ـ صحيفة 'النهار'
بين 'لقاء المصارحة الشاملة' كما وصفته الاوساط القريبة من رئيس الوزراء المكلّف سعد الحريري، و'أسوأ اللقاءات التصعيدية' استناداً الى أوساط 'التيار الوطني الحر' وبعض قوى المعارضة، اطلق اجتماع استمر ساعة واحدة امس بين الحريري والوزير جبران باسيل العد العكسي لدخول الازمة الحكومية في اسبوعها الحادي عشر مرحلة حاسمة محفوفة بالكثير من الغموض والمحاذير.
لم يدع الحريري مجالاً للشك أمام باسيل، الموفد المفوض من رئيس 'تكتل التغيير والاصلاح' العماد ميشال عون، في انه يزمع في الايام المقبلة وضع تصوره الكامل لتشكيلة الحكومة العتيدة بالاسماء والحقائب ووفق صيغة 15 – 10 – 5 وعرضه على رئيس الجمهورية ميشال سليمان قبل سفره الى نيويورك للمشاركة في افتتاح دورة الجمعية العمومية للامم المتحدة. وبدا واضحاً مما دار في اللقاء ان لا الحريري تراجع عن عدم قبوله بمطالب عون وشروطه – اقله في ثلاث قضايا اساسية يصنفها عون في خانة 'الحقوق'، وهي حصوله على خمس حقائب وزارية بينها وزارة الداخلية ووزارة الاتصالات، وتوزير اربعة موارنة، واعادة توزير باسيل – ولا وزير الاتصالات تراجع عن التمسك بتلك المطالب. وانفض اللقاء دونما تقدم، بل سادته اجواء مكهربة.
وسبقت اللقاء وتلته تأكيدات للحريري امام زواره انه سيقدم تشكيلة حكومية بالاسماء والحقائب كما يراها مناسبة بما ينسجم وسياسة اليد المدودة التي اعتمدها بما يوفر امرين على الاقل: احترام الاستشارات التي اجراها مع مختلف الاطراف بعدما استنفد الكثير من الوقت. واحترام الصلاحيات الدستورية والتزامها في دوره رئيس وزراء مكلفاً، آخذاً في الاعتبار الصيغة المتفق عليها ونتائج الانتخابات النيابية.
وفهم من هذه اللقاءات ان الحريري عرض مجدداً على موفد عون اعطاءه حقيبة التربية بدل الاتصالات. كما فهم ان الحريري تبلغ اجواء واضحة ومواقف من المعارضة تشير الى امكان رفضها اي صيغة يعرضها من دون اتفاق مع عون. لكن الحريري يعتزم تقديم صيغته على نحو يثبت اخذه اكثر مطالب المعارضة في الاعتبار ومراعاته اياها الى الحدود التي لا تسقط الثوابت التي يعتبرها وفريق الغالبية مساً بصلاحيات رئيس الوزراء المكلّف وتحفظ المكتسبات البديهية للاكثرية.
وقد افصح الحريري عن هذا الاتجاه علناً في افطار مساء امس، اذ قال انه سيتابع مشاوراته في الايام المقبلة لتأليف حكومة الوحدة الوطنية، لافتاً الى انه 'في مكان ما يجب ان نضع مصلحة البلد امامنا ونأخذ خيارات ونقدم تصورنا وكيف يجب ان تكون حكومة الوحدة الوطنية وذلك ليس من باب التحدي لاحد'. واكد انه سيقوم 'بخطوات عدة لنتوصل الى تشكيل الحكومة من خلال طرح منطقي'.
وبدا قصر قريطم امس اشبه بغرفة عمليات، اذ شهد لقاءات كثيفة عكست اقتراب الحريري من القيام بخطوته. وبعد استقباله مساء السبت المعاون السياسي للامين العام لـ'حزب الله' حسين خليل، التقى امس ممثل حزب الطاشناق النائب اغوب بقرادونيان، ثم الوزير باسيل.
وتوافد اقطاب الاكثرية ليلاً تباعاً على قريطم، فاجتمع الحريري بالرئيس امين الجميّل، ثم برئيس 'اللقاء الديموقراطي' النائب وليد جنبلاط، فرئيس الهيئة التنفيذية لحزب 'القوات اللبنانية' سمير جعجع.
كذلك استقبل الحريري المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل وعرض معه آخر التطورات المتعلقة بتأليف الحكومة.
وعلمت 'النهار' ان الحريري ابلغ اقطاب الاكثرية كما ممثل الرئيس بري انه عازم على تقديم تصوره لتشكيلة الحكومة قريباً، وتشاور معهم في الاحتمالات التي تترتب على هذه الخطوة، كما جرى بحث في بعض النقاط التفصيلية المتعلقة بمشروع التشكيلة.
رد المعارضة
في المقابل رفعت قوى المعارضة وتيرة تحذيراتها من اقدام رئيس الوزراء المكلّف على تأليف حكومة أمر واقع وذهب الوزير في 'كتلة الوفاء للمقاومة' محمد فنيش الى وصفها بأنها 'وصفة لاعادة انتاج الخلاف بين اللبنانيين ومحاولة لن تنجح في تشكيل حكومة تحظى بالمقبولية والمشروعية السياسية'. كما اكد رئيس الكتلة النائب محمد رعد 'ان المعارضة لن تشارك الا مجتمعة في حكومة الوحدة الوطنية'.
وقالت مصادر بارزة في المعارضة لـ'النهار' ليلاً ان الانطباع الذي تولّد لديها عقب لقاءي الحريري مع باسيل وخليل هو ان رئيس الوزراء المكلّف يمهدلاعلان شيء ما وعرض تشكيلة تتضمن اسماء وزراء لـ'التيار الوطني الحر' كالنائب ألان عون والسيد روي الهاشم من غير ان يعطي 'تكتل التغيير والاصلاح' وزارة الاتصالات ولا وزارة الداخلية ولا وزارة الطاقة، كما انه يعتزم اعطاء التكتل اربع حقائب بدلا من خمس ولن يكون بين الوزراء اربعة موارنة. واعتبرت ان تشكيلة كهذه تعني محاولة نقل المشكلة الى داخل 'التيار الوطني الحر' واحراج المعارضة ووضع التشكيلة في يد رئيس الجمهورية.
ولوحظ ان مصادر المعارضة ركزت في هذا السياق على موقف الرئيس سليمان، فقالت انها تعتبر حتى الآن ان التشكيلة المحتملة للحريري هي نتاج خطوة منسقة مع رئيس الجمهورية الذي ستكون امامه ثلاثة احتمالات: ان يوقع او لا يوقع او يطلب تعديل التشكيلة بالتنسيق مع المعارضة. واضافت ان المعارضة تنظر الى اللقاءات التي انعقدت اخيرا على انها من باب المناورة وهذا سيؤدي الى عودة الامور الى الوراء بما يشبه خيار النصف زائد واحداً. وذكرت ان الحريري كان صريحاً جدا في لقائه وباسيل في تأكيد مجموعة 'لاءات' لمطالب العماد عون: 'لا للراسبين' في الانتخابات و'لا لوزارتي الاتصالات والداخلية' و'لا لاعطاء عون اربعة وزراء موارنة'. واعلنت المصادر ان المعارضة تقف بجانب العماد عون وستكون كلمة واحدة معه وما لا يرضيه لن ترضى به.
وفي حين نقلت 'المؤسسة اللبنانية للارسال' عن الوزير باسيل ان اللقاءات مع رئيس الوزراء المكلف 'كطواحين الهواء لا تأتي بأي نتيجة' مشددا على التمسك بمطالب 'التيار الوطني الحر' حملت محطة 'او تي في' التلفزيونية الناطقة باسم 'التيار' مساء بشدة على الحريري معتبرة انه يذهب الى 'ذروة التصعيد'. وقالت 'إن الحريري يذهب خلال ساعات الى قصر بعبدا ليسلم رئيس الجمهورية ورقة يسميها اقتراح تشكيلة حكومة وفيها يأخذ بمطالب كل الاطراف الا ميشال عون ويقبل انواع الحقائب التي يريدها الجميع باستثناء حقائب التيار الوطني الحر ويتبنى اسماء كل من طلب مشاركته في الحكومة العتيدة الا أسماء تكتل التغيير والاصلاح واعطى نفسه حق تحديد عدد حقائب ميشال عون واي حقيبة يهبها الى وزير من التيار'.
سليمان وجنبلاط
وفي ظل هذا المناح الذي يوحي بان الاسبوع الجاري سيشهد تطورات مفصلية لتقرير مصير الازمة الحكومية، قالت اوساط مطلعة لـ'النهار' ان موقف رئيس الجمهورية صار معروفا وهو دأب على تكراره اخيرا امام زواره، اذ انه لا يوقع مراسيم تشكيلة حكومية لا تؤمن الوفاق الوطني ولا ترضي المعارضة.
ولفتت الى 'رمزية' الزيارة التي قام بها امس النائب جنبلاط على راس وفد لقصر بيت الدين مرحبا بانتقال رئيس الجمهورية الى المقر الصيفي. وقالت ان هذه الخطوة تجاوزت الاطار الشكلي وبدت اشبه بتزكية جنبلاط لموقع الرئاسة ودورها واقترابا من الخط التوافقي الذي يمثله سليمان.
وقد انعقدت على هامش الزيارة خلوة بين سليمان وجنبلاط'.
وقال الرئيس امين الجميل لـ'النهار' ان 'لا جديد على صعيد الحكومة الا المأزق التي تتخبط فيه الامور'. ورأى انه 'كلما تأخر تشكيل الحكومة زادت الصعوبات ولجأ مختلف الاطراف الى مواقف تصعيدية'. واضاف مذكرا بموقفه الاخير قبل سفره الى البرازيل: 'ان هناك حاجة الى تطوير النظام لان الامور تحتاج الى حل جذري'.
وشدد على دعم حزب الكتائب لرئيس الوزراء المكلف في مهمته ورأى ان الاخير 'يملك المعطيات الداخلية والخارجية ويدرك حدود التحرك واطاره'. وشدد على 'ضرورة ابتداع الحلول للخروج من هذا المأزق وعلى مختلف الاطراف تقديم اقتراحات عملية الى الحريري'. ووصف الجميل كلام البعض عن تحقيق المشاركة المسيحية من خلال مشاركة اشخاص معينين في الحكومة بانه 'مجرد تصور لدى هذا البعض ان في امكانه اختزال التمثيل المسيحي، في حين ان الامور واضحة تاريخيا وعمليا. ونتائج الانتخابات وارقامها واضحة في تظهير موقف المسيحيين'. وسأل حلفاء العماد عون في 8 آذار عن مطالبتهم بحقوق المسيحيين اليوم 'ولماذا لم يهتموا بهذه الحقوق وبتمثيل المسيحيين في التسعينات عندما كانوا شركاء اساسيين في السلطة؟'.
ـ صحيفة 'السفير'
تطورت عملية تأليف الحكومة مع بداية الأسبوع الحادي عشر على &laqascii117o;التكليف" بشكل دراماتيكي، فانتقل الواقع المحيط بالحكومة من حالة المراوحة إلى حالة التأزم والعودة إلى الوراء، حيث بدا أن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري يريد أن يقوم &laqascii117o;بشيء ما" من أجل الحفاظ على &laqascii117o;الهيبة" والاستفادة من واقعة سفر رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى نيويورك، كسقف زمني لمبادرة يحملها اليه، هذا الأسبوع، وهي عبارة عن مسودة حكومة ثلاثينية، سيكون مصيرها النوم في أدراج المكتب الرئاسي في القصر الجمهوري.
وإذا كان الاعتقاد السائد أن العقدة الحكومية محلية بامتياز، فإن انهماك الجهات الخارجية المعنية بالملف اللبناني، بملفات وقضايا أخرى، تجعل الملف اللبناني على عتبة تأزيم في الأيام المقبلة، بدأت تلوح تباشيره في الساعات الأخيرة... في انتظار أن يتدخل أو يتطوع من يستطيع إلى ذلك سبيلا...
في هذه الأثناء، أنجز الرئيس المكلف سعد الحريري تحضيراته للخطوة الوشيكة التي سيقدم عليها من طرف واحد خلال الساعات القليلة المقبلة والمتمثلة في رفع تصوره لتفاصيل التشكيلة الحكومية الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان، من دون أن يكون قد توافق عليها مع المعارضة عموماً و&laqascii117o;التيار الوطني الحر" خصوصاً.
وإذا كانت جعبة الحريري تحوي لائحة طويلة بالأسباب الموجبة التي تبرر من وجهة نظره ما سيفعله، إلا ان الأكيد ان مبادرته الى طرح صيغة أمر واقع ستشكل مغامرة سياسية مفتوحة على شتى الاحتمالات السلبية، علماً بأن مرجعاً قيادياً كبيراً في المعارضة تمنى في مجلسه الخاص، مساء أمس، ان يكون ما يلوح به الحريري &laqascii117o;مجرد تهويل على المعارضة والعماد عون من أجل دفعهما الى تقديم تنازلات في ما يخص مطالبهما الوزارية، أما إذا اتضح انه جدي في وضع تشكيلة حكومية غير منسقة مع الآخرين، فهذا يعني انه سيدفع البلد الى ذروة جديدة في ألازمة المفتوحة منذ أكثر من شهرين".
وفي حال قرر الحريري المضي في حكومة الامر الواقع، فإنه سيكون عليها ان تتجاوز ثلاثة حواجز سياسية حتى تصبح سارية المفعول، الاول رئيس الجمهورية الذي سيفكر مئة مرة قبل أن يوقع على مرسوم تشكيل حكومة من هذا النوع لن تحظى بموافقة المعارضة، والثاني هو حاجز الرئاسة الثانية حيث يراقب بري ما يجري وينتظر اللحظة المناسبة ليفك صيامه، والحاجز الثالث يمثله النائب وليد جنبلاط الذي قد لا يجد نفسه متحمساً لتغطية قرار الحريري بعد انعطافة 2 آب الشهيرة وما احدثته من خلط في الاوراق والمواقع (تردد أن جنبلاط عبّر بعد مغادرته، قريطم، مساء أمس، عن عدم ارتياحه لتوجه الحريري لتشكيلة الأمر الواقع).
وحاول حزب الله بدوره خلال الساعات الماضية منع وصول الحوار بين الحريري وعون الى الحائط المسدود، وتحرك المعاون السياسي للامين العام للحزب حسين الخليل في اتجاهي قصر بعبدا وبيت الوسط، بناء على طلبهما، سعياً الى إيجاد قوة دفع للمشاورات المتعثرة حول الحكومة.
وعلمت &laqascii117o;السفير" ان خليل قال للحريري: لقد دفعنا في اتجاه ترتيب اللقاء بينك وبين عون.. وعليك ان تفاوض وتناقش، وليس الرد بـ&laqascii117o;لا" على كل ما يطرحه عون.
ورد الحريري: وأنتم، ماذا ستفعلون يا حاج.. لماذا لا تضغطون على عون من أجل ان يسهل تشكيل الحكومة؟
وأجاب خليل: وماذا فعلت أنت للتسهيل قبل ان تقول لماذا لا نضغط على عون.. يجب ان تعطوه شيئاً.. الجنرال لديه مطالب، عليكم البحث في كيفية تلبيتها..
ورد الحريري &laqascii117o;لقد عملت بنصيحتكم وحاورت عون ووصلنا الى حائط مسدود وصار لزاماً عليّ أن أقوم بشيء ما" رفض تحديده.
وأكد وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل لـ&laqascii117o;السفير" انه &laqascii117o;مرة جديدة يمارس علينا سعد الحريري الضغوط لكي يفرض علينا شروط الاستسلام والخضوع بالسياسة والطائفية والشارع، وهذا يعني أنه يريد تأليف حكومة بالنار والضغط والابتزاز، حتى وصل بهم الأمر الى التهديد بالحرب الأهلية، بينما كنا نراهن على أنه يسعى الى تأليف حكومة بالحوار وإقرار حقوقنا، ليتبين لنا أنه يتحرك ضمن معادلة محددة &laqascii117o;اما القبول بشروطه أو الويل والثبور وعظائم الأمور، وهذه طريقة غير مجدية لا مع ميشال عون ولا مع &laqascii117o;التيار الحر" وجمهوره، وقد حاولت &laqascii117o;الدول" قبله أن تفعل معنا ذلك ولم تنجح".
وقال باسيل رداً على سؤال انه &laqascii117o;لاننا نريد حوارا مجديا ومنتجا يؤدي الى تأليف الحكومة، حددنا ثلاثة منطلقات أساسها الاعتراف بالآخر ووقف التعدي على حقوقنا ووقف طرح المطالب التعجيزية، وننتظر من الرئيس المكلف الاجوبة عليها لكي ينطلق الحوار الجدي بيننا وإلا نكون ما زلنا في دائرة التعدي علينا معنويا وعلى حقوقنا".
ورداً على ما يقصده بأن الحريري يهدد بالحرب الأهلية أجاب باسيل &laqascii117o;ألم تقرأوا ما صدر عن المفتي الجوزو؟ اذا لم يتنصل منه الحريري، فمعنى ذلك أن رئيس الحكومة المكلف يريد تأزيم الأمور الى حد التهديد بالحرب الأهلية".
وأكد باسيل أن الحوار &laqascii117o;كان شكلياً بدليل أن كل طرف أعاد تكرار ما عنده من مطالب وبدا خلاله أن الحريري انما كان يريد اللقاء للقول لاحقاً لرئيس الجمهورية وباقي أطياف المعارضة أنه سمع نصيحتهم وحاول التوصل الى تسوية مع عون لكنه وصل الى حائط مسدود".
وحول إمكان تقديم تشكيلة الى رئيس الجمهورية من طرف واحد ومن دون التفاهم المسبق لا مع المعارضة ولا مع &laqascii117o;التيار" أجاب باسيل &laqascii117o;يعني ذلك كما لو كانوا ينتخبون رئيس الجمهورية بالنصف زائداً واحداً وعندها عليهم أن يتحملوا مسؤولية أعمالهم سياسياً".
المعارضة تنبه
وقال مصدر قيادي بارز في المعارضة لـ&laqascii117o;السفير" ان خطوة الحريري إن تمت ستقوده الى &laqascii117o;اللاحكومة"، وهذه خطوة الى الوراء تنطوي على تصعيد وتعقيد، من شأنها أن تؤدي الى ازمة كبيرة مع المعارضة، وشدد المصدر على أن التوافق المسبق هو المعبر الإلزامي لتشكيل الحكومة سواء على مستوى التركيبة والتي تم التفاهم عليها او على مستوى التأليف.
الى ذلك، أكدت اوساط الحريري انه سيقدم الى رئيس الجمهورية مشروع حكومة ائتلاف وطني وفق مقتضيات المصلحة الوطنية والدستور وتنطوي على أكبر قدر ممكن من التوافق، ولكنها بالتأكيد ليست حكومة تعكس وجهة نظر المعارضة. وأشارت الى ان التشكيلة أصبحت في مرحلة متقدمة جداً وسيرفعها الحريري الى رئيس الجمهورية قريباً جداً، جازمة بأن لا نية في إحراج الرئيس، وإذا طـــــرح ملاحظات على التشــكيلة فإن الرئيس المكلف سيستمع اليها.
وشددت الاوساط على ان التشكيلة الحكومية المقترحة لن توضع لإحراج الفريق الآخر او لدفعه الى عدم القبول بها، بل ستنطلق من معادلة 15ـ10ـ5 وسترضي من حيث توزيع الحقائب حزب الله وحركة أمل وستتجاوب مع 85 في المئة من مطالب عون، فلماذا ترفض إذا كانت النيات حسنة، أما إذا رفضت فهذا يعني سقوط ورقة التوت عن المعارضة وانكشاف رغبتها المضمرة في عدم تشكيل حكومة.
واعتبرت ان حقيبة &laqascii117o;الداخلية" ليست من حق عون وليس مقبولاً منحه &laqascii117o;الاتصالات" مقابل تنازله عن &laqascii117o;الداخلية"، فهو بذلك يكون وكأنه قد تراجع عن منام رآه في نومه، او كأنه يبيعنا من كيسنا.
كما اتهمت باسيل بأنه عرقل وصول الداتا او المعلومات التي كانت تطلبها منه الأجهزة الأمنية، وأداؤه كان سيئاً في هذا المجال، إضافة الى المجالات الاخرى في الوزارة، عدا عن انه رسب في الانتخابات، وبالتالي ليس منطقياً القبول بإعادة توزيره.
ورجحت ان تتضمن التشكيلة المقترحة 4 وزارات لتكتل التغيير والاصلاح، من بينها التربية، التي هي أم الوزارات، ووزارة العمل إذا شاؤوا إضافة الى وزير دولة.
كرامي يحذر ونصر الله يتحدث اليوم
وقال الرئيس عمر كرامي إنه لمس من الرئيس المكلف سعد الحريري خلال لقائه معه مؤخراً، إحساسا بالمسؤولية الكبرى واستعداداً للتضحية ضمن ما ينص عليه الدستور والقوانين والأعراف، وانتقد في إفطار طرابلسي من أسماهم بـ&laqascii117o;المتطرفين... الذين يطلبون من الشيخ سعد أن يؤلف الحكومة ولو من لون واحد"، لافتاً النظر الى ان &laqascii117o;هؤلاء كأنهم لا يعيشون في هذا البلد ولا يعرفون أن حكومة من هذا النوع ستفجر الوضع برمته في الشارع وبأسرع مما يظنون".
على صعيد آخر، يلقي الأمين العام لـ&laqascii117o;حزب الله" السيد حسن نصرالله كلمة غروب اليوم في إفطار الهيئات النسائية، ويتناول فيها آخر التطــورات، ومنها الموضوع الحكومي.
ـ صحيفة 'الأخبار'
(...) في اللقاءين الأخيرين مع حزب الله والتيار الوطني الحر ممثَّلين بخليل وباسيل، رفض الحريري أن يعدّل موقفه بشأن النقاط السابق ذكرها، وألحّ على حزب الله والرئيس نبيه بري وحزب الطاشناق ليحصل منهم على أسماء الذين يرغبون في توزيرهم، فرفض الثلاثة إعطاءه أي اسم، وأبلغوه أن المعارضة إما أن تشارك كلها أو لا تشارك، ولا يمكن الالتفاف عليها بهذه الطريقة. وكانت الأطراف الثلاثة قد أبلغت سابقاً الرئيس ميشال سليمان الموقف نفسه.
وذكرت مصادر المعارضة أن الحريري بعد لقاءي السبت والأحد، بدا حاسماً لموقفه وجدّياً بشأن تقديم تشكيلة حكومية إلى رئيس الجمهورية في اليومين المقبلين. وأشار أحد المطّلعين على لقاء الحريري وباسيل إلى أن الأول بدا مهتماً بالتأكيد لزائره أنه أحسن تدعيم نيّته هذه بمبررات دستورية، وفهم باسيل من كلامه مع مستشار الحريري نادر الحريري أن أسلوب مفتي جبل لبنان محمد علي الجوزو بشأن حقوق &laqascii117o;أهل السنّة" سيكون رائجاً بقوة في وجه رفض المعارضة لأسلوب الحريري في التأليف.
النائب سمير الجسر كان أول من كشف عن إعداد الحريري تشكيلة حكومية بالأسماء والحقائب ينوي تقديمها إلى الرئيس. وتأكدت &laqascii117o;الأخبار" من أن نواب كتلة المستقبل وزعيم الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط ومختلف أفرقاء المعارضة لم يطّلعوا على الأسماء أو على توزيع الحقائب. أمّا مصادر بعبدا، فرأت أن الدستور ينص على أن يشكل الرئيس المكلّف الحكومة بالتفاهم مع رئيس الجمهورية، وليس أن يشكّل الرئيس المكلف الحكومة ثمّ يعرضها على رئيس الجمهورية للموافقة عليها. وبناء على ذلك، لن يقبل سليمان أن يضعه الحريري في هذا الموقف.
وبعد كلام الجسر، كرّت المواقف. فرأى النائب نهاد المشنوق أن الحوار ليس دائماً مبدأً إيجابياً، مشيراً إلى تأخر رئيس الجمهورية في الدخول على خط الحوار بين عون والحريري. أما النائب السابق مصطفى علوش، فرأى أن الحريري &laqascii117o;سيقدم تشكيلته بعد موافقة الرئيس ميشال سليمان، وهو لن يقوم بخطوة كهذه دون اتفاق مع الرئيس". بدوره، توقّع الوزير محمد شطح أن يعجز الآخرون عن المعارضة حين يكتشفون الأسماء التي اختارها الحريري. أما النائب عمار حوري، فأعلن أنّ &laqascii117o;لحظة الحقيقة ليست بعيدة، وسيستعمل الحريري حقه الدستوري ويقرّ مرسوم تأليف الحكومة".
ـ صحيفة 'الحياة'
أكدت معلومات ان التواصل القائم بين الحريري وقيادة &laqascii117o;حزب الله" لم يحقق أي تقدم يمكن أن يوظف لتسجيل اختراق يدفع لتفاهم بخصوص الحكومة العتيدة، وقالت ان اللقاء الذي عقد منتصف ليل أول من امس بين الحريري وخليل لم يؤد الى إخراج المشاورات من دائرة المراوحة الى الدخول في صلب التأليف.
وأوضحت ان قيادة الحزب تتجنب حتى الآن التقدم من الحريري بلائحة بأسماء ممثليها في الحكومة بذريعة انها تفضل الاتفاق أولاً على توزيع الحقائب كمدخل للبحث في الأسماء مع ان الحزب لا يزال ينظر في هذه الأسماء ولم يتوصل الى قرار نهائي في شأنها، فيما قالت مصادر في &laqascii117o;امل" لـ &laqascii117o;الحياة" ان الرئيس المكلف يصر على التحدث بلغة يغلب عليها التهدئة والانفتاح والمرونة والاستعداد للتعاون ولم نصل الى مرحلة الدخول في الأسماء مع ان الجو العام ليس مشجعاً لاتخاذ مبادرة من جانب واحد.
ولفتت هذه المصادر الى انه يفهم من موقف &laqascii117o;حزب الله" انه مصر على تضامنه الكامل مع حليفه &laqascii117o;التيار الوطني الحر" فيما يتجنب أكثر من مسؤول في &laqascii117o;امل" توضيح موقف الرئيس بري علماً انهم يكررون القول انهم أقل تأثيراً على عون وأن الأمر ليس بيدهم، مع ان الموقف الذي أعلنه اخيراً وزير الصحة محمد جواد خليفة وهو حليف لـ &laqascii117o;أمل" يضعها في مرتبة التضامن الى جانب الحزب في موقفه من &laqascii117o;التيار الوطني الحر".
وفي المقابل، فإن الحريري كرر ما يقوله باستمرار في المآدب الرمضانية في قريطم من ان الأكثرية تنازلت عن مطالبتها بثلثي اعضاء الحكومة ووافقت على 15 وزيراً أي من دون النصف زائداً واحداً في الحكومة. إضافة الى ما قدمته من ضمانات وتطمينات بالنسبة إلى التوافق على القرارات الأساسية وعدم إخضاعها للتصويت في مجلس الوزراء والإبقاء على البند الخاص بسلاح &laqascii117o;حزب الله" مادة للحوار.
ـ صحيفة 'اللواء'
بين الايام القليلة المقبلة التي يزمع الرئيس المكلف سعد الحريري ان يقدم تشكيلة لحكومة الوحدة الوطنية، والايام المتبقية من اقامة الرئيس ميشال سليمان في القصر الرئاسي الصيفي في بيت الدين، لتأكيد وتثبيت العرف المتبع. فبدءاً من اليوم، وحتى منتصف هذا الاسبوع يفترض ان تكون اللمسات قد وضعت على التشكيلة حقائب واسماء قبل تحديد موعد اللقاء بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية في بعبدا، او في بيت الدين، اذ ارتأى رئيس الجمهورية تأخير اقامته في القصر الصيفي علما ان معلومات رجحت ان يتم اللقاء بين الرئيسين اليوم او غداً على ابعد تقدير.
الا أن مصدراً دبلوماسياً عربياً تحدث عن حدوث خرق في الجدار الإقليمي على خلفية الأزمة المحتدمة بين بغداد ودمشق، حملت أشارة سورية بوجوب اقفال ملف تشكيل الحكومة اللبنانية.
المعارضة في غضون ذلك، استبعد مصدر وزاري معارض تأليف الحكومة خلال شهر أيلول الحالي مؤكداً بأن العقدة الخارجية التي تحول دون ولادة الحكومة ما تزال موجودة، كاشفاً عن أن الحرارة تراجعت كثيراً وتكاد تكون مفقودة على الخط السوري - السعودي، وهذا الأمر يساهم في تأخير التأليف الى جانب عوامل إقليمية ودولية أخرى. وأوضح المصدر الوزاري أن رئيس الجمهورية ليس في وارد التوقيع على حكومة <كيفما كان>، وأنه حريص على أن تحظى أي حكومة بموافقة كل الأطراف.
ـ صحيفة 'الديار'
(...) في المعلومات ان الرئيس المكلف سعد الحريري وفي محاولة اخيرة منه سينتظر مجيء العماد عون قبل تقديم الصيغة الجديدة لرئيس الجمهورية، وقالت أوساطه ان الصيغة التي سيقدمها للرئيس سليمان لم يكشف عن تفاصيلها بعد، وكيفية التعاطي مع حصة المعارضة وخصوصا مسألة التعاطي مع الاسماء المحسوبة على العماد عون، وهذا الأمر ما زال قيد البحث. واشارت مصادر مطلعة الى أن الصيغة لن تكون نهائية، وسيطلب الرئيس المكلف التعاون مع الرئيس سليمان في إجراء مشاورات لحل الاعتراضات التي قد تطرأ عليها، وثم إعطاء مدة زمنية لمراجعة الاطراف.وفي هذا الاطار، علم ايضا ان رئيس الجمهورية سيستكمل بحث المخارج للأزمة مع العماد عون لدى عودته من الخارج، وهو يتابع مشاوراته مع الاطراف، ويأتي ذلك في اطار لقاءاته ومن ضمنها زيارة الحاج حسين خليل، الذي يزور رئيس الجمهورية والرئيس المكلف باستمرار.