &laqascii117o;جرى الحديث مع نائب الأمين العام لـ&laqascii117o;حزب الله" في شؤون كثيرة، نأمل أن تأخذ طريقها إلى التنفيذ، وإلى أن تصبح مساراً يحرك الساحة الإسلامية ويعيدها إلى أصالتها"، وهو ما رأت المصادر أنه &laqascii117o;تمهيد لعودة العلاقة بين الطرفين إلى ما كانت عليه قبل عام 2004، وخصوصاً لناحية التنسيق الذي كان قائماً بين الجماعة والحزب عسكرياً، لكون الجماعة كانت حتى ذلك الحين أحد أبرز الأطراف التي شاركت الحزب في هذا المجال عبر جناحها العسكري المعروف بـ&laqascii117o;قوات الفجر"، وأن هذا التنسيق توقف على نحو شبه كامل بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط 2005، وغداة المواقف السياسية للجماعة التي اتخذتها بعد ذلك، والتي أحدثت هوّة بينها وبين الحزب لم تُردَم جزئياً إلا في الآونة الأخيرة". لكن المصادر المتابعة لا ترى أن &laqascii117o;الصفحة الجديدة" التي فُتحت بين الحزب والجماعة &laqascii117o;مرتبطة بموقف الطرفين المتناغم إلى حد بعيد من فكرة المقاومة وعملها فقط"، بل تهدف أيضاً إلى &laqascii117o;التعاون والتنسيق بينهما على الأرض أمنياً، لاستيعاب أي إشكالات قد تحصل في أماكن وجود الطرفين ودرئها، وخصوصاً أنهما ينطلقان في ذلك من تاريخ مشترك لم يسجل فيه حصول أي تصادم يذكر بينهما في السابق، حتى في أشد الأوقات حراجة". في موازاة ذلك، لا تتجاهل المصادر &laqascii117o;وجود 3 عوامل رئيسية أسهمت في عودة المياه إلى مجاريها بين الحزب والحركة، أولها غياب رئيس &laqascii117o;جبهة العمل الإسلامي" فتحي يكن منذ أكثر من شهر، الذي أحدث رحيله فراغاً لا يمكن أحداً بعده أن يملأه بسهولة ضمن الساحة الإسلامية، كذلك إن &laqascii117o;الحساسية" المفترضة التي كان يثيرها يكن للجماعة من ناحية علاقته الوثيقة مع &laqascii117o;حزب الله" ينبغي أن تكون قد زالت، وأن لا عقبات يفترض وجودها بعد اليوم بين الجانبين على هذا الصعيد".أما العامل الثاني الذي أسهم أيضاً في إعادة فتح الصفحة الجديدة بين الحزب والجماعة، فيتمثل وفق المصادر بـ&laqascii117o;الارتباك السائد حالياً في أوساط القيادة الجماعية لجبهة العمل بعد وفاة يكن، الذي يحتاج إلى وقت ليس معلوماً مدته لاحتوائه واستقراره، وهو ما جعل الحزب يبدو في مكان ما بحاجة ماسة الآن إلى طرف إسلامي إضافي على الساحة السنية، للتعاون معاً بهدف لجم &laqascii117o;الاندفاعة المذهبية"، وهو أمر ترى فيه الجماعة مصلحة مشتركة لها مع الحزب، وينسجم مع اقتناعاتها وتاريخها". والعامل الثالث يعود، على حد رأي المصادر، إلى الجماعة الإسلامية ذاتها، التي ترى أن &laqascii117o;ابتعادها عن الحزب أفقدها دورها على الساحة الإسلامية في لبنان والتوازن الذي كانت تقيمه معه مذهبياً، كذلك فإن التحاقها بتيار المستقبل تحت ضغط الشارع السنّي بعد اغتيال الحريري كاد يفقدها دورها ووجودها إلى حدود الإلغاء، ما جعلها ترى في نهاية المطاف أن علاقة الند للند مع الحزب أفضل لها بكثير من تبعيتها للمستقبل وغيره".
