صحف ومجلات » افتتاحيات الصحف اللبنانية الصادرة صباح الاثنين 11/2/2008

التصريحات والمواقف المتبادلة بين الأكثرية والمعارضة وما تعكسه من توتر على الساحة اللبنانية استأثر بالقسم الأوفر من افتاحيات الصحف الصادرة صباح اليوم الاثنين، في ظل الحديث عن الهاجس الأمني الذي بات 'قاسما مشتركا بين جميع اللبنانيين الخائفين، الذين بدوا موحدين بمشاعرهم وقلقهم، وأكثر تمسكا بسلمهم الأهلي من هياج بعض القيادات السياسية التي أطلقت صيحات الحرب' حسب صحيفة السفير، بينما رأت صحيفة النهار إن قوى الغالبية تستعد لاكبر عملية تعبئة لقواعدها الشعبية في ما يبدو تحضيراً لجعل يوم 14 شباط المقبل استفتاء سياسياً وشعبياً لهذه القوى وخطها السياسي ورسالة الى المعارضة والقوى الاقليمية التي تدعمها، مضيفة ان هذه التعبئة لم تقتصر على الدعوات الى قواعد الغالبية للمشاركة في حشد 14 شباط، بل تجاوزتها الى مواقف سياسية كان أشدها حدة تلك التي اطلقها النائب وليد جنبلاط قبل ظهر امس وذهب عبرها الى تخطي السقوف التقليدية في مواقف الغالبية من الصراع السياسي.
ـ صحيفة السفير:
شكّل الهاجس الأمني قاسما مشتركا بين جميع اللبنانيين الخائفين، الذين بدوا موحدين بمشاعرهم وقلقهم، وأكثر تمسكا بسلمهم الأهلي من هياج بعض القيادات السياسية التي أطلقت صيحات الحرب، عشية ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري وبما يسيء اليها بدلا من الحرص عليها كمناسبة تلاق وطني عام حول الذكرى وصاحبها. واذا كانت الشجاعة تقتضي من &laqascii117o;الكبار" الحقيقيين أن يطلقوا مواقف معتدلة، في مثل هذه اللحظة، فان بعضهم بمواقفهم المتطرفة، بدوا كمن يستخف بتأثير هذا الهياج الفالت من عقاله، على مصير البلد الغارق في همومه الثقيلة. حتى أن التوتر الذي عاشته، امس، بيروت وبعض المناطق، وخاصة عاليه، حوّل تظاهرة فرح بفوز المنتخب المصري بكأس أفريقيا الى سبب للهلع الجماعي في العاصمة، اضطر معه &laqascii117o;تيار المستقبل"، الى الطلب من مناصريه، وقف المسيرات السيارة، فيما سيّر الجيش اللبناني دوريات راجلة ومؤللة ليلا وأقام حواجز ثابتة في بعض &laqascii117o;المناطق الحساسة" في بيروت وضواحيها &laqascii117o;منعا لأية أعمال مخلة بالأمن" ولتفادي اية اشكالات محتملة عشية الذكرى، وخاصة أن منطق &laqascii117o;التهييج" ولّد ردة فعل معاكسة لما يريد &laqascii117o;المهيجون"!
وما كان عصيا فهمه وراء هذا الهياج المحلي المفاجىء، أمكن تلمس بعض &laqascii117o;أصوله"، من خلال رصد بعض الاتصالات الاقليمية التي سبقت العودة الأخيرة للأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، والتي بلغت حائطا مسدودا في الموضوع اللبناني. ووفق المعلومات التي حصلت عليها &laqascii117o;السفير" استنادا الى مصادر واسعة الاطلاع، فان العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز أوفد غداة الاجتماع الوزاري العربي الأخير، في القاهرة، وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل الى العاصمة السورية، في زيارة قرر الجانبان ابقاءها طي الكتمان، وأبلغ خلالها الفيصل الرئيس السوري بشار الأسد رسالة شفهية من الملك السعودي تتعلق بالوضع اللبناني وخاصة ضرورة انتخاب قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية، وأن ذلك سيكون أمرا له مردوده الايجابي على القمة العربية المقرر عقدها في دمشق في نهاية آذار المقبل. وتبعا للمعلومات، فان الجانب السوري أبلغ الفيصل أنه لا يستطيع أن يتجاوز موقف حلفائه في لبنان الذين يصرون على صيغة تضمن لهم الثلث الضامن، قبل انتخاب رئيس جديد للجمهورية بات متوافقا عليه بين الجميع. ورد الجانب السعودي بأنه يعتقد أن الصيغة التي يراها مناسبة هي 13+7+,10 وكان الجواب السوري بأن المعارضة اللبنانية لن تقبل بأية صيغة من هذا النوع ورد باقتراح يتضمن صيغة مركبة يكون فيها الدور الضامن للأكثرية وللمعارضة من خلال حصة رئيس الجمهورية. وطلب الجانب السعودي وقتا قبل تقديم جواب على الاقتراح السوري، وهو الأمر الذي لم يحصل حتى الآن. واستنادا الى المصادر المتابعة، فان المملكة العربية السعودية تصرفت وكأنها لن تقبل بالاقتراح السوري، وجاءت حركة الدبلوماسية السعودية في أكثر من اتجاه اقليمي ودولي لتصب في هذا الاتجاه، وربما &laqascii117o;هذا الأمر يعطي تفسيرا للتصعيد السياسي الذي لا يمت بصلة الى مهمة موسى ولا عملية ربط النزاع التي قام بها بين المعارضة والموالاة حتى موعد الاجتماع الرباعي الجديد في 24 شباط. ووفقا للمصادر، فان تاريخ الجلسة المقبلة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، قد يكون تاريخا مفصليا، في الأزمة الداخلية اللبنانية، وأن ثمة اتصالات عربية ودولية، بينها زيارة الرئيس المصري حسني مبارك الى الامارات اليوم، والاتصال الذي سبقها بينه وبين العاهل السعودي، وكذلك استمرار الاتصالات المصرية السورية، فضلا عن الاجتماع الوزاري العربي الأوروبي الذي سيعقد في مالطا هذا الأسبوع والزيارة التي من المقرر أن يقوم بها وزير خارجية ايران منوشهر متكي الى العاصمة السورية يوم الأربعاء المقبل وكلها تصب في &laqascii117o;الخانة اللبنانية".ووفقا للمصادر نفسها، فان الجانب الفرنسي قرر اعادة فتح قنوات الحوار مع طهران في الموضوع اللبناني، فيما رصدت حركة اتصالات تركية وأردنية في أكثر من اتجاه تحت العنوان اللبناني نفسه.
وكان اللبنانيون قد استفاقوا فجر أمس على &laqascii117o;خطاب حربي" للنائب وليد جنبلاط، سرعان ما انقلب الى تصريح هادىء خصّ به &laqascii117o;السفير" ليلا. فقد توعد جنبلاط في خطاب افتتاح الجمعية العامة للحزب التقدمي في مجمع الشوف السياحي في بعقلين، المعارضة بحرق الاخضر واليابس، وقال &laqascii117o;اذا كنتم تظنون اننا سنقف مكتوفي الايدي فهذا امر من الخيال. قد نضطر لحرق الاخضر واليابس، وجودنا وكرامتنا وبقاؤنا ولبنان اهم من كل شيء. تريدون الفوضى اهلا وسهلا بالفوضى. تريدون الحرب فاهلا وسهلا بالحرب. لا مشكل بالسلاح، ولا مشكل بالصواريخ، ناخذ الصواريخ منكم جاهزة. ولا مشكل بالاستشهاد والانتحار، كفانا اغتيالا وكفانا تخوينا وكفانا تحقيرا، لا يا سيد ليس هذا من مقامك ان تطل علينا في كل لحظة بهذا الكلام البذيء، اترك للغير، الحائط وغير الحائط والذين تنطبق عليهم نظرية داروين، من امثال الموسوي وغير الموسوي".
وليلا وخلال اتصال أجرته معه &laqascii117o;السفير"، أوضح جنبلاط &laqascii117o;أن قوى 14 آذار لا تريد الحرب والمواجهة، وهي التي تتعرض لحملة تخوين وتهديد، ولذلك كان لا بد من وقفة بهدف تحقيق التوازن وليس المواجهة، فنحن طلاب تسوية مشرفة وشجاعة وليس تسوية بأي ثمن، والمعارضة و(السيد) حسن نصرالله يعرفون أننا لسنا عملاء أميركا واسرائيل كما يتهموننا دائما وقد آن لهذه الحملة التخوينية أن تتوقف". وأوضح جنبلاط أن خطابه وباقي قوى الأكثرية &laqascii117o;هو خطاب تعبوي ليس الا".
من جهته، حاول رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري في زيارته الشمالية المفاجئة، قبل ايام من موعد ذكرى 14 شباط، استعادة شيء من عصبية الشارع المؤيد له في طرابلس والمنية والضنية وعكار، لكنه وقع في المحظور عندما أطلق بعض مؤيديه العنان لأسلحتهم التي أرعبت المواطنين وأقلقت ليل طرابلس وجوارها وأثارت رد فعل سلبي. وبغض النظر عما إذا كان &laqascii117o;الاستعراض المسلح" قد نجح في توجيه الرسالة في الاتجاه الصحيح أو في محاولة الإيحاء بـ&laqascii117o;توازن" مع الخصوم &laqascii117o;بالرصاص"، ولو على بعد ثمانين كيلومتراً، فإن الزيارة &laqascii117o;النارية" للنائب الحريري إلى طرابلس بعد ثلاث سنوات كانت مفكرتها نسخة منقحة عن زيارة العام 2005 عندما كانت انتخابات الشمال تستعد لترسم موازين القوى في مجلس النواب. وإذا كانت الحملة الانتخابية في العام 2005 احتاجت لأسبوع كامل من الإقامة في طرابلس وإطلالات مكثّفة على عكار والمنية بمهرجانات انتخابية، فإن حملة &laqascii117o;التحشيد الشعبي" ليست بحاجة لأكثر من إقامة يومين أو ثلاثة ايام، كانت كافية لاستعادة بعض الزخم إلى مهرجان ذكرى إحياء ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري في بيروت. وهو زخم لم يكن ممكناً ضخ الحرارة فيه لولا &laqascii117o;الحضور الحميمي" الذي يؤمنه النائب الحريري في لقاءاته مع الفاعليات الدينية والإجتماعية والجمعيات ورؤساء وأعضاء البلديات والمخاتير ووجهاء العائلات الذين تلقوا الدعوات إلى مقر إقامة الحريري على عجل، وفي حضور نواب المستقبل الذين غاب منهم &laqascii117o;من دون عذر معلن" كل من الوزير أحمد فتفت والنائب عبد الله حنا، بينما غاب عن تلك الورشة &laqascii117o;الحلفاء" في &laqascii117o;التكتل الطرابلسي": الوزير محمد الصفدي والنواب محمد كبارة وموريس فاضل وقاسم عبد العزيز، فضلاً عن غياب نواب زغرتا الثلاثة ونواب القوات اللبنانية الأربعة في بشري والكورة والبترون التي غاب عنها أيضاً النائب بطرس حرب. الحريري وفي ختام اليوم الماراتوني التقى الإعلاميين في الشمال ليجدد أمامهم أن يده لا تزال ممدودة للحوار وإنجاز التسوية، وقال &laqascii117o;نحن لا نريد سوى انتخاب رئيس الجمهورية وبعدها نتحدث في الأمور الأخرى، بينما هم يريدون تعطيل كل شيء". ورداً على سؤال عن احتمال حصول عدوان جديد على لبنان قال الحريري &laqascii117o;عندها سنتجاوز كل شيء كما في عدوان تموز. سنتكاتف ضد العدوان وسنقوم بما يمليه التزامنا الوطني من دون أي &laqascii117o;ورقة تفاهم". وكشف الحريري أنه سعى أربع مرات للقاء السيد حسن نصر الله لكن الجواب كان سلبياً، وأشار أن الإتصالات مع الرئيس نبيه بري مقطوعة مباشرة وقائمة بالواسطة، مستغرباً كيف تحصل هذه القطيعة بين القيادات السياسية. واعتبر الحريري أن المعارضة لا تريد انتخاب رئيس للجمهورية &laqascii117o;لأن المكلف بالتفاوض يريد الرئاسة لنفسه". لكنه أردف قائلاً: &laqascii117o;كونوا على ثقة سننتخب العماد سليمان بأي وسيلة ولن يستطيعوا منعنا وسيسير البلد". وعما إذا كان ذلك يعني العودة إلى خيار النصف زائداً واحداً قال الحريري: &laqascii117o;لم أقل ذلك... هناك خيارات عدة". في هذا الوقت، اكد الرئيس نبيه بري لـ&laqascii117o;السفير" ان &laqascii117o;الرئيس الشهيد رفيق الحريري استشهد لاجل لبنان وفريق 14 اذار امام امتحان في 14 شباط لتأكيد ان استشهاده كان لأجل لبنان وجعل هذه المناسبة مناسبة جامعة وليس مناسبة قسمة وتفرقة وتخريب للبنان. وقال بري انه سعى جاهدا لتعبيد الطريق الى التوافق ولكن مع الاسف التوافق يتعرض دائما لاطلاق النار. اضاف بري ان لبنان لم يعد يحتمل والخطر بات اكبر والبلد على كف عفريت. ولا بد بالتالي من اتمام التوافق لمصلحة لبنان والعرب. ومن دون هذا التوافق لا مصلحة لا للبنان ولا للعرب.

ـ صحيفة النهار:
بين توترات أمنية جوّالة تلاحقت على نحو لافت في امسيتي السبت والاحد، واحتدام سياسي كبير ترجمته سقوف عالية وساخنة في الكثير من المواقف الموالية والمعارضة، اكتسبت التحضيرات لاحياء الذكرى الثالثة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري الخميس المقبل طابعاً استثنائياً هذه المرة، اذ بدت الاستعدادات اشبه بتلك التي رافقت انتفاضة 14 آذار 2005 التي كانت مفتاح التحولات التي شهدها لبنان منذ ثلاث سنوات. وفي ما يعكس عمق الاحتقانات التي خلفتها الازمة السياسية والرئاسية المفتوحة منذ سنة وثلاثة اشهر، مروراً بعهد الفراغ الرئاسي الناشئ منذ 24 تشرين الثاني 2007، انبرت قوى الغالبية لاكبر عملية تعبئة لقواعدها الشعبية في ما يبدو تحضيراً لجعل يوم 14 شباط المقبل استفتاء سياسياً وشعبياً لهذه القوى وخطها السياسي ورسالة الى المعارضة والقوى الاقليمية التي تدعمها. غير ان هذه التعبئة لم تقتصر على الدعوات الى قواعد الغالبية للمشاركة في حشد 14 شباط، بل تجاوزتها الى مواقف سياسية كان أشدها حدة تلك التي اطلقها النائب وليد جنبلاط قبل ظهر امس وذهب عبرها الى تخطي السقوف التقليدية في مواقف الغالبية من الصراع السياسي.
ورد 'حزب الله' على مواقف الغالبية معتبرا ان 'كل التصعيد والتهديد والتهويل لا يزحزحنا قيد انملة عن خياراتنا وثوابتنا ونعرف ان خصمنا هو الادارة الاميركية التي بدأت تنهار في المنطقة وعندها يذهب معها بالسياسة حلفاؤها'. وقال ان 'الخطاب التصعيدي والتحريضي لفريق السلطة يعكس مأزق هذا الفريق وتوتره ومدى ترجمته للتصعيد الخارجي بأشكاله المختلفة'، مؤكدا ان 'لا حل في لبنان خارج اطار التفاهم والتوافق وهذا اقتناعنا واقتناع المعارضة'.وفي وقت لاحق رد نائب رئيس المجلس السياسي في 'حزب الله' محمود قماطي على جنبلاط واصفا كلامه بـ'المجنون' وقال: 'لا تعتقدوا ان صبرنا وهذه الحكمة الناتجة من القوة والقدرة ستبقى الى ما لا نهاية، لذلك نصبر وقد وصل الصبر الى اقصى درجاته، ولكن عليكم ان تحذروا من لحظة غضبنا ولحظة قرارنا. عندما نقرر النزول الى الشارع لن يمنعنا القناصة ولا القتلة المأجورون'. واضاف: 'اذا كنتم تريدون تجييش بعض الآلاف بهذا الخطاب كي يأتوا الى الذكرى فليأتوا ولتمضى الذكرى، لكننا كنا نفضل ان تكون ذكرى وطنية لكل اللبنانيين وان تكون لاعلان الحل الذي كان على وشك ان يحصل منذ ثلاثة ايام'. اما التوترات الامنية، فبدأت مساء السبت مع حادث في البسطا بين انصار 'تيار المستقبل' ومناصرين لـ'حزب الله' و'امل' بسبب خلاف على نزع صورة للرئيس الحريري طوقته القوى الامنية. وافادت شرطة مجلس النواب ان مبنى المجلس تعرض لسقوط رصاص عقب اطلاق النار في انحاء مختلفة من العاصمة ونتج منه اصابة مجند من حراس مبنى المجلس وان زجاجة حارقة القيت على احدى السيارات في محاذاة مقر عين التينة. ومساء امس حصل اطلاق نار في محيط مقر رئاسة المجلس في عين التينة، واعلنت قيادة شرطة المجلس ان سيارة مرت قرب المقر وحاولت تجاوز الحواجز الامنية وهي تطلق النار في اتجاه حرس المقر ولم يصب احد بأذى. وذكر ان الجيش طوق المنطقة، فيما دعا رئيس المجلس نبيه بري شرطة المجلس وحراس المقر الى التهدئة.وحصل حادث في عاليه ادى الى سقوط جريحين من المواطنين في اطلاق نار لدى مرور موكب للحزب الاشتراكي امام مقر للحزب الديموقراطي اللبناني (برئاسة النائب السابق طلال ارسلان).واصدر 'تيار المستقبل' ليلا بياناً دعا فيه انصاره الى 'قطع الطريق على الاستفزازات المتكررة التي تتعرض لها المواكب السلمية التي تدعو المواطنين الى المشاركة في الذكرى الثالثة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري'.وطالب انصاره بالامتناع عن تسيير مثل هذه المواكب او المشاركة فيها.
اما على الصعيد السياسي، فقد خلف تحديد الرئيس بري موعد الجلسة الرابعة عشرة لانتخاب رئيس الجمهورية في 26 شباط انطباعا ان جولة الجهود الاخيرة للامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في بيروت لم تمن باخفاق تام وان عودته المقررة الى بيروت في 24 منه قد تشهد معاودة البحث في بعض النقاط التي ذكر ان بري لا يزال يرى فيها امكانا لتحقيق اختراق ومنها مسألة توزيع المقاعد الوزارية في الحكومة الجديدة على اساس 'ثلاث عشرات'. لكن الغالبية اكدت عبر مصادر بارزة فيها انها لم توافق اطلاقا على هذه الصيغة اصلا، فكيف حين اضاف العماد ميشال عون الى شرط الثلث المعطل مجموعة شروط تعجيزية جديدة، مما يعني ان المعارضة نفسها تعاني عدم توحيد رؤيتها حيال التفاوض مع موسى أولاً ومع الغالبية في الدرجة الثانية. وفي هذا السياق، قال وزير الاتصالات مروان حماده أمس إن 'كل الاحتمالات مفتوحة بما فيها خيار الانتخاب بالنصف زائد واحد الذي لم تتخل الاكثرية عنه يوماً وانما وضعته جانباً لتفسح في المجال لكل الوساطات المطروحة'. وذهب حماده الى القول ان قائد الجيش العماد ميشال سليمان 'يستطيع ان يحظى بأكثر من النصف زائد واحد من الأصوات مما يمكن ان يصل الى ثمانين صوتاً مؤيداً لانتخابه'. واذ حمل بشدة على العماد عون ووصفه بأنه 'التابع لحزب الله'، اكد رفض الاكثرية اعطاء الثلث المعطل 'لمن نعرف انه يريد تعطيل كل شيء'، وقال: 'لن تكون بعد اليوم تهديدات المعارضة من دون اجابات منا'. واجتمع وزير الخارجية المصري احمد أبو الغيط أمس مع وزير الاعلام غازي العريضي في القاهرة. وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي بأن الوزيرين عرضا آخر التطورات في لبنان بعد زيارة موسى في محاولة لدفع القوى السياسية اللبنانية نحو تنفيذ المبادرة العربية والتحرك سريعاً لانتخاب رئيس الجمهورية المتوافق عليه من جميع الاطراف في لبنان. وقال إن ابو الغيط والعريضي اتفقا على ان الفترة حتى تاريخ الجلسة المقبلة لمجلس النواب في 26 شباط الجاري هي فرصة حقيقية لانهاء هذا الموضوع في الاطار العربي يتعين على اللبنانيين عدم تفويتها، وان ابو الغيط أوضح في اللقاء انه من المهم ان تكون معالجة نسب التمثيل في حكومة الوحدة الوطنية المقبلة بالتوافق.

ـ صحيفة الأخبار:
من يأخذ البلاد نحو الحرب الأهلية، ومن الذي يحرّض الناس ويشجّعهم على تجاوز القوانين والاعتداء على المدنيين والممتلكات العامة في العاصمة والمدن والأطراف؟ ومن الذي يعود لتغذية خطاب الحرب والدم والحرق؟ وكيف يمكن دعوة الناس الى المشاركة في حشد جماهيري وسط غابات المسلحين والرصاص العشوائي الذي لم ينجُ منه مارّة ومواطنون لم يغادروا منازلهم؟ وأي دعوة للحوار والاتفاق تترافق مع دعوات الى المواجهة والحرب وحرق الأخضر واليابس وترويع الناس؟ وأي نظام أمني رسمي يمكن أن يكون محل ثقة الجمهور وهو المنحاز بشكل أعمى؟ أين هي قوات الجيش المجوقلة والمشاة وغرف العمليات وهيئة الأركان التي تنبهت فقط لـ&laqascii117o;مشاغبين" يحرقون الدواليب في مار مخايل ولم تعتقل مسلحاً واحداً من الذين يغزون بيروت وطرابلس والجبل والبقاع الغربي وهم يطلقون الرصاص علناً دون رادع. وأين هو فرع المعلومات وشرطة قوى الأمن الداخلي التي لا تعرف إلا مطاردة العمال السوريين وتجمع المعلومات عن المقاومين وتلاحق مراكز التخزين الخاصة بالمقاومة، وهي التي لم تسمع الرصاص في عرمون قبل أيام، ولم تشاهد حشود المندسّين بين المشيّعين في دير عمار، ولم تنتبه الى عشرات المقاتلين وهم يطلقون النار في شوارع بيروت وطرابلس وبلدات الجبل والبقاع الغربي، ولم تردها تقارير المخافر الواقعة تحت سيطرة قادة الحرب الجديدة في كل المناطق؟
أمس، كان لبنان على عتبة مرحلة جديدة من إعلان حلفاء الولايات المتحدة والسعودية في لبنان الاستعداد العملي لخوض حرب أهلية تقوم على التحريض المذهبي والفتنة المتنقلة بين المدن والمناطق، وتتكل على آلاف الزعران الذين جرت تعبئتهم ضد أعداء من إخوتهم أبناء بلدهم. ولم يكن الأمر يحتاج الى أمر عمليات خاص. كان كافياً أن يخرج وليد جنبلاط على الجمهور مهدداً بالحرب وغير آبه بالأخضر ولا باليابس ولا بشيء، وملوّحاً بسلاح الانتحاريين، وهو المحب للحياة، ومهدّداً بالثأر القبلي وهو الذي لا يتوقف عن الحديث عن دولة القانون والمؤسسات.ومن الشمال كان سعد الحريري يقوم بالأمر نفسه، لكنه لم يكن ينتظر أحداً يسأله عن وعوده الطنانة الرنانة، وإذا به عندما شعر بالحاجة الى جمهور يحشده في ذكرى والده، حمل أمواله وأموال الدولة واعداً من جديد، ومهدّداً بالمحكمة الدولية كل خصومه. أما سمير جعجع، الذي لم ينم جرّاء تلقيه خبر استعدادات جارية في الولايات المتحدة لاستقباله قريباً، فقد كان ينظم كوادره ومحازبيه للانتشار عسكرياً في أكثر من منطقة تحت حجة حماية المواكب الآتية من الشمال الى بيروت. ومن دون أن يصدر بيان واحد عن قوى الأمن الداخلي أو الجيش اللبناني يشرح للمواطنين ما يجري، كان أقطاب فريق 14 آذار يبرّرون التصعيد في المواقف والزعرنات في الشوارع بأنها &laqascii117o;ردة فعل طبيعية بعد أشهر على الصبر وعلى الشتم والتهديد والتهويل والتخوين، فوُضعت نقطة كبيرة على كل الحروف" على ما قال وزير الاتصالات مروان حمادة لـ&laqascii117o;الأخبار" مضيفاً: &laqascii117o;لقد فلقونا وفلقوا البلد".

ـ صحيفة الحياة:
قالت مصادر قيادية في الأكثرية لـ &laqascii117o;الحياة" أنها تراهن على تحقيق مشاركة شعبية مميزة في الذكرى لتمرير رسالة الى الداخل أي المعارضة ومن خلالها الى سورية وبعض القوى الخارجية بأن قوى 14 آذار على جاهزيتها لمواجهة التداعيات السياسية والأمنية المترتبة على الفراغ في الرئاسة الأولى وأن جماهيرها لن تتخلى عنها بخلاف ما يدعيه بعض الأوساط في المعارضة ان ميزان القوى اخذ يميل لمصلحتها. وإذ اعتبرت مصادر قيادية في المعارضة بأن المواقف التي أعلنها الحريري من طرابلس جاءت هادئة وأقل حدة من مواقفه في مؤتمره الصحافي الذي عقده الخميس الماضي في بيروت لأن ما يهمه تأمين أكبر حشد شعبي في ذكرى استشهاد والده، لفتت في المقابل الى ان مواقف جنبلاط سجلت خروجاً على المألوف، معتبرة أنه &laqascii117o;تجاوز كل الحدود، كأنه أراد ان يميز نفسه عن حليفه الحريري". وعلمت &laqascii117o;الحياة" من مصادر في الحزب التقدمي الاشتراكي ان جنبلاط وإن أطلق نبرات عالية واستخدم تعابير حادة، فإنه &laqascii117o;يتوخى من كل هذا الكلام خلق أجواء ضاغطة لمنع المواجهة في الشارع". وأكدت المصادر ذاتها ان جنبلاط &laqascii117o;ليس في وارد التحريض على الفتنة أو جر البلد الى الفوضى، لكنه يخشى استخدام بعض الأدوات في الجبل وهي معروفة بارتباطها بالنظام السوري، من اجل افتعال الفتن، وتهديد الاستقرار العام". وقالت ان جنبلاط أراد &laqascii117o;توجيه رسالة الى الآخرين تحت عنوان ان مخططكم التخريبي أصبح مكشوفاً، وإذا أردتم الاستمرار فيه سنتصدى له".وتابعت المصادر ان جنبلاط اراد &laqascii117o;أن يُفهم الآخرين ان مشروعهم غير قابل للحياة، وأن الأكثرية قادرة على توفير الحماية للبنانيين، وأن توازن الرعب ضروري لردع من يحاول الابتعاد في مواقفه الى حدود المغامرة بمصير البلد". وأشارت الى ان &laqascii117o;جنبلاط رغب في أن يكبّر الحجر بالمعنى السياسي لوقف ما يخطط له في الجبل، والتهديد ليس حكراً على فريق دون الآخر".

ـ صحيفة الأنوار:
... من المقرر أن يعقد الدكتور سمير جعجع مؤتمراً صحافياً الواحدة بعد ظهر اليوم، كما يعقد العماد ميشال عون مؤتمراً الرابعة والنصف بعد الظهر.

ـ صحيفة الديار: 
كشفت المعلومات عن اجتماعات لكبار القادة العسكريين والأمنيين في الجيش اللبناني وبإشراف مباشر من سليمان إنهاء الترتيبات العسكرية التي ستتزامن مع الاحتفال بذكرى الحريري. وعلم أن قيادة الجيش أعدت خطة عسكرية متكاملة سيشارك فيها أكثر من 20 ألف عسكري بينهم 10 آلاف جندي والآخرون من قوى الأمن الداخلي وأمن الدولة والأمن العام والمخابرات وغيرها على أن تخضع المنطقة لطوق أمني اعتباراً من اليوم بالإضافة إلى إقامة حواجز ثابتة ومتنقلة. وقد تعهدت قيادات موالية ومعارضة بمنع الاستفزازات. ...هل يستطيع الحريري  تحمل مسؤولية الدم الذي سيراق إذا لا سمح الله حصلت الحرب الأهلية؟ هل سيتحمل جنبلاط دم الفتنة الداخلية؟ كلام جنبلاط هو كلام هستيري والحريري أصبح أسيراً له. حظ إسرائيل كبير فحليفها الأكثرية، فهي لم تستطع الانتصار على الشعب اللبناني، فقامت مع واشنطن بإذكاء نار الفتنة الداخلية.

ـ صحيفة اللواء:
... في مقابلة اخرى مع محطة 'العربية' رأى سعد الحريري ان هناك من يهدد بالحرب الاهلية ومن يهدد بهلاك لبنان، متسائلاً عما اذا كان الامين العام ل 'حزب الله' السيد حسن نصر الله والرئيس نبيه بري والعماد ميشال عون يقبلون بأن يذكرهم التاريخ كزارعين للفتنة، معرباً عن قناعته في الوقت عينه، ان لا حرب اهلية في لبنان، وان لبنان ذاهب في اتجاه انتخاب العماد سليمان رئيساً للجمهورية يوما ما، متحدثاً عن ضرورة الوصول الى اجماع قد لا يكون كاملاً وانما جزئياً للتصويت للأخير في المجلس النيابي&bascii117ll;

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد