ـ صحيفة 'السفير'
انقطعت أخبار رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري باستثناء من استقلوا طائرته الخاصة المتجهة إلى فرنسا حيث تنتظره عائلته، من أجل تمضية &laqascii117o;سيبانة رمضان" معها... حتى أن بعض من حاولوا التواصل معه، نهار أمس، خلوياً، فوجئوا بأن هاتفه كان خارج الخدمة، ما يوحي بأن عملية تأليف الحكومة قد ذهبت في إجازة غير محددة.
وفيما وضع البعض سفر الحريري تحت عنوان الحَرَد والاحتجاج على ما أقدم عليه رئيس &laqascii117o;اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط من خلط للأوراق، أكدت مصادر سياسية واسعة الإطلاع لـ&laqascii117o;السفير" أن الحريري سيعود الى بيروت في مهلة أقصاها ثمان وأربعون ساعة، وأنه أبلغ رئيسي الجمهورية ومجلس النواب بذلك، حيث سيتابع فوراً مساعي التأليف الحكومي.
وقد ذكرت خطوة الحريري الابن بما كان يقدم عليه الحريري الأب في حالات كهذه، خاصة عندما كان يقرر الاعتكاف سياسيا في فقرا، في انتظار &laqascii117o;المايسـترو" السوري، الذي كان يتدخل في اللحظة المناسبة ويعيد ترسيم الأوزان وبالتالي ترميم التفاهمات الداخلية في ظل التفويض المطلق الذي أعطي له لبنانياً بين الطائف واغتيال رفيق الحريري.
وإذا كانت &laqascii117o;مفاجأة جنبلاط" لم يعثر لها على &laqascii117o;مايسترو" غيره هو شخصياً، حتى الآن، فان التطور الأبرز، أمس، تمثل بوصول مفاجئ لـ&laqascii117o;وزير الملف اللبناني" في المملكة العربية السعودية، عبد العزيز خوجة، من دون أن يعرف ما إذا كانت مهمته تقتصر على توجيه رسالة ما إلى جنبلاط أو إعادة تعبيد الطريق أمام التأليف الحكومي، بعدما قطع سفر الحريري حبل التواصل الداخلي على خط تأليف الحكومة في الساعات الأخيرة.
وكان لافتاً للانتباه أن إجازة الحريري الفرنسية الخاصة، نزع عنها &laqascii117o;تيار المستقبل" بعدها العائلي، وغلـّفها، بلسان رئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة، بطابع سياسي مفاده أن الحريري قد قرر الانصراف إلى التفكير بهدوء والابتعاد عن حرارة الجدل الدائر حول التكوين السياسي لقوى &laqascii117o;14 آذار" وعن المشاورات بشأن تشكيل الحكومة.
وحرّك الوصول المفاجئ للوزير عبد العزيز خوجة إلى بيروت، أمس، بالتزامن مع سفر الحريري، المساعي الهادفة لإخراج التأليف الحكومي من عنق أزمة المراوحة، خاصة أن الوزير الضيف اجتمع على الفور برئيس &laqascii117o;اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط، على مدى ساعتـين، في كليمنـصو، بحضور وزير الأشغال غازي العريضي، وخاض الجانبان في الموضوع الداخلي بأبعاده كافة وجرى التأكيد من جانب جنبلاط على أهمية استمرار علاقته الوطيدة بالقيادة السعودية، فيما عبر خوجة عن حرص المملكة على الاستقرار في لبنان.
ووضع مرجع سياسي زيارة خوجة الذي اتصل مساء بالرئيس نبيه بري &laqascii117o;في إطار تحرك سعودي مباشر وجدي لمعالجة الموقف المستجد"، لكن النائب وليد جنبلاط، قال لـ&laqascii117o;السفير"، ليل أمس، إنه سمع بوصول الوزير السعودي إلى بيروت في وسائل الإعلام، &laqascii117o;لكن أي لقاء لم يحصل بيني وبينه". ولكن &laqascii117o;مصادر اشتراكية غير رسمية" قالت لـ&laqascii117o;السفير" ووسائل إعلامية أخرى أن خوجة التقى جنبلاط، ولكن من دون أن تفصح عن مضمون اللقاء، مكتفية بالتأكيد &laqascii117o;الأجواء كانت ممتازة".
والتقى خوجة أيضاً &laqascii117o;أصدقاء لبنانيين" بالاضافة الى أفراد عائلته الذين يمضي معظمهم اجازة الصيف في لبنان مع عائلاتهم، وأوضحت مصادر لبنانية متابعة لزيارة خوجة أن القيادة السعودية، تحركت في اتجاه بيروت، في إطار توجهها الهادف إلى فتح صفحة جديدة على صعيد العلاقات العربية ـ العربية، وخاصة السعودية ـ السورية، من ناحية، وإعادة تأكيد حرصها الثابت على صيانة الاستقرار اللبناني، من ناحية ثانية.
وتردد أن خوجة أجرى اتصالا سياسيا بقيادة &laqascii117o;حزب الله" وتمنى خلاله تسهيل مهمة رئيس الحكومة المكلف، لكن مصادر قيادية في &laqascii117o;حزب الله" نفت علمها بذلك!
في غضون ذلك، بقيت ارتدادات انسحاب جنبلاط من 14 آذار، قيد المتابعة الداخلية، وكان اللافت للانتباه، تراجع النبرة العالية بين رئيس &laqascii117o;اللقاء الديموقراطي" و&laqascii117o;حلفائه القدامى"، ولو أنها حافظت على مضمونها الخلافي، وتجلى ذلك بوضوح في بيان &laqascii117o;كتلة المستقبل" التي اجتمعت برئاسة السنيورة، حيث أشار البيان حصراً إلى العنوان الخلافي مع جنبلاط المتصل بشعار &laqascii117o;لبنان أولاً". وحاذرت تقديم توضيح لجنبلاط في موضوع تذكيره بـ&laqascii117o;تاريخه المعيب".
وعلمت &laqascii117o;السفير" أن الكتلة تطرقت إلى السجال الذي حصل مع جنبلاط، بما في ذلك موضوع &laqascii117o;التاريخ المعيب"، وتم التوافق على سحب هذه الأمور من السجال، ولو أن النائب أحمد فتفت ذهب أبعد من ذلك بإصراره على هذا التعبير وعلى إطلاق نعوت قاسية بحق النائب جنبلاط.
وفي رد مباشر على جنبلاط، أكدت كتلة المستقبل &laqascii117o;تمسكها بشعار لبنان أولاً الذي لا يتناقض مع الانتماء العربي إلى لبنان بشكل نهائي وغير قابل للنقاش"، ورأت &laqascii117o;أن لبنان يقدم نموذجا حضاريا ومتنوعا للعيش المشترك وللعروبة إلى جميع أشقائه العرب، وفي ذلك إصرار على أن اللبنانيين اختاروا لبنان وطنا نهائيا ضمن أمته العربية، التي لا ينفصل عنها ولا يقبل بديلا منها".
ورفض جنبلاط التعليق على بيان كتلة المستقبل، وقال لـ&laqascii117o;السفير": لقد قررت منذ الآن، عدم إعطاء أي جواب لا سلباً ولا إيجاباً، كما قررت عدم الدخول في سجالات مع أي طرف".
وفيما وضع سفر الحريري، مشاورات التأليف في البراد إلى حين عودته غير المحددة بسقف زمني محدد، استبعدت مصادر مواكبة لهذا الملف تأخر الحريري وتوقعت عودته عاجلاً، وتردد أنه استأذن رئيس الجمهورية خلال لقائهما الأخير بالسفر في إجازة خاصة لمدة عشرة أيام، ولكن رئيس الجمهورية تمنى عليه أن لا يسافر أكثر من يومين أو ثلاثة أيام من أجل تكثيف الاتصالات المتعلقة بالتأليف الحكومي... وأنه استجاب لتمني رئاسة الجمهورية عليه.
وسئل الرئيس بري عما إذا كان سفر الحريري سيؤخر التأليف، فقال لـ&laqascii117o;السفير": التأليف حاصل، ومهما دارت الأمور، ستعود في النهاية وترسو على الصيغة التي اتفقنا عليها، مهما تغيرت الأرقام والأكثريات أو الأقليات ومهما قيل من هنا أو هناك".
وقالت مصادر رئاسية لـ&laqascii117o;السفير" إن رئيس الجمهورية ما زال يعتبر أن كرة تأليف الحكومة، هي في يد الرئيس المكلف وهو يأمل أن تطغى الايجابية على الاتصالات التي يفترض أن تتسارع، كما أن رئيس الجمهورية يعتبر أن المسؤولية تقع على الجميع للمساعدة وصولا إلى إخراج الحكومة في القريب العاجل.
ـ صحيفة 'صدى البلد'
الحريري قد يستبدل التشكيلة الثلاثينية بحكومة تكنوقراط
نقلت مصادر بري عنه امس ان الــمــواقــف الــجــديــدة لرئيس اللقاﺀ الديمقراطي تصب في مصلحة لبنان اولا وآخرا وهي تلتقي مع ما قلناه من ضرورة ذوبان فريقي 8 و14 اذار في الحكومة تمهيدا لكسر الاصطفافات السياسية القائمة. ونفت المصادر وجــود عرقلة في تشكيل الحكومة معتبرة ان الامــور لا تزال سائرة في الاتجاه الصحيح، رافضة اعتبار سفر الحريري الى الخارج مؤشرا الى وجود عرقلة او انه ناتج عن مواقف جنبلاط. وجددت التزام جميع الاطراف المعنية بتشكيل الحكومة صيغة الـ 5-10-15 بغض النظر عن المستجدات معتبرة ان الشياطين تكمن في التفاصيل.
الا ان مقربين مــن قــوى 14 اذار، ناقضوا قراﺀة بري واعتبروا ان في ظل مواقف جنبلاط اصبح من غير الجائز الابقاﺀ على التركيبة الحالية التي قد لا يقبل بها الرئيس المكلف نفسه لأن تموضع رئيس اللقاﺀ الديمقراطي الجديد نسف كل الاسس التي قامت عليها التركيبة التوافقية، واوضحوا أن الحريري قد يستبدل التشكيلة الثلاثينية بحكومة تكنوقراط.
ـ صحيفة 'النهار'
حدثان ميّزا المشهد الداخلي أمس: سفر رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري الى فرنسا في اجازة لـ'التأمل السياسي'، ووصول وزير الاعلام والثقافة السعودي عبد العزيز خوجة الى بيروت موفدا من العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز لاستيضاح رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط مواقفه الاخيرة.
وعلى هامش هذين الحدثين عاد رئيس حكومة تصريف الاعمال فؤاد السنيورة الى الواجهة مؤكدا ثوابت 14 آذار، فيما بدا رئيس مجلس النواب نبيه بري و'حزب الله' مهتمين بمصير الصيغة التي انتهى اليها قطار تأليف الحكومة وما ستؤول إليه في ظل التحولات التي أطلقتها المواقف الجنبلاطية.
وعلمت 'النهار' من مصادر الحريري ليل أمس انه انضم الى عائلته على متن يخت في جنوب فرنسا حيث عزل نفسه عن كل اتصال، وهو ما شمل مساعديه هاني حمود ونادر الحريري اللذين رافقاه في سفره. وقالت المصادر انه 'يعكف حاليا على التفكير مليا في التحول الكبير الذي طرأ على مواقف النائب جنبلاط ودرس الواقع السياسي ليبني على الشيء مقتضاه'.
وفي قريطم، رأس الرئيس السنيورة اجتماعا لكتلة 'المستقبل' النيابية أفاد خلاله ان سفر الحريري 'يهدف الى أخذ مسافة فعلية عن حرارة الجدل الدائر حول التكوين السياسي لقوى 14 آذار وكذلك عن المشاورارت في شأن تأليف الحكومة'.وقال السنيورة خلال الاحتفال بوضع حجر الاساس لشارع فؤاد بطرس في الاشرفية: 'ان انتفاضة الارز لحظة لخّصت كل تاريخنا الذي نعتز ونفخر به في وطن أردناه ونريده (...) وطنا فريدا حرا عربيا متألقا منارة للشرق والغرب'.
وكان الوزير خوجة وصل عصر أمس الى بيروت على متن طائرة خاصة آتيا من المغرب حيث يمضي العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز اجازته. وهو زار النائب جنبلاط في منزله بكليمنصو. وصرح جنبلاط لـ'النهار': 'كان الاتفاق قائما على دعم جهود تشكيل الحكومة وتنقية الاجواء بما يعزز مسيرة الوفاق والاستقرار'.واتصل خوجة هاتفيا بالرئيس السنيورة وتشاورا في التطورات على ان يلتقيا لمزيد من البحث.
وفهم أن الوزير السعودي حمل رسالة من الملك عبدالله الى النائب جنبلاط تتضمن استيضاحا لأبعاد ما اتخذه من مواقف وما ستؤول اليه الامور في المرحلة المقبلة.
وقالت جهات في المعارضة مواكبة لتأليف الحكومة ان زيارة خوجة كانت متوقعة في هذا الوقت وخصوصا بعد المواقف الاخيرة لجنبلاط. وأضافت انه يبدو ان موفد الملك عبدالله حضر للتدقيق من قريب في آخر ما وصلت اليه الامور في لبنان ومعرفة أين سيقف جنبلاط في الخريطة السياسية للبنان سواء انضم فعلا الى جانب رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ام دخل في صفوف 8 آذار. ولفتت الى ان جنبلاط بقي محافظا على علاقته مع السعودية ولم يتناولها بأي نقد على نقيض ما فعله مع مصر. وأوضحت ان أحدا لا يستطيع ان يقول ان سوريا هي وراء المخطط الذي أقدم عليه جنبلاط لان كثرا سبقوه الى دمشق. واستغربت كيف ان جنبلاط لم يتعرض لأي انتقاد سعودي أو أردني او أميركي، كما أن الموقف المصري لم يكن حادا.
وسألت 'النهار' الرئيس بري عن زيارة الحريري لفرنسا وتأثيرها على تاليف الحكومة فاجاب: 'سجلوا انه مهما دارت الامور والايام فان الحكومة ستؤلف وسترسو في النهاية على الصيغة التي اتفق عليها سائر الافرقاء'.واعتبرت مصادر بري ان 'ما حدث زوبعة وأزمة، لكننا سنتجاوزهما. فالامور لم تصل الى حائط مسدود وعملية ولادة الحكومة لن تطول كثيرا'.وكان بري تبلغ من الحريري قبل الازمة انه مضطر الى الذهاب الى فرنسا لان هناك مناسبة عائلية تستدعي حضوره. ويعتقد بري ان غيابه 'لن يطول اطلاقا'. وخلص الى 'ان مسألة تأليف الحكومة لن تتعدى الايام القليلة'.
وقالت اوساط في المعارضة انها 'مع اكمال الحريري مهمته، اما اذا كان هدف البعض التلويح بعودة الرئيس السنيورة وتسميته رئيسا للحكومة فهذا الامر يدخل في خانة المستحيلات'.
'حزب الله'
ووصف نائب الامين العام لـ'حزب الله' الشيخ نعيم قاسم مواقف جنبلاط الاخيرة بانها 'مهمة (...) وننظر اليها بإيجابية'.واكدت مصادر قريبة من الحزب ان ما عبر عنه الشيخ قاسم يعني ان الحزب 'مصّر على التزام الاتفاق الذي تم ابرامه لتأليف حكومة الوحدة الوطنية'، بالمواصفات والمقاييس نفسها، وعليه فان تداعيات الحدث الجنبلاطي يجب ان تكون معزولة عن مسألة تأليف الحكومة'.
وقالت مصادر في قوى 14 آذار لـ'النهار'، تعليقا على ما صدر عن اوساط النائب جنبلاط من مواقف تشرح ان كتلته النيابية لا تزال ضمن الاكثرية: 'هذا ليس كافيا لتوضيح ما صدر عن جنبلاط بالصوت والصورة الاحد الماضي'.
ـ صحيفة 'الأخبار'
تمرّ عملية تأليف الحكومة بـ&laqascii117o;أيام انتظار ثقيلة"، كما يقول أحد المطّلعين على العملية، مشيراً إلى أنّ الجميع ينتظرون مجموعة اللقاءات التي ستعقد في الداخل والخارج خلال &laqascii117o;أيام الإجازة التي يمضيها عدد من القيادات". ويؤكد المطّلع نفسه أنّ الرئيس ميشال سليمان ما زال متفائلاً بإنجاز التشكيلة &laqascii117o;خلال عشرة أيام، لكن بالطبع لا يضع الرئيس جانباً الخضّة السياسية التي فجّرتها إعادة تموضع النائب وليد جنبلاط وتأثيرها على التشكيلة". ويلاحظ المصدر أنّ النظرة الإيجابية لم تغادر عيون سليمان الذي يرى أنّ الجميع احترم موعد إنجاز هيكلية الحكومة في 28 تموز.
وعن صمت بعبدا بشأن استحقاق الحكومة، يشدد المصدر على أنّ سليمان أوصى مستشاريه ومعاونيه لدى تكليف سعد الحريري بعدم التصريح بأي موقف أو نقل أجواء بعبدا، &laqascii117o;وذلك لسببين، الأول احتراماً للدستور وأنّ من صلاحية الحريري الإعلان عن سير التشكيلة والنقاشات التي تجري، والثاني يخص العلاقة بين سليمان والحريري، إذ لا يرغب الأول في أن يفهم أي موقف بعبداوي بطريقة ما تعكّر سير الاستحقاق".
لا يتوقف المصدر عند سفر الحريري، أمس، ولا يولي أهمية لمعرفة ما إذا كان سليمان يعلم بالأمر أو لا: &laqascii117o;هذا الموضوع غير مهم، ولا أعرف إذا تباحث الرجلان في الموضوع، لكن لا بدّ أنّ الحريري قام بهذه الخطوة بهدف تحريك الاتصالات الخارجية، بين فرنسا وسوريا والسعودية ومصر لاحتواء التطوّرات الأخيرة".
ويستبعد المتحدث، بحسب معلوماته من بعبدا، أن يقوم الرئيس المكلّف بالتنحي عن مهمّته. وينفي أن يكون اسم الرئيس نجيب ميقاتي قد طُرح لتكليفه تأليف الحكومة، بدلاً من الحريري. يضيف أنّ الرئيسين سليمان وبري والقادة الآخرين يعلمون الإجماع العربي والدولي على تسمية الحريري، ويقول: &laqascii117o;إذا تنحّى الحريري يكون قد نُحر".
ويكشف المتحدّث، في موضوع الخطوة السياسية الجنبلاطية، أنّ الرئيس سليمان والمسؤولين ينتظرون الأيام المقبلة لتوضيح بعض جوانب هذه الخطوة، &laqascii117o;ومن الطبيعي أن يكون لها وقعها على تأليف الحكومة".
ويخشى سليمان، بحسب المصدر، ما يخشاه الآخرون من أن تؤثّر خطوة جنبلاط على الاتفاق الذي جرى بشأن هيكلية الحكومة، علماً بأن الأجواء العربية مرتاحة وتؤكد التوافق. وينقل أحد زوّار قصر بعبدا أن &laqascii117o;الرئيس يعرف أنه ليس من مصلحة السوريين والسعوديين تعطيل الحكومة. ويطمئن إلى أن الثقة به تزداد وترتفع، وثمة إيمان بدوره الذي سيظهر في الفترة المقبلة مع حصّته الحكومية التي ارتفعت".
من جهة أخرى، تضاف إلى عقبة جنبلاط المستجدّة بين الأكثريين عملية توزيع الحقائب، وخصوصاً بين القوى المسيحية، سواء أكان على صعيد المنافسة بين القوات والكتائب أم على صعيد المنافسة بين بطرس حرب ونسيب لحود. والجديد هو عودة الوزير لحود إلى بورصة الأسماء. وتأتي عودته بعد مجموع الوزراء لمنطقة البترون، إذ يُحكى عن توزير القوات مسؤولها في المنطقة فادي سعد، مقابل توزير التيار الوطني الحرّ الوزير جبران باسيل، ما يُبعد النائب حرب عن الصيغة الحكومية لاستحالة أن يكون للبترون ثلاثة وزراء، فيما يقف حرب عند الوعود التي تلقّاها من حلفائه الأكثريين عند تأليف حكومة اتّفاق الدوحة، بأنه سيكون ممثل مسيحيي 14 آذار المستقلين في أي حكومة مقبلة.
وأمس، تلقّى عدد من المسؤولين معلومات عن احتمال ألا يزور الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز الولايات المتحدة بعد زيارته المغرب، كما تردد في الأيام الماضية. وقد ارتفعت أسهم أن ينتقل من المغرب إلى العاصمة السورية، ما عدّه بعض السياسيين من القوى السياسية اللبنانية المختلفة إشارة واضحة إلى أنّ &laqascii117o;عجلة تأليف الحكومة ستغدو أسرع".
أضافت مصادر أخرى وجود سيناريو تجري مناقشته، عن احتمال توجّه الرئيس سليمان والرئيس المكلّف سعد الحريري إلى دمشق خلال فترة وجود الملك السعودي هناك، &laqascii117o;بغض النظر عما إذا كانت الحكومة قد تألّفت أو لا، إذ يفتح وجود عبد الله في الشام الأبواب أمام زيارة الحريري"، مع العلم بأنّ الرئيس سليمان لا يرغب أبداً في استعادة ما جرى تناقله عن توجهه إلى الشام، يرافقه الرئيس المكلّف.
وسط هذه الأجواء &laqascii117o;الوسطية" تكرّر أمس، في بعض الأروقة، طرح صيغة التكنوقراط، ومبرر ذلك خطوة جنبلاط والأسباب الأخرى التي تسهم في المراوحة. ويرى مطّلعون أنّ الرئيس سليمان لا يعارض مثل هذا الطرح الذي لا يتحمّس له الرئيس نبيه بري.
ويرى مقرّب من مركز القرار في المستقبل أن ما وصفه بـ&laqascii117o;الفجور الجنبلاطي" سيؤخّر معاودة البحث في تأليف الحكومة لعشرة أيام على الأقل، في انتظار &laqascii117o;انتهاء حفلة جنبلاط الذي، على ما يبدو، لديه ما يكمله"، وليظهر تموضعه النهائي. ومن المتوقع حينها أن يجري تواصل بين جنبلاط والحريري لترطيب الأجواء بين الطرفين.
وأكّد المصدر ذاته أن تيار المستقبل لا يتوقع أن يقوم أحد من داخل اللقاء الديموقراطي بقلب الطاولة في وجه جنبلاط، مشيراً إلى أن ما قاله الأخير عن توزيع التصويت داخل اللقاء ما زال أمراً ضبابياً.
وفي السياق ذاته، أكّد مصدر مطلع في المستقبل أن قيادة التيار عمّمت على مسؤوليه ونوابه ضرورة الاكتفاء بالبيان الذي أصدره التيار رداً على جنبلاط يوم الأحد الفائت.
سافر الحريري إلى &laqascii117o;جنوب فرنسا". وفيما تناقلت بعض وسائل الإعلام أنه قصد المغرب حيث سيلتقي الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، نفت مصادر المستقبل ذلك، مؤكدة أن الحريري في عطلة أسريّة.
ورداً على سؤال عما إذا كانت مواقف وليد جنبلاط الأخيرة ستؤدي إلى مطالبة تيار المستقبل وحلفائه بالعودة عن الصيغة الحكومية المتفق عليها، قال أحد النواب البارزين في المستقبل لـ&laqascii117o;الأخبار"، &laqascii117o;إن ما قام به جنبلاط يستدعي على الأقل نقاشاً في الصيغة الحكومية المتفق عليها"، رافضاً القطع بأنها صيغة 15 + 10 + 5، سائلاً: &laqascii117o;أليست الصيغة المتفق عليها تنص على 16 + 4 + 10؟". وإذ اعترف النائب ذاته بأن مواقف جنبلاط أفقدت قوى 14 آذار الأكثرية النيابية، أكد في الوقت عينه أن هذه القوى لا تزال تملك التجمع الأكبر في المجلس النيابي، &laqascii117o;فيما قوى الأقلية ستفقد قريباً كتلتي الرئيس نبيه بري والنائب سليمان فرنجية اللذين سينضمان قريباً إلى جنبلاط في تموضعه الجديد".
ـ صحيفة 'الحياة'
في وقت رأى فريق جنبلاط ان ما أعلنه من مواقف لا يغيّر في طبيعة تشكيل الحكومة، فإن فريقه الحزبي سعى خلال اليومين الماضيين الى تقديم تفسيرات بأن جنبلاط غادر قوى 14 آذار لكنه ما زال ضمن الأكثرية، الأمر الذي بدا متناقضاً لدى بعض أوساط الحريري. وذكرت مصادر ان الحريري رفض اقتراحات طرحها فريق جنبلاط، بأن يصوت نواب &laqascii117o;اللقاء الديموقراطي" (الذي يتزعمه جنبلاط) غير الحزبيين (5 نواب) مع الأكثرية وكذلك الفريق الوزاري غير الحزبي في الحكومة.
علمت &laqascii117o;الحياة" ان سفر الحريري في الإجازة العائلية يهدف الى &laqascii117o;التفكير والتخطيط لما سيقوم به بعد بضعة أيام، حين يعود من جنوب فرنسا". وفي المقابل يترقب فريق جنبلاط ان تستمر الوساطات والتحركات لرأب الصدع بينه وبين الحريري لعلها تنجح في ترتيب لقاء بينهما لتوضيح الأمور، خصوصاً ان في هذا الفريق من يعتقد انه اذا كان هدف جنبلاط من الانعطافات التي يقوم بها الانفتاح على فرقاء آخرين وتعزيز المصالحات، فإنه يجب ألا يخسر علاقته مع الحريري، الذي يشعر بمرارة كبيرة من موقف جنبلاط المفاجئ.
وإذ تردد ان الحريري رفض ايضاً عرضاً بأن يسمي هو الوزراء الدروز في الحكومة العتيدة ونُقل عنه انه لا يقبل البحث به حتى، فإن تداعيات الأزمة ضمن الأكثرية جعلت غير رمز من رموزها يذهب في إجازة خارج البلاد، مثل رئيس حزب &laqascii117o;القوات اللبنانية" سمير جعجع وبعض النواب الذين اعتبروا انه أُسقط في يدهم.
ـ صحيفة 'الديار'
فيما اكدت اوساط الحزب التقدمي الاشتراكي امس، ان موقف جنبلاط هو نهائي ولا رجوع عنه، قالت مصادر مطلعة في تيار المستقبل &laqascii117o;للديار" ان ما صدر من بيان عن &laqascii117o;تيار المستقبل" واضح ولا لزوم للاضافة عليه، وتحديداً حول &laqascii117o;التاريخ المعيب" ورفضت المصادر رداً على سؤال ان يكون البيان قاسيا بل هو بيان طبيعي، معتبرة ان الكرة في مرمى جنبلاط.
وكشفت مصادر مؤكدة &laqascii117o;للديار" عن لقاء عقد ليل امس الاول بين رئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط والسفير الايراني محمد شيباني في السفارة الايرانية في بيروت ودام لاكثر من ساعتين، علما ان جنبلاط سيلبي دعوة شيباني للغداء اواخر الاسبوع الحالي.
وقالت المصادر ان جميع المحاولات التي قام بها نواب اللقاء الديموقراطي وتحديدا مروان حماده وغازي العريضي ووائل ابو فاعور مع مستشاري الرئيس المكلف لتأمين اتصال بين الحريري وجنبلاط باءت بالفشل.
رغم ان حماده اجرى اكثر من اتصال بالرئيس المكلف، كما زار النائب في كتلة جنبلاط علاء الدين ترو الرئيس فؤاد السنيورة في السراي.
وتقول المصادر انه خلال اللقاء الاخير الذي جمع الحريري وجنبلاط وبحضور العريضي استوضح الحريري جنبلاط حول حقيقة مواقفه فرد الاخير بانها متعلقة بتشكيل الحكومة وقد طمأن جنبلاط الحريري بهذا الخصوص وانه ملتزم بقرار قوى 14 آذار ولن يذهب بعيداً في مواقفه، لكن الحريري تفاجأ بما اعلنه جنبلاط في البوريفاج وبدا منزعجا جدا، فيما جنبلاط ابدى امتعاضه من عبارة &laqascii117o;التاريخ المعيب" التي وردت في بيان تيار المستقبل مؤكدا &laqascii117o;ما بتحرز يروحوا هالقد" في مواقفهم.
لكن السؤال الذي يطرحه قادة تيار المستقبل والرئيس المكلف يبقى عن التوقيت ولماذا الآن؟ وبعد ان ذللت العقد الاساسية لتشكيل الحكومة وبقي الامر محصورا بالاسماء والحقائب لماذا الاعلان الجنبلاطي الآن، وكان يمكن للآخر ان يؤجل موافقه الى ما بعد تشكيل الحكومة، وهنا النقزة لدى قيادات المستقبل بان التوقيت هدفه عرقلة تشكيل الحكومة وافشال الرئيس المكلف وهذا الامر لا يمكن لجنبلاط ان يأخذه بدون غطاء محلي واقليمي.
وتقول المصادرا ن العلاقة بين الحريري وجنبلاط تشهد توتراً منذ اسابيع، وان النقاش بين الجانبين كشف عن فجوة بينهما، فجنبلاط يتحدث عن العروبة، فيرد تيار المستقبل بالتأكيد في ادبياته على العروبة الحديثة، بالاضافة الى ان جنبلاط يتحدث عن خطورة طرح بعض قوى الانعزال فيرد الحريري بالتأكيد على التحالف مع مسيحيي 14 آذار، حتى ان جنبلاط لم يأخذ وعدا من الحريري باسناد وزارة الاشغال الى العريضي.
فيما ابدى الرئيس المكلف انزعاجه من كلام وزير الاشغال عن حق الدروز بالوزارات السيادية، واعتبره &laqascii117o;للتنقير" على جهوده لتشكيل الحكومة.
ـ صحيفة 'اللواء'
وبينما ابلغ نائب مطلع في الاكثرية <اللواء> بأن ثمة اخباراً جيدة ستظهر نتائجها اليوم للتحرك السعودي، ذكرت معلومات خاصة لتلفزيون M.T.V ان لقاء خوجه مع جنبلاط كان ممتازاً، وان الاخير ابلغ المعنيين بأن وزراءه الثلاثة سيكونون من صلب وزراء الاكثرية الـ15 في التشكيلة الحكومية وسيصوتون معهم، وان نوابه سيبقون ضمن فريق الاكثرية. وتردد ان جنبلاط قد يتوجه الى باريس اليوم، من دون ان يعرف عما اذا كان سينتقل الى نيس للقاء الرئيس المكلف.
ولفتت في مداخلة جنبلاط التي كانت مخصصة لمصالحة الجبل التي صادفت ذكراها أمس، اشادته بلقاء قرنة شهوان الذي كان من الدعائم والركائز التي اعطت التواصل في الجبل ولبنان من أجل الوصول إلى ما وصلت إليه، أي خروج نظام الوصاية وفتح صفحة جديدة في العلاقات اللبنانية، وكذلك تأكيده بأن <الانعزالية ليست صفة مسيحية، وهي كلمة ليست لمذهب أو طائفة، مفسراً معناها بأنها تعني التقوقع وردة فعل في مواجهة الخط العريض الموحد وهي العروبة والانسانية والديمقراطية>، لافتاً إلى أن الانعزال هو رفض الالتصاق بالقضية الفلسطينية أو التنكر لها.
وتوجه إلى البطريرك الماروني نصر الله صفير، مشيراً إلى انه عندما نلتقي معه نتكلم في الاساسيات ولا ندخل في التفاصيل، ووصلنا معه في اوج الصعاب وخرجنا إلى حيث خرجنا، وبنفس الوقت، وكما فهمت منه ان علينا أن نكون في علاقات مميزة مع الجار والجيران العرب وسوريا، لأننا لا نستطيع أن ندخل بخلاف مع سوريا بعدما خرجت من لبنان>.وزاد جنبلاط على موقفه الجديد قائلاً: <ان الدخول في حرب مع سوريا كان خطأ ولا معنى له، خصوصاً وانه لم يعد هناك نظام وصاية في لبنان، رغم انني كنت من اشد المحرضين على النظام السوري>.
تجدر الإشارة، إلى أن مصادر في الحزب السوري القومي الاجتماعي اوضحت لصحيفة <الراي> الكويتية ان الرئيس السوري بشار الأسد يبارك خطوة جنبلاط بالانفصال عن قوى 14 آذار، ويعتبر ان طريق دمشق أصبحت مفتوحة امامه، وهو (أي جنبلاط) ليس في حاجة إلى أي وساطة.
ولاحظت صحيفة <الوطن> السورية، أن الخطوة التي اقدم عليها جنبلاط ليست <ظرفية> ولا تندرج في خانك <التكتيك السياسي>، وإنما هي خطوة استراتيجية، وتعكس تحولاً عميقاً وهادئاً في رهاناته وخياراته، لافتة إلى أن هذا التطور يطرح مصير ومستقبل 14 آذار كتحالف وائتلاف قوى سياسية، ولا بد ان يتأثر بخروج جنبلاط منه، وهو الذي لعب دور <رأس الحربة>، و<العصب السياسي في جسم 14 آذار، في حين كان تيار <المستقبل> <قلب> هذا الجسم، ومسيحيو 14 آذار عبر الأمانة العامة لعبوا دور <العقل السياسي> في مجال الخطاب والأفكار وتسويقها.
وفي سياق التوضيحات الجنبلاطية، أبلغ أمين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي المقدم شريف فياض، تلفزيون <العربية>، اعتقاده بأنه لن يكون هناك تعديل في الصيغة الحكومية التي تم الاتفاق عليها، وهي 15 للأكثرية و10 وزراء للمعارضة و5 لرئيس الجمهورية، لكنه لفت الى وجوب أن يكون رئيس الجمهورية قادراً على الحكم بالاستناد الى قوى سياسية فاعلة، لافتاً الى أن جنبلاط سيكون الى جانب الرئيس، لكنه استدرك بالقول إنه يرى صعوبة باحتساب عدد الوزراء داخل الحكومة، ومع ذلك فقد أكد فياض أن جنبلاط سيكون الى جانب رئيس الجمهورية في القضايا الأساسية الكبرى والتي تم الاتفاق على أنها تحتاج الى توافق قبل اجتماعات مجلس الوزراء، إلا أن جنبلاط سيكون جزءاً من الأكثرية الوزارية، في التشكيلة الحكومية، وإن لم يعد من فريق 14 آذار، معللاً موقف جنبلاط الأخير، الى ضرورة الخروج من حالة الانقسام الحاد السائد في البلد، والذي يرتدي طابع الحدة الطائفية والمذهبية.
ـ صحيفة 'الشرق الأوسط'
(...) وكان جنبلاط قد أبلغ &laqascii117o;الشرق الأوسط" أنه سيعقد مؤتمرا صحافيا في وقت قريب جدا لتوضيح مواقفه الأخيرة ووضع النقاط على الحروف، فيما قال مفوض الإعلام في &laqascii117o;التقدمي" رامي الريس لـ&laqascii117o;الشرق الأوسط" إن قرار الخروج من &laqascii117o;14 آذار" ثابت ولا عودة عنه، لكنه شدد على أن لا نية لدى جنبلاط لاستعداء &laqascii117o;14 آذار" ولا استجداء &laqascii117o;8 آذار". وأشار إلى أن الحزب &laqascii117o;قرر أن يكون على مسافة واحدة من الجميع وأن يكون بجانب رئاسة الجمهورية التي تضمن الجميع وتقف على مسافة واحدة منهم، مشيرا إلى أن &laqascii117o;الهدف الأساسي من خطوة جنبلاط هو كسر الاصطفافات السياسية والانقسامات العمودية التي أدت إلى ما أدت إليه من توتر وتشنج على المستوى الوطني في المراحل السابقة وكادت أن تؤدي بالبلاد مجددا إلى الاقتتال الداخلي".
2009-08-05 00:00:00