- 'النهار'
راجح الخوري:
من أين هبط التفاؤل ؟
..قيل إن الرئيس نبيه بري ضغط على البنزين وضاعف تحركه في اتجاه تسهيل مهمة الحريري، ووفق 'خريطة طريق' يشاركه فيها الرئيس ميشال سليمان والنائب وليد جنبلاط. وقال المعاون السياسي للامين العام لحزب الله حسين الخليل: 'إن قطار المفاوضات او المشاورات وضع على سكته الصحيحة. فالاستحقاق لبناني بامتياز والجهد يجب ان يكون لبنانياً...'. وقيل ايضا إن الوزير جبران باسيل شرح نظرية 'النسبية' بكل الفواصل والارقام والنسب والكسور والقسمة والطرح والجمع، وان الرئيس المكلف استمع بعناية تمهيدا طبعا للدرس والتمحيص ! ولكن كل هذا لا يكفي لكي ينطلق قطار الحكومة العتيدة، وإن يكن جنبلاط قد خرج من الاجتماع مع بري ليقول: 'وجدنا كل الجو الايجابي في موضوع تشكيل الحكومة (...)'... في اي حال، بدا الامر رأسا على عقب بعد تصريح جنبلاط في عين التينة وكلام الخليل في الرابية. فعلى حد علم اللبنانيين ان المسألة الحكومية مرتبطة بمعادلة 'س – س'، اي سوريا – السعودية التي سبق ان اخترعها الرئيس بري الذي يبزّ كل اطباء البنج في المستشفيات اللبنانية عندما يطلق عادة راجمات التفاؤل العنقودي من عين التينة، فيخرج الناس في اثر هذا التفاؤل ويعودون غالبا مثل حُنين ! ولكن كلام جنبلاط والخليل اوضح صراحة ان المسألة مرتبطة بمعادلة 'ل – ل' اي انها لبنانية – لبنانية، واكثر من هذا يرى جنبلاط 'ان تشكيل الحكومة يفتح المجال بشكل عريض امام التضامن والمصالحة العربيين، او اللقاء السعودي – السوري الذي سينعكس ويزداد انعكاسه على لبنان'...وعندما يحدد 'حزب الله' شروطه وشروط المعارضة بين 'سقف اعلى عنوانه المشاركة الفاعلة والمقررة، وحد ادنى عنوانه ألا يكون وزراؤها شهود زور او زيادة عدد'، فانه بذلك يدعو الحريري الى ابتكار 'صيغة ضامنة' من خارج سياق 'الثلث المعطل' المرفوض من الاكثرية شرط ان يكون لها مفعول التعطيل من خلال 'الفعل والتقرير'. ولذلك فإن 'اليد الواحدة لا تصفق'، كما قال الحريري قبل يومين، و'لا خريطة لفك طلاسم شيطان التفاصيل'، كما يقول تلفزيون'المنار'.اذاً، هل نحن أمام مجرد حقنة بنج يغرزها الدكتور بري ؟!.
