اهتمت الصحف اللبنانية في افتتاحياتها صباح اليوم الثلاثاء بادعاء القضاء العسكري على عدد من الضباط والعسكريين على خلفية الأحداث التي شهدتها منطقة مار مخايل قبل ثلاثة أسابيع، فيما بقي التصعيد الكلامي في خطاب الأفرقاء اللبنانيين محط نظر في ظل الحديث عن انخفاض منسوب التوتر بعد وصوله إلى أعلى مستوى خلال الأيام الماضية.
ونقلت صحيفة النهار ان قوى 14 آذار أوقفت كل الخطوات التي كان بعض تنظيماتها شرع فيها لتعبئة القواعد وحضها على المشاركة الكثيفة في التجمع في وسط بيروت، في ما عدا الاجراءات التنظيمية المتصلة بالنقل الجماعي من المناطق والضواحي الى بيروت.
ـ صحيفة السفير:
سجل القضاء العسكري خطوة بارزة امس من شأنها تخفيف اجواء الاحتقان والتوتر التي اعقبت احداث &laqascii117o;الاحد الأسود" في السابع والعشرين من الشهر الماضي، والتي أسفرت عن سقوط سبعة شهداء واصابة العشرات بجروح، كما أن من شأن هذه الخطوة أن تزيل بعض الألم الذي اصاب اهالي الشهداء وعائلاتهم، وتضع مصداقية الجيش والقضاء خارج المساءلة في ما يتعلق بهذه القضية. فقد ادعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي جان فهد مساء امس على ثلاثة ضباط وستة عشر عسكريا وعلى 60 مدنيا بأحداث مار مخايل ـ الشياح، وعلى مجهول بقتل الشاب احمد حمزة وذلك بموجب مواد من قانون العقوبات وقانون الاسلحة والقضاء العسكري تصل عقوبتها الى السجن حتى خمس سنوات اشغال شاقة، علما بأن القانون يعطي قاضي التحقيق صلاحية زيادة أو تخفيض مدة العقوبة. وعلمت &laqascii117o;السفير" أن التحقيق القضائي وصل الى معطيات حاسمة في موضوع اطلاق النار الذي اصاب الشاب أحمد حمزة، حيث أظهرت المعاينة من جهة وبعض الرسوم الافتراضية، أن لا امكان لإصابة حمزة ببندقية الكلاشينكوف المزودة بمنظار ليلي التي تم العثور عليها في عين الرمانة، وبالتالي، يجري التركيز على وجهة استخدام نار هذه البندقية من جهة، وإمكان اطلاق النار من بندقية من هذا النوع من أكثر من جهة، بما في ذلك الجيش اللبناني. وكشفت مصادر متابعة للتحقيق لـ&laqascii117o;السفير" أن الجيش اللبناني، اتفق مع قيادتي &laqascii117o;حزب الله" وحركة &laqascii117o;أمل" على تشكيل مجموعة انضباط مدنية تكون على صلة دائمة بالجيش وقوى الأمن من أجل متابعة اي اشكالات تحصل على الأرض بما في ذلك التدخل مع بعض المجموعات اذا قررت ممارسة أي احتجاج على الأرض.
وجاء في نص ادعاء القاضي جان فهد الآتي:
ـ الادعاء على مجهول ومن يظهره التحقيق من مدنيين وعسكريين لاقدامه في منطقة مار مخايل الشياح في 27 ـ 1 ـ 2008 على قتل احمد حمزة واصابته اصابة قاتلة الجرم المنصوص عليه في المادة 550 معطوفة على المادة 560 عقوبات و72 اسلحة.
ـ الادعاء على ضابطين واحد عشر عسكريا بينهم احد عشر موجودون وكل من يظهره التحقيق من مدنيين وعسكريين انهم اقدموا على مخالفة التعليمات العسكرية وعلى اطلاق النار في اتجاه المتظاهرين من غير قصد القتل وتسببوا بوفاة ستة مدنيين وجرح آخرين. الجرائم المنصوص عليها في المواد 166 قضاء عسكري و550 و377 و556 و557 معطوفة على المادة 560 عقوبات.
ـ الادعاء على ضابط وخمسة عسكريين موجودين اقدموا على مخالفة التعليمات العسكرية اثناء تنفيذ مهامهم من غير التسبب بإيذاء عدد من الاشخاص الجرائم المنصوص عليها في المواد 166 قضاء عسكري 277 و550 و556 عقوبات معطوفة على المادة 560 منه.
ـ الادعاء على مدنيين موجودين بجرم حيازة مسدس حربي من دون ترخيص والاشتراك في اعمال شغب ومعاملة عناصر الجيش بالشدة. الجرائم المنصوص عليها في المواد 72 اسلحة 346 و348 و381 عقوبات.
ـ الادعاء على 58 مدنيا بينهم خمسةٌ موجودون اضافة الى كل من يظهره التحقيق انهم اقدموا على القيام باعمال الشغب ومعاملة عناصر الجيش بالشدة الجرائم المنصوص عليها في المواد 346 و348 و381 عقوبات.
ـ الادعاء على كل من يظهره التحقيق من المدنيين باقدامهم على اضرام النار في سيارات مدنية والحاق الضرر باملاك خاصة ومحاولة قتل عناصر من الجيش ومن المدنيين باطلاق النار والقاء القنابل عليهم واصابة احد الضباط في خوذته واطلاق النار على آليات عسكرية والحاق الاضرار بها. الجرائم المنصوص عليها في المواد 547/201 و590 و733 عقوبات و72 و75 و76 اسلحة.
ـ الادعاء على كل من يظهره التحقيق بالقاء قنبلة يدوية في منطقة عين الرمانة محاولا قتل المتواجدين في الشارع، الجرائم المنصوص عليها في المواد 547/201 عقوبات و72 اسلحة و76 اسلحة.
ـ صحيفة السفير:
كما ارتفع فجأة وبلا مقدمات، انخفض منسوب الخطاب التعبوي لدى فريق الأكثرية، استعداداً لإحياء الذكرى الثالثة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، بعد غد الخميس، وذلك بعدما أعطى مفاعيل سلبية على عملية التحشيد الشعبي، فيما استعاد الشارع، وخاصة في العاصمة، عجقته اليومية، بفضل الإجراءات العسكرية والأمنية، ومنها تجميد مفعول تراخيص حمل السلاح على كل الأراضي اللبنانية، من جهة، والتزام الجهات المعنية قرار عدم تسيير مواكب سيّارة في المناسبة، من جهة ثانية.
وفي انتظار ما سيحمله خميس ساحة الشهداء، من خطب سياسية، ستتأثر الى حد كبير بـ&laqascii117o;خطاب التفجير الاقليمي"، فان بعض الأوساط الدبلوماسية العربية المتابعة للملف اللبناني، لم تستبعد أن يشكل تاريخ السادس والعشرين من الجاري، مناسبة لإنجاز تسوية سياسية للملف اللبناني، اذا تمكنت القوى المعنية من وضع ملاحظاتها النهائية على برنامج التفاهم السياسي الذي وضعه عمرو موسى، بالتنسيق مع الرئيس نبيه بري والنائب سعد الحريري، وتم إرسال نسخ منه الى بعض العواصم المعنية ومنها الرياض والقاهرة ودمشق. ووفق المصادر نفسها، فإن الاتصالات ستتركز من الآن وحتى 26 شباط على إمكان تمرير صيغة الثلاث عشرات، ولكن من دون شروط تتعلق بموضوع رئاسة الحكومة، &laqascii117o;أما ما يتعلق بالبيان الوزاري، فقد أصبح الأمر محسوماً باعتماد البيان الحالي مع عبارة &laqascii117o;احترام القرارات الدولية ومقررات الحوار ولا سيما ما يتعلق بالعلاقات اللبنانية السورية والسلاح الفلسطيني وباريس 3". واضافت المصادر أن التفاهم ينص على آلية تتضمن انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية &laqascii117o;من دون أية إشكالية دستورية (لا حاجة للتعديل)"، فضلا عن اعتماد القضاء دائرة انتخابية (لم يبت موضوع قانون الستين). وتتضمن سلة التفاهم إقراراً صريحاً بتوزع الحقائب السيادية مناصفة (اثنتان للمعارضة واثنتان للموالاة) مع إسناد حقيبة الداخلية الى شخصية محايدة يختارها رئيس الجمهورية بالتوافق مع المعارضة والموالاة، ضماناً لسلامة ونزاهة الانتخابات النيابية. وتحت عنوان &laqascii117o;الضمانات"، تضمنت السلة أيضاً تعهدات في ما يتعلق بعدم استقالة رئيس الحكومة والوزراء من تاريخ تشكيل الحكومة وحتى موعد الانتخابات النيابية المقبلة.
ومن الضمانات الواردة في السلة، إعطاء حصة رئيس الجمهورية، في الحكومة، صفة &laqascii117o;مباركة" الثلثين بين المعارضة والموالاة، ما يعني أن رئيس الجمهورية لن يكون طرفاً، بل مباركاً للإجماع الحكومي وليس للتوافق فقط حول الامور الخلافية الاساسية في مجلس الوزراء والتي تحتاج عادة الى ثلثي اصوات الوزراء..
ونقل زوار الرئيس بري عنه أنه مستعد لعقد جلسات ماراتونية للاجتماع الرباعي من 24 شباط وحتى الساعة الثانية عشرة من ظهر 26 شباط من أجل التوصل الى اتفاق كامل، واذا أقرت الأكثرية بصيغة عشرة + عشرة + عشرة، أنه &laqascii117o;مستعد للنزول الى مجلس النواب لتأمين النصاب.. والله شاهد على ما أقول"، وهي العبارة التي طلب بري تسجيلها في المحضر الرسمي للقاء الأخير الذي جمعه بموسى قبل أن يغادر بيروت، بعدما فشل في انتزاع موافقة الأكثرية على صيغة المثالثة.
وقالت مصادر دبلوماسية عربية في القاهرة، لـ&laqascii117o;السفير" إن فترة الشهر الفاصلة بين موعد انتخاب رئيس الجمهورية والموعد المبدئي للقمة العربية في العاصمة السورية في الثامن والعشرين من آذار، يمكن أن تشكل فرصة لإنجاز تسوية للملف اللبناني، على الرغم من التعقيدات القائمة في الوضع العربي، ذلك أن التقدم في لبنان يمكن أن يساهم في حلحلة الكثير من التعقيدات في العلاقات العربية العربية وهو ما أثبتته وقائع الأسابيع الأخيرة.
ونقلت المصادر عن الجانب السوري قوله إن الجهود مستمرة، وهناك فرصة لانتخاب رئيس للجمهورية وبالتالي لا يجوز استعجال البت بموضوع من ستوجه اليه الدعوة في لبنان، قبل أن تنجلي صورة الاستحقاق الرئاسي في لبنان. وأشارت المصادر الى أن تحضيرات الجانب السوري لوجستياً تعني أن القمة ستعقد في موعدها بما في ذلك انطلاق الاجتماعات التحضيرية بدءاً من الثاني والعشرين من آذار.
وفي هذا الإطار، دعا الرئيس المصري حسني مبارك، إلى &laqascii117o;ضرورة تهيئة المناخ المناسب لانعقاد القمة العربية في دمشق في نهاية آذار". وطالب مبارك، الأطراف اللبنانية &laqascii117o;بالتوافق لانتخاب رئيس للبلاد حماية لمصالح الشعب". بدوره، أمل وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مؤتمر صحفي مع نظيره البرازيلي سيلسو اموريم &laqascii117o;أن تثمر الجهود انتخاب رئيس (للبنان) قبل القمة (العربية)". وقال &laqascii117o;أعتقد أن سوريا أوضحت موقفها مراراً بأنها تدعم المبادرة العربية، كخطة متكاملة من أجل التوافق بين اللبنانيين". وحول التصعيد في مواقف بعض الفرقاء في لبنان، قال المعلم &laqascii117o;مع الأسف التصعيد في لبنان لا يخدم التوافق، ونحن في سوريا نقول الله يحمي لبنان من بعض من يريدون استمرار الوضع (القائم) مما هو عليه". ونفى المعلم وجود أي اتصالات مع الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أو جهات أخرى لها علاقة بالملف اللبناني قائلاً &laqascii117o;لم نجر أي اتصالات مع موسى ولا توجد اتصالات مع الفرنسيين أو غيرهم في ما يتعلق بلبنان". وفي الرياض، أعرب مجلس الوزراء السعودي عن أمله في أن تعمل الأطراف اللبنانية كافة على تغليب المصلحة الوطنية والعودة إلى الحوار الجاد في ضوء الجهود العربية عبر جامعة الدول العربية وأمينها العام عمرو موسى لتنفيذ بنود المبادرة العربية لحل الأزمة السياسية اللبنانية.
الى ذلك، أبلغت السعودية والكويت ودولة الإمارات العربية الحكومة اللبنانية أنها ستدفع قريباً مساهماتها في تمويل المحكمة الدولية في قضية اغتيال الحريري، بحسب ما أفاد مصدر حكومي وكالة فرانس برس. ورفض المصدر الخوض في تفاصيل المبالغ التي تبرعت بها الدول الخليجية الثلاث، مذكراً بان الحكومة اللبنانية كانت سددت حصتها في تمويل المحكمة ذات الطابع الدولي. وأوضح مسؤول لبناني متابع لملف المحكمة أن الحكومة اللبنانية كانت دفعت مبلغ 17 مليون دولار، بما يغطي نسبة 49٪ من نفقات السنة الاولى لعمل المحكمة المحدد لثلاث سنوات، بموجب القرار الدولي رقم .1757
ـ صحيفة النهار:
على رغم تصاعد السجالات والاتهامات والحملات الاعلامية المتبادلة بين قوى الغالبية والمعارضة قبل ثلاثة أيام من الذكرى الثالثة لاغتيال الحريري، شهدت الساعات الاخيرة سحبا لفتائل التوتير الامني إن عبر اجراءات طوعية اتخذتها قوى 14 آذار، أو عبر تنفيذ خطة أمنية - عسكرية لمواكبة إحياء يوم 14 آذار على نحو يضمن مروره بسلام. وعلم ان قوى 14 آذار أوقفت كل الخطوات التي كان بعض تنظيماتها شرع فيها لتعبئة القواعد وحضها على المشاركة الكثيفة في التجمع في وسط بيروت، في ما عدا الاجراءات التنظيمية المتصلة بالنقل الجماعي من المناطق والضواحي الى بيروت، وتم التركيز خصوصا على وقف المواكب السيارة وسط تخوف من نيات مدبّرة لاستغلالها وافتعال حوادث وصدامات. وفي الوقت عينه، أفيد عن شروع القوى العسكرية والامنية في تكثيف تدابيرها تدريجا بحيث تبلغ ذروتها مساء الاربعاء في الطرق المؤدية الى بيروت وساحة الشهداء ووسط العاصمة حيث سيفصل زنار عسكري وأمني بين ساحة الشهداء حيث سيقام التجمع وساحة رياض الصلح حيث اعتصام المعارضة منذ سنة وثلاثة أشهر. وقد استرعى الانتباه امس دخول الجيش على خط التطورات من زاويتي الوضعين الامني والسياسي على السواء، الامر الذي عكس بلوغ الاوضاع درجة مقلقة أوجبت هذه 'الاطلالة' المزدوجة.وفي السياق الامني أصدرت مديرية التوجيه في قيادة الجيش بيانا تناولت فيه ظاهرة اطلاق النار في العاصمة وبعض المناطق 'ابتهاجا في المناسبات السياسية وغيرها او بهدف التهديد والاستفزاز'. وإذ لاحظت ان هذه المخالفة للقانون 'قد تساهم في زعزعة السلم الاهلي'، حذرت من أن 'الفتنة تصيب الجميع ولا تستثني أحدا' وأن 'واجب وأد الفتنة مسؤولية وطنية عامة'.
أما في السياق السياسي، فأعلن قائد الجيش العماد ميشال سليمان في نشرة توجيهية للعسكريين أن 'توافق كل الاطراف على قائد الجيش كمرشح اجماع هو مدعاة فخر للمؤسسة'. وقال 'إن الاتصالات واللقاءات مع المراجع السياسية والوطنية، التي تجريها أجهزة القيادة، وفي مقدمها قائد الجيش، منذ استشهاد الرئيس الحريري لم تكن يوما وليست اطلاقا بهدف الترشيح بل هي لتأمين الغطاء السياسي لعمل الجيش ومهماته في دولة تعطلت فيها السلطات الدستورية'. وأوضح ان المراجع المعنية 'أبلغت ان الجيش وقائده يستعجلان انتخاب مرشح توافقي وهما مستعدان لمنحه الدعم الكامل لتأمين انتخابه وتثبيت الاستقرار واعادة عجلة العمل السياسي الديموقراطي السليم الى طبيعتها مما يعفي السلطة العسكرية من القيام بالدور السياسي المشار اليه'. وفسّر المراقبون هذا الموقف بأنه اشارة واضحة الى عدم تمسك العماد سليمان بترشحه في حال اتفاق القوى السياسية على مرشح توافقي آخر وابدائه استعداده والجيش لدعم هذا المرشح.
ـ صحيفة الأخبار:
مال الوضع السياسي الى الهدوء ابتداءً من مساء أمس على أثر اتصالات جرت في اتجاهات عدة داخلية وخارجية لمنع انزلاق البلاد إلى فتنة. وقد عزّز هذا الهدوء صدور الادّعاء العسكري في جريمة مار مخايل.وأظهرت ورقة الطلب التي أحالها القاضي فهد على قاضي التحقيق العسكري الأول أن مسألة مطلق النار على الشهيد الأول في الأحداث المذكورة أحمد حمزة لم تُحسم بعد، فتمّ الادعاء على &laqascii117o;مجهول ومَن يظهره التحقيق من مدنيين وعسكريين لإقدامه على قتل" حمزة. يشار إلى أن حمزة أصيب بطلق كلاشنيكوف واحد على الأقل، وأفادت مصادر مطلعة بأن التحقيقات أظهرت أن أفراداً من الجيش مزوّدين بأسلحة من النوع نفسه كانوا متمركزين في المنطقة. وذكرت مصادر مطلعة لـ&laqascii117o;الأخبار" أن المقصود بهذه الجرائم هو تعرّض الجيش والمدنيين لإطلاق النار من جهة مجهولة في المرحلة الثانية من الأحداث، أي بعد سقوط العدد الأكبر من الشهداء والجرحى. كما توصلت المرحلة الأولى من التحقيقات إلى خلاصة مفادها أن القنبلة التي ألقيت في عين الرمانة لم تكن بين أيدي المصابين، بل رُمِيت عليهم من مجهول ادعى عليه القضاء بمحاولة القتل. وأضافت المصادر أن التحقيقات لم تتوصل بعد لمعرفة مطلق النار من بندقية الكلاشنيكوف التي عثر عليها قرب مستشفى الحياة، والتي ثبت استخدامها يوم الأحداث.
وفي السياق نفسه، كانت للسنيورة اتصالات مع الجميّل والحريري وجنبلاط وآخرين من أركان الموالاة دعاهم فيها الى التهدئة. وأوضح جنبلاط أمام زوّاره أنه لم يقصد في كلامه أول من أمس التهديد والتهويل بل الرد على &laqascii117o;الشتائم والتخوين والتهديد". وقالت مصادر واسعة الاطلاع لـ&laqascii117o;الأخبار" إن رسائل ثلاثاً وُجهّت إلى المعنيين جميعاً بالتصعيد، أولاها، من برّي الذي حذر من أن التعرّض المتعمّد لعين التينة هو لعب بالنار ومجازفة خطرة نظراً إلى انعكاساتها، وأن ما حدث أو يحدث قد لا ينتهي عند هذا الحدّ. وثانيتها، من حزب الله عبر نائب رئيس المجلس السياسي النائب محمود قماطي بكلامه عن حدود الصبر. وثالثتها، من الجيش الذي باشر خطوات إجرائية على الأرض بغية وضع الأمن تحت سيطرته لمنع تكرار ما حدث.
وأشارت المصادر الى أن هذه الرسائل ترافقت مع إشارات إضافية ذات دلالة:
ـ نفّذت عناصر من حركة &laqascii117o;أمل" انتشاراً واسعاً في محيط عين التينة للحؤول دون تكرار إطلاق النار على بيت رئيس المجلس، سرعان ما توسّع إلى الأونيسكو والروشة مروراً بساقية الجنزير. وبدا هذا التصرّف إنذاراً بأن الشارع ليس متروكاً لفريق دون آخر.
ـ تبلغت السفارة السعودية في بيروت ليل أول من أمس من بري عبر رسول، خطورة ما حدث في عين التينة وانعكاسه على نحو بدا معه كأن ثمة مَن يريد أن يدفع إلى فتنة مذهبية.
ـ تلقى برّي اتصالاً هاتفياً من الحريري استنكر فيه إطلاق النار على منزل رئيس المجلس، وأوعز إلى معاونيه لمنع المواكب السيّارة وشدّد على إبقاء الخلاف في نطاقه السياسي ليس إلا.
ـ جرى اجتماع بين معاونين لجنبلاط وآخرين للنائب السابق طلال أرسلان أفضى إلى معالجة ذيول حادثة عاليه.
في هذه الاثناء أكد بري للأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى خلال اتصال جرى بينهما أنه عندما يعود الى بيروت في 24 من الجاري سينعقد اجتماع رباعي جديد من أجل التوصل الى اتفاق يفضي الى تنفيذ المبادرة العربية.
وإلى ذلك، قال أحد أقطاب المعارضة لـ&laqascii117o;الأخبار" إن أركانها منكبّون على درس ما يمكن اتخاذه من خطوات سياسية في مواجهة التصعيد الموالي، إذ إنهم يشتبهون في وجود مخطّط لدى فريق الموالاة لانتخاب العماد ميشال سليمان بنصاب النصف زائداً واحداً قبل انعقاد القمة العربية. وأشار المصدر الى أن فريق الموالاة يعمل بالتعاون مع بعض الدول العربية الداعمة له على استصدار بيان أو قرار من مجلس الأمن يحدد موعداً ثابتاً ونهائياً لانتخاب رئيس الجمهورية، حتى إذا استحق هذا الموعد ولم يحصل الانتخاب فيه يصدر عندئذ بيان أو قرار يحض على انتخاب العماد سليمان بنصاب النصف زائداً واحداً.
ـ صحيفة الحياة:
(...) توضيحات أدلى بها بعض قادة الأكثرية حول كلام جنبلاط ، فأكد المقربون منه انه يطالب بالتسوية العادلة والمشرفة، حتى ان حلفاء جنبلاط أنفسهم اضطروا الى التشديد على التمسك بالسلم الأهلي، وجرى اتصال هاتفي بين جنبلاط ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ليل أول من أمس، بعد إطلاق نار في محيط مقر الأخير.
وأدت تداعيات رفع سقف الخطاب السياسي في سياق التعبئة من قبل قوى 14 آذار لحشد جمهورها في ذكرى استشهاد الرئيس الحريري الى إلغاء السفير الإيراني لدى لبنان محمد رضا شيباني موعداً كان مقرراً بينه وبين النائب الحريري الجمعة الماضي، بعد الهجوم الذي شنه الأخير على &laqascii117o;المحور الإيراني - السوري" في لبنان الخميس الماضي.
وفي فاليتا، شدد مؤتمر يعقده وزراء الخارجية العرب والاوروبيون في مالطا على رفضهم القاطع لمحاولات تهديد الامن والاستقرار في لبنان ودعمهم للمبادرة العربية لانتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً. ويشارك في المؤتمر العربي الاوروبي الذي دعا اليه وزير خارجية مالطا مايكل فيريندو عدد من وزراء الخارجية العرب من بينهم وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل واليمني عبدالله القربي والعماني يوسف بن علوي بن عبدالله والامين العام للجامعة عمرو موسى، الى جانب عدد من السفراء العرب. كما حضر خافيير سولانا المنسق الاعلى للسياسة الخاريجة للاتحاد الاوروبي ووزير خارجية سلوفينيا ديمتريش روبل الذي ترأس بلاده حالياً الاتحاد الاوروبي ووزير الخارجية الاسباني ميجيل انخيل موراتينوس.وينتظر أن يدعو المؤتمرون في البيان الختامي الذي يصدر اليوم جميع الفرقاء اللبنانيين الى حل المشاكل العالقة بينهم عن طريق الحوار والعمل بطريقة مسؤولة لتنفيذ بنود المبادرة العربية وعدم القيام بأي عمل يمكن ان يهدد السلم الاهلي والامن والاستقرار في لبنان. كما يتطرق البيان الى الوضع في فلسطين حيث يجدد الوزراء دعمهم لمبادرة السلام العربية والدعوة الى حل عادل على اساس دولتين فلسطينية واسرائيلية.
ـ صحيفة المستقبل:
تتواصل التحضيرات لإحياء الذكرى الثالثة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، بما يليق بمكانتها عند اللبنانيين وأصدقائهم في العالم، على وقع استمرار الدعوات الى أوسع مشاركة شعبية في هذا اليوم الوطني، وجعله يوم تلاقٍ ووحدة وأمل جديد لكل الوطن ولكل اللبنانيين، كما أحب وعمل واستشهد صاحب الذكرى، وجعله أيضاً أكبر ردّ على الحملات الإرهابية التي تستهدف لبنان الاستقلال والدولة والنظام والمؤسسات والانتماء والصيغة والدور. وفي هذا الإطار، دعا رئيس 'تيار المستقبل' النائب سعد الحريري اللبنانيين 'الى النزول الى ساحة الشهداء في 14 شباط بكل هدوء وسلم، ومن دون تحدّ أو استفزاز'، وأكد أن 'لا خوف أمنياً لأن قوى الأمن الداخلي والجيش سيتوليان حماية الناس والأمن في جميع المناطق'، معتبراً أن 'كل التهديدات والتهويلات والاتهامات ضدنا من قبل المعارضة لا قيمة لها، وهي لن تخيفنا أبداً'.
ـ صحيفة اللواء:
في حين تجاهل 'حزب الله' بشكل مباشر الرد على المؤتمر الصحفي الأخير للنائب وليد جنبلاط، تولى كل من الوزير السابق طلال ارسلان والوزير السابق وئام وهاب مهمة الرد، من الموقع الطائفي نفسه، حيث هدّد الأخير بقصف غرفة نوم جنبلاط بالصواريخ. في هذا الوقت، أعطت الادعاءات التي أصدرها مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي جان فهد والتي لخصت نتائج التحقيقات القضائية والعسكرية بحوادث الأحد الدامي في الشياح ومار مخايل، مصداقية كبيرة لقيادة الجيش والقضاء اللبناني في تحمّل مسؤولياتهما للكشف بسرعة عن نتائج هذه التحقيقات، في مرحلتها الأولى، وتحديد المسؤوليات سواء في إطلاق النار أو القيام بأعمال الشغب أو مقاومة الجيش والاعتداء على عناصره، وكذلك التسبب بسقوط ستة مدنيين أبرياء، على اعتبار أن التحقيق لم يتمكن من التوصل لمعرفة مطلق النار على مسؤول حركة 'أمل' أحمد حمزة مما أدى الى مصرعه.
ولاحظت مصادر متابعة، أنه للمرة الأولى في تاريخ لبنان يدّعي القضاء على ضابطين و11 عسكرياً، فضلاً عن ضابط ثالث و5 عسكريين بإطلاق النار خلافاً للتعليمات والتسبب بمقتل 6 مدنيين وإصابة آخرين بجروح، وإن كان بغير قصد، وهي سابقة يفترض أن تسهم في لملمة ذيول حوادث الضاحية، ولقطع الطريق عن توظيف هذه الحوادث في الأزمة الراهنة، ومحاولات العبث بالمؤسسة العسكرية وضرب دورها في حماية الوحدة الوطنية والسلم الأهلي.
ـ صحيفة الأنوار:
...رأى مسؤول العلاقات الخارجية في حزب الله نواف الموسوي ان تصعيد الاكثرية يعيد الى الاذهان مشاهد الحرب الاهلية (1975 - 1990). وقال لفرانس برس (اللبنانيون على اختلاف طوائفهم وانتماءاتهم لا يرغبون بتكرار مشاهد الحرب الاهلية التي اعادتها الى الاذهان التصريحات النارية (للاكثرية) الخارجة عن كل مألوف). وهاجم جنبلاط بعنف معتبرا ان اقواله ليست قراءة سياسية بل هي تهريج. واضاف تصرف كمهرج ناجح جدا وانصحه بترك العمل السياسي والانصراف الى التهريج الذي يتقنه جيدا.