ـ صحيفة 'السفير'
لم تظهر ملامح أية تشكيلة حكومية، ولو من باب التندر، على مسافة خمسة أيام تفصلنا عن انتهاء الشهر الأول من تكليف زعيم الغالبية النيابية سعد الحريري، بتشكيل الحكومة، وعلى الرغم من ذلك، ظلّ الرئيس المكلف معتصماً بـ&laqascii117o;فضيلتي الصمت والصبر"، يقابله رئيس مجلس النواب نبيه بري بإصراره على إطلاق المواعيد الايجابية حول ابصار حكومة الوحدة الوطنية النور قبل نهاية تموز، فيما صار رئيس الجمهورية ميشال سليمان، يتحدث عن وجوب وضع سقف زمني للتأليف، رافضاً في الوقت نفسه التنازل عن &laqascii117o;سلة المسلمات" التي وضعها أمام الرئيس المكلف. وفي ظل واقع المراوحة الداخلية، عاد الرهان مجدداً على إمكان بث الحرارة في قنوات الحوار السعودي السوري، وسط معطيات غير واضحة، حول بروز عناصر جديدة على هذا الصعيد، يفترض أن تظهر نتائجها قبل نهاية الشهر الحالي.
ووسط هذه المراوحة وحالة انعدام المبادرات، قفز موضوع الـ&laqascii117o;يونيفيل" إلى الواجهة، على خلفية المواجهة التي حصلت بين هذه القوات والأهالي في خربة سلم، من جهة، والاعتداء الإسرائيلي على تلال كفرشوبا من جهة ثانية، فيما لفت الانتباه ما تسرب من معطيات دبلوماسية الى وزارة الخارجية اللبنانية، حول وجود مناخ في الأمم المتحدة، يتفاعل مع الطلب الإسرائيلي بمناقشة موضوع انفجار مستودع الذخائر في بلدة خربة سلم في مجلس الأمن الدولي، وبالتالي تحويل الموضوع إلى منصة هجوم ضد لبنان والمقاومة. وجاءت الشكوى الإسرائيلية الرسمية ضد لبنان في الأمم المتحدة، على خلفية انفجار خربة سلم واتهام الأهالي في كفرشوبا بخرق &laqascii117o;الخط الأزرق"، خطوة في هذا الإطار، فيما بدأت وزارة الخارجية اللبنانية بإعداد رد رسمي يدحض المزاعم الإسرائيلية، ويعدد الخروق المتتالية.
وبالتزامن مع ذلك، أحبط الجيش اللبناني محاولة أصولية جديدة، لضرب قوات &laqascii117o;اليونيفيل" كانت تخطط لها شبكة إرهابية تمكنت مديرية المخابرات في الجيش من إلقاء القبض عليها مؤخراً، وتبين أن لها امتدادات في أكثر من منطقة لبنانية، وأنها حصيلة تعاون بين أجهزة استخباراتية عربية وأوروبية وبين الجيش اللبناني، حيث دامت عملية رصد الشبكة الإرهابية أسابيع عدة.. الى أن تم القاء القبض مؤخراً على الرأس الأساس بواسطة كمين محكم في مطار بيروت الدولي. وتتألف الشبكة الإرهابية التابعة لتنظيم &laqascii117o;القاعدة" من عشرة أشخاص عرب من جنسيات سعودية وكويتية وسورية ويمنية وفلسطينية، ويحمل احدهم الجنسية اليونانية، وبينهم شخص قريب جداً من مسؤول تنظيم" فتح الإسلام" الفلسطيني شاكر العبسي، وقد تولى العنصر الكويتي الموقوف إحضار الأموال من الخارج لتمويل عمليات هذه المجموعة الإرهابية.
وأعلن بيان قيادة الجيش أن هذه الشبكة &laqascii117o;كانت تخطط لتهريب مطلوبين إرهابيين من مخيم عين الحلوة إلى خارج لبنان. ولإيواء عناصر أصولية تنتمي لتنظيم فتح الإسلام الإرهابي وتأمين إدخالهم إلى مخيم عين الحلوة، وللقيام بعمليات أمنية تجاه الخارج انطلاقاً من لبنان، وإنشاء خلايا إرهابية بقصد التخطيط لرصد قوات الـ&laqascii117o;يونيفيل" والجيش اللبناني تمهيدا للقيام بعمليات إرهابية ضدها. ورصد مراكز صيرفة ومحلات مجوهرات بهدف السطو عليها لتأمين تمويل هذه العمليات".
وأوضحت المعلومات أنّ بعض الموقوفين كانوا يعملون في شركات للإعلانات التجارية المتخصّصة باللوحات المنتشرة على الطرقات، حيث كانوا يستغلون عملهم لتنفيذ أعمال المراقبة والرصد و&laqascii117o;تمشيط" الطرقات في بعض الأماكن والمناطق تمهيداً للقيام بجرائم مخطّط لها. وقالت مصادر أمنية موثوقة، إن هذه الشبكة خطيرة جداً، وإن أفرادها كانوا في مرحلة متقدمة من عملهم، لناحية التجهيز والرصد، وتحديد الأهداف. وبحسب المصادر فإن من أهداف الشبكة أيضاً، استهداف الجيش اللبناني، على خلفية أحداث مخيم نهر البارد. وكان لافتاً للانتباه، أن الإعلان عن إلقاء القبض على الشبكة تزامن مع تسليم الموقوفين العشرة الى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر الذي بدأ دراسة الملفّ فوراً، على أن يدّعي اليوم على العشرة.
وتزامن هذا التطور الأمني، مع تحرك عدد من سفراء دول الـ&laqascii117o;يونيفيل" في اتجاه &laqascii117o;حزب الله" ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، فيما زار الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان مايكل وليامز، أمس، مسؤول لجنة الارتباط والتنسيق في &laqascii117o;حزب الله" الحاج وفيق صفا، وذلك بالتزامن مع اللقاءات المكثفة التي تواصلت بين قائد قوات &laqascii117o;اليونيفيل" الجنرال كلاوديو غراتسيانو وقيادة الجيش اللبناني، وآخرها عشاء عمل ضمه ليل، أمس، في الناقورة مع عدد من كبار ضباط المؤسسة العسكرية، لمناسبة قرب مغادرة أحد كبار الضباط الفرنسيين منطقة الجنوب. وحسب البيان الصادر عن لقاء وليامز وصفا &laqascii117o;تم التأكيد على ضرورة التزام قوات الـ&laqascii117o;يونيفيل" بالمهام المنصوص عنها بموجب القرار 1701 التي تنظم قواعد الاشتباك بين الجيش اللبناني وقوات الـ&laqascii117o;يونيفيل" والتي لا تسمح لهذه القوات القيام بأية مداهمات للمنازل. وتم الاتفاق على تعزيز اللقاءات التنسيقية مع وحدات الـ&laqascii117o;يونيفيل" في الجنوب بما يكفل إعادة أجواء الثقة بينها وبين الأهالي".
وفيما أعرب بري أمام زواره عن قلقه من الخروق الإسرائيلية وقد ابلغ ذلك إلى السفراء الذين التقاهم، أكدت مصادر وثيقة الصلة لـ&laqascii117o;السفير" إن قيادة قوات الطوارئ الدولية فتحت تحقيقاً عاجلاً في حادثة بلدة خربة سلم، استند الى تقارير الدوريات والمراسلات مع الجيش اللبناني وكذلك المراسلات الداخلية بالإضافة الى الصور الجوية وبعض الصور الملتقطة أيضاً بواسطة هواتف خلوية، وتبين من خلالها أن نوعاً من سوء التصرف وسوء الفهم قد شاب عمل &laqascii117o;القبعات الزرق". وهو ما أدى الى ارتكاب أخطاء كان يمكن تفاديها لو حصل تنسيق أفضل مع الجيش اللبناني.
وأظهر التحقيق أن الـ&laqascii117o;يونيفيل" اتصلت بالجيش اللبناني وأبلغته نيتها القيام بتفتيش ثلاثة أبنية في البلدة، في اطار مهمة روتينية عادية، ولكن تبين أن دورية مؤللة كبيرة توجهت الى البلدة، بينما كانت دورية الجيش في حالة انتظار، ولاحقاً اقتربت الدورية الدولية من المنازل وأظهرت الصور الجوية أن بعض العناصر كانوا على بعد مترين أو أقل من أحد المنازل، من دون أن يكون هناك أي عسكري لبناني برفقتهم، وهو الأمر الذي أدى إلى وقوع سلسلة من الأخطاء على الأرض مع الأهالي مباشرة.
وعكست مناخات بعض السفراء وقيادة الـ&laqascii117o;يونيفيل" وجود شعور جدي بجسامة الخطأ الذي ارتكب في خربة سلم في الشكل والمضمون والتوقيت، وبالتالي فإن الحركة في مجملها تهدف لإعادة ترميم الثقة بين الـ&laqascii117o;يونيفيل" وبين الجمهور الذي كان يشكل في السنوات الماضية البيئة اللصيقة والحاضنة والصـديقة للقوات الدولية. وفي هذا الإطار، من المقرر أن تبدأ الوحدات الدولية، حسب نطاق عملها بتنظيم سلسلة لقاءات مع البلديات والمخاتير والأهالي، من أجل اعادة ترميم الصورة. وعلم أن الرئيس بري وقيادة &laqascii117o;حزب الله" عبرا عن حرصهما الشديد على دور قوات الطوارئ بوصفها قوات ضامنة لأمن الجنوب وصديقة وحامية للجنوبيين وهي بمثابة شاهد دولي على الخروق الإسرائيلية التي لم تتوقف منذ لحظة اتخاذ القرار 1701 وحتى الآن. وشدد ممثلو &laqascii117o;حزب الله" على أهمية الالتزام بقواعد الاشتباك ومندرجات القرار 1701 الذي لم يأت على ذكر منطقة خالية من السلاح، &laqascii117o;فلماذا محاولة تكبير انفجار مخزن سلاح خربة سلم"، على حد تعبير المصادر المتابعة للاتصالات بين الجانبين.
ووفق المعلومات المتوافرة لـ&laqascii117o;السفير"، فإن قيادة الـ&laqascii117o;يونيفيل" أقرت بالخطأ الجسيم في خربة سلم، لجهة الخرق الواضح لقواعد الاشتباك مع الجيش اللبناني، كما أن أقرت بأنها نفذت، في حالات محددة، مداهمات بمعزل عن الجيش اللبناني، وكادت تؤدي إلى تداعيات سلبية مع الأهالي في غير بلدة، بالإضافة الى تسيير دوريات واقامة حواجز طلب احدها في بعض الحالات أوراقاً ثبوتية من جنود لبنانيين كانوا يرتدون زيهم العسكري! ولوحظ أن دول الـ&laqascii117o;يونيفيل"، حاولت خاصة مع &laqascii117o;حزب الله"، إظهار حسن نيات الـ&laqascii117o;يونيفيل"، وحرصها على نسج الثقة من جديد مع الجنوبيين، إذ لا تستطيع هذه القوات أن تحيا ضمن محيط شعبي متوتر ونافر منها، كما أكد السفراء أن الـ&laqascii117o;يونيفيل" ليست في وارد تغيير قواعد الاشتباك، بل العمل وفق منطوق القرار 1701 من دون زيادة أو نقصان. وكان جواب المعنيين أن إعادة الثقة &laqascii117o;تحتاج إلى خطوات ممهدة، أولها الخروج من الموقع الاتهامي الذي تبدو فيه &laqascii117o;انها تنفذ عملاً موكلاً إليها من جهة (إسرائيل) عجزت هي عن تطبيق هذا العمل"، وتالياً عقد لقاءات مع القوى الفاعلة من حزب الله الى حركة امل اضافة الى جمهور المواطنين، وطبعا بالتنسيق مع الجيش اللبناني، فهذا الدرس يجب استخلاص عبره، خصوصاً انه كاد يبلغ حافة الهاوية".
وفي هذا الاطار، استنكر وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير &laqascii117o;اجتماع عناصر &laqascii117o;حزب الله" السريع لرشق عناصر الـ&laqascii117o;يونيفيل" بالحجارة (في خربة سلم)، وأعرب عن قلق بلاده الشديد مما حصل، لكنه استبعد أن يدخل ذلك في خط تحديد الموقف من &laqascii117o;حزب الله" أو تعديله. ونفى الوزير الفرنسي رداً على سؤال لـ&laqascii117o;السفير" أن تكون فرنسا تعمل على تعديل مهمة قوة الـ&laqascii117o;يونيفيل" عندما تنتهي مهلة انتدابها الحالية، وأن &laqascii117o;المشاورات تقتصر على طلب تمديد مهمتها ستة أشهر إضافية"، وأكد أن استهداف الـ&laqascii117o;يونيفيل" غير مقبول.
سياسيا، كرر الرئيس نبيه بري امام زواره تفاؤله في إمكان تشكيل الحكومة قبل آخر الشهر الجاري، في حين عبرت مصادر رئاسية عن اعتقادها بان الأمور تنحو في الاتجاه الايجابي، وان الرئيس ميشال سليمان يترك الخبز للخباز وينتظر ان ينهي الرئيس المكلف وضع التشكيلة الحكومية. أما مصادر الرئيس المكلف سعد الحريري، فأكدت انه صامت يعمل بهدوء، والاهم حاليا انه &laqascii117o;صابر" ولا بديل عن الصبر، وبرغم كل التعقيدات ومحاولات وضع العصي في دواليبه، فهو مصمم على تجاوزها. على صعيد آخر، وصل مساعد المبعوث الاميركي الخاص الى الشرق الاوسط فريديريك هوف الى بيروت في زيارة التقى خلالها رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ورئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة ووزير المال محمد شطح.
وترددت معلومات عن ان المسؤول الاميركي اجرى لقاءات بعيدة عن الاضواء مع عدد من قيادات فريق الرابع عشر من آذار. وفيما لم يدل المسؤول الاميركي بأي موقف، نفى شطح ان يكون البحث قد تطرق الى تشكيل الحكومة.
ـ صحيفة 'النهار'
أبلغت مصادر رسمية مواكبة للاتصالات التي جرت على نطاق واسع أمس، 'النهار' ان رئيس الجمهورية ميشال سليمان بعث الى الجهات المعنية بثلاث رسائل: 'الحرص على اليونيفيل والتنسيق بينها وبين الجيش اللبناني'، 'رفض تعديل قواعد الاشتباك في عمل القوة الدولية'، و'مواجهة الاستفزازات والخروق الاسرائيلية للسيادة اللبنانية ومطالبة المجتمع الدولي بمؤازرة لبنان في تطبيق القرار 1701 وتأمين الانسحاب الاسرائيلي بلا قيد او شرط من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من بلدة الغجر'. وأكد رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري بدوره 'التزام لبنان الكامل للقرار 1701' معتبرا 'أن الدعوات الاسرائيلية لتعديل القرار الدولي محاولة جديدة للهروب الى الامام وحجب الانظار عن الخروق الحقيقية لهذا القرار'. وأشاد بـ'الدور الذي تقوم به القوة الدولية بالتنسيق مع الجيش اللبناني لتثبيت الامن والاستقرار في الجنوب'.
وبينما لا تزال مصادر 'حزب الله' ترى 'أن قوة اليونيفيل تجاوزت مسؤولياتها في خربة سلم واستفزت السكان'، في اشارة الى ما جرى السبت الماضي بين الاهالي وهذه القوة، صرح المسؤول عن الحزب في منطقة الجنوب الشيخ نبيل قاووق 'بأن المقاومة هي التي تردع العدو وليس القرارات الدولية. وأن أكثر ما تخشاه اسرائيل في المنطقة هو قوة المقاومة'. وقال: 'ان مزارع شبعا لكانت في طي النسيان لولا المقاومة التي وضعت المزارع وتلال كفرشوبا على طريق الحرية'. وأضاف: 'اننا لا ننتظر القرار 1701 لتحرير المناطق المحتلة'.
في المقابل، كان لرئيس حكومة تصريف الاعمال فؤاد السنيورة موقف معبّر خلال الاحتفال باطلاق تقرير 'التنمية الانسانية العربية' أمس، دعا فيه الى 'ضرورة اعادة النظر جذريا في الاساليب والطرق التي كانت معتمدة سابقا في العمل لاستعادة الارض ولتحصين أمن المواطن العربي'.
ورافقت تطورات الجنوب محادثات اجراها فريديريك هوف مساعد المبعوث الاميركي الخاص الى الشرق الاوسط جورج ميتشل مع عدد من المسؤولين. وعلمت 'النهار' أن زيارة هوف استطلاعية وجاءت لتعوض عدم قدرة ميتشل على زيارة لبنان حاليا. وفهم من المحادثات ان الجانب الاميركي أبدى قلقه من التطورات في المنطقة وتأثيرها على عملية السلام وتصاعد لهجة التطرف فيما المطلوب التزام التهدئة والحذر.
وقال وزير المال محمد شطح الذي التقى المسؤول الاميركي 'أن لبنان يحترم القرار 1701 ويعتبره حماية له ويتعاون مع اليونيفيل التي هي مع الجيش اللبناني صفا واحدا في الجنوب. ولا نريد ان يُنظر الى القرار وكأنه ادارة للاشتباك بل هو لتأمين الامن والطمأنينة في الجنوب ومعبر لتأمين أمن لبنان، الى ان نصل الى السلام العربي – الاسرائيلي'.
وعلى رغم ان المشهد الجنوبي استأثر بالاضواء، فان موضوع تأليف الحكومة استمر في قلب المواقف والاتصالات. واسترعى الانتباه ما أعلنه رئيس الجمهورية من ان الامور 'تسير في الداخل في الاتجاه الصحيح واللبنانيين يأخذون أمورهم بأيديهم من دون ضغوطاً او تدخلات خارجية، وهذا يفسر استغراق بعض الوقت الذي يمكن تقبله اذا بقي ضمن منطق المقبول لانجاز بعض الملفات واجتياز بعض المحطات على المستوى السياسي العام'.وحرص رئيس مجلس النواب نبيه بري على التأكيد امام زواره انه لا يزال متفائلا بتأليف الحكومة قبل نهاية الشهر وأنه لا يجد 'أي مبرر للتأخر عن هذا الموعد'.
ووصف عضو 'كتلة الوفاء للمقاومة' النائب حسين الحاج حسن الاجواء المتصلة بتأليف الحكومة بأنها 'ايجابية' لافتا الى ان 'مناقشات جدية ومستفيضة تحصل بين الرئيس المكلف والمعارضة' وقال: 'مصلحتنا كمعارضة ان نشارك في صيغة ضامنة للشراكة الفعلية لناحية النصاب داخل مجلس الوزراء والتصويت على القرارات'.
وفي رسالة من باريس لمراسل 'النهار' سمير تويني ان وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أبدى خلال مؤتمر صحافي عقده امس قلقه من الوضع السائد في الجنوب بعدما تعرضت القوة الدولية للرشق بالحجار لدى محاولتها تفتيش منازل في خربة سلم. وطالب بالتطبيق الكامل للقرار الدولي 1701. وقال: 'من غير المقبول استهداف عناصر القوة الدولية لان اليونيفيل تحظى بكل ثقتنا'. وذكر ان الامم المتحدة فتحت تحقيقا في الحادث وستحدد المسؤوليات عن هذا التعرض لليونيفيل الذي 'ترفضه باريس رفضا قاطعا'.ورأى ان 'لا حاجة الى تعديل قواعد الاشتباك لدى القوة الدولية' التي وصفها بانها 'قوية'، مشيرا الى ان قيادة هذه القوة تقوم بمهمتها على افضل وجه بالتنسيق التام مع قيادة الجيش اللبناني وابدى ثقته وثقة بلاده بالسلطات اللبنانية. وفي موضوع تأليف الحكومة الجديدة وبعد جولته على لبنان وسوريا، توقع كوشنير قيام حكومة وفاق وطني من دون ثلث معطل. واكد ان الرئيس السوري بشار الاسد ثبته في هذا الاقتناع. واستبعد عودة المفاوضات غير المباشرة بين سوريا واسرائيل سريعا، وقال: 'لا شيء يدل على ان هذه المفاوضات ستعاود في القريب العاجل، او ان سوريا مستعجلة لمثل هذه المفاوضات'.
وافادت مصادر ديبلوماسية فرنسية ان كوشنير اراد من مؤتمره الصحافي التعبير عن قلقه من الوضع في الجنوب والتعرض للقوة الدولية. وقالت ان تعرض القوة الدولية للرشق بالحجار يدعو الى القلق لانه مرفوض رفضا باتا، خصوصا ان القوة الدولية تؤمن الاستقرار والسلام في المنطقة'. وشدد على ان احدا لا يطالب بتعديل قواعد الاشتباك لدى القوة الدولية التي كان الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك طالب بان تكون قوية لتتمكن من الرد في حال الاعتداء عليها، قبل موافقته على ارسال عناصر فرنسية للمشاركة فيها. ولا حاجة حاليا الى تعديل هذه القواعد. واشارت الى ان التجديد لـ'اليونيفيل' سيتم خلال آب المقبل من دون اي تعديل في مهمتها.
وقالت ان باريس تعلق اهمية كبيرة على تنفيذ القرار 1701 واحترامه. وهي اذ لا تعبر عن قلق خاص بالنسبة الى الوضع في الجنوب فانها تطالب جميع الاطراف بالتعاون مع التحقيق الذي ستقوم به الامم المحتدة لتحديد المسؤوليات.ثم قالت انه 'اذا كانت ثمة نية لدى البعض او محاولة للتهويل على القوة الدولية، فانها لن تصل الى هدفها، لان هناك ثقة تامة من الاسرة الدولية بالعمل التي تقوم به هذه القوة المعززة، بتفويض من الاسرة الدولية التي تقدم اليها كل الدعم وتعبر عن ارتياحها اليها وتقديرها لسلوكها. وان باريس لا تعتبر قطعا ان الحادث هو تعرض لقوات فرنسية، مشيرة الى ان الاعتداء حصل على قوات فرنسية وغير فرنسية كانت تشارك في العملية.وفي تقديرها ان ما حصل في جنوب لبنان لا يشكل على الاطلاق تصعيدا اقليميا، كما يحاول ان يصوره بعض الاوساط. بل ان ما حصل محلي مرتبط بما يدور على الساحة اللبنانية في اطار تأليف الحكومة اللبنانية. ولا يخشى تصعيد متزايد على القوة الدولية او احتمال تعرض الجنوب لاي توترات لان احدا من الطرفين الاسرائيلي 'وحزب الله' لا يخطط لها.
واوردت وكالة انباء الشرق الاوسط 'أ ش أ، المصرية' من نيويورك ان اسرائيل قدمت شكوى الى الامم المتحدة تتهم فيها 'حزب الله' بانتهاكات على الحدود اللبنانية على خلفية الحادثين الامنيين اللذين حصلا في جنوب لبنان قبل ايام.ونقلت الاذاعة الاسرائيلية امس عن مندوبة اسرائيل الدائمة لدى الامم المتحدة غبرئيلا شيلو ان 'اليونيفيل' لم تحاول منع مواطنين لبنانيين من اجتياز الحدود اللبنانية – الاسرائيلية والتمركز في موقع مهجور تابع للجيش الاسرائيلي'. واعتبرت حادث انفجار مخزن الذخيرة التابع لـ'حزب الله' في الجنوب 'خرقا سافرا لقرار مجلس الامن 1701'.
ـ صحيفة 'الحياة':
(...) وأفادت مصادر أمنية رفيعة &laqascii117o;الحياة"، بأن التحقيقات مع العناصر العشرة الذين قبض عليهم على مدى الأسبوعين الماضيين، الواحد تلو الآخر كشفت علاقتهم بالمدعو أسامة الشهابي الموجود في مخيم عين الحلوة، والذي كان سابقاً يدور في فلك تنظيم &laqascii117o;عصبة الأنصار"، وارتباطهم بأحد مسؤولي تنظيم &laqascii117o;فتح الإسلام" المقيم في إحدى الدول الأوروبية. وذكرت المصادر الأمنية ان هؤلاء يعملون في مناطق عدة في لبنان بأسماء وهمية، ما جعل بيان الجيش ينبّه المؤسسات الخاصة الى التحقق من الأوراق الثبوتية لمن يعملون لديها.
وأكدت المصادر الأمنية ان زعيم المجموعة سوري الجنسية، وقال مرجع أمني ان المقصود في البيان عن تحضيرهم لعمليات &laqascii117o;باتجاه الخارج انطلاقاً من لبنان"، هو إخراج مقاتلين عبر الأراضي اللبنانية الى العراق وأفغانستان، ولم يستبعد المصدر ان يكون بين الأعمال الإرهابية التي كانوا ينوون القيام بها في لبنان تنفيذ عمليات اغتيال.
وعلى صعيد معالجة تفاعلات حوادث الجنوب ودور قوات &laqascii117o;يونيفيل" أكدت مراجع لبنانية رسمية لـ &laqascii117o;الحياة" ان ليس هناك اتجاه فعلي، خصوصاً لدى الدول الأوروبية الرئيسة المشاركة في &laqascii117o;يونيفيل"، لتعديل قواعد الاشتباك في جنوب لبنان، وأن أي فريق دولي لم يطرح رسمياً فكرة التعديل هذه، سوى ان الجانب الأميركي طرح الأمر من زاوية التساؤل عما اذا كانت التطورات تحتاج الى هذا التعديل، في أروقة مجلس الأمن من دون ان يقدم اقتراحاً رسمياً في هذا الشأن، بينما طرحت اسرائيل المطلب إعلامياً، من دون ان توثقه في رسالتي شكوى رفعتهما الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وطمأنت غير جهة دولية الجانب اللبناني الى عدم نية تعديل مهمات &laqascii117o;يونيفيل" وقواعد الاشتباك بحيث يكون لها صلاحية التشدد أكثر تجاه فرقاء ومسلحين على أرض الجنوب، كما تدعو إسرائيل. وكان الرئيس ميشال سليمان شدد على تنفيذ القرار بلا تعديل ووقف الاستفزازات الإسرائيلية وتلافي أي إشكالات مع القوات الدولية.
وجرى تحرك في اتجاه آخر قام به قائد قوات &laqascii117o;يونيفيل" كلاوديو غراتسيانو الذي زار إسرائيل امس لدعوة قيادتها العسكرية الى وقف إجراءاتها على الجانب الإسرائيلي من تلال كفرشوبا. وذكرت مصادر رسمية ان قائد القوات الدولية وافق على القيام بهذه المهمة على رغم انها ليست من صلاحياته لأنها تقع خارج الخط الأزرق، وفي منطقة متنازع عليها بين لبنان وإسرائيل، وتفويضه لا يخوله اعتبار ما تقوم به اسرائيل خرقاً للقرار 1701. وأضافت المصادر ان غراتسيانو قبل بالقيام بهذه المهمة من باب السعي الى خفض التوتر عبر وقف الاستفزازات من جانب إسرائيل، خصوصاً أن اسرائيل تقوم بخروق في مجالات أخرى جواً وبراً.
ـ الديار: لوحظ من خلال المواقف توافق بين رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والبطريرك الماروني نصرالله صفير لجهة رفض صيغة الوزير الوديعة في حصة رئيس الجمهورية، واعتبر زوار الرئيس سليمان ان هذا الكلام يتنافى مع روحية الدستور، وأشاروا الى أن ما يُنقل حول موقف رئيس الجمهورية بشأن الملف الحكومي يفتقر الى الدقة، مذكرين بأن رئيس الجمهورية هو من يشكل الحكومة مع الرئيس المكلف وهو من يوقع على مرسوم التأليف.كما نقل الزوار تمنيّ الرئيس سليمان استعجال تشكيل الحكومة لتكون بمثابة العيدية في مناسبة عيد الجيش.
وفي معلومات خاصة بـ&laqascii117o;الديار" من مصادر ديبلوماسية أوروبية أن العواصم الأوروبية التي تشارك قواتها في اليونيفيل وعلى رأسها باريس اجرت مشاورات سريعة حول الوضع في جنوب لبنان وما حصل وتوصلت الى تفاهم حول الآتي:
1ـ الانفجار الذي اصاب مخزن للذخيرة في خربة سلم ناتج عن خلل داخلي وليس عن عملية أمنية.
2ـ خطورة المخزن أنه كان موضوعاً بحال جهوزية، وبالتالي كانت هناك عناصر موجودة فيه وجاهزة للتحرك فوراً، وبالتالي لم يكن المخزون متروكا.
3ـ الحادثة التي اعقبت تحرك اليونيفيل والتحرك المضاد من الأهالي شكل خطأ فادحاً لم يكن من الضروري حصوله.
4ـ ما حصل كشف عن هشاشة التنسيق الحاصل في الجنوب، وهو ما لم تكن في صورته العواصم الأوروبية.
5ـ اقترحت العواصم الأوروبية في خلال مراسلتها مع أمين عام الأمم المتحدة تطويق ذيول ما حدث في الجنوب بالطرق الديبلوماسية وعدم الانجرار نحو اي تصعيد رغم خطورة ما حصل بناء للنقاط التي تلت.
إزاء ذلك أشارت مصادر ديبلوماسية رفيعة لـ&laqascii117o;الديار" بأن الاتصالات قائمة لتطويق ذيول ماحصل وان الأمور غير مرشحة مبدئياً للتطور، وأن اتصالات تجري مع الدولة اللبنانية ومع الأطراف المعنية لمعالجة نقاط الخلل التي ظهرت.
ـ صحيفة 'الأخبار'
في محصلة اجتماعات القوى المحلية التي عقدت الأسبوع الماضي، مجموعة من النقاط التي يجب التوقف عندها:
أولاً: إعلان الرئيس المكلف سعد الحريري أنه صبور وأنه غير مستعجل، ولن يقدم على أمر يندم عليه لاحقاً وأنه ينتظر كل الاتصالات قبل أن يبادر إلى التقدم بطرح. وهو لذلك يرفض أن يعمل تحت الضغط، وبالتالي لن يتبنى أي طرح الآن وإن كان ميله إلى التوزيع الذي يقول بـ16+10+4 مع استعداد لرفع حصة رئيس الجمهورية إلى خمسة.
ثانياً: إعلان النائب وليد جنبلاط استعداده للذهاب إلى القصر الجمهوري والدعوة إلى تبني خيار الثلاث عشرات بما يحقق توازناً عاماً، وهو الأمر الذي عدّه أركان في 14 آذار ضدهم لأنه يعني إعلان عدم الفوز في الانتخابات النيابية.
ثالثاً: إبلاغ المعارضة الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية أنها غير مستعجلة هي الأخرى، وهي لن تقبل أقل من شراكة كاملة على أساس أن يكون لديها القدرة على التصويت بـ11 صوتاً في أي جلسة للحكومة.
رابعاً: بروز تطور في موقف الرئيس ميشال سليمان لناحية أنه مستعد لتسهيل الأمر على الفريقين من خلال القبول بحكومة توزع بين الفريقين على أساس 11 للمعارضة و19 لفريق الاكثرية، وأنّ سليمان سيتّخذ هذا الموقف إذا لم يحصل على حصة وزارية كاملة تسمح له بأداء دور حاسم، أي إذا لم يحصل على ستة أو سبعة وزراء في الحكومة العتيدة.
وقال مصدر معارض معنيّ بالتشكيلة الحكومية أمس إنه &laqascii117o;حتى اللحظة، يتّسم الوضع بالجمود، والاتصالات بين الرئيس المكلف سعد الحريري والمعارضة ليست مقطوعة، ولكن لا جديد ولا لقاءات في المدى المنظور بين الرئيس المكلّف ومستشار الأمين العام لحزب الله حسين الخليل، أو الوزير جبران باسيل". ويؤكد المصدر نفسه أنه &laqascii117o;لم يُطرح أي تفصيل جديد في الموضوع الحكومي"، موضحاً أن &laqascii117o;الحريري طرح فعلاً خلال لقائه ممثلي المعارضة، مسألة الحقائب وتوزيعها، ولا سيما الحقائب الوزارية السيادية وكيفية تقاسمها". وأضاف أن المعارضة رأت أن الحريري حاول الاستفادة من الوقت في ظل الجمود الحاصل، لكن في المقابل فإن جواب المعارضة الذي قدمته إلى الرئيس المكلف كان &laqascii117o;حل كل مرحلة من مراحل التأليف الحكومي بمفردها".
وفي السياق، عُلم أن الحريري قرر تسليم الملف المالي في الحكومة الجديدة إلى الرئيس فؤاد السنيورة، الذي ينوي من جهته إعادة الوزير جهاد أزعور إلى وزارة المال ومعه فريق يكون موجوداً في عدد من الوزارات، ولا سيما وزارتي الطاقة والاتصالات. وتتابعت أمس المواقف الداعية والداعمة لتسريع تأليف الحكومة، فأكد السنيورة أن الجهود تبذل في موضوع الحكومة &laqascii117o;وهذا يحتاج إلى طول بال وتأنّ".
ـ المستقبل: وفي وقت استمرت مشاورات رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري بعيداً عن الأضواء، سجّلت أمس، زيارة 'سرية' قام بها المعاون السياسي للأمين العام لـ 'حزب الله' حسين الخليل الى عين التينة حيث التقى رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي عاد والتقى وزير الأشغال غازي العريضي الذي خرج من دون الإدلاء بأي تصريح، فيما تردد أن بري سيزور قصر بعبدا اليوم قبل لقاء الأربعاء النيابي الذي سيكون مناسبة يستفيد منها رئيس المجلس لمواصلة اتصالات 'تدوير الزوايا' حكومياً.
وكانت الناطقة باسم 'اليونيفيل' ياسمينا بوزايان، أكدت أن 'اليونيفيل تقوم بخطواتها كافة بالتنسيق مع الجيش اللبناني'، وأشارت الى ان 'التحقيق جار في موضوع مداهمة أحد المنازل في بلدة خربة سلم'، لافتة الى ان 'انفجار مستودع الأسلحة التابع لـ'حزب الله' هو خرق للقرار 1701'. وحول ما حدث في منطقة كفرشوبا، أكدت بوزيان أن 'هذا الأمر ليس من ضمن مهام 'اليونيفيل' لأن المنطقة الواقعة فيها هي خارج إطار عمل القوات الدولية(..)'.
ـ صحيفة 'اللواء'
(...) علمت <اللواء> من مصادر موثوق بها انه تمّ توقيف النجل الأكبر لأمير <فتح الاسلام> عبد الرحمن عوض المتواري في مخيم عين الحلوة منذ ثلاثة أشهر، ويدعى محمّد، والذي كان مكلفاً بتنظيم عمليات استطلاع في عدد من المناطق اللبنانية.
2009-07-22 00:00:00