- 'النهار'
باريس – من سمير تويني:
مصادر فرنسية: المشاركة كما تطلبها المعارضة تنقض نتائج الانتخابات التي اعترفت بها - لفتت مصادر ديبلوماسية في باريس الى ان المعارضة اللبنانية لم تعترض على نتائج الانتخابات النيابية، غير انها لم تقر بنتائجها، اذ ان الامين العام لحزب الله، على رغم اعترافه بخسارة الانتخابات اعتبر ان الاقتراع الشعبي كان لمصلحة المعارضة. وبمعنى آخر، ان الذين يدعمون المعارضة اللبنانية اقليميا لم يعترفوا حتى الان بخسارتهم وما زالوا بعد اعلانهم انهم على الحياد ويريدون انتخابات بكل شفافية وعدم تدخل خارجي، يحاولون ان يفرضوا على الغالبية اللبنانية وعلى رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري شروطا لا يمكن ان تسهل تأليف الحكومة بالسرعة المطلوبة. فالمشاركة التي تطالب بها المعارضة حاليا تنقض نتائج الانتخابات التي كان يعلن الفريق المعارض انه سيفوز بها او انها ستتم بمعادلة الفريقين، فيما النتائج الحقيقية جاءت نقيض هذا التصور وفازت الغالبية بفارق 14 مقعدا، حتى ان العماد ميشال عون وحزب الله اعلنا انها الارادة الشعبية. فهذه الارادة رفضت مشروع المعارضة ومطالبها التعجيزية. والنتائج الشفافة التي ايدتها الاسرة الدولية تخول الغالبية تأليف حكومة اتحاد وطني وفق معاييرها، لهشاشة الوضع الداخلي والسياسي، ويمكنها رفض الثلث الضامن او المعطل.وتشير هذه المصادر الى ان بعض القوى الاقليمية لا يسعها في الوضع الحالي فرض شروطها، وعليها ان تغير مواقفها الفعلية وليس المعلنة لاحداث تغيير ايجابي، وعدم تحريض الافرقاء المحليين على اتخاذ مواقف مغايرة لمواقفها الرسمية، خصوصا ان القيادات اللبنانية انفتحت مجددا على دمشق ولا تنكر 'حقائق التاريخ والجغرافيا والروابط بين سوريا ولبنان'...وتشير المصادر الى ان المطلوب من سوريا ليس فك ارتباطها بايران كما يشير البعض، بل تعديل مواقف الديبلوماسية السورية واستثمار الاجواء الايجابية السائدة عالميا واقليميا، والبناء عليها بغية التوصل الى حلول للمشكلات التي تواجه الشرق الاوسط، ومنها ثلاثة مواضيع يعتبرها الغرب مهمة: العراق، والسلام الاسرائيلي الفلسطيني و'حماس'، والملف اللبناني، وذلك بمعزل عن الملف الايراني. اما في شأن الملف اللبناني، فانه مطلوب من دمشق بعد عودة حوارها مع السعودية، اداء دور ايجابي لمواكبة الوضع اللبناني دون التدخل سلبيا، بل حض الاطراف على التعاون في ما بينهم، وتكثيف الحوار الداخلي للتوصل الى توافق ومصالحة وطنية بين جميع الافرقاء، بغية عدم العودة الى مؤتمر دوحة ثان لتشكيل الحكومة العتيدة.وتعتبر الاوساط ان الانفتاح السوري – السعودي الذي يدل على ادراك لأهمية ترك اللبنانيين يشكلون حكومتهم والذي ما زال يواجه بعض العوائق، يشكل حوارا اقليميا بناء قد يعزز اجواء الثقة المتزايدة اقليميا والتي قد تشكل الضمانات التي يطالب بها الفريق المعارض، لأن حزب الله لا يطالب سعد الحريري بضمانات من اجل بقاء سلاحه او عدم تعرض المحكمة الخاصة للبنان له وتسييسها، بل يطالب المجتمع الدولي بها. كما ان اي تعديل في التركيبة اللبنانية يحتاج الى موافقة اقليمية وعربية كما حدث يوم توافق العرب على مقررات مؤتمر الطائف. وتعتبر هذه الاوساط انه لم يعد هناك عوائق حقيقية تمنع تطور العلاقات بين لبنان وسوريا، باعتبار ان سوريا ابدت انفتاحا على جميع الاطراف اللبنانيين، وهناك تراجع لعوامل اقليمية لمصلحة اللعبة السياسية الداخلية التي تحتاج الى مزيد من التدعيم.
- 'السفير'
سليمان تقي الدين:
محاصصة أم شراكة سياسية؟!
..من حق الأكثرية النيابية أن تشعر بوطأة مطالب الأقلية وقدرتها على النقض والتعطيل، لكن المسؤولية مشتركة عمّا آلت إليه الحياة الوطنية كلها من نتائج تقسيمية بالمعنى الفعلي للكلمة، ولا مخارج ممكنة إلا بالتوافق. هذا إذا كان تأخير تأليف الحكومة يعود فقط إلى اعتبارات المحاصصة وحدها وكأن القضايا الوطنية الكبرى متفق عليها. أما حقيقة الأمر فهي خلاف ذلك. ما زالت الكتلتان تتصارعان على خيارات سياسية حول أولويات وأرجحيات السلطة ولو أن أحداً من الفريقين لا يملك مشروعاً للدولة. كانت المخارج التي جاء بها &laqascii117o;اتفاق الدوحة" مخارج ظرفية مؤقتة. بل هو قام على فكرة التسوية السياسية التي تعكس موازين القوى على الأرض فكرّسها بكل بنوده ولم يفتح أفقاً لإعادة تشغيل القواعد والمعايير التي تحكم النظام الديموقراطي. لم يأخذ بنص &laqascii117o;الطائف" أو الدستور أو بروحهما. أقر قانون انتخاب يساهم في تعميق الأزمة ولو أنه ليس العنصر الوحيد فيها... يقودنا هذا إلى الإشكالية الخطيرة التي حكمت مسيرة المقاومة الوطنية في أطوارها المختلفة وقيادتها المتنوعة. فهي رغم تضحياتها وإنجازاتها غير المسبوقة، تقف عاجزة عن إحداث أي تبديل ملموس في طبيعة ووظيفة ودور النظام المناقض لتوجهاتها. فهي لا تستمد شرعيتها وقوتها من مشروعها الوطني ونفوذها في المدى اللبناني الأوسع بل من موقعها داخل التشكيلة الطائفية وقوتها المادية، وهي تتكئ على تحالفات تقليدية من قوى النظام نفسه. كشفت الانتخابات النيابية عن تموضع مذهبي لا يراعي أبداً كون المقاومة إنجازا وطنيا لبنانيا وحاجة أكيدة للدفاع عن لبنان بوجه المخاطر الإسرائيلية. هذه القطيعة بين إرث المقاومة وتموضعها السياسي هي عقبة أساسية في احتمالات الإصلاح السياسي الذي يطوّر صيغة النظام ليصبح أكثر استجابة للمهام الوطنية في الخارج والداخل....
- 'السفير'
حلمي موسى: جنود إسرائيليون يكشفون جرائمهم في غزة: التدميـر أولاً وإطـلاق النـار علـى الأبـريـاء .. - وقد عرض تقرير صادر عن منظمة &laqascii117o;نكسر الصمت" الاسرائيلية، امس، شهادات أكثر من 30 جنديا ممن شاركوا في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وفضح طرق الالتفاف على قرار المحكمة العليا الإسرائيلية الذي يحظر استخدام المدنيين الفلسطينيين كدروع بشرية. يشار إلى أن المحكمة العليا أقرت فقط في تشرين الأول العام 2005 بأن استخدام المدنيين كدروع بشرية أمر ينتهك معاهدة جنيف الرابعة لحماية المدنيين في زمن الحرب.. وبين الشهادات ما أشار إلى المساس الواسع والمقصود بالمدنيين وإلى استخدام &laqascii117o;القذائف الفوسفورية" في الحرب على غزة، غير أن أبرز ما تم التركيز عليه هو عودة الجيش الإسرائيلي لاستخدام &laqascii117o;إجراء الجار"، وهو &laqascii117o;الاسم السري" لاستخدام مدنيين فلسطينيين كدروع بشرية. والواقع أن التقرير لم يقصر شهاداته على ما ارتكبه جنود ضد فلسطينيين، بل بلغ هذه المرة حد تقديم الشهادات عن التحريض الديني الذي تعرض له الجنود من الحاخامية العسكرية. وعرض التقرير لشهادات تصف تدخل الحاخامات في الحرب وتصويرهم إياها على أنها حرب دينية بين أبناء النور وأبناء الظلام...
