ـ صحيفة 'السفير'
أوشك الرئيس المكلف سعد الحريري ان يضرب رقم الـ52 يوماً الذي سجله الرئيس فؤاد السنيورة لتشكيل حكومته، مع دخول مساعيه لتـأليف الحكومة في بحر الأسبوع الثامن من دون أن ينجح حتى الآن في توليدها، بكل ما يتركه ذلك من آثار سلبية على زخم تكليفه الذي يكاد يغرق في مستنقع الوقت. وقد بدأت هذه المراوحة المتمادية في التحريض على طرح تساؤلات عابرة للحدود حول الأسباب الحقيقية لاستمرار العقم في التأليف وهل أن العقد هي محلية و'باسيلية' فعلاً، ام هناك قطبة مخفية إقليمية تسبح تحت سطح التوافق السوري ـ السعودي الظاهر، الذي توقفت مفاعيله عند حدود تثبيت معادلة 15ـ10ـ 5 فيما تٌرك لشياطين التفاصيل ان تفعل فعلها عندما بدأ النقاش حول الأسماء والحقائب.
ولعل الخرق الوحيد الذي سُجل في الحلقة المفرغة يتمثل في الدعوة التي وجهها الحريري الى رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون لتناول 'غداء حكومي' الى مائدته، وهي دعوة يبدو أن الجنرال تجنب تلبيتها سريعاً حتى لا تكبل لسانه خلال المؤتمر الصحافي الذي سيعقده قبل ظهر اليوم للرد على الحملات الموجهة اليه بعدما 'طفح الكيل'، عدا عن انه يعتبر ان أي اجتماع مباشر بينه وبين الحريري يجب ان تسبقه مؤشرات توحي بإمكانية ان ينتهي الى نتيجة إيجابية، 'لا أن يكون مترافقاً مع قصف سياسي وإعلامي من العيار الثقيل'.
وفي حين ما زالت الخلافات تتمحور حول ما يعتبره فريق 14آذار طرح عون التعجيزي لناحية الأسماء والحقائب، وما يرى 'التيار الحر' انه رفضٌ من الرئيس المكلف لإعطائه حقوقه المشروعة، قالت أوساط سياسية واسعة الاطلاع ل 'السفير' إن الفرصة الأخيرة أمام تشكيل الحكومة قريباً ربما تكمن في اللقاء المباشر الذي يمكن ان يعقد بين الرئيس المكلف سعد الحريري والعماد ميشال عون هذا الاسبوع ـ إذا لم يُطح به المؤتمر الصحافي ـ شرط ان يكون لدى الحريري تصور مقبول بالحد الأدنى، يتيح لعون التجاوب معه او ملاقاته في منتصف الطريق، على قاعدة تبادل التنازلات، مشددة على ان الاسبوع الحالي هو حاسم، فإما ان يمهد لولادة قريبة للحكومة وإما ان تتأجل هذه الولادة لفترة طويلة.
وبينما تتجه الأنظار اليوم نحو ما سيدلي به عون، أبلغت مصادر بارزة في التيار الحر'السفير' ان عون كان قد قرر منذ يوم الاربعاء الماضي عقد مؤتمره الصحافي، وهو أصبح أكثر إصراراً عليه بعدما لمس اشتداد الحملة السياسية المنظمة ضده من خلال التصويب المركز على مسألة توزير جبران باسيل، ملاحظة أن نوعاً من توزيع الأدوار غير البريء يجري بين الرئيس المكلف الذي يبدي في العلن مرونة واستعداداً لمناقشة المطالب، بينما يوعز من جهة أخرى الى نوابه بشن الهجمات العنيفة على الجنرال للإيحاء بأن أسباب تأخير تشكيل الحكومة تكمن عنده وللتغطية على أزمات 14 آذار الداخلية، الامر الذي لم يعد ممكناً قبوله.
وأوضحت المصادر أن عون يحضّر منذ يومين لمؤتمره الصحافي المدروس الذي سيضع فيه النقاط على الحروف وسيعيد وضع الأمور في نصابها الصحيح بعد محاولة تمويه الحقائق من خلال إثارة غبار التضليل لتجهيل الفاعل في مسألة عرقلة تأليف الحكومة. وأكدت ان سقف كلامه سيكون مرتفعاً وسيرد من خلاله على كل ما أثير حول المكاسب العائلية وتوزير الصهر، وسيكشف عن بعض المخالفات التي ضبطها جبران باسيل في وزارة الاتصالات والتي دفعت المتضررين الى المطالبة بإقصائه. واستغربت أن يضع الفريق الآخر فيتو تارة على هذا الاسم وطوراً على هذه الحقيبة، في حين ان العماد عون لم يطرح أي ممنوعات في النقاش وإنما يطالب بوحدة المعايير، فلا يجوز على سبيل المثال رفض إعطائه حقيبة الاتصالات تحت شعار انه لا توجد وزارة مطوّبة لفريق دون آخر، بينما يعتبر الرئيس المكلف في المقابل أن بقاء وزارة المالية ضمن حصة 'المستقبل' هو من باب تحصيل الحاصل.
في المقابل، اعتبر مصدر مطلع في 'تيار المستقبل' ان الحريري قدم بادرة حسن نية عندما وجه الى العماد عون دعوة لتناول الغداء والتباحث مباشرة، من دون وسيط، في ملف تشكيل الحكومة، ولكن الأخير استمهل في تحديد موقفه منها، 'علماً بأن عون كان قد أعطى من الأساس إشارة سلبية عندما اقترح عليه الحريري بعد الانتهاء من المشاورات البروتوكولية في مجلس النواب أن يلتقيا، فرد عليه عون حينها بأنه سيوفد اليه جبران باسيل'.
واعتبر المصدر أن طرح حزب الله بأن يسمي كل فريق وزراءه هو غير عملي، لأن الرئيس المكلف ليس مجرد صندوق بريد توضع فيه أسماء الوزراء، بل إن له رأياً مقرراً في أعضاء التشكيلة الحكومية قبل ان يوقّع على مراسيمها، لافتاً الانتباه الى ان ما قصده الحريري عندما صرح بأن كل طرف يسمي وزراءه هو ان لكل طرف الحق في ترشيح من يراه مناسباً، ولكن تحويل المرشح الى وزير يتطلب بناء على الآلية الدستورية موافقة رئيس الجمهورية والرئيس المكلف الذي يرغب في فريق وزاري متجانس لا يضم مشاكسين، ويستطيع ان يعمل وينتج.
وكشف المصدر عن ان هناك تفاهماً بين الحريري ورئيس الجمهورية على عدم توزير الراسبين وإن يكن سليمان ليس في موقع يسمح له بالإعلان الصريح عن هذا الموقف، واعتبر ان تجربة الوزير جبران باسيل في وزارة الاتصالات لم تكن ناجحة وبالتالي فهي لا تشجع على القبول بإعادة توزيره ولا على إبقاء حقيبة الاتصالات بحوزة التيار الوطني الحر. وأكد المصدر انه لا توجد أي عقدة وزارية لدى فريق 14 آذار، مشدداً على أن مطالب 'القوات اللبنانية' والكتائب والمستقلين ليست متحجرة، بل هي مرنة وتترك المجال مفتوحاً امام بدائل لكل طرح، جازماً بأنه في حال معالجة عقدة عون فإن الحكومة ستتشكل خلال ساعات قليلة.
ورأى المصدر ان المطلوب من 'حزب الله' ان يؤدي دوراً فاعلاً في الضغط الجدي على العماد عون من أجل إقناعه بالتخلي عن مطالبه التعجيزية، مشيراً الى أن الحزب كان قد تعهد لرئيس الجمهورية والرئيس المكلف بحل مشكلة حليفه ولكنه عاد وأبلغهما بأنه لم يستطع ذلك وأن على الحريري ان يتفاوض معه، لافتاً الانتباه الى أن الحزب معني بتدخل أكثر فاعلية لدى عون وليس الاكتفاء بدعوة الرئيس المكلف الى أن يقلّع شوك الرابية بيديه.
ولكن أوساطاً في المعارضة أبلغت 'السفير' ان العماد عون ليس مقفلاً على أي طرح عملي ومنطقي لا يكسر أحداً ويأخذ بعين الاعتبار حقوق تكتل التغيير والإصلاح، وأشارت الى ان هناك هامشاً لليونة يمكن التفاوض ضمنه للوصول الى تسوية، إذا توافرت لدى الحريري الإرداة الصادقة ليقترح ما يمكن ان يقبله الجنرال وليس ما يحرجه ليخرجه، متسائلة: لماذا لا يُعاد منح تكتل عون الحقائب الوزارية التي أعطيت له في الحكومة الحالية التي تُصرّف الأعمال؟
وفي سياق متصل، انتقد البطريرك الماروني نصر الله صفير خلال عظة قداس الاحد في الديمان السياسيين الذين يتوخون تحقيق مصالحهم ويعيقون تأليف الحكومة. وقال 'إن ما يجري عندنا من تجاذبات على الصعيد السياسي، يدل على ان الكثيرين من الذين يتعاطون الشأن السياسي، يبدو انهم لا يتوخون خير البلد وأبنائه بقدر ما يتوخون مصالحهم الشخصية، وهذا ما يعوق تأليف حكومة تعمل لمصلحة اهل البلد مجتمعين'.
على صعيد آخر، توقف المراقبون عند الهجوم العنيف الذي شنه عضو تكتل 'لبنان اولاً' نهاد المشنوق أمس على النائب وليد جنبلاط واصفاً ما فعله في 2 آب بأنه شكل إهانة، فيما قال جنبلاط رداً على سؤال ل 'السفير' حول تعليقه على خطاب الأمين العام ل 'حزب الله' السيد حسن نصر الله في ذكرى الانتصار: الأهم في خطابه أنه استبعد حصول حرب قريبة وحدد معادلة للحؤول دون وقوعها، ونحن نوافقه على أهمية تشكيل الحكومة بأسرع وقت في إطار تحصين الوضع الداخلي.
وعن سبب إيفاده ابنه تيمور لتمثيله في مهرجان الانتصار في الضاحية الجنوبية، قال: انا كبرت على صوت عبد الناصر وصورته، وأجمل أيام حياتي كانت خلال حصار بيروت عام 1982 وحينها لم تكن هناك حوادث عائشة بكار وغيرها، وقد تعمدت إرسال تيمور الى الضاحية الجنوبية بما ترمز اليه في الصراع مع إسرائيل، حتى يصلب عوده، وعلى أمل ان يكون حضوره هذا المهرجان بداية الطريق الثقافي والسياسي بالنسبة اليه لتثبيت الجذور التي انطلق منها جده كمال جنبلاط في مواجهة إسرائيل، وتحت عنوان فلسطين.
وكان المشنوق قد اعتبر في حديث تلفزيوني أن جنبلاط تصرف في 2 آب 'بطريقة مهينة للناس الذين مشوا معه وآمنوا به والذين وضعوا دمهم على أكفهم بسبب شعاراته'، ورأى'ان هذا الأمر ليس بسيطاً ولا يجوز التعامل معه بأن هذا هو اسلوب وليد بك، فهذه المرة لا يشفع الأسلوب للمضمون'. ولكن المشنوق حرص على التأكيد ان موقفه شخصي ولا يمثل تيار المستقبل او كتلته النيابية.
ـ صحيفة 'النهار'
تتجه الاهتمامات اليوم الى رئيس 'تكتل التغيير والاصلاح' العماد ميشال عون الذي سيعقد مؤتمراً صحافيا في الحادية عشرة قبل الظهر في الرابية يتوقع ان يتناول فيه مسالة تاليف الحكومة ومواقفه التفصيلية مما جرى تداوله عن موقف 'التكتل' في موضوعي التسميات والحقائب. ويكتسب هذا المؤتمر اهميته نظرا الى ان المعطيات الاخيرة باتت ترهن ولادة الحكومة بالتوصل الى حل بين الرئيس المكلف والعماد عون. واكدت مصادر بارزة في قوى 14 آذار مساء امس لـ'النهار' ان رئيس الوزراء المكلف لا يزال ينتظر منذ الجمعة الماضي جواب العماد عون عن دعوة وجهها اليه لتناول الغداء في دارته، ولم يتبلغ منه هذا الجواب حتى ليل أمس. واذ اشارت الى ان الحريري ترك لعون ان يحدد التوقيت الذي يلائمه لتلبية الدعوة، رجحت ان يكون الاخير راغبا في عقد مؤتمره الصحافي وتحديد مواقفه من جملة امور قبل ان يبلغ الحريري جوابه.
وخلافا لما أوحت به مواقف قوى المعارضة اخيرا، علمت 'النهار' ان لا وجود لاي وساطة يتولاها 'حزب الله' بين رئيس الوزراء المكلف والعماد عون على قاعدة أن قوى المعارضة قدمت رؤيتها عن عملية تأليف الحكومة.
وقالت اوساط في المعارضة ل 'النهار' انه من الضروري ان يجري الحريري حوارات مباشرة مع العماد عون سعيا الى مناخات ايجابية تساعد في التوصل الى الحكومة المنتظرة وعدم تصوير كل الازمة والعقد كأنها تنحصر في شخص الوزير جبران باسيل وتوزيره. وقال الوزير في 'كتلة الوفاء للمقاومة' محمد فنيش أمس: 'طالما اتفقنا على الاطار السياسي العام وطالما هذه حكومة ائتلاف وطني فلنترك لكل جهة ان تسمي وزراءها'. واعتبر 'أن لا مبرر لإطالة أمد تأليف الحكومة والمطلوب ان نساعد الرئيس المكلف ونحثه على مزيد من الجهد والتشارو من أجل تذليل العقد والعقبات'.
وفي المقابل، لفتت مصادر مطلعة في قوى 14 آذار الى أن أياً من حلفاء العماد عون في المعارضة لم يتقدم بأسماء للتوزير ممن رسبوا في الانتخابات، في حين ان هذه القوى وتحديدا 'حزب الله' يساند عون في توزير جبران باسيل. ورأت في ذلك مفارقة واضحة مؤداها محاولة الحصول على مكاسب اضافية او عرقلة الحكومة لمآرب قد لا تكون محلية صرفة. وسألت المصادر عن موقف المعارضة الذي لم يتضح بعد من مطلب عون الحصول على حقيبة الداخلية، الذي اذا استجيب سوف يقلب التوازن في توزيع الحقائب السيادية رأسا على عقب ولن يكون لمصلحة المعارضة، لأن الغالبية لن تقبل بطبيعة الحال بذهاب حقيبتين سياديتين الى الاقلية عكس المنطق الطبيعي. ولاحظت ان ثمة رهانا مبالغا فيه وقعت فيه المعارضة على تداعيات حركة رئيس 'اللقاء الديموقراطي' النائب وليد جنبلاط، الذي أعاد تصويب الامور على الاقل من حيث التأكيد ان وزراءه ونوابه سيكونون من حصة الاكثرية، وهو الامر الذي يفسر بداية كلام بعض المسؤولين في 'التيار الوطني الحر' عن فقدان الغالبية أكثريتها.
غير أن عضو 'اللقاء الديموقراطي' النائب علاء الدين ترو اتهم العماد عون صراحة امس بعرقلة اصدار التشكيلة الحكومية 'لأن هناك من يحرض العماد عون على التمسك بمطالبه بالوزراء والوزارات السيادية وتوزير الراسبين'. وإذ أمل من المعارضة الضغط على عون، حذر من ان 'يكون التعطيل نتيجة لضغوط خارجية من أجل قبض سعر أكبر من الرئيس المكلف'. وقال: 'نحن مع الرئيس المكلف داخل الحكومة وداخل مجلس النواب من اجل حماية السلم الاهلي والوحدة الوطنية'.
ـ صحيفة 'الأخبار'
لم تصدر أي إشارات بعد إلى قرب تأليف الحكومة، وتصرّ قوى 14 آذار على أن النائب ميشال عون هو العقبة الوحيدة أمام صدور مراسيم التأليف، بإصراره على إعادة توزير جبران باسيل. لكن يبدو أن هناك أبعاداً أخرى للهجوم الأكثري على وزير الاتصالات
يعقد النائب ميشال عون مؤتمراً صحافياً اليوم، ليؤكد تمسكه بإعادة توزير جبران باسيل. وبحسب ما ذكر زوار عون أمس، فإن موقف الجنرال سيكون عالي النبرة، استكمالاًَ لموقفه الأخير الذي أصدره قبل 4 أيام، والذي رأى فيه أن قوى 14 آذار تريد إظهاره بمظهر المتراجع عن مطالبه، وأنه لن يسمح لها بذلك. وإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن يرفع عون مطلب حصول تكتل 'التغيير والإصلاح' على حقيبة الداخلية، لأنه 'يريد وضع حد للخوّات المفروضة على المواطنين في المطار وعلى التوظيف في المديرية العامة للأمن العام'. ونقل زوار عون عنه قوله إن الأكثرية رفعت في بداية المشاورات بشأن تأليف الحكومة شعار رفض 'الثلث المعطل'، وبعد الاتفاق على الصيغة الحكومية، طرحت رفضها لـ'الوزير المعطل'، فيما 'مشكلتها الحقيقية مع جبران باسيل تتلخص بإنجازاته في وزارة الاتصالات، وبالإجراءات التي أدت إلى وقف الهدر والتسيّب في الوزارة'. وبالنسبة إلى ما تثيره قوى 14 آذار عن ضرورة إلزام عون بشعاره الذي رفعه عام 2005 عن رفض توزير الخاسرين في الانتخابات النيابية، نقل زوار عون عنه قوله إنه لن يلتزم بما لم تلتزم به الأكثرية، إذ إنها عادت ووزرت خاسرين في الانتخابات النيابية، ولو بعد حين من انتخابات عام 2005.
كلام النائب ميشال عون اليوم، الذي سيكون له أثر بالغ على مشاورات تأليف الحكومة، سيكون من ناحية أخرى حجراً أساسياً في جدار المعركة التي تقودها قوى 14 آذار ضد 'الجنرال'، وتصويره عقدة وحيدة أمام تأليف الحكومة. وخلال الأسبوعين الماضيين، نجح فريق 14 آذار في تحويل جبران باسيل عنواناً لتعطيل التأليف. خيضت المعركة على قاعدة 'منع توزير الراسبين في الانتخابات النيابية'. ومنذ صدور نتائج الانتخابات النيابية، بدا أن المعارضة تقف خلف العماد عون في توزير باسيل. وكان الموقف الأكثر وضوحاً في هذا الإطار هو ما قام به الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله خلال لقاءاته بقادة المعارضة بعد الانتخابات. فقد تعمّد حزب الله تعميم خبر لقاء نصر الله وباسيل، مع نشر صورة عن اللقاء، علماً بأن العارفين بتفاصيل العلاقة بين حزب الله والتيار الوطني الحر يؤكدون أن لقاءات كثيرة جمعت نصر الله بعون وباسيل، أو نصر الله وباسيل وحدهما، بعيداً عن الأضواء. لكن تعمد نشر صورة استقبال نصر الله لباسيل كان الرسالة الأقوى التي بعث بها حزب الله إلى الخصوم، ومعناها أن الحزب سيدعم مطالب حليفه إلى النهاية.
وبعدما أعلن النائب وليد جنبلاط بداية الشهر الجاري خروجه من تحالف قوى 14 آذار، زاد التحالف المذكور من تمسكه بباسيل. وجرى استثمار الاعتراض على توزير الراسبين في الانتخابات، إلى أقصى الحدود، مقابل خفض الضجيج من حول كلام جنبلاط الانقلابي. وفي الاجتماع الأول للأمانة العامة لقوى 14 آذار الذي أعقب تصريح جنبلاط من البوريفاج، صدر بيان تجاهل الإشارة إلى ما قام به جنبلاط. وفي ظل غياب الرئيس المكلف تأليف الحكومة في 'إجازة عائلية' خارج البلاد، بدأت قوى 14 آذار حملة على الأقلية النيابية، متهمة إياها بتقسيم الأدوار من أجل عرقلة تأليف الحكومة. بعد ذلك، انتقل الهجوم المباشر إلى عون، الذي 'قدم مطالب تعجيزية' للمشاركة في الحكومة. وسرعان ما نقلت أكثرية 8 حزيران معركتها الإعلامية إلى سقف جديد: يجب على حزب الله الضغط على حليفه ميشال عون من أجل التنازل عن المطالب المعرقلة لتأليف الحكومة. بعد ذلك، أفرج الفريق ذاته إلى النور حديثاً عن وعد تلقاه الرئيس المكلف سعد الحريري من حزب الله بالضغط على عون من أجل خفض سقف مطالبه. وهنا اضطر الحزب لإصدار بيان يهاجم فيه الأمانة العامة لقوى 14 آذار، وينفي وجود عقدة اسمها ميشال عون. لكن ذلك لم يضع حداً للمقولة الأكثرية. وأكد أحد أكثر النواب قرباً من الرئيس سعد الحريري لـ'الأخبار' أمس أن حزب الله كان قد أبلغ الأخير بأنه سيبذل ما في وسعه من أجل إقناع عون بالتنازل عن مطالبه التعجيرية. وفسر النائب ذاته صمت الرئيس نبيه بري بأنه امتعاض من موقف عون، 'إذ لو كان بري منزعجاً من الأكثرية لشنّ عليها هجوماً لا يرحم'.
أما في الأقلية، فيرى مستشار مرجع كبير أن قوى 14 آذار تعلم علم اليقين أن جبران باسيل سيكون وزيراً في الحكومة المقبلة. وهي أيضاً واثقة من أن أي فريق في المعارضة لن يتدخل لمحاولة إقناع العماد عون بعدم توزير باسيل. وإن ما تطرحه قوى 14 آذار غير منطقي، إذ يحق لكل طرف تسمية الوزير الذي يريده. ويضيف: رغم اقتناع الأقلية بأن الوزير الياس المر ليس حيادياً، وأنه قريب من قوى 14 آذار، لم تحاول الأقلية الضغط على رئيس الجمهورية لعدم توزيره عام 2008. ويرى المصدر المطلع على المشاورات التي أجراها الحريري منذ تكليفه تأليف الحكومة، أن لقوى 14 آذار، من خلال خوضها معركة عدم توزير الراسبين، مأرباً بعيداً عن رفض توزير باسيل. فهذه القوى تريد استغلال قضية باسيل من أجل استكمال معركتها على ميشال عون، التي كانت محور الجزء الأكبر من الحراك السياسي الذي شهدته البلاد منذ عام 2006. فهي ستقبل بتوزير باسيل، لكن بعد أن تكون قد حلت مشاكلها الداخلية المتولدة من الانقلاب الجنبلاطي من جهة، ومن التنازع بين أطرافها حول تأليف الحكومة. إلا أن الهجوم على ميشال عون اليوم يهدف إلى القول للجمهور المسيحي إن عون تنازل عن مطلب التمثيل النسبي في الحكومة، وعن مطالبته بأربعة وزراء موارنة، وتخلى عن حليفيه طلال أرسلان وإلياس سكاف، مقابل توزير صهره.
وثمة من يرى بعداً آخر للهجوم على عون. فبرأي البعض، أرسى الاتفاق السوري - السعودي قاعدة جديدة للحكم في لبنان، أعطي المسيحيون من خلالها دوراً في السلطة كانوا محرومين منه في فترة الوجود السوري. إلا أن هذا الدور بحاجة إلى تحجيم. وبناءً على ذلك، ينبغي 'تكسير أجنحة' ميشال عون، عبر الهجوم على أبرز معاونيه في السلطة، أي جبران باسيل.
لكن أحد النواب البارزين في كتلة المستقبل يؤكد أن المشكلة ليست في اسم جبران باسيل، بقدر ما هي في الحصول على وزارة الاتصالات، لأن أداء باسيل فيها 'لم يكن مشجعاً، وخاصة لناحية مزاجيته في التعاطي مع الملفات الأمنية، إذ كان يزوّد الأجهزة الأمنية بالبيانات الهاتفية بالتوقيت الذي يريده هو وبالوتيرة التي يختارها'.
النقطة الأخيرة بدت واضحة في كلام باسيل أمس، إذ لخّص مشكلة الأكثرية معه، كـ'وزير معطّل'، في نجاحه 'بتعطيل مافيات الخلوي ومحطة الباروك وبيع الأراضي لغير اللبنانيين وغيرها من ملفات الفساد'. يقول أحد نواب المعارضة إنه كان بإمكان عون تسمية شخصية أخرى غير باسيل، لكن إصرار الأكثرية على استبعاد الأخير صعّب الأمر كثيراً، إذ لا 'يجوز القبول بوضع فيتو على أي اسم، لأن ذلك سيفتح باباً للنقض المتبادل لا يمكن معه تأليف الحكومة'.
ـ صحيفة 'المستقبل'
سجّلت جملة مواقف من نواب 'كتلة المستقبل' تناولت عقدة إعادة توزير باسيل والضغط الذي تمارسه 'قوى 8 آذار' تحت عنوان 'استعجال التأليف' في الوقت نفسه الذي تفرز فيه هذه القوى فريقاً منها لتعطيل التأليف وتدعمه في ذلك. فرأى عضو الكتلة النائب عمّار حوري أنّ'هناك موجة تفاهم مفقودة مع النائب ميشال عون يعمل الرئيس المكلّف على ايجادها لتذليل العقبات أمام تشكيل الحكومة'. وطالب 'حزب الله' بـ'بذل جهد مضاعف لإيجاد أرضية مشتركة مع عون من أجل التوصّل إلى حلول منطقية وموضوعية'، كما دعا على صعيد آخر إلى 'ضرورة تفعيل الحوار حول الاستراتيجية الدفاعية بعد تشكيل الحكومة' وأنّ 'قرار الحرب والسلم يجب أن يكون على طاولة الحوار'.
وشدّد عضو الكتلة النائب نهاد المشنوق على أنّ خيار الرئيس المكلّف هو 'الاستمرار وتشكيل الحكومة'، في حين اعتبر أن 'المعارضة اتخذت قرار الدخول الى الحكومة بالجملة لكنها تفاوض بالمفرق' وأنها 'اعترفت علنياً بنتائج الانتخابات ولكن عملياً يبدو الأمر غير ذلك' وأنها 'مسؤولة عن وضع تصور موحد لها حول الحكومة مع الرئيس المكلّف'. وشدّد المشنوق على أنّ 'توزير خاسر في الإنتخابات فيه ظلم للناس الذين صوتوا في الانتخابات وظلم للذين فازوا فيها'. وقال انه من غير الصحيح 'ان تسمي كل جهة وزراءها بغض النظر عن موقف ورأي رئيس الجمهورية أو الرئيس المكلّف'، كما أنه 'من غير المنطقي أن تأتي بوزير رسب في الانتخابات الى الحكومة'.
بدوره، رأى عضو الكتلة نفسها النائب زياد القادري أن الأقلية النيابية 'لا تنفك تبتدع العقد' وأنها 'تستعجل التأليف تارة وتؤخره تارة أخرى وفقاً لمزاجيتها وشروطها، فهي تريد الدخول إلى الحكومة بالجملة بينما تتعاطى مع مسألة التأليف بالمفرّق'. وأضاف 'رئيس الوزراء المكلّف ليس صندوق بريد يضع فيه كل طرف اسم وزرائه'، وذكّر بأن الدستور لم يحدّد مهلة للتأليف وأنّه 'يحق للرئيس المكلّف أن يأخذ وقته، فمواجهة التحديّات التي تنتظر لبنان لا تكون بالتسرّع في تشكيل الحكومة'.
أمّا عضو الكتلة النائب هادي حبيش فأوضح أن 'خلفية تمسّك عون بالإتصالات هو تمسّك حزب الله بالإتصالات وليس فقط العماد عون'. هذا في حين رأى عضو الأمانة العامة ل 'قوى 14 آذار' النائب السابق سمير فرنجية أن 'حزب الله كان بامكانه حل هذه المسألة ببساطة لو أنه كان يريد حلها، لكن على ما يبدو أنه متردد في المشاركة بالحكومة'.
كذلك أكّد نواب 'لائحة التضامن الطرابلسي' ان 'التسرّع في تشكيل الحكومة غير مرغوب فيه حفاظاً على البلد وعلى الدستور ودقّة وسلامة تطبيقه'. وذكّروا بأنه 'بحسب الفقرة 3 من المادة 53 من الدستور، فإن مرسوم التأليف يصدر عن رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة وهذا يعطي الرئاستين حق التحديد والتقرير في توزيع الحقائب والأسماء ولا يحولهما إلى مجرّد صندوق بريد'. كما شدّدوا على أنّ 'ما من أحد يملك حق تعليق قيام الحكومة على تحقيق شروطه'، محذّرين من 'فدرالية طوائف حال اتفاق الطائف دون قيامها'.
أما عضو 'اللقاء الديموقراطي' النائب علاء الدين ترّو فأكد أنه 'وبعد هذا الضجيج حول مواقف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، نحن مع الحريري في تأليف الحكومة وصيغتها، ومعه داخل الحكومة، ومعه داخل المجلس النيابي من أجل حماية السلم الأهلي والوحدة الوطنية وأن نستكمل الحوار بين جميع اللبنانيين لما فيه مصلحة المواطن اللبناني'.
وأشار إلى أنّ 'هناك تأخيراً في الحكومة لأن النائب ميشال عون هو من يعرقل إصدار التشكيلة الحكومية ولأن هناك من يحرضه على التمسك بمطالبه بالوزراء الستة وبالوزارات السيادية وفي توزير الراسبين'.
8 'آذار'
في المقابل، واصلت 'قوى 8 آذار' اطلاق الدعوات لـ'تسريع ولادة الحكومة' مع دعم موقف 'التيّار الوطنيّ الحرّ' لجهة إعادة توزير باسيل. وأكّد وزير الشؤون الإجتماعية في حكومة تصريف الأعمال ماريو عون إصرار 'التيّار الوطنيّ الحرّ' على 'توزير جبران باسيل في وزارة الاتصالات'. واعتبر ان الفريق الآخر 'يضع العرقلة عندنا بينما هي عنده'. وجزم عون أنّه 'لن يكون هناك حكومة من دون التيار الوطني الحر، نظراً الى وحدة المعارضة، ونظراً إلى حجم تكتل التغيير والإصلاح'. لكنه قال ان 'الرئيس المكلّف سيجد الحلّ عندما يبدأ بلقاءات مباشرة مع عون'.
واعتبر وزير العمل محمد فنيش أنه 'ليس هناك أي مبرر لإطالة أمر تأليف الحكومة'. وذكّر بأن 'ما تم الاتفاق عليه هو الأصعب وما بقي أقل صعوبة مما تجاوزناه واتفقنا عليه'. أما عضو 'كتلة الوفاء للمقاومة' النائب حسن فضل الله، فجدّد الدعوة لـ'حكومة متجانسة وقوية وقادرة وعادلة ونشيطة'، لكنه إذ دعا إلى 'تجاوز المعوقات والصعوبات غير المعقدة والقابلة للحل والعلاج والابتعاد عن بعض الحسابات الصغيرة التي يمكن ان نتجاوزها'، فقد عاد واعتبر أنّ ما يثار حول مسألة توزير باسيل هو 'موضوع مفتعل'، داعياً في هذا المجال إلى ما سمّاه 'اعطاء كل ذي حق حقه، وعدم افتعال مشكلات غير موجودة في تشكيل الحكومة
ـ صحيفة 'الديار'
بات واضحاً ان المشكلة هي وزارة الاتصالات ومن يتسلمها المعارضة ام الموالاة، ويمكن القول ان البحث يجري لتحييد الاتصالات كما كانت الداخلية والدفاع في كنف الرئيس سليمان واعطائها لحصة رئيس الجمهورية لان وزارة الاتصالات اصبح لها طابع امني كما الداخلية والدفاع، وبات في المرحلة الثانية توزير باسيل على رأس هذه الوزارة واصرار عون على هذا الموضوع مع انتقاد واضح من البطريرك صفير &laqascii117o;ان هناك من يغلّب المصلحة الشخصية على المصلحة العامة مما يؤخر تشكيل الحكومة
(...) ويقول زوار الرئيس ان كلام جنبلاط الاخير تم تجاوزه بالتفاهم مع الرئيس المكلف وان حزب الله ابدى كل تعاون وكذلك حركة امل فيما العماد عون على مواقفه التي ما زالت كما هي منذ 1989 ويعيش 20 سنة في الماضي وكأنه ليس هناك تهديدات اسرائيلية. والامور باتت مجمدة عند مطالب عون.ويضيف هؤلاء الزوار ان رئيس الجمهورية طرح صيغة لحل مسألة وزارة الاتصالات على ان تكون خارج حصة باسيل فطرح عون موضوع وزارة الداخلية.ويقول الزوار ان الرئيس سليمان سيذهب الى حضور الجمعية العمومية للامم المتحدة اواخر ايلول وسيلقي كلمة لبنان ويطالب بحقه في المقاومة وحق الفلسطينيين في العودة ورفض التوطين. وان بقاء الامور بدون حكومة يضعف الموقف اللبناني امام العالم وهذا لا يجوز.في مجال آخر، سجلت سلسلة من الانتقادات لنواب المستقبل تجاه رئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط واعتبار مواقفه سببا للمشاكل القائمة
ـ صحيفة 'اللواء'
كتبت 'اللواء' تقول , بين اليوم الاثنين والخميس المقبل، اربعة ايام مصيرية وفاصلة على صعيد <الفصول والغايات> المتصلة بالمسألة الحكومية: فهل تفرج الحكومة عن المفتاح السحري لعقد الحقائب والاسماء العونية، أم تمضي متلطية وراء الستار العوني لدفع الحكومة الى ما وراء بعد رمضان المبارك، فتصبح مادة سياسية شهية على موائد الافطارات والحفلات الرمضانية؟ كل ذلك، لأن العماد ميشال عون الذي يتحدث في مؤتمر صحافي ظهر اليوم، يتمسك بصهره وزير الاتصالات جبران باسيل الذي اكد قبل يومين من طرابلس، ان توزيره يتصل: <بالمشاركة الفعلية في القرار، ولن نعود عنه تحت اي ضغط حتى لو (جابوا العالم كله)>.
وما يؤكد العماد عون في هذه النقطة بالذات، عبر البطريرك الماروني نصر الله صفير عن استيائه منه، بقوله <ان الكثيرين من الذين يتعاطون الشأن السياسي لا يتوخون خير البلد وابنائه، بقدر ما يتوخون مصالحهم الشخصية، وهذا ما يعوق تأليف الحكومة>.
اما الرئيس المكلف لتشكيل الحكومة سعد الحريري، الذي ما يزال ينتظر عبثاً تحركاً فاعلاً من المعارضة الشيعية للمساعدة في حل العقدة العونية، كما هو مرتجى، باعتباره يفاوض المعارضة ككل وليس كأجزاء، قرر ان يخطو خطوة عملية في اتجاه الرابية، عله يتمكن من معالجة العرقلة العونية قبل ان يحمل تصوراً شبه نهائي الى بعبدا للاسراع في اصدار المراسيم قبل يوم الجمعة المقبل. وانتقدت مصادر نيابية في الاكثرية التصريحات الصادرة عن وزراء ونواب <امل> و<حزب الله> لجهة التذمر من تأخير تشكيل الحكومة، متسائلة: <أين اصبحت الوعود ببذل المساعي لاقناع الحليف العوني بتسهيل التأليف والكف عن المطالب التعجيزية والسلوك البهلواني، وكأنه هو الذي يتحكم بالحكومة والدولة بذريعة انه رئيس التكتل الاكبر الثاني في الكتل النيابية؟>. وقالت المصادر النيابية ان <امل> و<حزب الله> يطالبان بالشيء ونقيضه، فهما يلحان على ولادة الحكومة ولا يقومان بأي دور تسهيلي.
واللافت، ان تلفزيون <المنار> التابع لحزب الله فسّر دعوة الحريري الى عون، بأنها اقرار بصعوبة وخطأ تجاوز رئيس ثاني اكبر كتلة نيابية وان العرف ومنطق الامور يحتمان ان ينهي الرئيس المكلف اولا المسودة النهائية لتوزيع الحقائب، قبل الانتقال الى اختبار الاسماء، بحيث يحق لكل تكتل نيابي اختيار الاسم الذي يراه مناسباً لحصته الوزارية.
في غضون ذلك، لم تتوقف تداعيات مواقف جنبلاط الأخيرة التي أعلنها في الثاني من آب، حيث اعتبر الوزير تمام سلام بأنها جاءت في توقيت سيء، لعملية تشكيل الحكومة ولجهود الرئيس المكلف، مشيراً إلى أنه لا يمكن تجاوز النتائج التي أحدثها كلام جنبلاط من اشكال استنفر الحلفاء قبل المعارضين وأدى إلى تراجع في إنتاج التوافق حول الحكومة الجديدة. وقال ان هذا الاسلوب جعل القضايا تتداخل مع حالة التجاذب السياسي، وحول التفاهمات على المبدأ إلى إخلال بالتوازن وإهتزار الثقة بين الحلفاء، في وقت يحتاج فيه الوضع إلى أكبر قدر من التفاهم والتناغم.
2009-08-17 00:00:00