صحف ومجلات » مقالات وتحليلات الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الجمعة 17/7/2009

ـ صحيفة 'النهار'
خليل فليحان:
استغراب لاستعجال غراتسيانو وصف الإنفجار بأنه 'خرق' إستغرب مسؤولون بارزون استعجال قائد قوة 'اليونيفيل' الجنرال كلاوديو غراتسيانو إصدار بيان إعتبر فيه انفجار مستودع الذخيرة في بلدة خربة سلم الثلثاء الماضي 'خرقاً خطيراً لقرار مجلس الامن 1701'.  ورأت ان الجنرال الايطالي تسرّع في اللجوء الى اصدار بيان صحافي عن الحادث الذي وقع وسألت لماذا لم تكشف القوة التي يأمرها مستودع الذخيرة قبل انفجاره؟ ألم تصدر القوة الدولية بيانات عدة عن عدم وجود اسلحة في المنطقة التي ينتشر فيها معتمرو القبعات الزرق؟ وهل أدرك رد الفعل الاسرائيلي على ما حصل ولم يكن ينقصه سوى إنفجار ذلك المستودع كي تعاود تل أبيب تهديداتها للبنان، وهذه المرة من نوع سلمي اقله حتى الان بأنها ستعلم مجلس الامن وتشن حملة اعلامية مركزة على لبنان وعلى استمرار تسلح الحزب؟ كما ان التفجيرات التي وقعت في المنطقة لحدودية قريبة جدا منها ستشكل مادة للجدل والانتقاد من الاحزاب اللبنانية التي تعارض ‏بقاء السلاح في يد المقاومة وتيارات وحركات اخرى تؤيد المحافظة عليه. وأفادت مصادر هؤلاء المسؤولين ان موقف غراتسيانو المعلن لا لزوم له في هذا الوقت الحساس الذي تمر به البلاد. وسألته لماذا لا يصدر بيانات صحافية كلما إستباحت القوات الجوية الاسرائيلية الاجواء اللبنانية في شكل شبه يومي ولا أحد ينكر ان الجهات المتخصصة في رصد هذه الخروق تفيد على الفور قيادة قوات حفظ السلام في نيويورك بما يحصل؟
وافادت ان تسرّع القائد الايطالي أعطى اسرائيل ذرائع جديدة ستستثمرها الى حين ليس ضد الحزب وحده بل ايضاً ضد لبنان كدولة وحكومة تتحمل مسؤولية اي مواجهة قد تقع في أي وقت وهذا ما يعتقده مسؤولون عسكريون اوروبيون زار بعضهم بيروت وابلغوا الى أكثر من مسؤول التقوه قلقهم من احتمال لجوء اسرائيل الى شن عدوان جديد تحاول من خلاله  الثأر لهزيمتها في حرب تموز 2006.
ـ صحيفة 'السفير'
خالد حدادة:
تموز بين فرحة الصمود وغصة عدم اكتمال الانتصار
(...) حتى لا نتهم بالمغامرة ولو على المستوى السياسي والفكري، فإننا نسارع للقول بأن الصمود في وجه العدوان هو جزء الضرورة من الانتصار، الذي لو يتأمن له مشروع متكامل يجمع الوطني بالاجتماعي لكان يمكن تحويله الى انتصار... وبهذا المعنى فإن عدم اكتماله لا يقلل من أهميته وشأنه وتاريخيته، لأن دونه الموت موت حلم الوطن في لبنان، وموت حلم العدالة لشعبه، وموت حلم فلسطين بعودة أبنائها وتحقيق حلم دولتهم...
ولكن في القلب غصة كبرى رغم فرحة الصمود...
فصمود تموز لم يتحول الى فعل يقدم ويؤسس كفاية للانتصار، لا على المستوى الوطني ولا على مستوى المنطقة...
ـ 'السفير'
عماد مرمل:
جنبلاط يقود &laqascii117o;حركة تصحيحية" في 14 آذار.. تخرجه منها؟
توحي النسخة الجديدة او المعدلة لوليد جنبلاط، في مرحلة ما بعد 7 أيار، ان وجوده ضمن نسيج 14 آذار أصبح الى حد كبير وجودا رمزيا، يعبر عن نوع من &laqascii117o;المجاملة السياسية" أكثر مما يعكس رغبة لديه في البقاء حيث وجد نفسه خلال السنوات الاربع الماضية. ويحرص المقربون من جنبلاط على التأكيد ان الضبابية التي تتسم بها علاقته ببعض قوى 14 آذار هذه الايام لا تنسحب على علاقته بالرئيس الحريري والتي ينظر اليها زعيم المختارة انطلاقا من كونها تحمل خصوصية وجدانية هي ابعد من 8 و14 آذار. وإذا كان جنبلاط قد أنجز الجزء الاكبر من استدارته الداخلية نحو إعادة ترميم جسوره مع &laqascii117o;خصومه السابقين"، إلا انه يبقى امامه إنجاز المهمة الاصعب وهي مصالحة الرئيس السوري بشار الاسد &laqascii117o;على طريقته" التي يُعرف عنها بأنها تختصر المسافات والمراحل.
ـ صحيفة 'الأخبار'
محمد زبيب:
العتمة مستمرة بقرار حتى تُزاد تعرفة الكهرباء ويُشرك القطاع الخاص
&laqascii117o;ليبلّط طابوريان البحر"، فلا خطة لمعالجة أزمة الكهرباء إلا بالخصخصة، ولا حلّ للتقنين إلا بزيادة التعرفة على الناس... وكل وزير يأتي إلى وزارة الطاقة عليه أن يقبل بدور &laqascii117o;شاهد الزور"، ويعلن التزامه بما يُرسم له من خارج وزارته... هذا هو مضمون &laqascii117o;البلاغ الرقم واحد" الذي وزّعه المجلس الأعلى للخصخصة أمس تحت عنوان &laqascii117o;الخطة الإصلاحية لقطاع الكهرباء" وبطلب من رئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة الراغب بتكبيل الحكومة العتيدة برئاسة سعد الحريري...
ـ 'الأخبار'
أمال الخليل:
عام على التبادل: أين بقيّة المفقودين؟
تسليم جثامين بعض الشهداء في إطار عملية تبادل الأسرى بين حزب الله وإسرائيل في مثل هذا اليوم قبل عام، رفع منسوب الخيبة لدى أهالي الشهداء والمفقودين إلى أعلى مستوياته. فالأمل الأخير الذي علّق على ما وصف بـ&laqascii117o;آخر العمليات"، انفرط. وبقي مصير كثير من المفقودين أو جثامينهم لغزاً. عام مر بلا حلحلة للقضية التي يساهم في زيادة غموضها أطراف عدة، ليس آخرها إسرائيل وعملاؤها الخيبة الأولى التي تلقّفها الأهالي فور انتهاء عملية التعرف على الشهداء وفرزهم، عاجلها البيان الوزاري للحكومة بعد أيام بخيبة ثانية عندما اعتبر أن الملف أُقفل مع إسرائيل، بالرغم من أنه أكد بأن &laqascii117o;الحكومة تولي اهتمامها لكشف مصير المفقودين اللبنانيين" بدون تحديدهم، ما أشاع ظناً بأن المقصود هم المفقودون في السجون السورية. أما الضربة القاضية التي تلقاها الأهالي فكانت إعلان السيد حسن نصر الله قبل سبعة أشهر بأن الفحوص المخبرية أثبتت بأن ليس من بين الشهداء العائدين رفات يحيى سكاف ودلال المغربي. كما أنه لم يجزم ما قد تفعله المقاومة لاستعادة الآخرين الذين ترك لذويهم حرية التصرف في تسوية أوضاعهم قانونياً وشرعياً، وبكل الأحوال، من المتوقع أن يتطرق السيد إلى هذا الملف في ذكرى عملية التبادل اليوم.
الجديد في مناسبة اليوم، انضمام عائلة جديدة إلى نادي الانتظار هي عائلة الشهيد المفقود حسن فحص (راجع عدد الأخبار 581). شهيد حزب الله في مواجهات مثلث التحرير خلال عدوان تموز لم يعد ضمن عملية التبادل حسب ما كان منتظراً، كما لم يُعثر على جثمانه في ساحات القتال لاحقاً ولا دفن مع أقرانه. أين هو؟ سؤال سألته ولا تزال زوجته زينب وأطفاله الأربعة الذين يمنّنون النفس بالثقة بالمقاومة التي وعدت بأن العثور عليه &laqascii117o;مسألة وقت ليس إلا".
ـ 'الأخبار'
مقال : جنبلاط: الأمانة العامّة لـ14 آذار في عالم آخر
إذا كان النائب وليد جنبلاط لم ينتبه أمس لغياب ممثله عن لقاء الأمانة العامّة لفريق 14 آذار، فإنه علّق على بيان الأمانة العامّة، قائلاً: &laqascii117o;يبدو أن الشباب في عالم آخر، لم يسمعوا بالخروقات الاسرائيليّة ولا كأنهم عرفوا أن الحدث هو دعوة وزيرة الخارجية الأميركيّة هيلاري كلينتون العرب إلى التطبيع مع إسرائيل مع ما يعنيه ذلك".
وأشار جنبلاط، في اتصال مع &laqascii117o;الأخبار"، إلى أنه لم يُقدّم عرضاً بأن يكون وزراء اللقاء الديموقراطي الضمانة للمعارضة. لكنّه قال إن الأمور تبدو جيّدة في ما يتعلّق بالتشكيلة الحكوميّة، متمنياً أن يكون الرئيسان نبيه بري وسعد الحريري قد توصلا إلى شيء إيجابي، لكنّه لفت إلى استعادة الحوار السوري ـــــ السعودي لحرارته.
ـ 'الأخبار'
ثائر غندور:
عضوان في إدارة بوش: أوباما لا يحمل التغيير
هناك الكثير من الساسة في واشنطن يرون أن زيارة نائب الرئيس الأميركي جوزف بايدن إلى لبنان، قبل الانتخابات النيابيّة أدت إلى فوز فريق 14 آذار بالانتخابات. يقول أحد الذين عملوا في البيت الأبيض في ظلّ إدارة الرئيس السابق للولايات المتحدة جورج بوش، ثم انسحب منها اعتراضاً على الحرب على العراق. أول من أمس، جلس الرجل الذي عمل أيضاً محلّلاً في وكالة الاستخبارات المركزيّة (CIA)، وزوجته التي كانت بدورها أحد أعضاء إدارة بوش وعملت على ملف المفاوضات مع الإيرانيين في ما يتعلّق بأفغانستان بعد أحداث 11 أيلول، في جلسة مغلقة مع مجموعة من المهتمين في بيروت.
يتحدّث الخارجان من رحم الإدارة الأميركيّة بحذر عن قضايا المنطقة ومصيرها، في حضور أحد المحلّلين الإيرانيين القريبين مركز القرار في طهران. هما يتخوّفان من استمرار النظرة الخاطئة إلى المنطقة وقضاياها. فبرأيهما، إن الرئيس باراك أوباما يرغب في بلورة سياسة جديدة في المنطقة، &laqascii117o;لكنه لا يملك الرؤية لها، ولا حتى الأدوات السياسيّة لذلك". ويقولان إن المشكلة، هي أن مَن هم في مركز القرار في واشنطن، مقتنعون بأن حزب الله خسر الانتخابات، وأن حالته الشعبيّة في تراجع، وأن الرئيس الإيراني أحمدي نجاد خسر الانتخابات أيضاً، أي إن الانتخابات الإيرانيّة مزيّفة برأيهما. من هنا، كانت ردّة الفعل الأميركيّة المؤيّدة للتظاهرات، وهي ما دفعت رأس النظام في إيران السيّد علي خامنئي إلى اتخاذ موقف حاد تجاه الأميركيين، أي إن إيران لن تبادر في اتجاه الولايات المتحدة من اليوم فصاعداً.
أوباما يريد سلاماً مع المعتدلين يُقصي إيران وحزب الله وسوريا إذا استمرت علاقتها بطهرانأن الباحثين يقولان إن أوباما جاد في طرحه للسلام في المنطقة. أي سلام؟ يجيب الرجل، عن سؤال طرحه هو: أوباما يريد سلاماً مع المعتدلين العرب، يُقصي إيران وحزب الله وحركة حماس من المعادلة، وسوريا إذا استمرت في علاقتها مع إيران. يُضيف أن هذا النوع من السلام سيدفع العرب إلى القبول بشروط لم يكونوا ليقبلوا فيها في يوم من الأيام. ثم يعرض لوجهة نظره التي تقول إن الهدف من هذا السلام هو تحويل إيران إلى العدو الأول للعرب في المنطقة، مع ما يعنيه هذا الأمر من انقطاع للحوار مع حركات المقاومة ومحاصرتها. إذ تُشير زوجته إلى أن من هم في موقع القرار في أميركا يعتقدون أن إيران هي من يدير حزب الله وحماس، أو على الأقلّ لديها تأثير كبير عليهما.
وفي رأيهما أنه في هذه الظروف سيكون من الصعب على أوباما مواجهة الضغوط الإسرائيليّة المطالبة بعمل عسكري ضد إيران. يدخل الرجل في تفصيل القدرة العسكريّة الإسرائيليّة: هي لا تملك عدداً كافياً من الطائرات القادرة على ضرب الأهداف الأميركيّة، وبالتالي فإن قدرتها لا تتعدى عدداً محدوداً من الضربات الجوية. لذا، سيكون الضغط الإسرائيلي مركّزاً على دفع الولايات المتحدة إلى هذا العمل.
بدوره، يقول المحلل الإيراني إن إدارة بلاده لا تُريد أن يشعر الغرب بأنها أصبحت في موقع الضعف، وبالتالي هي لن تُقدّم أي تنازلات. وفي رأيه يأتي هذا التشدد بعد الانتخابات، نتيجةً للتحليل الغربي الخاطئ لوقف تخصيب اليورانيوم، إذ رأى هذا الأمر ضعفاً إيرانياً. هو يقول إن هناك استياءً إيرانياً من التحريض الذي مارسته 40 فضائيّة تنطق بالفارسيّة مموّلة أوروبياً وأميركياً.
ما تأثير هذه الأمور على الداخل اللبناني، وما هي النصائح التي توجهّونها إلى قوى المقاومة في لبنان؟ يسأل أحد الحاضرين. يبتسم الرجل الأميركي، قائلاً: لا أسمح لنفسي بتوجيه نصائح إليكم، أنا أوجه نصائح للأميركيين، لكن من الواضح أنكم تبلون بلاءً حسناً.
أمّا في ما يتعلّق بالتأثيرات على الواقع اللبناني، فإن عدم محاورة إيران، يعني حكماً عدم محاورة حزب الله، وتشديد الخناق عليه، وهو يعني استمرار مرحلة السنوات الأربع. يقول الرجل بوضوح: أعرف أن هناك ميلاً لديكم إلى تصديق أن أوباما أتى لإحداث تغيير جذري في السياسة الأميركيّة في المنطقة. هذا ليس واقعاً. ومن الواضح أن السياسات الغبيّة للمحافظين مستمرة.عند هذه النقطة، يندفع أحد الجالسين مع الرجل إلى سؤاله: هل يُعقل أن تتخذ القرارات في دولة كالولايات المتحدة بهذه الخفة؟ أليس هناك أجهزة استخبارات يُعتمَد عليها؟ يبتسم المحلّل السابق في وكالة الاستخبارات المركزيّة (CIA)، قائلاً: &laqascii117o;في عام 2001 كانت أجهزة الاستخبارات المختلفة في أميركا تملك معلومات قادرة على منع أحداث 11 أيلول، لكن ما من أحد عمل على جمع هذه المعلومات. وفي عام 2003، قالت CIA إن هناك سلاحاً بيولوجياً في العراق، وإن هناك اتجاهاً لإعادة العمل بالبرنامج النووي، وهو ما نفته أجهزة أخرى، لكن اعتمد الموقف الأول. في الولايات المتحدة إذا لم تكن التقارير الاستخباريّة تتوافق مع ميول السياسيين، فإن هؤلاء يتجاهلونها".
ـ 'المستقبل'
نصير الأسعد:
الثنائية الشيعية تقيم تطابقاً بينها وبين الطائفة ما يجعل 'الإئتلاف' معها اضطرارياً ومطالبتها بـ'الثلث المعطّل' عبثيّة.'التسكير' السياسي الشيعي و'أزمة الكربجة' في آليّات النظام. ثمّة، في قراءة هادئة وموضوعية للإنتخابات النيابية الأخيرة ونتائجها، جانب مهم و'خطير' لم يجرِ تسليطُ الضوء عليه بما يكفي حتى الآن. وهذا الجانب هو أن 'حزب الله' خصوصاً ومعه 'حركة أمل' خاضا إنتخابات 7 زيران الماضي بين حدّين. الحدّ الأقصى أن يحرزا مع سائر حلفائهما ولا سيما الحليف العوني الغالبية النيابية. أما الحدّ الأدنى فهو النجاح في 'إغلاق' التمثيل السياسي الشيعي لمصلحتهما.. أي تحصين ما يُمكن تسميته 'خطّ الدفاع الشيعي'.
'خطّ الدفاع الشيعي' في الإنتخابات الأخيرة
والآن، إذا كان فريق 8 آذار فشل بالفعل في تحقيق الغالبية النيابية، فإن 'الثنائية' الشيعية نجحت، بصرف النظر عن مشروعيّة الوسائل، في 'تسكير' الوضع السياسي الشيعي، بل دلّت خُطب الأمين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصرالله بعد الإنتخابات على ان 'خطّ الدفاع الشيعي' يكتسبُ أهمية إستثنائية بالنسبة إليه، ومن 'خطّ الدفاع' هذا طعن بـ'شيعية' ثلاثة نواب شيعة داخل فريق الأكثرية هم النواب غازي يوسف في بيروت وعقاب صقر في زحلة وأمين وهبي في البقاع الغربي، بدعوى أن التصويت الشيعي الذي حازوا عليه في دوائرهم كان منخفضاً. وهو المقياس الذي لو جرى إعتماده، أي مقياس أصوات كل مرشّح في طائفته، لأمكن إعتبار عدد كبير من النواب المسيحيين في دوائر جبل لبنان ساقطين لأنهم فازوا بأصوات غير أصوات طوائفهم.
(...) وواقع الأمر أن المقدّمات الآنفة جميعاً تهدف الى قول الآتي: إن ثمة 'أزمة كربجة' على صعيد آليات النظام السياسي، يصبح معها 'عبثياً' إعتقاد 14 آذار أن بالإمكان الفكاك من 'الإئتلاف' مع الثنائية الشيعية و'حزب الله' بالخصوص من جهة وتصبح معها 'عبثية' أيضاً مطالبة الثنائية بإسم 8 آذار بـ'الثلث المعطّل' طالما أن في يدها سلاحاً أقوى من جهة أخرى.ولعلّ هذه 'الحقيقة' تكون 'سبباً' كافياً لتسريع عملية تأليف الحكومة التي أعلن رئيسها سعد الحريري أنه يريدها إئتلافية منذ اللحظة الأولى لتكليفه.. من دون 'ثلث معطّل رقمي'.
على أن تسجيل ذلك، ينبغي ألاّ يقود من يعترض على الواقع القائم شيعياً الى التسليم به. فقيام الحكومة الإئتلافية من ضمن الواقع القائم هو إلتفافٌ على الأزمة، أي أنه من ضمن 'أزمة الكربجة' الناجمة عن 'التسكير' الشيعي السياسي. في حين يبقى المطلوب التفكير بمواجهة الأزمة نفسها، أي التقدم على طريق معطيات 'سياسية' مغايرة، بما أن ما يعيق تطبيق 'فلسفة' الطائف هو معطيات 'سياسية'. أي خلق وقائع سياسية تجعل 'النصّ' قابلاً للتطبيق.

ـ 'المستقبل' ـ خالد العلي: لماذا لم يتأثر تشكيل الحكومة بالمصالحات؟
تطرح أوساط  سياسية مطلعة مجدداً السؤال حول ما انجزته لقاءات المصالحة والمصارحة التي عقدت بين الرئيس المكلف سعد الحريري وأمين عام 'حزب الله' السيد حسن نصر الله وبين نصرالله ورئيس 'اللقاء الديموقراطي' النائب وليد جنبلاط، حيث جرى الحديث عن اجواء ايجابية جداً تخللت كلا من اللقاءين.. حتى ن مقربين من هذا الثلاثي تحدثوا عن عوامل ثقة وإزالة عقبات وصفحات جديدة وإسدال ستائر عن مرحلة سابقة، الى غيرها من العبارات التي عكست عملا جدياً على الارض في سائر المناطق التي شهدت انتكاسات أمنية اهلية لا سيما في الجبل وضواحي العاصمة. وتعتبر الأوساط ان انعكاس المصالحات على ارض الواقع امر لا يزال بحاجة الى عمل دؤوب حيث بدأ العمل لارسائها.. فصحيح ان آليات معالجة ذيول احداث السابع من أيار انطلقت من مناطق سيطرة الحزب التقدمي الاشتراكي، وتنتظر آليات اخرى لتنطلق من مناطق سيطرة 'تيار المستقبل' في بيروت والبقاع والشمال. الا انها انطلقت والناس تريد ان تصدق ان الثقة عادت وهي في طريقها للعودة بين مؤيدي الفريقين ـ حزب الله والاشتراكي ـ. واذا ما اضيفت الى هذه الوقائع سلسلة التصريحات المتبادلة بين قادة الفريقين حول اهمية ما جرى جري من انعطافة سياسية ومرحلة جديدة ومستقبل واعد، فإن السؤال يبقى ماثلا: لماذا لم ينعكس هذا التوجه ولو حدود على عملية تشكيل الحكومة؟.
ـ 'النهار'
سركيس نعوم:
المرشدية الحالية هي غير مرشدية الخميني
علّق المرجع الديني الأبرز في التيارات الاسلامية الاصولية الشيعية اللبنانية على ما يقال من ان ما حصل في ايران بعد الانتخابات الرئاسية افقد المرشد والولي الفقيه وهج المرجعية المرشدية نظراً الى انحيازه الى فريق ضد آخر من المتنافسين فيها، قال: 'عندما ندرس المسألة في هذه الدائرة، فإن هناك ملاحظة لا بد من دراستها هي ان التطورات الداخلية الممتدة الى تطورات خارجية، من خلال المؤثرات فيها، فيما هو من الخارج على الداخل، حيث تتحدد وجهات النظر لدى بعض الاتجاهات السياسية في ايران، حول ان مسألة المرشدية ليست بالمستوى الذي كان فيه موقعها ايام الإمام الخميني الذي تميز بأنه صانع الثورة والمرجع والرجل الفقيه المنطلق من حالة شعبية، والذي جعله تطوّر حركيته شخصية شعبية كادت ان تبلغ حد التقديس عند اكثرية الشعب الإيراني. وقد امتد هذا المعنى في العالم عند نجاح الثورة باعتبار انه صانع نتائج الثورة، وما انتجته في الوضع الدولي، من خلال التأثير على موقع الولايات المتحدة او موقع الغرب عموما قبالة الاتحاد السوفياتي. لذلك فليس من الطبيعي النظر الى المرشدية الحالية بالدرجة التي ننظر فيها الى المرشدية الأولى التي تمثلت بالسيد الخميني، باعتبار ان جميع الافرقاء السياسيين في إيران، سواء من المحافظين أو الإصلاحيين، كانوا من أتباع الإمام الخميني ويشعرون بموقعه بالنسبة اليهم تماماً كما يشعر التلميذ بالنسبة الى المعلّم او التابع للمتبوع. فمن الطبيعي ان يحدث في الواقع السياسي الإيراني بعض السلبيات بالنسبة الى المرشد، ولكن المسألة لا تصل في الدائرة السياسية الى إمكان اضعاف ولاية الفقيه او إسقاطها، لأن المفروض ان جميع هؤلاء يؤمنون بولاية الفقيه. نعم، هناك فريق من الإيرانيين، وهم فريق المثقفين والكثرة من الجامعيين، لا يجدون في نظام ولاية الفقيه النظام الذي يُحقق طموحاتهم في ما يتصورونه من الحرية على الطريقة الغربية. وكثيرون منهم تربّوا تربية غربية. من هنا أتصور ان ما حدث في إيران لم يكن في الخط الذي يضعف ولاية الفقيه، لأن قيادة الحركة المعارِضة - كالشيخ رفسنجاني وخاتمي وموسوي وكروبي – يتحركون على اساس ولاية الفقيه في إيران، ولم تكن المسألة صراعاً على السلطة كما قد يصوره البعض، ولكنها قد تفسّر بوجود بعض وجهات النظر السياسية المختلفة على المستوى الاقتصادي، وهو ما لاحظناه في الحوار والمناظرات التي سبقت الانتخابات، حيث تمّ تقويم المنهج الاقتصادي الذي سارت السلطة فيه، او كيفية التعامل مع بعض الاوضاع والملفات'.
واضاف: 'إن القضية لم تُضعِف المرشدية، لأن للمرشدية دور القيادة، وليس من شأن القائد أن يكون حيادياً. فالحيادية تكون في الشخص الذي يتحرك دوره في مسألة التسويات، أما القائد فالمفروض ان يَحْسم الأمور. ومن الممكن ان المرشد كان يرى، ومع تطور الحوادث، انها دخلت في نفق محاولة التخريب والغموض والإساءة الى النظام، والانطلاق من خلفيات غربية تمثّلت في الحرب العالمية الاعلامية الغربية ضد إيران، واستغلال قضية المشروع النووي الذي تؤكد ايران سلميّته. وهم يتهمونها بما ليست هي فيه بشأن القنبلة الذرية – كانت المرشدية ترى وهي في مقام القيادة أن الموضوع يجب ان يُحْسَم. فهو في مقام القائد الحاسم. واما قضية الجدال حول الحاجة الى الحسم، وهل هي في مستوى المصلحة ام لا؟ فهو امر قابل للتقويم باعتبار ان بعض الحوادث اوحى تطوراً يمكن ان يصل الى نتائج الخطر في الواقع الإيراني. فالنزول الى الشارع مسألة ربما لا يملك ضبطها حتى مَن دفع الى هذا النزول وقاده. ولذلك فان ما جرى ليس طبيعياً مثل الفوضى وعمليات تحطيم السيارات وممتلكات المؤسسات على الشوارع والطرق والهجوم على المحال وغيرها. فالحركة الاحتجاجية كادت ان تتحول فوضى كبيرة، والفوضى لا يمسكها احد. من هنا جاء حسم القيادة المرشدية للموضوع'.
ما اشرتم اليه، اي وهج الامام الخميني، صحيح على الصعد الفكرية والفقهية والثورية والسياسية والاصلاحية، وجعل ذلك ولاية الفقيه تنطبق عليه مئة في المئة حتى في نظر الذين لم يكونوا مؤمنين بها او مقتنعين بها، والذين اعترفوا في مراحل صعبة بانه كاد ان يقترب من مرحلة القداسة. وما قلتموه من ان الولي الفقيه هو قائد وان عليه حسم الامور، صحيح بدوره. لكنه يحسم الأمور عندما يرى ان هناك خطراً على الثورة الاسلامية وعلى النظام الاسلامي في إيران، وليس قبل ذلك، اي لا يتخذ موقفاً مسبقاً ومنحازاً الى أحد المرشحين للرئاسة الذين 'اجيز' لهم قانوناً الترشح لها. وكان يفترض ان يكون موقفه منهم محايداً اثناء الترشيح.
فعلّق عليه المرجع الديني الشيعي الاصولي الابرز بالآتي: 'نحن في مقام استكشاف الأفق نقول: ربما كان لمرشد يرى ان الشخص الذي ايده هو من ينسجم مع الخط السياسي لإيران. وهو خط مواجهة التحديات التي تتناول المصلحة الإيرانية تجاه الحملات الاميركية والاوروبية والغربية، والحالات الداخلية التي قد تطلق عليها حالات المنافقين والمعارضين، ولاسيما بعد دخول الدول العربية على الخط المذهبي او العرقي، لإثارة مسألة بلوشستان كصراع سنّي – شيعي، او عربي – فارسي. لذلك يمكن ان المرشد وجد ان ما قام به من حسم ينسجم مع سياسة إيران ومصالحها، مع ان الفريق الآخر يقترب من الغرب مما لا يشكل مصلحة للخط السياسي الذي تحاول المرشدية السير عليه، كما في منهج السيد الخميني سابقاً. فالقضية من قبيل موافقة خط المرشدية والنظام، وهو ما حصل قبل الانتخابات ثم الإقتناع بعد الانتخابات بأن الانتخابات صحيحة وليس فيها تزوير. ونحن عندما ندرس الانتخابات الإيرانية منذ الامام الخميني، نجد انه ليس هناك حديث عن تزوير في الانتخابات الايرانية، لأن الشعب الإيراني في تطور ترشيحات الشخصيات الرئاسية كان يرفع ويضع، كما يحصل خلال دورتي الانتخابات الإيرانية الأولى والثانية، ولقد تصوّر المرشد ان القضية المثارة تمثّل تمرداً على ارادة الشعب، وخصوصاً ان الفريق الآخر حصل على نسبة كبيرة هي ثلاثة عشر مليوناً من الأصوات، مما يدل على ان المسألة لو كانت تزويراً لكانت تقتضي اصواتاً رمزية. ربما تكون هذه العناصر قد ادت الى موقف المرشدية وخصوصاً ان هناك نقطة لا بد من مناقشتها هي انه عندما طُلب من المرشحين المعارضين للنتائج، وهم مسؤولون في الدولة، تقديم ملاحظاتهم المدعاة حول التزوير الى 'مجلس صيانة الدستور' وحضورهم شخصياً لمناقشة ملاحظاتهم هذه، رفضوا ذلك، وقد قيل ان بعض ممثلي هؤلاء 'الخاسرين' لديهم تسع ملاحظات حول الانتخابات... مما يوحي انهم غير مستعدين لالتزام الدستور، وهو خطأ كبير وقعوا فيه. فهم حين يقولون إننا مع النظام والثورة فلماذا لم يتقدموا بالملاحظات التي لديهم الى المواقع الدستورية المعنية، وبالشكل الذي يمكّنهم من تأكيد أطروحاتهم حول ذلك؟'. لماذا اُتهم المحتجون على نتائج الانتخابات الرئاسية بالعمل للغرب أو بتنفيذ مخططاته سواء بصورة مقصودة او غير مقصودة؟
ـ 'النهار'
روزانا بومنصف:
ما قام به بعض المسؤولين في الايام الماضية هو انهم اعطوا انطباعا بان بعض الانفراج الاقليمي قد حصل وان بعضه الآخر محتمل وخصوصا مع الكلام على 3 لقاءات عقدها وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط مع نظيره الايراني منوشهر متكي على هامش قمة عدم الانحياز في شرم الشيخ، ويفترض كثيرون انه ينبغي ان ينعكس ذلك ايجابا في لبنان وعلى الاقل مزيدا من تخفيف التوتر والانفتاح على الآخر ما دام العرب والايرانيون الذين هم في موقع الخصومة والجفاء منذ بعض الوقت يلتقون ويتحدثون. علما ان ليس ضروريا ان يكون لبنان احد مواضيع البحث بل ربما كان الموضوع 'حزب الله' وعناصره المتهمة بتهديد الاستقرار في مصر. وكذلك الامر بالنسبة الى السعوديين والسوريين قبل اشهر واسابيع قليلة. فما لم تتحرك الامور وفق وتيرة مختلفة بعض الشيء عما ساد الاسبوعين الماضيين – وخصوصا ان الدخول في تأليف الحكومة وتوزيع الحقائب يعني تنسيقا اكبر مع رئيس الجمهورية باعتباره معنياً بذلك جنباً الى جنب مع رئيس الحكومة - فان اي تقدم لا يؤخذ على محمل الجد بالمقدار الذي يأمله المتفائلون.


2009-07-17 00:00:00

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد