صحف ومجلات » افتتاحيات الصحف اللبنانية الصادرة الإثنين 24/8/2009

- صحيفة 'السفير'
لا يحمل أفق الاسبوع الطالع أي مؤشرات تنبئ باحتمال ولادة الحكومة قريباً، وأقصى ما يمكن توقعه منه هو استئناف الحوار بين الرئيس المكلف سعد الحريري وباقي الأطراف، من أجل البحث عن &laqascii117o;خلطة سحرية" توفق بين السقوف المتباينة للأفرقاء المعنيين بتشكيل الحكومة. وتجدد الحوار ينتظر بدوره نجاح الاختبار الذي تخضع له &laqascii117o;هدنة رمضان"، والتي وضع الحريري الحجر الأساس لها عشية مغادرته الى السعودية من خلال البيان الذي أصدره ، ودعا فيه الى نبذ الفتن وعدم الانجرار الى السجالات العقيمة، علماً بأن تثبيت هذه الهدنة أصبح شرطاً إلزامياً لعقد اللقاء المنتظر بين الحريري والعماد ميشال عون. وحيال تمدد الوقت الضائع واتساع حالة الفراغ بفعل غياب الحكومة الأصيلة، بدأ القلق يساور جهات عدة من إمكان أن يشكل هذا الواقع بيئة مناسبة لأي تلاعب بالوضع الأمني، مع بروز أكثر من إشارة في هذا الاتجاه خلال الأيام الماضية، بينما أكدت اوساط عسكرية رسمية لـ&laqascii117o;السفير" أن لا موجب للقلق وأن الوضع ممسوك على الأرض.

من المقرر أن يعود الرئيس المكلف سعد الحريري خلال الساعات القليلة المقبلة من زيارته الى السعودية، التي توجه اليها الجمعة الماضي لأداء العمرة مع بداية شهر رمضان، وهو تقليد اعتاد على ممارسته والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وأبلغ مقربون من الحريري &laqascii117o;السفير" أن الرئيس المكلف ليس حالياً بصدد عرض صيغة أمر واقع حكومية لحشر الآخرين، كاشفين عن أنه ما زال حريصاً على إعطاء فرص جديدة للحوار من أجل التوافق على صيغة مقبولة من كل الأطراف. وأوضح المقربون من الرئيس المكلف ان الحريري سيباشر فور عودته من السعودية جولة جديدة من المشاورات مع المعارضة، ومن ضمنها عون في حال كان متجاوباً، مشددين على أن دعوة الحريري عون الى اللقاء ما زالت قائمة، وأبواب الرئيس المكلف مفتوحة باستمرار أمام الجميع، آملة في أن تكون نهاية الأسبوع قد شكلت فرصة لإعادة قراءة الموقف ومقاربته بطريقة تنم عن إحساس أكبر بالمسؤولية.

على الضفة الأخرى، قال الوزير جبران باسيل لـ&laqascii117o;السفير" إن العماد ميشال عون قدم أصلاً تنازلين مسبقين من أجل تسهيل مهمة الرئيس المكلف في تشكيل الحكومة، وهما: التنازل عن مطلب النسبية والقبول بصيغة15+10+5 والثاني التنازل عن مطلب الحصول على ستة وزراء لتكتل التغيير والإصلاح والقبول بخمسة، على الرغم من أن عدد أعضاء التكتل قد زاد بعد الانتخابات النيابية الأخيرة. واعتبر باسيل أن المطلوب من الحريري ملاقاة عون وتقديم تنازلات مماثلة، آملا في أن يعود من السعودية برؤية أفضل وبجدية أكبر للإسراع في تشكيل الحكومة. وإذ لفت الانتباه الى أن الحملات التي تعرض لها عون والتيار الوطني الحر مؤخراً كشفت عن النيات غير الحسنة لدى الفريق الآخر، تمنى أن يلتزم المحيطون بالرئيس المكلف بمضمون البيان الذي أصدره قبل سفره الى السعودية والداعي الى التهدئة والابتعاد عن السجالات، لأنه &laqascii117o;في ما خصنا فقد كنا في موقع الرد على الاتهامات والإساءات التي تعرضنا لها ولم نكن البادئين بها &laqascii117o;. وحول إمكان عقد لقاء قريب بين عون والحريري، قال باسيل: نحن سعاة تفاهم وإننا حاضرون للحوار، ولكن اللقاء بينهما يتطلب مناخاً مؤاتياً وأرضية ملائمة، حتى يكون منتجاً ولا يُستخدم لاحقاً من قبل الفريق الآخر لتبرئة ذمته والإيحاء بأنه فعل ما عليه.

وغداة مطالبته رئيس الجمهورية والرئيس المكلف بتشكيل حكومة تتسلم فيها الأكثرية الحكم، اعتبر البطريرك الماروني نصر الله صفير، خلال عظة الأحد في الديمان، أن الوضع مقلق ولا سبيل الى الخروج منه إلا بتشكيل حكومة تتولى شؤون البلد وتتحمل مسؤولياتها، مشيراً الى أن كل من يعرقل ذلك يعتبر مسؤولاً أمام الله والناس والتاريخ.


ـ صحيفة 'النهار'
أبرزت أوساط في قوى الغالبية امس ما أوردته صحيفة 'البعث' السورية الناطقة باسم الحزب الحاكم من انتقادات لاذعة لرئيس الوزراء المكلف وكذلك للبطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير من غير أن تسميه، معتبرة ذلك احدى الدلالات على الموقف السوري من مشهد العرقلة الحكومية في لبنان وارتباطه بها. وأوردت 'البعث' في تقرير لها ان السفر المتجدد لـ'النائب المكلف تشكيل الحكومة الى السعودية تاركا الساحة الداخلية تتقلب على نار التوقعات والتكهنات، لم يخل من موجة مرتفعة من الاستغراب'. وأضافت: 'اذا كانت القوى والاحزاب السياسية قد وجدت في هذا السفر مادة دسمة لمزيد من التحليل والقراءة وربط المحلي بالاقليمي والخارجي فان ما بدا لافتا مجددا هو دخول أطراف روحيين على خط تشكيل الحكومة ودعوتها مجددا الى حكومة تمثل 'الاكثرية' بعيدا من مشاركة المعارضة والتوافق والعيش المشترك وهو الموقف الذي قوبل بموجة واسعة من الاستغراب'. واذ تحدثت الصحيفة عن 'رغبة مصرية في اعادة تكليف فؤاد السنيورة الحكومة مجددا'، خلصت الى انه 'يبدو ان الامور على الارض قد لا تكون بعيدة من ذلك وخصوصا مع سفر الحريري الى السعودية حيث يتوقع ان تطول الزيارة اكثر من السابق'.

وأفادت مصادر نيابية مطلعة في قوى الغالبية ان عودة الحريري الى بيروت متوقعة في وقت قريب، وسيباشر على جاري عادته في شهر رمضان استقبال المدعوين الى الافطارات في قريطم. واكدت تمسك رئيس الوزراء المكلف بالتهدئة في ضوء البيان الذي اصدره في بداية رمضان، وكذلك مضيه في مهمته وعدم تراجعه عنها وتمسكه بكل صلاحياته الدستورية. واوضحت ان المرحلة المقبلة ستشكل اختباراً حسياً لمختلف الافرقاء وخصوصا في المعارضة من حيث ملاقاة اليد الممدودة التي لن يتخلى عنها الحريري في تذليل عقبات التاليف ضمن الاطر الدستورية التي تعطيه الحق الكامل في تحضير صيغة الحكومة وعرضها على رئيس الجمهورية بعد مشاوراته مع الكتل. ولفتت الى ان قطع الطريق على موضوع تفعيل حكومة تصريف الاعمال يفترض الا يعني مزيدا من التعنت في التمسك بشروط تعجيزية، بقدر ما يعني تعامل سائر الاطراف مع الرئيس المكلف على انه المعني المباشر مع رئيس الجمهورية بالذهاب سريعا الى تسوية تنهي ازمة التأليف. وذكرت بان البلاد تقف على مشارف استحقاقات معيشية واقتصادية داهمة مع فصل الخريف، فضلا عن استحقاقات ديبلوماسية وسياسية مصيرية على المستويين الاقليمي والدولي.

في المقابل، لوحظ ان رئيس 'تكتل التغيير والاصلاح' العماد ميشال عون الذي لم ينضم الى 'حزب الصائمين'، لم يسقط امس احتمال تأليف الحكومة خلال شهر رمضان مع انه سبق له في مؤتمره الصحافي الاثنين الماضي ان توقع تأخر ولادة الحكومة الى موسم افتتاح الفصل الدراسي. وقال عون ان 'العمل ممكن في شهر رمضان'، مشيرا الى ان الحريري والرئيس فؤاد السنيورة اكدا انه لا مشكلة في تأليف الحكومة في رمضان. وأمل ان 'تتشكل الحكومة في رمضان فتكون هدية هذا الشهر'. وعن امكان حل ما بات يعرف بـ'عقدة عون'، قال ساخرا 'وصلت عقدة عون الى 'غينيس' الذين اتصلوا بي لمعرفة ما اذا كان في امكانهم ادراج عقدة عون في كتاب غينيس للارقام القياسية كأكبر عقدة'. واعتبر في حديث الى محطة 'او تي في' للتلفزيون ان 'السبب في محاربتنا من الدول العربية هو رفضنا التوطين وتفكيرنا الاصلاحي'.ورد عون على دعوة البطريرك صفير الى حكم الاكثرية قائلا ان 'حكومة الاكثرية مبدأ خاطىء في لبنان'، لافتا الى ان 'اكبر جهاز صمام امان للعالم هو مجلس الامن وهو يعمل بالتوافق ويصبح قراره نافذا اذا كان القرار قد اتخذ بالاكثرية'.وعن لقائه رئيس 'اللقاء الديموقراطي' النائب وليد جنبلاط قال عون: 'لسنا في حرب مع جنبلاط، لكن اللقاء معه مؤجل الى ان تسمح الظروف به'.

على صعيد آخر، قالت اوساط معنية بملف محطة الباروك لخدمات الانترنت ان الاجراءات القضائية في شأن هذا الملف ستساهم في انهاء الجدل السياسي الذي اثاره، تماما كما ساهمت الاجراءات القضائية في شأن عملية الفرار من سجن رومية في احتواء التوظيف السياسي لهذا الملف. وتعليقاً على التصريح الذي ادلى به وزير الاتصالات جبران باسيل لـ'النهار' امس، قال وزير العدل ابرهيم نجار لـ'النهار': 'لم اكن ارغب في اعلان ما اعلنته الا بعد ما وجهت اتهامات الى القضاء بالتقاعس عن الملاحقة في شأن ذكر انه ذو صلة باسرائيل يتعلق بمحطة الباروك، وهذا ما طلب الجنرال ميشال عون من وزير العدل القيام به'. واضاف: 'لم يكن في الامكان الاستحصال على كل التفاصيل المعروضة في انتظار ما سيعلن عن النيابات العامة. اذاً كان الامر يتميز بالخطورة ولهذا وجب التحرك. اما في ما يتعلق بما قدمته وزارة الاتصالات فلم تضع الامور بوضوح الا في 18 من الجاري بينما لم يكن الامر منذ 2 نيسان يوضح اي صلة لهذا الموضوع باسرائيل'. وخلص الى 'انني اؤمن ان الهدف واحد في النتيجة ونسعى كلنا الى خدمة القضاء والملاحقة التي تفرضها القوانين ونتمنى ان نضع حدا لهذا السجال لاننا نقوم بواجبنا حسب الاصول'.


ـ صحيفة 'الأخبار'
يعود الرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري إلى بيروت، اليوم، حيث يقيم إفطاراً في قريطم. وأشار نائب مقرّب من الحريري إلى أن الأخير سيسعى إلى استئناف التواصل مع جميع الأطراف، وخاصة حزب الله والتيار الوطني الحر، لافتاً إلى أن العلاقة بـ'الحزب' فاترة جداً، فيما التواصل مع 'التيار' غير موجود. وأكد المصدر أن الرئيس المكلف 'سيقدم تسهيلات إلى أقصى الحدود، في ما يخص تأليف الحكومة، مع عدم الرضوخ لأي ابتزاز'، لافتاً إلى أن الحريري أصدر تعميماً طلب فيه من نواب 'المستقبل' ومسؤوليه عدم الدخول في سجالات شخصية والابتعاد عن كل ما من شأنه رفع مستوى التوتير في البلاد.

وعن المقصود بالابتزاز، قال المصدر إن الحريري أعطى للأقلية صيغة 15-10-5، وهي تتضمّن 10 حقائب للأقلية مقابل 5 وزارات دولة للأكثرية، ولم يمانع إعطاء المعارضة الثلث المموّه، إلا أنه قوبل بمطلب الوزارة السيادية الإضافية وبمحاولة توزير الخاسرين. واستغرب النائب المستقبلي إعلان النائب ميشال عون عدم تأليف الحكومة كرمى لعيون جبران باسيل، في الوقت الذي كان فيه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله قد أعلن أن تأليف الحكومة يحصّن البلاد في وجه أي عدوان إسرائيلي محتمل. ووضع النائب نفسه سيناريوهات عدة خلف ما سمّاه 'تعطيل المعارضة جهود تأليف الحكومة'، بدءاً من محاولة إيران انتظار انتهاء 'فترة السماح المعطاة لها والتي تنتهي في أيلول المقبل'، مروراً بالعلاقة السورية - المصرية، وصولاً إلى رغبة دمشق في إلغاء المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. ونفى المصدر أن يكون فريق الأكثرية هو المعرقل لتأليف الحكومة، قائلاً إن الحريري ما كان ليقبل تكليفه لو أنه أراد العرقلة، ولأسند هذه المهمة حينئذ إلى شخص آخر.

وفي سياق العلاقة بين أطراف قوى 14 آذار، ذكر مصدر في الأمانة العامة لهذه القوى أن اللقاء الذي جمع النائب وليد جنبلاط ووفد الأمانة العامة أدّى إلى توافق الطرفين على توصيف الوضع الحالي والاختلاف على منهجيّة التصرف. وقال أحد أعضاء الأمانة العامّة إن 'هذا الاختلاف قد يؤدّي إلى طلاق حقيقي بين الطرفين'، مستبعداً أن يعود جنبلاط إلى 14 آذار بصيغتها الحاليّة. ولفت إلى أن جنبلاط أكّد ما كان قد قاله سابقاً بخصوص بقائه ضمن الأكثريّة نيابياً ووزارياً. وفي السياق ذاته، رأى نائب رئيس حزب الكتائب سليم الصايغ أن الخلل في أداء الأمانة العامة لقوى 14 آذار كان بسبب ظروف خارجة عن إرادتها، 'وخاصة في الانتخابات، حين كان هناك خلل يتمثل بعدم التواصل، حتى أصبحت (الأمانة العامة) كأنها شركة'. وقال الصايغ في حديث تلفزيوني إن قوى 14 آذار 'بصدد إعداد ورشة مع منسّق الأمانة الذي نثق به من أجل مستقبل عملها'، لافتاً إلى ضرورة الإجابة عن سؤال يتعلق ب 'من يموّل الأمانة لأن معظم الجهات تتموّل بطريقة غير شفافة'.


ـ 'صدى البلد'
مع انسداد الافق السياسي الذي يترجم الجمود المقيم على عتبة تشكيل الحكومة، برزت أمس مؤشرات لا تخلو من دلالات امنية كان ابرزها ما قاله النائب السابق مصطفى علوش عن قيام حزب الله بتسليح مجموعات في طرابلس، الى الانفجار الذي وقع عند مدخل عنجر البقاعية، وهي مؤشرات اطلقت تساؤلات حول مدى حصانة البلد من تداعياتها. في ظل استقالة معظم القوى الفاعلة من إحداث خرق جدي على مستوى الحكومة التي يبدو تشكيلها مؤجل مع سفر الرئيس المكلف سعد الحريري الى السعودية الى حين عودته المرجحة بحسب مصادر متابعة في نهاية الشهر الجاري.

واكد النائب عقاب صقر 'إن الرئيس المكلف سعد الحريري أنجز تقسيم الحقائب بحسب مشاوراته مع كل الكتل. وعندما نال رضى الجميع على هذا التقسيم، طرح فكرة الغداء مع العماد عون الذي فجر الموضوع بمؤتمر صحافي. ونحن لدينا اعتقاد ان عــون علم بالصيغة وعمل على تفجير الغداء والصيغة، فذهبنا الى القول ان هناك ما هو ابعد من قصة جبران باسيل'. وأشار إلى أن عون حاول فرض باسيل على التيار الوطني الحر في الانتخابات النيابية فلم يستطع، والآن يحاول فرضه عبر توزيره. وأردف أن 'الرئيس المكلف ابلغ عون ان توزير الراسبين يخلق مشكلة، فعلى سبيل المثال توزير باسيل في البترون يجب ان يوازيه توزير وزير او اثنين من الناجحين في البترون'. وقد قيل لعون وزر شخصاً آخر غير جبران باسيل ومن ثم اذا استقال يمكن ان تختار باسيل مكانه إلا أنه رفض.

من جهته رأى عضو كتلة 'الوفاء للمقاومة' النائب نواف الموسوي أنّه 'من حق أي مراقب في لبنان أن يسأل هل ان تأخير الحكومة في لبنان له علاقة ب' خطة ميتشل '؟ وهل ان عدم إعادة بلدة الغجر ومزارع شبعا المحتلتين له علاقة أيضا ب' خطة ميتشل '؟ إذ هذا هو ما أخبرتنا به السفيرة الأميركية في بيروت ميشيل سيسون على لسان أحد وكلائها في لبنان'.
افادت مصادر اعلامية في مرجعيون أن 'قوات الإحتلال الإسرائيلي نفذت مناورات بالذخيرة الحية داخل مزارع شبعا، ابتداءً من منتصف ليل السبت حتى الثامنة صباح الاحد'، وأضافت أن هذه القوات 'استخدمت خلال المناورة القذائف المدفعية والأسلحة الرشاشة، التي سمعت أصداؤها في حاصبيا والعرقوب، كما ترافق ذلك مع تحليق للطيران المروحي الإسرائيلي فوق مزارع شبعا واستمر حتى الفجر'.


ـ صحيفة 'الشرق الأوسط'
في حين يصر 'حزب الله' ورئيس تكتل 'الإصلاح والتغيير' ميشال عون على أن هذه الحركة خسرت أكثريتها بعد الموقف الذي أعلنه جنبلاط. تؤكد الأمانة العامة ل '14 آذار' أنها لن تنجرّ إلى سجالات ينتظرها الفريق الآخر ليبني على الشيء مقتضاه. على العكس تم تكثيف وتيرة اجتماعاتها وحفظت لوليد جنبلاط مكانا له. فهو وكما صرَح وأكد لا يزال جزءا من الأكثرية وفي اللقاء الأخير الذي جمع سعيد والنائبين السابقين سمير فرنجية وإلياس عطا الله مع جنبلاط تم الاتفاق على رؤوس أقلام لإطلاق ورشة عمل داخلية تنتج عنها قراءة موحدة، مع الأخذ في الاعتبار العناوين التي تحققت والتي تتعلق بالسيادة والحرية المحكمة الدولية، وبالتالي طرح عناوين جديدة تتعلق بالسلم الأهلي وبناء الدولة واتفاق الطائف والعلاقات مع سورية ومواجهة إسرائيل.

فالأمانة العامة تصر على أن جنبلاط كان 'أحد صقورها' أو 'الصقر الذي حلّق أعلى من الجميع'، كما ترى أن 'ما يطرحه لا يختلف عن الوثيقة التي قدمتها عشية الانتخابات النيابية. المشكلة تكمن في اختلاف القراءة السياسية، لكن العناوين الكبيرة توحدنا. وسنجتمع الأسبوع المقبل لنواصل البحث والنقاش'. وعن العلاقة مع الكتائب، فقد تم استيعاب الموقف الأخير الناجم عن 'إشكالات إدارية' بعد اتصال تم بين الرئيس السابق أمين الجميل وعضو الأمانة العامة النائب السابق فارس سعيد (الذي أصيب أول من أمس بكسر في الحوض إثر سقوطه عن حصانه).

يشدد أركان الأمانة العامة ل '14 آذار' على أنها لا تزال واقفة. وهي تعمل على استعادة توازنها بعد ترنحها جراء ما حصل. يرفض قادتها أي كلام عن هشاشتها أو ضعفها أو انتفاء الحاجة إليها. لديها القدرة على النقد الذاتي، لكن من دون جلد الذات. وفي هذا الإطار يقول سعيد لـ'الشرق الأوسط': 'سيطرت إشارتان متناقضتان على جمهور 14 آذار، أمام كل استحقاق كنا نشهد تصعيدا في المواقف. وبعد النجاح في الاستحقاق تبدأ التسويات دون معارك على قياس النجاح. هذا الأمر شكل خللا'. ويعترف عضو تيار 'المستقبل' النائب السابق مصطفى علوش أن 'المواجهة صعبة مع التحديات القائمة، وتحتاج بعض التكتيكات السياسية. الحركة لا تزال متماسكة وملتزمة بمشروعها السيادي. وكل من فيها يعرف أنها أهم من الفردية والابتعاد الظاهري بسبب الظروف الفردية للبعض. وبالتالي فإن تيار المستقبل والقوات اللبنانية والكتائب والأحرار والقوى الأخرى ملتزمة بها. وهناك حوار مع وليد جنبلاط باتجاه معين ليبقى العمل على خصوصيته من خلال المؤسسة الأم'.

ولا يوافق سعيد على أن الحركة وُلدت كبيرة ليتضاءل حجمها السياسي تدريجيا. يقول إن '14 آذار لديها كتلة نيابية كبيرة ما دام جنبلاط يصر على بقائه في الأكثرية (68 نائبا). وإذا اعتمدت الصيغة الحالية في تشكيل الحكومة سيكون لديها رئيس حكومة ومعه 14 وزيرا، هم جزء لا يتجزأ من هذه الحركة، إضافة إلى تنظيمات سياسية وجمهور ورأي عام. والدينامية الأساسية لهذه الحركة والتي تبرز قوية عند كل استحقاق تأتي من الجمهور والرأي العام أكثر مما تأتي من الحزبيين'. ويضيف: 'الأمانة العامة التي يسعون للقضاء عليها تمثل الرابط الإسلامي ـ المسيحي الأقوى والأمتن في لبنان. هذا ما يجعلها الأقوى وهذا ما يريدون محوه'.


أما علوش فيقول: 'حركة (14 آذار) قائمة بغض النظر عن الخلافات ليست هشة، كما يطيب للبعض أن يصور. العكس هو الصحيح، فهي القوة التي غيرت تاريخ لبنان والجغرافيا السياسية في المنطقة. لو كانت هشة لما كان هناك تحالف إقليمي كبير يواجهها بأساليب خارجة عن المنطق السوي، فهي تسببت في هزيمة مشروع كامل استُخدم أكثر من 35 عاما'.
يرفض سعيد أن تكون أحزاب '14 آذار' قد اكتفت بحيزها الخاص. يقول: 'لا يمكنهم ذلك. نواب الكتائب والقوات واليسار الديمقراطي والأحرار وحتى المستقلون، فازوا في الانتخابات لأنهم في حركة (14 آذار) لا لأنهم في مواقعهم الخاصة. وأي طرح مغاير لا يصح. والكتائب جزء لا يتجزأ من (14 آذار). هذا ما أكده لي الرئيس أمين الجميل. لديه ملاحظات إدارية على العمل، تم حلها ووُضعت العلاقة على السكة الصحيحة'.


ـ صحيفة 'اللواء'
من المنتظر ان تجدد عودة الرئيس المكلف سعد الحريري الى بيروت في غضون الساعات المقبلة، المساعي من اجل تحديد الاطر التي من شأنها ان تعيد القطار الحكومي الى سكة التأليف أو الحسم، بعدما بدا للمعارضة قبل سواها، ان الموقف التي دفعت عملية التأليف اليه، يحمل مخاطر تعجز هي او اي طرف آخر عن تحمل ارتداداته على الوضع العام. وقال مصدر قيادي في الاكثرية ان على المعارضة مجتمعة او متفرقة، ان توقف اللعب على حافة الهاوية، وان تراجع سياسة الضغط والابتزاز والتهويل على الرئاستين الاولى والثالثة، وان تدرك ان العبث بنتائج الانتخابات وبما قررته ارادة اكثرية اللبنانيين في صناديق الاقتراع، وان التحايل على الدستور كلاهما امران لا يمكن ان يمرا، وان الضغط على الرئيس المكلف لا يمكن ان يوصل الى أي نتيجة.

وفي الانتظار محطتان:
الاولى: تجدد الاتصالات بين قريطم وعين التينة والضاحية الجنوبية لمراجعة تفاهمات الصيغة والبحث في مخارج العقد العونية.
والثانية: الإفطار الذي سيدعو اليه الرئيس ميشال سليمان خلال الاسبوع الحالي، والمرجح موعده في الاول من ايلول المقبل، حيث يجمع القيادات السياسية والروحية الى مأدبة إفطار جامعة في القصر الرئاسي، ويطالب الرئيس سليمان في كلمته قيادات الاقلية والاكثرية بالانصياع الى الإرادة الوطنية وتقديم التسهيلات والتنازلات وتغليب المصلحة العليا للدولة على المصالح الشخصية والفئوية.


ـ صحيفة 'الديار'
توقعت المعلومات التي حصلت عليها &laqascii117o;الديار' ان يكون الاجتماع الذي سيعقد بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية حاسما لجهة الافكار والخيارات العديدة التي سيطرحها الرئيس المكلف ومنها صيغة حكومة التكنوقراط والصيغ الاخرى، وعلى ضوء ذلك سيفهم الرئيس المكلف من رئيس الجمهورية موقفه من الخيارات المطروحة وما هو رأيه ليتم تحديد الخطوات اللاحقة؟ الى ذلك، سيقوم الرئيس ميشال سليمان بزيارة المملكة العربية السعودية بعد عيد الفطر المبارك تلبية للدعوة التي تلقاها من الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز لحضور افتتاح الجامعة العلمية في 23 ايلول. كما سيحضر المناسبة الرئيس المكلف سعد الحريري. علما ان الملك عبد الله وجه الدعوة الى الرئيس الاميركي اوباما والفرنسي ساركوزي ورؤساء الدول العربية ومن بينهم الرئيس بشار الاسد لحضور الاحتفال، فهل تكون المناسبة وبحضور الجميع مقدمة لبحث الموضوع اللبناني بكل تفاصيله. الى ذلك،

وفي معلومات حصلت عليها &laqascii117o;الديار' فإن الرئيس الفرنسي ساركوزي زار قطر على متن &laqascii117o;يخت' خلال اجازته الصيفية واجتمع مع امير قطر وتم بحث الملف اللبناني، ثم زار امير قطر بعدها تركيا ودمشق والتقى الرئيس السوري بشار الاسد ولم تعرف المهمة من قبل &laqascii117o;الديار' لكن امير قطر لعب دورا بشأن الوضع اللبناني خلال هذه اللقاءات. وتقول المعلومات ل &laqascii117o;الديار' ان رئيس وزراء قطر الشيخ حمد قد يزور بيروت قريباً اذا نجحت الاتصالات الهاتفية التي يجريها الان مع الاطراف اللبنانية، وان المشاورات التي سبقت الاتصالات كانت ترجح دعوة الاطراف اللبنانية الى الدوحة مجددا لمناقشة الموضوع اللبناني، وتم الاستغناء عن الفكرة على ان يقوم رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بلقاء الاطراف اللبنانيين في بيروت وجمعهم على طاولة واحدة اذا نجحت الاتصالات، على ان يتم بعدها اعلان ولادة الحكومة كما حصل في اتفاق الدوحة بشأن رئاسة الجمهورية.

لكن اللافت الذي سجل خلال اليومين الماضيين عودة الحديث عن بروز مخاوف من توترات امنية على خلفية المأزق الحكومي ربما تشكل المخرج للجمود القاتل. وقد أبدت وسائل اعلام محلية وعربية ودولية تخوفها من حصول توترات امنية وتحديدا في الشمال مع عودة رمي القنابل اليدوية من قبل مجهولين بين باب التبانة وبعل محسن. وفي ظل المراوحة الداخلية عاد الحديث عن تباينات عربية - عربية حول الملف اللبناني، وجمود على خط الاتصالات السعودية السورية لم يظهر حتى الآن اي مؤشرات جدية على عودة الحرارة اليه وخصوصا ان صحيفة &laqascii117o;البعث السورية تحدثت عن انباء سرت خلال الايام الماضية عن مساع مصرية - سعودية للابقاء على حكومة تصريف الاعمال مع رغبة مصرية في اعادة تكليف السنيورة، وان الامور على الارض قد لا تكون بعيدة عن ذلك خاصة مع سفر الحريري الى السعودية، وفي هذا الاطار ذكرت مصادر في المعارضة ان وزراء المعارضة لن يشاركوا في اي اجتماع لحكومة تصريف الاعمال، لان هذا الاجراء هدفه تعويم حكومة فؤاد السنيورة، وهذا ما ترفضه المعارضة، كما ان تعويم حكومة تصريف الاعمال يشكل مخالفة دستورية ولا يمكن عودة الاجتماعات الا في حال حصول حدث استثنائي لا يمكن تأجيله، لكن الوضع الحالي ليس استثنائيا.

وفي ظل التباينات العربية - العربية، ذكرت مصادر دبلوماسية في بيروت ان اجتماع الرئيسين السوري بشار الاسد والايراني احمدي نجاد كان جيدا جدا، وجدد التماسك بين الدولتين بعكس ما توقعته مصادر دبلوماسية غربية من ان يشهد تباينا ينعكس على اوضاع المنطقة، وان التطابق بوجهات النظر بين الاسد ونجاد فاجأ العديد من دول القرار في العالم العربي والعالم، وهذا سيؤدي ربما الى استمرار الجمود في العلاقات السورية السعودية المصرية قد ينعكس جمودا في لبنان.
الى ذلك، فإن رئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط لن يحضر اي اجتماع لاقطاب 14 اذار في حال انعقاده، وهذا ما ابلغه الى وفد الامانة العامة الذي التقاه، في كليمنصوه لكن جنبلاط اصر على التواصل والحوار مع اركان 14 اذار لكن لا بد من اخذ الظروف العربية والدولية بعين الاعتبار، وهذا يتطلب خطابا سياسيا جديدا، فالتفاهم بين جنبلاط وحزب الله وامل لا تراجع عنه مطلقا، حيث سيحضر تيمور جنبلاط احتفال ذكرى تغييب الامام موسى الصدر في 31 آب، وهذا الامر يشكل رسالة جنبلاطية الى الجميع بأن الاطلالة الثانية لنجله تيمور من الضاحية الجنوبية، حيث يحضّره جنبلاط لاستلام شؤون الحزب التقدمي الاشتراكي والطائفة الدرزية والعمل الوطني قريبا.

كذلك استبعدت المعلومات حصول لقاء قريب بين العماد ميشال عون والنائب وليد جنبلاط رغم ان العلاقة تشهد تطبيعا بين الفريقين، ولم تعكرها هجمات نواب اللقاء الديموقراطي من الطائفتين المسيحية والسنية على العماد عون، حيث كشفت معلومات عن تحضيرات كان يعدها مناصرو التيار الوطني الحر في قرى الجبل ضد النائب فؤاد السعد بعد تصريحه عن العماد عون وضرورة دخوله احد المصحات العقلية، لكن التحرك تم إلغاؤه خوفا من حصول مضاعفات امنية في الجبل. في حين ذكرت معلومات &laqascii117o;ان النائب جورج عدوان طلب زيارة الرابية وتحديد موعد له للقاء عون، لكن الموعد لم يحدد ونفت مصادر التيار الوطني الحر هذه المعلومات واكدت ان ابواب الرابية مفتوحة امام الجميع.

2009-08-24 00:00:00

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد