ـ صحيفة 'السفير'
في حين تجنبت أوساط &laqascii117o;تيار المستقبل" الجزم بموعد عودة النائب سعد الحريري إلى بيروت، توقعت بعض المصادر أن يختتم اليوم &laqascii117o;إجازته العائلية"، وربما يعرج في طريق عودته على الملك عبدالله بن عبد العزيز في المغرب، فيما استبق الحلفاء المسيحيون للحريري وصوله بالقول إن صيغة 15-10-5 باتت لاغية وبحكم المنتهية مع اعلان وليد جنبلاط خروجه من فريق 14 آذار، داعين الى البحث عن بديل عنها يتراوح بين حكومة التكنوقراط أو حكومة الأقطاب، كما طالبت &laqascii117o;القوات اللبنانية". في هذه الأثناء، سُجل أمس أول اتصال سياسي مباشر بين الحريري وجنبلاط بعد الموقف الأخير امام الجمعية العمومية للحزب التقدمي الاشتراكي قبل اسبوع، وسبقه إرسال &laqascii117o;باقة ورد" من الحريري الى كليمنصو لمناسبة عيد ميلاد جنبلاط. وعلمت &laqascii117o;السفير" ان الرئيس المكلف هنأ رئيس الحزب التقدمي خلال الاتصال بعيد ميلاده، فرد جنبلاط بعبارة: &laqascii117o;اشتقنا"، لكن الحريري أجابه ممازحاً: &laqascii117o;الى ماذا.. للمناكفة"؟ وبينما يتهيأ جنبلاط لزيارة دمشق في أعقاب تشكيل الحكومة وتوجه الحريري اليها، قال مصدر إيراني مطلع لـ&laqascii117o;السفير" إن طهران ترحب بعودة جنبلاط &laqascii117o;القديم ـ المعدل"، مشيراً إلى استلامه رسالة مباشرة مفادها أنه مرحب به في طهران بمجرد زيارته للشام وأن علاقة إيران بالدروز لم ولن تتأثر بالخطاب التحريضي خلال المرحلة السابقة، كونها علاقة تاريخية.
وإزاء ما يطرح من صيغ حكومية جديدة، قال مرجع قيادي بارز في المعارضة لـ&laqascii117o;السفير" انه لا مفر في نهاية المطاف من تشكيل الحكومة على قاعدة 15-10-5 التي سبق التفاهم عليها مع الحريري، منبهاً الى ان اي عودة عنها ستعني إعادة النقاش الى المربع الأول وعندها فإن المعارضة ستعود لتطالب بالمشاركة على أساس سقف أعلى. واعتبر المرجع ان حكومة التكنوقراط غير واردة، وهي تصح لو كان البلد في وضع سياسي طبيعي، فتشكل حكومة من هذا النوع للاهتمام بالملفات الاجتماعية والخدماتية، ولكنها لا تصح في هذه المرحلة التي تأتي بعد انتخابات عاصفة، وفي ظل استحقاقات سياسية كبرى تتطلب حكومة وحدة وطنية بامتياز تستطيع اتخاذ القرار وليس العودة الى خارج طاولة مجلس الوزراء للحصول على التوجيهات المناسبة، كلما طُرحت مسألة سياسية للبحث. وشدد المرجع على انه لا يجوز الاستمرار في استهلاك الوقت وإبقاء البلد مكشوفاً، من دون تشكيل الحكومة التي كان يُفترض بالقيمين على تأليفها ان يستفيدوا من زخم الاتفاق على إطارها السياسي قبل أكثر من أسبوع، للإسراع في إنجاز عملية توليدها. ورأى المرجع نفسه ان إعادة التموضع التي قام بها وليد جنبلاط لا تلغي في المعادلة شيئاً إذ هناك ثلاثة وزراء له لا بد من ان يحصل عليهم بمعزل عن الخانة السياسية التي يتواجد فيها، وبالتالي لا مبرر للتسويف والمماطلة في إتمام عملية التأليف، بعدما جرى الاتفاق مع الرئيس المكلف سعد الحريري على بنيتها التحتية وبند المقاومة في البيان الوزاري.