- 'الأخبار'
نقولا ناصيف:
الحكومة المؤجلة بين تسارع الاجتماعات وتراخي التأليف -  رغم الحركة المتسارعة للاجتماعات التي ترافق مساعي تأليف الحكومة الجديدة على محاور القوى الخمس الرئيسية المعنية، الرئيس المكلف سعد الحريري والرئيسين نبيه برّي وميشال عون والنائب وليد جنبلاط وحزب الله، لا نتائج جدّية ملموسة مع اقتراب نهاية الأسبوع الثالث على التكليف، أضف غياب رئيس الجمهورية ميشال سليمان عن البلاد، ما يدفع بالاستحقاق إلى أسبوع رابع. واستناداً إلى معطيات جهات واسعة الاطلاع على صلة وثيقة بالمراجع الرسمية، أفضت الحصيلة الأخيرة للاتصالات واللقاءات إلى نتائج، منها:
1 ـــــ لا تزال دمشق تنتظر أجوبة الرياض حيال اقتراحات استعجال تأليف الحكومة الجديدة، بعدما استقرت العاصمتان على ثوابت يستظلها حوارهما، وتتركز على مبادئ طرحتها المملكة على سوريا، فأجابت هذه عنها بانفتاح بعدما لاحظت جدّية مسار الحوار السعودي ـــــ السوري، ورغبته في التوصّل إلى حلول مجدية. أما المبادئ التي طرحتها الرياض، وأرادت بها تلخيص وجهة نظرها في الشق المتعلق بالشأن اللبناني فهي: معارضتها تأليف حكومة اللون الواحد، دعمها تأليف حكومة وحدة وطنية، تحفّظها عن إعطاء المعارضة الثلث الزائد واحداً مع تأييدها توفير كل الضمانات اللازمة لها لطمأنتها إلى دورها في مجلس الوزراء وفي اللعبة السياسية الداخلية. في المقابل لم تقل سوريا إنها مع الثلث الزائد واحداً للمعارضة، ولا قالت إنها ضدّه، تاركة الخيار لحلفائها اللبنانيين مع إظهار كل استعداد للتعاون وتسهيل تأليف الحكومة الجديدة.
2 ـــــ اعتقاد سائد في أوساط المراجع الرسمية بأن زيارة العاهل السعودي الملك عبد الله والرئيس المكلف للحكومة إلى دمشق باتت جزءاً لا يتجزأ من الصفقة السياسية التي سيبرمها السعوديون والسوريون في شقيها الثنائي واللبناني. وإذ يبدو مبدأ الزيارة محسوماً بالنسبة إلى الرياض، فإن الغموض يحيط بتوقيتها. وهي تقع في صلب التسهيل المرتقب لتأليف الحريري حكومته. ووفق ما ترويه الجهات الرسمية، تصرّ دمشق على أن يحصل اللقاء على أراضيها تعبيراً عن فتح صفحة جديدة في علاقاتها بالملك ومصالحتها الحريري، بعدما كانت قد رفضت عقده على هامش قمّة دول عدم الانحياز التي تلتئم في شرم الشيخ، وغاب عنها الملك السعودي والرئيس السوري.
3 ـــــ دخول رئيس الجمهورية على خط مساعي العاصمتين حيال الاستحقاق الحكومي، بإيفاده السبت الماضي (11 تموز) إلى دمشق، في زيارة خاطفة استمرت ثلاث ساعات، المدير العام للأمن العام اللواء وفيق جزّيني ناقلاً رسالة إلى القيادة السورية تسلّمها مسؤول أمني سوري رفيع، وانطوت على الموقفين الآتيين: طلب مساعدة سوريا لتسهيل إبصار الحكومة النور، وتمسّك الرئيس بحصة لا تقل عن ستة وزراء تمثّل الدور الضامن للتوازن السياسي في الحكومة الجديدة انسجاماً مع موقع رئاسة الجمهورية بين قوى 8 و14 آذار. وتعكس هذه الزيارة اعترافاً إضافياً، رسمياً رفيع المستوى، بتأثير سوريا في معادلة التأليف، في وقت يأمل فيه رئيس الجمهورية والرئيس المكلف الحصول على تنازلات متبادلة من الموالاة والمعارضة، من شأنها دفعهما إلى تسوية لا يشتغلان على تحقيقها في الوقت الحاضر، إلا أنهما لا يشتغلان على الحؤول دونها.
4 ـــــ رغم استمرار التباعد بين موقفي الموالاة والمعارضة، وشروطهما بشأن المشاركة في الحكومة الجديدة، نراهما يلتقيان على وجهة نظر مزدوجة: عدم استعجالهما تأليف الحكومة الجديدة وإمهالها مزيداً من الوقت لتوفير أوسع تفاهم من حولها، واتفاقهما الضمني على إبقاء تباين شروطهما هذا تحت سقف الاستقرار وعدم تصعيد التناقض ولا افتعال التوتر. فإذا بهما يخوضان التفاوض حول التأليف بتراخٍ ظاهر وبموجات من التفاؤل والارتياح وهما يدركان صعوبة التوصّل إلى اتفاق نهائي سريع، أو في أحسن الأحوال لا يتزامن مع تفاهم سعودي ـــــ سوري مماثل. كذلك لا يرفعان وتيرة التشنج ولا ممارسة ضغوط مباشرة على الرئيس المكلف. الحظ الذي لم يُعط لرئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة الذي واجه، منذ الساعات الأولى لاستشارات تأليف حكومة الوحدة الوطنية في 27 أيار 2008، حملات قاسية من المعارضة وشروطاً متصلّبة في طلب الحقائب وأنواعها وتقاسمها، رغم أن اتفاق الدوحة حدّد لقوى 8 و14 آذار حصة كل منهما في حكومة الوحدة الوطنية، ومنح المعارضة الثلث الزائد واحداً الذي مثّل مفتاح تأليفها برئاسة السنيورة، ووفّر عنها خصوصاً الكثير من التجاذب والتناحر.
على النقيض منها، لا يستند تأليف الحكومة الحالية إلى اتفاق مسبق حول نصابها، ولا يجري تحت سقف تقاسم الحصص الوزارية، لا بين الموالاة والمعارضة ولا داخل كل منهما. فالحريري لا يواجه عراقيل مشابهة للتي تعرّض لها السنيورة، مع أن المعارضة موزّعة على مواقف ثلاثة تفتقر في الظاهر إلى الانسجام:
ـــــ رئيس المجلس الذي لم يقل بعد إنه يطلب الثلث الزائد واحداً، مصراً في الوقت نفسه على &laqascii117o;المشاركة الفعلية" التي يحتمل تأويلها إيجاد أكثر من وسيلة للتعبير عنها، قد يكون أحدها ـــــ وليس الوحيد ـــــ الثلث الزائد واحداً.
ـــــ حزب الله الذي خيّر الموالاة بُعيد خسارة المعارضة انتخابات حزيران بين الثلث الزائد واحداً أو ضمانات، بات يصرّ الآن على الثلث الزائد واحداً الذي يعدّه في ذاته الضمان الشافي الوحيد، ويؤيده في موقفه هذا النائب سليمان فرنجية.
ـــــ الرئيس ميشال عون الذي يتمسّك بالنسبية في تقاسم الحصص.
- 'الأخبار'
جان عزيز:
ومسيحيو الأقلية يردّون: ست أوراق حريرية مقلقة
... هنا، يطلق مسيحيو الأقلية إشكاليتهم: إذا كان صحيحاً أن حزب الله هو الأبعد شيعياً عن نمط العيش المسيحي، فأين تقع الحريرية سنِّياً من مسألة الشراكة المسيحية في السلطة؟ والأهم، كيف يمكن هذه الحريرية، أن تتطور وتتبلور، في حضور حزب الله، أو في غيابه؟.. وفي هذا السياق تفيد الأرقام، أن الديموغرافيا السنية في لبنان، هي الأكثر زيادة وارتفاعاً وتفجّراً. طبيعياً عبر نسبة الولادات السنية وهي الأعلى في لبنان بين الطوائف كافة، واصطناعياً، نتيجة التداعيات المستدامة لمرسوم التجنيس لعام 1994. بعدما تبين أن &laqascii117o;الترويكتين" اللبنانية والسورية آنذاك، مرّرتا مرسوماً سنياً بامتياز، أضاف ما لا يقلّ عن 6 في المئة من السنّة، إلى مجموع المواطنين اللبنانيين. إنه مؤشر أول يطرح السؤال الأول: من يمثّل &laqascii117o;الخطر الأكبر" على الديموغرافيا المسيحية المؤهلة للشراكة المتوازنة في السلطة: الحريرية أم حزب الله؟. ثانياً، الأرض: كانت آخر إحصاءات الثمانينات تشير إلى أن المسيحيين في لبنان، كانوا لا يزالون يملكون نحو 54 في المئة من مساحة لبنان العقارية. لكن ما هو الانطباع العام حيال الوضع على هذا الصعيد، بعد بروز الحريرية؟ من هي الجهة الأكثر قدرة اليوم على شراء الأرض؟ ومن هي الجهة القادرة على استدرار الأموال الخارجية لتملك الأراضي اللبنانية؟ ومن هي الجهة الأقدر على تسهيل ذلك رسمياً وقانونياً وعبر المراسيم؟. ثالثاً، الاقتصاد: من هي الجهة التي تمكّنت عبر عقدين من الزمن من تغيير ترتيب المصارف العشرة الأولى في لبنان؟ وكيف تبدل هذا الترتيب طائفياً؟ ومن هي الجهة التي خنقت الصناعة، ذات الهوية المعروفة، وأهملت الزراعة، ذات الهوية المعروفة أيضاً، ولاحقت قطاعات معينة حيث شبه احتكارات من هوية معينة؟ فمن اضطهد الوكالات الحصرية، ومن &laqascii117o;عرَّب" القطاع الإعلاني والإعلامي؟ وما كان تأثير ذلك كله في الطبقة الوسطى؟رابعاً، في تركيبة النظام الدستوري اللبناني: هل التنافس التلقائي لعمل مؤسسات الطائف، يضع رئاسة الجمهورية في تضادّ مع رئيس المجلس النيابي، أم مع رئيس لحكومة؟ وهل كان هاجس رؤساء جمهورية الطائف، جدول أعمال البرلمان، أم جدول أعمال سهيل بوجي؟ حتى إلياس الهراوي لم يتفق مع سليم الحص. وحتى إميل لحود، في ذروة العضلات السورية المزعومة، لم يحدّ من اجتياح رفيق الحريري للسلطة، دستورياً. هذا، كي لا نستذكر المؤسسات السبعين التابعة للسرايا، وبينها كل التنفيذ وكل الرقابة. وكي لا نستذكر قدرة آخر وزير على استحداث &laqascii117o;جارور" لا يقدر رئيس الجمهورية عليه. وكي لا نستذكر عدد المقاعد النيابية المسيحية &laqascii117o;الواقعة" في الأراضي الشيعية (4 مقاعد) مقابل تلك في الأراضي السنية وملحقها الدرزي (19 مقعداً).خامساً، في طبيعة التشكّل السياسي: من الجهة القادرة على أن تطلع من جيبها مديرين عامّين نواباً ووزراء مسيحيين موظفين لديها، وأكثر وأرفع فيما لو سمح الظرف، وقد كاد.سادساً، من هي الجهة التي أخذت الدور المسيحي في علاقات لبنان الدبلوماسية التاريخية.
من واشنطن وباريس وروما، حتى القاهرة. مع من بات هؤلاء يتحدثون؟ وأي موقع للدور المسيحي بقي لدى هذه القواعد؟بعد تلك المقارنة الشاملة، يسأل مسيحيو الأقلية: ترى، لو لم يكن هناك حزب الله، ولو كان هناك فعلاً مكانه فريق شيعي أقرب بكثير من هذا التنظيم الشيعي الديني الجذور، إلى نمط العيش المسيحي، من كان سيؤدّي دور التوازن في تلك المجالات الستة؟يتحدث بعض المسيحيين عن مشروع حوار في ما بينهم؟ فليبدأوا بهذه الإشكالية: كيف يقنع &laqascii117o;المتفاهمون" مع قريطم حلفاءهم، بأن يبلوروا في شكل واضح وثابت، تصورهم لنهائية الشراكة والتوازن، وكيف يقنع &laqascii117o;المتفاهمون" منهم مع &laqascii117o;الضاحية" حلفاءهم، بأن يبلوروا في المقابل تصوّرهم لنهائية ثقافة العيش معاً.

2009-07-16 00:00:00

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد