ـ صحيفة 'السفير'
ظلّت مفاعيل &laqascii117o;مفاجأة" وليد جنبلاط، بانسحابه من &laqascii117o;تحالف الضرورة" حاضرة في كل التفاصيل الداخلية، فإذا به يتقن مجدداً الانعطافة، وفي التوقيت الذي اعتقده مناسباً، ولكنه كان محيراً للكثيرين من &laqascii117o;المحتفلين" به أو &laqascii117o;الغاضبين" عليه، خاصة أن شبهة الترابط بين إعلان &laqascii117o;الانسحاب" من 14 آذار، وعدم إنجاز عملية تأليف الحكومة، بدت جلية، لا بل هي العنوان الكبير، ذلك أن وليد جنبلاط، كان بمقدوره أن يؤجل &laqascii117o;مفاجأته المتوقعة"، على الأقل، في انتظار أن ينتهي الرئيس المكلف سعد الحريري من وضع اللمسات الأخيرة على حكومته الأولى.
والسؤال المطروح، لماذا قرر جنبلاط تظهير موقفه في هذه اللحظة، وهل تعمّد تصعيب التأليف ومهمة الرئيس المكلف أو إضعافه بإظهاره أنه لم يعد يملك الأكثرية البرلمانية وأن واجبه معه ومع &laqascii117o;الآخرين" قد انتهى بانتهاء الانتخابات النيابية وفوز الأكثرية، ومن ثم بوصول سعد الحريري إلى سدة رئاسة الحكومة التي كان ينشدها بينما كان لجنبلاط رأي آخر فيها لم يعبر عنه حتى الآن؟
ماذا يفيد إضعاف الرئيس المكلف في المعادلة الداخلية؟ وهل هو قرار منسق مع أطراف داخلية وخارجية؟ وهل يمكن أن يجعل ولادة الحكومة مستحيلة من دون تفاهم كبير بين الســعوديين والسوريين؟
هل نكون بما حصل قد عدنا إلى زمن رفيق الحريري، بأن يكون سعد الحريري المتقدم بين مجموعة متساوين، هل ما قام به وليد جنبلاط هو نوع من إعادة الأمور إلى نصاب معادلة اتفاق الطائف، بعدما بلغت الأمور حد بروز مخاوف لدى البعض إسلامياً ومسيحياً، من ملامح تكريس أرجحية جديدة في السلطة السياسية؟
لماذا قرر وليد جنبلاط إعادة سيناريو العام ألفين وخمسة ولكن بالمقلوب، عندما أهدى الأكثرية أكثريتها بتحالفه معها هذه المرة وحتى بتقديمه تنازلات قسرية لمن لم يطق أن تلتقط له معهم صورة تذكارية في الانتخابات الأخيرة؟... وهكذا وجدنا أن من قاد عملية الانقلاب على &laqascii117o;التحالف الرباعي" في 2005، بعد أن استفاد منه بعشرة مقاعد هي مجموع مقاعد بعبدا وعاليه (باستثناء النائب علي عمار)، قد قرر هذه المرة الانقلاب على نتيجة انتخابات 2009، ما أدى إلى جعل حلفائه يخسرون فجأة عشرة مقاعد أفقدتهم أكثريتهم؟
وإذا كان وليد جنبلاط قد فعل ما فعله في العام ألفين وخمسة، بالتنسيق مع السعوديين والأميركيين، فإن السؤال المطروح، هل ما فعله بالأمس، كان منسّقاً مع السعوديين ويخدم بطريقة أو بأخرى قرارهم الاستراتيجي بالانفتاح على دمشق وعدم العودة بالعلاقة معها إلى الوراء، وهل ما قام به يزيد رصيده السوري قبل أن يتوجّه إلى دمشق، من بعد زيارة الرئيــس المكلف إليها؟
كيف يمكن تفسير التقبّل السعودي الهادئ لموقف جنبلاط وصولاً إلى حد إيجاد مبررات لما قام به، ولماذا لم يقل الأميركيون في بيروت حتى الآن كلمة سلبية واحدة بحق رئيس &laqascii117o;اللقاء الديموقراطي"؟
لماذا قرر وليد جنبلاط تأجيل موعد زيارته لتلبية الدعوة إلى غداء يقيمه السفير الإيراني في بيروت غداً، وما مدى صحة ما قاله أحد المقربين منه بأن الهدف من التأجيل هو التشاور المسبق مع القيادة السعودية؟ وهل يعني ذلك أن جنبلاط على تواصل يومي مع الرياض وهل ننتظر منه أن يزور العاصمة السعودية في شهر رمضان المبارك وأن يمضي عيد الفطر السعيد في العاصمة السورية؟
الأسئلة كثيرة، أما التبريرات الحزبية الداخلية، التي حاول جنبلاط تقديمها إلى حلفائه السابقين خاصة &laqascii117o;تيار المستقبل" ومسيحيي 14 آذار، من خلال بعض معاونيه السياسيين، أمس، فقد كانت باهتة للغاية وغير مقنعة، خاصة أن الغلاف الحزبي لم ينطل على أحد، لا بل قال أحد المطلين على جنبلاط بصورة شبه يومية أن قضية &laqascii117o;دير شبيغل" جاءت إليه في اللحظة المناسبة وأعطته ذريعة الانسحاب من 14 آذار، &laqascii117o;من موقع الحرص على عدم وقوع الفتنة الكبرى بين المسلمين".
جنبلاط لـ&laqascii117o;السفير": الوزراء الدروز حيثية مستقلة
سياسياً، لم تقتصر تداعيات المفاجأة الجنبلاطية، على 14 آذار بل تعدّتها نحو مجمل مسار عملية تأليف الحكومة الجديدة، خاصة أن جنبلاط أكد لـ&laqascii117o;السفير"، أمس، استقلاليته عن الاستقطابين الكبيرين (8 و14 آذار)، وقال إنه بات يمثل حالة مستقلة. وأوضح جنبلاط لـ&laqascii117o;السفير" إن موقفه السياسي المتمايز عن 14 آذار &laqascii117o;لا يعني التسبّب في تعطيل تشكيل الحكومة"، مشيراً الى حرصه على نجاح الجهود التي يبذلها رئيسا الجمهورية والحكومة من أجل الإسراع في تأليف الحكومة. وأضاف جنبلاط: &laqascii117o;همي الأساسي هو متابعة معالجة رواسب 7 أيار على الصعد كافة، ولا سيما داخل الحزب التقدمي الاشتراكي، وداخل بعض الأوساط الدرزية خارج الحزب". وقال: &laqascii117o;في ذكرى مصالحة الجبل، أؤكد أن المصالحة يجب أن تشمل الجميع من دون استثناء".
وحول كيفية تموضع وزراء &laqascii117o;اللقاء الديموقراطي" الثلاثة، داخل الحكومة المقبلة بعد التحول الذي حصل في موقعه السياسي، أوضح جنبلاط لـ&laqascii117o;السفير" إن وزراءه في الحكومة &laqascii117o;ستكون لهم حيثية خاصة"، من دون أن يكونوا محسوبين على هذا الطرف أو ذاك، وكشف ان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والرئيس المكلف سعد الحريري والرئيس نبيه بري وقيادة &laqascii117o;حزب الله" اتفقوا، كما فهمت، على أن تخضع المواضيع السياسية وغير السياسية الأساسية، ومنها التعيينات الأمنية وغيرها، إلى التوافق قبل اتخاذ أي قرار بشأنها، في مجلس الوزراء، على أن يكون رئيس الجمهورية هو الضامن للجميع. وأوضح جنبلاط أنه ما زال عند موقفه لجهة انه سيزور سوريا بعد زيارة الرئيس سعد الحريري لها وليس قبل ذلك أبداً.
جعجع: انتظرونا حتى وصلنا وتخلوا عنا
وفيما توزعت مواقف فريق الرابع عشر من آذار، بين محاولة إيجاد مبررات لمواقف جنبلاط، وبين شن هجوم سياسي عليه، لوحظ أن قائد &laqascii117o;القوات اللبنانية" سمير جعجع كان أعنف المنتقدين أمام كوادر &laqascii117o;قواتية"، قائلاً إن جنبلاط يحاول تقديم أوراق اعتماده إلى السوريين والإيرانيين بعدما اتخذ قراراً لا عودة عنه بالمهادنة معهم حرصاً على الدروز كأقلية. وقال جعجع في تسجيل بثته محطة &laqascii117o;نيو. تي. في"، ليل أمس، خلال استقباله وفد الرابطة المارونية: &laqascii117o;لقد انتظرونا حتى وصلنا إلى هنا ثم تخلوا عنا"!
وقالت مصادر مطلعة لـ&laqascii117o;السفير" بأن تريّث جعجع في الرد العلني مردّه الوساطة التي قام بها &laqascii117o;تيار المستقبل"، حيث طلب منه الحريري &laqascii117o;التحلي بالهدوء" لفترة وجيزة ريثما ينجلي غبار مواقف جنبلاط، وأشارت المصادر ذاتها الى أن جعجع &laqascii117o;كان يعتزم، أمس، عقد مؤتمر صحافي للردّ بعنف على مواقف جنبلاط، إلا أن تدخلات الحريري جعلته يكتفي بتصريح مقتضب".
وفيما &laqascii117o;قنّن إعلام &laqascii117o;تيار المستقبل" الردود السياسية وحصرها بالبيان الرسمي الصادر عن &laqascii117o;التيار"، أمس الأول، من المقرر أن يصدر تكتل &laqascii117o;لبنان أولاً" بياناً بعد اجتماعه اليوم، برئاسة سعد الحريري يعيد فيه التأكيد على ثوابت &laqascii117o;ثورة الأرز" وتضحياتها، من دون معرفة ما إذا كان سيتم التراجع عن عبارة &laqascii117o;التاريخ المعيب" التي جعلت وليد جنبلاط وحزبه &laqascii117o;يأخذان على خاطرهما كثيراً"، ووصل الأمر بأحد المقربين من جنبلاط للقول إن التاريخ المعيب الذي تحدثوا عنه &laqascii117o;كنا أنا ورفيق الحريري شركاء فيه منذ الطائف وحتى لحظة استشهاده.. وحرام الاستهانة بتاريخ وتضحيات الحزب التقدمي على مدى عشرات السنين"!
الحريري في بعبدا وماضٍ في مهمته
وفيما برزت، أمس، دعوات صريحة من قيادات في فريق الرابع عشر من آذار، لإعادة النظر بالتركيبة السياسية للحكومة المقبلة، في ضوء انسحاب جنبلاط من فريق الأكثرية، زار الرئيس المكلف القصر الجمهوري واجتمع بالرئيس ميشال سليمان، الذي كان فريقه السياسي يعكف على قراءة أبعاد التحول الجنبلاطي وأثره في زيادة وزن رئاسة الجمهورية في المعادلة الحكومية.
وقال مرجع سياسي لـ&laqascii117o;السفير" بعد زيارة الحريري إلى بعبدا وما تردد بأنه بات في وارد الاعتذار، &laqascii117o;لا أعتقد ذلك والرئيس الحريري صاحب نَفَس طويل جداً، وهو مصمم على تأليف الحكومة مهما واجه من صعوبات".
وقد اعتصم الرئيس المكلف بالصمت بعد عودته الى &laqascii117o;بيت الوسط"، ولم تظهر منه أية إشارات سلبية أم إيجابية حول قرب تشكيل الحكومة، فيما قال أحد المتابعين لـ&laqascii117o;السفير" إن الصيغة الرقمية الحكومية تغيرت عملياً، وصار فريق الرابع عشر من آذار يملك &laqascii117o;الثلث الضامن" + واحد (12 وزيراً) بينما يملك فريق المعارضة عشرة + الوزير الملك المستور، وحافظ رئيس الجمهورية على حصته الخماسية، بما تتضمنه من وديعتين للمعارضة وللأكثرية.
أما العنصر المستجد فهو الحصة الجنبلاطية الثلاثية التي لا يمكن تصنيفها في خانة محددة وان كانت ستكون أقرب إلى رئيس الجمهورية والمعارضة في القضايا الاستراتيجية والجوهرية، بينما تصوّت في &laqascii117o;اليوميات" لمصلحة ما يطرحه رئيس الحكومة المكلف.
بري لـ&laqascii117o;السفير": أخشى من ضرر كبير
ورداً على سؤال حول مصير الحكومة قال الرئيس نبيه بري لـ&laqascii117o;السفير": الضرر يكمن في التأخير، ومن الضروري جداً أن تتسارع الاتصالات في هذا السبيل. وهنا تقع المسؤولية على الجميع وبالدرجة الأولى على الرئيس المكلف لمتابعة مهمته واتصالاته مع الفرقاء، للتسريع في ولادة الحكومة في أقرب وقت ممكن.
وأكد بري ان لا مصلحة لأي طرف في الخلاف الداخلي، وفضل لو ان فرقاء الخلاف الاخير تريثوا واعتمدوا الخطاب الهادئ، وأمل ألا يؤثر ما حصل على موضوع تأليف الحكومة، مبدياً خشيته من ان الضرر سيكون كبيراً اذا لم يتم تأليف الحكومة في القريب العاجل.
وشدد بري على ان لا عودة على الإطلاق، عن الاطار السياسي الذي تم الاتفاق عليه (15/10/5)، مشيراً إلى ان كل الاطراف في الموالاة والمعارضة موافقون عليه.
وأشار بري الى ان المصلحة تستوجب عزل كل ما حصل في الساعات الأخيرة عن مسار تأليف الحكومة، التي يجب ان تشكل سريعاً، وخصوصاً أن الحكومة هي الاطار الذي يمكن ان يعود الفرقاء الى التآلف فيه.
ولم يستسغ بري فكرة &laqascii117o;حكومة تكنوقراط" على اعتبار ان هذا النوع من الحكومات لا يمشي في لبنان، ثم ان كل الفرقاء متفقون على حكومة وحدة وطنية.
ـ صحيفة 'النهار'
تجاوزت تداعيات الحدث الجنبلاطي في يومه الثاني حدود 'الصدمة' من هنا و'الشماتة' من هناك مع كل ما رافقهما من قراءات و'استشرافات' مستعجلة تبيّن آثار هذا الحدث على المشهد السياسي وعملية تأليف الحكومة، وبدت كأنها عممت الارباك على جميع الأطراف بدءاً بصاحب الحدث نفسه الى جانب من 'استهدفهم'.
فعلى رغم 'المساعي الحميدة' الناشطة والكثيقة التي تولاها خصوصاً الوزيران غازي العريضي ووائل ابو فاعور والنائب مروان حماده، فقد انقطعت خطوط التواصل المباشرة للمرة الأولى بين قريطم وكليمنصو عاكسة عمق الاصابة التي نجمت عن الكلمة التي ألقاها رئيس 'اللقاء الديموقراطي' النائب وليد جنبلاط أمام الجمعية العمومية الاستثنائية للحزب التقدمي الاشتراكي الأحد والرد الفوري لـ'تيار المستقبل' عليه.
واذ نأى زعماء آخرون في الغالبية، ولا سيما منهم رئيس الهيئة التنفيذية لحزب 'القوات اللبنانية' سمير جعجع، بأنفسهم عن أي تعليق ضنّاً بالجهود المبذولة لاستصدار ايضاحات علّها ترمم بعضاً من اضرار الصدمة، بدا واضحاً أن الاهتزاز لم يصب فريق الغالبية وحده بل تغلغل هذه المرة الى 'اللقاء الديموقراطي' نفسه الذي شهد اكبر جدل سياسي منذ قيامه اثر انتخابات 2005. وهو جدل يكتسب دلالة بالغة الأهمية اذ يعكس الصعوبة التي يواجهها جنبلاط في اقناع فريقه بـ'الانتقال' من صف 14 آذار الى موقع آخر، ولو مستقلاً لا يبلغ مشارف الانضمام الى المعارضة بطبيعة الحال. كما سعى بعض اطراف هذا الفريق الى الاجتهاد فيه. وبرزت هذه الاشكالية الجديدة مع تأكيدات الاوساط القريبة من جنبلاط ومن 'اللقاء الديموقراطي'، ان الأكثرية لن تفقد أكثريتها و'ان هناك عدداً كافياً من النواب في اللقاء سيصوتون مع الاكثرية'، الامر الذي أوحى بامكان حصول فرز في اللقاء بين نواب حزبيين ونواب غير حزبيين بحيث يبقى غير الحزبيين مع الاكثرية.
ومع ذلك فان اوساطاً مراقبة اوضحت لـ'النهار' ان رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري يعمل على تقويم الوضع بهدوء وصمت بعد البيان الأول الذي صدر عن 'تيار المستقبل'، كأنه أخذ في الاعتبار واقعاً سياسياً جديداً سيستخلص منه العبر والقرارات اللازمة وفق التوقيت الذي يراه ملائماً. ويبدو من مقاربته للوضع الجديد ان تأليف الحكومة هو ضمن أولويات عدة، وليس أولوية وحيدة، على النحو الذي يخدم لبنان.
وبدا واضحاً ان الوضع الجديد شغل رئيس الجمهورية الذي استقبل أمس ايضاً الوزير ابو فاعور. وعلم ان رئيس الجمهورية كان سارع بعد ظهر الاحد الى اجراء اتصالات مع عدد من اركان الغالبية بينهم الرئيس امين الجميّل وجعجع ونواب في الحزب الاشتراكي مستوضحاً بعض جوانب موقف جنبلاط.
اما رئيس 'اللقاء الديموقراطي' النائب جنبلاط فأكد امس لـ'النهار' ان اي اتصالات لم تحصل معه، و'بما ان العنوان هو حكومة وفاق وطني وكلنا ضمن هذا الوفاق وان الرئيس سليمان يشكل الضمان، فنضم صوتنا الى صوت الرئيس في الضمان'. وقال ان موقفه 'هو التمايز عن قوى 14 آذار، واريد ان اكون حالة مستقلة'. لكنه استدرك بأنه 'لم يقدم طلب انتساب الى قوى 8 آذار بل يطلب الانتساب الى نفسه اذ يعود وينتسب الى تراثه وهذا الامر لا يتعارض مع اقتناعاتي'. واعرب عن اعتقاده ان موقفه 'لن يغيّر الصيغة الحكومية'، مشدداً على 'استعداده لتسهيل تأليف الحكومة'. واكد ان 'الاكثرية ستبقى اكثرية'، لافتاً الى ان النواب الحزبيين في 'اللقاء' من حصته هم خمسة، مبدياً استعداده لتسمية شخصيات درزية غير حزبية في الحكومة. ثم قال: 'افكر بهدوء، ولن اقوم بأي رد فعل. ما ادليت به امس (الاحد) كلام للتاريخ على طريق اعادة تموضع الحزب تاريخياً، ونحن ندرك الجهود الوفاقية التي تبذل محلياً وعربياً من اجل الحكومة، لذلك فإن هذا الكلام لم يكن لتعطيلها بل نأخذ في الاعتبار هذه الجهود التي كنا وما زلنا جزءاً اساسياً منها لتسهيل مهمة الرئيس المكلّف سعد الحريري الذي، بغض النظر عن التباين السياسي في بعض الامور، لا نزال الى جانبه في رئاسة الحكومة ومستعدين لتسهيل مهمته'.
وفيما لوحظ ان العماد ميشال عون و'حزب الله' نأيا بنفسهما ايضاً عن تحديد اي موقف حتى البارحة من هذا التطور، لمح رئيس مجلس النواب نبيه بري الى انه كان يتوقع ان يقدم جنبلاط على هذه الخطوة بعد تأليف الحكومة الجديدة. واكد انه لا يحبّذ ولا يريد قطع اواصر العلاقة بين الحريري وجنبلاط. وقال لـ'النهار' انه لا يرى فائدة من الردود والردود المضادة وان 'لا جدوى منها ومن مصلحة الجميع الدخول والمشاركة في حكومة الوحدة الوطنية'. وشدد على ان 'الاتفاق على صيغة 15 – 10 – 5 امر ثابت ولا عودة عنه'. ودعا الى 'عزل ما حدث عن تأليف الحكومة والاسراع في انجازها لان مصلحة جميع الافرقاء العمل تحت مظلة الحكومة بما يساهم في خدمة جميع اللبنانيين'. واستبعد ان يقدم الحريري على الاعتذار، متعهداً احتضانه وعدم التفريط به. وبدا بري متبعاً قاعدة 'لن نربح جنبلاط ونخسر الحريري'.
ـ صحيفة 'الأخبار'
لم يسلم ملف الحكومة العتيدة من تداعيات قنبلة النائب وليد جنبلاط. وبعدما كان الجو يميل إلى التفاؤل بإنجاز هذا الملف خلال الأسبوع الجاري، بدأ التشاؤم يغلّف بعض المواقف، فيما طغى التحفظ على البعض الآخر، وطمأن آخرون إلى ثبات ما تم تحقيقه وعدم تأثر التأليف بالتطورات الأخيرة.
ولإعطاء صورة عن الوضع الحالي لتأليف الحكومة، أبرزت مصادر واسعة الاطلاع لـ&laqascii117o;الأخبار" المعطيات الآتية:
1 ـــــ الرئيس المكلف سعد الحريري ليس في وارد الاعتذار عن تأليف الحكومة، كما أن رئيسي الجمهورية ميشال سليمان والمجلس نبيه بري ليسا في وارد هذا الخيار، وهما يدعمان الحريري بلا تردد لإكمال مهمته.
2 ـــــ لم يقدم الرئيس المكلف حتى الآن، رغم دخول حكومة تصريف الأعمال أسبوعها السادس، أي مسوّدة تركيبة حكومية كي يصار إلى مناقشتها.
3 ـــــ لم يخض سليمان وبري والحريري بعد في سبل توزيع الحقائب على الأفرقاء، بعدما ثبّتوا اتفاقهم على صيغة 15+10+5، غير القابلة لأي تعديل من جرّاء مواقف جنبلاط التي جرّدت قوى 14 آذار من الغالبية النيابية، وخروجه من هذا الفريق.
وفي السياق ذاته، ردّ النائب وليد جنبلاط على سؤال &laqascii117o;الأخبار" له عن إمكان خروج بعض نواب اللقاء الديموقراطي منه، بالقول &laqascii117o;إن كلّ شيء ممكن، وأنا لا أجبر أعضاء اللقاء على أن يمشوا معي، وأنا أقول قناعاتي". وبانضمامه إلى رئيس الجمهورية، يكون جنبلاط قد مثّل كتلة وسطية من 11 نائباً، أو أقل، يضاف إليهم كلّ من النائبين نجيب ميقاتي وأحمد كرامي، فيؤلّفون 13 نائباً. وبناءً على ما تقدم، تكون خريطة المجلس قد أصبحت على الشكل الآتي: 58 لقوى 14 آذار، 57 لقوى 8 آذار و13 وسطيون، مع إمكان ظهور حالات &laqascii117o;وسطية" إضافية في المرحلة المقبلة.
وفي هذا الإطار، أكد أحد النواب المقرّبين من سوريا أن عدداً من زملائه المحسوبين على &laqascii117o;الأكثرية" تواصلوا معه بهدف توجيه رسائل إلى دمشق، تؤكد حفظهم للعلاقات الودية التي كانت قائمة في السابق معها، وبينهم نائب بارز يتوقع انتقاله إلى &laqascii117o;الوسط" في المرحلة المقبلة، وإعلانه الوقوف إلى جانب رئيس الجمهورية.
لكنّ الاندفاعة الجنبلاطية لن تتوقف عند هذا الحد. فقد توقع مصدر في الحزب التقدمي الاشتراكي أن يقوم جنبلاط بمبادرة، خلال الأيام القليلة المقبلة، من شأنها البدء بردم الهوة التي صنعتها على مدى السنوات الأربع الماضية المواقف الجنبلاطية المسيئة إلى &laqascii117o;سوريا". وإضافة إلى ذلك، من المنتظر أن يلبّي جنبلاط، خلال الأيام المقبلة، دعوة من السفير الإيراني في بيروت لزيارة السفارة. وأشارت مصادر واسعة الاطلاع إلى أن فردريك هوف، عضو فريق المبعوث الأميركي للشرق الأوسط جورج ميتشل، وجّه خلال زيارته الماضية إلى بيروت دعوة إلى النائب جنبلاط لزيارة واشنطن والتعرّف إلى الإدارة الأميركيّة الجديدة، إلا أن جنبلاط رفض.
وتواصلت أمس ردود الفعل على المواقف الجنبلاطية الأخيرة، بين طرفي الأقلية والأكثرية. وأشارت مصادر واسعة الاطلاع إلى أن رئيس مجلس النواب نبيه بري كان يتوقع إعلان وليد جنبلاط خروجه من 14 آذار بعد تأليف الحكومة، إلا أنه فوجئ به أول من أمس. وربطت المصادر بين الاستعجال الجنبلاطي ومواقف مسيحيي قوى 14 آذار من طرح الزعيم الدرزي إقامة تكتّل إسلامي من جهة، ومن جهة أخرى احتمال أن يكون الرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري قد وعد سمير جعجع بالحصول على وزارة الأشغال.
من جهة أخرى، قال أحد النواب المقرّبين من بري إن المعارضة غير معنية بالإقدام على أي خطوة باتجاه النائب جنبلاط حالياً، &laqascii117o;لأن ذلك قد يزيد من الضغط عليه. لكن ما تقوم به المعارضة الدرزية يدخل في إطار تعزيز البيت الداخلي للطائفة".
وفي أول رد فعل عربي على مواقف جنبلاط، أعرب وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، أمس، عن ثقته &laqascii117o;بأن أي تحوّل من جانب جنبلاط سيكون تحوّلاً في إطار السعي اللبناني للوفاق، لأن لبنان لا يستطيع أن يعيش إلا من خلال الوفاق". أضاف أن &laqascii117o;هذا الطرح لم يكن بالأمر المفاجئ لنا في مصر، لأننا رأينا على مدى الأسابيع الأخيرة أن هناك توجّهاً نحو بناء قدر من الجسور مع أطراف لبنانية خارج إطار 14 آذار".
وفي سياق متصل، استغرب الدكتور عزمي بشارة ما نشر في صحيفة &laqascii117o;الديار"، أمس، واقتبسته مواقع لبنانية عدّة، من أنه، أي بشارة، سيزور سوريا برفقة وليد جنبلاط، وأنه توسّط أخيراً بين سوريا وجنبلاط. وأكد بشارة أن &laqascii117o;لا علاقة تربطه بوليد جنبلاط منذ ثلاث سنوات على الأقل، وأن لا علاقة له بتحوّلاته وتقلّباته السياسية، لا حالياً ولا سابقاً، ولا فضل ولا ذنب له فيها".
ـ صحيفة 'اللواء'
حتى الذين هللوا للانقلاب الجنبلاطي على قوى 14 آذار، وضعوا ايديهم على قلوبهم من أن تكون صيغة 15 - 10 - 5 التي أعلن الاتفاق حولها الأسبوع الماضي بين الأكثرية والأقلية ورئيس الجمهورية، أولى ضحايا هذا الانقلاب.
وكان رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري رد على الانقلاب الجنبلاطي بموقف اتسم بكثير من الهدوء والتروي، متسلحاً بثلاث لاءات للجم ردود الفعل على موقف النائب وليد جنبلاط:
الاولى: لا اعتذار عن تأليف الحكومة.
والثانية: لا ردود ولا تصريحات على خطوة جنبلاط.
والثالثة لا سجالات أو مواقف من شأنها ان تزيد الخلاف مع زعيم المختارة اشتعالاً.
ـ صحيفة 'الديار'
تحفظت اوساط ديبلوماسية اميركية عاملة في لبنان في الرد على ما اعلنه النائب جنبلاط، وقالت هذه الاوساط لـ &laqascii117o;الديار" إن لا بد من الاشارة الى ان النائب جنبلاط كان حتى اللقاءات الاخيرة، يسأل عن توقيت الضربة المحتملة على ايران، وكيفية وجود حل لـ &laqascii117o;حزب الله" وسلاحه طالباً مساعدة واشنطن ودعمها، واشارت الاوساط الى ان الرد على كلام النائب جنبلاط حول زيارته لواشنطن سيأتي من قبل الادارة الاميركية من خلال بيان واضح.
وتوقعت مصادر متابعة ان يكمل جنبلاط اندفاعته هذه اكثر فأكثر، وقد يفجر المزيد من المفاجآت في الايام المقبلة.
وذكر ان جنبلاط سيلبي دعوة السفير الايراني محمد شيباني الى الغداء في السفارة الايرانية في بيروت نهار السبت وكان شيباني وجه الدعوة لجنبلاط منذ اسابيع ووعد بتلبيتها وقبل كلامه الاخير.
ـ صحيفة 'الشرق الأوسط'
جنبلاط لـ&laqascii117o;الشرق الأوسط": موقفي انطلق من الوضع الدرزي.. ودم الحريري أخرج الجيش السوري
نفى النائب وليد جنبلاط في اتصال مع &laqascii117o;الشرق الأوسط" شائعات سادت عن زيارة &laqascii117o;قريبة جدا" يقوم بها للعاصمة السورية، بعد يوم على إعلان انقلابه على تحالف &laqascii117o;14 آذار". وقال جنبلاط إنه سيعلن عن زيارته مسبقا إذا ما قرر القيام بها، مشيرا إلى أن &laqascii117o;مواقفه الأخيرة انطلقت من الوضع الدرزي ووضع الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يرأسه". وشدد جنبلاط على أن &laqascii117o;دم الحريري أخرج الجيش السوري من لبنان، وأن الحوار الوطني أعطى ثماره اتفاقا على العلاقات الدبلوماسية التي أصبحت حقيقة وتبقى قضية السلاح للحوار".
وعلمت &laqascii117o;الشرق الأوسط" أن تدخلات عالية المستوى جرت لدى قادة الأكثرية، وتحديدا قائد &laqascii117o;القوات اللبنانية" سمير جعجع لعدم الرد على جنبلاط.
كذلك امتنع أعضاء كتلة جنبلاط عن &laqascii117o;الكلام المباح" في انتظار اتضاح الصورة. وقال وزير الأشغال غازي العريضي لـ&laqascii117o;الشرق الأوسط" إن &laqascii117o;كل شيء قابل للمعالجة"، فيما أكد النائب مروان حمادة لـ&laqascii117o;الشرق الأوسط" أن جنبلاط &laqascii117o;لا يسعى لنسف الأكثرية التي يتمتع بها رئيس الحكومة المكلف" مشيرا إلى أن &laqascii117o;أصدقاء حقيقيين" يعملون لإعادة ترتيب الأوضاع. وقالت مصادر مقربة من &laqascii117o;14 آذار" إن التحالف لم يفاجأ بإعلان جنبلاط بل بالتوقيت، وأشارت المصادر لـ&laqascii117o;الشرق الأوسط" إلى أن هذه النزعة بدأت لدى جنبلاط بعد أحداث 7 مايو (أيار) العام الماضي. وأضافت &laqascii117o;أن جنبلاط أصبح شخصا آخر بعد أحداث 7 أيار، وبات يعيش بخوف دائم من الصراع مع حزب الله". وتضيف أن &laqascii117o;مخاوف جنبلاط مستندة إلى شعوره" بأن المحكمة الخاصة بلبنان التي ستحاكم قتلة الحريري، &laqascii117o;قد تصدر قرارات تدين حزب الله، وهو ما سيؤدي إلى اشتباكات جديدة في لبنان بين حزب الله وخصومه من السنة والدروز". وتروي المصادر أن جنبلاط &laqascii117o;يعيش بخوف" من عودة الاشتباكات الدموية التي اندلعت في بيروت في العام الماضي، ووصلت إلى الجبل، معقل الدروز، وانتهت بخسائر كبيرة في الأرواح لدى الطرفين. وتقول إن تقلب موقفه، وحديثه عن أن قوى &laqascii117o;14 آذار" ذهبت &laqascii117o;بعيدا في معاداة الشيعة وسورية"، سببه &laqascii117o;عدم رغبة جنبلاط بالدخول في قتال وحروب داخلية من جديد، خصوصا أنه يشعر أن الدروز هم الوحيدون الذين سيبقون في مواجهة حزب الله".
وتتحدث المصادر المقربة من &laqascii117o;14 آذار"، عن أن &laqascii117o;عقدة الـ60" باتت تلاحق جنبلاط أخيرا، وأن &laqascii117o;لديه إحساسا بأنه سيتم اغتياله في سن الستين، كما حصل مع والده كمال جنبلاط". ووليد جنبلاط ولد في 7 أغسطس (آب) 1949، أي أنه يحتفل بعيد ميلاده الستين بعد ثلاثة أيام.
2009-08-04 00:00:00