ـ صحيفة 'السفير'
فعلها وليد جنبلاط، وأعلن رسميا، أمس، خروجه وحزبه وطائفته من &laqascii117o;تحالف الضرورة" مع فريق 14 آذار، لا بل أعلن رسميا عن انتهاء صلاحية هذا الاطار السياسي الذي كان &laqascii117o;رياديا" في اطلاقه ورعايته، قبل أن يسلم &laqascii117o;الأمانة" الى النائب سعد الحريري اثر انتخابات العام ألفين وخمسة.
فعلها وليد جنبلاط، وهي خطوة لم تفاجئ كثيرين في الموالاة والمعارضة، في الداخل والخارج. كان الجميع قبل الانتخابات ينتظرها، لكن باسثناء وليد جنبلاط نفسه، لم يكن أحد يقدّر اللحظة والأسلوب و&laqascii117o;المخرج"، فإذا به &laqascii117o;يخترع" جمعية عمومية استثنائية لحزبه التقدمي الاشتراكي، مناسبة ومنبرا، لتغليف موقفه حزبيا، قبل أن يندفع به لاحقا باتجاه اعادة صياغة موقع جديد بدأ &laqascii117o;بين المنزلتين"، وتطور بالأمس، نحو محاولة التموضع في اطار &laqascii117o;حركة وطنية" بقوى ومضامين جديدة.
فعلها وليد جنبلاط، كي يكمل ما كان قد بدأه من قبله العماد ميشال عون، يوم &laqascii117o;تمرد" على حركة 14 آذار في صيف 2005، وانتقل منها الى مقلب المعارضة، ليصبح السؤال ما هو مصير هذا &laqascii117o;العنوان الفضفاض" بعد أن خرج مكونان أساسيان منه، وفقد &laqascii117o;عصبه السياسي الجنبلاطي"، لا بل حتى أبرز مبررات قيامه، بانتفاء الاشتباك السعودي ـ السوري وذهاب هذين البلدين العربيين نحو مرحلة سياسية على صعيد العلاقات الثنائية والعلاقات العربية العربية، يتفقان معها على أنه لا عودة الى الوراء، أي الى مرحلة القطيعة والجفاء.
فعلها وليد جنبلاط وزار دمشق عمليا، بالأمس، ولن يكون مفيدا بعد الآن التنصت على هاتفه من أجل معرفة موعد زيارته الى دمشق، فاذا كانت الحكومة بحكم المنتهية سياسيا، بمعزل عن بعض الصياغات اللبنانية الأخيرة، فإن زيارة جنبلاط قد باتت بحكم الحاصلة سياسيا، ويبقى التاريخ، وهو لن يكون بعيدا أبدا عن موعد زيارة الرئيس المكلف الى دمشق، وحتما لن يكون في عداد وفد موسع، بل سيكون وحده وربما يصل الى قصر الرئاسة السورية وهو يقود سيارته من دون أي مواكبة أمنية.
فعلها وليد جنبلاط، وأصبح اعتبارا من صباح يوم أمس، &laqascii117o;خائنا" تبعا لقاموس من أراد للانقلاب السياسي أن يصل أبعد من خروج الجيش السوري من لبنان، وفي المقابل، صار بنظر الآخرين، من المعارضين أو بعض قوى اليسار، بمثابة &laqascii117o;الابن الضال" الذي عاد الى رشده، ولو متأخرا أربع أو خمس سنوات، كانت غنية بالتحولات والأحداث السياسية.
فعلها وليد جنبلاط، وقرر الوقوف على التل، يراقب المشهد اللبناني والاقليمي والدولي المتغير بسرعة، مدركا مخاطر الفتنة السنية الشيعية وساعيا الى رأب هذا &laqascii117o;الصدع الكبير"، بعدما كان متهما، قبل السابع من ايار، بأنه يسعى وقوى أخرى، خاصة مسيحية، الى توسيع هذا الفالق المذهبي الخطير، من أجل تقوية وضعه ونفوذه على حساب إضعاف القوتين السنية والشيعية في لبنان.
فعلها وليد جنبلاط، وأكسب نبيه بري الرهان، بأن سقطت معادلة الأكثرية والأقلية لمصلحة تبلور موازين قوى جديدة، فها هي الأكثرية التي تباهت بحصولها على واحد وسبعين نائبا، تفقد أكثريتها، بخسارة كتلة من عشرة نواب من &laqascii117o;اللقاء الديموقراطي"(باستثناء مروان حمادة)، وصار على ما تبقى من 14 آذار ومن 8 آذار ـ اذا بقيت على حالها ـ أن يحسب حسابه في الكثير من المحطات الآتية، ولا سيما منها الاستحقاق الحكومي القريب.
وفي رد شديد اللهجة على جنبلاط، من دون تسميته، أصدر &laqascii117o;تيار المستقبل" بيانا اعتبر فيه انه &laqascii117o;إذا أراد البعض أن يذكّر بتاريخه فلا بأس شرط أن لا نعود إلى التاريخ المعيب الذي كان فيه كثيرون شركاء في إعلاء مصالحهم الخاصة على مصلحة الوطن". وأكد &laqascii117o;تمسكه بمبادئ ثورة الأرز عموما وبذكرى 14 آذار خصوصا، وهو اليوم الذي انتفض فيه جميع اللبنانيين في وجه اغتيال الرئيس الشهيد رفيــــق الحريري ودفاعا عن مبادئه"، وأعلن أن &laqascii117o;لبـــنان أولا" سيبقى شعاره، وأشــــار الى أن قوى 14 آذار لم تكن يوما قوى رافضة للآخر.
وعلمت &laqascii117o;السفير" أن بيان &laqascii117o;المستقبل" جاء في ضوء مشاورات واسعة بين الحريري وقيادات 14 آذار ولا سيما سمير جعجع الذي هدد باعلان موقف وكذلك حزب الكتائب وبعض مسيحيي 14 آذار &laqascii117o;المستقلين"، وتم التوافق على أن يكون هذا البيان هو بداية الرد على ما أعلنه جنبلاط.
وفي وقت متأخر من ليل أمس، قال النائب جنبلاط لـ &laqascii117o;السفير" ان كل ما فعله في خطابه هو انه ذكّر بالمحطات النضالية التي تشكل جزءا من تراث الحزب وهويته، متسائلا: ألا يحق لي في مناسبة حزبية تنظيمية، بحضور رفاق قدامى من الرعيل الاول أعتز بهم، ان أذكّر بتاريخ الحزب وان أدفع في اتجاه إحيائه؟
وعن تعليقه على موقف &laqascii117o;تيار المستقبل"، قال جنبلاط: هل ان عشرات المحطات النضالية المشرقة للحزب التقدمي، من الاعتراض على حلف بغداد الى المحكمة الدولية مرورا بالكثير من العلامات الفارقة، هي تاريخ معيب؟ غريب هذا المنطق الذي لا أفهمه، وإذا كان البيان الصادر هو رد فعل على موقفي من" لبنان اولا"، فإن الامر لا يستحق هذه الحدة.. على كل حال، سأتجنب الدخول في سجال مع &laqascii117o;تيار المستقبل" بانتظار توضيح منه".
وعما إذا كان يمهد لتأسيس حركة وطنية جديدة، لفت الانتباه الى ان همّه قبل ذلك، &laqascii117o;هو إعادة بناء الحزب على أساس الثوابت التاريخية ورصد مدى استيعاب الجيل الجديد شعاراتي وطروحاتي والى أي حد هو مستعد للتأقلم معها"، مشيرا الى انه يدرك ان المتغيرات في العالم فرضت لغة جديدة، &laqascii117o;وأنا لن أنهي حياتي باستخدامها، لكنني سأسعى الى تطوير اللغة القديمة مع الحفاظ على ثوابتها الوطنية والقومية".
بري: جنبلاط لا يضيّع البوصلة
وقال رئيس مجلس النواب نبيه بري لـ &laqascii117o;السفير" ان موقف جنبلاط يؤكد صوابية ما سبق ان أكدته في أكثر من مناسبة ان جنبلاط لا يضيع البوصلة، وتوقع ان يكون لموقف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي تداعيات على فريق 14 آذار، باعتباره كان أحد أبرز أركان هذا الفريق، مضيفا: هو وحده 10والباقون هم 4.
وأشار الى ان ما أعلنه جنبلاط أثبت صحة ما كان قد توقعه حول خلط الاوراق بعد الانتخابات، لافتا الانتباه الى ان مسألة الثلث الضامن لم تعد ذات شأن بعد موقف جنبلاط، لأن وزراءه الثلاثة لن يُحسبوا ضمن قوى الأكثرية بعد اليوم.
حردان وحدادة يشيدان بمواقف جنبلاط ... وأيضا أرسلان ووهاب
الى ذلك، تُستكمل مع بداية هذا الاسبوع المفاوضات بين الرئيس المكلف سعد الحريري والتيار الوطني الحر من جهة، وبينه وبين قوى 14 آذار من جهة أخرى، لمحاولة تذليل العقد المتصلة بالحقائب والاسماء، والتي لا تزال تحول دون تشكيل الحكومة، وسط إصرار من العماد ميشال عون على نيل حقيبة سيادية (إما الداخلية أو المالية).
وقال قطب بارز من مسيحيي 14 آذار لـ &laqascii117o;السفير" ان الاتجاه بات يميل نحو منح القوات اللبنانية وزيرين مقابل وزير واحد لحزب الكتائب، الامر الذي من شأنه ان يتيح توزير بطرس حرب عن مستقلي 14 آذار، ما يطرح تساؤلات عما إذا كان الرئيس أمين الجميل سيقبل بهذه الصيغة التي تعطي أفضلية لـ &laqascii117o;القوات"، علما بأن النائب حرب قال لـ &laqascii117o;السفير" انه لا توجد مشكلة امام فرضية دخوله الى الحكومة، وان اسمه ليس مطروحا كعقدة.
في هذا الوقت، أكدت أوساط بارزة في &laqascii117o;تيار المستقبل" لـ &laqascii117o;السفير" انه من غير الوارد اعطاء العماد عون لا حقيبة &laqascii117o;الداخلية" المصنفة ضمن حصة رئيس الجمهورية ولا حقيبة &laqascii117o;المال" المصنفة ضمن حصة الرئيس المكلف، كما أشارت الى انه ليس واردا حتى الآن الموافقة على توزير جبران باسيل، مشيرة الى ان مطالب العماد عون غير منطقية.
في المقابل، قال الوزير جبران باسيل لـ &laqascii117o;السفير" تعليقا على مواقف الذين يعتبرون ان الاصرار على توزيره إنما يشكل العقدة الابرز امام ولادة الحكومة: من الواضح انني أصبحت عقدة لسانهم، وهذه مشكلتهم وليست مشكلتنا.
وأضاف: إذا كان البعض يعتبر ان الرسوب في الانتخابات هو معيار لعدم دخول الحكومة، فنحن ايضا لدينا معيارنا وهو ان المتقلبين والفاسدين والفاشلين في الحكومات السابقة يجب عدم توزيرهم، لافتا الانتباه الى ان الرئيس المكلف لم يبلغه حتى الآن برفض توزير الراسبين. ولفت الانتباه الى ان الرئيس الحريري يواجه مشكلات في توزيع الحقائب والأعداد مع حلفائه داخل فريقه، ولا يجوز إلقاء تبعات التأخير في تشكيل الحكومة على العماد عون. وأكد انه عندما يتم الاتفاق مع العماد عون على نوعية الحقائب، ينتقل الجنرال الى المرحلة التالية وهي تسمية وزرائه.
ـ صحيفة 'النهار'
لم تقف الصدمة الضخمة التي فجرها خطاب 'البوريفاج' لرئيس 'اللقاء الديموقراطي' النائب وليد جنبلاط امس عند حدود الردّ الفوري واللاذع لـ'تيار المستقبل'، بل اتسعت لتقتحم على ما يبدو المنحى الذي تسلكه عملية تأليف الحكومة الجديدة، وهو أمر سيستتبع، الى تأخير اضافي في ولادتها، احتمال اعادة النظر في بعض الجوانب الجوهرية من تركيبتها.
فخطاب جنبلاط امام الجمعية العمومية للحزب التقدمي الاشتراكي اعتبره بعض اطراف الغالبية، في حدوده القصوى، طلاقا معلنا مع قوى 14 آذار وتحولا استراتيجيا في موقف احد اركانها الكبار يرتب على الاقل اياما لقراءة ابعاده وانعكاساته على المشهد السياسي، سواء بالنسبة الى فريق الغالبية أم بالنسبة الى سائر القوى في عزّ المخاض الحكومي.
واذ لم تخف آثار الصدمة التي احدثها موقف جنبلاط لدى حلفائه 'القدامى' ذهب مصدر سياسي مطلع ومواكب لعملية تأليف الحكومة الى القول لـ'النهار' ان تداعيات الموقف الجنبلاطي التي طغت طغيانا تاماً على هذه العملية، قد تذهب بالاستحقاق الى اتجاه آخر. ولفت في هذا السياق الى تفكير جدي في امكان بداية البحث من جديد في حكومة تكنوقراط نظرا الى التعقيدات الطارئة والمفاجئة التي اضافها موقف جنبلاط الى المأزق الحكومي.
كما علمت 'النهار' ان تداعيات هذا الموقف اثارت اشكالية جوهرية تداولها بعض المعنيين من حيث احتمال توظيف قوى معارضة موقف في الطعن في استمرار غطاء الاكثرية النيابية لرئيس الوزراء المكلف سعد الحريري في مهمته.
ذلك ان الانطباع الفوري الذي تداوله بعض الاوساط عن هذا الموقف هو ان كتلة 'اللقاء الديموقراطي' وعددها 11 نائبا يمكن ان تخفض عدد نواب الاكثرية من 71 نائبا الى 60 اذا قرن جنبلاط موقفه بالخروج رسميا ونهائيا من فريق الغالبية، مما يرتب نشوء واقع مختلف تماما عن ذلك الذي كرسته الانتخابات النيابية. ولو ظلت الغالبية تتفوق على المعارضة التي لديها 57 نائبا.
لكن المعلومات التي توافرت لـ'النهار' من مصادر متطابقة افادت ان اتصالات ولقاءات عاجلة اجريت بعد ظهر امس ومساء بين الامانة العامة لقوى 14 آذار وبعض القريبين من جنبلاط الذين اكدوا انه 'لن يترك 14 آذار'، كما اوضحوا ان ما تردد في الكواليس السياسية عن تقلص عدد نواب الغالبية الى 60 بفعل خروج نواب 'اللقاء الديموقراطي' الـ11 هو 'امر غير وارد اطلاقا'، ولن يمكن اي طرف تاليا ان يؤثر على شرعية تكليف الحريري ومضيه في تأليف الحكومة.
ومع ذلك، لم تقلل هذه الايضاحات والتطمينات شأن التداعيات السياسية لخطاب جنبلاط على مجمل الجهود الناشطة لانجاز الحكومة. وعلمت 'النهار' في هذا الاطار ان اتصالا اجري امس بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريري تمحور على عملية تأليف الحكومة. واكد متابعون للمشاورات الجارية انه لم تحصل اي تطورات ملموسة في شأن توزيع الحقائب حتى مساء امس. كما ان جهات مواكبة لتأليف الحكومة تخوفت من انعكاس مواقف جنبلاط على هذه العملية.
وأوضح مصدر في الحزب التقدمي الاشتراكي لـ'النهار' ان مواقف جنبلاط جاءت استكمالا لمواقف سابقة وانها تتصل بالقراءة الشاملة التي أجراها الحزب للوضع الدولي والاقليمي وانعكاساته المحتملة على لبنان وهي تعكس عددا من المحطات السياسية التي مرّ بها الحزب طوال تاريخه. وقال ان الحزب ليس في وارد التنصل من تراثه وتاريخه الذي يبقى واقعا قائما ولا بد في النتيجة من ان يكون هناك هامش من المساحة السياسية لكي يعبر كل طرف عن موقفه من غير ان يعني ذلك محاولة اسقاط موقفه على الاطراف الاخرين سواء داخل 14 آذار او خارجها التي حققت القسم الاكبر من أهدافها وخصوصا في موضوع المحكمة وانسحاب الجيش السوري من لبنان واقامة العلاقات الديبلوماسية بين بيروت ودمشق. واستغرب المصدر الضجة التي أثيرت حول مواقف جنبلاط 'كأنه بات مطلوبا من كل حزب ان يتبرأ من تاريخه ودوره الوطني لمجرد ارضاء أطراف آخرين'.
وقال منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد لـ'النهار': هناك اختلاف واضح ومن دون أي التباس في وجهات النظر بيننا وبين النائب جنبلاط. لا ننكر أياديه البيضاء في ثورة الارز وانتفاضة الاستقلال، وبحكم الصداقة والخبز والملح بيننا وبينه ودوره الرئيسي في ثورة الارز والاستقلال لن ننقاد الى الكلام الاعلامي والتشنج الكلامي'. واضاف: 'قراءتنا السياسية للمرحلة المقبلة تختلف تماما عن قراءة جنبلاط وهو في موقع سياسي يختلف عن موقعنا. وفي ما يتعلق بمستقبل حركة 14 آذار نؤكد أنها ستستمر في ثوابتها ومبادئها. وموقع جنبلاط يظل محفوظا كي يشغله ساعة يريد'.
ـ صحيفة 'الأخبار'
أبلغ جنبلاط &laqascii117o;الأخبار" أن حديثه يتجاوز الانسحاب من 14 آذار أو عدم الانسحاب، بل هو عمليّة تذكير بالثوابت التاريخيّة للحزب، وتحديداً المتعلّقة منها بالمسألة الاقتصاديّة ـــــ الاجتماعيّة، وقضيتي العروبة وفلسطين. ولفت إلى أن هناك العديد من الشعارات التي لم تلقَ صدىً بين الحاضرين، وذلك بسبب الفروق الكبيرة بين الكلام المبدئي والواقعي. ورأى أن الرعيل الحزبي الذي خرج خلال الأزمة الأخيرة بعيد كثيراً عن فلسطين والعروبة، على عكس الجيل القديم.
وإذ حدّد الإطار العام لكلمته، وهو نقد ذاتي لمرحلة غابت عنها القضايا الاجتماعية ـــــ والاقتصاديّة، شدّد على إدانة نفسه بسبب الذهاب إلى المحافظين الجُدد، &laqascii117o;وقد سرنا بالمعقول واللامعقول". أضاف إن &laqascii117o;هناك ورشة كبيرة داخل الحزب التقدمي الاشتراكي تبدأ من الصفر بهدف استعادة ثوابت الحزب"، وسترتكز هذه الورشة &laqascii117o;على التثقيف الجماهيري في خطّة تمتد إلى 3 سنوات". وأكد أن العمل جدّي، &laqascii117o;بدون أن أكون متفائلاً"، من أجل العودة إلى حزب الطليعة. وفيما رأى أن &laqascii117o;الحزب الشيوعي، مثلاً، ربما خسر جزءاً من قاعدته، لكنّه حافظ على ثوابته، ونحن لا نحتاج إلى الكمّ على حساب النوعيّة".
وروى أنه ذهب في العام الماضي إلى احتفال عيد الكتائب، &laqascii117o;حيث عرضوا علينا أفلاماً تُدين الرئيس جمال عبد الناصر، وسكتنا. هناك فرق كبير بين أدبيّاتنا وأدبيّات حزبي الكتائب والقوات اللبنانيّة. لقد اجتمعنا في إطار واحد بسبب اغتيال الرئيس رفيق الحريري".
■ سعيد: جمهور جنبلاط لن يُجاريه
انطلق منسّق الأمانة العامّة لقوى 14 آذار فارس سعيد، في تعليقه على كلام جنبلاط، من اعتباره أن هناك قراءة سياسيّة مختلفة بين 14 آذار ووليد جنبلاط، &laqascii117o;وهو يطلب من هذه القوى أن تتبنّى موقفه أو يذهب وحده إلى هذا الخيار". وبالرغم من ذلك يرى سعيد أن &laqascii117o;القراءة المختلفة لا تعني بالضرورة تبادل الشتائم بين الطرفين. ونرى أن لديه أياديَ بيضاء في ثورة الأرز".
وحدّد سعيد نقاط الاختلاف بين الطرفين بثلاث: &laqascii117o;جنبلاط يرى أن السلم الأهلي أهم من العدالة، في ما يتعلّق بموضوع المحكمة. والنقطة الثانية، هي الصراع العربي الإسرائيلي: &laqascii117o;فانتصار قوى 14 آذار يُسهّل تحديد موقع لبنان في المبادرة العربيّة، فيما قرّر جنبلاط العودة إلى 1976 ولاءات الخرطوم الثلاث. أما النقطة الثالثة فهي، برأي سعيد، أن قوى 14 آذار تربط بناء الدولة القويّة القادرة على خدمة مواطنيها بعدم وجود سلاح خارج سلاح الشرعيّة، فيما جنبلاط يرى أن حقوق العمّال هي الأولويّة".
وأشار سعيد في اتصال مع &laqascii117o;الأخبار" إلى أن جمهور 14 آذار لن ينجرّ وراء جنبلاط &laqascii117o;حتى الجمهور الدرزي، وغداً سنرى إذا ما كان سيتفهّم الجمهور هذا الموقف". وأضاف إن جمهور 14 آذار عابر للطوائف &laqascii117o;وهو أهم من جميع قادته، وكثيراً ما سبقهم منذ 14 شباط حتى اليوم، رغم فشل قيادته في إدارة العمليّة السياسيّة والانتخابية".
■ القزي: نُفاوض السوريّين
أما المستشار السياسي للرئيس أمين الجميّل، سجعان القزي، فرأى أن مواقف جنبلاط تضرّ بصدقيته تجاه جمهوره، فكيف &laqascii117o;تجاه القوى الأخرى، بغض النظر عمّا إذا كان مؤمناً بها". وسأل القزي: &laqascii117o;كيف سيأخذ السوريون وحزب الله جنبلاط على محمل الجدّ بعد هذه الانقلابات؟". ورأى أنه كان في إمكان رئيس الاشتراكي أن ينفتح على القوى الأخرى بطريقة مختلفة، وأعطى انفتاح الكتائب على النائب سليمان فرنجيّة مثالاً، &laqascii117o;كذلك حوارنا غير المباشر مع السوريين من دون أن نسيء إلى أحد". وسأل القزي جنبلاط إذا كان &laqascii117o;يستطيع أن ينظر إلى المرآة؟".وأشار القزي إلى أنّ على جنبلاط إعلان الانسحاب الرسمي من 14 آذار، إذا أراد ذلك، كما على قادة هذا الفريق في رأيه أن يلتقوا ويأخذوا موقفاً واضحاً، لأن المواقف الأخيرة لجنبلاط تؤثّر في تأليف الحكومة، &laqascii117o;فهو محسوب على الأكثريّة النيابيّة"، مشيراً إلى أن هناك نواباً في اللقاء الديموقراطي منزعجون من هذه المواقف، &laqascii117o;وقد ينسحبون، وهم كثيراً ما طلبوا منا عدم الردّ عليه عندما كان يتهجّم على الكتائب". ورأى القزي أن على كتلة لبنان أولاً أن تأخذ موقفاً واضحاً، لأن جنبلاط تهجّم على هذا التكتل بشكل رئيسي. وقد كان الموقع الإلكتروني لحزب الكتائب قد كتب على صفحته الرئيسيّة: &laqascii117o;جنبلاط يتنكّر لأبطال الاستقلال الذين حافظوا على وجوده في بلد مستقل".
ـ صحيفة 'الديار'
(...) في المعلومات ان جنبلاط اعتمد السياسة الجديدة بعدما نجحت محاولات الوسطاء على طريق المختارة دمشق، ومن المتوقع ان تسبق زيارته الى العاصمة السورية زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري.
وفي المعلومات ايضا ان الزيارة ستتم برفقة المفكر الفلسطيني عزمي بشارة الذي نجح في وصل ما انقطع بين جنبلاط وسوريا، وكان اللافت ان جنبلاط اعلن مواقفه من فندق البوريفاج الذي يحمل دلالات سياسية وامنية ولطالما انتقده وليد جنبلاط.
ـ صحيفة 'اللواء'
حضر الانقلاب الجنبلاطي على تحالف قوى 14 آذار بقوة امس، في مختلف الاوساط السياسية في الاكثرية والاقلية، وتراجعت اخبار التأليف الحكومي الى مرتبة ثانية، من دون ان تحجب الرؤية حول اهمية تأليف حكومة وحدة وطنية تكون قادرة على مواجهة التحديات في وقت تبحث فيه المنطقة عن خيارات استئناف المفاوضات على المسارات جميعها، وفيها المسار اللبناني·
واذا كانت اوساط قيادات الاكثرية المنضوية في الامانة العامة لقوى 14 آذار قابلت بامتعاض غير مخفي المواقف الجنبلاطية، التي لم تكن مفاجأة في المسار بل في التوقيت السياسي الحكومي، وهو ما وصفه مصدر رفيع في الاكثرية بأنه <تنكر لتاريخ مرحلة مشرقة من تاريخ لبنان>، على ان تتوالى الردود اليوم على هذا الانقلاب الذي من شأنه اعادة خلط الاوراق، ليس في صفوف قوى سياسية في حد ذاتها، بل على مجمل الساحة اللبنانية، بما فيها الملف الحكومي، وان كان مجرد <ارتجاج موضعي> يفترض ان ينتهي مفعوله خلال الساعات المقبلة·
ولم يخف نائب بارز على اطلاع على مجرى مشاورات التأليف، ان يكون النائب وليد جنبلاط باختيار هذا التوقيت بالذات لاعلان القطيعة مع حلفائه في الاكثرية، قد سجل موقفاً اعتراضياً على عدم ابقاء وزارة الاشغال مع احد وزرائه في الحكومة الجديدة· وقال النائب نفسه في اتصال مع <اللواء> ان قوى الاكثرية لم تلزم رئيس اللقاء الديمقراطي بأن يبقى في صفوفها او يغادر، وان الرئيس المكلف سعد الحريري لن يكون تحت وطأة المتغيرات السياسية، وهو ماضٍ في مساعيه مع مختلف الكتل لتأليف حكومة وحدة وطنية تحظى بأكبر قاعدة نيابية·
الى ذلك، توقع مصدر دبلوماسي عربي ان لا تتأخر التشكيلة الحكومية، مشيراً الى ان دمشق ابلغت مراجع عربية واقليمية ودولية انها تشجع على الاسراع في ولادة حكومة الوحدة الوطنية في لبنان، لأن من شأن ذلك أن يفتح الباب لعقد القمة السعودية - السورية في دمشق، والتي تعول عليها سوريا في مرحلة تجميع الأوراق وترتيب الملفات لتفعيل المسار السوري - الإسرائيلي·
ـ صحيفة 'الشرق الأوسط'
من جانبه رأى الأمين العام لقوى &laqascii117o;14 آذار" النائب السابق فارس سعيد أن &laqascii117o;التباين في القراءة السياسية بين جنبلاط وقوى الأكثرية ليس جديدا، لكن جنبلاط اختار أن يظهرها بشكل واضح اليوم".وأشار سعيد في اتصال مع &laqascii117o;الشرق الأوسط" إلى أن جنبلاط يرى في قضية القرار الظني للمحكمة الدولية أن السلم الأهلي أهم من العدالة، معتبرا أن ذلك يتم تحت ضغط يمارسه (الأمين العام لـ&laqascii117o;حزب الله") حسن نصر الله بالقول إن الضاحية (الجنوبية لبيروت) مقابل تل أبيب، وإن بيروت بوجه المحكمة الدولية". موضحا أن &laqascii117o;التباين الثاني (مع جنبلاط) هو استعادته لاءات الخرطوم الثلاث في ما يتعلق بموقف لبنان من الصراع في المنطقة، فيما نحن ننادي بموقع لبنان ضمن المنظومة العربية ضمن السلام العربي الشامل".ورأى سعيد أن جنبلاط اختار اليوم أن يضع الأمور في العلن ويذهب إلى خطاب لم يعد لديه جمهور، مشيرا إلى أن &laqascii117o;لبنان ليس في مرحلة إدارة الدولة لنختلف حول حقوق الطبقة العاملة، بل في مرحلة تحديد شكل هذه الدولة". ورأى أن &laqascii117o;حسابات المرحلة المقبلة مختلفة، ففي عام 2005 اغتالت سورية الرئيس رفيق الحريري فكان أن خرجت من لبنان، وأقمنا علاقات دبلوماسية وتمكنا من إجراء انتخابات نيابية من دون عنف، أما في عام 2009 وبعد تقرير (مجلة) (ديرشبيغل) فقد اغتالت إيران رفيق الحريري، ويجب أن تخرج محاكمة قتلة الحريري إيران من لبنان".
ـ صحيفة 'الحياة'
(...) ورأى المراقبون ان جنبلاط أراد ان يطلق الإنذار الأخير استعداداً للقاء بري في منتصف الطريق من دون ان يتخلى عن تحالفه مع الحريري أو الذهاب في خطوات للتفريط به. لكن المراقبين اكدوا في الوقت نفسه ان جنبلاط لا يتوخى من انتقاده، في مداخلاته رداً على المؤتمرين، للخطاب المذهبي والطائفي والانعزالي تحضير الأجواء لتجديد تحالفه مع حركة &laqascii117o;امل" و &laqascii117o;حزب الله" بذريعة انه يحمل على بعض حلفائه لمصلحة قيام تحالف إسلامي في وجه المسيحيين.
وفي هذا السياق، قالت مصادر مقربة من المؤتمرين في الجمعية العمومية للحزب التقدمي لـ &laqascii117o;الحياة" ان جنبلاط اراد من خطابه او من خلال المداخلات التي أعقبته إجراء تقويم دقيق لمرحلة مهمة من المراحل السياسية التي كان فيها الحزب رأس حربة في المواجهة مع سورية وحلفائها في لبنان.
ورداً على سؤال أوضحت ان جنبلاط شدد على ضرورة العودة الى الثوابت وإلى الأصول التي تأسس على أساسها &laqascii117o;التقدمي" آخذاً في الاعتبار المتغيرات التي اخذت تلوح في المنطقة من الحوار السعودي – السوري الى الحوار السوري – الأميركي، بمشاركة أوروبية، مؤكداً ان &laqascii117o;من غير الجائز ان نبقى أسرى لمواقفنا". كما اعترف جنبلاط في مداخلاته بأنه ذهب بعيداً في المواقف من سورية و &laqascii117o;حزب الله" وأنه آن الأوان لإعادة تقويم هذه المواقف بعد قيام المحكمة الدولية والتوصل الى تبادل السفيرين بين لبنان وسورية وانسحاب الجيش السوري من لبنان والحديث عن ترسيم الحدود بين البلدين.ولفت جنبلاط ايضاً الى ان اعتماد الخطاب المذهبي الطائفي التعبوي كان وراء تصوير الطائفة الشيعية ككل على انها عدوة، وقال ان المسؤولية تقع على جميع الأطراف من دون استثناء، &laqascii117o;وأنا أول المسؤولين ولست الآن على قناعة بخطاب لبنان أولاً لأنه يُخشى منه العودة الى التأطير المذهبي، وهذا ما يتعارض مع المثلث الذي اختاره الحزب شعاراً له وهو العروبة والوحدة والاشتراكية".
وأبلغ جنبلاط ، بحسب المصادر، المؤتمرين ان كلامه غير شعبي وسيكون موضع سجال وتجاذب داخل الحزب أولاً &laqascii117o;لكن علينا منذ الآن أن نعي أهمية المرحلة في ضوء ما حصل من تداعيات جراء حوادث 7 أيار العام الماضي التي شاركنا فيها بكل إمكاناتنا وطاقاتنا وكنا على مشارف الدخول في حرب أهلية لن تعود وسنتصدى لمن يحاول العودة بلبنان الى الماضي". ونقل عن جنبلاط قوله: &laqascii117o;انا أقول هذا الكلام، ليس من اجل التهرب من المسؤولية التي أتحملها بالكامل كما يتوجب على غيري ان يتحملها، صحيح كنا نسمع للولايات المتحدة ولغيرها وكان تحالفنا مع الرئيس جورج بوش والمحافظين الجدد ضد الطبيعة مع اننا كنا مضطرين الى ذلك، والآن علينا ان نفكر بصيغة جديدة سواء داخل الحزب ام على الصعيد الوطني العام".
وتطرق جنبلاط الى موقفه من سلاح &laqascii117o;حزب الله" وقال: &laqascii117o;صحيح في السابق كنا ندعو الى تجميع سلاح حزب الله باعتباره يشكل خطراً على لبنان طالما ان قرار السلم والحرب بيده، وربما في هذه الأثناء كنا نرى الأمور بعين واحدة، والآن علينا ان ننظر بالعين الثانية الى الخروق الإسرائيلية للبنان". وحذر جنبلاط من ان الاستمرار في التفكير المذهبي والطائفي يؤدي الى زوال لبنان. وقال ان هذا التفكير &laqascii117o;يحولنا الى حرس حدود لإسرائيل وهذا ما نرفضه ولا بد من الخروج من تقوقعنا الطائفي والعودة الى الأصول". وحذر جنبلاط من تفاقم الصراع السني – الشيعي في المنطقة، وقال: &laqascii117o;لا مصلحة لنا في حصوله أو ان نكون في واجهته والتعديل في الخطاب السياسي أمر ضروري ويسمح لنا بأن نكون من ضمن التسوية في حال حصولها وليس خارجها".
2009-08-03 00:00:00