في المقابل، قالت أوساط في تيار المستقبل لـ&laqascii117o;السفير" إن اتضاح مسار الامور على صعيد تشكيل الحكومة ينتظر عودة النائب سعد الحريري الى بيروت، مشيرة الى ان الحريري ما زال يتحرك ضمن &laqascii117o;مهلة السماح"، ولافتة الانتباه الى ان الرئيس رشيد كرامي انتظر 9 أشهر عام 1969 حتى يُشكل حكومته. ورأت المصادر أنه لا بأس إذا استغرق تشكيل الحكومة على أساس سليم بعض الوقت الإضافي بدلاً من ان نكون امام حكومة مزروعة بالألغام في حال الاستعجال في تأليفها على زغل وكيفما كان، تحت ضغط العامل الزمني.
واعتبرت ان معادلة 15-10-5 أصبحت تحتاج الى إعادة قراءة ونقاش بعد المواقف الأخيرة للنائب وليد جنبلاط، متساءلة: هل ستُمنح قوى 14آذار 15وزيراً صافياً بمعزل عن حصة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، بعد إعلانه عن انتقاله الى الوسطية، وهو موقف يقود الى الافتراض ان وزراءه يجب ان يُحتسبوا ضمن حصة رئيس الجمهورية. وشددت الاوسـاط على ان تشكيل الحكومة بات يحتاج الى الحصول على توضيحات من بعض الاطراف حتى يبنى على الشيء مقتضاه.
في المقابل، طمأن الرئيس نبيه بري اللبنانيين عموماً والجنوبيين خصوصاً وقال لـ&laqascii117o;السفير" انه شخصياً يستبعد شن حرب إسرائيلية على لبنان في العام 2009 إلا إذا حصل تطور دراماتيكي غير محسوب، واضعاً التهديدات الإسرائيلية الأخيرة في سياق التهويل النفسي والإعلامي الذي لا يمهد بالضرورة لعدوان قريب.
واعتبر بري ان إسرائيل تضع في أولويتها خلال الاشهر المقبلة محاولة إضعاف الرئيس الاميركي باراك أوباما وإنهاكه، وبعد ذلك يمكن ان تطلق العنان لمخططاتها العدوانية، معتبراً ان اسرائيل باشرت في استنزاف اوباما والضغط عليه، مستشهداً في هذا المجال بالحملة العنيفة التي تنظم ضده في الولايات المتحدة من قبل الأوساط والمنظمات اليمينية، على خلفية الاعتراض على مشروع الإصلاح الصحي الذي يقترحه، والتي وصلت الى مستوى تهديد بعض اعضاء الكونغرس الديموقراطيين.
وقال رئيس المجلس التنفيذي في &laqascii117o;حزب الله" السيد هاشم صفي الدين انه إذا كان تهديد وزير الحرب الإسرائيلي باراك جدياً، وأنا استبعد ذلك ولا ارجحه، فعليه ان يعلم انه اذا اخطأ او ارتكب حماقة ضد لبنان وضد جنوب لبنان فسيكتشف حينها ان حرب تموز وآب 2006 لم تكن الا مزحة بسيطة. في هذا الوقت، علم ان التحضيرات للمهرجان الكبير الذي ينظمه &laqascii117o;حزب الله" في يوم الانتصار في 14 آب في الضاحية الجنوبية، قد قطعت شوطاً كبيراً. وسيلقي الأمين العام لـ&laqascii117o;حزب الله" السيد حسن نصرالله خطاباً وصفته مصادر عليمة بأنه سيكون مهماً وسيتطرق فيه الى التطورات السياسية الاخيرة كما سيركز على التهديدات الإسرائيلية للبنان.
ـ صحيفة 'النهار'
تنامت المخاوف من أزمة حكومية – سياسية مفتوحة مع دخول البلاد الاسبوع السابع لتكليف النائب سعد الحريري تأليف حكومة جديدة، والاسبوع الثاني لأزمة الخطاب الذي القاه رئيس 'اللقاء الديموقراطي' النائب وليد جنبلاط في الجمعية العمومية الاستثنائية للحزب التقدمي الاشتراكي مفجراً اخطر تحوّل في العلاقات بين اطراف قوى الغالبية. ولم يكن أدل على عمق الازمة المفتوحة من مؤشرين: الاول انعدام أي اشارة الى عودة رئيس الوزراء المكلف الى لبنان من اجازة مضى عليها اسبوع، وفهم انها مستمرة مع انتقال الحريري أمس من جنوب فرنسا الى ايطاليا. والثاني توقف لغة التقديرات والتوقعات المختلفة بعد اصطدامها طويلاً بسوء الوجهة وانحرافها عن الوقائع الجدية، ليحل محلها تصاعد للتساؤلات والشكوك حيال الافق الغامض لهذه 'الغيبوبة' السياسية التي تغرق فيها البلاد. ولعل العامل اللافت الذي برز في الساعات الاخيرة كان بوادر انقسام أو 'كباش' جديد مرشح للتفاقم في الايام القريبة، حول الصيغة الحكومية التي سبق الاتفاق عليها قبل الصدمة الجنبلاطية، الامر الذي ينذر بعودة مجمل الوضع الحكومي الى دائرة الانطلاق الاولى، او الى نقطة الصفر.
هذا العامل تمثل في تحذيرات ضمنية وعلنية لقوى معارضة من التراجع عن صيغة 15 – 10 – 5 وإن أصابتها التجزئة مع 'الخصوصية' التي باتت تكتسبها الحصة الوزارية للنائب جنبلاط ضمن الحكومة. وفي المقابل برز دفع ضمني وعلني من اطراف في قوى 14 آذار وخصوصا حزبي الكتائب و'القوات اللبنانية' نحو اعادة النظر في الصيغة الحكومية وطرح صيغ مختلفة عنها. وأفادت المصادر القريبة من المعارضة ان هذه القوى بدأت ترسم علامات استفهام حول مغزى اثارة افرقاء الغالبية قضايا تنطوي على رغبة في تعديل الصيغة الحكومية المتفق عليها وطرح صيغ بديلة منها بناء على ما فرضه التحول الجنبلاطي الجديد من وقائع. كما تتساءل هذه القوى عن السبب الحقيقي لتأخر عودة الحريري الى بيروت وهل هو ناتج من ان خلوته واتصالاته لم توصله الى صيغة معينة للتعايش مع الوقائع الجديدة؟ وهي لا تخفي حذرها وهواجسها حيال مؤشرات 'لقلب الطاولة' في الموضوع الحكومي من غير ان تجزم بان هذه المؤشرات تستند الى معطيات دقيقة.
لكن تلك الهواجس بدت واضحة في مجموعة مواقف معلنة لنواب ومسؤولين في 'حزب الله' امس لوحظ انها شددت على انتقاد التأخير في تأليف الحكومة واعتباره غير مبرر، وكرر هؤلاء انهم لا يرون ان ثمة عقداً غير قابلة للحل أمام ترجمة الصيغة الحكومية التي يعتبرها الحزب 'الضمان الدستوري للشراكة'. كما اعتبروا انه 'اذا كان من مشكلة بين الرئيس المكلف وبعض افرقاء الموالاة فهذا لا يبرر التأخير في تشكيل الحكومة'.
وفي المقابل اكدت مصادر قريبة من قوى 14 آذار ان اي اتجاه نهائي وحاسم في صدد تأليف الحكومة لم يتخذ بعد في انتظار عودة الحريري الى بيروت، لكن ذلك لا يعني ان ثمة مشاورات جارية عبر قنوات مختلفة لرسم المسار المقبل سياسياً وحكومياً. وقالت إن التمسك بالصيغة الحكومية المتفق عليها قبل 2 آب (تاريخ القاء جنبلاط خطابه) وكأن التحول الجنبلاطي لم يحدث اي انعكاس هو تجاهل غير واقعي لأبعاد هذا التحول اولاً واثره السياسي المباشر على تعديل ميزان القوى داخل الحكومة. ورأت ان طرح صيغ جديدة او اقتراحها لا يأتي في اطار التنصل من مبدأ تاليف حكومة وحدة وطنية وانما من باب اعادة تصويب التوازنات التي اختلت وان يكن النائب جنبلاط اعاد تأكيد دعمه للرئيس المكلف، باعتبار ان موقفه اصاب موقع الاكثرية كلاً ولا يمكن تجاهل انعكاساته.
وفي هذا الاطار دعا الرئيس امين الجميل امس الى 'التفكير في صيغ حكومية اخرى لأن الصيغ الحالية تجاوزها الزمن'. وانتقد الاصوات الرافضة لحصول رئيس الجمهورية على حقيبة سيادية. وقال: 'ثمة متغيرات كبيرة في المنطقة والاحب علينا كان ان نكون معاً وان يشارك معنا النائب جنبلاط'، مضيفاً أن 'المصلحة جمعتنا وليس تحالف اشخاص وجنبلاط اختار السير في غير طريق وهذا حقه'. كذلك كرر نائب رئيس الهيئة التنفيذية لحزب 'القوات اللبنانية' النائب جورج عدوان الدعوة الى حكومة تكنوقراط، وقال 'ان القوات لديها رد واضح على جنبلاط هو انها لن تعلق على مواقفه'، مشدداً على عدم تعكير العلاقة المسيحية – الدرزية.
ويشار في هذا السياق الى ان وزير الاعلام والثقافة السعودي عبد العزيز خوجه الذي زار بيروت الاسبوع الماضي ابلغ امس صحيفة 'أوان' الكويتية ان الحريري 'سيعود قريباً الى لبنان'. وتوقع ان 'تولد الحكومة اللبنانية الجديدة قريباً'، مؤكداً 'وقوف بلاده الدائم بجانب لبنان وشعبه'. ولم يشأ ان يكشف تفاصيل المهمة التي تولاها في بيروت، مبدياً 'تفاؤله بتطور الاوضاع اللبنانية ايجاباً في الايام المقبلة
ـ صحيفة 'الأخبار'
لم يعد السؤال هل هناك حكومة أم لا، وهل يعود الرئيس المكلف سعد الحريري إلى بيروت أم لا يعود؟ وكالعادة، لا جواب جديّاً، فكما غادر الحريري من دون معرفة معظم نواب حزبه ومسؤولي تياره، يعود على غفلة منهم. في ظل تهيّؤ المعارضة لحملة عنوانها 'ألّف أو أفسح المجال'. بدأت المعارضة أمس تصعيداً لافتاً ضد استمرار الرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري في 'الإجازة الخاصة' كأن الأمور الاجتماعية والاقتصادية للناس تسير على أحسن ما يرام. وعلمت 'الأخبار' أن المعارضة تنظم نفسها للتصعيد أكثر إن لم يعد الحريري خلال 48 ساعة. فإما أن يعود ويبدأ فوراً بوضع النقاط على حروف تأليف الحكومة أو يبدأ الضغط ليجد رئيس الجمهورية ميشال سليمان مخرجاً لحل هذه المعضلة. وتحدّث مسؤولون في المعارضة عن عدم وجود مبرر للتأخير في التأليف، إلا إذا كان هناك أمر خفيّ خارجي يريد التسويف والمماطلة والتعطيل لحسابات غير لبنانية. وفي السياق نفسه، قال الوزير السابق وئام وهاب إن الحريري يتقصد الضغط على بعض الأطراف عبر الاستمرار في حكومة تصريف الأعمال وهذا لا يجوز. أما تلفزيون 'الجديد' فقد أشار في مستهل نشرته الإخبارية إلى أن رئيس الحكومة المكلف شوهد في إمارة موناكو يستقل دراجة نارية، يرافقه حراسه.
في المقابل، اجتهدت الأكثرية للتأكيد أن الحريري عائد قريباً جداً، أما الموعد فبدا غامضاً لمعظم نواب تيار المستقبل الذين قالوا إن الضرورات الأمنية تمنع إطلاعهم شخصياً على موعد العودة، التي قال وزير الإعلام السعودي عبد العزيز خوجة إنها قريبة جداً وستحمل حلولاً. وأكد عضو تكتل 'لبنان أولاً' النائب عقاب صقر في هذا السياق أنها ستكون خلال أيام قليلة، وسيحمل الحريري معه سلّة حكومية متكاملة.
وعلمت 'الأخبار' أن الوزير غازي العريضي مهّد في اليومين الماضيين للقاء يجمع جنبلاط والحريري فور عودة الأخير، تمهيداً للاتفاق على عناوين عدّة يلتزم جنبلاط بها حتى بعد خروجه من تجمع 14 آذار. وذلك بموازاة سعي قواتي لعقد اجتماع لقوى 14 آذار تعيد خلاله صياغة مواقفها الراهنة وتوضيحها للرأي العام، منعاً للالتباس. وقال مصدر في القوات اللبنانية ل 'الأخبار' إن ما يحصل يستدعي اجتماعاً عاجلاً يقطع الطريق على محاولات سورية جديّة لزعزعة الأكثرية تمهيداً للانقضاض عليها.
وفي الموضوع الجنبلاطي أيضاً، تحدثت مصادر اشتراكية عن حملة مستمرة من قناة 'المنار' ضد جنبلاط توحي بأن حزب الله يرفض أن يمد جنبلاط يده للسوريين ويتريّث قليلاً بشأن علاقته مع النظام الإيراني. وأشار المصدر الاشتراكي إلى أن القناة الرسمية لحزب الله تشن حملة ناعمة ضد جنبلاط منذ طلب الأخير تأجيل زيارته إلى السفارة الإيرانية. وكانت لافتةً أمس دعوة رئيس حزب الكتائب أمين الجميّل المسؤولين إلى 'التفكير في صيغ حكومية أخرى لأن الصيغ الحالية تجاوزها الزمن'. ونعى الجميل علاقة الأكثرية المفترضة والنائب وليد جنبلاط، قائلاً: ثمة متغيرات كبيرة في المنطقة، والأحب علينا كلنا أن نكون معاً وأن يشارك معنا جنبلاط. المصلحة جمعتنا وتحالفنا وطني وليس تحالف أشخاص. وجنبلاط اختار السير في غير طريق، وهذا حقه. وبرز كذلك ترجيح النائب شانت جنجنيان أن يؤجل موعد تأليف الحكومة إلى ما بعد شهر رمضان 'إلا إذا ظهر مجهود فائق، إذ يقدم الأفرقاء المعنيون تنازلات تسهل تأليف الحكومة وتسريعها'، في وقت قال فيه عضو كتلة المستقبل النائب زياد القادري إن 'معزوفة اعتكاف الرئيس الحريري التي يرددها بعض الأقلية، ليست إلا محاولة لذر الرماد في العيون، وتحويل الأنظار عن حقيقة مسؤوليته في تأخير تأليف الحكومة'. وجزم القادري بمعرفة الرأي العام جيداً بهوية الجهة التي تعرقل قيام الحكومة، نتيجة تمترسها خلف شروط معينة، واجتهادها في ابتداع النظريات التي تخالف الدستور والأعراف، ولا تحترم إرادة الشعب.
وأشارت مصادر قريبة من القصر الجمهوري إلى وجود إشارات عدّة تسمح بترجيح عدم حصول اتفاق في شأن الحكومة قبل أن تنضج الأمور بين السعودية وسوريا، وصدور القرار الظني في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري. أما مصادر المعارضة فقد رأت أن أمام الحريري أسبوعاً للتأليف وإلا فسينعكس ذلك أزمات متنوعة داخل قوى 14 آذار.
من جهة أخرى، بدأ رئيس تكتل 'التغيير والإصلاح' النائب ميشال عون خطة عمل جديدة، علمت 'الأخبار' أنه سيبادر إليها، فشارك أمس في القداس الإلهي في بلدة كفرذبيان. وبعد القداس، أسف لشرود كثيرين عن التعاليم المسيحية، محذراً من تعاليم الحقد والكراهية التي تعطى لبعض الشباب في أماكن منعزلة والتي ستفجر أصحابها ولا تقتل الآخرين. وتوجه عون إلى الكسروانيين بالقول: 'لا تستخفّوا بقوة انتصاركم في الانتخابات، فقد انتصرتم على كل العالم وخاصة المال الذي قال عنه ربّنا لا تعبدوه، لأنه النقيض لمسيرة الخلاص التي بشّر بها المسيح'. وقال: 'مسيرتنا مستمرة ونحتاج إلى جهد مستمر، ويمكنكم أن تروا الأحداث كيف تعطي الحق لسياستنا'. وشدد على أن 'لبنان لن يقبل بالتوطين، ولن يقبل أن لا يساعد الشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه'. وأكد الجنرال أن التكامل مع محيطنا ومجتمعنا أساسي ولا نستغني عنه، مضيفاً: 'هكذا أحضرنا التفاهم الخارجي بعد التفاهم الداخلي'. وختم: 'كل كلمة وعدتكم بها منذ 20 سنة حتى اليوم ستتحقق ولن نتنازل عن أي شيء'.
من جهته، استغرب نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري ما وصفه بحملة عون وأعضاء من كتلته 'على رمزين سياديين كبيرين، هما رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والبطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير'، ورأى أن عون 'يسهم عملياً بإضعاف موقع رئاسة الجمهورية من خلال سعيه إلى سحب الحقائب السيادية من حصة الرئيس في الحكومة'. واتهمه بأنه 'أداة لتعطيل مسيرة تأليف الحكومة' و'لغم مضاد لكل ما يساهم في حسن سير المؤسسات الدستورية'، واصفاً 'تطاول العماد عون أو غيره على البطريرك صفير' بأنه 'جريمة
ـ صحيفة 'المستقبل'
نقلت 'صوت لبنان' عن زوار رئيس المجلس النيابي نبيه بري قوله إن مغادرة النائب وليد جنبلاط (لتحالف 14 آذار) لن تغير في تركيبة الحكومة المتفق عليها على أساس 1510 5، وأن ما تغيّر هو أن الحكومة لم تعد حكومة فريقين أساسيين بل حكومة وحدة ائتلافية'.
في غضون ذلك رأى نائب رئيس الهيئة التنفيذية في 'القوات اللبنانية' النائب جورج عدوان أن تموضع النائب وليد جنبلاط بدّل صيغة 1510 5، وقال في حديث الى 'أخبار المستقبل' إن 'هذا التحالف يدفعنا الى إعادة النظر بهذه الصيغة، ويستوجب أن يرى الرئيس المكلف مع رئيس الجمهورية ما هي الصيغة الأفضل'، وسأل: 'لماذا لا نذهب الى حكومة تكنوقراط'، مشيراً الى أن 'القوات اللبنانية' ستطرح هذا الأمر مع الرئيس المكلّف'.
بدوره أكد النائب انطوان زهرا أن 'القوات ثابتة على مبادئها وداعمة ومشجعة للرئيس المكلّف'، مطمئناً الى أن 'قوى 14 آذار بخير لأنها حازت أصوات أكثر من نصف الشعب اللبناني بكل أطيافه'، مشيراً الى أن شروط الأقلية 'تعجيزية'.
ورأى النائب الثاني لرئيس حزب الكتائب سليم الصايغ أن 'كل الأمور التي حصلت تعيد خلط الأوراق في ما يخص الصيغة الحكومية'، معتبراً أن 'من مصلحة الجميع ولادة الحكومة قريباً والرئيس الحريري يجب أن يكون فاعلاً وأن يكون رجل المرحلة وقائد مسيرة لبنان ما بعد انتخابات 2009 الى جانب رئيس الجمهورية'، مؤكداً أن 'زيارة رئيس حزب 'الكتائب' أمين الجميل الى سوريا غير واردة اليوم، الأمر الذي شدد عليه عضو المكتب السياسي في 'الكتائب' سجعان القزي مشيراً في حديث الى الـ'LBC' الى 'اتصالات يقوم بها أطراف على علاقة مع سوريين في أعلى المستويات وبين حزب الكتائب(..)'.
أما 'حزب الله' فقد استغرب 'التأخير في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية'، وقال عضو 'كتلة الوفاء للمقاومة' النائب نواف الموسوي إن 'التأخير ليس مبرراً، والتحولات السياسية التي برزت في الآونة الأخيرة لم تغيّر شيئاً في ما كان متوقعاً فكيف إذا كان الإطار السياسي الذي جرى الاتفاق عليه يقوم على مبدأ اعتماد التوافق في اتخاذ القرارات الحكومية؟(..)'. ورأى عضو الكتلة نفسها النائب حسين الحاج حسن 'ان الاتفاق على الإطار السياسي لتشكيل الحكومة قد حصل، وكانت هناك نقاشات حول الأسماء والحقائب وتوقفت لأسباب سياسية.. وطالما اتفقنا على الشراكة فلتشكل الحكومة'، معلناً أنه 'بعد عودة الرئيس المكلّف ستتكثف الاتصالات ويمكن أن يتم تسريع تشكيل الحكومة(..)'.
ـ صحيفة 'الديار'
من المتوقع ان تبدأ حركة الاتصالات اليوم، بعد معلومات عن عودة الرئيس المكلف سعد الحريري الى بيروت منتصف ليل امس. وحتى بدء الرئيس المكلف لاجتماعاته، فإن الاتصالات مجمدة، والحياة السياسية بدون &laqascii117o;خبر' ويسودها &laqascii117o;الملل' بانتظار ان يبدأ الحريري حركته، والبداية ستكون حتما من بعبدا وبعدها عين التينة، ثم رئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط بعد ان تم التأكيد من اكثر من مصدر متابع ان اللقاء سيعقد وسيتخلله نقاش بالعمق لكل التفاصيل الكبيرة والصغيرة دون اي ازعاج لفريق مسيحيي 14 اذار الذين طالهم جنبلاط بانتقاداته &laqascii117o;اللاذعة '، يقابل ذلك اصرار الرئيس المكلف على التحالف مع القوى المسيحية في 14 اذار وتأمين حصة وزارية لهم بحجم حضورهم.
وتقول مصادر متابعة ل &laqascii117o;الديار' ان التحضيرات بدأت لعقد لقاء موسع لقوى 14 اذار وان الدعوة ستوجه لجنبلاط لحضور اللقاء وعلى ضوء تلبيته للدعوة او رفضها سيتم التعامل معه، في حين اكد المنسق العام لقوى 14 اذار فارس سعيد ان العلاقة مع جنبلاط لم تصل بعد الى مرحلة الطلاق النهائي.
الى ذلك، ذكرت مصادر مطلعة على اجواء جنبلاط انه يدرس امكانية توجيه رسالة محبة واعتذار الى الشعب السوري تتضمن لفتة للرئيس بشار الاسد، والتأكيد على فتح صفحة جديدة مع دمشق، وهذه الرسالة حسب المصادر ربما تزيل الكثير من هواجس المواطن السوري الذي لم يتقبل بعد فكرة زيارة جنبلاط الى دمشق، وخصوصا ان مئات العمال السوريين وتحديدا في الجبل تعرضوا لممارسات، وصفت يومها بأنها &laqascii117o;عنصرية' بالاضافة الى خسائر مالية طالت هؤلاء العمال ولا بد من ايجاد الحلول لها، ومن المقرر ان يعقد جنبلاط مؤتمرا صحافيا يحضره حشد من وسائل الاعلام المحلية والعالمية املا ان تصل رسالة الاعتذار الى ما بعد، بعد الشعب السوري أي الى الغرب خصوصا الاميركي.
ومن المتوقع ان يلتقي جنبلاط خلال الايام القادمة رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي، كما ان الترتيبات بدأت لتحضير لقاء بينه وبين قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان، بالاضافة الى لقاءات بينه وبين العماد عون وكذلك مع النائب سليمان فرنجية، رغم عتب جنبلاط الشديد على ما اورده فرنجية في حديث تلفزيوني عن شبكة الانترنت في اعالي جبل الباروك، واعتبرها جنبلاط موجهة له، رغم انه ليس له اي علاقة بالشركة المذكورة، لكنها تخص نافذين كبار في منطقة الشوف حيث بدأت التحقيقات ومن المتوقع ان تطال اسماء لها وزنها السياسي. وفي المعلومات ان عددا من المتورطين تجري ملاحقتهم وان حماية سياسية تأمنت لهم وابعدتهم عن الملاحقة الفورية، هذه الملاحقات تعيق الانفتاح الذي بدأه الوزير جنبلاط، واعتبر ان البعض يريد ان يضع عصياً امام مسيرته الانفتاحية، وتساءل لماذا التوقيت الآن طالما ان &laqascii117o;الشركة' كانت تعمل وموجودة خلال عهد الوزير جبران باسيل وتم تفكيكها، ولماذا اعادة التذكير بها، الا اذا كان المتضررون من انفتاح جنبلاط يريدون ذلك لتعطيل محاولاته الانفتاحية.
2009-08-10 00:00:00